إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يعد من أكبر احتياطيات الفسفاط في تونس بنحو 10 مليارات طن.. شركة صينية تبحث تعزيز الاستثمار في منجم سراورتان بقيمة تناهز 800 مليون دينار

 

- يوفر 1500 موطن شغل مباشر

تسعى تونس للرّفع من نسق إنتاج الفسفاط للسنوات الخمس القادمة ليصل إلى حدود 14 مليون طن سنويّا في موفّى سنة 2030 بالإضافة إلى ضبط الحاجيات اللوجستية والمستلزمات الضرورية لنقل الإنتاج وتحويله، وحوكمة الموارد المائية وتوفير مقومات وظروف العمل اللائق في كل المنشآت العاملة في الحوض المنجمي وقابس.

وكانت وزيرة الصّناعة والمناجم والطاقة فاطمة ثابت شيبوب كشفت في مجلس وزاري انعقد بتاريخ 5 مارس 2025 عن برامج ومخطّطات عمل مختلف الأطراف المتدخّلة في قطاع الفسفاط من استخراج وتحويل ونقل وتوفير المياه الصناعيّة والمواد والمتطلّبات الضروريّة لتنفيذ مختلف المشاريع الواردة بالبرنامج المستقبلي لإنتاج ونقل وتحويل الفسفاط خلال الفترة الممتدّة بين سنوات 2025-2030، وأبرزت أهمّ النتائج المنتظرة من تنفيذ البرنامج المستقبلي ومرحلية.

وقرر مجلس إدارة شركة فسفاط قفصة الدخول في استثمارات للرفع من قدراتها الإنتاجية لسنة 2025، حيث تم وضع خطة تتمثل في اقتناء آلات ثقيلة ومتوسطة للمقاطع والمغاسل بقيمة مالية تقدر بـ233 مليون دينار.

ولدفع الاستثمار في قطاع المناجم اجتمعت وزيرة الصناعة والمناجم السيدة فاطمة الثابت شيبوب الثلاثاء الفارط  بمقر الوزارة، بوفد عن شركة صينية متخصصة في الاستثمار في مجال الطاقة وقد أبدى ممثلو الشركة استعدادهم للاستثمار في تونس في مجال البحث والاستغلال المنجمي وتطوير مشروع استغلال الفسفاط بمنجم سراورتان وعقد شراكة مع تونس في مجال إنتاج الأسمدة على غرار  البوتاس  والبروم .

 وأكدت الوزيرة حرص الوزارة وهياكلها على توفير بيئة استثمارية جاذبة تدعم المشاريع الجديدة وتساهم في دفع التنمية الاقتصادية وإحداث  فرص عمل جديدة .

تباحث تعزيز الاستثمار

يشار إلى أن الوفد  الصيني يؤدي حاليا ثاني زيارة له في تونس للتباحث بخصوص تعزيز الاستثمار في قطاع المناجم.

كما أعرب رئيس الشركة الصينية المتخصصة في الاستثمار في مجال الطاقة عن استعداد شركته لاستكمال الإجراءات القانونية من أجل الحصول على التراخيص اللازمة للانطلاق الفعلي في مشروع استغلال منجم سراورتان الموجود بجنوب الكاف، بما سيوفر طاقة تشغيلية أولية تفوق 1500 موطن شغل مباشر باستثمارات تناهز 800 مليون دينار ستساهم في تحويل ما يقارب المليون طن سنويا من الفسفاط في مرحلة أولى.

ويقع منجم سراورتان في مدينة القصور جنوب ولاية الكاف، ويعد من أكبر احتياطيات الفسفاط في تونس، بنحو 10 مليارات طن بتركيز 17 بالمائة من أكسيد الفوسفور، وفق ما ورد بوثيقة قدمها المجمع الكيميائي التونسي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 2009. وتُقدّر طاقة المنجم الإنتاجية مستقبلا بنحو 5 ملايين طن سنويًا، مع إمكانيات على توفير 4 آلاف موطن شغل.

