إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اختتام‭ ‬أشغال‭ ‬الورشة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭..‬ الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مفتاح‭ ‬تطوير‭ ‬صناعة‭ ‬الفسفاط‭ ‬والأسمدة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والعالم‭ ‬العربي

_‮  ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭:‬‮ ‬ تونس تمتلك‭ ‬احتياطات‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬الفسفاط‭ ‬عالي‭ ‬الجودة‭ ‬

_ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التنظيم‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬يحي‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭:‬‭ ‬ تونس‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬خماسي‭ ‬للنهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬الفسفاط

اختُتمت،‭ ‬أمس،‭ ‬بالعاصمة‭ ‬فعاليات‭ ‬الورشة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬المجمع‭ ‬الكيميائي‭ ‬التونسي،‭ ‬وبإشراف‭ ‬وزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬فاطمة‭ ‬الثابت‭ ‬شيبوب،‭ ‬وتم‭ ‬التطرق‭ ‬خلال‭ ‬الورشة،‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتوريد‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والاعتمادات‭ ‬المستندية‭ ‬والعقود،‭ ‬بحضور‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬ورؤساء‭ ‬الشركات‭ ‬الصناعية‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

وركزت‭ ‬الورشة‭ ‬على‭ ‬استعراض‭ ‬أحدث‭ ‬الأساليب‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التجارة،‭ ‬والشحن،‭ ‬وسلاسل‭ ‬التوريد،‭ ‬مع‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الحوكمة‭ ‬المؤسسية،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬وتقليل‭ ‬التكاليف‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬كأدوات‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭ ‬والمواد‭ ‬الأولية،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬متقدمة‭ ‬لتحديث‭ ‬الصناعة‭ ‬العربية‭ ‬ودفعها‭ ‬نحو‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية‭.‬
وفي‭ ‬الجلسة‭ ‬الختامية،‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬حضور‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة،‭ ‬سعد‭ ‬إبراهيم‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي،‭ ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬للمجمع‭ ‬الكيميائي‭ ‬التونسي،‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬النتائج‭ ‬والمقترحات‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط‭ ‬والأسمدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬
مواكبة‭ ‬التغييرات‭ ‬التقنية‭ ‬والرقمية
وفي‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬عقب‭ ‬الجلسة‭ ‬الختامية،‭ ‬أكد‭ ‬سعد‭ ‬إبراهيم‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي،‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تطورات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬مثل‭ ‬الحرب‭ ‬الإيرانية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬كمضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬تستدعي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬اللوجستيات‭ ‬والرقمنة‭. ‬وأضاف‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬اليوم،‭ ‬الموانئ‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬تُدار‭ ‬بالكامل‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والرقمنة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حوكمة‭ ‬عالية‭ ‬وشفافية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ويقلل‭ ‬الجهد‭ ‬والتكاليف‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬علينا‭ ‬كدول‭ ‬عربية‭ ‬أن‭ ‬نتكيف‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬السريعة‭ ‬لنحافظ‭ ‬على‭ ‬مكانتنا‭ ‬التنافسية،‭ ‬واعتماد‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‮»‬‭.‬
وأشار‭ ‬سعد‭ ‬إبراهيم‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تمتلك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬احتياطي‭ ‬الأسمدة‭ ‬العالمي،‭ ‬سواء‭ ‬النيتروجينية‭ ‬أو‭ ‬الفسفاطية‭ ‬أو‭ ‬البوتاسية،‭ ‬وأنها‭ ‬تسهم‭ ‬بنحو‭ ‬25‭ % ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬العالمي‭ ‬للغذاء،‭ ‬وثلث‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬سياسات،‭ ‬وتشريعات‭ ‬حكومية‭ ‬تدعم‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والرقمنة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭.‬
الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتطوير‭ ‬الصناعة
وأثنى‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الريادي‭ ‬لتونس‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬تمتلك‭ ‬احتياطات‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬الفسفاط‭ ‬عالي‭ ‬الجودة،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬ثروة‭ ‬قومية‭ ‬وإستراتيجية‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تسير‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬الفسفاط‭ ‬وتصديره،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الفسفاط‭ ‬الخام‭ ‬إلى‭ ‬منتجات‭ ‬متقدمة‭ ‬تضيف‭ ‬قيمة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬
كما‭ ‬شدد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬تصريحاته،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الرقمنة‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬أصبحت‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الموانئ‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تحقق‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الكفاءة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬نموذجا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬منه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتطوير‭ ‬موانئها‭ ‬وتحديث‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭.‬
كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬رقمية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬مصنعي‭ ‬الأسمدة‭ ‬والتجار،‭ ‬بهدف‭ ‬تسهيل‭ ‬عمليات‭ ‬التداول‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭.‬
تأهيل‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط
وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬الورشة،‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬يحي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬اختيار‭ ‬تونس‭ ‬لاستضافة‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬يعكس‭ ‬مكانتها‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة،‭ ‬ودورها‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬والإفريقي‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الورشة‭ ‬حققت‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬اعتماد‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬الوسائل‭ ‬اللوجستية،‭ ‬وزيادة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬للصادرات‭.‬
كما‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬ورشة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتوريد‭ ‬والوسائل‭ ‬اللوجستية‭ ‬لصناعة‭ ‬الأسمدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجمع‭ ‬الكيميائي‭ ‬التونسي،‭ ‬بصفته‭ ‬شريكا‭ ‬مؤسسا‭ ‬للاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬وأول‭ ‬منتج‭ ‬لمشتقات‭ ‬الفسفاط‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1947،‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بدور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الورشة‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬بتعليمات‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬وطني‭ ‬للفترة‭ ‬2026‭-‬2030‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تأهيل‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط‭ ‬وتحسين‭ ‬جاهزيته،‭ ‬ومردوديته‭ ‬المالية،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬احترام‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬للصناعة‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الورشة‭ ‬تمثل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬الاتحاد‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التصنيع‭ ‬والإمداد‭ ‬والتوريد‭. ‬وأشاد‭ ‬بالبرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬تعتمده‭ ‬تونس‭ ‬لتأهيل‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭.‬
تعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية
واختُتمت‭ ‬الورشة‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تبني‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬لتعزيز‭ ‬تنافسية‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬التوصيات‭. ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والرقمنة،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬العربية،‭ ‬واعتماد‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتحسين‭ ‬إدارة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوكمة‭ ‬المؤسسية،‭ ‬حيث‭ ‬شددت‭ ‬التوصيات‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الشفافية‭ ‬والحوكمة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬القطاع،‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬التكاليف‭ ‬وزيادة‭ ‬الكفاءة‭. ‬كما‭ ‬أوصى‭ ‬المشاركون‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬أطر‭ ‬قانونية‭ ‬تدعم‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭ ‬والصناعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬به،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬الحضور‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتجارب‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬إنتاج‭ ‬الأسمدة‭ ‬وتحسين‭ ‬جودتها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأهيل‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬وإعداد‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬متخصصة‭ ‬لتأهيل‭ ‬الكفاءات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭.‬
وأثبتت‭ ‬الورشة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬برعاية‭ ‬المجمع‭ ‬الكيميائي‭ ‬التونسي،‭ ‬أنها‭ ‬منصة‭ ‬مثالية‭ ‬للنقاش‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ومع‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬خلص‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬استغلال‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية،‭ ‬ودفع‭ ‬عجلة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬والصادرات‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭.‬

