رئيس جمعية التونسيين خريجي المدارس العليا لـ"الصباح": كفاءات تونسية أبدت رغبتها في العودة إلى أرض الوطن
تواصل تونس سعيها الحثيث لتوطيد علاقتها بجاليتها في الخارج، من خلال تنظيم الدورة الثانية لمنتدى تونس العالمي (TGF) ضمن فعاليات «شهر الدياسبورا»، الذي تنظمه جمعية التونسيين خريجي المدارس العليا (ATUGE). وتُعدّ هذه المبادرة الطموحة محاولة لاستثمار الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها الكفاءات التونسية في الخارج، وتحويلها إلى مساهمات ملموسة لدفع عجلة الاقتصاد الوطني، وتعزيز موقع تونس على الساحة الدولية.
«شهر الدياسبورا» ليس مجرد سلسلة من الفعاليات الصيفية، بل هو رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء جسور مستدامة بين الكفاءات التونسية في الخارج والمنظومات الاقتصادية المحلية. وتنطلق الفكرة من استغلال فترة الصيف، التي تشهد عادةً عودة عدد كبير من التونسيين المقيمين بالخارج، لتحويلها إلى مساحة حيوية للتواصل والابتكار.
ومن خلال هذه المبادرة، تسعى جمعية ATUGE إلى إعادة ربط المهارات التونسية في الخارج بواقع البلاد، وتمكينهم من المشاركة في التحديات والطموحات الوطنية. كما تهدف إلى تعزيز الشعور بالمسؤولية لدى أبناء الجالية تجاه وطنهم الأم، وتحفيزهم على المساهمة في بناء مستقبله.
منتدى تونس العالمي.. منصة للابتكار والاستثمار
سيكون منتدى تونس العالمي، المقرر انعقاده يوم 22 جويلية بالعاصمة، الحدث الأبرز خلال «شهر الدياسبورا». ويُعدّ هذا المنتدى محطة استراتيجية تهدف إلى حشد كفاءات التونسيين في الخارج وربطها بمنظومات الابتكار وريادة الأعمال. ويُعقد المنتدى هذا العام تحت شعار: «نبتكر لنجذب، ونستثمر لنُحدث التحول»، وهو شعار يعكس الرؤية الطموحة لتحفيز الابتكار والاستثمار كوسيلتين لإحداث تغييرات إيجابية ومستدامة.
ومن المتوقع أن يجذب المنتدى أكثر من 1500 مشارك، من بينهم ممثلون عن أكثر من 120 مؤسسة وشركة ناشئة، إلى جانب حضور قوي للأقطاب القطاعية والمؤسسات الوطنية والدولية. وقد تم تصميم برنامج المنتدى ليكون ديناميكيًا وملهمًا، حيث يضم فضاءات لعرض الابتكارات لتسليط الضوء على المشاريع الرائدة، وجلسات استراتيجية لرسم خطط واقعية لمستقبل التعاون بين الكفاءات في الخارج والفاعلين المحليين، وورشات عمل جماعية تهدف إلى صياغة حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، وحوارات ملهمة تُعرض فيها قصص نجاح تُحفز على التغيير الإيجابي، ولقاءات ثنائية (B2B) لتحويل الأفكار إلى فرص استثمار حقيقية.
مشاركة واسعة في الفعاليات
تشهد الدورة الثانية من المنتدى مشاركة واسعة من الكفاءات التونسية في الخارج، حيث أكد رئيس جمعية ATUGE، أمين علولو، في تصريح لـ«الصباح»، أن هذا الحدث يُمثل فرصة ذهبية لربط هذه الكفاءات بالفاعلين الاقتصاديين في تونس، خصوصًا أن العديد من الكفاءات التونسية المقيمة في الخارج أبدت رغبتها في العودة إلى أرض الوطن. وأشار إلى أن المنتدى لن يكون مجرد مناسبة للاجتماع، بل منصة لبناء شراكات ملموسة ومستدامة.
وأوضح علولو أن «شهر الدياسبورا» يسعى إلى استغلال التجارب الناجحة للكفاءات التونسية في الخارج لتكون مصدر إلهام للآخرين، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ حاليًا على ربط هذه الكفاءات بالجهات الرسمية، مثل وزارة الخارجية والبنك المركزي وهيئة الاستثمارات، بهدف خلق بيئة ملائمة تعزز اندماجهم في الشأن الاقتصادي التونسي.
الهجرة والأدمغة التونسية..
تحديات وفرص
وحسب ما كشف عنه أمين علولو، تُشير الإحصائيات الرسمية إلى أن تونس شهدت خلال الفترة الممتدة بين 2015 و2020 مغادرة حوالي 40 ألف مهندس و4 آلاف طبيب، مع توقعات بارتفاع هذا العدد إلى أكثر من 200 ألف. ويعكس هذا الرقم حجم التحدي الذي تواجهه البلاد في الاستفادة من كفاءاتها في الخارج.
