سليم دمق لـ «الصباح»: "أندالو" مشروعي الفني الجديد يبحث عن دعم الوزارة منذ سنة 2017
مقالات الصباح
في ثاني حضور له ضمن مهرجان الحمامات الدولي، عاد الفنان سليم دمق ليعتلي ركح المسرح الذي عرفه قبل أكثر من عقدين، حين شارك لأول مرة في عرض قاده الموسيقار سمير العقربي. هذه العودة كانت ضمن مشاركته في عرض «أوتار 2» للمايسترو كمال الفرجاني مساء الثلاثاء 22 جويلية 2025.
عودة الفنان سليم دمق إلى ركح الحمامات لم تمرّ مرور الكرام. فقد استقبل الجمهور ظهوره بحفاوة بالغة، وتفاعل كبير مع صوته الدافئ وحضوره الآسر في فضاء موسيقي انفتح على التلوينات الشرقية والمغاربية. فكان التحام الجمهور بفقرته الغنائية عكس حالة من الحنين والفرح، وهو ما اعتبره كثيرون من أبرز لحظات الأمسية.
«العرض قديم، مرّ عليه أكثر من عشرين عاماً، لكنه كان عرضاً جميلاً وناجحاً»، بهذه الكلمات استعاد دمق ذكرى أول حضور له بمهرجان الحمامات الدولي، مشيرا إلى أن تفاصيل تلك التجربة ما تزال راسخة في ذاكرته، رغم مرور السنوات.
أمّا عرض هذه السنة، فقد كان بتوقيع المايسترو كمال الفرجاني، وشكل – حسب دمق لـ «الصباح» – محطة جديدة في مسيرته، جمع فيها بين الأغنية التونسية والتجارب العالمية، وقال: «قدّمت أغانٍ تونسية، وأخرى عالمية، فيها لمسات من الشرق والغرب، من تونس والجزائر... تركيبة موسيقية مختلفة، والحمد لله، كان التفاعل كبيراً.»
بين وفاء الذاكرة وتجربة التجديد
وفيما يخص اختياراته الغنائية، أكد الفنان حرصه على الابتعاد عن التكرار، أوضح سليم دمق: «لا أحب إعادة تقديم الأغاني بنفس الأسلوب. حتى أغنياتي الخاصة أحاول أن أقدّمها بتجديد وتلوين. أبحث دائما عن شيء مختلف.»
وعن إمكانية ظهوره للمرة الثالثة في مهرجان الحمامات، أجاب: «أفكّر أن تكون المرة الثالثة بعرض خاص يحمل اسمي، عرض يُجسّد هويتي الثقافية والفنية.» كما كشف عن عمل جديد يستعد له ويبتعد فيه عن النمط المحلي ويقترب من موسيقى أمريكا اللاتينية، قائلاً: «العمل المقبل يعتمد على الإيقاعات اللاتينية، وهي تجربة جديدة كليا بالنسبة لي، بعيدة عن اللون التونسي الذي عرفني به الجمهور. آمل أن تنال إعجاب الجمهور، وأتمنى أن يكون أول عرض لي في الحمامات.»
أما عن الأغنية الجديدة التي قدّمها خلال عرضه في مهرجان الحمامات، تحمل عنوان «ليامات» من تلحينه ومن أشعار حاتم القيزاني، فقد أكد سليم دمق أنه لأول مرة يؤديها على الركح، وهي جزء من مشروع موسيقي أوسع كان قد قدّمه منذ سنوات إلى وزارة الشؤون الثقافية.
وقال في هذا السياق: «هذه أول مرة أؤدي فيها هذه الأغنية، رغم أنني فكرت فيها منذ وقت طويل. المشروع الذي تنتمي إليه يعود إلى سنة 2017، وقد قدّمته للوزارة، لكنه ما يزال في الانتظار ولم يُفعّل بعد.»
