إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في عرضه بمهرجان سوسة الدولي.. محمد الجبالي يصنع جسر تواصل موسيقي مع جمهوره

 

❞محمد الجبالي يعلن عن تضامنه مع أبناء غزّة وعن أسفه لرحيل زياد الرحباني❝

❞الجبالي في لقاء إعلامي بعد عرضه بسوسة: مسيرة 40 سنة لم تشفع لي للمشاركة في مهرجان قرطاج الدولي، وملفي يرفض للمرة الثالثة على التوالي❝

أحيا الفنان محمد الجبالي ليلة أول أمس الإثنين 28 جويلية الجاري سهرة فنية مثّلت أول مصافحة له مع جمهور المهرجانات الصيفية خلال هذا الموسم. وفي مصافحته لجمهور مسرح سيدي الظاهر ضمن فعاليّات الدورة 66 لمهرجان سوسة الدولي، أكد الجبالي على حبه لجمهور سوسة واعتبر أن مسرح سيدي الظاهر بسوسة كان منطلقا لنجاحات عديد الفنانين.

اعتلى محمد الجبالي المسرح مرفوقا بعناصر الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو سامي الماجري تمام العاشرة وعشرين دقيقة، فكانت الأغنية الأولى «نظرة عينك قتّالة» التي تعوّد الجبالي أن تكون فاتحة كل عروضه، لتكون بعدها تحية وجّهها الفنان بكثير من الشّجن والتضامن إلى أهالي قطاع غزّة المجوّعين والمضطهدين، فأدّى متأثرا مقاطع من أغنية «إلى متى؟»

لينتقل إثر ذلك إلى تقديم كوكتال غنائي عربي، كانت فاتحته أغنية «جبار» للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ثم أدّى عددا من أحلى ما غنّى ولحّن بين القديم والجديد على غرار «اش هالسر اللي فيك»، و»انت الكل في الكل»، و»ما يهمش»، و»يا معلمني الحب»، و»يا قمر»، و»خليني بجنبك»، والأغنية التي خلّفت، وفق قوله، عديد التفاعلات «أحّيت أحّيت»، التي أصرّ الجبالي على ترديدها رفقة الجمهور الحاضر، الذي أبدى تفاعلا وانسجاما كبيرا، ولعب دور كورال مميّز، بفضل ذكاء محمد الجبالي في خلق جسر تواصل بينه وبين جمهوره، مكّنه من التفاعل، ومن الانتقال بكل سلاسة بين الأغنية والأخرى، من خلال خلق رابط معنوي اعتمد على «الحكاية والغنّاية»، فكان التفاعل تلقائيا وعفويا، تخلّلته النكتة والضحكة الصادقة.

في بداية السهرة، وبعد تحية نضال للشعب الفلسطيني وأهالي غزة، لم يفوّت الجبالي حدث وفاة الموسيقار الكبير زياد الرحباني، وأبدى تعاطفا كبيرا مع والدته السيدة فيروز في مصابها الجلل، معتبرا إياها فنانة تسبح في فلك خاص بها عن سائر كبار الفنانات، لمسيرتها، ولاحترامها لنفسها، فغنّى رائعة «كيفك أنت» بعد أن تحدّث عن أصل الكلمات، وأثنى على قوة شخصية السيّدة فيروز.

ولم يفوّت الفنان محمد الجبالي الفرصة في تفاعله مع جمهوره، فاشتكى ما وصفه بمحاولات استهدافه، ومحاولات إقصائه من بعض المهرجانات، ولعلّ أهمّها مهرجان قرطاج الدولي، فرغم مسيرة تناهز 40 سنة، يُطلب منه تقديم ملف، ثم يلقى الرفض، كما أشار إلى أنّ الفنان في تونس يُكرَّم بعد وفاته، وبعد رحيله عن الحياة، فتظهر مناقبه وميزاته.

أحمد الجبالي مستقبل عازف مميّز:

وكان من بين عناصر الفرقة الموسيقية التي اعتلت ركح مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر، أحمد الجبالي، عازف القيتار، وهو نجل الفنان محمد الجبالي، الذي قدّمه للجمهور وطلب منه تشجيعه ودعمه، مشيرا إلى أنّ اعتلاءه ركح سيدي الظاهر كأول ركح لمهرجان صيفي فيه تبرّك. وأشار الجبالي إلى أنّ الإمكانيات المميزة التي يمتلكها ابنه، هي التي أهّلته إلى أن يكون عنصرا من عناصر الفرقة، وليس شيئا آخر: «لو كنت غير مقتنع بإمكانياته، لما أحضرته».

«من 2014 لم أعتل ركح مهرجان قرطاج.. لكن سأعود»

خلال الندوة الصحفية، عبّر محمد الجبالي عن استيائه الشديد من غيابه عن ركح مسرح قرطاج، حيث كان آخر ظهور له سنة 2014، في سهرة تقاسمها بطلب من وزيرة الشؤون الثقافية سنية مبارك وقتها. واستغرب الجبالي كيف أن مشوار 40 سنة فن لم يشفع له، حيث تمّ للسنة الثالثة على التوالي رفض ملفه، والحال أن عديد الفنانين لا يقدّمون ملفات بحكم تجاربهم، ويُمكّنون من إحياء حفلات. وختم الجبالي بأنه على يقين تام بأنه سيعود من جديد ويعتلي ركح قرطاج.

