فوجئت الساحة الإعلامية والثقافية، أمس الثلاثاء 24 جوان الجاري، بخبر رحيل الإعلامي المعروف وليد التليلي، بعد مسيرة متميزة قدّم فيها العديد من البرامج الإذاعية الجيدة، وربط فيها وليد التليلي علاقة متينة مع جمهور المستمعين بفضل حرفيّته ودماثة أخلاقه.
وقد كانت بداية وليد التليلي مع الأسماء اللامعة في الإذاعة، وخاصة منها الراحل صالح جغام، الذي شاركه في عدّة برامج قبل أن يستقل ببرامج خاصة به، لعل أبرزها "عازف الليل" الذي ظلّ لسنوات يؤنس الجماهير الباحثة عن مادة إذاعية جيدة ومحترمة. كان "عازف الليل"، الذي كان يقدّمه وليد التليلي بصوته المؤثر، قبلة الفنانين الذين يبحثون عن منبر إعلامي يربط الصلة مع الجمهور العريض، مع التزام مؤكّد بقيم الإعلام وبدوره في تنمية الذائقة والارتقاء بالمستوى.
وعندما نتحدّث عن دماثة أخلاق وليد التليلي، فإننا لا نقوم بذلك بطريقة اعتباطية، وإنما لكثرة ما تدحرج المستوى، حتى أصبحت البرامج الإذاعية عبارة عن فضاءات للتهريج، وبقيت قلّة قليلة تتصدّى لموجة الرداءة، ومن بين هؤلاء وليد التليلي الذي كانت كل برامجه جادّة دون أن تُثقل على المستمع.
وقد أثار خبر رحيل وليد التليلي، أمس، موجة من الحزن، خاصة لدى زملائه الذين نعوه بتأثّر شديد، مؤكدين على البصمة الخاصة بوليد التليلي في عمله، ومشدّدين على دماثة أخلاقه وعلى علاقته الطيبة مع أهل المهنة.
برز وليد التليلي، بالخصوص، في الإذاعة الوطنية، حيث تحوّل إلى أحد أعمدتها، وكانت برامجه متنوّعة، وقدّم برامج صباحية وخاصة منها "يوم سعيد"، ومسائية، إلى جانب البرامج الليلية التي برع فيها بشكل كبير، بحرفيّته وأسلوبه الجميل في التقديم، وانتقائه الجيد للمادة التي يبثها. كان من جيل يحترم جيدًا "المِصدَح"، وهو ما مكّنه من إتقان عمله. وقد استضاف في برامجه أسماء بارزة في عالم الفن من تونس وخارجها، وحاور أسماء فنية وأدبية كبيرة، وكانت مسيرة وليد التليلي متنوّعة، ولم تقتصر على العمل الإذاعي، بل كانت له تجارب في التلفزيون وبصحف تونسية وعربية، مع العلم أن بداياته كانت مع الصحافة المكتوبة في تونس.
ومن التجارب المهمّة في تجربة وليد التليلي، برنامج "ثلاثة على الهواء"، الذي قدّمه مع كل من الإذاعي القدير الحبيب جغام، والراحل وليد بن زكري، على الإذاعة الوطنية. وثلاثتهم من أبرز ما أنجبت الإذاعة في تونس.
رحل إذن وليد التليلي عن سن ناهزت 61 سنة، بعد مسيرة متنوّعة في الإعلام الجاد، وترك بصمة واضحة، خاصة في العمل الإذاعي، وترك ذكريات كبيرة لزملائه الذين خطوا معه خطوات في المهنة، أو أولئك الذين تعلّموا منه. ومن جهته، ظلّ وليد التليلي طيلة مسيرته يعترف لمن أخذ بيده في بداياته، وكرّر دائمًا أنه حظي بدعم الإعلامي الكبير الراحل صالح جغام.
كان وليد التليلي ينتمي لمدرسة حقيقية في الإعلام، وخاصة في الإعلام السمعي البصري، وهي اليوم، للأسف، تتراجع مع خسارة أبرز الأسماء، ونقصد بها مدرسة الإعلام الجاد. مدرسة الإعلام المُجتهد، والمؤمن برسالة الإعلام، والواعي بخطورة دور الإعلامي.
ومع رحيل وليد التليلي، تفقد تونس صوتًا إذاعيًا له طابعه الخاص، وتجربة إعلامية ثرية، واسما لامعًا، وطاقة سخية، وإعلاميًا أتقن المهنة وتميّز بدماثة أخلاقه، وهي اليوم، وبشهادة جلّ الملاحظين، بمثابة العملة النادرة في الساحة الإعلامية والثقافية.
ح. س.
فوجئت الساحة الإعلامية والثقافية، أمس الثلاثاء 24 جوان الجاري، بخبر رحيل الإعلامي المعروف وليد التليلي، بعد مسيرة متميزة قدّم فيها العديد من البرامج الإذاعية الجيدة، وربط فيها وليد التليلي علاقة متينة مع جمهور المستمعين بفضل حرفيّته ودماثة أخلاقه.
وقد كانت بداية وليد التليلي مع الأسماء اللامعة في الإذاعة، وخاصة منها الراحل صالح جغام، الذي شاركه في عدّة برامج قبل أن يستقل ببرامج خاصة به، لعل أبرزها "عازف الليل" الذي ظلّ لسنوات يؤنس الجماهير الباحثة عن مادة إذاعية جيدة ومحترمة. كان "عازف الليل"، الذي كان يقدّمه وليد التليلي بصوته المؤثر، قبلة الفنانين الذين يبحثون عن منبر إعلامي يربط الصلة مع الجمهور العريض، مع التزام مؤكّد بقيم الإعلام وبدوره في تنمية الذائقة والارتقاء بالمستوى.
وعندما نتحدّث عن دماثة أخلاق وليد التليلي، فإننا لا نقوم بذلك بطريقة اعتباطية، وإنما لكثرة ما تدحرج المستوى، حتى أصبحت البرامج الإذاعية عبارة عن فضاءات للتهريج، وبقيت قلّة قليلة تتصدّى لموجة الرداءة، ومن بين هؤلاء وليد التليلي الذي كانت كل برامجه جادّة دون أن تُثقل على المستمع.
وقد أثار خبر رحيل وليد التليلي، أمس، موجة من الحزن، خاصة لدى زملائه الذين نعوه بتأثّر شديد، مؤكدين على البصمة الخاصة بوليد التليلي في عمله، ومشدّدين على دماثة أخلاقه وعلى علاقته الطيبة مع أهل المهنة.
برز وليد التليلي، بالخصوص، في الإذاعة الوطنية، حيث تحوّل إلى أحد أعمدتها، وكانت برامجه متنوّعة، وقدّم برامج صباحية وخاصة منها "يوم سعيد"، ومسائية، إلى جانب البرامج الليلية التي برع فيها بشكل كبير، بحرفيّته وأسلوبه الجميل في التقديم، وانتقائه الجيد للمادة التي يبثها. كان من جيل يحترم جيدًا "المِصدَح"، وهو ما مكّنه من إتقان عمله. وقد استضاف في برامجه أسماء بارزة في عالم الفن من تونس وخارجها، وحاور أسماء فنية وأدبية كبيرة، وكانت مسيرة وليد التليلي متنوّعة، ولم تقتصر على العمل الإذاعي، بل كانت له تجارب في التلفزيون وبصحف تونسية وعربية، مع العلم أن بداياته كانت مع الصحافة المكتوبة في تونس.
ومن التجارب المهمّة في تجربة وليد التليلي، برنامج "ثلاثة على الهواء"، الذي قدّمه مع كل من الإذاعي القدير الحبيب جغام، والراحل وليد بن زكري، على الإذاعة الوطنية. وثلاثتهم من أبرز ما أنجبت الإذاعة في تونس.
رحل إذن وليد التليلي عن سن ناهزت 61 سنة، بعد مسيرة متنوّعة في الإعلام الجاد، وترك بصمة واضحة، خاصة في العمل الإذاعي، وترك ذكريات كبيرة لزملائه الذين خطوا معه خطوات في المهنة، أو أولئك الذين تعلّموا منه. ومن جهته، ظلّ وليد التليلي طيلة مسيرته يعترف لمن أخذ بيده في بداياته، وكرّر دائمًا أنه حظي بدعم الإعلامي الكبير الراحل صالح جغام.
كان وليد التليلي ينتمي لمدرسة حقيقية في الإعلام، وخاصة في الإعلام السمعي البصري، وهي اليوم، للأسف، تتراجع مع خسارة أبرز الأسماء، ونقصد بها مدرسة الإعلام الجاد. مدرسة الإعلام المُجتهد، والمؤمن برسالة الإعلام، والواعي بخطورة دور الإعلامي.
ومع رحيل وليد التليلي، تفقد تونس صوتًا إذاعيًا له طابعه الخاص، وتجربة إعلامية ثرية، واسما لامعًا، وطاقة سخية، وإعلاميًا أتقن المهنة وتميّز بدماثة أخلاقه، وهي اليوم، وبشهادة جلّ الملاحظين، بمثابة العملة النادرة في الساحة الإعلامية والثقافية.