إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعضهم‭ ‬خرج‭ ‬ولم‭ ‬يعد الاختفاء‭ ‬القسري‭ ‬للأطفال‭.. ‬وجريمة‭ ‬تخفي‭ ‬أخرى

خرجوا‭ ‬ولم‭ ‬يعودوا‭.. ‬حكايات‭ ‬يتناقلها‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬أطفال‭ ‬خرجوا‭ ‬ولم‭ ‬يعودوا‭ ‬الى‭ ‬منازل‭ ‬ذويهم‭.. ‬بعضهم‭ ‬اختفوا‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬منازلهم‭ ‬وآخرون‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬مدارسهم‭.. ‬البعض‭ ‬كان‭ ‬اختفاؤهم‭ ‬عن‭ ‬طواعية‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬اختفاؤهم‭ ‬قسرا‭..‬

فقدان‭ ‬الأطفال‭ ‬يعد‭ ‬الهاجس‭ ‬الأكبر‭ ‬للأولياء‭ ‬نظرا‭ ‬للمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهددهم‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭.. ‬فقد‭ ‬تنتهي‭ ‬حياتهم‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭ ‬وقد‭ ‬يتعرضون‭ ‬الى‭ ‬الاحتجاز‭ ‬والتعذيب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬الإجرامية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يمارسها‭ ‬عليهم‭ ‬المنحرفون‭.‬

رسالة‭ ‬وداع‭ ‬كتبها‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭.. ‬أحمد‭ ‬كريم‭ ‬الذي‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬بجهة‭ ‬هرقلة‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬سوسة‭ ‬أثارت‭ ‬قصته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعاطف‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اختفى‭ ‬أحمد‭ ‬كريم‭ ‬عن‭ ‬عائلته‭ ‬وقرر‭ ‬الهرب‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬حزنا‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬فريقه‭ ‬الرياضي‭.. ‬

وقرر‭ ‬الطفل‭  ‬أن‭ ‬يركب‭ ‬القطار‭ ‬المتجه‭ ‬نحو‭ ‬العاصمة‭ ‬،‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬لإجراء‭ ‬الامتحانات،‭ ‬كما‭ ‬ترك‭ ‬رسالة‭ ‬مؤثرة‭ ‬لوالديه‭.. ‬

وبعد‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬الاختفاء‭ ‬والبحث‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أحمد‭  ‬الذي‭ ‬برر‭ ‬ما‭ ‬أقدم‭ ‬عليه‭ ‬بمروره‭ ‬بفترة‭ ‬نفسية‭ ‬صعبة‭. ‬

أحمد‭ ‬ولئن‭ ‬عاد‭ ‬الى‭ ‬عائلته‭ ‬سليما‭ ‬لكنه‭ ‬تعرض‭ ‬لعملية‭ ‬“براكاج”‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬سلبه‭ ‬ماله‭ ‬وهاتفه‭ ‬الجوال‭.‬

وكشف‭ ‬والد‭ ‬الطفل‭ ‬أن‭ ‬الجاني‭ ‬كان‭ ‬شابًا‭ ‬التقى‭ ‬بابنه‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬القطار‭ ‬بمدينة‭ ‬سوسة،‭ ‬حيث‭ ‬استغل‭ ‬ثقته‭ ‬ورافقه‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة،‭ ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬بسرقته‭ ‬وتركه‭ ‬وحيدًا‭ ‬يواجه‭ ‬مصيره‭.‬

اختطاف‭ ‬وفدية‭..‬

أطفال‭ ‬يتعرضون‭ ‬للاختطاف‭ ‬لطلب‭ ‬فدية‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬حيث‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أب‭ ‬

إلى‭ ‬السلط‭ ‬الأمنية‭ ‬وأبلغ‭ ‬عن‭ ‬تعرض‭ ‬ابنه‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬اختطاف‭ ‬أثناء‭ ‬خروجه‭ ‬مع‭ ‬والدته‭ ‬بأحد‭ ‬الأنهج‭.‬