وأوضح علولو في تصريحه لـ«الصباح»، أن العديد من الكفاءات التونسية تواجه صعوبات في العودة إلى الوطن بسبب فقدان ارتباطها بالواقع الاقتصادي والاجتماعي المحلي، نتيجة سنوات من الغربة. لذلك، يهدف المنتدى إلى تذليل هذه الصعوبات من خلال خلق مساحات للتواصل، وتمكين الكفاءات من التعبير عن احتياجاتهم وتطلعاتهم.
التنمية الجهوية في صلب الاهتمام
ولا يقتصر «شهر الدياسبورا» على العاصمة فقط، بل يمتد إلى عدد من المناطق التونسية من خلال فعالية Diaspora Regional Networking، التي تهدف إلى خلق روابط فعلية بين كفاءات الدياسبورا والمنظومات الجهوية من شركات ومؤسسات ناشئة. وتعكس هذه الفعالية رغبة المنظمين في تحقيق شمولية التنمية وتعزيز اللامركزية الاقتصادية.
ويهدف منتدى تونس العالمي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، من بينها: تحفيز الاستثمار من خلال استقطاب الكفاءات التونسية في الخارج وربطها بفرص الاستثمار المحلية، وتعزيز الابتكار عبر تسليط الضوء على المشاريع الإبداعية ودعم ريادة الأعمال، وبناء شراكات مستدامة من خلال التشبيك بين الكفاءات في الخارج والمجتمع الاقتصادي المحلي، وإعادة دمج الكفاءات عبر توفير بيئة ملائمة تعزز عودتهم وإسهامهم في التنمية الوطنية.
يُذكر أن الدورة السابقة للمنتدى شهدت نجاحًا كبيرًا، حيث حضرها أكثر من 2000 مشارك حضوريا، و3000 مشارك عن بُعد، كما تم تسجيل مشاركة 120 مؤسسة ناشئة، وأكثر من 50 متحدثًا. وتعكس الأهمية المتزايدة للمنتدى كمنصة تجمع بين الكفاءات التونسية في الخارج والمجتمع المحلي، الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن تُحدث تغييرًا إيجابيًا في البلاد. وفي ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها تونس، يُمثّل منتدى تونس العالمي رسالة أمل وتفاؤل. فهو يُظهر أن الكفاءات التونسية في الخارج ليست فقط جزءًا من الماضي، بل هي أيضًا مفتاح أساسي لبناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا. ويُعدّ هذا الحدث فرصة ذهبية لتونس لتوطيد علاقتها بجاليتها في الخارج، وتحويل الأدمغة المهاجرة إلى محرك قوي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
سفيان المهداوي
رئيس جمعية التونسيين خريجي المدارس العليا لـ"الصباح": كفاءات تونسية أبدت رغبتها في العودة إلى أرض الوطن
تواصل تونس سعيها الحثيث لتوطيد علاقتها بجاليتها في الخارج، من خلال تنظيم الدورة الثانية لمنتدى تونس العالمي (TGF) ضمن فعاليات «شهر الدياسبورا»، الذي تنظمه جمعية التونسيين خريجي المدارس العليا (ATUGE). وتُعدّ هذه المبادرة الطموحة محاولة لاستثمار الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها الكفاءات التونسية في الخارج، وتحويلها إلى مساهمات ملموسة لدفع عجلة الاقتصاد الوطني، وتعزيز موقع تونس على الساحة الدولية.
«شهر الدياسبورا» ليس مجرد سلسلة من الفعاليات الصيفية، بل هو رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء جسور مستدامة بين الكفاءات التونسية في الخارج والمنظومات الاقتصادية المحلية. وتنطلق الفكرة من استغلال فترة الصيف، التي تشهد عادةً عودة عدد كبير من التونسيين المقيمين بالخارج، لتحويلها إلى مساحة حيوية للتواصل والابتكار.
ومن خلال هذه المبادرة، تسعى جمعية ATUGE إلى إعادة ربط المهارات التونسية في الخارج بواقع البلاد، وتمكينهم من المشاركة في التحديات والطموحات الوطنية. كما تهدف إلى تعزيز الشعور بالمسؤولية لدى أبناء الجالية تجاه وطنهم الأم، وتحفيزهم على المساهمة في بناء مستقبله.
منتدى تونس العالمي.. منصة للابتكار والاستثمار
سيكون منتدى تونس العالمي، المقرر انعقاده يوم 22 جويلية بالعاصمة، الحدث الأبرز خلال «شهر الدياسبورا». ويُعدّ هذا المنتدى محطة استراتيجية تهدف إلى حشد كفاءات التونسيين في الخارج وربطها بمنظومات الابتكار وريادة الأعمال. ويُعقد المنتدى هذا العام تحت شعار: «نبتكر لنجذب، ونستثمر لنُحدث التحول»، وهو شعار يعكس الرؤية الطموحة لتحفيز الابتكار والاستثمار كوسيلتين لإحداث تغييرات إيجابية ومستدامة.
