زيارات لمؤسسات رائدة.. وتوجه نحو شراكة إستراتجية.. الصين تستكشف فرص الاستثمار في السوق التونسية
مقالات الصباح
-9.2 مليار دينار حجم المبادلات التجارية بين تونس والصين سنة 2024
شهدت العلاقات التونسية الصينية في الثلاث سنوات الأخيرة تطورا لافتا على خلفية الرغبة المشتركة بين البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية من خلال إقامة شراكة إستراتيجية بالإضافة إلى تزايد حجم التبادل التجاري والاستثمارات، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وتتالت زيارات ضمت وفودا من مجموعات ومؤسسات صينية رائدة لتباحث فرص الاستثمار في تونس وعقد شراكات وتندرج هذه الديناميكية ضمن الاتفاقيات التي أمضيت بين البلدين.
وأعلنت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي اهتمام ثلاث شركات صناعية صينية رائدة عالميا في قطاع مكونات السيارات، بالاستثمار في تونس وإحداث مواقع إنتاج بها.
وفي هذا الإطار، أدى وفد صيني يضم ممثلين عن هذه الشركات زيارة إلى تونس قصد دراسة الاستثمار وإقامة مشاريع صناعية في البلاد، ويعود اختيار الوفد الصيني لتونس إلى جملة من العوامل منها الاستفادة من القرب الجغرافي من أوروبا والاتفاقيات التفاضلية مع الأسواق الأوروبية والأمريكية، فضلا عن موقعها الاستراتيجي الذي يمكن من النفاذ إلى الأسواق الإفريقية والآسيوية وخاصة الصين.
وسلطت هذه الزيارة الضوء على أهمية موقع تونس كمنصة صناعية ولوجستية ذات إمكانات قوية للأسواق الأوروبية والأمريكية وحتى الآسيوية في قطاعات مكونات السيارات وتكامل سلاسل القيمة العالمية في هذا القطاع.
وأكدت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، من جهتها، التزامها بدعم المستثمرين الأجانب في كل مرحلة من مشاريعهم، انطلاقا من الدراسة إلى استكمال الاستثمار وتعزيز الشراكات التي تدعم النمو المشترك وخلق فرص العمل، وفق المصدر ذاته.
إطلاق مشاريع تعاون وشراكة أوسع
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد أكد بمناسبة زيارة الدولة التي أداها إلى جمهورية الصين الشعبية في ماي 2024 أن تونس والصين يتقاسمان العديد من المبادئ والقيم ويجمعهما تاريخ مشترك وبإمكانهما إطلاق مشاريع تعاون وشراكة أوسع وأشمل في عدة مجالات، معربا عن رغبة تونس في صنع تاريخ جديد خاصة عبر بلورة شراكات عملية مع الجانب الصيني لتنفيذ جملة من المشاريع التنموية ذات الأولوية في بلادنا خاصة في قطاعات الصحة والبنية التحتية والاقتصاد الأخضر والنقل والتحول الطاقي وتهيئة المنشآت الرياضية والتكنولوجيا الحديثة.
كما بلغت المبادلات التجارية بين تونس والصين سنة 2024 نحو 9.2 مليار دينار، مسجلة نموًا بنسبة 8 بالمائة مقارنة بسنة 2023.
وتشير التقديرات إلى وجود فرص تصديرية غير مستغلة نحو السوق الصينية بقيمة تفوق 214 مليون دولار، منها 20 مليون دولار مخصصة لزيت الزيتون، و15 مليون دولار للمنتجات البحرية، و2.5 مليون دولار للتمور، مما يؤكد الإمكانات الكبيرة المتاحة لتقليص العجز التجاري وتعزيز التبادل المتوازن بين البلدين.
إلغاء الرسوم الجمركية على جميع الواردات من 53 دولة إفريقية
وقد أعلنت الصين عن خططها لإلغاء الرسوم الجمركية على جميع الواردات من 53 دولة إفريقية تحافظ على علاقات دبلوماسية معها، موسعة بذلك، نطاق سياسة سابقة كانت تُعفى فيها 33 دولة إفريقية، فقط، من الرسوم الجمركية.
وجاء هذا الإعلان، خلال اجتماع وزاري في مدينة تشانغشا الصينية، حيث اجتمع القادة الأفارقة لمراجعة تنفيذ نتائج منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) لسنة 2024.