وكشف‭ ‬المواطن‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الاتصال‭ ‬به‭ ‬هاتفيا‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬الواقعة‭ ‬،من‭ ‬طرف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬افريقية‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬طالبا‭ ‬منه‭ ‬تمكينه‭ ‬من‭ ‬مبلغ‭ ‬75‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬وهدده‭ ‬بكونه‭ ‬سيقوم‭ ‬بنزع‭ ‬كلية‭ ‬ابنه‭ ‬وزرعها‭ ‬لدى‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭. ‬

وبعرض‭ ‬صورة‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المقرات‭ ‬الأمنية‭ ‬ومنها‭ ‬منطقة‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بأريانة‭ ‬الشمالية‭ ‬المعروفة‭ ‬بتواجد‭ ‬الجالية‭ ‬الإفريقية‭ ‬بكثافة‭ ‬بالجهة‭. ‬

‭ ‬وبعد‭ ‬تحريات‭ ‬ميدانية‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬فريق‭ ‬الاستمرار،‭ ‬تمت‭ ‬مداهمة‭ ‬منزل‭ ‬بجهة‭ ‬طريق‭ ‬رواد‭ ‬اثر‭ ‬ورود‭ ‬معلومات‭ ‬مؤكدة‭ ‬حول‭ ‬سماع‭ ‬صراخ‭ ‬متواصل‭ ‬لطفل‭ ‬صغير‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬شقة‭ ‬تقطنها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬أطفال‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬وقع‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬الرئيسي‭ ‬و‭ ‬استرجاع‭ ‬الطفل‭ ‬لعائلته‭..‬

اختطاف‭ ‬وقتل‭..

وهناك‭ ‬أطفال‭ ‬خرجوا‭ ‬ولم‭ ‬يعودوا‭.. ‬أو‭ ‬عادوا‭ ‬جثثا‭ ‬هامدة‭..‬

فالطفل‭ ‬يعقوب‭ ‬يدرس‭ ‬بالسنة‭ ‬السادسة‭ ‬ابتدائي‭ ‬بجهة‭ ‬أريانة‭ ‬خرج‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬عائلته‭ ‬لجلب‭ ‬بطاقة‭ ‬أعداده‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭.. ‬ومازالت‭ ‬عائلته‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭. ‬

الطفل‭ ‬هارون‭ ‬الذيبي‭ ‬ابن‭ ‬الأربع‭ ‬سنوات‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يسعفهم‭ ‬الحظ‭ ‬حيث‭ ‬فقدته‭ ‬عائلته‭ ‬لتعثر‭  ‬عليه‭ ‬مقتولا‭ ‬بطريقة‭ ‬بشعة‭ ‬بمعتمدية‭ ‬حي‭ ‬الزهور‭ ‬بالقصرين‭.‬

‭ ‬عثر‭ ‬عليه‭ ‬مذبوحا‭ ‬من‭ ‬الوريد‭ ‬إلى‭ ‬الوريد‭ ‬بجانب‭ ‬مدرسة‭ ‬أولاد‭ ‬بوعلاق،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬اختفائه‭ ‬بعدة‭ ‬ساعات‭. ‬

زينب‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬خرجوا‭ ‬ولم‭ ‬يعودوا‭.. ‬زينب‭ ‬طفلة‭ ‬الست‭ ‬سنوات‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬عائلتها‭ ‬بالعمران‭ ‬إبان‭ ‬الإفطار‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المنقضي‭ ‬للعب‭ ‬مع‭ ‬قريناتها‭ ‬لكنها‭ ‬اختفت‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬بدت‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬غامضة‭ ‬ثم‭ ‬انكشفت‭ ‬خيوط‭ ‬اختفائها‭ ‬وتبين‭ ‬أن‭ ‬الطفلة‭ ‬اختطفت‭ ‬وقتلت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أحد‭ ‬الأجوار‭.. ‬

