إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ لـ"الصباح": تراجع نسب النجاح في شعب الباكالوريا يفرض الانطلاق في إصلاح المنظومة التربوية

 

قراءات متعددة ومختلفة لنتائج الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا 2025، تمحورت حول التفاوت بين الشعب من حيث النتائج والإقبال وحظوظ الالتحاق في التوجيه الجامعي للناجحين باختصاصات جامعية مطلوبة في سوق الشغل على مستويين وطني وعالمي. على اعتبار أن الخوض في الأسباب المباشرة وغير المباشرة في توزيع خارطة النجاح والبحث في نسب النجاح حسب الشعب من قبل مختصين ومتابعين للشأن التربوي والتعليمي يعد آلية للتقييم والإصلاح لمنظومة التربية.

ولقد تصدّرت شعبة الرياضيات نتائج الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا لسنة 2025 وسجّلت أعلى نسبة نجاح وطنية بلغت 74.93 %، بعد نجاح 5980 تلميذا من مجموع 8224 مترشحا، فيما تمّ تأجيل 1391 تلميذا أيّ بنسبة 17.43 بالمائة، ومقارنة بنتائج دورة العام الماضي وفي نفس الشعبة وخلال الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا 2024 بلغت نسبة النجاح
77.71 % .

وحلّت شعبة الرياضة في المرتبة الثانية في الدورة الرئيسية لنتائج الباكالوريا لهذا العام، بنسبة نجاح بلغت 73.33 %، حيث اجتاز 1724 تلميذا امتحانات الدورة الرئيسية، نجح منهم 1254، بينما تمّ تأجيل 418 تلميذا إلى دورة المراقبة وفي 2024 وفي الدورة الرئيسية بلغت نسبة النجاح في ذات الشعبة 72.21 %. 

وجاءت في المرتبة الثالثة خلال الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا 2025 شعبة علوم الإعلامية، بنسبة نجاح بلغت 48.47 %، حيث نجح 6843 تلميذا من أصل 14593 مترشحا. وتم تأجيل 4271 مترشحا، كذلك الشأن خلال نفس الدورة سنة 2024 إذ بلغت نسبة النجاح 45.9 % .

أمّا شعبة العلوم التجريبية، فقد احتلت المرتبة الرابعة خلال هذه الدورة بنسبة نجاح بلغت 45.83 %، حيث بلغ عدد الناجحين 13331 من جملة 29086 مترشحا، وتمّ تأجيل 8328 مترشحا، في حين رُفض 7334، في حين بلغت نسبة النجاح في 2024 حوالي 42.45 %.

وفي شعبة العلوم التقنية ولئن بلغت نسبة النجاح في 2024 47.33 %، فقد نجح خلال الدورة الرئيسية خلال سنة 2025 عدد 6885 تلميذا من بين 19659 اجتازوا الامتحان أي بنسبة نجاح قدرها 35.02 %.

وقد سجّلت شعبة الاقتصاد والتصرف خلال الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا العام الماضي 2024 نسبة نجاح بلغت
38.38 %، بينما سجلت الدورة الرئيسية لهذا العام أعلى نسبة رسوب وطنيا بلغت 41.37 %. وقد ترشح لهذه الشعبة 49.225 تلميذا، حضر منهم 46.918، بنسبة حضور بلغت 95.31 بالمائة. وبلغ عدد الناجحين 13.584، أي بنسبة نجاح قدرها 28.95 %. 

وقد تذيلت شعبة الآداب ترتيب نسب النجاح العام الماضي بـ28.07 % ، كذلك الشأن خلال هذا العام في الدورة الرئيسية إذ لم تتجاوز 23.02 %.