إشكالية دعم الفنان التونسي
وكشف دمق عن ملامح هذا المشروع الفني قائلا: «يحمل عنوان ‹أندالو›، وهو مبني على الموسيقى الأندلسية، ويطمح إلى ربط التقاليد الأندلسية الإسبانية بنظيراتها في شمال إفريقيا. اشتغلت عليه لسنوات، وآمل أن يرى النور قريبا.»
وبخصوص مدى حصول المشروع على الدعم أو التثمين من وزارة الشؤون الثقافية، أوضح أنّه: «منذ سنة 2017 وحتى الآن لا أملك أي معطى حول مصيره، ولا أعرف لماذا لم يقع التعامل معه. لم أضع في الحسبان أن يُرفض أو يُهمل، لكن على ما يبدو سأبدأ في التفكير في بدائل أخرى.»
تصريح الفنان سليم دمق يعيد إلى الواجهة إشكالية دعم الفنان التونسي، لا سيما حين يتعلّق الأمر بمشاريع غير تجارية، تحاول التجديد والانفتاح على فضاءات موسيقية أوسع. ورغم إعلان وزارة الشؤون الثقافية عن برامج دعم، فإن عدداً من الفنانين يشتكون من غياب الردود أو وضوح المعايير، مما يدفع البعض إلى التخلي عن مشاريعهم، أو إلى البحث عن بدائل غير متاحة للجميع.
وفي هذا السياق، لا يُطرح فقط سؤال «لماذا لم يُدعَم مشروع أندالو؟»، بل يتجاوزه إلى سؤال أشمل: هل توجد رؤية ثقافية تؤمن بالمغامرة الفنية والمشاريع النوعية؟
إن ترك ملفات فنية دون تفاعل أو تبرير، لا يضر فقط بالفنان صاحب المشروع، بل يعمّق شعورًا عامًا بعدم الثقة في المؤسسات. وتصبح المعضلة ليست في غياب التمويل، بل في غياب إرادة تثمين الفن خارج الحسابات الضيقة.
إيمان عبد اللطيف
في ثاني حضور له ضمن مهرجان الحمامات الدولي، عاد الفنان سليم دمق ليعتلي ركح المسرح الذي عرفه قبل أكثر من عقدين، حين شارك لأول مرة في عرض قاده الموسيقار سمير العقربي. هذه العودة كانت ضمن مشاركته في عرض «أوتار 2» للمايسترو كمال الفرجاني مساء الثلاثاء 22 جويلية 2025.
عودة الفنان سليم دمق إلى ركح الحمامات لم تمرّ مرور الكرام. فقد استقبل الجمهور ظهوره بحفاوة بالغة، وتفاعل كبير مع صوته الدافئ وحضوره الآسر في فضاء موسيقي انفتح على التلوينات الشرقية والمغاربية. فكان التحام الجمهور بفقرته الغنائية عكس حالة من الحنين والفرح، وهو ما اعتبره كثيرون من أبرز لحظات الأمسية.
«العرض قديم، مرّ عليه أكثر من عشرين عاماً، لكنه كان عرضاً جميلاً وناجحاً»، بهذه الكلمات استعاد دمق ذكرى أول حضور له بمهرجان الحمامات الدولي، مشيرا إلى أن تفاصيل تلك التجربة ما تزال راسخة في ذاكرته، رغم مرور السنوات.
أمّا عرض هذه السنة، فقد كان بتوقيع المايسترو كمال الفرجاني، وشكل – حسب دمق لـ «الصباح» – محطة جديدة في مسيرته، جمع فيها بين الأغنية التونسية والتجارب العالمية، وقال: «قدّمت أغانٍ تونسية، وأخرى عالمية، فيها لمسات من الشرق والغرب، من تونس والجزائر... تركيبة موسيقية مختلفة، والحمد لله، كان التفاعل كبيراً.»