‭ ‬كيف‭ ‬حمى‭ ‬المشرع‭ ‬التونسي‭ ‬الطفل؟

حرص‭ ‬المشرع‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الطفل،‭ ‬وتعتبر‭ ‬مجلة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬التقدّمية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النهوض‭ ‬بالطفولة‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التهديد‭ ‬والاستغلال‭. ‬وتعترف‭ ‬المجلة‭ ‬للطفل‭ ‬بحقه‭ ‬في‭ ‬التمتع‭ ‬بمختلف‭ ‬التدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬اجتماعية‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬تعليمية‭ ‬أو‭ ‬صحية‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬حمايته‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬العنف‭ ‬والضرر‭ ‬والإساءة‭ ‬البدنية‭ ‬أو‭ ‬المعنوية‭ ‬أو‭ ‬الجنسية‭ ‬والإهمال‭ ‬والتقصير‭.‬

وتتناول‭ ‬مجلة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬عدة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الجسدية‭ ‬والتحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬والإهمال‭ ‬والاستغلال‭ ‬والاتجار‭ ‬بالأطفال‭.‬

كما‭ ‬تتضمن‭ ‬المجلة‭ ‬أحكاما‭ ‬خاصة‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الجزائية‭ ‬للأطفال‭ ‬أنفسهم‭ ‬وتشدد‭ ‬العقوبات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالاعتداءات‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬أولها‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬والتي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالاعتداءات‭ ‬الجسدية‭ ‬حيث‭ ‬يعاقب‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬جسديا‭ ‬وتشدد‭ ‬العقوبات‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الفاعل‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬سلطة‭ ‬عليه‭. ‬

وأما‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬فيعاقب‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬بالأطفال‭ ‬بعقوبات‭ ‬مشددة‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬لجرائم‭ ‬الإهمال‭ ‬وسوء‭ ‬المعاملة‭ ‬فيعتبر‭ ‬القانون‭ ‬إهمال‭ ‬الطفل‭ ‬وسوء‭ ‬معاملته‭ ‬جريمة‭ ‬ويعاقب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فعل‭ ‬أو‭ ‬تقصير‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإضرار‭ ‬بالطفل‭ ‬جسديا‭ ‬أو‭ ‬معنويا‭. ‬

وأما‭ ‬الاستغلال‭ ‬فيشمل‭ ‬استغلال‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬القسري،‭ ‬أو‭ ‬التسول،‭ ‬أو‭ ‬الاستغلال‭ ‬الجنسي،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الاستغلال‭. ‬

الاتجار‭ ‬بالأطفال‭.. ‬

يعاقب‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأطفال،‭ ‬وهو‭ ‬يشمل‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬واستخدامهم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬أو‭ ‬استغلالهم‭ ‬جنسيا‭ ‬أو‭ ‬استخراج‭ ‬أعضائهم‭. ‬

وتعتبر‭ ‬مجلة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬حالات‭ ‬التشرد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬صحة‭ ‬الطفل‭ ‬وسلامته‭. ‬

المسؤولية‭ ‬الجزائية‭ ‬للأطفال‭.. ‬

تبدأ‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجزائية‭ ‬للطفل‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬13‭ ‬سنة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تكون‭ ‬مخففة‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭. ‬

يتمتع‭ ‬الطفل‭ ‬بحماية‭ ‬خاصة‭ ‬أثناء‭ ‬التحقيق‭ ‬معه،‭ ‬ويجب‭ ‬إعلام‭ ‬وكيل‭ ‬الجمهورية‭ ‬وسماع‭ ‬المحامي‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬ضده‭. ‬

وتشدد‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الفاعل‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬سلطة‭ ‬عليه‭. ‬

كما‭ ‬تشدد‭ ‬العقوبة‭ ‬إذا‭ ‬ارتكبت‭ ‬الجريمة‭ ‬ضد‭ ‬طفل‭ ‬أو‭ ‬باستخدامه‭. ‬

حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭.. ‬

يكفل‭ ‬القانون‭ ‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬والإساءة‭ ‬كما‭ ‬يكفل‭ ‬القانون‭ ‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭.‬

ويكفل‭ ‬القانون‭ ‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والتشرد‭.‬

