إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

النقاش وصل إلى قبة البرلمان.. «النوبة» و«رقوج» نموذجا.. الجدل يتصاعد حول تحويل عروض تلفزيونية إلى عروض حية وتقديمها بالمهرجانات الصيفية

 

  • إلى أي مدى كان تحويل «النوبة» و«رڤوج» إلى عروض فرجوية بدافع جمالي صرف، بعيدًا عن الاستثمار في منطق السوق؟

  • الجدل لا يدور حول القيمة الفنية للعمل المتحول من التلفزيون إلى الركح، في حد ذاته، بل حول المنطق الذي يحكم برمجته وتوزيعه.

  • تحويل عمل فني من وسيط إلى آخر ليس جديدًا في تاريخ الفنون، لكن تظل المغامرة مرتبطة برهانات فلسفية وفنية وتقنية دقيقة.

طرحت النائبة بمجلس النواب، بسمة الحمامي، سؤالًا لم يمرّ دون صدى، كان كالآتي: ما فلسفة وزارة الشؤون الثقافية في تحويل أعمال درامية تلفزيونية، مثل «النوبة» و»رڤوج»، إلى عروض مسرحية وفرجوية تُقدَّم في قرطاج؟ وكان ذلك خلال جلسة انتظمت أول أمس تحت قبة البرلمان بباردو لتوجيه أسئلة من النواب إلى وزيرة الشؤون الثقافية حول الشأن الثقافي.

ومن الواضح أنّ هذا السؤال قد جاء بعد متابعة لما نشر حول الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي،. وقد كانت كثافة التعليقات حول الموضوع ترتقي إلى مستوى الحملة الرقمية التي انطلقت فور الإعلان عن برمجة عرض «رڤوج» للأخوين عبد الحميد وحمزة بوشناق في عدد من المهرجانات الصيفية على غرار مهرجان الحمامات الدولي ودقة وبنزرت. وتجلى ذلك بوضوح أكبر حين تساءلت النائبة إن كان مهرجان قرطاج الدولي قد أصبح «مهرجان العائلات بالوراثة»، ذلك أن بعض الآراء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر أن الفرص التي أتيحت للمخرج عبد الحميد بوشناق، وهو مخرج العملين «النوبة» و«رقوج»، تعود إلى كونه نجل الفنان المعروف لطفي بوشناق.

ولنا أن نوضح بأن «رقوج» الذي بثته قناة نسمة الجديدة في رمضان لهذا العام وكان قد عرض الجزء الأول من العمل في رمضان 2024، ثم حوله المخرج عبد الحميد بوشناق إلى عمل فرجوي حي بمشاركة أغلب الوجوه التمثيلية المشاركة به مع تكريم خاص لفنان الراب الراحل كافون الذي كان قد شارك في العمل، ليس ضمن برمجة مهرجان قرطاج الدولي في دورته الـ59، كما نوضح أيضًا أن المواقف المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ليست كلها ضد عرض «النوبة» و»رڤوج» بالمهرجانات الصيفية، فهناك آراء مرحبة جدًا بالفكرة، كما أن عروض «النوبة» و»رڤوج» بالمهرجانات تمت بحضور جمهور كبير العدد.

والسؤال إزاء السؤال الذي طرحته النائبة المحترمة هو: هل أخطأت أولًا في طريقة طرح المسألة، وثانيًا في مسألة المضامين؟ نقول ذلك لأن السؤال الذي توجهت به النائبة إلى وزيرة الشؤون الثقافية، أمينة الصرارفي، بالبرلمان، يبدو أنه في تناغم مع موجة الانتقادات التي وجهت إلى «رڤوج» العرض الذي تحول من عمل تلفزيوني رمضاني إلى عرض حي على الركح. والمتأمل في محتوى السؤال يستخلص أن صاحبته أرادت أن تستفهم حول الجدوى من تحويل العمل إلى عرض ركحي، وهي تعتقد، بناءً على ما طرحته من استفسارات، أنه من غير الممكن أو المعقول ومن غير المجدي تحويل مسلسل درامي إلى عمل مسرحي أو فرجوي. لكن الحقيقة أن تحويل عمل فني من وسيط إلى آخر ليس جديدًا في تاريخ الفنون، إلا أن العملية تظل مرتبطة برهانات فلسفية وفنية وتقنية دقيقة.

