إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تساهم‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية.. تحسين‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭.. ‬ خطوة‭ ‬محورية‭ ‬نحو‭ ‬تسريع‭ ‬نسق‭ ‬النمو

تُعدّ‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬البُنى‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تُساهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬فهي‭ ‬تُسهّل‭ ‬حركة‭ ‬الأشخاص‭ ‬والبضائع‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البلاد،‭ ‬مما‭ ‬يُعزّز‭ ‬من‭ ‬الترابط‭ ‬الجهوي‭ ‬ويُقلّص‭ ‬الفوارق‭ ‬التنموية‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬والساحلية‭.‬
وتلعب‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قطاعات‭ ‬حيوية‭ ‬مثل‭ ‬الفلاحة،‭ ‬والصناعة،‭ ‬والسياحة،‭ ‬إذ‭ ‬تُسهّل‭ ‬وصول‭ ‬المنتجات‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬والموانئ‭ ‬بسرعة‭ ‬وكفاءة،‭ ‬وتُحسّن‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬نقل‭ ‬السلع،‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬تنافسية‭ ‬المؤسسات‭. ‬كما‭ ‬تُشجع‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تهيئة‭ ‬مناخ‭ ‬مناسب‭ ‬للأعمال‭.‬

ورغم‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات،‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تونس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬الطرقات‭ ‬السريعة‭ ‬والريفية‭ ‬وتكثيف‭ ‬جهود‭ ‬الصيانة‭ ‬لضمان‭ ‬السلامة‭ ‬وتحقيق‭ ‬استدامة‭ ‬هذا‭ ‬المرفق‭ ‬الحيوي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تحسين‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬هو‭ ‬استثمار‭ ‬استراتيجي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يُسرّع‭ ‬نسق‭ ‬النمو‭ ‬ويُعزز‭ ‬الاندماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬البلاد‭.‬
تعزيز‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات
وتحتل‭ ‬مشاريع‭ ‬الطرقات‭ ‬والجسور‭ ‬وشبكات‭ ‬النقل‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة‭ ‬ضمن‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭. ‬وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بذلت‭ ‬الدولة‭ ‬مجهودات‭ ‬كبيرة‭ ‬لتوسيع‭ ‬وتحديث‭ ‬شبكات‭ ‬الطرقات‭ ‬السيارة‭ ‬والوطنية‭ ‬والريفية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الجهوي‭ ‬وتقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬والمناطق‭ ‬الداخلية‭.‬
كما‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬نسقًا‭ ‬متصاعدًا‭ ‬وازدادت‭ ‬وتيرة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حلحلة‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬المعطلة‭.‬
اهتمام‭ ‬بشبكة‭ ‬الطرقات
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يُولي‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬اهتمامًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬بشبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬باعتبارها‭ ‬شريانًا‭ ‬حيويًا‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وعنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭. ‬فقد‭ ‬شدّد‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الطرقات،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُوجَّه‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الجمهورية،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أداة‭ ‬لتمركز‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بعينها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أخرى‭.‬
ويؤمن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بأن‭ ‬تحسين‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬وتوسيعها‭ ‬يُمثّل‭ ‬خطوة‭ ‬محورية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬والقرى،‭ ‬وتيسير‭ ‬حركة‭ ‬الأفراد‭ ‬والبضائع،‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ويُقلّص‭ ‬من‭ ‬نسب‭ ‬البطالة‭. ‬ويعتبر‭ ‬أنّ‭ ‬فكّ‭ ‬العزلة‭ ‬عن‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬والمهمّشة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬خيارًا،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬وطنية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُترجم‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬عملية‭ ‬ومشاريع‭ ‬ملموسة‭.‬
وفي‭ ‬زياراته‭ ‬الميدانية‭ ‬وتدخلاته‭ ‬الرسمية،‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬الطرقات‭ ‬المبرمجة،‭ ‬وفتح‭ ‬ملفات‭ ‬التعطيل‭ ‬والتأخير،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشوبها‭ ‬شبهات‭ ‬فساد‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬تصرّف‭.‬