والحماية‭ ‬من‭ ‬التمييز‭  ‬والحماية‭ ‬من‭ ‬التعذيب‭. ‬

الاحتجاز‭ ‬دون‭ ‬اذن‭ ‬قانوني‭.. ‬

الاحتجاز‭ ‬هو‭ ‬سلب‭ ‬الحرية‭ ‬أو‭ ‬تقييدها‭ ‬،وهو‭ ‬شل‭ ‬حركة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬ومنعه‭ ‬من‭ ‬التنقل‭ ‬او‭ ‬التجول‭ ‬لمدة‭ ‬زمنية‭ ‬معينة‭  ‬داخل‭ ‬المدينة‭ ‬الواحدة‭ ‬أو‭ ‬القرية‭ ‬الواحدة‭ ‬،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الاحتجاز‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬خاص‭ ‬معد‭ ‬لذلك‭ ‬،او‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬مـادام‭ ‬الضحية‭ ‬صار‭ ‬غيـر‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مغادرة‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬والتحرك‭ ‬والانتقال‭ ‬بحرية‭ ‬والاحتجاز‭ ‬يكون‭ ‬بإغلاق‭ ‬الأبواب‭ ‬والنوافذ‭ ‬أو‭ ‬بربط‭ ‬وتقييد‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بالحبال‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬ما‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬الحركة‭.‬

كمـا‭ ‬يكون‭ ‬الاحتجاز‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التهديـد‭ ‬،حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الجاني‭ ‬بتهديـد‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬منعه‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬والانتقال‭ ‬ويصح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاحتجاز‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬منزل‭ ‬مكتب‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭. ‬

وهـذه‭ ‬من‭ ‬الجرائـم‭ ‬المستمرة‭ ‬وتعتبـر‭ ‬الجريمة‭ ‬متوفرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬أثناء‭ ‬خطفه‭ ‬وتنتهي‭ ‬عند‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬المجني‭ ‬عليـه‭. ‬

عقوبة‭ ‬احتجاز‭ ‬شخص‭..‬

يعاقب‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬احتجاز‭ ‬طفل‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬وغرامة‭ ‬قدرها‭ ‬2000‭ ‬دينار،‭ ‬وذلك‭ ‬بموجب‭ ‬الفصل‭ ‬218‭ (‬الفقرة‭ ‬الثانية‭ ‬الجديدة‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬عدد‭ ‬58‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬و‭ ‬تزداد‭ ‬العقوبة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المحتجز‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬عليه‭. ‬

ينص‭ ‬الفصل‭ ‬250‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قبض‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬أوقفه‭ ‬أو‭ ‬سجنه‭ ‬أو‭ ‬حجزه‭ ‬دون‭ ‬إذن‭ ‬قانوني‭  ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬وبخطية‭ ‬قدرها‭ ‬عشرون‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

ويكون‭ ‬العقاب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬وبخطية‭ ‬قدرها‭ ‬عشرون‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭  ‬إذا‭ ‬صاحب‭ ‬القبض‭ ‬أو‭ ‬الإيقاف‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬أو‭ ‬الحجز‭ ‬عنف‭ ‬أو‭ ‬تهديد،‭ ‬و‭ ‬إذا‭ ‬نّفذت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬باستعمال‭ ‬سلاح‭ ‬أو‭ ‬بواسطة‭ ‬عدّة‭ ‬أشخاص،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬موظفا‭ ‬عموميا‭ ‬أو‭ ‬عضوا‭ ‬بالسلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬أو‭ ‬القنصلي‭ ‬أو‭ ‬فردا‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬عائلاتهم‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬الجاني‭ ‬مسبقا‭ ‬هوية‭ ‬ضحيته،

وإذا‭ ‬صاحب‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬تهديد‭ ‬بالقتل‭. ‬

ويكون‭ ‬العقاب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬الإعدام‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬صحبها‭ ‬أو‭ ‬تبعها‭ ‬موت‭.‬

 

