إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

على ركح مهرجان الحمامات الدولي.. "24 عطرا-نجوم سمفونية".. موسيقى تحتفل بالهوية التونسية


احتفل‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬التاسعة‭ ‬والخمسين‭ ‬بعيد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجمعة‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬عبر‭ ‬العرض‭ ‬الموسيقي‭ ‬‮«‬24‭ ‬عطرا‭ - ‬نجوم‭ ‬سمفونية‮»‬‭ ‬للمؤلف‭ ‬والموزع‭ ‬الموسيقي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬كمون‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬قراءة‭ ‬معاصرة‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الموسيقي‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬البلاد‭ ‬الأربع‭ ‬والعشرين‭.‬
وجاء‭ ‬العرض‭ ‬‮«‬24‭ ‬عطرا‭ - ‬نجوم‭ ‬سمفونية‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬فصول‭ ‬تضمّ‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الموسيقية‭ ‬المستلهمة‭ ‬من‭ ‬خصوصيات‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية‭. ‬ويقوم‭ ‬كل‭ ‬عطر‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬مقاربة‭ ‬صوتية‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬اللحن‭ ‬والذاكرة‭ ‬وبين‭ ‬الإيقاع‭ ‬والصورة‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬كل‭ ‬‮«‬عطر‮»‬‭ ‬لوحة‭ ‬موسيقية‭ ‬تحكي‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬وعن‭ ‬امرأة‭ ‬وعن‭ ‬طقس‭ ‬شعبي‭ ‬أو‭ ‬إيقاع‭ ‬منسي‭. ‬تفتّحت‭ ‬أولى‭ ‬العطور‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬زغوان‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬الفنان‭ ‬ريان‭ ‬قريشي‭ ‬موشحات‭ ‬من‭ ‬المالوف‭ ‬الأندلسي‭ ‬تحية‭ ‬لتاريخ‭ ‬المدينة‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بالأندلس‭. ‬وامتدت‭ ‬‮«‬العطور‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬جربة‭ ‬مع‭ ‬وسيم‭ ‬وسلاتي‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬‮«‬قلب‭ ‬يريد‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬قرقنة‭ ‬حيث‭ ‬قدّم‭ ‬الثنائي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬واردة‭ ‬وفتحي‭ ‬غرس‭ ‬الله‭ ‬أغنيتي‭ ‬‮«‬مولا‭ ‬الشاش‮»‬‭ ‬و»حافلة‭ ‬في‭ ‬زروقا‮»‬‭ ‬في‭ ‬مرافقة‭ ‬موسيقية‭ ‬وكوريغرافية‭ ‬أعادت‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬إيقاعات‭ ‬البحر‭ ‬وصور‭ ‬الجزر‭. ‬أما‭ ‬البعد‭ ‬الصوفي‭ ‬فقد‭ ‬حضر‭ ‬بقوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استعادة‭ ‬حضرة‭ ‬دار‭ ‬شعبان‭ ‬والحضرة‭ ‬النسائية‭ ‬لسيدي‭ ‬بوجعفر‭ ‬بصوت‭ ‬منجية‭ ‬الصفاقسي‭.‬
وعبر‭ ‬العرض‭ ‬بالجمهور‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬الكاف‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬عطور‭ ‬الأطلس‭ ‬الشاوي‮»‬‭ ‬مزجت‭ ‬بين‭ ‬الطرب‭ ‬والغناء‭ ‬الشعبي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أداء‭ ‬منجية‭ ‬الصفاقسي‭ ‬لأغنية‭ ‬‮«‬ناقوس‭ ‬اتكلم‮»‬،‭ ‬تلاها‭ ‬الثنائي‭ ‬أسامة‭ ‬النابلي‭ ‬ومحمد‭ ‬صالح‭ ‬العيساوي‭ ‬في‭ ‬‮«‬مرض‭ ‬الهوى‭ ‬قتالة‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬معها‭ ‬إيقاع‭ ‬العرض‭ ‬وتفاعل‭ ‬معها‭ ‬الجمهور‭ ‬تعبيرًا‭ ‬بالرقص‭ ‬والتصفيق‭.‬