وكان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬لدى‭ ‬إشرافه‭ ‬على‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الوزارية‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025،‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬الدولة‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الجمود‭ ‬الإداري‭ ‬والتقني‭ ‬الذي‭ ‬عطّل‭ ‬إنجاز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطرقات‭ ‬التي‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬شريان‭ ‬الاقتصاد‭.‬
وقد‭ ‬شدّد،‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬مع‭ ‬وزيرة‭ ‬التجهيز‭ ‬والإسكان‭ ‬حينها،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التسريع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬الطريق‭ ‬السريعة‭ ‬تونس–جلمة،‭ ‬الذي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬إنجازه‭ ‬25‭ %‬،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التأخير،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬التمويلات‭ ‬جاهزة،‭ ‬والإجراءات‭ ‬مكتملة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭.‬
كما‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬استكمال‭ ‬مشروع‭ ‬قنطرة‭ ‬بنزرت،‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬الشمال‭ ‬ببقية‭ ‬مناطق‭ ‬الجمهورية‭.‬
وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭ ‬رغبة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الثقة‭ ‬للمواطن،‭ ‬وإنهاء‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التعطيل‭ ‬والتفاوت‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الأساسية‭.‬
تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية
وتتجه‭ ‬تونس‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطوير‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬توقيع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين،‭ ‬مثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والصين،‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬لتمويل‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطرقات‭ ‬السريعة‭.‬
وتعمل‭ ‬بلادنا‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬شبكة‭ ‬الطرق‭ ‬الرئيسية‭ ‬والثانوية‭ ‬عبر‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬تضمن‭ ‬تحديث‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للطرقات‭ ‬وتوسيعها،‭ ‬بما‭ ‬يُساهم‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬عمومًا،‭ ‬وتقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬الجهوية‭.‬
وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الطرقات‭ ‬وهيكلتها‭ ‬بمختلف‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬فإن‭ ‬عملية‭ ‬التشوير‭ ‬الطرقي‭ ‬تمثّل‭ ‬بدورها‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬السلامة‭ ‬المرورية‭ ‬والطرقات،‭ ‬وتضطلع‭ ‬وزارة‭ ‬التجهيز‭ ‬والإسكان‭ ‬بدور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي،‭ ‬عبر‭ ‬إرساء‭ ‬شبكة‭ ‬تشوير‭ ‬متكاملة‭ ‬تستجيب‭ ‬لمعايير‭ ‬الجودة‭ ‬والسلامة‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قالت‭ ‬كاهية‭ ‬مدير‭ ‬بإدارة‭ ‬الاستغلال‭ ‬وصيانة‭ ‬الطرقات‭ ‬بوزارة‭ ‬التجهيز‭ ‬والإسكان‭ ‬وئام‭ ‬طاهر،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي‭ ‬والعمودي‭ ‬يُعدّان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العناصر‭ ‬لضمان‭ ‬السلامة‭ ‬المرورية،‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬الطريق،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الطرقات‭ ‬بكامل‭ ‬تراب‭ ‬الجمهورية‭ ‬تشهد‭ ‬تدخلًا‭ ‬عبر‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي‭ (‬الخطوط‭ ‬البيضاء‭ ‬على‭ ‬الطريق‭) ‬لتحديد‭ ‬المسارات،‭ ‬والتشوير‭ ‬العمودي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬العلامات‭.‬
وأكدت‭ ‬محدثتنا‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للجسور‭ ‬والطرقات‭ ‬تحدد‭ ‬سنويًا‭ ‬ميزانية‭ ‬خاصة‭ ‬بالتشوير‭ ‬الأفقي‭ ‬والعمودي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الصيانة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الجديدة‭ ‬فهو‭ ‬برنامج‭ ‬يُدرج‭ ‬بالضرورة،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬وئام‭ ‬طاهر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬تخصيص‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬لأشغال‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي‭ ‬والعمودي‭ ‬بمختلف‭ ‬طرقات‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬مع‭ ‬زلاقات‭ ‬الأمان‭ ‬لحماية‭ ‬مستعملي‭ ‬الطريق‭.‬