مفيدة‭ ‬القيزاني

بعضهم‭ ‬خرج‭ ‬ولم‭ ‬يعد الاختفاء‭ ‬القسري‭ ‬للأطفال‭.. ‬وجريمة‭ ‬تخفي‭ ‬أخرى

خرجوا‭ ‬ولم‭ ‬يعودوا‭.. ‬حكايات‭ ‬يتناقلها‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬أطفال‭ ‬خرجوا‭ ‬ولم‭ ‬يعودوا‭ ‬الى‭ ‬منازل‭ ‬ذويهم‭.. ‬بعضهم‭ ‬اختفوا‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬منازلهم‭ ‬وآخرون‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬مدارسهم‭.. ‬البعض‭ ‬كان‭ ‬اختفاؤهم‭ ‬عن‭ ‬طواعية‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬اختفاؤهم‭ ‬قسرا‭..‬

فقدان‭ ‬الأطفال‭ ‬يعد‭ ‬الهاجس‭ ‬الأكبر‭ ‬للأولياء‭ ‬نظرا‭ ‬للمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهددهم‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭.. ‬فقد‭ ‬تنتهي‭ ‬حياتهم‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭ ‬وقد‭ ‬يتعرضون‭ ‬الى‭ ‬الاحتجاز‭ ‬والتعذيب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬الإجرامية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يمارسها‭ ‬عليهم‭ ‬المنحرفون‭.‬

رسالة‭ ‬وداع‭ ‬كتبها‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭.. ‬أحمد‭ ‬كريم‭ ‬الذي‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬بجهة‭ ‬هرقلة‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬سوسة‭ ‬أثارت‭ ‬قصته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعاطف‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اختفى‭ ‬أحمد‭ ‬كريم‭ ‬عن‭ ‬عائلته‭ ‬وقرر‭ ‬الهرب‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬حزنا‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬فريقه‭ ‬الرياضي‭.. ‬

وقرر‭ ‬الطفل‭  ‬أن‭ ‬يركب‭ ‬القطار‭ ‬المتجه‭ ‬نحو‭ ‬العاصمة‭ ‬،‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬لإجراء‭ ‬الامتحانات،‭ ‬كما‭ ‬ترك‭ ‬رسالة‭ ‬مؤثرة‭ ‬لوالديه‭.. ‬

وبعد‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬الاختفاء‭ ‬والبحث‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أحمد‭  ‬الذي‭ ‬برر‭ ‬ما‭ ‬أقدم‭ ‬عليه‭ ‬بمروره‭ ‬بفترة‭ ‬نفسية‭ ‬صعبة‭. ‬

أحمد‭ ‬ولئن‭ ‬عاد‭ ‬الى‭ ‬عائلته‭ ‬سليما‭ ‬لكنه‭ ‬تعرض‭ ‬لعملية‭ ‬“براكاج”‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬سلبه‭ ‬ماله‭ ‬وهاتفه‭ ‬الجوال‭.‬

وكشف‭ ‬والد‭ ‬الطفل‭ ‬أن‭ ‬الجاني‭ ‬كان‭ ‬شابًا‭ ‬التقى‭ ‬بابنه‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬القطار‭ ‬بمدينة‭ ‬سوسة،‭ ‬حيث‭ ‬استغل‭ ‬ثقته‭ ‬ورافقه‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة،‭ ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬بسرقته‭ ‬وتركه‭ ‬وحيدًا‭ ‬يواجه‭ ‬مصيره‭.‬

اختطاف‭ ‬وفدية‭..‬

أطفال‭ ‬يتعرضون‭ ‬للاختطاف‭ ‬لطلب‭ ‬فدية‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬حيث‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أب‭ ‬

إلى‭ ‬السلط‭ ‬الأمنية‭ ‬وأبلغ‭ ‬عن‭ ‬تعرض‭ ‬ابنه‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬اختطاف‭ ‬أثناء‭ ‬خروجه‭ ‬مع‭ ‬والدته‭ ‬بأحد‭ ‬الأنهج‭.‬

