إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سليم‭ ‬دمق‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬: ‮"‬أندالو" مشروعي ‭ ‬الفني‭ ‬الجديد‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الوزارة‭ ‬منذ سنة 2017

في‭ ‬ثاني‭ ‬حضور‭ ‬له‭ ‬ضمن‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي،‭ ‬عاد‭ ‬الفنان‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭ ‬ليعتلي‭ ‬ركح‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬عرفه‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين،‭ ‬حين‭ ‬شارك‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬قاده‭ ‬الموسيقار‭ ‬سمير‭ ‬العقربي‭. ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬كانت‭ ‬ضمن‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬أوتار‭ ‬2‮»‬‭ ‬للمايسترو‭ ‬كمال‭ ‬الفرجاني‭ ‬مساء‭ ‬الثلاثاء‭ ‬22‭ ‬جويلية‭ ‬2025‭.‬ 

عودة‭ ‬الفنان‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭ ‬إلى‭ ‬ركح‭ ‬الحمامات‭ ‬لم‭ ‬تمرّ‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭. ‬فقد‭ ‬استقبل‭ ‬الجمهور‭ ‬ظهوره‭ ‬بحفاوة‭ ‬بالغة،‭ ‬وتفاعل‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬صوته‭ ‬الدافئ‭ ‬وحضوره‭ ‬الآسر‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬موسيقي‭ ‬انفتح‭ ‬على‭ ‬التلوينات‭ ‬الشرقية‭ ‬والمغاربية‭. ‬فكان‭ ‬التحام‭ ‬الجمهور‭ ‬بفقرته‭ ‬الغنائية‭ ‬عكس‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحنين‭ ‬والفرح،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬لحظات‭ ‬الأمسية‭.‬
‮«‬العرض‭ ‬قديم،‭ ‬مرّ‭ ‬عليه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬عرضاً‭ ‬جميلاً‭ ‬وناجحاً‮»‬،‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬استعاد‭ ‬دمق‭ ‬ذكرى‭ ‬أول‭ ‬حضور‭ ‬له‭ ‬بمهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬ذاكرته،‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬السنوات‭.‬
أمّا‭ ‬عرض‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بتوقيع‭ ‬المايسترو‭ ‬كمال‭ ‬الفرجاني،‭ ‬وشكل‭ ‬–‭ ‬حسب‭ ‬دمق‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬–‭ ‬محطة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مسيرته،‭ ‬جمع‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬الأغنية‭ ‬التونسية‭ ‬والتجارب‭ ‬العالمية،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬قدّمت‭ ‬أغانٍ‭ ‬تونسية،‭ ‬وأخرى‭ ‬عالمية،‭ ‬فيها‭ ‬لمسات‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر‭... ‬تركيبة‭ ‬موسيقية‭ ‬مختلفة،‭ ‬والحمد‭ ‬لله،‭ ‬كان‭ ‬التفاعل‭ ‬كبيراً‭.‬‮»‬
بين‭ ‬وفاء‭ ‬الذاكرة‭ ‬وتجربة‭ ‬التجديد
وفيما‭ ‬يخص‭ ‬اختياراته‭ ‬الغنائية،‭ ‬أكد‭ ‬الفنان‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التكرار،‭ ‬أوضح‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أحب‭ ‬إعادة‭ ‬تقديم‭ ‬الأغاني‭ ‬بنفس‭ ‬الأسلوب‭. ‬حتى‭ ‬أغنياتي‭ ‬الخاصة‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أقدّمها‭ ‬بتجديد‭ ‬وتلوين‭. ‬أبحث‭ ‬دائما‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬مختلف‭.‬‮»‬
وعن‭ ‬إمكانية‭ ‬ظهوره‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات،‭ ‬أجاب‭: ‬‮«‬أفكّر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المرة‭ ‬الثالثة‭ ‬بعرض‭ ‬خاص‭ ‬يحمل‭ ‬اسمي،‭ ‬عرض‭ ‬يُجسّد‭ ‬هويتي‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭.‬‮»‬‭ ‬كما‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬جديد‭ ‬يستعد‭ ‬له‭ ‬ويبتعد‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬النمط‭ ‬المحلي‭ ‬ويقترب‭ ‬من‭ ‬موسيقى‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬العمل‭ ‬المقبل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الإيقاعات‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وهي‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬كليا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬اللون‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬عرفني‭ ‬به‭ ‬الجمهور‭. ‬آمل‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬إعجاب‭ ‬الجمهور،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أول‭ ‬عرض‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬الحمامات‭.‬‮»‬