وأكدت‭ ‬محدثتنا‭ ‬أن‭ ‬البرامج‭ ‬تُعدّ‭ ‬سنويًا،‭ ‬وتحدد‭ ‬كل‭ ‬إدارة‭ ‬جهوية‭ ‬احتياجاتها،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عملية‭ ‬التشوير‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬الجودة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬مؤخرًا‭ ‬تنظيم‭ ‬حقل‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬السريعة‭ ‬تونس–بنزرت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬محطة‭ ‬الاستخلاص‭ ‬سيدي‭ ‬ثابت،‭ ‬ومن‭ ‬النقطة‭ ‬الكيلومترية‭ ‬2‭ ‬إلى‭ ‬4،‭ ‬وتمّ‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭ ‬وضمان‭ ‬استمراريته‭. ‬وقد‭ ‬أفرز،‭ ‬وفق‭ ‬محدثتنا،‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬عمليتي‭ ‬التشوير‭ ‬العمودي‭ ‬والأفقي‭.‬
وأكدت‭ ‬وئام‭ ‬طاهر‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الطرقات‭ ‬بكامل‭ ‬تراب‭ ‬الجمهورية‭ ‬تشهد‭ ‬تدخلًا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التشوير‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬ضمن‭ ‬برامج‭ ‬الأشغال‭ ‬الجديدة‭ ‬وأشغال‭ ‬الصيانة‭ ‬المستمرة‭.‬
تقدم‭ ‬نسق‭ ‬الأشغال
ومن‭ ‬جهته،‭ ‬يقول‭ ‬مقرّر‭ ‬لجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنقل‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والتهيئة‭ ‬العمرانية،‭ ‬صالح‭ ‬السالمي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وعن‭ ‬الطرقات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرتكز‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬والطرقات‭ ‬الفرعية‭ ‬غير‭ ‬المرقمنة،‭ ‬والتي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬نسق‭ ‬إنجازها‭ ‬قطع‭ ‬أشواطًا‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التعهّد‭ ‬والإنجاز،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬تابع‭ ‬بنفسه‭ ‬نسق‭ ‬تقدم‭ ‬الأشغال‭ ‬للطريق‭ ‬السيارة‭ ‬تونس–جلمة،‭ ‬رغم‭ ‬التعطيل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المقاطع،‭ ‬حيث‭ ‬وقع‭ ‬التدخل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬وتم‭ ‬حل‭ ‬الإشكال‭.‬
وأكد‭ ‬السالمي‭ ‬أن‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬للطرقات‭ ‬حاليًا‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬ولكن‭ ‬الإشكال‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬الفرعية‭ ‬وغير‭ ‬المرقمنة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الطرقات‭ ‬تتداخل‭ ‬بين‭ ‬البلدية‭ ‬ووزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬ووزارة‭ ‬التجهيز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الإشكاليات‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬تعطّل‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬تحديد‭ ‬مجالات‭ ‬التدخل،‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الجديدة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصيانة،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬يجب‭ ‬طرحها‭ ‬مستقبلاً‭.‬
ودعا‭ ‬محدثنا‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬حاسم‭ ‬مستقبلًا‭ ‬في‭ ‬تحميل‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعهد‭ ‬والصيانة‭ ‬بالطرقات‭.‬
كما‭ ‬تطرّق‭ ‬مقرّر‭ ‬لجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية،‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬أغلبها‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬الأقل‭ ‬سعرًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬عملية‭ ‬محاسبة‭ ‬المقاول‭ ‬مستقبلًا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬أمرًا‭ ‬صعبًا،‭ ‬مقترحًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إسناد‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬للطرقات‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتعهد‭ ‬وزارة‭ ‬السيادة،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني،‭ ‬بهذه‭ ‬المشاريع‭ ‬أو‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬تنجزها‭.‬
هذا،‭ ‬وأكد‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬وضعية‭ ‬الطرقات‭ ‬الفرعية‭ ‬غير‭ ‬المرقمنة‭ ‬متوسطة‭ ‬وليست‭ ‬جيدة،‭ ‬ويجب‭ ‬أخذ‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬مستقبلاً‭.‬
كما‭ ‬ثمّن‭ ‬صالح‭ ‬السالمي‭ ‬توجّه‭ ‬الدولة‭ ‬نحو‭ ‬ربط‭ ‬مختلف‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬عبر‭ ‬الطرقات‭ ‬السيارة،‭ ‬وآخرها‭ ‬الطريق‭ ‬السيارة‭ ‬باجة–الكاف،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجّه‭ ‬يخدم‭ ‬بدوره‭ ‬الاستثمار‭ ‬والسياحة‭.‬
كما‭ ‬دعا‭ ‬محدثنا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التعهّد‭ ‬بالسكة‭ ‬الحديدية‭ ‬التي‭ ‬أُنجزت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الاستعمار،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدوير‭ ‬عجلة‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتثمين‭ ‬عملية‭ ‬التوجّه‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُسهّل‭ ‬بدوره‭ ‬عملية‭ ‬الاستثمار‭ ‬ويفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬للسياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬أيضًا‭.‬

أميرة‭ ‬الدريدي

 

