إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بين‭ ‬دعم‭ ‬اللامركزية‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال.. التعاون‭ ‬السويسري‭ ‬التونسي‭ ‬يشق‭ ‬طريقه‭ ‬بثبات

في‭ ‬سياق‭ ‬تحوّلات‭ ‬تنموية‭ ‬متسارعة‭ ‬وتحديات‭ ‬محلية‭ ‬متزايدة،‭ ‬يشق‭ ‬التعاون‭ ‬التونسي‭ ‬السويسري‭ ‬طريقه‭ ‬بثبات،‭ ‬ليتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬شراكة‭ ‬تنموية‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد،‭ ‬تُعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬للمجالات‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تمسّ‭ ‬المواطن‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬دعم‭ ‬اللامركزية‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬تعاون‭ ‬تؤكد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬سويسرا‭ ‬التزامها‭ ‬بشراكة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬النجاعة،‭ ‬الاستدامة،‭ ‬وتمكين‭ ‬الفاعلين‭ ‬المحليين‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬دعمها‭ ‬لمسار‭ ‬الحوكمة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬تواصل‭ ‬سويسرا‭ ‬تأكيد‭ ‬التزامها‭ ‬بدفع‭ ‬مسار‭ ‬اللامركزية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراكة‭ ‬فاعلة‭ ‬مع‭ ‬الجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬للبلديات‭ ‬التونسية‭ (‬FNCT‭). ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬يُعدّ‭ ‬مشروع‭ ‬صندوق‭ ‬الكفاءات‭ ‬العامة‭ ‬البلدية‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المبادرات‭ ‬الميدانية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬إذ‭ ‬وفّر‭ ‬تمويلات‭ ‬مباشرة‭ ‬لـ17‭ ‬بلدية‭ ‬تونسية‭ ‬لتطوير‭ ‬مشاريع‭ ‬استثمارية‭ ‬تعكس‭ ‬أولوياتها‭ ‬المحلية‭ ‬وتخدم‭ ‬المواطنين‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭.‬

وهذا‭ ‬المشروع‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬التمويلية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يتكامل‭ ‬مع‭ ‬جهود‭ ‬متواصلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬البلديات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬التخطيط،‭ ‬التصرّف‭ ‬المالي،‭ ‬والمتابعة،‭ ‬مما‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬حوكمة‭ ‬محلية‭ ‬أكثر‭ ‬نجاعة‭ ‬واستجابة‭ ‬للتطلعات‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬التأمت‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬حديثة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬سليانة‭ ‬—‭ ‬شملت‭ ‬بلديات‭ ‬مختلفة‭ ‬بالجهة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬بوعرادة،‭ ‬سليانة‭ ‬المدينة،‭ ‬برقو،‭ ‬سيدي‭ ‬بورويس،‭ ‬والكريب‭ ‬—‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات،‭ ‬التي‭ ‬التأمت‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للتعاون‭ ‬السويسري‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬فابريتسيو‭ ‬بوراتي،‭ ‬فرصة‭ ‬لتقييم‭ ‬مدى‭ ‬تقدّم‭ ‬الأشغال‭ ‬والبرامج‭ ‬التنموية‭ ‬المحلية‭.‬

ليعكس‭ ‬هذا‭ ‬التمشي‭ ‬توجهًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬واضحًا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬محلية‭ ‬قوية،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أخذ‭ ‬القرار‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬عمومية‭ ‬نوعية،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شراكة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬بين‭ ‬سويسرا‭ ‬وتونس،‭ ‬لتشكّل‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬لبنة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬إرساء‭ ‬اللامركزية‭ ‬كركيزة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬وفي‭ ‬تجسيد‭ ‬واضح‭ ‬لرهانها‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والشباب،‭ ‬تواصل‭ ‬سويسرا‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬برسبكتيف‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تنفّذه‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬سويسكنتاكت‮»‬،‭ ‬دعم‭ ‬منظومة‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الواعدة‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬والفلاحة‭ ‬الذكية‭.‬

وقد‭ ‬شكّل‭ ‬اللقاء،‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬سفارة‭ ‬سويسرا‭ ‬بتونس‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬جويلية‭ ‬الجاري،‭ ‬مناسبة‭ ‬لتكريم‭ ‬ثلّة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬الناشئة‭ ‬الذين‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬المرافقة‭ ‬والدعم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الطموح‭.‬

وما‭ ‬يُميّز‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬أو‭ ‬اللوجستي،‭ ‬بل‭ ‬تركّز‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬شبكة‭ ‬علاقات‭ ‬متينة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التمويل،‭ ‬وبرامج‭ ‬التعاون‭ ‬الأخرى،‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬فرص‭ ‬شراكة‭ ‬حقيقية‭ ‬وتوسّعًا‭ ‬للأسواق‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬حضور‭ ‬سفير‭ ‬سويسرا‭ ‬بتونس‭ ‬جوزيف‭ ‬رينغلي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬التونسية‭ ‬السويسرية،‭ ‬ومنظمات‭ ‬دعم‭ ‬الاستثمار‭ ‬التونسي‭ ‬بالخارج‭ ‬مثل‭ ‬TAYP‭ ‬وATUGE،‭ ‬تأكيدًا‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬سويسرية‭ ‬جدّية‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬جسور‭ ‬بين‭ ‬الإبداع‭ ‬المحلي‭ ‬والأسواق‭ ‬العالمية‭.‬