سفيان‭ ‬المهداوي

اختتام‭ ‬أشغال‭ ‬الورشة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭..‬ الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مفتاح‭ ‬تطوير‭ ‬صناعة‭ ‬الفسفاط‭ ‬والأسمدة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والعالم‭ ‬العربي

_‮  ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭:‬‮ ‬ تونس تمتلك‭ ‬احتياطات‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬الفسفاط‭ ‬عالي‭ ‬الجودة‭ ‬

_ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التنظيم‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬يحي‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭:‬‭ ‬ تونس‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬خماسي‭ ‬للنهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬الفسفاط

اختُتمت،‭ ‬أمس،‭ ‬بالعاصمة‭ ‬فعاليات‭ ‬الورشة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬المجمع‭ ‬الكيميائي‭ ‬التونسي،‭ ‬وبإشراف‭ ‬وزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬فاطمة‭ ‬الثابت‭ ‬شيبوب،‭ ‬وتم‭ ‬التطرق‭ ‬خلال‭ ‬الورشة،‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتوريد‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والاعتمادات‭ ‬المستندية‭ ‬والعقود،‭ ‬بحضور‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬ورؤساء‭ ‬الشركات‭ ‬الصناعية‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

وركزت‭ ‬الورشة‭ ‬على‭ ‬استعراض‭ ‬أحدث‭ ‬الأساليب‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التجارة،‭ ‬والشحن،‭ ‬وسلاسل‭ ‬التوريد،‭ ‬مع‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الحوكمة‭ ‬المؤسسية،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬وتقليل‭ ‬التكاليف‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬كأدوات‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭ ‬والمواد‭ ‬الأولية،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬متقدمة‭ ‬لتحديث‭ ‬الصناعة‭ ‬العربية‭ ‬ودفعها‭ ‬نحو‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية‭.‬
وفي‭ ‬الجلسة‭ ‬الختامية،‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬حضور‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة،‭ ‬سعد‭ ‬إبراهيم‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي،‭ ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬للمجمع‭ ‬الكيميائي‭ ‬التونسي،‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬النتائج‭ ‬والمقترحات‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط‭ ‬والأسمدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬
مواكبة‭ ‬التغييرات‭ ‬التقنية‭ ‬والرقمية
وفي‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬عقب‭ ‬الجلسة‭ ‬الختامية،‭ ‬أكد‭ ‬سعد‭ ‬إبراهيم‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي،‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تطورات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬مثل‭ ‬الحرب‭ ‬الإيرانية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬كمضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬تستدعي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬اللوجستيات‭ ‬والرقمنة‭. ‬وأضاف‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬اليوم،‭ ‬الموانئ‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬تُدار‭ ‬بالكامل‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والرقمنة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حوكمة‭ ‬عالية‭ ‬وشفافية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ويقلل‭ ‬الجهد‭ ‬والتكاليف‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬علينا‭ ‬كدول‭ ‬عربية‭ ‬أن‭ ‬نتكيف‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬السريعة‭ ‬لنحافظ‭ ‬على‭ ‬مكانتنا‭ ‬التنافسية،‭ ‬واعتماد‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‮»‬‭.‬
وأشار‭ ‬سعد‭ ‬إبراهيم‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تمتلك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬احتياطي‭ ‬الأسمدة‭ ‬العالمي،‭ ‬سواء‭ ‬النيتروجينية‭ ‬أو‭ ‬الفسفاطية‭ ‬أو‭ ‬البوتاسية،‭ ‬وأنها‭ ‬تسهم‭ ‬بنحو‭ ‬25‭ % ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬العالمي‭ ‬للغذاء،‭ ‬وثلث‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬سياسات،‭ ‬وتشريعات‭ ‬حكومية‭ ‬تدعم‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والرقمنة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭.‬
الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتطوير‭ ‬الصناعة
وأثنى‭ ‬أبو‭ ‬المعاطي‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الريادي‭ ‬لتونس‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬تمتلك‭ ‬احتياطات‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬الفسفاط‭ ‬عالي‭ ‬الجودة،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬ثروة‭ ‬قومية‭ ‬وإستراتيجية‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تسير‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬الفسفاط‭ ‬وتصديره،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الفسفاط‭ ‬الخام‭ ‬إلى‭ ‬منتجات‭ ‬متقدمة‭ ‬تضيف‭ ‬قيمة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬
كما‭ ‬شدد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬تصريحاته،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الرقمنة‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬أصبحت‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الموانئ‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تحقق‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الكفاءة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬نموذجا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬منه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتطوير‭ ‬موانئها‭ ‬وتحديث‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭.‬
كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬رقمية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬مصنعي‭ ‬الأسمدة‭ ‬والتجار،‭ ‬بهدف‭ ‬تسهيل‭ ‬عمليات‭ ‬التداول‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭.‬
تأهيل‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط
وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬الورشة،‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬يحي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬اختيار‭ ‬تونس‭ ‬لاستضافة‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬يعكس‭ ‬مكانتها‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة،‭ ‬ودورها‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬والإفريقي‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الورشة‭ ‬حققت‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬اعتماد‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬الوسائل‭ ‬اللوجستية،‭ ‬وزيادة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬للصادرات‭.‬
كما‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬ورشة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتوريد‭ ‬والوسائل‭ ‬اللوجستية‭ ‬لصناعة‭ ‬الأسمدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجمع‭ ‬الكيميائي‭ ‬التونسي،‭ ‬بصفته‭ ‬شريكا‭ ‬مؤسسا‭ ‬للاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬وأول‭ ‬منتج‭ ‬لمشتقات‭ ‬الفسفاط‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1947،‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بدور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الورشة‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬بتعليمات‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬وطني‭ ‬للفترة‭ ‬2026‭-‬2030‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تأهيل‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط‭ ‬وتحسين‭ ‬جاهزيته،‭ ‬ومردوديته‭ ‬المالية،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬احترام‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬للصناعة‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الورشة‭ ‬تمثل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬الاتحاد‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التصنيع‭ ‬والإمداد‭ ‬والتوريد‭. ‬وأشاد‭ ‬بالبرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬تعتمده‭ ‬تونس‭ ‬لتأهيل‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭.‬
تعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية
واختُتمت‭ ‬الورشة‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تبني‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬لتعزيز‭ ‬تنافسية‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬التوصيات‭. ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والرقمنة،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬العربية،‭ ‬واعتماد‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتحسين‭ ‬إدارة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوكمة‭ ‬المؤسسية،‭ ‬حيث‭ ‬شددت‭ ‬التوصيات‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الشفافية‭ ‬والحوكمة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬القطاع،‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬التكاليف‭ ‬وزيادة‭ ‬الكفاءة‭. ‬كما‭ ‬أوصى‭ ‬المشاركون‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬أطر‭ ‬قانونية‭ ‬تدعم‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭ ‬والصناعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬به،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬الحضور‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتجارب‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬إنتاج‭ ‬الأسمدة‭ ‬وتحسين‭ ‬جودتها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأهيل‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬وإعداد‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬متخصصة‭ ‬لتأهيل‭ ‬الكفاءات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭.‬
وأثبتت‭ ‬الورشة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للأسمدة‭ ‬برعاية‭ ‬المجمع‭ ‬الكيميائي‭ ‬التونسي،‭ ‬أنها‭ ‬منصة‭ ‬مثالية‭ ‬للنقاش‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬قطاع‭ ‬الأسمدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ومع‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬خلص‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬استغلال‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية،‭ ‬ودفع‭ ‬عجلة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬والصادرات‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭.‬

سفيان‭ ‬المهداوي