تساهم‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية..  تحسين‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭.. ‬ خطوة‭ ‬محورية‭ ‬نحو‭ ‬تسريع‭ ‬نسق‭ ‬النمو

تُعدّ‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬البُنى‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تُساهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬فهي‭ ‬تُسهّل‭ ‬حركة‭ ‬الأشخاص‭ ‬والبضائع‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البلاد،‭ ‬مما‭ ‬يُعزّز‭ ‬من‭ ‬الترابط‭ ‬الجهوي‭ ‬ويُقلّص‭ ‬الفوارق‭ ‬التنموية‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬والساحلية‭.‬
وتلعب‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قطاعات‭ ‬حيوية‭ ‬مثل‭ ‬الفلاحة،‭ ‬والصناعة،‭ ‬والسياحة،‭ ‬إذ‭ ‬تُسهّل‭ ‬وصول‭ ‬المنتجات‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬والموانئ‭ ‬بسرعة‭ ‬وكفاءة،‭ ‬وتُحسّن‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬نقل‭ ‬السلع،‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬تنافسية‭ ‬المؤسسات‭. ‬كما‭ ‬تُشجع‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تهيئة‭ ‬مناخ‭ ‬مناسب‭ ‬للأعمال‭.‬

ورغم‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات،‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تونس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬الطرقات‭ ‬السريعة‭ ‬والريفية‭ ‬وتكثيف‭ ‬جهود‭ ‬الصيانة‭ ‬لضمان‭ ‬السلامة‭ ‬وتحقيق‭ ‬استدامة‭ ‬هذا‭ ‬المرفق‭ ‬الحيوي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تحسين‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬هو‭ ‬استثمار‭ ‬استراتيجي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يُسرّع‭ ‬نسق‭ ‬النمو‭ ‬ويُعزز‭ ‬الاندماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬البلاد‭.‬
تعزيز‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات
وتحتل‭ ‬مشاريع‭ ‬الطرقات‭ ‬والجسور‭ ‬وشبكات‭ ‬النقل‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة‭ ‬ضمن‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭. ‬وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بذلت‭ ‬الدولة‭ ‬مجهودات‭ ‬كبيرة‭ ‬لتوسيع‭ ‬وتحديث‭ ‬شبكات‭ ‬الطرقات‭ ‬السيارة‭ ‬والوطنية‭ ‬والريفية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الجهوي‭ ‬وتقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬والمناطق‭ ‬الداخلية‭.‬
كما‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬نسقًا‭ ‬متصاعدًا‭ ‬وازدادت‭ ‬وتيرة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حلحلة‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬المعطلة‭.‬
اهتمام‭ ‬بشبكة‭ ‬الطرقات
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يُولي‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬اهتمامًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬بشبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬باعتبارها‭ ‬شريانًا‭ ‬حيويًا‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وعنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭. ‬فقد‭ ‬شدّد‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الطرقات،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُوجَّه‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الجمهورية،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أداة‭ ‬لتمركز‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بعينها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أخرى‭.‬
ويؤمن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بأن‭ ‬تحسين‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬وتوسيعها‭ ‬يُمثّل‭ ‬خطوة‭ ‬محورية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬والقرى،‭ ‬وتيسير‭ ‬حركة‭ ‬الأفراد‭ ‬والبضائع،‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ويُقلّص‭ ‬من‭ ‬نسب‭ ‬البطالة‭. ‬ويعتبر‭ ‬أنّ‭ ‬فكّ‭ ‬العزلة‭ ‬عن‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬والمهمّشة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬خيارًا،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬وطنية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُترجم‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬عملية‭ ‬ومشاريع‭ ‬ملموسة‭.‬
وفي‭ ‬زياراته‭ ‬الميدانية‭ ‬وتدخلاته‭ ‬الرسمية،‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬الطرقات‭ ‬المبرمجة،‭ ‬وفتح‭ ‬ملفات‭ ‬التعطيل‭ ‬والتأخير،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشوبها‭ ‬شبهات‭ ‬فساد‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬تصرّف‭.‬