وكانت‭ ‬إطلالة‭ ‬الطفل‭ ‬مهدي‭ ‬دهان‭ ‬على‭ ‬الركح‭ ‬ليعزف‭ ‬على‭ ‬البيانو‭ ‬مرفوقًا‭ ‬بالطفلة‭ ‬لينا‭ ‬عوالي‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬قدّم‭ ‬قدّم‮»‬‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬المحلي‭ ‬لمدينة‭ ‬الحمامات،‭ ‬مفاجأة‭ ‬سارة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬الإطلالة‭ ‬فقط‭ ‬لإدماج‭ ‬الناشئة‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬انتقال‭ ‬التراث‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭ ‬وعلى‭ ‬أهمية‭ ‬تلقينه‭ ‬في‭ ‬سياقات‭ ‬فنية‭ ‬حية‭.‬
واختتم‭ ‬العرض‭ ‬بإيقاع‭ ‬الأرض‭ ‬وألوان‭ ‬إفريقيا‭ ‬ترجمه‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الإيقاعات‭ ‬الفلكلورية‭ ‬الإفريقية‭ ‬التي‭ ‬تجذر‭ ‬الموسيقى‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬عمقها‭ ‬القاري‭ ‬مثل‭ ‬السطمبالي‭ ‬ورقصة‭ ‬بوسعدية‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬للحكمة‭ ‬والطهارة‭ ‬والخصوبة‭.‬
وقدم‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬كمون‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬تونسية‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬‮«‬عطر‮»‬‭ ‬موسيقي‭ ‬متكامل‭ ‬فيه‭ ‬الذاكرة‭ ‬وفيه‭ ‬الحنين‭ ‬وفيه‭ ‬التجديد‭. ‬وقد‭ ‬باتت‭ ‬كل‭ ‬مقطوعة‭ ‬هي‭ ‬وصف‭ ‬شفاهي‭ ‬لامرأة‭ ‬أو‭ ‬مشهد‭ ‬من‭ ‬الريف‭ ‬أو‭ ‬رقصة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬وكأنها‭ ‬‮«‬بورتريه‭ ‬موسيقي‮»‬‭ ‬لتونس‭ ‬بجمالها‭ ‬وتنوعها‭. ‬وكانت‭ ‬الموسيقى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عطر‭ ‬وسيلة‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهوية‭ ‬التونسية‭ ‬تتغذى‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬وتنفتح‭ ‬على‭ ‬الموسيقات‭ ‬العالمية‭.‬

على ركح مهرجان الحمامات الدولي.. "24 عطرا-نجوم سمفونية".. موسيقى تحتفل بالهوية التونسية


احتفل‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬التاسعة‭ ‬والخمسين‭ ‬بعيد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجمعة‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬عبر‭ ‬العرض‭ ‬الموسيقي‭ ‬‮«‬24‭ ‬عطرا‭ - ‬نجوم‭ ‬سمفونية‮»‬‭ ‬للمؤلف‭ ‬والموزع‭ ‬الموسيقي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬كمون‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬قراءة‭ ‬معاصرة‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الموسيقي‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬البلاد‭ ‬الأربع‭ ‬والعشرين‭.‬
وجاء‭ ‬العرض‭ ‬‮«‬24‭ ‬عطرا‭ - ‬نجوم‭ ‬سمفونية‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬فصول‭ ‬تضمّ‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الموسيقية‭ ‬المستلهمة‭ ‬من‭ ‬خصوصيات‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية‭. ‬ويقوم‭ ‬كل‭ ‬عطر‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬مقاربة‭ ‬صوتية‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬اللحن‭ ‬والذاكرة‭ ‬وبين‭ ‬الإيقاع‭ ‬والصورة‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬كل‭ ‬‮«‬عطر‮»‬‭ ‬لوحة‭ ‬موسيقية‭ ‬تحكي‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬وعن‭ ‬امرأة‭ ‬وعن‭ ‬طقس‭ ‬شعبي‭ ‬أو‭ ‬إيقاع‭ ‬منسي‭. ‬تفتّحت‭ ‬أولى‭ ‬العطور‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬زغوان‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬الفنان‭ ‬ريان‭ ‬قريشي‭ ‬موشحات‭ ‬من‭ ‬المالوف‭ ‬الأندلسي‭ ‬تحية‭ ‬لتاريخ‭ ‬المدينة‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بالأندلس‭. ‬وامتدت‭ ‬‮«‬العطور‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬جربة‭ ‬مع‭ ‬وسيم‭ ‬وسلاتي‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬‮«‬قلب‭ ‬يريد‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬قرقنة‭ ‬حيث‭ ‬قدّم‭ ‬الثنائي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬واردة‭ ‬وفتحي‭ ‬غرس‭ ‬الله‭ ‬أغنيتي‭ ‬‮«‬مولا‭ ‬الشاش‮»‬‭ ‬و»حافلة‭ ‬في‭ ‬زروقا‮»‬‭ ‬في‭ ‬مرافقة‭ ‬موسيقية‭ ‬وكوريغرافية‭ ‬أعادت‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬إيقاعات‭ ‬البحر‭ ‬وصور‭ ‬الجزر‭. ‬أما‭ ‬البعد‭ ‬الصوفي‭ ‬فقد‭ ‬حضر‭ ‬بقوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استعادة‭ ‬حضرة‭ ‬دار‭ ‬شعبان‭ ‬والحضرة‭ ‬النسائية‭ ‬لسيدي‭ ‬بوجعفر‭ ‬بصوت‭ ‬منجية‭ ‬الصفاقسي‭.‬
وعبر‭ ‬العرض‭ ‬بالجمهور‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬الكاف‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬عطور‭ ‬الأطلس‭ ‬الشاوي‮»‬‭ ‬مزجت‭ ‬بين‭ ‬الطرب‭ ‬والغناء‭ ‬الشعبي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أداء‭ ‬منجية‭ ‬الصفاقسي‭ ‬لأغنية‭ ‬‮«‬ناقوس‭ ‬اتكلم‮»‬،‭ ‬تلاها‭ ‬الثنائي‭ ‬أسامة‭ ‬النابلي‭ ‬ومحمد‭ ‬صالح‭ ‬العيساوي‭ ‬في‭ ‬‮«‬مرض‭ ‬الهوى‭ ‬قتالة‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬معها‭ ‬إيقاع‭ ‬العرض‭ ‬وتفاعل‭ ‬معها‭ ‬الجمهور‭ ‬تعبيرًا‭ ‬بالرقص‭ ‬والتصفيق‭.‬
وكانت‭ ‬إطلالة‭ ‬الطفل‭ ‬مهدي‭ ‬دهان‭ ‬على‭ ‬الركح‭ ‬ليعزف‭ ‬على‭ ‬البيانو‭ ‬مرفوقًا‭ ‬بالطفلة‭ ‬لينا‭ ‬عوالي‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬قدّم‭ ‬قدّم‮»‬‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬المحلي‭ ‬لمدينة‭ ‬الحمامات،‭ ‬مفاجأة‭ ‬سارة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬الإطلالة‭ ‬فقط‭ ‬لإدماج‭ ‬الناشئة‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬انتقال‭ ‬التراث‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭ ‬وعلى‭ ‬أهمية‭ ‬تلقينه‭ ‬في‭ ‬سياقات‭ ‬فنية‭ ‬حية‭.‬
واختتم‭ ‬العرض‭ ‬بإيقاع‭ ‬الأرض‭ ‬وألوان‭ ‬إفريقيا‭ ‬ترجمه‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الإيقاعات‭ ‬الفلكلورية‭ ‬الإفريقية‭ ‬التي‭ ‬تجذر‭ ‬الموسيقى‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬عمقها‭ ‬القاري‭ ‬مثل‭ ‬السطمبالي‭ ‬ورقصة‭ ‬بوسعدية‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬للحكمة‭ ‬والطهارة‭ ‬والخصوبة‭.‬
وقدم‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬كمون‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬تونسية‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬‮«‬عطر‮»‬‭ ‬موسيقي‭ ‬متكامل‭ ‬فيه‭ ‬الذاكرة‭ ‬وفيه‭ ‬الحنين‭ ‬وفيه‭ ‬التجديد‭. ‬وقد‭ ‬باتت‭ ‬كل‭ ‬مقطوعة‭ ‬هي‭ ‬وصف‭ ‬شفاهي‭ ‬لامرأة‭ ‬أو‭ ‬مشهد‭ ‬من‭ ‬الريف‭ ‬أو‭ ‬رقصة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬وكأنها‭ ‬‮«‬بورتريه‭ ‬موسيقي‮»‬‭ ‬لتونس‭ ‬بجمالها‭ ‬وتنوعها‭. ‬وكانت‭ ‬الموسيقى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عطر‭ ‬وسيلة‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهوية‭ ‬التونسية‭ ‬تتغذى‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬وتنفتح‭ ‬على‭ ‬الموسيقات‭ ‬العالمية‭.‬