ليعكس‭ ‬هذا‭ ‬التمشي‭ ‬فلسفة‭ ‬التعاون‭ ‬السويسري‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عبر‭ ‬مقاربة‭ ‬تشاركية‭ ‬ومستدامة،‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الإنسان،‭ ‬وعلى‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬الشباب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬لقضايا‭ ‬الغد‭. ‬لتؤكد‭ ‬سويسرا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامجها‭ ‬أنها‭ ‬شريك‭ ‬لا‭ ‬يراهن‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المؤسسات،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬أفكار‭ ‬الأفراد‭ ‬وطاقاتهم‭ ‬الإبداعية‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الخضم،‭ ‬فإن‭ ‬أبرز‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬الفاعلة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬التونسي‭ ‬والسويسري‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتضامني،‭ ‬كبديل‭ ‬تنموي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬وتعزيز‭ ‬الإدماج‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لا‭ ‬سيّما‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الداخلية‭. ‬وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬السويسرية‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬عدة‭ ‬مؤسسات‭ ‬ناشئة‭ ‬وتوفير‭ ‬آليات‭ ‬تمويل‭ ‬بديلة‭ ‬للنساء‭ ‬والشباب‭.‬

كما‭ ‬وُجّه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬السويسري‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬التكوين‭ ‬المهني‭ ‬وتنمية‭ ‬المهارات،‭ ‬مما‭ ‬ساعد‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬فرص‭ ‬التشغيل‭ ‬والاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬أولويات‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬اندماج‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭. ‬ليؤكد‭ ‬التعاون‭ ‬السويسري‭ ‬التونسي،‭ ‬بنسخته‭ ‬المتجددة،‭ ‬أن‭ ‬الشراكات‭ ‬الذكية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والعمل‭ ‬الميداني‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬الفارق‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬نموذج‭ ‬فاعل‭ ‬لتعاون‭ ‬شمال‭-‬جنوب‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬والمصلحة‭ ‬المشتركة‭.‬

منال‭ ‬الحرزي

بين‭ ‬دعم‭ ‬اللامركزية‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال..   التعاون‭ ‬السويسري‭ ‬التونسي‭ ‬يشق‭ ‬طريقه‭ ‬بثبات

في‭ ‬سياق‭ ‬تحوّلات‭ ‬تنموية‭ ‬متسارعة‭ ‬وتحديات‭ ‬محلية‭ ‬متزايدة،‭ ‬يشق‭ ‬التعاون‭ ‬التونسي‭ ‬السويسري‭ ‬طريقه‭ ‬بثبات،‭ ‬ليتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬شراكة‭ ‬تنموية‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد،‭ ‬تُعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬للمجالات‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تمسّ‭ ‬المواطن‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬دعم‭ ‬اللامركزية‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬تعاون‭ ‬تؤكد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬سويسرا‭ ‬التزامها‭ ‬بشراكة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬النجاعة،‭ ‬الاستدامة،‭ ‬وتمكين‭ ‬الفاعلين‭ ‬المحليين‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬دعمها‭ ‬لمسار‭ ‬الحوكمة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬تواصل‭ ‬سويسرا‭ ‬تأكيد‭ ‬التزامها‭ ‬بدفع‭ ‬مسار‭ ‬اللامركزية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراكة‭ ‬فاعلة‭ ‬مع‭ ‬الجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬للبلديات‭ ‬التونسية‭ (‬FNCT‭). ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬يُعدّ‭ ‬مشروع‭ ‬صندوق‭ ‬الكفاءات‭ ‬العامة‭ ‬البلدية‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المبادرات‭ ‬الميدانية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬إذ‭ ‬وفّر‭ ‬تمويلات‭ ‬مباشرة‭ ‬لـ17‭ ‬بلدية‭ ‬تونسية‭ ‬لتطوير‭ ‬مشاريع‭ ‬استثمارية‭ ‬تعكس‭ ‬أولوياتها‭ ‬المحلية‭ ‬وتخدم‭ ‬المواطنين‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭.‬

