إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"الصباح"‬‭ ‬واكبت‭ ‬انطلاق‭ ‬موسم‭ ‬جنيه‭ ‬بغابات‭ ‬جبال‭ ‬جندوبة.. ‭ ‬الخفّاف‭.. ‬عائدات‭ ‬بالمليارات‭ ‬رغم‭ ‬الإشكاليات

تبلغ‭ ‬المساحة‭ ‬الجملية‭ ‬للغابات‭ ‬بولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬منها‭ ‬63‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬بمعتمديتي‭ ‬عين‭ ‬دراهم‭ ‬وطبرقة‭ ‬والمساحات‭ ‬المتبقية‭ ‬مُوزعة‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬المعتمديات‭ ‬الأخرى‭ ‬أهمها‭ ‬فرنانة‭ ‬وغار‭ ‬الدماء‭ ‬وبوسالم‭ ‬وبلطة‭ ‬بوعوان‭.‬

ويحتوي‭ ‬هذا‭ ‬المخزون‭ ‬الطبيعي‭ ‬الهام‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المكونات‭ ‬منها‭ ‬الحدائق‭ ‬الوطنية‭ ‬والمحميات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمناطق‭ ‬الرطبة‭ ‬والغابات‭ ‬المنتجة‭ ‬والمراعي‭ ‬الخصبة‭ ‬والمخزون‭ ‬المائي‭ ‬والحيوانات‭ ‬البرية‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬منظومة‭ ‬بيئية‭ ‬متنوعة‭.‬
شجرة‭ ‬الفلين‭.. ‬عطاء‭ ‬غزير
وتتميز‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬بتنوع‭ ‬منتوجها‭ ‬الغابي‭ ‬منه‭ ‬خاصة‭ ‬الأشجار‭ ‬مثل‭ ‬الزان‭ ‬والريحان‭ ‬والغابات‭ ‬الشعرات‭ ‬والفلين‭ ‬فهذه‭ ‬الشجرة‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬بصغر‭ ‬قوامها‭ ‬اذ‭ ‬أن‭ ‬طولها‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬15‭ ‬مترا‭ ‬وتتميز‭ ‬بجذع‭ ‬قصير‭ ‬وتفرع‭ ‬منتشر‭ ‬وببطء‭ ‬نموها‭ ‬ويمكن‭ ‬ان‭ ‬تعيش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة‭ ‬ومن‭ ‬100‭ ‬الى‭ ‬150‭ ‬سنة‭ ‬عند‭ ‬استغلاله‭ ‬وتسمى‭ ‬ثمار‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬البلوط‭ ‬وهي‭ ‬متفاوتة‭ ‬الحجم‭ ‬لها‭ ‬شكل‭ ‬طويل‭ ‬وطرف‭ ‬قصير‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬الشعر‭ ‬وتبدأ‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬حين‭ ‬بلوغ‭ ‬الشجرة‭ ‬مابين‭ ‬15‭ ‬و20‭ ‬سنة‭ ‬وتمثل‭ ‬غابات‭ ‬الفلين‭ ‬76‭ ‬بالمائة‭ ‬بولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬فحين‭ ‬تتوزع‭ ‬بقية‭ ‬المساحات‭ ‬بين‭ ‬ولايتي‭ ‬باجة‭ ‬16‭ ‬بالمائة‭ ‬وولاية‭ ‬بنزرت‭ ‬8‭ ‬بالمائة‭.‬
وتساهم‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬التربة‭ ‬والمياه‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الفيضانات‭ ‬وتنقية‭ ‬الهواء‭ ‬وتظم‭ ‬أيضا‭ ‬حيوانات‭ ‬برية‭ ‬مختلفة‭ ‬كالأيل‭ ‬الأطلسي‭ ‬والخنزير‭ ‬الوحشي‭ ‬وابن‭ ‬آوى‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬700‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬الشعراء‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الطيور‭ ‬المستقرة‭ ‬والمهاجرة‭ ‬وعدة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الفطر‭.‬
وينتفع‭ ‬سكان‭ ‬أرياف‭ ‬ومدن‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬من‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬بطرق‭ ‬شتى‭ ‬منها‭ ‬الحطب‭ ‬أثناء‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬والعلف‭ ‬للحيوانات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنتاجها‭ ‬ثمرة‭ ‬البلوط‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬عمل‭ ‬يتجاوز‭ ‬الألف‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬
وتعتبر‭ ‬مادة‭ ‬‮«‬الخفّاف‮»‬‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المنتوجات‭ ‬الغابية‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬غابات‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬حيث‭ ‬يقدر‭ ‬معدل‭ ‬إنتاجها‭ ‬السنوي‭ ‬بـ‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬قنطار‭ ‬وتساهم‭ ‬بنسبة‭ ‬90‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬الإنتاج‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬تتوفّر‭ ‬الولاية‭ ‬على‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬من‭ ‬الغابات‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬50‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬المساحة‭ ‬الغابيّة‭ ‬بكامل‭ ‬جهة‭ ‬الشمال‭ ‬الغرب