فحين تُنقل الحكاية من الشاشة الصغيرة إلى خشبة المسرح، يُعاد النظر في اللغة، وفي التلقي، وفي مقاصد العمل. غير أنّ هذا التحوّل، متى تمّ دون أفق إبداعي واضح، قد يتحوّل إلى نسخة باهتة من الأصل، تلهث وراء نجاح سابق، وتعيد إنتاجه دون تجديد جوهري.

هنا يبرز سؤال أساسي: هل جاء تحويل «النوبة» و»رڤوج» إلى عروض فرجوية بدافع جمالي صرف، أم أنّه انزلاق نحو منطق السوق، واستثمار فيما هو جاهز جماهيريًا لملء المدارج وضمان التفاعل؟

مداخلة النائبة.. من سؤال برلماني إلى نقاش ثقافي عام

حين تساءلت النائبة بسمة الحمامي عمّا إذا كانت وزارة الشؤون الثقافية  تقف وراء هذه العروض، كانت تشير إلى ما يبدو إلى الغموض في سياسة التوزيع الثقافي، وخلط بين الإنتاج التلفزيوني والإنتاج المسرحي، وتكرار للأسماء والوجوه في مختلف الفضاءات الثقافية.

لكنّ الجدل تواصل أكثر حين ردّ المخرج عبد الحميد بوشناق بشكل مباشر عبر تدوينتين على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي ، أوضح فيهما نقطتين أساسيتين: أن وزارة الشؤون الثقافية لا علاقة لها بعرضي «النوبة» و»رقوج»، إذ أنّهما من إنتاج وتمويل خاص وأن العرضين لم يُقدّما ضمن مهرجان قرطاج الدولي في الدورات الأخيرة 2023 - 2024 - 2025.

وفيما يشبه «بيانًا فنيًا»، قدّم بوشناق تبريرًا فلسفيًا وفنيًا لقراره بتحويل أعماله من الشاشة إلى الركح بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وقدم إجابة تطبيقية لـ «التشات جي بي تي» حول الموضوع. ومما جاء فيها أن «تحويل مسلسل تلفزيوني إلى عرض مسرحي فرجوي ليس مجرّد نقل وسائط، بل هو عملية فنية وفكرية تنطوي على إعادة تخيّل المادة الأصلية ضمن منطق المسرح وطقوسه.»

هذا الردّ لم يوقف الجدل، بل عمّقه، لأن الأسئلة التي طرحتها النائبة لم تكن حول التوقيت والمكان فقط، بل حول منطق التحويل الثقافي عمومًا، وتحوّل المشهد برمّته نحو إعادة إنتاج التلفزيون داخل المسرح والمهرجان، بغض النظر عن طريقة الطرح وعمق السؤال وصحة معلوماتها من عدمها.

تحويل «النوبة» و«رڤوج» إلى عروض فرجوية حيّة يضعنا في منطقة رمادية يتقاطع فيها الفني بالجماهيري، والجمالي بالتجاري. فمن جهة، قد يبدو الأمر استكمالًا لمسار فنيّ أطلقه عبد الحميد بوشناق داخل وسائط بصرية، وسعى من خلاله إلى تفكيك الذاكرة الشعبية وتقديمها بلغات جديدة.

ومن هذا المنظور، يمكن اعتبار التحويل اختيارًا جماليًا يعيد خلق العمل في صيغة حية، مسرحية، تتجاوز الاستهلاك الرقمي وتراهن على التفاعل اللحظي مع الجمهور. إلا أنّ السياق العام الذي جاء فيه هذا التحويل، وارتباطه بموسم المهرجانات الصيفية، وسرعة توظيف الأعمال الناجحة تلفزيونيًا ضمن عروض جماهيرية، كلّها مؤشرات تدفع إلى التساؤل عمّا إذا كنا أمام احتفاء بالفن أم استثمار في نجاح سابق لضمان بيع التذاكر وملء المدارج.