وكان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬لدى‭ ‬إشرافه‭ ‬على‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الوزارية‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2025،‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬الدولة‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الجمود‭ ‬الإداري‭ ‬والتقني‭ ‬الذي‭ ‬عطّل‭ ‬إنجاز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطرقات‭ ‬التي‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬شريان‭ ‬الاقتصاد‭.‬
وقد‭ ‬شدّد،‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬مع‭ ‬وزيرة‭ ‬التجهيز‭ ‬والإسكان‭ ‬حينها،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التسريع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬الطريق‭ ‬السريعة‭ ‬تونس–جلمة،‭ ‬الذي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬إنجازه‭ ‬25‭ %‬،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التأخير،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬التمويلات‭ ‬جاهزة،‭ ‬والإجراءات‭ ‬مكتملة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭.‬
كما‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬استكمال‭ ‬مشروع‭ ‬قنطرة‭ ‬بنزرت،‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬الشمال‭ ‬ببقية‭ ‬مناطق‭ ‬الجمهورية‭.‬
وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭ ‬رغبة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الثقة‭ ‬للمواطن،‭ ‬وإنهاء‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التعطيل‭ ‬والتفاوت‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الأساسية‭.‬
تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية
وتتجه‭ ‬تونس‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطوير‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬توقيع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين،‭ ‬مثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والصين،‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬لتمويل‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطرقات‭ ‬السريعة‭.‬
وتعمل‭ ‬بلادنا‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬شبكة‭ ‬الطرق‭ ‬الرئيسية‭ ‬والثانوية‭ ‬عبر‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬تضمن‭ ‬تحديث‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للطرقات‭ ‬وتوسيعها،‭ ‬بما‭ ‬يُساهم‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬عمومًا،‭ ‬وتقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬الجهوية‭.‬
وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الطرقات‭ ‬وهيكلتها‭ ‬بمختلف‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬فإن‭ ‬عملية‭ ‬التشوير‭ ‬الطرقي‭ ‬تمثّل‭ ‬بدورها‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬السلامة‭ ‬المرورية‭ ‬والطرقات،‭ ‬وتضطلع‭ ‬وزارة‭ ‬التجهيز‭ ‬والإسكان‭ ‬بدور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي،‭ ‬عبر‭ ‬إرساء‭ ‬شبكة‭ ‬تشوير‭ ‬متكاملة‭ ‬تستجيب‭ ‬لمعايير‭ ‬الجودة‭ ‬والسلامة‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قالت‭ ‬كاهية‭ ‬مدير‭ ‬بإدارة‭ ‬الاستغلال‭ ‬وصيانة‭ ‬الطرقات‭ ‬بوزارة‭ ‬التجهيز‭ ‬والإسكان‭ ‬وئام‭ ‬طاهر،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي‭ ‬والعمودي‭ ‬يُعدّان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العناصر‭ ‬لضمان‭ ‬السلامة‭ ‬المرورية،‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬الطريق،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الطرقات‭ ‬بكامل‭ ‬تراب‭ ‬الجمهورية‭ ‬تشهد‭ ‬تدخلًا‭ ‬عبر‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي‭ (‬الخطوط‭ ‬البيضاء‭ ‬على‭ ‬الطريق‭) ‬لتحديد‭ ‬المسارات،‭ ‬والتشوير‭ ‬العمودي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬العلامات‭.‬
وأكدت‭ ‬محدثتنا‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للجسور‭ ‬والطرقات‭ ‬تحدد‭ ‬سنويًا‭ ‬ميزانية‭ ‬خاصة‭ ‬بالتشوير‭ ‬الأفقي‭ ‬والعمودي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الصيانة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الجديدة‭ ‬فهو‭ ‬برنامج‭ ‬يُدرج‭ ‬بالضرورة،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬وئام‭ ‬طاهر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬تخصيص‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬لأشغال‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي‭ ‬والعمودي‭ ‬بمختلف‭ ‬طرقات‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬مع‭ ‬زلاقات‭ ‬الأمان‭ ‬لحماية‭ ‬مستعملي‭ ‬الطريق‭.‬