ويوجّه‭ ‬هذا‭ ‬المنتوج‭ ‬بنسبة‭ ‬90‭ ‬بالمائة‭ ‬إلى‭ ‬التّصدير‭ ‬منها‭ ‬70‮ ‬‭ ‬بالمائة‭ ‬نحو‭ ‬بلدان‭ ‬أوروبا‭ ‬الجنوبية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬البرتغال‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬وحدها‭ ‬59‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬ثم‭ ‬ايطاليا‭ ‬بنسبة‭ ‬11‭ ‬بالمائة،‭ ‬ويضطلع‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬الخفّاف‮»‬‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬بدور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬إذ‭ ‬يوفّر‭ ‬حوالي‭ ‬4800‭ ‬موطن‭ ‬شغل‭ ‬وقرابة‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬يوم‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬ويقوم‭ ‬معمل‭ ‬الخفاف‭ ‬بطبرقة‭ ‬بتحويل‭ ‬كامل‭ ‬إنتاج‭ ‬الجهة‭ ‬إلى‭ ‬منتوجات‭ ‬متنوعة‭ ‬كالسّدادات‭ ‬والاسطوانات‭ ‬وحبات‭ ‬الخفاف‭.‬‮ ‬
ويتصدّر‭ ‬موسم‭ ‬جني‭ ‬‮«‬الفلين‮»‬‭ (‬الخفّاف‭) ‬اهتمامات‭ ‬وأنشطة‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬الواقعة‭ ‬شمال‭ ‬غربي‭ ‬البلاد،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬حصاده‭ ‬من‭ ‬التقاليد‭ ‬التي‭ ‬ورثوها‭ ‬عن‭ ‬آبائهم‭ ‬وأجدادهم،‭ ‬تحوّل‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬للرزق‭ ‬يؤمن‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬لهم،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬موسم‭ ‬جني‭ ‬الفلين‭ ‬مع‭ ‬موفى‭ ‬شهر‭ ‬ماي‭ ‬ويتواصل‭ ‬حتّى‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬عام،‭ ‬وتشرف‭ ‬عليه‭ ‬الوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬لاستغلال‭ ‬الغابات،‭ ‬موفرة‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لنحو‭ ‬3800‭ ‬شخص‭ ‬طيلة‭ ‬الموسم‭.‬
طقوس‭ ‬صمدت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التكنولوجيا
زيارتنا‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬حظائر‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬بمعتمدية‭ ‬عين‭ ‬دراهم‭ ‬كشفت‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬طقوس‭ ‬صمدت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الزمن‭ ‬فإيقاع‭ ‬ضرب‭ ‬الساطور‭ ‬على‭ ‬الأشجار‭ ‬كأنها‭ ‬حوافر‭ ‬أحصنة‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬الخيل‭.‬
‮ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬لنا‭ ‬العامل‭ ‬أحمد‭ ‬برينصي‮ ‬‭ ‬تنطلق‭ ‬الرحلة‭ ‬منذ‭ ‬بزوغ‭ ‬الفجر‭ ‬أين‭ ‬يقطع‭ ‬العمال‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬النسق‭ ‬الذي‭ ‬تتم‭ ‬فيه‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭.. ‬هنا‭ ‬تتعالى‭ ‬الأصوات‭ ‬لتنظيم‭ ‬العملة‭ ‬والتزام‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬بمجموعته‭ ‬ودعوة‭ ‬‮«‬الحمالة‮»‬‭ ‬لنقل‭ ‬الخفاف‭ ‬كما‭ ‬تردد‭ ‬الجبال‭ ‬صدى‭ ‬أغاني‭ ‬تراثية‭ ‬وغزلية‭ ‬يرددها‭ ‬بعض‭ ‬العمال‭ ‬تحفزهم‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد‭ ‬وتزيد‭ ‬الجماعة‭ ‬حماسا‭.. ‬
تنبعث‭ ‬رائحة‭ ‬الشاي‭ ‬من‭ ‬‮«‬المردومة»وهي‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬جمع‭ ‬الخفاف‭ ‬وترصيفه‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬الجبل‭ ‬وكذلك‭ ‬توزيع‭ ‬الماء‭ ‬للعمال‭ ‬والذي‭ ‬يتم‭ ‬جلبه‭ ‬بواسطة‭ ‬الدواب‭ (‬البغال‭ ‬والأحمرة‭)‬،‭ ‬وأكد‭ ‬لنا‭ ‬البرينصي‭ ‬الذي‭ ‬اكتسب‭ ‬خبرة‭ ‬بايطاليا‭ ‬أن‭ ‬الحظيرة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬وعمال‭ ‬تقشير‭ ‬وتجميع‭ ‬وتفريغ‭ ‬وعمال‭ ‬تنظيف‭ ‬الغابة‭ ‬وتوزيع‭ ‬الماء،‭ ‬مضيفا‭ ‬ان‭ ‬أدوات‭ ‬الجني‭ ‬تتمثل‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬‮«‬الساطور»والذي‭ ‬تتم‭ ‬بشفرته‭ ‬تحديد‭ ‬تاج‭ ‬الجني‭ ‬وشق‭ ‬الفلين‭ ‬وخلعه‭ ‬عن‭ ‬الطبق‭ ‬الأم،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الساطور‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الظروف‭ ‬لتفادي‭ ‬جرح‭ ‬الشجرة‭ ‬وتنطلق‭ ‬عمليات‭ ‬الجني‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬السابعة‭ ‬صباحا‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬الواحدة‭ ‬والنصف‭ ‬تتخللها‭ ‬استراحة‭ ‬قصيرة‭ ‬لتناول‭ ‬وجبة‭ ‬خفيفة‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬العمل‭.‬
مصدر‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الغابات‭ ‬بعين‭ ‬دراهم‭ ‬تحدث‭ ‬لـ‮«‬الصباح»عن‭ ‬انطلاق‭ ‬موسم‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬18جوان‭ ‬ليتواصل‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬18‭ ‬أوت‭ ‬وعن‭ ‬وجود‭ ‬10حظائرتشغل‭ ‬حوالي‭ ‬1200‭ ‬عامل‭ ‬وتم‭ ‬رصد‭ ‬مليار‭ ‬و300‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ .‬
وأضاف‭ ‬نفس‭ ‬المصدر‭ ‬أن‭ ‬عائدات‭ ‬الخفاف‭ ‬تقدر‭ ‬سنويا‭ ‬بالمليارات‭ ‬بولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬أشار‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬يمنع‭ ‬فيها‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬منها‭ ‬الطقس‭ ‬الممطر‭ ‬وعند‭ ‬هبوب‭ ‬الرياح‭ ‬وعند‭ ‬الطقس‭ ‬الحار‭ ‬جدا‭.‬
كما‭ ‬تحدث‭ ‬نفس‭ ‬المصدر‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬شجرة‭ ‬الفرنان‭ ‬والتي‭ ‬لها‭ ‬عدة‭ ‬فوائد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‭ ‬الا‭ ‬أنها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬إشكاليات‭.‬
نقص‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬المختصة‭ ‬والتضاريس‭ ‬الصعبة‭ ‬يعيقان‭ ‬عملية‭ ‬الجني
تتواصل‭ ‬بجبال‭ ‬معتمديات‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬عملية‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬والتي‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬جوان‭ ‬الجاري‭ ‬وتسير‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬بنسق‭ ‬طبيعي،‭ ‬وتم‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬رصد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬سيوفر‭ ‬حوالي‭ ‬2000‭ ‬موطن‭ ‬شغل‭ ‬لسكان‭ ‬الغابات‭.‬‮ ‬
ولمواكبة‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬تحولنا‭ ‬الى‭ ‬عمق‭ ‬جبال‭ ‬معتمديتي‭ ‬فرنانة‭ ‬وعين‭ ‬دراهم‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬المعضلات‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬عملية‭ ‬جني‭ ‬هذا‭ ‬المنتوج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حظيرة‭ ‬عمل‭.‬‮ ‬
انطلقت‭ ‬رحلتنا‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬إدارة‭ ‬الغابات‭ ‬بفرنانة‭ ‬والتي‭ ‬وفرت‭ ‬لنا‭ ‬جل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬للقيام‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬وانطلقت‭ ‬الرحلة‭ ‬رفقة‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬غابات‭ ‬بالجهة‭ ‬كان‭ ‬يحدثنا‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬مواطن‭ ‬شغل‭ ‬لأبناء‭ ‬الجهة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬أهمية‭ ‬الغابة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسكان‭ ‬الأرياف‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭.‬
ترجلنا‭ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬وصولنا‭ ‬لحظيرة‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬أين‭ ‬كانت‭ ‬تتعالى‭ ‬الأصوات‭ ‬المنبعثة‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬الغابة‭ ‬لترصيف‭ ‬لحاء‭ ‬شجرة‭ ‬الخفاف‭ ‬،هنا‭ ‬تنبعث‭ ‬روائح‭ ‬عطرة‭ ‬لأشجار‭ ‬الريحان‭ ‬والإكليل‭ ‬والزعتر‭ ‬وتغمرك‭ ‬الأشجار‭ ‬المختلفة‭ ‬بظلالها‭ ‬الوارفة‭ ‬،استقبلنا‭ ‬رئيس‭ ‬حظيرة‭ ‬وكان‭ ‬التعب‭ ‬مرسوما‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬اذ‭ ‬يقطع‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الكيلومترات‭ ‬يوميا‭ ‬لتنظيم‭ ‬العملة‭ (‬حوالي‭ ‬60‭ ‬عاملا‭) ‬ومراقبتهم‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬الجني،‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬صعوبات‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬والمتمثلة‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬صعوبة‭ ‬التضاريس‭ ‬ونقل‭ ‬الخفاف‭ ‬الى‭ ‬الأماكن‭ ‬السهلة‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬نقص‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬وصعوبة‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬العملة‭ ‬يقطعون‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ ‬راجلين‭.‬
من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬عاينت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬صعوبة‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تنظيما‭ ‬دقيقا‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬العملة‭ ‬ومراقبتهم‭ ‬دوريا‭ ‬خاصة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يلحقوا‭ ‬أضرارا‭ ‬بشجرة‭ ‬الفلين‭.‬
الشاب‭ ‬محمد‭ ‬برينصي‭ ‬عامل‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬محظوظا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬منحته‭ ‬احدى‭ ‬الجمعيات‭ ‬بالجهة‭ ‬فرصة‭ ‬للقيام‭ ‬بتربص‭ ‬ببنزرت‭ (‬نظري‭ ‬وتطبيقي‭) ‬كلل‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬بالنجاح،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬صعوبة‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعملية‭ ‬القص‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬معرفة‭ ‬دقيقة‭ ‬بالشجرة‭ ‬وكيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ .‬
من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬مصدر‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الغابات‭ ‬بجندوبة‭ ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬المختصة‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعيق‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬متحدثا‭ ‬عن‭ ‬منح‭ ‬تربصات‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬لبعض‭ ‬الشبان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخبرة‭ ‬وتتم‭ ‬مراقبتهم‭ ‬دوريا‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬نقص‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬اذ‭ ‬يتم‭ ‬أحيانا‭ ‬الاستنجاد‭ ‬بعملة‭ ‬من‭ ‬معتمدية‭ ‬عين‭ ‬دراهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عزوف‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬جني‭ ‬الخفاف،‭ ‬كما‭ ‬تتطلب‭ ‬المساحة‭ ‬الشاسعة‭ (‬500‭ ‬هكتار‭) ‬والمعدة‭ ‬للجني‭ ‬إمكانيات‭ ‬بشرية‭ ‬كبيرة‭ ‬فأحيانا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬جني‭ ‬جل‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬وعرة‭ ‬وبين‭ ‬غابات‭ ‬كثيفة‭ ‬يصعب‭ ‬اختراقها‭.‬
الصعوبات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والبشرية‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬عملية‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬بجهة‭ ‬فرنانة‭ ‬لم‭ ‬تثن‭ ‬هؤلاء‭ ‬العملة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬عملهم‭ ‬بكل‭ ‬ثبات‭ ‬رغم‭ ‬الأجر‭ ‬المتواضع‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمجهود‭ ‬المبذول‭ ‬ايمانا‭ ‬منهم‭ ‬بأن‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬تدر‭ ‬بخيراتها‭ ‬على‭ ‬المجموعة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‮ ‬‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬واجب‭ ‬وطني‭ ‬وما‭ ‬يحسب‭ ‬لإدارة‭ ‬الغابات‭ ‬بالجهة‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬تسجيل‭ ‬حرائق‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ .‬