الجدل إذًن لا يكمن في القيمة الفنية للعمل بحد ذاته، بل في المنطق الذي يحكم برمجته وتوزيعه، وفيما إذا كانت هذه العروض تُنتَج بدافع التجريب المسرحي، أم بدافع تكرار «الترند» وتحويله إلى مادة مربحة داخل منظومة ترفيهية تتغذى على «ما ينجح» أكثر مما تخلق ما هو جديد.

ولعلّ الإشكال الحقيقي والسؤال المنطقي الذي يجب طرحه لا يكمن في تحويل مسلسل تلفزيوني إلى عرض فرجوي، ولا في هوية الجهة التي تتولى هذا التحويل، بل فيما إذا كان هذا الانتقال قد خضع فعلاً إلى شروط وضرورات الركح.

فهل استجابت الصيغة المسرحية أو الفرجوية لمقتضيات التعبير الجسدي والفضاء الحيّ؟ هل أُعيد بناء الحكاية لتتفاعل مع منطق الخشبة لا منطق المونتاج؟ هل خرج النص من عباءة التلفزيون ليولد من جديد بلغة المسرح وإيقاعه وتواطؤه مع الجمهور؟ أم أننا أمام استنساخ شكلي، يُلبِس العمل قناع «الفرجة الحيّة» بينما يظل مشدودًا إلى سرديته الأصلية؟

وكيف نميّز اليوم بين تحويل إبداعي يُقاوم الاستهلاك ويقدّم رؤية فنية جديدة، وبين إعادة تسويق لمنتج ناجح مسبقًا في سياق مختلف دون مساءلة لشروطه الجمالية؟ وهل يمكن للفرجة وحدها، بما تحمله من إبهار وتكثيف، أن تمنح هذا التحويل شرعيته؟

إيمان عبد اللطيف

النقاش وصل إلى قبة البرلمان.. «النوبة» و«رقوج» نموذجا..   الجدل يتصاعد حول تحويل عروض تلفزيونية إلى عروض حية وتقديمها بالمهرجانات الصيفية

 

  • إلى أي مدى كان تحويل «النوبة» و«رڤوج» إلى عروض فرجوية بدافع جمالي صرف، بعيدًا عن الاستثمار في منطق السوق؟

  • الجدل لا يدور حول القيمة الفنية للعمل المتحول من التلفزيون إلى الركح، في حد ذاته، بل حول المنطق الذي يحكم برمجته وتوزيعه.

  • تحويل عمل فني من وسيط إلى آخر ليس جديدًا في تاريخ الفنون، لكن تظل المغامرة مرتبطة برهانات فلسفية وفنية وتقنية دقيقة.

طرحت النائبة بمجلس النواب، بسمة الحمامي، سؤالًا لم يمرّ دون صدى، كان كالآتي: ما فلسفة وزارة الشؤون الثقافية في تحويل أعمال درامية تلفزيونية، مثل «النوبة» و»رڤوج»، إلى عروض مسرحية وفرجوية تُقدَّم في قرطاج؟ وكان ذلك خلال جلسة انتظمت أول أمس تحت قبة البرلمان بباردو لتوجيه أسئلة من النواب إلى وزيرة الشؤون الثقافية حول الشأن الثقافي.

ومن الواضح أنّ هذا السؤال قد جاء بعد متابعة لما نشر حول الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي،. وقد كانت كثافة التعليقات حول الموضوع ترتقي إلى مستوى الحملة الرقمية التي انطلقت فور الإعلان عن برمجة عرض «رڤوج» للأخوين عبد الحميد وحمزة بوشناق في عدد من المهرجانات الصيفية على غرار مهرجان الحمامات الدولي ودقة وبنزرت. وتجلى ذلك بوضوح أكبر حين تساءلت النائبة إن كان مهرجان قرطاج الدولي قد أصبح «مهرجان العائلات بالوراثة»، ذلك أن بعض الآراء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر أن الفرص التي أتيحت للمخرج عبد الحميد بوشناق، وهو مخرج العملين «النوبة» و«رقوج»، تعود إلى كونه نجل الفنان المعروف لطفي بوشناق.

