في إطار تدعيم النسيج الصناعي التونسي في قطاع صناعة مكوّنات الطائرات بمؤسسات عالمية ضخمة جديدة، تعتزم شركة برازيلية لصناعة الطائرات الاستثمار في تونس قريبًا. وقد انطلقت الشركة في دراسة إمكانية الانتصاب في بلادنا، حيث بدأت في إجراء مباحثات منذ ماي الفارط، ثم عاد ممثلوها مجددًا إلى تونس في شهر جويلية الحالي للغرض ذاته. وحسب وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، مثّل الشركة خلال الزيارة الأخيرة إلى بلادنا وفد رفيع المستوى ترأسه فرانسيسكو موراييس، نائب رئيس قسم الطيران التجاري لإفريقيا.
وأعلنت الوكالة أن هذه الديناميكية الجديدة للتعاون تأتي في إطار استراتيجيتها الرامية إلى استقطاب استثمارات نوعية في قطاع الصناعات الجوية، وتعزيز الشراكات الدولية في هذا المجال.
وفي أواخر ماي 2025، أجرى وزير النقل، رشيد عامري، لقاء مع وفد من الشركة البرازيلية لصناعة الطائرات، وتولى الوفد البرازيلي حينها عرض تجربة الشركة في مجال صناعة الطيران، وأكّد اهتمامه بتعزيز التعاون بين البلدين للمساهمة في دعم الأسطول الوطني في مجال النقل الجوي والاستثمار في هذا المجال، ولا سيما في صناعة الطائرات وتوفير قطع الغيار والتكوين.
الانفتاح على أسواق استثمارية جديدة
وتتضمن خطط تونس لتطوير قطاع صناعة مكوّنات الطائرات الانفتاح على أسواق جديدة، ليس من حيث الصادرات فحسب، بل أيضًا على مستوى الاستثمارات وبعث مشاريع جديدة ذات رأس مال أجنبي، وهو ما بات جليًا من خلال جذب الجانب البرازيلي، رغم البعد الجغرافي بين البلدين وعدم توفر خط جوي مباشر يربط بينهما.
وتحتل هذه الشركة البرازيلية مكانة هامة في مجال صناعة الطيران على المستوى الدولي، نظرًا إلى أنها تنافس شركات عالمية تتصدر الترتيب العالمي في مجال الطيران التجاري وطيران الأعمال، إذ تأتي في المرتبة الثالثة.
عمليات توسعة لمستثمرين تقليديين
ومع ذلك، تسعى تونس أيضًا إلى الحفاظ على تدفق استثمارات ضخمة في قطاع صناعات الطائرات من الأسواق التقليدية، لا سيما فرنسا، إذ من المتوقّع أن تقوم شركتان فرنسيتان هذا العام بعمليات توسعة.
الأولى ستمكّن من توفير 2000 موطن شغل، وهي شركة تم إحداثها في المنطقة الصناعية بالمغيرة من ولاية بن عروس، أما الشركة الفرنسية الثانية فستؤمّن من خلال عمليات التوسعة الجديدة 200 موطن شغل. علمًا أن شركة فرنسية تنشط في قطاع مكوّنات الطائرات، متخصصة تحديدًا في صناعة الصفائح المعدنية، قد أعلنت منذ أفريل 2025 عن عمليات توسعة كبرى ستشمل إضافة 600 موطن شغل، باستثمارات بقيمة 5 ملايين أورو، وستُساهم في مضاعفة طاقة الإنتاج السنوي من حوالي 2.5 مليون قطعة لتبلغ 5 ملايين قطعة.
ويعكس الاهتمام المتزايد للمستثمرين الأجانب بالانتصاب في تونس أو إجراء عمليات توسعة لوحداتهم، ثقة هؤلاء المستثمرين في قدرة قطاع صناعة مكوّنات الطائرات على المحافظة على نسق تصاعدي من حيث الصادرات، في ظل تقلبات إقليمية ودولية لافتة ألقت بظلالها على اقتصاد العديد من الدول المُصنّعة وأثّرت سلبًا في أرقام صادراتها.
مزايا استثمارية تقدّمها تونس
وتُعوّل تونس على اكتساح العديد من الأسواق الأجنبية في مختلف قارات العالم، وعدم الاقتصار على الدول الأوروبية، مدفوعة بكفاءة وجودة اليد العاملة التونسية، والمناخ الاستثماري السليم، والأداء القوي للقطاع، وتطوّر اعتماد التكنولوجيات الحديثة في التصنيع، وإدماج الجانب الابتكاري، وقوة الانخراط في سلاسل التوريد العالمية.