أما‭ ‬عن‭ ‬الأغنية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬قدّمها‭ ‬خلال‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات،‭ ‬تحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬ليامات‮»‬‭ ‬من‭ ‬تلحينه‭ ‬ومن‭ ‬أشعار‭ ‬حاتم‭ ‬القيزاني،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭ ‬أنه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬يؤديها‭ ‬على‭ ‬الركح،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬موسيقي‭ ‬أوسع‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬قدّمه‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الثقافية‭.‬
وقال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬أؤدي‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية،‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬فكرت‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭. ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تنتمي‭ ‬إليه‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬2017،‭ ‬وقد‭ ‬قدّمته‭ ‬للوزارة،‭ ‬لكنه‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬الانتظار‭ ‬ولم‭ ‬يُفعّل‭ ‬بعد‭.‬‮»‬
إشكالية‭ ‬دعم‭ ‬الفنان‭ ‬التونسي
وكشف‭ ‬دمق‭ ‬عن‭ ‬ملامح‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الفني‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬يحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‹أندالو›،‭ ‬وهو‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الموسيقى‭ ‬الأندلسية،‭ ‬ويطمح‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬التقاليد‭ ‬الأندلسية‭ ‬الإسبانية‭ ‬بنظيراتها‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭. ‬اشتغلت‭ ‬عليه‭ ‬لسنوات،‭ ‬وآمل‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬قريبا‭.‬‮»‬
وبخصوص‭ ‬مدى‭ ‬حصول‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬أو‭ ‬التثمين‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الثقافية،‭ ‬أوضح‭ ‬أنّه‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬أي‭ ‬معطى‭ ‬حول‭ ‬مصيره،‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭. ‬لم‭ ‬أضع‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬أن‭ ‬يُرفض‭ ‬أو‭ ‬يُهمل،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬سأبدأ‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى‭.‬‮»‬
تصريح‭ ‬الفنان‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬إشكالية‭ ‬دعم‭ ‬الفنان‭ ‬التونسي،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬حين‭ ‬يتعلّق‭ ‬الأمر‭ ‬بمشاريع‭ ‬غير‭ ‬تجارية،‭ ‬تحاول‭ ‬التجديد‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬فضاءات‭ ‬موسيقية‭ ‬أوسع‭. ‬ورغم‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬دعم،‭ ‬فإن‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الردود‭ ‬أو‭ ‬وضوح‭ ‬المعايير،‭ ‬مما‭ ‬يدفع‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬مشاريعهم،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬غير‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬لا‭ ‬يُطرح‭ ‬فقط‭ ‬سؤال‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يُدعَم‭ ‬مشروع‭ ‬أندالو؟‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬يتجاوزه‭ ‬إلى‭ ‬سؤال‭ ‬أشمل‭: ‬هل‭ ‬توجد‭ ‬رؤية‭ ‬ثقافية‭ ‬تؤمن‭ ‬بالمغامرة‭ ‬الفنية‭ ‬والمشاريع‭ ‬النوعية؟
إن‭ ‬ترك‭ ‬ملفات‭ ‬فنية‭ ‬دون‭ ‬تفاعل‭ ‬أو‭ ‬تبرير،‭ ‬لا‭ ‬يضر‭ ‬فقط‭ ‬بالفنان‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع،‭ ‬بل‭ ‬يعمّق‭ ‬شعورًا‭ ‬عامًا‭ ‬بعدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭. ‬وتصبح‭ ‬المعضلة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬التمويل،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬إرادة‭ ‬تثمين‭ ‬الفن‭ ‬خارج‭ ‬الحسابات‭ ‬الضيقة‭.‬