وتساءل الفنان محمد الجبالي بنفس المناسبة عما أسماه بتغييبه من مهرجان صفاقس الدولي، وقال في هذا الباب: «المشكل الكبير مهرجان صفاقس الدولي.. عمري ما غنّيت فيه»، وقال ذلك بنبرات الحسرة وكثير من الاستغراب، إذ قال إنه لم يتلقّ من المهرجان دعوة ولو مرّة واحدة، رغم تعاقب العديد من المديرين.

وعن ما تردّد من نجاح أغاني الفنان اللبناني فضل شاكر الأخيرة، قال محمد الجبالي إن 50 % من هذه المواقف فنّ، و50 % تعاطف.

عن إمكانية تنويع أسلوبه الفني، وطرق باب الأغنية الرومانسية الهادئة، التي يغيب فيها الإيقاع، ويحضر عمق وصدق الكلمة وبساطة اللحن، اقتداءً بما تحققه أغاني فضل شاكر في الفترة الأخيرة بصفة خاصة، أجاب الجبالي «الصباح» بأنه يملك في سجلّه بعض الأغاني المشابهة، على غرار أغنية «خليني بجنبك». وأمام الإصرار بأن الأغنية المذكورة لا يمكن تصنيفها ضمن الأغاني التي يغيب فيها الإيقاع بشكل ما يجعلها هادئة سلسة، أشار محمد الجبالي إلى أن فضل شاكر من الأصوات المميزة، وأغانيه الأخيرة حققت نجاحا كبيرا لأنها «حلّوة»، غير أن نفس الأغنية يمكن أن تلقى نجاحا مع فنان دون آخر. وأرجع الجبالي نجاح الأغاني الأخيرة لفضل شاكر إلى الظروف الاستثنائية التي يعيشها هذا الفنان، وإلى الظروف الخاصة للتصوير، فضلا عن تعاطف الجمهور مع الفنان الذي يعيش ظرفا خاصا. من جانب آخر، أشار الجبالي إلى أنه يملك أغنية جاهزة، لم يتطرّق لموضوعها أي فنان محليا أو عربيا، وأكّد أنه يتحيّن الفرصة والوقت المناسب لتقديمها للجمهور.

 أنور قلالة

في عرضه بمهرجان سوسة الدولي..   محمد الجبالي يصنع جسر تواصل موسيقي مع جمهوره

 

❞محمد الجبالي يعلن عن تضامنه مع أبناء غزّة وعن أسفه لرحيل زياد الرحباني❝

❞الجبالي في لقاء إعلامي بعد عرضه بسوسة: مسيرة 40 سنة لم تشفع لي للمشاركة في مهرجان قرطاج الدولي، وملفي يرفض للمرة الثالثة على التوالي❝

أحيا الفنان محمد الجبالي ليلة أول أمس الإثنين 28 جويلية الجاري سهرة فنية مثّلت أول مصافحة له مع جمهور المهرجانات الصيفية خلال هذا الموسم. وفي مصافحته لجمهور مسرح سيدي الظاهر ضمن فعاليّات الدورة 66 لمهرجان سوسة الدولي، أكد الجبالي على حبه لجمهور سوسة واعتبر أن مسرح سيدي الظاهر بسوسة كان منطلقا لنجاحات عديد الفنانين.

اعتلى محمد الجبالي المسرح مرفوقا بعناصر الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو سامي الماجري تمام العاشرة وعشرين دقيقة، فكانت الأغنية الأولى «نظرة عينك قتّالة» التي تعوّد الجبالي أن تكون فاتحة كل عروضه، لتكون بعدها تحية وجّهها الفنان بكثير من الشّجن والتضامن إلى أهالي قطاع غزّة المجوّعين والمضطهدين، فأدّى متأثرا مقاطع من أغنية «إلى متى؟»

لينتقل إثر ذلك إلى تقديم كوكتال غنائي عربي، كانت فاتحته أغنية «جبار» للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ثم أدّى عددا من أحلى ما غنّى ولحّن بين القديم والجديد على غرار «اش هالسر اللي فيك»، و»انت الكل في الكل»، و»ما يهمش»، و»يا معلمني الحب»، و»يا قمر»، و»خليني بجنبك»، والأغنية التي خلّفت، وفق قوله، عديد التفاعلات «أحّيت أحّيت»، التي أصرّ الجبالي على ترديدها رفقة الجمهور الحاضر، الذي أبدى تفاعلا وانسجاما كبيرا، ولعب دور كورال مميّز، بفضل ذكاء محمد الجبالي في خلق جسر تواصل بينه وبين جمهوره، مكّنه من التفاعل، ومن الانتقال بكل سلاسة بين الأغنية والأخرى، من خلال خلق رابط معنوي اعتمد على «الحكاية والغنّاية»، فكان التفاعل تلقائيا وعفويا، تخلّلته النكتة والضحكة الصادقة.