وحول‭ ‬أهم‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬دوائر‭ ‬الغابات‭ ‬بولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬مع‭ ‬انطلاق‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬جني،‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬مصدر‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الغابات‭ ‬بالجهة‭ ‬أنها‭ ‬تتمثل‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬المختصة‭ ‬اذ‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬طقوس‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العامل‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬مسك‭ ‬‮«‬الساطور‮»‬‭ ‬وإزالة‭ ‬لحاء‭ ‬الشجرة‭ ‬منها‭ ‬العمر‭ ‬والتجربة‭ ‬والخضوع‭ ‬لامتحان‭ ‬تطبيقي‭ ‬أمام‭ ‬الأعوان‭ ‬ورغم‭ ‬تكوين‭ ‬حوالي‭ ‬60عاملا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬ضئيل‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغطي‭ ‬المناطق‭ ‬المستهدفة‭ ‬مع‭ ‬انطلاق‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬إصابة‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الأشجار‭ ‬بجروح‭.‬
ومن‭ ‬أهم‭ ‬الآفات‭ ‬وأخطرها‭ ‬على‭ ‬الغطاء‭ ‬الغابي‭ ‬الحرائق‭ ‬الموسمية‭ ‬والتي‭ ‬تتسبب‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬إتلاف‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الهكتارات‭ ‬من‭ ‬الغابات‭ ‬الطبيعية‭ ‬ويصعب‭ ‬تشبيب‭ ‬المساحات‭ ‬المحروقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التشجير‭.‬‮ ‬
إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬فان‭ ‬عمال‭ ‬حظائر‭ ‬الخفاف‭ ‬يعتبرون‭ ‬ان‭ ‬الأجور‭ ‬لم‭ ‬تستجب‭ ‬لتطلعاتهم‭ ‬مقارنة‭ ‬بغلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأخر‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مستحفاتهم‭ ‬المالية‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬الأموال‭ ‬مرصودة‭ ‬وينتظرون‭ ‬أحياناً‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مستحقاتهم‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬القادم‭.‬
وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شجرة‭ ‬الفرنان‭ ‬عندما‭ ‬تنبت‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الإنتاج‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبلغ‭ ‬أربعين‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬وعندما‭ ‬تصهد‭ ‬بالنيران‭ ‬أثناء‭ ‬الحرائق‭ ‬فإعادة‭ ‬اخضرارها‭ ‬تخضع‭ ‬لنسبة‭ ‬الصهد‭ ‬وكلما‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬الصهد‭ ‬عالية‭ ‬كلما‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬التيبس‭ ‬والموت‭ ‬اكبر‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬تصيبها‭ ‬الأمراض‭ ‬الفطرية‭ ‬جراء‭ ‬حرق‭ ‬غلاف‭ ‬ساقها‭.‬‮ ‬‭ ‬وفي‭ ‬دراسة‭ ‬استغرقت‭ ‬14‭ ‬سنة،‭ ‬أكد‭ ‬يوسف‭ ‬سعيدي‭ (‬دكتور‭ ‬بمعهد‭ ‬للغابات‭ ‬والمراعي‭ ‬بطبرقة‭) ‬أن‭ ‬حرائق‭ ‬أشجار‭ ‬الفلين‭ ‬ظاهرة‭ ‬معقدة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬انتشارها‭ ‬وطريقة‭ ‬فعاليتها‭ ‬وآثارها‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أشجار‭ ‬الزان‭ ‬أو‭ ‬الفلين‭ ‬المحروقة‭ ‬اما‭ ‬أن‭ ‬تتلف‭ ‬نهائيا‭ ‬أو‭ ‬تستأنف‭ ‬بسرعة‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الحرائق‭ ‬عاملا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬الغابات‭ ‬الشعراء‭ ‬باستثناء‭ ‬الأشجار‭ ‬الكبيرة‭ ‬الحجم
كما‭ ‬تعاني‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬العشوائي‭ ‬لتحويلها‭ ‬الى‭ ‬فحم‭ ‬وتعرضت‭ ‬مساحات‭ ‬هامة‭ ‬الى‭ ‬القص‭ ‬للتدفئة‭ ‬أو‭ ‬لاغراض‭ ‬اخرى‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬تعرض‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة‭ ‬الى‭ ‬أمراض‭ ‬فطرية‭ ‬متنوعة‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬دوائر‭ ‬الغابات‭ ‬كانت‭ ‬بالمرصاد‭ ‬لأعداء‭ ‬البيئة‭ .‬
عناية‭ ‬هامة‭ ‬بشجرة‭ ‬الفلين‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات
أكد‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬زغدودي‭ ‬رئيس‭ ‬مجمع‭ ‬التنمية‭ ‬الفلاحي‭ ‬بعمادة‭ ‬وادي‭ ‬الزان‭ ‬عن‭ ‬انطلاق‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬كوري‭ ‬تونسي‭ ‬لتجديد‭ ‬غابات‭ ‬‮«‬الفلين‮»‬‭ (‬الخفّاف‭) ‬بمعتمديتي‭ ‬‮«‬عين‭ ‬دراهم‮»‬‭ ‬و«فرنانة‮»‬‭ ‬من‭ ‬ولايتي‭ ‬جندوبة،‭ ‬حيث‭ ‬شرعت‭ ‬الوكالة‭ ‬الكورية‭ ‬الجنوبية‭ ‬للتعاون‭ ‬الفني‭ ‬‮«‬كويسا‮»‬‭ ‬والادارة‭ ‬العامة‭ ‬للغابات‭ ‬والمندوبية‭ ‬الجهوية‭ ‬للتنمية‭ ‬الفلاحية‭ ‬بجندوبة‮ ‬‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬بنود‭ ‬اتفاقية‭ ‬ممضاة‭ ‬ومتعلقة‭ ‬بإنجاز‭ ‬مشروع‭ ‬نموذجي‭ ‬بحثي‭ ‬تنموي‭ ‬لتجديد‭ ‬غابات‭ ‬الفلين‭ ‬بالجهة‭ ‬بتمويل‭ ‬كوري‭ ‬ناهزت‭ ‬قيمته‭ ‬مليوني‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭.‬
وأشار‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‮ ‬‭ ‬الذي‭ ‬تمتد‭ ‬فترة‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬يهدف‭ ‬الى‭ ‬إحكام‭ ‬التصرّف‭ ‬المستديم‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬الغابية‮ ‬‭ ‬وتجديد‭ ‬غابات‭ ‬الفلين‭ ‬التي‭ ‬انتهى‭ ‬عمرها‭ ‬الافتراضي،‭ ‬وإنعاش‭ ‬المنظومة‭ ‬البيئية،‭ ‬وبعث‭ ‬منابت‭ ‬لانتاج‭ ‬الفلين،‭ ‬وتحسين‭ ‬دخل‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‮ ‬‭ ‬عبر‭ ‬تمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬صغيرة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تربية‭ ‬النحل‮ ‬‭ ‬وزراعة‭ ‬الاشجار‭ ‬المثمرة‮ ‬‭ ‬وتقطير‭ ‬الزيوت‮ ‬‭ ‬وصناعة‭ ‬التحف‮ ‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تتماشى‭ ‬وخصوصية‭ ‬الجهة‮ ‬‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬الاتفاقية‭ ‬المبرمة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬تجديد‭ ‬غابات‭ ‬الفلين‭ ‬بعمادة‭ ‬وادي‭ ‬الزان‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬الى‭ ‬النجاح‭ ‬بفضل‭ ‬مجهود‭ ‬العمال‭.‬
◗‭ ‬عمار‭ ‬مويهبي

"الصباح"‬‭ ‬واكبت‭ ‬انطلاق‭ ‬موسم‭ ‬جنيه‭ ‬بغابات‭ ‬جبال‭ ‬جندوبة..  ‭ ‬الخفّاف‭.. ‬عائدات‭ ‬بالمليارات‭ ‬رغم‭ ‬الإشكاليات

تبلغ‭ ‬المساحة‭ ‬الجملية‭ ‬للغابات‭ ‬بولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬منها‭ ‬63‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬بمعتمديتي‭ ‬عين‭ ‬دراهم‭ ‬وطبرقة‭ ‬والمساحات‭ ‬المتبقية‭ ‬مُوزعة‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬المعتمديات‭ ‬الأخرى‭ ‬أهمها‭ ‬فرنانة‭ ‬وغار‭ ‬الدماء‭ ‬وبوسالم‭ ‬وبلطة‭ ‬بوعوان‭.‬

ويحتوي‭ ‬هذا‭ ‬المخزون‭ ‬الطبيعي‭ ‬الهام‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المكونات‭ ‬منها‭ ‬الحدائق‭ ‬الوطنية‭ ‬والمحميات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمناطق‭ ‬الرطبة‭ ‬والغابات‭ ‬المنتجة‭ ‬والمراعي‭ ‬الخصبة‭ ‬والمخزون‭ ‬المائي‭ ‬والحيوانات‭ ‬البرية‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬منظومة‭ ‬بيئية‭ ‬متنوعة‭.‬
شجرة‭ ‬الفلين‭.. ‬عطاء‭ ‬غزير
وتتميز‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬بتنوع‭ ‬منتوجها‭ ‬الغابي‭ ‬منه‭ ‬خاصة‭ ‬الأشجار‭ ‬مثل‭ ‬الزان‭ ‬والريحان‭ ‬والغابات‭ ‬الشعرات‭ ‬والفلين‭ ‬فهذه‭ ‬الشجرة‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬بصغر‭ ‬قوامها‭ ‬اذ‭ ‬أن‭ ‬طولها‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬15‭ ‬مترا‭ ‬وتتميز‭ ‬بجذع‭ ‬قصير‭ ‬وتفرع‭ ‬منتشر‭ ‬وببطء‭ ‬نموها‭ ‬ويمكن‭ ‬ان‭ ‬تعيش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة‭ ‬ومن‭ ‬100‭ ‬الى‭ ‬150‭ ‬سنة‭ ‬عند‭ ‬استغلاله‭ ‬وتسمى‭ ‬ثمار‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬البلوط‭ ‬وهي‭ ‬متفاوتة‭ ‬الحجم‭ ‬لها‭ ‬شكل‭ ‬طويل‭ ‬وطرف‭ ‬قصير‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬الشعر‭ ‬وتبدأ‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬حين‭ ‬بلوغ‭ ‬الشجرة‭ ‬مابين‭ ‬15‭ ‬و20‭ ‬سنة‭ ‬وتمثل‭ ‬غابات‭ ‬الفلين‭ ‬76‭ ‬بالمائة‭ ‬بولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬فحين‭ ‬تتوزع‭ ‬بقية‭ ‬المساحات‭ ‬بين‭ ‬ولايتي‭ ‬باجة‭ ‬16‭ ‬بالمائة‭ ‬وولاية‭ ‬بنزرت‭ ‬8‭ ‬بالمائة‭.‬