ووصف الرئيس الصيني المبادرة الجديدة بأنها حجر الزاوية في الشراكة الاقتصادية الصينية -الإفريقية المقترحة من أجل التنمية المُشتركة.
وتهدف الخطة إلى منح الصادرات الإفريقية وصولا أوسع إلى الأسواق، وتوسيع طلب المستهلكين الصينيين على السلع الإفريقية، وتعزيز مكانة الصين كأكبر شريك تجاري للقارة، متجاوزة 300 مليار دولار في التجارة الثنائية في عام 2024.
آفاق التعاون بين تونس والصين في المجالين التجاري والاقتصادي
وفي إطار برنامج مشاركته في الاجتماع الوزاري للمنسقين لمتابعة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، أجرى سمير عبيد وزير التجارة و تنمية الصادرات يوم 12 جوان 2025 جلسة عمل مع نائب وزير التجارة الصيني (Tang Wenhong) لمتابعة واقع وآفاق التعاون بين تونس والصين في المجالين التجاري والاقتصادي.
واستعرض وزير التجارة خلال هذا اللقاء مجالات التعاون الممكنة بين الجانبين ودعا إلى استثمار الإرادة الصادقة التي تحدو البلدين الصديقين لانجاز مشاريع تعود بالنفع عليهما. وشدد على ضرورة تمتيع بلادنا بإجراءات استثنائية من شأنها تسهيل ولوج المنتوجات الإستراتيجية التونسية على غرار زيت الزيتون والتمور إلى السوق الصينية الضخمة.
كما تم الاتفاق بين الجانبين على إثراء الإطار القانوني المنظم للعلاقات التجارية بين البلدين وكذلك عقد اللجنة القطاعية المشتركة في المجال التجاري بين تونس والصين في أقرب الآجال الممكنة.
كما شارك الوزير سمير عبيد في ندوة حول التعاون الإفريقي الصيني في مجال البنية التحتية ألقى خلالها كلمة ركز فيها على الـموقع الجغرافي الاستراتيجي لبلادنا والعدد الهام من اتفاقيات التجارة الحرة التي تنتمي إليها تونس، مما يؤهلها لتصبح منصة ربط إقليمية وقارية.
ودعا في هذا السياق رجال الأعمال الصينيين إلى المشاركة في مشروع الممر القاري التونسي الإفريقي «بوابة إفريقيا» مبينا بأن هذه المبادرة تهدف إلى جعل تونس حلقة ربط بين أوروبا وإفريقيا وآسيا تمكن من تجاوز التحديات اللوجستية الرئيسية في إفريقيا من خلال ربط تونس بدول الساحل - النيجر، مالي، تشاد، بوركينا فاسو، وجمهورية إفريقيا الوسطى - عبر ليبيا.
مضاعفة الجهود لتطوير الصادرات التونسية
كما استقبل مؤخرا مركز النهوض بالصادرات وفدًا صينيًا رفيع المستوى عن إحدى المؤسسات الرائدة في مجالات التجارة الدولية والخدمات اللوجستية والتمويل والاستثمار بالصين، وذلك برئاسة الرئيس التنفيذي للمجموعة.
وأشرف على جلسة العمل الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات مراد بن حسين بحضور ثلة من الإطارات من بينهم رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار نامية العيادي والمدير العام لوكالة النهوض بالاستثمار الخارجي جلال والمديرة المركزية بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ريم الهداوي، إلى جانب عدد من مسؤولي المركز.
وأكد بن حسين خلال الجلسة أهمية السوق الصينية باعتبارها من أكبر الأسواق العالمية، مشددا على ضرورة مضاعفة الجهود لتطوير الصادرات التونسية نحو هذه السوق الإستراتيجية، لاسيما في قطاعات زيت الزيتون والتمور والمنتجات البحري، والصناعات التقليدية، التي تحظى بطلب متزايد من قبل المستهلك الصيني.
وتم، في ذات السياق، تقديم عروض مفصلة حول مناخ وفرص الاستثمار في تونس، حيث قدّمت رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار الحوافز المالية والضريبية التي توفرها الدولة للمستثمرين الأجانب، لاسيما في المناطق الداخلية والقطاعات ذات الأولوية.
وتناول عرض وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي مختلف آليات المرافقة والتسهيلات الإدارية التي توفرها للمستثمرين، في حين قدّمت ممثّلة وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية لمحة عن الفرص الواعدة في القطاع الفلاحي والمشاريع ذات الجدوى التصديريّة.