إيمان‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف

سليم‭ ‬دمق‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬:   ‮"‬أندالو" مشروعي ‭ ‬الفني‭ ‬الجديد‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الوزارة‭ ‬منذ سنة 2017

في‭ ‬ثاني‭ ‬حضور‭ ‬له‭ ‬ضمن‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي،‭ ‬عاد‭ ‬الفنان‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭ ‬ليعتلي‭ ‬ركح‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬عرفه‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين،‭ ‬حين‭ ‬شارك‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬قاده‭ ‬الموسيقار‭ ‬سمير‭ ‬العقربي‭. ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬كانت‭ ‬ضمن‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬أوتار‭ ‬2‮»‬‭ ‬للمايسترو‭ ‬كمال‭ ‬الفرجاني‭ ‬مساء‭ ‬الثلاثاء‭ ‬22‭ ‬جويلية‭ ‬2025‭.‬ 

عودة‭ ‬الفنان‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭ ‬إلى‭ ‬ركح‭ ‬الحمامات‭ ‬لم‭ ‬تمرّ‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭. ‬فقد‭ ‬استقبل‭ ‬الجمهور‭ ‬ظهوره‭ ‬بحفاوة‭ ‬بالغة،‭ ‬وتفاعل‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬صوته‭ ‬الدافئ‭ ‬وحضوره‭ ‬الآسر‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬موسيقي‭ ‬انفتح‭ ‬على‭ ‬التلوينات‭ ‬الشرقية‭ ‬والمغاربية‭. ‬فكان‭ ‬التحام‭ ‬الجمهور‭ ‬بفقرته‭ ‬الغنائية‭ ‬عكس‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحنين‭ ‬والفرح،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬لحظات‭ ‬الأمسية‭.‬
‮«‬العرض‭ ‬قديم،‭ ‬مرّ‭ ‬عليه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬عرضاً‭ ‬جميلاً‭ ‬وناجحاً‮»‬،‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬استعاد‭ ‬دمق‭ ‬ذكرى‭ ‬أول‭ ‬حضور‭ ‬له‭ ‬بمهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬ذاكرته،‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬السنوات‭.‬
أمّا‭ ‬عرض‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بتوقيع‭ ‬المايسترو‭ ‬كمال‭ ‬الفرجاني،‭ ‬وشكل‭ ‬–‭ ‬حسب‭ ‬دمق‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬–‭ ‬محطة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مسيرته،‭ ‬جمع‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬الأغنية‭ ‬التونسية‭ ‬والتجارب‭ ‬العالمية،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬قدّمت‭ ‬أغانٍ‭ ‬تونسية،‭ ‬وأخرى‭ ‬عالمية،‭ ‬فيها‭ ‬لمسات‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر‭... ‬تركيبة‭ ‬موسيقية‭ ‬مختلفة،‭ ‬والحمد‭ ‬لله،‭ ‬كان‭ ‬التفاعل‭ ‬كبيراً‭.‬‮»‬
بين‭ ‬وفاء‭ ‬الذاكرة‭ ‬وتجربة‭ ‬التجديد
وفيما‭ ‬يخص‭ ‬اختياراته‭ ‬الغنائية،‭ ‬أكد‭ ‬الفنان‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التكرار،‭ ‬أوضح‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أحب‭ ‬إعادة‭ ‬تقديم‭ ‬الأغاني‭ ‬بنفس‭ ‬الأسلوب‭. ‬حتى‭ ‬أغنياتي‭ ‬الخاصة‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أقدّمها‭ ‬بتجديد‭ ‬وتلوين‭. ‬أبحث‭ ‬دائما‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬مختلف‭.‬‮»‬
وعن‭ ‬إمكانية‭ ‬ظهوره‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات،‭ ‬أجاب‭: ‬‮«‬أفكّر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المرة‭ ‬الثالثة‭ ‬بعرض‭ ‬خاص‭ ‬يحمل‭ ‬اسمي،‭ ‬عرض‭ ‬يُجسّد‭ ‬هويتي‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭.‬‮»‬‭ ‬كما‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬جديد‭ ‬يستعد‭ ‬له‭ ‬ويبتعد‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬النمط‭ ‬المحلي‭ ‬ويقترب‭ ‬من‭ ‬موسيقى‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬العمل‭ ‬المقبل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الإيقاعات‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وهي‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬كليا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬اللون‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬عرفني‭ ‬به‭ ‬الجمهور‭. ‬آمل‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬إعجاب‭ ‬الجمهور،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أول‭ ‬عرض‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬الحمامات‭.‬‮»‬
