إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يشمل‭ ‬عديد‭ ‬القطاعات.. مواصلة‭ ‬مسار‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬بثبات

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2021،‭ ‬الذي‭ ‬يوافق‭ ‬عيد‭ ‬الجمهورية،‭ ‬يمثل‭ ‬نقطة‭ ‬تحوّل‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬الحديث‭ ‬لتونس،‭ ‬حيث‭ ‬شكلت‭ ‬القرارات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬قطيعة‭ ‬مع‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وسوء‭ ‬الإدارة‭ ‬والانقسامات‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬أزمات‭ ‬صحية‭ ‬واجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬خانقة،‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الانهيار‭.‬

فقد‭ ‬أعادت‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجريئة‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬تجميد‭ ‬البرلمان،‭ ‬إلى‭ ‬إقالة‭ ‬الحكومة،‭ ‬مرورا‭ ‬بإقرار‭ ‬التدابير‭ ‬الاستثنائية‭ ‬–‭ ‬الأمل‭ ‬لفئات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التونسيين،‭ ‬الذين‭ ‬خرجوا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مظاهرات‭ ‬شعبية‭ ‬عارمة‭ ‬بمختلف‭ ‬جهات‭ ‬البلاد،‭ ‬مطالبين‭ ‬بإنهاء‭ ‬المنظومة‭ ‬القديمة‭. ‬وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭.‬
بعد‭ ‬مرور‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬الجديد،‭ ‬ورغم‭ ‬حالة‭ ‬الاستقرار‭ ‬النسبي‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬البلاد،‭ ‬وما‭ ‬رافقها‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الإصلاحات،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قوى‭ ‬المعارضة‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها،‭ ‬متمسكة‭ ‬بنفس‭ ‬الخطاب،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬تقدّم‭ ‬بدائل‭ ‬فعلية‭ ‬أو‭ ‬رؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭.‬
وقد‭ ‬أعادت‭ ‬الذكرى‭ ‬68‭ ‬لعيد‭ ‬الجمهورية،‭ ‬المتزامنة‭ ‬مع‭ ‬25‭ ‬جويلية،‭ ‬بعض‭ ‬مكونات‭ ‬المعارضة‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬التنديد‭ ‬والاحتجاج‭. ‬ورغم‭ ‬تعدد‭ ‬بياناتها‭ ‬وتحركاتها‭ ‬الميدانية،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬أزمتها‭ ‬البنيوية،‭ ‬وأبرزت‭ ‬تشتتها‭ ‬وعجزها‭ ‬عن‭ ‬التوحد‭ ‬خلف‭ ‬مشروع‭ ‬سياسي‭ ‬بديل‭.‬
وبدا‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سوى‭ ‬محاولة‭ ‬لإثبات‭ ‬الوجود‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬مبادرة‭ ‬حقيقية‭ ‬للتأثير‭ ‬أو‭ ‬التغيير‭. ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬تحركات‭ ‬محدودة‭ ‬ودعوات‭ ‬للاحتجاج،‭ ‬رافقتها‭ ‬نفس‭ ‬الشعارات‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬دأبت‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬ترديدها،‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬حلول‭ ‬ملموسة‭ ‬أو‭ ‬برامج‭ ‬عملية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقنع‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬تؤسس‭ ‬لبديل‭ ‬جاد‭ ‬للسلطة‭ ‬القائمة‭.‬
رغم‭ ‬محاولات‭ ‬متكررة‭ ‬لتوحيد‭ ‬الصفوف‭ ‬وتشكيل‭ ‬جبهات‭ ‬وائتلافات،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬المعارضة‭ ‬تظهر‭ ‬مشتتة‭ ‬ومنقسمة،‭ ‬كما‭ ‬عكست‭ ‬ذلك‭ ‬المواقف‭ ‬المتباينة‭ ‬والبيانات‭ ‬المتضاربة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحركات‭ ‬الميدانية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬مؤخراً‭ ‬وسط‭ ‬العاصمة،‭ ‬والتي‭ ‬سجلت‭ ‬حضورًا‭ ‬باهتًا‭ ‬ومحدودًا،‭ ‬رغم‭ ‬الدعوات‭ ‬المتكررة‭ ‬للمشاركة‭.‬
ويرى‭ ‬متابعون‭ ‬للشأن‭ ‬التونسي‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامجها‭ ‬الإصلاحي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬اجتماعية‭ ‬عادلة،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬على‭ ‬تحسن‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬حيوية‭ ‬كالنقل‭ ‬والصحة،‭ ‬يقابله‭ ‬تراجع‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬المعارضة‭ ‬وتعمّق‭ ‬خلافاتها‭ ‬الداخلية‭.‬
ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مرور‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬المسار‭ ‬السياسي‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬دستورية‭ ‬ومؤسساتية‭ ‬وتشريعية‭ ‬حديثة،‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬التوجه‭ ‬العام‭ ‬للدولة‭ ‬نحو‭ ‬تكريس‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتفعيل‭ ‬آليات‭ ‬الرقمنة‭ ‬ومناخ‭ ‬الاستثمار،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إصلاحات‭ ‬وشيكة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭.‬
ورغم‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬والصعوبات،‭ ‬تمكّنت‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نسق‭ ‬الإصلاح،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تتزايد‭ ‬فيه‭ ‬مؤشرات‭ ‬القبول‭ ‬الشعبي‭ ‬والدعم‭ ‬الدولي‭ ‬للمشروع‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬رصيد‭ ‬الثقة‭ ‬لدى‭ ‬شرائح‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التونسيين،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يراهنون‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬معارضة‭ ‬لم‭ ‬تبرح‭ ‬دائرة‭ ‬الانتقاد‭ ‬والتشكيك،‭ ‬ولم‭ ‬تنجح‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬أزمتها‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬مشروع‭ ‬بديل‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬الشارع‭.‬

نزيهة‭ ‬الغضباني

 

 

يشمل‭ ‬عديد‭ ‬القطاعات..  مواصلة‭ ‬مسار‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬بثبات

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2021،‭ ‬الذي‭ ‬يوافق‭ ‬عيد‭ ‬الجمهورية،‭ ‬يمثل‭ ‬نقطة‭ ‬تحوّل‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬الحديث‭ ‬لتونس،‭ ‬حيث‭ ‬شكلت‭ ‬القرارات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬قطيعة‭ ‬مع‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وسوء‭ ‬الإدارة‭ ‬والانقسامات‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬أزمات‭ ‬صحية‭ ‬واجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬خانقة،‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الانهيار‭.‬

فقد‭ ‬أعادت‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجريئة‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬تجميد‭ ‬البرلمان،‭ ‬إلى‭ ‬إقالة‭ ‬الحكومة،‭ ‬مرورا‭ ‬بإقرار‭ ‬التدابير‭ ‬الاستثنائية‭ ‬–‭ ‬الأمل‭ ‬لفئات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التونسيين،‭ ‬الذين‭ ‬خرجوا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مظاهرات‭ ‬شعبية‭ ‬عارمة‭ ‬بمختلف‭ ‬جهات‭ ‬البلاد،‭ ‬مطالبين‭ ‬بإنهاء‭ ‬المنظومة‭ ‬القديمة‭. ‬وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭.‬
بعد‭ ‬مرور‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬الجديد،‭ ‬ورغم‭ ‬حالة‭ ‬الاستقرار‭ ‬النسبي‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬البلاد،‭ ‬وما‭ ‬رافقها‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الإصلاحات،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قوى‭ ‬المعارضة‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها،‭ ‬متمسكة‭ ‬بنفس‭ ‬الخطاب،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬تقدّم‭ ‬بدائل‭ ‬فعلية‭ ‬أو‭ ‬رؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭.‬
وقد‭ ‬أعادت‭ ‬الذكرى‭ ‬68‭ ‬لعيد‭ ‬الجمهورية،‭ ‬المتزامنة‭ ‬مع‭ ‬25‭ ‬جويلية،‭ ‬بعض‭ ‬مكونات‭ ‬المعارضة‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬التنديد‭ ‬والاحتجاج‭. ‬ورغم‭ ‬تعدد‭ ‬بياناتها‭ ‬وتحركاتها‭ ‬الميدانية،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬أزمتها‭ ‬البنيوية،‭ ‬وأبرزت‭ ‬تشتتها‭ ‬وعجزها‭ ‬عن‭ ‬التوحد‭ ‬خلف‭ ‬مشروع‭ ‬سياسي‭ ‬بديل‭.‬
وبدا‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سوى‭ ‬محاولة‭ ‬لإثبات‭ ‬الوجود‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬مبادرة‭ ‬حقيقية‭ ‬للتأثير‭ ‬أو‭ ‬التغيير‭. ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬تحركات‭ ‬محدودة‭ ‬ودعوات‭ ‬للاحتجاج،‭ ‬رافقتها‭ ‬نفس‭ ‬الشعارات‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬دأبت‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬ترديدها،‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬حلول‭ ‬ملموسة‭ ‬أو‭ ‬برامج‭ ‬عملية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقنع‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬تؤسس‭ ‬لبديل‭ ‬جاد‭ ‬للسلطة‭ ‬القائمة‭.‬