وأشار المسؤول الصيني أن هذه الزيارة تهدف إلى استكشاف فرص الشراكة والاستثمار في السوق التونسية، سواء من حيث استيراد المنتجات التونسية أو تطوير مشاريع استثمارية في قطاعات واعدة.
وثمّن مستوى الحوار مع الجانب التونسي وما تم تقديمه من عروض محفزة للاستثمار والتبادل التجاري.
وتم تقديم عرض مفصل للشركة الصينية، وهي إحدى الشركات التابعة لواحد من أكبر المجمعات العمومية الصينية المختصة في التجارة الدولية والاستثمار والعمليات اللوجستية الجوية والبحرية بالإضافة إلى عدد من الخدمات الاقتصادية والتجارية ومن ضمنها أجنحة تجارية دولية لمنتجات أكثر من خمسين دولة ومن ضمنها تونس.
لقاءات شراكة مهنية ثنائية
واحتضنت «دار المصدر» لقاءات شراكة مهنية ثنائية مباشرة بين أعضاء الوفد الصيني وممثلين عن نحو 25 مؤسسة تونسية تنشط في قطاعات ذات إمكانيات تصديرية عالية نحو السوق الصينية، بما يعكس الإرادة المشتركة لبناء علاقات اقتصادية مستدامة ومثمرة بين الجانبين.
وسيتواصل برنامج زيارة الوفد الصيني إلى غاية يوم 29 جويلية الجاري، ومن أبرز محطاته زيارات ميدانية، حسب اهتمامات أعضاء الوفد، إلى عدد من المؤسسات الصناعية والفلاحية التونسية ولقاءات مهنية للاطلاع على منظومات الإنتاج ومعايير الجودة.
وسيتحول الوفد، وفق برنامج العمل إلى الجنوب التونسي، للإطلاع على مكونات المنطقة الحرة ببن قردان وفضاء الأنشطة الاقتصادية بجرجيس، إلى جانب زيارة عدد من المؤسسات التونسية الناشطة في الصناعات الغذائية، قصد التعرف على ما توفره تونس من بنية تحتية ملائمة ومزايا تفاضلية للمستثمرين الأجانب.
جهاد الكلبوسي
-9.2 مليار دينار حجم المبادلات التجارية بين تونس والصين سنة 2024
شهدت العلاقات التونسية الصينية في الثلاث سنوات الأخيرة تطورا لافتا على خلفية الرغبة المشتركة بين البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية من خلال إقامة شراكة إستراتيجية بالإضافة إلى تزايد حجم التبادل التجاري والاستثمارات، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وتتالت زيارات ضمت وفودا من مجموعات ومؤسسات صينية رائدة لتباحث فرص الاستثمار في تونس وعقد شراكات وتندرج هذه الديناميكية ضمن الاتفاقيات التي أمضيت بين البلدين.
وأعلنت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي اهتمام ثلاث شركات صناعية صينية رائدة عالميا في قطاع مكونات السيارات، بالاستثمار في تونس وإحداث مواقع إنتاج بها.
وفي هذا الإطار، أدى وفد صيني يضم ممثلين عن هذه الشركات زيارة إلى تونس قصد دراسة الاستثمار وإقامة مشاريع صناعية في البلاد، ويعود اختيار الوفد الصيني لتونس إلى جملة من العوامل منها الاستفادة من القرب الجغرافي من أوروبا والاتفاقيات التفاضلية مع الأسواق الأوروبية والأمريكية، فضلا عن موقعها الاستراتيجي الذي يمكن من النفاذ إلى الأسواق الإفريقية والآسيوية وخاصة الصين.
وسلطت هذه الزيارة الضوء على أهمية موقع تونس كمنصة صناعية ولوجستية ذات إمكانات قوية للأسواق الأوروبية والأمريكية وحتى الآسيوية في قطاعات مكونات السيارات وتكامل سلاسل القيمة العالمية في هذا القطاع.
وأكدت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، من جهتها، التزامها بدعم المستثمرين الأجانب في كل مرحلة من مشاريعهم، انطلاقا من الدراسة إلى استكمال الاستثمار وتعزيز الشراكات التي تدعم النمو المشترك وخلق فرص العمل، وفق المصدر ذاته.
إطلاق مشاريع تعاون وشراكة أوسع
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد أكد بمناسبة زيارة الدولة التي أداها إلى جمهورية الصين الشعبية في ماي 2024 أن تونس والصين يتقاسمان العديد من المبادئ والقيم ويجمعهما تاريخ مشترك وبإمكانهما إطلاق مشاريع تعاون وشراكة أوسع وأشمل في عدة مجالات، معربا عن رغبة تونس في صنع تاريخ جديد خاصة عبر بلورة شراكات عملية مع الجانب الصيني لتنفيذ جملة من المشاريع التنموية ذات الأولوية في بلادنا خاصة في قطاعات الصحة والبنية التحتية والاقتصاد الأخضر والنقل والتحول الطاقي وتهيئة المنشآت الرياضية والتكنولوجيا الحديثة.
كما بلغت المبادلات التجارية بين تونس والصين سنة 2024 نحو 9.2 مليار دينار، مسجلة نموًا بنسبة 8 بالمائة مقارنة بسنة 2023.
وتشير التقديرات إلى وجود فرص تصديرية غير مستغلة نحو السوق الصينية بقيمة تفوق 214 مليون دولار، منها 20 مليون دولار مخصصة لزيت الزيتون، و15 مليون دولار للمنتجات البحرية، و2.5 مليون دولار للتمور، مما يؤكد الإمكانات الكبيرة المتاحة لتقليص العجز التجاري وتعزيز التبادل المتوازن بين البلدين.
إلغاء الرسوم الجمركية على جميع الواردات من 53 دولة إفريقية
وقد أعلنت الصين عن خططها لإلغاء الرسوم الجمركية على جميع الواردات من 53 دولة إفريقية تحافظ على علاقات دبلوماسية معها، موسعة بذلك، نطاق سياسة سابقة كانت تُعفى فيها 33 دولة إفريقية، فقط، من الرسوم الجمركية.
وجاء هذا الإعلان، خلال اجتماع وزاري في مدينة تشانغشا الصينية، حيث اجتمع القادة الأفارقة لمراجعة تنفيذ نتائج منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) لسنة 2024.
ووصف الرئيس الصيني المبادرة الجديدة بأنها حجر الزاوية في الشراكة الاقتصادية الصينية -الإفريقية المقترحة من أجل التنمية المُشتركة.
وتهدف الخطة إلى منح الصادرات الإفريقية وصولا أوسع إلى الأسواق، وتوسيع طلب المستهلكين الصينيين على السلع الإفريقية، وتعزيز مكانة الصين كأكبر شريك تجاري للقارة، متجاوزة 300 مليار دولار في التجارة الثنائية في عام 2024.
آفاق التعاون بين تونس والصين في المجالين التجاري والاقتصادي
وفي إطار برنامج مشاركته في الاجتماع الوزاري للمنسقين لمتابعة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، أجرى سمير عبيد وزير التجارة و تنمية الصادرات يوم 12 جوان 2025 جلسة عمل مع نائب وزير التجارة الصيني (Tang Wenhong) لمتابعة واقع وآفاق التعاون بين تونس والصين في المجالين التجاري والاقتصادي.
واستعرض وزير التجارة خلال هذا اللقاء مجالات التعاون الممكنة بين الجانبين ودعا إلى استثمار الإرادة الصادقة التي تحدو البلدين الصديقين لانجاز مشاريع تعود بالنفع عليهما. وشدد على ضرورة تمتيع بلادنا بإجراءات استثنائية من شأنها تسهيل ولوج المنتوجات الإستراتيجية التونسية على غرار زيت الزيتون والتمور إلى السوق الصينية الضخمة.
كما تم الاتفاق بين الجانبين على إثراء الإطار القانوني المنظم للعلاقات التجارية بين البلدين وكذلك عقد اللجنة القطاعية المشتركة في المجال التجاري بين تونس والصين في أقرب الآجال الممكنة.
كما شارك الوزير سمير عبيد في ندوة حول التعاون الإفريقي الصيني في مجال البنية التحتية ألقى خلالها كلمة ركز فيها على الـموقع الجغرافي الاستراتيجي لبلادنا والعدد الهام من اتفاقيات التجارة الحرة التي تنتمي إليها تونس، مما يؤهلها لتصبح منصة ربط إقليمية وقارية.
