بين دعم اللامركزية وريادة الأعمال.. التعاون السويسري التونسي يشق طريقه بثبات
مقالات الصباح
في سياق تحوّلات تنموية متسارعة وتحديات محلية متزايدة، يشق التعاون التونسي السويسري طريقه بثبات، ليتحوّل إلى شراكة تنموية متعددة الأبعاد، تُعطي الأولوية للمجالات الحيوية التي تمسّ المواطن بشكل مباشر، وفي مقدمتها دعم اللامركزية وريادة الأعمال، تعاون تؤكد من خلاله سويسرا التزامها بشراكة تقوم على النجاعة، الاستدامة، وتمكين الفاعلين المحليين.
في هذا الخصوص، وفي إطار دعمها لمسار الحوكمة المحلية في تونس، تواصل سويسرا تأكيد التزامها بدفع مسار اللامركزية من خلال شراكة فاعلة مع الجامعة الوطنية للبلديات التونسية (FNCT). وفي هذا الإطار، ووفقًا لما تم الإعلان عنه مؤخرًا، يُعدّ مشروع صندوق الكفاءات العامة البلدية من أبرز المبادرات الميدانية التي تعكس هذا التوجه، إذ وفّر تمويلات مباشرة لـ17 بلدية تونسية لتطوير مشاريع استثمارية تعكس أولوياتها المحلية وتخدم المواطنين بصفة مباشرة.
وهذا المشروع لا يقتصر على الجوانب التمويلية فقط، بل يتكامل مع جهود متواصلة لتعزيز قدرات البلديات التونسية في التخطيط، التصرّف المالي، والمتابعة، مما يُسهم في ترسيخ حوكمة محلية أكثر نجاعة واستجابة للتطلعات.
وفي هذا الإطار، التأمت زيارات ميدانية حديثة في ولاية سليانة — شملت بلديات مختلفة بالجهة على غرار بوعرادة، سليانة المدينة، برقو، سيدي بورويس، والكريب — وكانت هذه الزيارات، التي التأمت تحت إشراف المدير العام للتعاون السويسري في تونس فابريتسيو بوراتي، فرصة لتقييم مدى تقدّم الأشغال والبرامج التنموية المحلية.
ليعكس هذا التمشي توجهًا استراتيجيًا واضحًا يقوم على بناء مؤسسات محلية قوية، قادرة على أخذ القرار وتقديم خدمات عمومية نوعية، في إطار شراكة قائمة على الثقة وتبادل الخبرات بين سويسرا وتونس، لتشكّل هذه الشراكة لبنة أساسية في مسار إرساء اللامركزية كركيزة من ركائز التنمية المستدامة.
وبالتوازي مع ذلك، وفي تجسيد واضح لرهانها على الابتكار والشباب، تواصل سويسرا عبر برنامج «برسبكتيف»، الذي تنفّذه منظمة «سويسكنتاكت»، دعم منظومة ريادة الأعمال في تونس، خاصة في القطاعات الواعدة مثل الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، والفلاحة الذكية.
وقد شكّل اللقاء، الذي نظمته سفارة سويسرا بتونس يوم 23 جويلية الجاري، مناسبة لتكريم ثلّة من أصحاب المشاريع الناشئة الذين استفادوا من المرافقة والدعم في إطار هذا البرنامج الطموح.
وما يُميّز هذه المبادرة أنها لا تقتصر على الدعم المالي أو اللوجستي، بل تركّز على تمكين رواد الأعمال من بناء شبكة علاقات متينة مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين، ومؤسسات التمويل، وبرامج التعاون الأخرى، بما يتيح فرص شراكة حقيقية وتوسّعًا للأسواق. وقد كان حضور سفير سويسرا بتونس جوزيف رينغلي، إلى جانب ممثلين عن غرفة التجارة والصناعة التونسية السويسرية، ومنظمات دعم الاستثمار التونسي بالخارج مثل TAYP وATUGE، تأكيدًا على رغبة سويسرية جدّية في خلق جسور بين الإبداع المحلي والأسواق العالمية.
ليعكس هذا التمشي فلسفة التعاون السويسري في تونس، الذي يقوم على دعم التنمية الاقتصادية عبر مقاربة تشاركية ومستدامة، ترتكز على الإنسان، وعلى الإيمان بأن الشباب قادر على خلق حلول مبتكرة لقضايا الغد. لتؤكد سويسرا من خلال برامجها أنها شريك لا يراهن فقط على المؤسسات، بل أيضًا على أفكار الأفراد وطاقاتهم الإبداعية.
في هذا الخضم، فإن أبرز مجالات التعاون الفاعلة بين الجانبين التونسي والسويسري تقوم على دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، كبديل تنموي قادر على خلق فرص عمل وتعزيز الإدماج الاجتماعي، لا سيّما في الجهات الداخلية. وقد ساهمت بعض المشاريع السويسرية في تمويل عدة مؤسسات ناشئة وتوفير آليات تمويل بديلة للنساء والشباب.
كما وُجّه جزء من الدعم السويسري إلى برامج التكوين المهني وتنمية المهارات، مما ساعد الشباب على تحسين فرص التشغيل والاندماج في سوق الشغل، وهو ما يتناغم مع أولويات تونس في تسيير اندماج الشباب في سوق الشغل. ليؤكد التعاون السويسري التونسي، بنسخته المتجددة، أن الشراكات الذكية القائمة على الاحترام المتبادل والعمل الميداني قادرة على إحداث الفارق الحقيقي من خلال تقديم نموذج فاعل لتعاون شمال-جنوب قائم على التوازن والمصلحة المشتركة.