تدارس سبل تفعيل المشروع

وكان رئيس الشركة الصينية قد التقى خلال زيارته للجهة مؤخرا بوالي الكاف وتدارسا سبل تفعيل مشروع سراورتان لاستخراج الفسفاط ومعالجته، وذلك بهدف تجسيم العرض الذي قدمه الجانب الصيني إلى  الحكومة التونسية  في هذا الغرض وفق ما أوردته ولاية الكاف على صفحتها الرسمية.

كما أبرز المستثمر الصيني عراقة الشركة على المستوى العالمي في إدارة المشاريع الكبرى ودورها في تنمية مناطق تدخلها في إطار جلب استثمارات ذات العلاقة  سيما وأن جهة الكاف تزخر بإمكانيات قادرة على  تحقيق الازدهار على جميع الأصعدة.

 من جهته، أكد الوالي على استعداد السلط الجهوية بمعية كافة الهياكل الإدارية لتذليل كافة الصعوبات وتقديم كامل الدعم للتسريع في الاستغلال الفعلي لهذا المشروع الإستراتيجي، مشيرا إلى ما تتوفر عليه الجهة من مقومات اقتصادية تمكّن من بعث المشاريع  باعتبارها جهة جالبة للاستثمار في عدة مجالات.  ودعا الوالي الجانب الصيني إلى العمل على الإسراع في استكمال مرحلة الدراسة والبحث بعد الحصول على التراخيص الضرورية من وزارة الصناعة والمناجم والطاقة في اقرب الآجال الممكنة. وأدّى الوفد الصيني زيارة ميدانية إلى مرتفعات سراورتان، أين اطلع رئيس الشركة الصينية والوفد المرافق له على الخرائط والرسومات التقنية ومدخرات الفسفاط والخصائص الجيولوجية للموقع.

الترفيع في الإنتاج

وجدير بالذكر أن شركة فسفاط قفصة حققت زيادة بـ825 ألف طنّ في إنتاج الفسفاط التجاري خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية، أي بتطوّر بلغ 18 بالمائة مقارنة بمعدل الإنتاج في نفس الفترة من سنة 2024 (680 ألف طن)، وذلك نتيجة إنجاز عمليات صيانة موجهة على مستوى آليات الإنتاج والمغاسل، وفق الرئيس المدير العام للشركة، عبد القادر عميدي.

وأبرز عميدي، في تصريح سابق له، أن الشركة ستعمل خلال سنة 2025 على الترفيع في إنتاجية الفسفاط التجاري إلى 5،3 ملايين طنّ، أي بارتفاع يناهز مليوني طنّ مقارنة بالسنة الماضية التي شهدت إنتاج 3.03 ملايين طنّ.

وكشف أنّ الشركة تعتزم بداية من سنة 2026 تجديد جزء من أسطول الاستخراج الخاص بها باعتمادات مالية تقدر بـ233 مليون دينار مموّلة من البنك الأوروبي للإعمار، بما سيمكّن من تعزيز قدرتها الإنتاجية بـ1.6 مليون طنّ من الفسفاط التجاري، وستسعى في أفق سنة 2027 إلى إدخال مغسلة «أم الخشب 1» حيز الاستغلال، وهو ما قد يساهم في ترفيع إنتاج الفسفاط بحوالي 2،6 مليون طن.

من جهة أخرى، أعدّت الشركة خطّة مستقبلية للتحكم في استهلاك المياه الصناعية المعتمدة في غسل الفسفاط من خلال تركيز وحدة ترشيح ذات ضغط عال بمغسلة كاف الدور بقيمة 20 مليون دينار بتمويل من البنك الأوروبي للإعمار، على أن يتم لاحقا تعميم الخطّة على جميع مغاسل الشركة، وفق نفس المصدر.

وبيّن أنّ المشروع حاليا في طور إعداد الدراسات، وهو مشروع اقتصادي ذو طابع بيئي اجتماعي سيساهم في إعادة استرجاع واستغلال 90 بالمائة من المياه الصناعية المستعملة وتخفيف الضغط على الموارد المائية الجوفية.

وأشار إلى أن الشركة ستعمل على بعث محطة فولتوضوئية بقيمة 40 مليون دينار، وذلك في إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي الطاقي من الكهرباء.

جهاد الكلبوسي

يعد من أكبر احتياطيات الفسفاط في تونس بنحو 10 مليارات طن..    شركة صينية تبحث تعزيز الاستثمار في منجم سراورتان بقيمة تناهز 800 مليون دينار

 

- يوفر 1500 موطن شغل مباشر

تسعى تونس للرّفع من نسق إنتاج الفسفاط للسنوات الخمس القادمة ليصل إلى حدود 14 مليون طن سنويّا في موفّى سنة 2030 بالإضافة إلى ضبط الحاجيات اللوجستية والمستلزمات الضرورية لنقل الإنتاج وتحويله، وحوكمة الموارد المائية وتوفير مقومات وظروف العمل اللائق في كل المنشآت العاملة في الحوض المنجمي وقابس.

وكانت وزيرة الصّناعة والمناجم والطاقة فاطمة ثابت شيبوب كشفت في مجلس وزاري انعقد بتاريخ 5 مارس 2025 عن برامج ومخطّطات عمل مختلف الأطراف المتدخّلة في قطاع الفسفاط من استخراج وتحويل ونقل وتوفير المياه الصناعيّة والمواد والمتطلّبات الضروريّة لتنفيذ مختلف المشاريع الواردة بالبرنامج المستقبلي لإنتاج ونقل وتحويل الفسفاط خلال الفترة الممتدّة بين سنوات 2025-2030، وأبرزت أهمّ النتائج المنتظرة من تنفيذ البرنامج المستقبلي ومرحلية.

وقرر مجلس إدارة شركة فسفاط قفصة الدخول في استثمارات للرفع من قدراتها الإنتاجية لسنة 2025، حيث تم وضع خطة تتمثل في اقتناء آلات ثقيلة ومتوسطة للمقاطع والمغاسل بقيمة مالية تقدر بـ233 مليون دينار.

ولدفع الاستثمار في قطاع المناجم اجتمعت وزيرة الصناعة والمناجم السيدة فاطمة الثابت شيبوب الثلاثاء الفارط  بمقر الوزارة، بوفد عن شركة صينية متخصصة في الاستثمار في مجال الطاقة وقد أبدى ممثلو الشركة استعدادهم للاستثمار في تونس في مجال البحث والاستغلال المنجمي وتطوير مشروع استغلال الفسفاط بمنجم سراورتان وعقد شراكة مع تونس في مجال إنتاج الأسمدة على غرار  البوتاس  والبروم .

 وأكدت الوزيرة حرص الوزارة وهياكلها على توفير بيئة استثمارية جاذبة تدعم المشاريع الجديدة وتساهم في دفع التنمية الاقتصادية وإحداث  فرص عمل جديدة .

تباحث تعزيز الاستثمار

يشار إلى أن الوفد  الصيني يؤدي حاليا ثاني زيارة له في تونس للتباحث بخصوص تعزيز الاستثمار في قطاع المناجم.

كما أعرب رئيس الشركة الصينية المتخصصة في الاستثمار في مجال الطاقة عن استعداد شركته لاستكمال الإجراءات القانونية من أجل الحصول على التراخيص اللازمة للانطلاق الفعلي في مشروع استغلال منجم سراورتان الموجود بجنوب الكاف، بما سيوفر طاقة تشغيلية أولية تفوق 1500 موطن شغل مباشر باستثمارات تناهز 800 مليون دينار ستساهم في تحويل ما يقارب المليون طن سنويا من الفسفاط في مرحلة أولى.

ويقع منجم سراورتان في مدينة القصور جنوب ولاية الكاف، ويعد من أكبر احتياطيات الفسفاط في تونس، بنحو 10 مليارات طن بتركيز 17 بالمائة من أكسيد الفوسفور، وفق ما ورد بوثيقة قدمها المجمع الكيميائي التونسي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 2009. وتُقدّر طاقة المنجم الإنتاجية مستقبلا بنحو 5 ملايين طن سنويًا، مع إمكانيات على توفير 4 آلاف موطن شغل.