وتساهم‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬التربة‭ ‬والمياه‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الفيضانات‭ ‬وتنقية‭ ‬الهواء‭ ‬وتظم‭ ‬أيضا‭ ‬حيوانات‭ ‬برية‭ ‬مختلفة‭ ‬كالأيل‭ ‬الأطلسي‭ ‬والخنزير‭ ‬الوحشي‭ ‬وابن‭ ‬آوى‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬700‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬الشعراء‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الطيور‭ ‬المستقرة‭ ‬والمهاجرة‭ ‬وعدة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الفطر‭.‬
وينتفع‭ ‬سكان‭ ‬أرياف‭ ‬ومدن‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬من‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬بطرق‭ ‬شتى‭ ‬منها‭ ‬الحطب‭ ‬أثناء‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬والعلف‭ ‬للحيوانات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنتاجها‭ ‬ثمرة‭ ‬البلوط‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬عمل‭ ‬يتجاوز‭ ‬الألف‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬
وتعتبر‭ ‬مادة‭ ‬‮«‬الخفّاف‮»‬‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المنتوجات‭ ‬الغابية‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬غابات‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬حيث‭ ‬يقدر‭ ‬معدل‭ ‬إنتاجها‭ ‬السنوي‭ ‬بـ‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬قنطار‭ ‬وتساهم‭ ‬بنسبة‭ ‬90‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬الإنتاج‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬تتوفّر‭ ‬الولاية‭ ‬على‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬من‭ ‬الغابات‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬50‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬المساحة‭ ‬الغابيّة‭ ‬بكامل‭ ‬جهة‭ ‬الشمال‭ ‬الغرب
ويوجّه‭ ‬هذا‭ ‬المنتوج‭ ‬بنسبة‭ ‬90‭ ‬بالمائة‭ ‬إلى‭ ‬التّصدير‭ ‬منها‭ ‬70‮ ‬‭ ‬بالمائة‭ ‬نحو‭ ‬بلدان‭ ‬أوروبا‭ ‬الجنوبية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬البرتغال‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬وحدها‭ ‬59‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬ثم‭ ‬ايطاليا‭ ‬بنسبة‭ ‬11‭ ‬بالمائة،‭ ‬ويضطلع‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬الخفّاف‮»‬‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬بدور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬إذ‭ ‬يوفّر‭ ‬حوالي‭ ‬4800‭ ‬موطن‭ ‬شغل‭ ‬وقرابة‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬يوم‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬ويقوم‭ ‬معمل‭ ‬الخفاف‭ ‬بطبرقة‭ ‬بتحويل‭ ‬كامل‭ ‬إنتاج‭ ‬الجهة‭ ‬إلى‭ ‬منتوجات‭ ‬متنوعة‭ ‬كالسّدادات‭ ‬والاسطوانات‭ ‬وحبات‭ ‬الخفاف‭.‬‮ ‬
ويتصدّر‭ ‬موسم‭ ‬جني‭ ‬‮«‬الفلين‮»‬‭ (‬الخفّاف‭) ‬اهتمامات‭ ‬وأنشطة‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬الواقعة‭ ‬شمال‭ ‬غربي‭ ‬البلاد،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬حصاده‭ ‬من‭ ‬التقاليد‭ ‬التي‭ ‬ورثوها‭ ‬عن‭ ‬آبائهم‭ ‬وأجدادهم،‭ ‬تحوّل‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬للرزق‭ ‬يؤمن‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬لهم،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬موسم‭ ‬جني‭ ‬الفلين‭ ‬مع‭ ‬موفى‭ ‬شهر‭ ‬ماي‭ ‬ويتواصل‭ ‬حتّى‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬عام،‭ ‬وتشرف‭ ‬عليه‭ ‬الوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬لاستغلال‭ ‬الغابات،‭ ‬موفرة‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لنحو‭ ‬3800‭ ‬شخص‭ ‬طيلة‭ ‬الموسم‭.‬
طقوس‭ ‬صمدت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التكنولوجيا