تراجع النسب في كل الشعب

وفي قراءته لهذه النسب أكد رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ، رضا الزهروني، تسجيل تراجع في عديد النسب. وقال في تصريح لـ«لصباح»: «نلاحظ تراجع نسبة النجاح في كل الشعب»، وشرح أن نسبة النجاح في شعبة الرياضيات تراجعت خلال الدورة الرئيسية لهذه السنة مقارنة بما كان عليه الأمر في الدورة الفارطة 2024 بنسبة 2.78 %، كما تراجعت نسبة النجاح في شعبة الرياضة بنسبة 1.12 % وفي شعبة علوم الإعلامية بنسبة 2.57 %، كما انخفضت في شعبة العلوم التجريبية بـ3.38 %. وأكد أن أكبر تراجع من حيث نسبة النجاح شهدته شعبة العلوم التقنية بنسبة 12.32 %، تليها شعبة الاقتصاد والتصرف بنسبة تراجع بلغت 9.43 %، فيما تدنت نسبة النجاح في شعبة الآداب بنسبة 5.05 %.

تراجع في الولايات.. وولاية وحيدة في تطور

وشدد في سياق متصل أن نسبة النجاح تراجعت أيضا في كل الولايات باستثناء ولاية سيدي بوزيد التي شهدت تطورا بنسبة لم تتجاوز 1.12 %.

وأكد أن نسبة النجاح تراجعت في صفاقس 1 بنسبة 7.94 % وصفاقس 2 بـ7.77 % والمهدية بـ11.04 %، والمنستير بـ10.13 % وسوسة بنسبة بـ9.05 %، وفي ولاية أريانة بنسبة 5.78 % وبين عروس بـ7.7 % وتونس 1
بـ5.78 %، ومدنين 1.83 % وتونس 2 بـ6.79 %، فيما انخفضت نسبة النجاح في ولاية نابل
4.21 % وقابس بـ7.96 % وزغوان
بـ9.25 %.

أسباب التراجع

وفي شرحه لأسباب تراجع نسب النجاح حسب الشعب والولايات، أكد رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني، أن هناك عديد العوامل على رأسها المشاكل التي تعاني منها المنظومة التربوية وتدني التحصيل خاصة بمعاهد المناطق الداخلية وتراجع مستوى التلاميذ. كما فسر هذا التراجع بتدهور المقدرة الشرائية للأولياء وعدم قدرتهم على مجابهة مصاريف الدروس الخصوصية، حيث تقلصت الإمكانيات التي تخصصها العائلات لهذا الغرض، رغم «الحرب» التي أعلنتها وزارة التربية ضد الدروس الخصوصية.

وأضاف أن عدم اتخاذ أي إجراء لإصلاح المنظومة التربوية خلال هذه السنة أدى إلى نفس النتائج، وبالتالي تراجع نسب النجاح في كل الشعب، ولاسيما بالنسبة لشعبتي الآداب والاقتصاد والتصرف.

وأبرز أن رئيس الجمهورية قيس سعيد أكد خلال الاحتفال بيوم العلم أن خارطة الفقر يمكن قراءتها من خلال خارطة نسبة النجاح في امتحان الباكالوريا.

وأكد رضا الزهروني على أهمية الانطلاق خلال السنة الدراسية القادمة في الإصلاح التربوي الذي يمكن البدء فيه دون انتظار برنامج إصلاح منبثق عن المجلس الأعلى للتربية وذلك من خلال اتخاذ وزارة التربية إجراءات تراها مناسبة وذات فاعلية من قبيل التخفيف في البرامج ومراجعة الزمن المدرسي وخاصة توحيد لغة المواد العلمية من الإعدادي إلى الثانوي.

كما فسر مختصون في مجالات نفسية واجتماعية دور التكنولوجيات الحديثة لاسيما الانخراط والمتابعة الواسعة لشبكات التواصل الاجتماعي في تراجع الزمن المخصص للدراسة والمراجعة بالنسبة لعدد كبير من التلاميذ. الأمر الذي يتطلب مراجعة شاملة يكون لتوعية التلاميذ والأولياء حيز هام ضمنها إلى جانب مراجعة منظومة التعليم.

حنان قيراط

رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ لـ"الصباح":    تراجع نسب النجاح في شعب الباكالوريا   يفرض الانطلاق في إصلاح المنظومة التربوية

 

قراءات متعددة ومختلفة لنتائج الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا 2025، تمحورت حول التفاوت بين الشعب من حيث النتائج والإقبال وحظوظ الالتحاق في التوجيه الجامعي للناجحين باختصاصات جامعية مطلوبة في سوق الشغل على مستويين وطني وعالمي. على اعتبار أن الخوض في الأسباب المباشرة وغير المباشرة في توزيع خارطة النجاح والبحث في نسب النجاح حسب الشعب من قبل مختصين ومتابعين للشأن التربوي والتعليمي يعد آلية للتقييم والإصلاح لمنظومة التربية.

ولقد تصدّرت شعبة الرياضيات نتائج الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا لسنة 2025 وسجّلت أعلى نسبة نجاح وطنية بلغت 74.93 %، بعد نجاح 5980 تلميذا من مجموع 8224 مترشحا، فيما تمّ تأجيل 1391 تلميذا أيّ بنسبة 17.43 بالمائة، ومقارنة بنتائج دورة العام الماضي وفي نفس الشعبة وخلال الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا 2024 بلغت نسبة النجاح
77.71 % .

وحلّت شعبة الرياضة في المرتبة الثانية في الدورة الرئيسية لنتائج الباكالوريا لهذا العام، بنسبة نجاح بلغت 73.33 %، حيث اجتاز 1724 تلميذا امتحانات الدورة الرئيسية، نجح منهم 1254، بينما تمّ تأجيل 418 تلميذا إلى دورة المراقبة وفي 2024 وفي الدورة الرئيسية بلغت نسبة النجاح في ذات الشعبة 72.21 %. 

وجاءت في المرتبة الثالثة خلال الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا 2025 شعبة علوم الإعلامية، بنسبة نجاح بلغت 48.47 %، حيث نجح 6843 تلميذا من أصل 14593 مترشحا. وتم تأجيل 4271 مترشحا، كذلك الشأن خلال نفس الدورة سنة 2024 إذ بلغت نسبة النجاح 45.9 % .

أمّا شعبة العلوم التجريبية، فقد احتلت المرتبة الرابعة خلال هذه الدورة بنسبة نجاح بلغت 45.83 %، حيث بلغ عدد الناجحين 13331 من جملة 29086 مترشحا، وتمّ تأجيل 8328 مترشحا، في حين رُفض 7334، في حين بلغت نسبة النجاح في 2024 حوالي 42.45 %.

وفي شعبة العلوم التقنية ولئن بلغت نسبة النجاح في 2024 47.33 %، فقد نجح خلال الدورة الرئيسية خلال سنة 2025 عدد 6885 تلميذا من بين 19659 اجتازوا الامتحان أي بنسبة نجاح قدرها 35.02 %.

وقد سجّلت شعبة الاقتصاد والتصرف خلال الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا العام الماضي 2024 نسبة نجاح بلغت
38.38 %، بينما سجلت الدورة الرئيسية لهذا العام أعلى نسبة رسوب وطنيا بلغت 41.37 %. وقد ترشح لهذه الشعبة 49.225 تلميذا، حضر منهم 46.918، بنسبة حضور بلغت 95.31 بالمائة. وبلغ عدد الناجحين 13.584، أي بنسبة نجاح قدرها 28.95 %. 

وقد تذيلت شعبة الآداب ترتيب نسب النجاح العام الماضي بـ28.07 % ، كذلك الشأن خلال هذا العام في الدورة الرئيسية إذ لم تتجاوز 23.02 %.

تراجع النسب في كل الشعب

وفي قراءته لهذه النسب أكد رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ، رضا الزهروني، تسجيل تراجع في عديد النسب. وقال في تصريح لـ«لصباح»: «نلاحظ تراجع نسبة النجاح في كل الشعب»، وشرح أن نسبة النجاح في شعبة الرياضيات تراجعت خلال الدورة الرئيسية لهذه السنة مقارنة بما كان عليه الأمر في الدورة الفارطة 2024 بنسبة 2.78 %، كما تراجعت نسبة النجاح في شعبة الرياضة بنسبة 1.12 % وفي شعبة علوم الإعلامية بنسبة 2.57 %، كما انخفضت في شعبة العلوم التجريبية بـ3.38 %. وأكد أن أكبر تراجع من حيث نسبة النجاح شهدته شعبة العلوم التقنية بنسبة 12.32 %، تليها شعبة الاقتصاد والتصرف بنسبة تراجع بلغت 9.43 %، فيما تدنت نسبة النجاح في شعبة الآداب بنسبة 5.05 %.

تراجع في الولايات.. وولاية وحيدة في تطور

وشدد في سياق متصل أن نسبة النجاح تراجعت أيضا في كل الولايات باستثناء ولاية سيدي بوزيد التي شهدت تطورا بنسبة لم تتجاوز 1.12 %.

وأكد أن نسبة النجاح تراجعت في صفاقس 1 بنسبة 7.94 % وصفاقس 2 بـ7.77 % والمهدية بـ11.04 %، والمنستير بـ10.13 % وسوسة بنسبة بـ9.05 %، وفي ولاية أريانة بنسبة 5.78 % وبين عروس بـ7.7 % وتونس 1
بـ5.78 %، ومدنين 1.83 % وتونس 2 بـ6.79 %، فيما انخفضت نسبة النجاح في ولاية نابل
4.21 % وقابس بـ7.96 % وزغوان
بـ9.25 %.

أسباب التراجع

وفي شرحه لأسباب تراجع نسب النجاح حسب الشعب والولايات، أكد رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني، أن هناك عديد العوامل على رأسها المشاكل التي تعاني منها المنظومة التربوية وتدني التحصيل خاصة بمعاهد المناطق الداخلية وتراجع مستوى التلاميذ. كما فسر هذا التراجع بتدهور المقدرة الشرائية للأولياء وعدم قدرتهم على مجابهة مصاريف الدروس الخصوصية، حيث تقلصت الإمكانيات التي تخصصها العائلات لهذا الغرض، رغم «الحرب» التي أعلنتها وزارة التربية ضد الدروس الخصوصية.

وأضاف أن عدم اتخاذ أي إجراء لإصلاح المنظومة التربوية خلال هذه السنة أدى إلى نفس النتائج، وبالتالي تراجع نسب النجاح في كل الشعب، ولاسيما بالنسبة لشعبتي الآداب والاقتصاد والتصرف.

وأبرز أن رئيس الجمهورية قيس سعيد أكد خلال الاحتفال بيوم العلم أن خارطة الفقر يمكن قراءتها من خلال خارطة نسبة النجاح في امتحان الباكالوريا.

وأكد رضا الزهروني على أهمية الانطلاق خلال السنة الدراسية القادمة في الإصلاح التربوي الذي يمكن البدء فيه دون انتظار برنامج إصلاح منبثق عن المجلس الأعلى للتربية وذلك من خلال اتخاذ وزارة التربية إجراءات تراها مناسبة وذات فاعلية من قبيل التخفيف في البرامج ومراجعة الزمن المدرسي وخاصة توحيد لغة المواد العلمية من الإعدادي إلى الثانوي.

كما فسر مختصون في مجالات نفسية واجتماعية دور التكنولوجيات الحديثة لاسيما الانخراط والمتابعة الواسعة لشبكات التواصل الاجتماعي في تراجع الزمن المخصص للدراسة والمراجعة بالنسبة لعدد كبير من التلاميذ. الأمر الذي يتطلب مراجعة شاملة يكون لتوعية التلاميذ والأولياء حيز هام ضمنها إلى جانب مراجعة منظومة التعليم.

حنان قيراط