تدارس سبل تفعيل المشروع

وكان رئيس الشركة الصينية قد التقى خلال زيارته للجهة مؤخرا بوالي الكاف وتدارسا سبل تفعيل مشروع سراورتان لاستخراج الفسفاط ومعالجته، وذلك بهدف تجسيم العرض الذي قدمه الجانب الصيني إلى  الحكومة التونسية  في هذا الغرض وفق ما أوردته ولاية الكاف على صفحتها الرسمية.

كما أبرز المستثمر الصيني عراقة الشركة على المستوى العالمي في إدارة المشاريع الكبرى ودورها في تنمية مناطق تدخلها في إطار جلب استثمارات ذات العلاقة  سيما وأن جهة الكاف تزخر بإمكانيات قادرة على  تحقيق الازدهار على جميع الأصعدة.

 من جهته، أكد الوالي على استعداد السلط الجهوية بمعية كافة الهياكل الإدارية لتذليل كافة الصعوبات وتقديم كامل الدعم للتسريع في الاستغلال الفعلي لهذا المشروع الإستراتيجي، مشيرا إلى ما تتوفر عليه الجهة من مقومات اقتصادية تمكّن من بعث المشاريع  باعتبارها جهة جالبة للاستثمار في عدة مجالات.  ودعا الوالي الجانب الصيني إلى العمل على الإسراع في استكمال مرحلة الدراسة والبحث بعد الحصول على التراخيص الضرورية من وزارة الصناعة والمناجم والطاقة في اقرب الآجال الممكنة. وأدّى الوفد الصيني زيارة ميدانية إلى مرتفعات سراورتان، أين اطلع رئيس الشركة الصينية والوفد المرافق له على الخرائط والرسومات التقنية ومدخرات الفسفاط والخصائص الجيولوجية للموقع.

الترفيع في الإنتاج

وجدير بالذكر أن شركة فسفاط قفصة حققت زيادة بـ825 ألف طنّ في إنتاج الفسفاط التجاري خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية، أي بتطوّر بلغ 18 بالمائة مقارنة بمعدل الإنتاج في نفس الفترة من سنة 2024 (680 ألف طن)، وذلك نتيجة إنجاز عمليات صيانة موجهة على مستوى آليات الإنتاج والمغاسل، وفق الرئيس المدير العام للشركة، عبد القادر عميدي.

وأبرز عميدي، في تصريح سابق له، أن الشركة ستعمل خلال سنة 2025 على الترفيع في إنتاجية الفسفاط التجاري إلى 5،3 ملايين طنّ، أي بارتفاع يناهز مليوني طنّ مقارنة بالسنة الماضية التي شهدت إنتاج 3.03 ملايين طنّ.

وكشف أنّ الشركة تعتزم بداية من سنة 2026 تجديد جزء من أسطول الاستخراج الخاص بها باعتمادات مالية تقدر بـ233 مليون دينار مموّلة من البنك الأوروبي للإعمار، بما سيمكّن من تعزيز قدرتها الإنتاجية بـ1.6 مليون طنّ من الفسفاط التجاري، وستسعى في أفق سنة 2027 إلى إدخال مغسلة «أم الخشب 1» حيز الاستغلال، وهو ما قد يساهم في ترفيع إنتاج الفسفاط بحوالي 2،6 مليون طن.

من جهة أخرى، أعدّت الشركة خطّة مستقبلية للتحكم في استهلاك المياه الصناعية المعتمدة في غسل الفسفاط من خلال تركيز وحدة ترشيح ذات ضغط عال بمغسلة كاف الدور بقيمة 20 مليون دينار بتمويل من البنك الأوروبي للإعمار، على أن يتم لاحقا تعميم الخطّة على جميع مغاسل الشركة، وفق نفس المصدر.

وبيّن أنّ المشروع حاليا في طور إعداد الدراسات، وهو مشروع اقتصادي ذو طابع بيئي اجتماعي سيساهم في إعادة استرجاع واستغلال 90 بالمائة من المياه الصناعية المستعملة وتخفيف الضغط على الموارد المائية الجوفية.

وأشار إلى أن الشركة ستعمل على بعث محطة فولتوضوئية بقيمة 40 مليون دينار، وذلك في إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي الطاقي من الكهرباء.

جهاد الكلبوسي