ومن المتوقع أن يجذب المنتدى أكثر من 1500 مشارك، من بينهم ممثلون عن أكثر من 120 مؤسسة وشركة ناشئة، إلى جانب حضور قوي للأقطاب القطاعية والمؤسسات الوطنية والدولية. وقد تم تصميم برنامج المنتدى ليكون ديناميكيًا وملهمًا، حيث يضم فضاءات لعرض الابتكارات لتسليط الضوء على المشاريع الرائدة، وجلسات استراتيجية لرسم خطط واقعية لمستقبل التعاون بين الكفاءات في الخارج والفاعلين المحليين، وورشات عمل جماعية تهدف إلى صياغة حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، وحوارات ملهمة تُعرض فيها قصص نجاح تُحفز على التغيير الإيجابي، ولقاءات ثنائية (B2B) لتحويل الأفكار إلى فرص استثمار حقيقية.
مشاركة واسعة في الفعاليات
تشهد الدورة الثانية من المنتدى مشاركة واسعة من الكفاءات التونسية في الخارج، حيث أكد رئيس جمعية ATUGE، أمين علولو، في تصريح لـ«الصباح»، أن هذا الحدث يُمثل فرصة ذهبية لربط هذه الكفاءات بالفاعلين الاقتصاديين في تونس، خصوصًا أن العديد من الكفاءات التونسية المقيمة في الخارج أبدت رغبتها في العودة إلى أرض الوطن. وأشار إلى أن المنتدى لن يكون مجرد مناسبة للاجتماع، بل منصة لبناء شراكات ملموسة ومستدامة.
وأوضح علولو أن «شهر الدياسبورا» يسعى إلى استغلال التجارب الناجحة للكفاءات التونسية في الخارج لتكون مصدر إلهام للآخرين، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ حاليًا على ربط هذه الكفاءات بالجهات الرسمية، مثل وزارة الخارجية والبنك المركزي وهيئة الاستثمارات، بهدف خلق بيئة ملائمة تعزز اندماجهم في الشأن الاقتصادي التونسي.
الهجرة والأدمغة التونسية..
تحديات وفرص
وحسب ما كشف عنه أمين علولو، تُشير الإحصائيات الرسمية إلى أن تونس شهدت خلال الفترة الممتدة بين 2015 و2020 مغادرة حوالي 40 ألف مهندس و4 آلاف طبيب، مع توقعات بارتفاع هذا العدد إلى أكثر من 200 ألف. ويعكس هذا الرقم حجم التحدي الذي تواجهه البلاد في الاستفادة من كفاءاتها في الخارج.
وأوضح علولو في تصريحه لـ«الصباح»، أن العديد من الكفاءات التونسية تواجه صعوبات في العودة إلى الوطن بسبب فقدان ارتباطها بالواقع الاقتصادي والاجتماعي المحلي، نتيجة سنوات من الغربة. لذلك، يهدف المنتدى إلى تذليل هذه الصعوبات من خلال خلق مساحات للتواصل، وتمكين الكفاءات من التعبير عن احتياجاتهم وتطلعاتهم.
التنمية الجهوية في صلب الاهتمام
ولا يقتصر «شهر الدياسبورا» على العاصمة فقط، بل يمتد إلى عدد من المناطق التونسية من خلال فعالية Diaspora Regional Networking، التي تهدف إلى خلق روابط فعلية بين كفاءات الدياسبورا والمنظومات الجهوية من شركات ومؤسسات ناشئة. وتعكس هذه الفعالية رغبة المنظمين في تحقيق شمولية التنمية وتعزيز اللامركزية الاقتصادية.
ويهدف منتدى تونس العالمي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، من بينها: تحفيز الاستثمار من خلال استقطاب الكفاءات التونسية في الخارج وربطها بفرص الاستثمار المحلية، وتعزيز الابتكار عبر تسليط الضوء على المشاريع الإبداعية ودعم ريادة الأعمال، وبناء شراكات مستدامة من خلال التشبيك بين الكفاءات في الخارج والمجتمع الاقتصادي المحلي، وإعادة دمج الكفاءات عبر توفير بيئة ملائمة تعزز عودتهم وإسهامهم في التنمية الوطنية.
يُذكر أن الدورة السابقة للمنتدى شهدت نجاحًا كبيرًا، حيث حضرها أكثر من 2000 مشارك حضوريا، و3000 مشارك عن بُعد، كما تم تسجيل مشاركة 120 مؤسسة ناشئة، وأكثر من 50 متحدثًا. وتعكس الأهمية المتزايدة للمنتدى كمنصة تجمع بين الكفاءات التونسية في الخارج والمجتمع المحلي، الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن تُحدث تغييرًا إيجابيًا في البلاد. وفي ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها تونس، يُمثّل منتدى تونس العالمي رسالة أمل وتفاؤل. فهو يُظهر أن الكفاءات التونسية في الخارج ليست فقط جزءًا من الماضي، بل هي أيضًا مفتاح أساسي لبناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا. ويُعدّ هذا الحدث فرصة ذهبية لتونس لتوطيد علاقتها بجاليتها في الخارج، وتحويل الأدمغة المهاجرة إلى محرك قوي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.