وكشف‭ ‬المواطن‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الاتصال‭ ‬به‭ ‬هاتفيا‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬الواقعة‭ ‬،من‭ ‬طرف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬افريقية‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬طالبا‭ ‬منه‭ ‬تمكينه‭ ‬من‭ ‬مبلغ‭ ‬75‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬وهدده‭ ‬بكونه‭ ‬سيقوم‭ ‬بنزع‭ ‬كلية‭ ‬ابنه‭ ‬وزرعها‭ ‬لدى‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭. ‬

وبعرض‭ ‬صورة‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المقرات‭ ‬الأمنية‭ ‬ومنها‭ ‬منطقة‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بأريانة‭ ‬الشمالية‭ ‬المعروفة‭ ‬بتواجد‭ ‬الجالية‭ ‬الإفريقية‭ ‬بكثافة‭ ‬بالجهة‭. ‬

‭ ‬وبعد‭ ‬تحريات‭ ‬ميدانية‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬فريق‭ ‬الاستمرار،‭ ‬تمت‭ ‬مداهمة‭ ‬منزل‭ ‬بجهة‭ ‬طريق‭ ‬رواد‭ ‬اثر‭ ‬ورود‭ ‬معلومات‭ ‬مؤكدة‭ ‬حول‭ ‬سماع‭ ‬صراخ‭ ‬متواصل‭ ‬لطفل‭ ‬صغير‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬شقة‭ ‬تقطنها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬أطفال‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬وقع‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬الرئيسي‭ ‬و‭ ‬استرجاع‭ ‬الطفل‭ ‬لعائلته‭..‬

اختطاف‭ ‬وقتل‭..

وهناك‭ ‬أطفال‭ ‬خرجوا‭ ‬ولم‭ ‬يعودوا‭.. ‬أو‭ ‬عادوا‭ ‬جثثا‭ ‬هامدة‭..‬

فالطفل‭ ‬يعقوب‭ ‬يدرس‭ ‬بالسنة‭ ‬السادسة‭ ‬ابتدائي‭ ‬بجهة‭ ‬أريانة‭ ‬خرج‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬عائلته‭ ‬لجلب‭ ‬بطاقة‭ ‬أعداده‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭.. ‬ومازالت‭ ‬عائلته‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭. ‬

الطفل‭ ‬هارون‭ ‬الذيبي‭ ‬ابن‭ ‬الأربع‭ ‬سنوات‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يسعفهم‭ ‬الحظ‭ ‬حيث‭ ‬فقدته‭ ‬عائلته‭ ‬لتعثر‭  ‬عليه‭ ‬مقتولا‭ ‬بطريقة‭ ‬بشعة‭ ‬بمعتمدية‭ ‬حي‭ ‬الزهور‭ ‬بالقصرين‭.‬

‭ ‬عثر‭ ‬عليه‭ ‬مذبوحا‭ ‬من‭ ‬الوريد‭ ‬إلى‭ ‬الوريد‭ ‬بجانب‭ ‬مدرسة‭ ‬أولاد‭ ‬بوعلاق،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬اختفائه‭ ‬بعدة‭ ‬ساعات‭. ‬

زينب‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬خرجوا‭ ‬ولم‭ ‬يعودوا‭.. ‬زينب‭ ‬طفلة‭ ‬الست‭ ‬سنوات‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬عائلتها‭ ‬بالعمران‭ ‬إبان‭ ‬الإفطار‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المنقضي‭ ‬للعب‭ ‬مع‭ ‬قريناتها‭ ‬لكنها‭ ‬اختفت‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬بدت‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬غامضة‭ ‬ثم‭ ‬انكشفت‭ ‬خيوط‭ ‬اختفائها‭ ‬وتبين‭ ‬أن‭ ‬الطفلة‭ ‬اختطفت‭ ‬وقتلت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أحد‭ ‬الأجوار‭.. ‬