ولنا أن نوضح بأن «رقوج» الذي بثته قناة نسمة الجديدة في رمضان لهذا العام وكان قد عرض الجزء الأول من العمل في رمضان 2024، ثم حوله المخرج عبد الحميد بوشناق إلى عمل فرجوي حي بمشاركة أغلب الوجوه التمثيلية المشاركة به مع تكريم خاص لفنان الراب الراحل كافون الذي كان قد شارك في العمل، ليس ضمن برمجة مهرجان قرطاج الدولي في دورته الـ59، كما نوضح أيضًا أن المواقف المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ليست كلها ضد عرض «النوبة» و»رڤوج» بالمهرجانات الصيفية، فهناك آراء مرحبة جدًا بالفكرة، كما أن عروض «النوبة» و»رڤوج» بالمهرجانات تمت بحضور جمهور كبير العدد.

والسؤال إزاء السؤال الذي طرحته النائبة المحترمة هو: هل أخطأت أولًا في طريقة طرح المسألة، وثانيًا في مسألة المضامين؟ نقول ذلك لأن السؤال الذي توجهت به النائبة إلى وزيرة الشؤون الثقافية، أمينة الصرارفي، بالبرلمان، يبدو أنه في تناغم مع موجة الانتقادات التي وجهت إلى «رڤوج» العرض الذي تحول من عمل تلفزيوني رمضاني إلى عرض حي على الركح. والمتأمل في محتوى السؤال يستخلص أن صاحبته أرادت أن تستفهم حول الجدوى من تحويل العمل إلى عرض ركحي، وهي تعتقد، بناءً على ما طرحته من استفسارات، أنه من غير الممكن أو المعقول ومن غير المجدي تحويل مسلسل درامي إلى عمل مسرحي أو فرجوي. لكن الحقيقة أن تحويل عمل فني من وسيط إلى آخر ليس جديدًا في تاريخ الفنون، إلا أن العملية تظل مرتبطة برهانات فلسفية وفنية وتقنية دقيقة.

فحين تُنقل الحكاية من الشاشة الصغيرة إلى خشبة المسرح، يُعاد النظر في اللغة، وفي التلقي، وفي مقاصد العمل. غير أنّ هذا التحوّل، متى تمّ دون أفق إبداعي واضح، قد يتحوّل إلى نسخة باهتة من الأصل، تلهث وراء نجاح سابق، وتعيد إنتاجه دون تجديد جوهري.

هنا يبرز سؤال أساسي: هل جاء تحويل «النوبة» و»رڤوج» إلى عروض فرجوية بدافع جمالي صرف، أم أنّه انزلاق نحو منطق السوق، واستثمار فيما هو جاهز جماهيريًا لملء المدارج وضمان التفاعل؟

مداخلة النائبة.. من سؤال برلماني إلى نقاش ثقافي عام

حين تساءلت النائبة بسمة الحمامي عمّا إذا كانت وزارة الشؤون الثقافية  تقف وراء هذه العروض، كانت تشير إلى ما يبدو إلى الغموض في سياسة التوزيع الثقافي، وخلط بين الإنتاج التلفزيوني والإنتاج المسرحي، وتكرار للأسماء والوجوه في مختلف الفضاءات الثقافية.

لكنّ الجدل تواصل أكثر حين ردّ المخرج عبد الحميد بوشناق بشكل مباشر عبر تدوينتين على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي ، أوضح فيهما نقطتين أساسيتين: أن وزارة الشؤون الثقافية لا علاقة لها بعرضي «النوبة» و»رقوج»، إذ أنّهما من إنتاج وتمويل خاص وأن العرضين لم يُقدّما ضمن مهرجان قرطاج الدولي في الدورات الأخيرة 2023 - 2024 - 2025.