بين وفاء الذاكرة وتجربة التجديد
وفيما يخص اختياراته الغنائية، أكد الفنان حرصه على الابتعاد عن التكرار، أوضح سليم دمق: «لا أحب إعادة تقديم الأغاني بنفس الأسلوب. حتى أغنياتي الخاصة أحاول أن أقدّمها بتجديد وتلوين. أبحث دائما عن شيء مختلف.»
وعن إمكانية ظهوره للمرة الثالثة في مهرجان الحمامات، أجاب: «أفكّر أن تكون المرة الثالثة بعرض خاص يحمل اسمي، عرض يُجسّد هويتي الثقافية والفنية.» كما كشف عن عمل جديد يستعد له ويبتعد فيه عن النمط المحلي ويقترب من موسيقى أمريكا اللاتينية، قائلاً: «العمل المقبل يعتمد على الإيقاعات اللاتينية، وهي تجربة جديدة كليا بالنسبة لي، بعيدة عن اللون التونسي الذي عرفني به الجمهور. آمل أن تنال إعجاب الجمهور، وأتمنى أن يكون أول عرض لي في الحمامات.»
أما عن الأغنية الجديدة التي قدّمها خلال عرضه في مهرجان الحمامات، تحمل عنوان «ليامات» من تلحينه ومن أشعار حاتم القيزاني، فقد أكد سليم دمق أنه لأول مرة يؤديها على الركح، وهي جزء من مشروع موسيقي أوسع كان قد قدّمه منذ سنوات إلى وزارة الشؤون الثقافية.
وقال في هذا السياق: «هذه أول مرة أؤدي فيها هذه الأغنية، رغم أنني فكرت فيها منذ وقت طويل. المشروع الذي تنتمي إليه يعود إلى سنة 2017، وقد قدّمته للوزارة، لكنه ما يزال في الانتظار ولم يُفعّل بعد.»
إشكالية دعم الفنان التونسي
وكشف دمق عن ملامح هذا المشروع الفني قائلا: «يحمل عنوان ‹أندالو›، وهو مبني على الموسيقى الأندلسية، ويطمح إلى ربط التقاليد الأندلسية الإسبانية بنظيراتها في شمال إفريقيا. اشتغلت عليه لسنوات، وآمل أن يرى النور قريبا.»
وبخصوص مدى حصول المشروع على الدعم أو التثمين من وزارة الشؤون الثقافية، أوضح أنّه: «منذ سنة 2017 وحتى الآن لا أملك أي معطى حول مصيره، ولا أعرف لماذا لم يقع التعامل معه. لم أضع في الحسبان أن يُرفض أو يُهمل، لكن على ما يبدو سأبدأ في التفكير في بدائل أخرى.»
تصريح الفنان سليم دمق يعيد إلى الواجهة إشكالية دعم الفنان التونسي، لا سيما حين يتعلّق الأمر بمشاريع غير تجارية، تحاول التجديد والانفتاح على فضاءات موسيقية أوسع. ورغم إعلان وزارة الشؤون الثقافية عن برامج دعم، فإن عدداً من الفنانين يشتكون من غياب الردود أو وضوح المعايير، مما يدفع البعض إلى التخلي عن مشاريعهم، أو إلى البحث عن بدائل غير متاحة للجميع.
وفي هذا السياق، لا يُطرح فقط سؤال «لماذا لم يُدعَم مشروع أندالو؟»، بل يتجاوزه إلى سؤال أشمل: هل توجد رؤية ثقافية تؤمن بالمغامرة الفنية والمشاريع النوعية؟
إن ترك ملفات فنية دون تفاعل أو تبرير، لا يضر فقط بالفنان صاحب المشروع، بل يعمّق شعورًا عامًا بعدم الثقة في المؤسسات. وتصبح المعضلة ليست في غياب التمويل، بل في غياب إرادة تثمين الفن خارج الحسابات الضيقة.
إيمان عبد اللطيف