منال الحرزي
في سياق تحوّلات تنموية متسارعة وتحديات محلية متزايدة، يشق التعاون التونسي السويسري طريقه بثبات، ليتحوّل إلى شراكة تنموية متعددة الأبعاد، تُعطي الأولوية للمجالات الحيوية التي تمسّ المواطن بشكل مباشر، وفي مقدمتها دعم اللامركزية وريادة الأعمال، تعاون تؤكد من خلاله سويسرا التزامها بشراكة تقوم على النجاعة، الاستدامة، وتمكين الفاعلين المحليين.
في هذا الخصوص، وفي إطار دعمها لمسار الحوكمة المحلية في تونس، تواصل سويسرا تأكيد التزامها بدفع مسار اللامركزية من خلال شراكة فاعلة مع الجامعة الوطنية للبلديات التونسية (FNCT). وفي هذا الإطار، ووفقًا لما تم الإعلان عنه مؤخرًا، يُعدّ مشروع صندوق الكفاءات العامة البلدية من أبرز المبادرات الميدانية التي تعكس هذا التوجه، إذ وفّر تمويلات مباشرة لـ17 بلدية تونسية لتطوير مشاريع استثمارية تعكس أولوياتها المحلية وتخدم المواطنين بصفة مباشرة.
وهذا المشروع لا يقتصر على الجوانب التمويلية فقط، بل يتكامل مع جهود متواصلة لتعزيز قدرات البلديات التونسية في التخطيط، التصرّف المالي، والمتابعة، مما يُسهم في ترسيخ حوكمة محلية أكثر نجاعة واستجابة للتطلعات.
وفي هذا الإطار، التأمت زيارات ميدانية حديثة في ولاية سليانة — شملت بلديات مختلفة بالجهة على غرار بوعرادة، سليانة المدينة، برقو، سيدي بورويس، والكريب — وكانت هذه الزيارات، التي التأمت تحت إشراف المدير العام للتعاون السويسري في تونس فابريتسيو بوراتي، فرصة لتقييم مدى تقدّم الأشغال والبرامج التنموية المحلية.
ليعكس هذا التمشي توجهًا استراتيجيًا واضحًا يقوم على بناء مؤسسات محلية قوية، قادرة على أخذ القرار وتقديم خدمات عمومية نوعية، في إطار شراكة قائمة على الثقة وتبادل الخبرات بين سويسرا وتونس، لتشكّل هذه الشراكة لبنة أساسية في مسار إرساء اللامركزية كركيزة من ركائز التنمية المستدامة.
وبالتوازي مع ذلك، وفي تجسيد واضح لرهانها على الابتكار والشباب، تواصل سويسرا عبر برنامج «برسبكتيف»، الذي تنفّذه منظمة «سويسكنتاكت»، دعم منظومة ريادة الأعمال في تونس، خاصة في القطاعات الواعدة مثل الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، والفلاحة الذكية.
وقد شكّل اللقاء، الذي نظمته سفارة سويسرا بتونس يوم 23 جويلية الجاري، مناسبة لتكريم ثلّة من أصحاب المشاريع الناشئة الذين استفادوا من المرافقة والدعم في إطار هذا البرنامج الطموح.
وما يُميّز هذه المبادرة أنها لا تقتصر على الدعم المالي أو اللوجستي، بل تركّز على تمكين رواد الأعمال من بناء شبكة علاقات متينة مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين، ومؤسسات التمويل، وبرامج التعاون الأخرى، بما يتيح فرص شراكة حقيقية وتوسّعًا للأسواق. وقد كان حضور سفير سويسرا بتونس جوزيف رينغلي، إلى جانب ممثلين عن غرفة التجارة والصناعة التونسية السويسرية، ومنظمات دعم الاستثمار التونسي بالخارج مثل TAYP وATUGE، تأكيدًا على رغبة سويسرية جدّية في خلق جسور بين الإبداع المحلي والأسواق العالمية.
ليعكس هذا التمشي فلسفة التعاون السويسري في تونس، الذي يقوم على دعم التنمية الاقتصادية عبر مقاربة تشاركية ومستدامة، ترتكز على الإنسان، وعلى الإيمان بأن الشباب قادر على خلق حلول مبتكرة لقضايا الغد. لتؤكد سويسرا من خلال برامجها أنها شريك لا يراهن فقط على المؤسسات، بل أيضًا على أفكار الأفراد وطاقاتهم الإبداعية.
في هذا الخضم، فإن أبرز مجالات التعاون الفاعلة بين الجانبين التونسي والسويسري تقوم على دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، كبديل تنموي قادر على خلق فرص عمل وتعزيز الإدماج الاجتماعي، لا سيّما في الجهات الداخلية. وقد ساهمت بعض المشاريع السويسرية في تمويل عدة مؤسسات ناشئة وتوفير آليات تمويل بديلة للنساء والشباب.
كما وُجّه جزء من الدعم السويسري إلى برامج التكوين المهني وتنمية المهارات، مما ساعد الشباب على تحسين فرص التشغيل والاندماج في سوق الشغل، وهو ما يتناغم مع أولويات تونس في تسيير اندماج الشباب في سوق الشغل. ليؤكد التعاون السويسري التونسي، بنسخته المتجددة، أن الشراكات الذكية القائمة على الاحترام المتبادل والعمل الميداني قادرة على إحداث الفارق الحقيقي من خلال تقديم نموذج فاعل لتعاون شمال-جنوب قائم على التوازن والمصلحة المشتركة.
منال الحرزي