ودعا في هذا السياق رجال الأعمال الصينيين إلى المشاركة في مشروع الممر القاري التونسي الإفريقي «بوابة إفريقيا» مبينا بأن هذه المبادرة تهدف إلى جعل تونس حلقة ربط بين أوروبا وإفريقيا وآسيا تمكن من تجاوز التحديات اللوجستية الرئيسية في إفريقيا من خلال ربط تونس بدول الساحل - النيجر، مالي، تشاد، بوركينا فاسو، وجمهورية إفريقيا الوسطى - عبر ليبيا.
مضاعفة الجهود لتطوير الصادرات التونسية
كما استقبل مؤخرا مركز النهوض بالصادرات وفدًا صينيًا رفيع المستوى عن إحدى المؤسسات الرائدة في مجالات التجارة الدولية والخدمات اللوجستية والتمويل والاستثمار بالصين، وذلك برئاسة الرئيس التنفيذي للمجموعة.
وأشرف على جلسة العمل الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات مراد بن حسين بحضور ثلة من الإطارات من بينهم رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار نامية العيادي والمدير العام لوكالة النهوض بالاستثمار الخارجي جلال والمديرة المركزية بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ريم الهداوي، إلى جانب عدد من مسؤولي المركز.
وأكد بن حسين خلال الجلسة أهمية السوق الصينية باعتبارها من أكبر الأسواق العالمية، مشددا على ضرورة مضاعفة الجهود لتطوير الصادرات التونسية نحو هذه السوق الإستراتيجية، لاسيما في قطاعات زيت الزيتون والتمور والمنتجات البحري، والصناعات التقليدية، التي تحظى بطلب متزايد من قبل المستهلك الصيني.
وتم، في ذات السياق، تقديم عروض مفصلة حول مناخ وفرص الاستثمار في تونس، حيث قدّمت رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار الحوافز المالية والضريبية التي توفرها الدولة للمستثمرين الأجانب، لاسيما في المناطق الداخلية والقطاعات ذات الأولوية.
وتناول عرض وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي مختلف آليات المرافقة والتسهيلات الإدارية التي توفرها للمستثمرين، في حين قدّمت ممثّلة وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية لمحة عن الفرص الواعدة في القطاع الفلاحي والمشاريع ذات الجدوى التصديريّة.
وأشار المسؤول الصيني أن هذه الزيارة تهدف إلى استكشاف فرص الشراكة والاستثمار في السوق التونسية، سواء من حيث استيراد المنتجات التونسية أو تطوير مشاريع استثمارية في قطاعات واعدة.
وثمّن مستوى الحوار مع الجانب التونسي وما تم تقديمه من عروض محفزة للاستثمار والتبادل التجاري.
وتم تقديم عرض مفصل للشركة الصينية، وهي إحدى الشركات التابعة لواحد من أكبر المجمعات العمومية الصينية المختصة في التجارة الدولية والاستثمار والعمليات اللوجستية الجوية والبحرية بالإضافة إلى عدد من الخدمات الاقتصادية والتجارية ومن ضمنها أجنحة تجارية دولية لمنتجات أكثر من خمسين دولة ومن ضمنها تونس.
لقاءات شراكة مهنية ثنائية
واحتضنت «دار المصدر» لقاءات شراكة مهنية ثنائية مباشرة بين أعضاء الوفد الصيني وممثلين عن نحو 25 مؤسسة تونسية تنشط في قطاعات ذات إمكانيات تصديرية عالية نحو السوق الصينية، بما يعكس الإرادة المشتركة لبناء علاقات اقتصادية مستدامة ومثمرة بين الجانبين.
وسيتواصل برنامج زيارة الوفد الصيني إلى غاية يوم 29 جويلية الجاري، ومن أبرز محطاته زيارات ميدانية، حسب اهتمامات أعضاء الوفد، إلى عدد من المؤسسات الصناعية والفلاحية التونسية ولقاءات مهنية للاطلاع على منظومات الإنتاج ومعايير الجودة.
وسيتحول الوفد، وفق برنامج العمل إلى الجنوب التونسي، للإطلاع على مكونات المنطقة الحرة ببن قردان وفضاء الأنشطة الاقتصادية بجرجيس، إلى جانب زيارة عدد من المؤسسات التونسية الناشطة في الصناعات الغذائية، قصد التعرف على ما توفره تونس من بنية تحتية ملائمة ومزايا تفاضلية للمستثمرين الأجانب.
جهاد الكلبوسي