ومن المزايا التي تُقدّمها تونس إلى المستثمرين في قطاع صناعة مكوّنات الطائرات، الإمكانيات التصديرية الكبيرة إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية، باعتبارها منصة تصديرية هامة في فضائها المتوسطي والإفريقي، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وجملة من الاتفاقيات التجارية التي سبق أن وقّعتها تونس تباعًا مع شركائها، من بينها اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والاتفاقية العربية للتبادل الحر، واتفاقية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية «زليكاف»، واتفاقية السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا «كوميسا».
وقد حقّقت صادرات قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية نموًّا خلال السداسي الأول من سنة 2025 بنسبة 6.2 %، وفق معطيات نشرها المعهد الوطني للإحصاء، حول «التجارة الخارجية بالأسعار الجارية، جوان 2025».
كما حقّقت تونس خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2025 عائدات بقيمة 557.5 مليون دينار من قطاع مكوّنات الطائرات، في حين تطمح إلى الرفع من هذا الرقم إلى مستويات مرتفعة، انسجامًا مع تصنيف هذا القطاع ضمن القطاعات الواعدة ذات القيمة المُضافة العالية، ومع التزايد المستمرّ في عدد المؤسسات الناشطة في القطاع، والتي يبلغ عددها 85 مؤسسة صناعية وتؤمّن قرابة 17 ألف موطن شغل، بينما تمثّل منطقة المغيرة ببن عروس القطب الصناعي الأكبر في تونس في مجال تصنيع مكوّنات الطائرات.
وتشمل استراتيجية تونس للنهوض بالقطاع المشاركة الناجحة في الصالونات والمعارض الدولية الكبرى، من بينها الصالون الدولي لمكوّنات الطيران والفضاء، بقصر المعارض بباريس - لو بورجيه / فرنسا، من 16 إلى 22 جوان، حيث تم خلال فعالياته إبرام مجموعة الصناعات التونسية للطيران والفضاء ومجموعة الصناعات الفرنسية للطيران والفضاء مذكرة تفاهم استراتيجية في قطاع الطيران، من أجل تسريع تطوير السلاسل اللوجستية الفرنسية التونسية في مجال الطيران، وتطوير منظومة التكوين المهني والتعليم الجامعي.
درصاف اللموشي
- شركة برازيلية عملاقة تعتزم الاستثمار في تونس
في إطار تدعيم النسيج الصناعي التونسي في قطاع صناعة مكوّنات الطائرات بمؤسسات عالمية ضخمة جديدة، تعتزم شركة برازيلية لصناعة الطائرات الاستثمار في تونس قريبًا. وقد انطلقت الشركة في دراسة إمكانية الانتصاب في بلادنا، حيث بدأت في إجراء مباحثات منذ ماي الفارط، ثم عاد ممثلوها مجددًا إلى تونس في شهر جويلية الحالي للغرض ذاته. وحسب وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، مثّل الشركة خلال الزيارة الأخيرة إلى بلادنا وفد رفيع المستوى ترأسه فرانسيسكو موراييس، نائب رئيس قسم الطيران التجاري لإفريقيا.
وأعلنت الوكالة أن هذه الديناميكية الجديدة للتعاون تأتي في إطار استراتيجيتها الرامية إلى استقطاب استثمارات نوعية في قطاع الصناعات الجوية، وتعزيز الشراكات الدولية في هذا المجال.
وفي أواخر ماي 2025، أجرى وزير النقل، رشيد عامري، لقاء مع وفد من الشركة البرازيلية لصناعة الطائرات، وتولى الوفد البرازيلي حينها عرض تجربة الشركة في مجال صناعة الطيران، وأكّد اهتمامه بتعزيز التعاون بين البلدين للمساهمة في دعم الأسطول الوطني في مجال النقل الجوي والاستثمار في هذا المجال، ولا سيما في صناعة الطائرات وتوفير قطع الغيار والتكوين.
الانفتاح على أسواق استثمارية جديدة
وتتضمن خطط تونس لتطوير قطاع صناعة مكوّنات الطائرات الانفتاح على أسواق جديدة، ليس من حيث الصادرات فحسب، بل أيضًا على مستوى الاستثمارات وبعث مشاريع جديدة ذات رأس مال أجنبي، وهو ما بات جليًا من خلال جذب الجانب البرازيلي، رغم البعد الجغرافي بين البلدين وعدم توفر خط جوي مباشر يربط بينهما.
وتحتل هذه الشركة البرازيلية مكانة هامة في مجال صناعة الطيران على المستوى الدولي، نظرًا إلى أنها تنافس شركات عالمية تتصدر الترتيب العالمي في مجال الطيران التجاري وطيران الأعمال، إذ تأتي في المرتبة الثالثة.
عمليات توسعة لمستثمرين تقليديين
ومع ذلك، تسعى تونس أيضًا إلى الحفاظ على تدفق استثمارات ضخمة في قطاع صناعات الطائرات من الأسواق التقليدية، لا سيما فرنسا، إذ من المتوقّع أن تقوم شركتان فرنسيتان هذا العام بعمليات توسعة.
الأولى ستمكّن من توفير 2000 موطن شغل، وهي شركة تم إحداثها في المنطقة الصناعية بالمغيرة من ولاية بن عروس، أما الشركة الفرنسية الثانية فستؤمّن من خلال عمليات التوسعة الجديدة 200 موطن شغل. علمًا أن شركة فرنسية تنشط في قطاع مكوّنات الطائرات، متخصصة تحديدًا في صناعة الصفائح المعدنية، قد أعلنت منذ أفريل 2025 عن عمليات توسعة كبرى ستشمل إضافة 600 موطن شغل، باستثمارات بقيمة 5 ملايين أورو، وستُساهم في مضاعفة طاقة الإنتاج السنوي من حوالي 2.5 مليون قطعة لتبلغ 5 ملايين قطعة.
ويعكس الاهتمام المتزايد للمستثمرين الأجانب بالانتصاب في تونس أو إجراء عمليات توسعة لوحداتهم، ثقة هؤلاء المستثمرين في قدرة قطاع صناعة مكوّنات الطائرات على المحافظة على نسق تصاعدي من حيث الصادرات، في ظل تقلبات إقليمية ودولية لافتة ألقت بظلالها على اقتصاد العديد من الدول المُصنّعة وأثّرت سلبًا في أرقام صادراتها.
مزايا استثمارية تقدّمها تونس
وتُعوّل تونس على اكتساح العديد من الأسواق الأجنبية في مختلف قارات العالم، وعدم الاقتصار على الدول الأوروبية، مدفوعة بكفاءة وجودة اليد العاملة التونسية، والمناخ الاستثماري السليم، والأداء القوي للقطاع، وتطوّر اعتماد التكنولوجيات الحديثة في التصنيع، وإدماج الجانب الابتكاري، وقوة الانخراط في سلاسل التوريد العالمية.
ومن المزايا التي تُقدّمها تونس إلى المستثمرين في قطاع صناعة مكوّنات الطائرات، الإمكانيات التصديرية الكبيرة إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية، باعتبارها منصة تصديرية هامة في فضائها المتوسطي والإفريقي، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وجملة من الاتفاقيات التجارية التي سبق أن وقّعتها تونس تباعًا مع شركائها، من بينها اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والاتفاقية العربية للتبادل الحر، واتفاقية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية «زليكاف»، واتفاقية السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا «كوميسا».
وقد حقّقت صادرات قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية نموًّا خلال السداسي الأول من سنة 2025 بنسبة 6.2 %، وفق معطيات نشرها المعهد الوطني للإحصاء، حول «التجارة الخارجية بالأسعار الجارية، جوان 2025».
كما حقّقت تونس خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2025 عائدات بقيمة 557.5 مليون دينار من قطاع مكوّنات الطائرات، في حين تطمح إلى الرفع من هذا الرقم إلى مستويات مرتفعة، انسجامًا مع تصنيف هذا القطاع ضمن القطاعات الواعدة ذات القيمة المُضافة العالية، ومع التزايد المستمرّ في عدد المؤسسات الناشطة في القطاع، والتي يبلغ عددها 85 مؤسسة صناعية وتؤمّن قرابة 17 ألف موطن شغل، بينما تمثّل منطقة المغيرة ببن عروس القطب الصناعي الأكبر في تونس في مجال تصنيع مكوّنات الطائرات.
وتشمل استراتيجية تونس للنهوض بالقطاع المشاركة الناجحة في الصالونات والمعارض الدولية الكبرى، من بينها الصالون الدولي لمكوّنات الطيران والفضاء، بقصر المعارض بباريس - لو بورجيه / فرنسا، من 16 إلى 22 جوان، حيث تم خلال فعالياته إبرام مجموعة الصناعات التونسية للطيران والفضاء ومجموعة الصناعات الفرنسية للطيران والفضاء مذكرة تفاهم استراتيجية في قطاع الطيران، من أجل تسريع تطوير السلاسل اللوجستية الفرنسية التونسية في مجال الطيران، وتطوير منظومة التكوين المهني والتعليم الجامعي.