رغم‭ ‬محاولات‭ ‬متكررة‭ ‬لتوحيد‭ ‬الصفوف‭ ‬وتشكيل‭ ‬جبهات‭ ‬وائتلافات،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬المعارضة‭ ‬تظهر‭ ‬مشتتة‭ ‬ومنقسمة،‭ ‬كما‭ ‬عكست‭ ‬ذلك‭ ‬المواقف‭ ‬المتباينة‭ ‬والبيانات‭ ‬المتضاربة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحركات‭ ‬الميدانية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬مؤخراً‭ ‬وسط‭ ‬العاصمة،‭ ‬والتي‭ ‬سجلت‭ ‬حضورًا‭ ‬باهتًا‭ ‬ومحدودًا،‭ ‬رغم‭ ‬الدعوات‭ ‬المتكررة‭ ‬للمشاركة‭.‬
ويرى‭ ‬متابعون‭ ‬للشأن‭ ‬التونسي‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامجها‭ ‬الإصلاحي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬اجتماعية‭ ‬عادلة،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬على‭ ‬تحسن‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬حيوية‭ ‬كالنقل‭ ‬والصحة،‭ ‬يقابله‭ ‬تراجع‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬المعارضة‭ ‬وتعمّق‭ ‬خلافاتها‭ ‬الداخلية‭.‬
ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مرور‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬المسار‭ ‬السياسي‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬دستورية‭ ‬ومؤسساتية‭ ‬وتشريعية‭ ‬حديثة،‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬التوجه‭ ‬العام‭ ‬للدولة‭ ‬نحو‭ ‬تكريس‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتفعيل‭ ‬آليات‭ ‬الرقمنة‭ ‬ومناخ‭ ‬الاستثمار،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إصلاحات‭ ‬وشيكة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭.‬
ورغم‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬والصعوبات،‭ ‬تمكّنت‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نسق‭ ‬الإصلاح،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تتزايد‭ ‬فيه‭ ‬مؤشرات‭ ‬القبول‭ ‬الشعبي‭ ‬والدعم‭ ‬الدولي‭ ‬للمشروع‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬رصيد‭ ‬الثقة‭ ‬لدى‭ ‬شرائح‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التونسيين،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يراهنون‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬معارضة‭ ‬لم‭ ‬تبرح‭ ‬دائرة‭ ‬الانتقاد‭ ‬والتشكيك،‭ ‬ولم‭ ‬تنجح‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬أزمتها‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬مشروع‭ ‬بديل‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬الشارع‭.‬

نزيهة‭ ‬الغضباني