أما‭ ‬عن‭ ‬الأغنية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬قدّمها‭ ‬خلال‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات،‭ ‬تحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬ليامات‮»‬‭ ‬من‭ ‬تلحينه‭ ‬ومن‭ ‬أشعار‭ ‬حاتم‭ ‬القيزاني،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭ ‬أنه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬يؤديها‭ ‬على‭ ‬الركح،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬موسيقي‭ ‬أوسع‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬قدّمه‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الثقافية‭.‬
وقال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬أؤدي‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية،‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬فكرت‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭. ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تنتمي‭ ‬إليه‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬2017،‭ ‬وقد‭ ‬قدّمته‭ ‬للوزارة،‭ ‬لكنه‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬الانتظار‭ ‬ولم‭ ‬يُفعّل‭ ‬بعد‭.‬‮»‬
إشكالية‭ ‬دعم‭ ‬الفنان‭ ‬التونسي
وكشف‭ ‬دمق‭ ‬عن‭ ‬ملامح‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الفني‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬يحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‹أندالو›،‭ ‬وهو‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الموسيقى‭ ‬الأندلسية،‭ ‬ويطمح‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬التقاليد‭ ‬الأندلسية‭ ‬الإسبانية‭ ‬بنظيراتها‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭. ‬اشتغلت‭ ‬عليه‭ ‬لسنوات،‭ ‬وآمل‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬قريبا‭.‬‮»‬
وبخصوص‭ ‬مدى‭ ‬حصول‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬أو‭ ‬التثمين‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الثقافية،‭ ‬أوضح‭ ‬أنّه‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬أي‭ ‬معطى‭ ‬حول‭ ‬مصيره،‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭. ‬لم‭ ‬أضع‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬أن‭ ‬يُرفض‭ ‬أو‭ ‬يُهمل،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬سأبدأ‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى‭.‬‮»‬
تصريح‭ ‬الفنان‭ ‬سليم‭ ‬دمق‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬إشكالية‭ ‬دعم‭ ‬الفنان‭ ‬التونسي،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬حين‭ ‬يتعلّق‭ ‬الأمر‭ ‬بمشاريع‭ ‬غير‭ ‬تجارية،‭ ‬تحاول‭ ‬التجديد‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬فضاءات‭ ‬موسيقية‭ ‬أوسع‭. ‬ورغم‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬دعم،‭ ‬فإن‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الردود‭ ‬أو‭ ‬وضوح‭ ‬المعايير،‭ ‬مما‭ ‬يدفع‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬مشاريعهم،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬غير‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬لا‭ ‬يُطرح‭ ‬فقط‭ ‬سؤال‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يُدعَم‭ ‬مشروع‭ ‬أندالو؟‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬يتجاوزه‭ ‬إلى‭ ‬سؤال‭ ‬أشمل‭: ‬هل‭ ‬توجد‭ ‬رؤية‭ ‬ثقافية‭ ‬تؤمن‭ ‬بالمغامرة‭ ‬الفنية‭ ‬والمشاريع‭ ‬النوعية؟
إن‭ ‬ترك‭ ‬ملفات‭ ‬فنية‭ ‬دون‭ ‬تفاعل‭ ‬أو‭ ‬تبرير،‭ ‬لا‭ ‬يضر‭ ‬فقط‭ ‬بالفنان‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع،‭ ‬بل‭ ‬يعمّق‭ ‬شعورًا‭ ‬عامًا‭ ‬بعدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭. ‬وتصبح‭ ‬المعضلة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬التمويل،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬إرادة‭ ‬تثمين‭ ‬الفن‭ ‬خارج‭ ‬الحسابات‭ ‬الضيقة‭.‬

إيمان‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف