إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

قريبا تسلم 189 حافلة.. إجراءات وقرارات لإصلاح وتطوير قطاع النقل

 

لا اختلاف أن قطاع النقل العمومي يعد عصب الحياة اليومية للمواطنين وأحد ركائز الاقتصاد، وهو ما جعل إصلاحه والنهوض به على رأس أولويات أعلى هرم السلطة، وهذا ما لاحظناه من خلال تعدد لقاءات رئيس الجمهورية بوزراء النقل وتأكيده في كل مرة على إعادة بناء القطاع العمومي للنقل، مع تعدد اجتماعات وزير النقل حول سبل إصلاح القطاع حتى يستعيد عافيته، وخاصة الحرص على تعزيز أسطول الشركات الوطنية للنقل عبر إطلاق برنامج شراءات متنوعة.

ولتحقيق الأهداف المرسومة، أعلنت وزارة النقل منذ مدة عن الخطوط العريضة لإصلاح القطاع، وفي الأثناء تم اتخاذ عدد من الإجراءات العاجلة بهدف إعادة تأهيل النقل العمومي البري والحديدي والبحري والجوي، ما من شأنه تحقيق نقلة نوعية تلبي طموحات المواطن. حيث انطلق عمل الخط الحديدي E يوم 27 مارس 2023، وهو يمثل جزءًا من مشروع الشبكة الحديدية السريعة RFR يربط الخط بين محطة برشلونة في تونس ومنطقة بوقطفة، ويشمل 5 محطات رئيسية هي النجاح، الطيران، الزهور، الحرايرية، وبوقطفة.

كما انطلق يوم الاثنين 3 فيفري 2025 استغلال الخط 434 الذي يربط بين محطة الترابط «سليمان كاهية» والسجن المدني بالمرناقية، مرورًا بمحطة «بوقطفة» للقطار السريع، وذلك في إطار إحكام الترابط بين شبكة الحافلات بالخط الحديدي E.

ولتمكين المواطنين من خدمات هذا الخط الحديدي، تم إطلاق الخط «87 أ» الذي يربط بين محطة مستودع الزهروني وشارع محمد أمين السبلاوي، مرورًا بمحطة «بوقطفة» للقطار السريع.

هذا وتدعمت الشبكة الحديدية السريعة بعد انطلاق الخط «د» الذي يربط بين محطة برشلونة بالعاصمة والقبيعة على مسافة 13.5 كيلومتر. وهو مشروع بلغت كلفته حوالي 1360 مليون دينار، تم تمويله بنسبة 40 % من موارد تونسية، و60 % عبر قروض من الوكالة الفرنسية للتنمية، البنك الأوروبي للاستثمار، وبنك التنمية الألماني، إضافة إلى هبة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 28 مليون يورو.

وللإشارة، فإن هناك دراسة جارية لتمديد الخط «د» ليصل إلى المنيهلة مع ربطها بمحطة القباء.

وفي إطار تعزيز أسطول الحافلات، أطلقت وزارة النقل برنامج شراءات بهدف تدعيم الشركات الجهوية وشركة نقل تونس، حيث توجهت تونس إلى السوق الدولية لشراء 718 حافلة جديدة.

هذا وتسلمت وزارة النقل يوم الأربعاء 18 جوان 2025، وضمن صفقة وقّعتها الشركة مع شركة كينغ لونغ King Long الصينية لصناعة الحافلات، دفعة أولى تتكون من 111 حافلة وحافلة مزودجة جديدة في إطار صفقة تضم 300 حافلة.

هذا ومن المنتظر أن تتسلم بلادنا القسط الثاني والأخير من الحافلات وعددها 189 قريبًا حيث تم شحنها منذ أكثر من أسبوعين.

كما تسلمت شركة النقل بتونس 80 حافلة نقل حضري كدفعة أولى من مجموع 165 حافلة عادية معدّلة في إطار اتفاقية الهبة الممضاة بين الشركة ومؤسسة île-de-france mobilités والوكالة المستقلة للنقل بباريس RATP بتاريخ 27 جانفي 2025، دون نسيان تسلم الشركات الجهوية لحافلات في إطار برنامج شراءات تم إطلاقه منذ مدة.

ولتعزيز النقل الحديدي وفي إطار تجسيم توجّه الدولة نحو إرساء منظومة نقل حضري حديدي ناجعة وبالجودة المطلوبة، تمّ أيضًا الإعلان عن طلب عروض دولي لاقتناء 30 عربة مترو جديدة بمواصفات عالية الجودة تستجيب للمعايير العالمية في مجال صنع عربات النقل الحديدي الحضري، ويبلغ طول العربة الواحدة 45 مترًا، وتتميز بطاقة استيعاب أعلى مقارنة بالعربات المستغلة حاليًا بما يستجيب لطلبات النقل المتزايدة، خاصة بالمناطق ذات الكثافة السكنية العالية، كما أنها عربات ذات اتجاهين ومجهزة بنظامي مراقبة وتكييف، بالإضافة إلى احتوائها على أماكن مخصصة لذوي الهمم.

شركة الخطوط التونسية بدورها كان لها نصيب من الشراءات والتعزيز، حيث أفاد وزير النقل، رشيد العامري، بتوفر الاعتمادات اللازمة لإنجاز عمليات إصلاح أسطول طائرات شركة الخطوط الجوية التونسية، وستكون جميع الطائرات (14 طائرة) جاهزة للاستخدام، هذا بالإضافة إلى كراء 3 طائرات أخرى، مع استهداف الترفيع من حجم أسطول الشركة ليصل إلى 21 طائرة، أواخر سنة 2026.

وبشأن النقل البحري، تم وضع برنامج يهدف إلى زيادة القدرة التنافسية وأداء نظام النقل البحري، كجزء من الرؤية الاستراتيجية للنقل والخدمات اللوجستية في تونس في أفق 2040، ويهدف البرنامج إلى تحديث واستدامة البنية التحتية للموانئ ما يجعل تونس ممراً اقتصادياً فعالاً متوافقًا مع معايير نظام الصحة والسلامة والأمن والبيئة ومنصة جاذبة للاستثمار.

علماً أن وزارة النقل تعمل اليوم جاهدة لإحداث ميناء المياه العميقة بالنفيضة، وذلك من خلال إدراجه ضمن المشاريع العمومية الكبرى ذات الطابع الاستراتيجي.

الكفاءات وقدرتها على البناء

برنامج تأهيل وقرارات وإجراءات من أجل النهوض بقطاع النقل وتحقيق نقلة نوعية في أداء الشركات الوطنية والجهوية، لكن لا تزال الخدمات المقدمة في المجال دون المستوى المأمول والتحديات المطروحة من قبل الجهات الرسمية، لأن كل ذلك رهين قيام كل مسؤول بما هو مطلوب منه حتى يتحسن الوضع، وذلك من خلال إعادة تركيز نظم العمل السليمة وتحفيز العاملين على بذل المزيد من الجهد في سبيل تحسين الخدمات وتوفير نقل ذو جودة من أجل استعادة ثقة المواطن في النقل العمومي.

فقدرة الكفاءات التونسية على النهوض بقطاع النقل أكّدها رئيس الدولة وشدّد على أن الكفاءات التونسية في النقل الجوي والبحري قادرة على إعادة بناء هذا المرفق على أسس صلبة، وهو ما يتطلع له أيضًا المواطن.

حنان قيراط

قريبا تسلم 189 حافلة..   إجراءات وقرارات لإصلاح وتطوير قطاع النقل

 

لا اختلاف أن قطاع النقل العمومي يعد عصب الحياة اليومية للمواطنين وأحد ركائز الاقتصاد، وهو ما جعل إصلاحه والنهوض به على رأس أولويات أعلى هرم السلطة، وهذا ما لاحظناه من خلال تعدد لقاءات رئيس الجمهورية بوزراء النقل وتأكيده في كل مرة على إعادة بناء القطاع العمومي للنقل، مع تعدد اجتماعات وزير النقل حول سبل إصلاح القطاع حتى يستعيد عافيته، وخاصة الحرص على تعزيز أسطول الشركات الوطنية للنقل عبر إطلاق برنامج شراءات متنوعة.

ولتحقيق الأهداف المرسومة، أعلنت وزارة النقل منذ مدة عن الخطوط العريضة لإصلاح القطاع، وفي الأثناء تم اتخاذ عدد من الإجراءات العاجلة بهدف إعادة تأهيل النقل العمومي البري والحديدي والبحري والجوي، ما من شأنه تحقيق نقلة نوعية تلبي طموحات المواطن. حيث انطلق عمل الخط الحديدي E يوم 27 مارس 2023، وهو يمثل جزءًا من مشروع الشبكة الحديدية السريعة RFR يربط الخط بين محطة برشلونة في تونس ومنطقة بوقطفة، ويشمل 5 محطات رئيسية هي النجاح، الطيران، الزهور، الحرايرية، وبوقطفة.

كما انطلق يوم الاثنين 3 فيفري 2025 استغلال الخط 434 الذي يربط بين محطة الترابط «سليمان كاهية» والسجن المدني بالمرناقية، مرورًا بمحطة «بوقطفة» للقطار السريع، وذلك في إطار إحكام الترابط بين شبكة الحافلات بالخط الحديدي E.

ولتمكين المواطنين من خدمات هذا الخط الحديدي، تم إطلاق الخط «87 أ» الذي يربط بين محطة مستودع الزهروني وشارع محمد أمين السبلاوي، مرورًا بمحطة «بوقطفة» للقطار السريع.

هذا وتدعمت الشبكة الحديدية السريعة بعد انطلاق الخط «د» الذي يربط بين محطة برشلونة بالعاصمة والقبيعة على مسافة 13.5 كيلومتر. وهو مشروع بلغت كلفته حوالي 1360 مليون دينار، تم تمويله بنسبة 40 % من موارد تونسية، و60 % عبر قروض من الوكالة الفرنسية للتنمية، البنك الأوروبي للاستثمار، وبنك التنمية الألماني، إضافة إلى هبة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 28 مليون يورو.

وللإشارة، فإن هناك دراسة جارية لتمديد الخط «د» ليصل إلى المنيهلة مع ربطها بمحطة القباء.

وفي إطار تعزيز أسطول الحافلات، أطلقت وزارة النقل برنامج شراءات بهدف تدعيم الشركات الجهوية وشركة نقل تونس، حيث توجهت تونس إلى السوق الدولية لشراء 718 حافلة جديدة.

هذا وتسلمت وزارة النقل يوم الأربعاء 18 جوان 2025، وضمن صفقة وقّعتها الشركة مع شركة كينغ لونغ King Long الصينية لصناعة الحافلات، دفعة أولى تتكون من 111 حافلة وحافلة مزودجة جديدة في إطار صفقة تضم 300 حافلة.

هذا ومن المنتظر أن تتسلم بلادنا القسط الثاني والأخير من الحافلات وعددها 189 قريبًا حيث تم شحنها منذ أكثر من أسبوعين.

كما تسلمت شركة النقل بتونس 80 حافلة نقل حضري كدفعة أولى من مجموع 165 حافلة عادية معدّلة في إطار اتفاقية الهبة الممضاة بين الشركة ومؤسسة île-de-france mobilités والوكالة المستقلة للنقل بباريس RATP بتاريخ 27 جانفي 2025، دون نسيان تسلم الشركات الجهوية لحافلات في إطار برنامج شراءات تم إطلاقه منذ مدة.

ولتعزيز النقل الحديدي وفي إطار تجسيم توجّه الدولة نحو إرساء منظومة نقل حضري حديدي ناجعة وبالجودة المطلوبة، تمّ أيضًا الإعلان عن طلب عروض دولي لاقتناء 30 عربة مترو جديدة بمواصفات عالية الجودة تستجيب للمعايير العالمية في مجال صنع عربات النقل الحديدي الحضري، ويبلغ طول العربة الواحدة 45 مترًا، وتتميز بطاقة استيعاب أعلى مقارنة بالعربات المستغلة حاليًا بما يستجيب لطلبات النقل المتزايدة، خاصة بالمناطق ذات الكثافة السكنية العالية، كما أنها عربات ذات اتجاهين ومجهزة بنظامي مراقبة وتكييف، بالإضافة إلى احتوائها على أماكن مخصصة لذوي الهمم.

شركة الخطوط التونسية بدورها كان لها نصيب من الشراءات والتعزيز، حيث أفاد وزير النقل، رشيد العامري، بتوفر الاعتمادات اللازمة لإنجاز عمليات إصلاح أسطول طائرات شركة الخطوط الجوية التونسية، وستكون جميع الطائرات (14 طائرة) جاهزة للاستخدام، هذا بالإضافة إلى كراء 3 طائرات أخرى، مع استهداف الترفيع من حجم أسطول الشركة ليصل إلى 21 طائرة، أواخر سنة 2026.

وبشأن النقل البحري، تم وضع برنامج يهدف إلى زيادة القدرة التنافسية وأداء نظام النقل البحري، كجزء من الرؤية الاستراتيجية للنقل والخدمات اللوجستية في تونس في أفق 2040، ويهدف البرنامج إلى تحديث واستدامة البنية التحتية للموانئ ما يجعل تونس ممراً اقتصادياً فعالاً متوافقًا مع معايير نظام الصحة والسلامة والأمن والبيئة ومنصة جاذبة للاستثمار.

علماً أن وزارة النقل تعمل اليوم جاهدة لإحداث ميناء المياه العميقة بالنفيضة، وذلك من خلال إدراجه ضمن المشاريع العمومية الكبرى ذات الطابع الاستراتيجي.

الكفاءات وقدرتها على البناء

برنامج تأهيل وقرارات وإجراءات من أجل النهوض بقطاع النقل وتحقيق نقلة نوعية في أداء الشركات الوطنية والجهوية، لكن لا تزال الخدمات المقدمة في المجال دون المستوى المأمول والتحديات المطروحة من قبل الجهات الرسمية، لأن كل ذلك رهين قيام كل مسؤول بما هو مطلوب منه حتى يتحسن الوضع، وذلك من خلال إعادة تركيز نظم العمل السليمة وتحفيز العاملين على بذل المزيد من الجهد في سبيل تحسين الخدمات وتوفير نقل ذو جودة من أجل استعادة ثقة المواطن في النقل العمومي.

فقدرة الكفاءات التونسية على النهوض بقطاع النقل أكّدها رئيس الدولة وشدّد على أن الكفاءات التونسية في النقل الجوي والبحري قادرة على إعادة بناء هذا المرفق على أسس صلبة، وهو ما يتطلع له أيضًا المواطن.

حنان قيراط