‭ ‬كيف‭ ‬حمى‭ ‬المشرع‭ ‬التونسي‭ ‬الطفل؟

حرص‭ ‬المشرع‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الطفل،‭ ‬وتعتبر‭ ‬مجلة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬التقدّمية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النهوض‭ ‬بالطفولة‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التهديد‭ ‬والاستغلال‭. ‬وتعترف‭ ‬المجلة‭ ‬للطفل‭ ‬بحقه‭ ‬في‭ ‬التمتع‭ ‬بمختلف‭ ‬التدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬اجتماعية‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬تعليمية‭ ‬أو‭ ‬صحية‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬حمايته‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬العنف‭ ‬والضرر‭ ‬والإساءة‭ ‬البدنية‭ ‬أو‭ ‬المعنوية‭ ‬أو‭ ‬الجنسية‭ ‬والإهمال‭ ‬والتقصير‭.‬

وتتناول‭ ‬مجلة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬عدة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الجسدية‭ ‬والتحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬والإهمال‭ ‬والاستغلال‭ ‬والاتجار‭ ‬بالأطفال‭.‬

كما‭ ‬تتضمن‭ ‬المجلة‭ ‬أحكاما‭ ‬خاصة‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الجزائية‭ ‬للأطفال‭ ‬أنفسهم‭ ‬وتشدد‭ ‬العقوبات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالاعتداءات‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬أولها‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬والتي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالاعتداءات‭ ‬الجسدية‭ ‬حيث‭ ‬يعاقب‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬جسديا‭ ‬وتشدد‭ ‬العقوبات‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الفاعل‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬سلطة‭ ‬عليه‭. ‬

وأما‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬فيعاقب‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬بالأطفال‭ ‬بعقوبات‭ ‬مشددة‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬لجرائم‭ ‬الإهمال‭ ‬وسوء‭ ‬المعاملة‭ ‬فيعتبر‭ ‬القانون‭ ‬إهمال‭ ‬الطفل‭ ‬وسوء‭ ‬معاملته‭ ‬جريمة‭ ‬ويعاقب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فعل‭ ‬أو‭ ‬تقصير‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإضرار‭ ‬بالطفل‭ ‬جسديا‭ ‬أو‭ ‬معنويا‭. ‬

وأما‭ ‬الاستغلال‭ ‬فيشمل‭ ‬استغلال‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬القسري،‭ ‬أو‭ ‬التسول،‭ ‬أو‭ ‬الاستغلال‭ ‬الجنسي،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الاستغلال‭. ‬

الاتجار‭ ‬بالأطفال‭.. ‬

يعاقب‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأطفال،‭ ‬وهو‭ ‬يشمل‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬واستخدامهم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬أو‭ ‬استغلالهم‭ ‬جنسيا‭ ‬أو‭ ‬استخراج‭ ‬أعضائهم‭. ‬

وتعتبر‭ ‬مجلة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬حالات‭ ‬التشرد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬صحة‭ ‬الطفل‭ ‬وسلامته‭. ‬

المسؤولية‭ ‬الجزائية‭ ‬للأطفال‭.. ‬

تبدأ‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجزائية‭ ‬للطفل‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬13‭ ‬سنة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تكون‭ ‬مخففة‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭. ‬

يتمتع‭ ‬الطفل‭ ‬بحماية‭ ‬خاصة‭ ‬أثناء‭ ‬التحقيق‭ ‬معه،‭ ‬ويجب‭ ‬إعلام‭ ‬وكيل‭ ‬الجمهورية‭ ‬وسماع‭ ‬المحامي‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬ضده‭. ‬

وتشدد‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الفاعل‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬سلطة‭ ‬عليه‭. ‬

كما‭ ‬تشدد‭ ‬العقوبة‭ ‬إذا‭ ‬ارتكبت‭ ‬الجريمة‭ ‬ضد‭ ‬طفل‭ ‬أو‭ ‬باستخدامه‭. ‬

حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭.. ‬

يكفل‭ ‬القانون‭ ‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬والإساءة‭ ‬كما‭ ‬يكفل‭ ‬القانون‭ ‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭.‬

ويكفل‭ ‬القانون‭ ‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والتشرد‭.‬