وفيما يشبه «بيانًا فنيًا»، قدّم بوشناق تبريرًا فلسفيًا وفنيًا لقراره بتحويل أعماله من الشاشة إلى الركح بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وقدم إجابة تطبيقية لـ «التشات جي بي تي» حول الموضوع. ومما جاء فيها أن «تحويل مسلسل تلفزيوني إلى عرض مسرحي فرجوي ليس مجرّد نقل وسائط، بل هو عملية فنية وفكرية تنطوي على إعادة تخيّل المادة الأصلية ضمن منطق المسرح وطقوسه.»

هذا الردّ لم يوقف الجدل، بل عمّقه، لأن الأسئلة التي طرحتها النائبة لم تكن حول التوقيت والمكان فقط، بل حول منطق التحويل الثقافي عمومًا، وتحوّل المشهد برمّته نحو إعادة إنتاج التلفزيون داخل المسرح والمهرجان، بغض النظر عن طريقة الطرح وعمق السؤال وصحة معلوماتها من عدمها.

تحويل «النوبة» و«رڤوج» إلى عروض فرجوية حيّة يضعنا في منطقة رمادية يتقاطع فيها الفني بالجماهيري، والجمالي بالتجاري. فمن جهة، قد يبدو الأمر استكمالًا لمسار فنيّ أطلقه عبد الحميد بوشناق داخل وسائط بصرية، وسعى من خلاله إلى تفكيك الذاكرة الشعبية وتقديمها بلغات جديدة.

ومن هذا المنظور، يمكن اعتبار التحويل اختيارًا جماليًا يعيد خلق العمل في صيغة حية، مسرحية، تتجاوز الاستهلاك الرقمي وتراهن على التفاعل اللحظي مع الجمهور. إلا أنّ السياق العام الذي جاء فيه هذا التحويل، وارتباطه بموسم المهرجانات الصيفية، وسرعة توظيف الأعمال الناجحة تلفزيونيًا ضمن عروض جماهيرية، كلّها مؤشرات تدفع إلى التساؤل عمّا إذا كنا أمام احتفاء بالفن أم استثمار في نجاح سابق لضمان بيع التذاكر وملء المدارج.

الجدل إذًن لا يكمن في القيمة الفنية للعمل بحد ذاته، بل في المنطق الذي يحكم برمجته وتوزيعه، وفيما إذا كانت هذه العروض تُنتَج بدافع التجريب المسرحي، أم بدافع تكرار «الترند» وتحويله إلى مادة مربحة داخل منظومة ترفيهية تتغذى على «ما ينجح» أكثر مما تخلق ما هو جديد.

ولعلّ الإشكال الحقيقي والسؤال المنطقي الذي يجب طرحه لا يكمن في تحويل مسلسل تلفزيوني إلى عرض فرجوي، ولا في هوية الجهة التي تتولى هذا التحويل، بل فيما إذا كان هذا الانتقال قد خضع فعلاً إلى شروط وضرورات الركح.

فهل استجابت الصيغة المسرحية أو الفرجوية لمقتضيات التعبير الجسدي والفضاء الحيّ؟ هل أُعيد بناء الحكاية لتتفاعل مع منطق الخشبة لا منطق المونتاج؟ هل خرج النص من عباءة التلفزيون ليولد من جديد بلغة المسرح وإيقاعه وتواطؤه مع الجمهور؟ أم أننا أمام استنساخ شكلي، يُلبِس العمل قناع «الفرجة الحيّة» بينما يظل مشدودًا إلى سرديته الأصلية؟

وكيف نميّز اليوم بين تحويل إبداعي يُقاوم الاستهلاك ويقدّم رؤية فنية جديدة، وبين إعادة تسويق لمنتج ناجح مسبقًا في سياق مختلف دون مساءلة لشروطه الجمالية؟ وهل يمكن للفرجة وحدها، بما تحمله من إبهار وتكثيف، أن تمنح هذا التحويل شرعيته؟

إيمان عبد اللطيف