وهذا‭ ‬المشروع‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬التمويلية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يتكامل‭ ‬مع‭ ‬جهود‭ ‬متواصلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬البلديات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬التخطيط،‭ ‬التصرّف‭ ‬المالي،‭ ‬والمتابعة،‭ ‬مما‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬حوكمة‭ ‬محلية‭ ‬أكثر‭ ‬نجاعة‭ ‬واستجابة‭ ‬للتطلعات‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬التأمت‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬حديثة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬سليانة‭ ‬—‭ ‬شملت‭ ‬بلديات‭ ‬مختلفة‭ ‬بالجهة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬بوعرادة،‭ ‬سليانة‭ ‬المدينة،‭ ‬برقو،‭ ‬سيدي‭ ‬بورويس،‭ ‬والكريب‭ ‬—‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات،‭ ‬التي‭ ‬التأمت‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للتعاون‭ ‬السويسري‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬فابريتسيو‭ ‬بوراتي،‭ ‬فرصة‭ ‬لتقييم‭ ‬مدى‭ ‬تقدّم‭ ‬الأشغال‭ ‬والبرامج‭ ‬التنموية‭ ‬المحلية‭.‬

ليعكس‭ ‬هذا‭ ‬التمشي‭ ‬توجهًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬واضحًا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬محلية‭ ‬قوية،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أخذ‭ ‬القرار‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬عمومية‭ ‬نوعية،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شراكة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬بين‭ ‬سويسرا‭ ‬وتونس،‭ ‬لتشكّل‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬لبنة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬إرساء‭ ‬اللامركزية‭ ‬كركيزة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬وفي‭ ‬تجسيد‭ ‬واضح‭ ‬لرهانها‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والشباب،‭ ‬تواصل‭ ‬سويسرا‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬برسبكتيف‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تنفّذه‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬سويسكنتاكت‮»‬،‭ ‬دعم‭ ‬منظومة‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الواعدة‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬والفلاحة‭ ‬الذكية‭.‬

وقد‭ ‬شكّل‭ ‬اللقاء،‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬سفارة‭ ‬سويسرا‭ ‬بتونس‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬جويلية‭ ‬الجاري،‭ ‬مناسبة‭ ‬لتكريم‭ ‬ثلّة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬الناشئة‭ ‬الذين‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬المرافقة‭ ‬والدعم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الطموح‭.‬

وما‭ ‬يُميّز‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬أو‭ ‬اللوجستي،‭ ‬بل‭ ‬تركّز‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬شبكة‭ ‬علاقات‭ ‬متينة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التمويل،‭ ‬وبرامج‭ ‬التعاون‭ ‬الأخرى،‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬فرص‭ ‬شراكة‭ ‬حقيقية‭ ‬وتوسّعًا‭ ‬للأسواق‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬حضور‭ ‬سفير‭ ‬سويسرا‭ ‬بتونس‭ ‬جوزيف‭ ‬رينغلي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬التونسية‭ ‬السويسرية،‭ ‬ومنظمات‭ ‬دعم‭ ‬الاستثمار‭ ‬التونسي‭ ‬بالخارج‭ ‬مثل‭ ‬TAYP‭ ‬وATUGE،‭ ‬تأكيدًا‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬سويسرية‭ ‬جدّية‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬جسور‭ ‬بين‭ ‬الإبداع‭ ‬المحلي‭ ‬والأسواق‭ ‬العالمية‭.‬

ليعكس‭ ‬هذا‭ ‬التمشي‭ ‬فلسفة‭ ‬التعاون‭ ‬السويسري‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عبر‭ ‬مقاربة‭ ‬تشاركية‭ ‬ومستدامة،‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الإنسان،‭ ‬وعلى‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬الشباب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬لقضايا‭ ‬الغد‭. ‬لتؤكد‭ ‬سويسرا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامجها‭ ‬أنها‭ ‬شريك‭ ‬لا‭ ‬يراهن‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المؤسسات،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬أفكار‭ ‬الأفراد‭ ‬وطاقاتهم‭ ‬الإبداعية‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الخضم،‭ ‬فإن‭ ‬أبرز‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬الفاعلة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬التونسي‭ ‬والسويسري‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتضامني،‭ ‬كبديل‭ ‬تنموي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬وتعزيز‭ ‬الإدماج‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لا‭ ‬سيّما‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الداخلية‭. ‬وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬السويسرية‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬عدة‭ ‬مؤسسات‭ ‬ناشئة‭ ‬وتوفير‭ ‬آليات‭ ‬تمويل‭ ‬بديلة‭ ‬للنساء‭ ‬والشباب‭.‬

كما‭ ‬وُجّه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬السويسري‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬التكوين‭ ‬المهني‭ ‬وتنمية‭ ‬المهارات،‭ ‬مما‭ ‬ساعد‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬فرص‭ ‬التشغيل‭ ‬والاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬أولويات‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬اندماج‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭. ‬ليؤكد‭ ‬التعاون‭ ‬السويسري‭ ‬التونسي،‭ ‬بنسخته‭ ‬المتجددة،‭ ‬أن‭ ‬الشراكات‭ ‬الذكية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والعمل‭ ‬الميداني‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬الفارق‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬نموذج‭ ‬فاعل‭ ‬لتعاون‭ ‬شمال‭-‬جنوب‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬والمصلحة‭ ‬المشتركة‭.‬

منال‭ ‬الحرزي