والحماية‭ ‬من‭ ‬التمييز‭  ‬والحماية‭ ‬من‭ ‬التعذيب‭. ‬

الاحتجاز‭ ‬دون‭ ‬اذن‭ ‬قانوني‭.. ‬

الاحتجاز‭ ‬هو‭ ‬سلب‭ ‬الحرية‭ ‬أو‭ ‬تقييدها‭ ‬،وهو‭ ‬شل‭ ‬حركة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬ومنعه‭ ‬من‭ ‬التنقل‭ ‬او‭ ‬التجول‭ ‬لمدة‭ ‬زمنية‭ ‬معينة‭  ‬داخل‭ ‬المدينة‭ ‬الواحدة‭ ‬أو‭ ‬القرية‭ ‬الواحدة‭ ‬،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الاحتجاز‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬خاص‭ ‬معد‭ ‬لذلك‭ ‬،او‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬مـادام‭ ‬الضحية‭ ‬صار‭ ‬غيـر‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مغادرة‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬والتحرك‭ ‬والانتقال‭ ‬بحرية‭ ‬والاحتجاز‭ ‬يكون‭ ‬بإغلاق‭ ‬الأبواب‭ ‬والنوافذ‭ ‬أو‭ ‬بربط‭ ‬وتقييد‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بالحبال‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬ما‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬الحركة‭.‬

كمـا‭ ‬يكون‭ ‬الاحتجاز‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التهديـد‭ ‬،حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الجاني‭ ‬بتهديـد‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬منعه‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬والانتقال‭ ‬ويصح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاحتجاز‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬منزل‭ ‬مكتب‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭. ‬

وهـذه‭ ‬من‭ ‬الجرائـم‭ ‬المستمرة‭ ‬وتعتبـر‭ ‬الجريمة‭ ‬متوفرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬أثناء‭ ‬خطفه‭ ‬وتنتهي‭ ‬عند‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬المجني‭ ‬عليـه‭. ‬

عقوبة‭ ‬احتجاز‭ ‬شخص‭..‬

يعاقب‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬احتجاز‭ ‬طفل‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬وغرامة‭ ‬قدرها‭ ‬2000‭ ‬دينار،‭ ‬وذلك‭ ‬بموجب‭ ‬الفصل‭ ‬218‭ (‬الفقرة‭ ‬الثانية‭ ‬الجديدة‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬عدد‭ ‬58‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬و‭ ‬تزداد‭ ‬العقوبة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المحتجز‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬عليه‭. ‬

ينص‭ ‬الفصل‭ ‬250‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قبض‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬أوقفه‭ ‬أو‭ ‬سجنه‭ ‬أو‭ ‬حجزه‭ ‬دون‭ ‬إذن‭ ‬قانوني‭  ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬وبخطية‭ ‬قدرها‭ ‬عشرون‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

ويكون‭ ‬العقاب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬وبخطية‭ ‬قدرها‭ ‬عشرون‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭  ‬إذا‭ ‬صاحب‭ ‬القبض‭ ‬أو‭ ‬الإيقاف‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬أو‭ ‬الحجز‭ ‬عنف‭ ‬أو‭ ‬تهديد،‭ ‬و‭ ‬إذا‭ ‬نّفذت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬باستعمال‭ ‬سلاح‭ ‬أو‭ ‬بواسطة‭ ‬عدّة‭ ‬أشخاص،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬موظفا‭ ‬عموميا‭ ‬أو‭ ‬عضوا‭ ‬بالسلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬أو‭ ‬القنصلي‭ ‬أو‭ ‬فردا‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬عائلاتهم‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬الجاني‭ ‬مسبقا‭ ‬هوية‭ ‬ضحيته،

وإذا‭ ‬صاحب‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬تهديد‭ ‬بالقتل‭. ‬

ويكون‭ ‬العقاب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬الإعدام‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬صحبها‭ ‬أو‭ ‬تبعها‭ ‬موت‭.‬

 

مفيدة‭ ‬القيزاني