في بداية السهرة، وبعد تحية نضال للشعب الفلسطيني وأهالي غزة، لم يفوّت الجبالي حدث وفاة الموسيقار الكبير زياد الرحباني، وأبدى تعاطفا كبيرا مع والدته السيدة فيروز في مصابها الجلل، معتبرا إياها فنانة تسبح في فلك خاص بها عن سائر كبار الفنانات، لمسيرتها، ولاحترامها لنفسها، فغنّى رائعة «كيفك أنت» بعد أن تحدّث عن أصل الكلمات، وأثنى على قوة شخصية السيّدة فيروز.

ولم يفوّت الفنان محمد الجبالي الفرصة في تفاعله مع جمهوره، فاشتكى ما وصفه بمحاولات استهدافه، ومحاولات إقصائه من بعض المهرجانات، ولعلّ أهمّها مهرجان قرطاج الدولي، فرغم مسيرة تناهز 40 سنة، يُطلب منه تقديم ملف، ثم يلقى الرفض، كما أشار إلى أنّ الفنان في تونس يُكرَّم بعد وفاته، وبعد رحيله عن الحياة، فتظهر مناقبه وميزاته.

أحمد الجبالي مستقبل عازف مميّز:

وكان من بين عناصر الفرقة الموسيقية التي اعتلت ركح مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر، أحمد الجبالي، عازف القيتار، وهو نجل الفنان محمد الجبالي، الذي قدّمه للجمهور وطلب منه تشجيعه ودعمه، مشيرا إلى أنّ اعتلاءه ركح سيدي الظاهر كأول ركح لمهرجان صيفي فيه تبرّك. وأشار الجبالي إلى أنّ الإمكانيات المميزة التي يمتلكها ابنه، هي التي أهّلته إلى أن يكون عنصرا من عناصر الفرقة، وليس شيئا آخر: «لو كنت غير مقتنع بإمكانياته، لما أحضرته».

«من 2014 لم أعتل ركح مهرجان قرطاج.. لكن سأعود»

خلال الندوة الصحفية، عبّر محمد الجبالي عن استيائه الشديد من غيابه عن ركح مسرح قرطاج، حيث كان آخر ظهور له سنة 2014، في سهرة تقاسمها بطلب من وزيرة الشؤون الثقافية سنية مبارك وقتها. واستغرب الجبالي كيف أن مشوار 40 سنة فن لم يشفع له، حيث تمّ للسنة الثالثة على التوالي رفض ملفه، والحال أن عديد الفنانين لا يقدّمون ملفات بحكم تجاربهم، ويُمكّنون من إحياء حفلات. وختم الجبالي بأنه على يقين تام بأنه سيعود من جديد ويعتلي ركح قرطاج.

وتساءل الفنان محمد الجبالي بنفس المناسبة عما أسماه بتغييبه من مهرجان صفاقس الدولي، وقال في هذا الباب: «المشكل الكبير مهرجان صفاقس الدولي.. عمري ما غنّيت فيه»، وقال ذلك بنبرات الحسرة وكثير من الاستغراب، إذ قال إنه لم يتلقّ من المهرجان دعوة ولو مرّة واحدة، رغم تعاقب العديد من المديرين.

وعن ما تردّد من نجاح أغاني الفنان اللبناني فضل شاكر الأخيرة، قال محمد الجبالي إن 50 % من هذه المواقف فنّ، و50 % تعاطف.

عن إمكانية تنويع أسلوبه الفني، وطرق باب الأغنية الرومانسية الهادئة، التي يغيب فيها الإيقاع، ويحضر عمق وصدق الكلمة وبساطة اللحن، اقتداءً بما تحققه أغاني فضل شاكر في الفترة الأخيرة بصفة خاصة، أجاب الجبالي «الصباح» بأنه يملك في سجلّه بعض الأغاني المشابهة، على غرار أغنية «خليني بجنبك». وأمام الإصرار بأن الأغنية المذكورة لا يمكن تصنيفها ضمن الأغاني التي يغيب فيها الإيقاع بشكل ما يجعلها هادئة سلسة، أشار محمد الجبالي إلى أن فضل شاكر من الأصوات المميزة، وأغانيه الأخيرة حققت نجاحا كبيرا لأنها «حلّوة»، غير أن نفس الأغنية يمكن أن تلقى نجاحا مع فنان دون آخر. وأرجع الجبالي نجاح الأغاني الأخيرة لفضل شاكر إلى الظروف الاستثنائية التي يعيشها هذا الفنان، وإلى الظروف الخاصة للتصوير، فضلا عن تعاطف الجمهور مع الفنان الذي يعيش ظرفا خاصا. من جانب آخر، أشار الجبالي إلى أنه يملك أغنية جاهزة، لم يتطرّق لموضوعها أي فنان محليا أو عربيا، وأكّد أنه يتحيّن الفرصة والوقت المناسب لتقديمها للجمهور.

 أنور قلالة