وأكدت‭ ‬محدثتنا‭ ‬أن‭ ‬البرامج‭ ‬تُعدّ‭ ‬سنويًا،‭ ‬وتحدد‭ ‬كل‭ ‬إدارة‭ ‬جهوية‭ ‬احتياجاتها،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عملية‭ ‬التشوير‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬الجودة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬مؤخرًا‭ ‬تنظيم‭ ‬حقل‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬السريعة‭ ‬تونس–بنزرت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬محطة‭ ‬الاستخلاص‭ ‬سيدي‭ ‬ثابت،‭ ‬ومن‭ ‬النقطة‭ ‬الكيلومترية‭ ‬2‭ ‬إلى‭ ‬4،‭ ‬وتمّ‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التشوير‭ ‬الأفقي‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭ ‬وضمان‭ ‬استمراريته‭. ‬وقد‭ ‬أفرز،‭ ‬وفق‭ ‬محدثتنا،‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬عمليتي‭ ‬التشوير‭ ‬العمودي‭ ‬والأفقي‭.‬
وأكدت‭ ‬وئام‭ ‬طاهر‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الطرقات‭ ‬بكامل‭ ‬تراب‭ ‬الجمهورية‭ ‬تشهد‭ ‬تدخلًا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التشوير‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬ضمن‭ ‬برامج‭ ‬الأشغال‭ ‬الجديدة‭ ‬وأشغال‭ ‬الصيانة‭ ‬المستمرة‭.‬
تقدم‭ ‬نسق‭ ‬الأشغال
ومن‭ ‬جهته،‭ ‬يقول‭ ‬مقرّر‭ ‬لجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنقل‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والتهيئة‭ ‬العمرانية،‭ ‬صالح‭ ‬السالمي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وعن‭ ‬الطرقات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرتكز‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬والطرقات‭ ‬الفرعية‭ ‬غير‭ ‬المرقمنة،‭ ‬والتي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬نسق‭ ‬إنجازها‭ ‬قطع‭ ‬أشواطًا‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التعهّد‭ ‬والإنجاز،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬تابع‭ ‬بنفسه‭ ‬نسق‭ ‬تقدم‭ ‬الأشغال‭ ‬للطريق‭ ‬السيارة‭ ‬تونس–جلمة،‭ ‬رغم‭ ‬التعطيل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المقاطع،‭ ‬حيث‭ ‬وقع‭ ‬التدخل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬وتم‭ ‬حل‭ ‬الإشكال‭.‬
وأكد‭ ‬السالمي‭ ‬أن‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬للطرقات‭ ‬حاليًا‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬ولكن‭ ‬الإشكال‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬الفرعية‭ ‬وغير‭ ‬المرقمنة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الطرقات‭ ‬تتداخل‭ ‬بين‭ ‬البلدية‭ ‬ووزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬ووزارة‭ ‬التجهيز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الإشكاليات‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬تعطّل‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬تحديد‭ ‬مجالات‭ ‬التدخل،‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الجديدة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصيانة،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬يجب‭ ‬طرحها‭ ‬مستقبلاً‭.‬
ودعا‭ ‬محدثنا‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬حاسم‭ ‬مستقبلًا‭ ‬في‭ ‬تحميل‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعهد‭ ‬والصيانة‭ ‬بالطرقات‭.‬
كما‭ ‬تطرّق‭ ‬مقرّر‭ ‬لجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية،‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬أغلبها‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬الأقل‭ ‬سعرًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬عملية‭ ‬محاسبة‭ ‬المقاول‭ ‬مستقبلًا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬أمرًا‭ ‬صعبًا،‭ ‬مقترحًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إسناد‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬للطرقات‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتعهد‭ ‬وزارة‭ ‬السيادة،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني،‭ ‬بهذه‭ ‬المشاريع‭ ‬أو‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬تنجزها‭.‬
هذا،‭ ‬وأكد‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬وضعية‭ ‬الطرقات‭ ‬الفرعية‭ ‬غير‭ ‬المرقمنة‭ ‬متوسطة‭ ‬وليست‭ ‬جيدة،‭ ‬ويجب‭ ‬أخذ‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬مستقبلاً‭.‬
كما‭ ‬ثمّن‭ ‬صالح‭ ‬السالمي‭ ‬توجّه‭ ‬الدولة‭ ‬نحو‭ ‬ربط‭ ‬مختلف‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬عبر‭ ‬الطرقات‭ ‬السيارة،‭ ‬وآخرها‭ ‬الطريق‭ ‬السيارة‭ ‬باجة–الكاف،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجّه‭ ‬يخدم‭ ‬بدوره‭ ‬الاستثمار‭ ‬والسياحة‭.‬
كما‭ ‬دعا‭ ‬محدثنا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التعهّد‭ ‬بالسكة‭ ‬الحديدية‭ ‬التي‭ ‬أُنجزت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الاستعمار،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدوير‭ ‬عجلة‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتثمين‭ ‬عملية‭ ‬التوجّه‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُسهّل‭ ‬بدوره‭ ‬عملية‭ ‬الاستثمار‭ ‬ويفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬للسياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬أيضًا‭.‬

أميرة‭ ‬الدريدي