زيارتنا‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬حظائر‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬بمعتمدية‭ ‬عين‭ ‬دراهم‭ ‬كشفت‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬طقوس‭ ‬صمدت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الزمن‭ ‬فإيقاع‭ ‬ضرب‭ ‬الساطور‭ ‬على‭ ‬الأشجار‭ ‬كأنها‭ ‬حوافر‭ ‬أحصنة‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬الخيل‭.‬
‮ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬لنا‭ ‬العامل‭ ‬أحمد‭ ‬برينصي‮ ‬‭ ‬تنطلق‭ ‬الرحلة‭ ‬منذ‭ ‬بزوغ‭ ‬الفجر‭ ‬أين‭ ‬يقطع‭ ‬العمال‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬النسق‭ ‬الذي‭ ‬تتم‭ ‬فيه‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭.. ‬هنا‭ ‬تتعالى‭ ‬الأصوات‭ ‬لتنظيم‭ ‬العملة‭ ‬والتزام‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬بمجموعته‭ ‬ودعوة‭ ‬‮«‬الحمالة‮»‬‭ ‬لنقل‭ ‬الخفاف‭ ‬كما‭ ‬تردد‭ ‬الجبال‭ ‬صدى‭ ‬أغاني‭ ‬تراثية‭ ‬وغزلية‭ ‬يرددها‭ ‬بعض‭ ‬العمال‭ ‬تحفزهم‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد‭ ‬وتزيد‭ ‬الجماعة‭ ‬حماسا‭.. ‬
تنبعث‭ ‬رائحة‭ ‬الشاي‭ ‬من‭ ‬‮«‬المردومة»وهي‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬جمع‭ ‬الخفاف‭ ‬وترصيفه‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬الجبل‭ ‬وكذلك‭ ‬توزيع‭ ‬الماء‭ ‬للعمال‭ ‬والذي‭ ‬يتم‭ ‬جلبه‭ ‬بواسطة‭ ‬الدواب‭ (‬البغال‭ ‬والأحمرة‭)‬،‭ ‬وأكد‭ ‬لنا‭ ‬البرينصي‭ ‬الذي‭ ‬اكتسب‭ ‬خبرة‭ ‬بايطاليا‭ ‬أن‭ ‬الحظيرة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬وعمال‭ ‬تقشير‭ ‬وتجميع‭ ‬وتفريغ‭ ‬وعمال‭ ‬تنظيف‭ ‬الغابة‭ ‬وتوزيع‭ ‬الماء،‭ ‬مضيفا‭ ‬ان‭ ‬أدوات‭ ‬الجني‭ ‬تتمثل‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬‮«‬الساطور»والذي‭ ‬تتم‭ ‬بشفرته‭ ‬تحديد‭ ‬تاج‭ ‬الجني‭ ‬وشق‭ ‬الفلين‭ ‬وخلعه‭ ‬عن‭ ‬الطبق‭ ‬الأم،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الساطور‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الظروف‭ ‬لتفادي‭ ‬جرح‭ ‬الشجرة‭ ‬وتنطلق‭ ‬عمليات‭ ‬الجني‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬السابعة‭ ‬صباحا‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬الواحدة‭ ‬والنصف‭ ‬تتخللها‭ ‬استراحة‭ ‬قصيرة‭ ‬لتناول‭ ‬وجبة‭ ‬خفيفة‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬العمل‭.‬
مصدر‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الغابات‭ ‬بعين‭ ‬دراهم‭ ‬تحدث‭ ‬لـ‮«‬الصباح»عن‭ ‬انطلاق‭ ‬موسم‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬18جوان‭ ‬ليتواصل‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬18‭ ‬أوت‭ ‬وعن‭ ‬وجود‭ ‬10حظائرتشغل‭ ‬حوالي‭ ‬1200‭ ‬عامل‭ ‬وتم‭ ‬رصد‭ ‬مليار‭ ‬و300‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ .‬
وأضاف‭ ‬نفس‭ ‬المصدر‭ ‬أن‭ ‬عائدات‭ ‬الخفاف‭ ‬تقدر‭ ‬سنويا‭ ‬بالمليارات‭ ‬بولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬أشار‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬يمنع‭ ‬فيها‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬منها‭ ‬الطقس‭ ‬الممطر‭ ‬وعند‭ ‬هبوب‭ ‬الرياح‭ ‬وعند‭ ‬الطقس‭ ‬الحار‭ ‬جدا‭.‬
كما‭ ‬تحدث‭ ‬نفس‭ ‬المصدر‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬شجرة‭ ‬الفرنان‭ ‬والتي‭ ‬لها‭ ‬عدة‭ ‬فوائد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‭ ‬الا‭ ‬أنها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬إشكاليات‭.‬
نقص‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬المختصة‭ ‬والتضاريس‭ ‬الصعبة‭ ‬يعيقان‭ ‬عملية‭ ‬الجني
تتواصل‭ ‬بجبال‭ ‬معتمديات‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬عملية‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬والتي‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬جوان‭ ‬الجاري‭ ‬وتسير‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬بنسق‭ ‬طبيعي،‭ ‬وتم‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬رصد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬سيوفر‭ ‬حوالي‭ ‬2000‭ ‬موطن‭ ‬شغل‭ ‬لسكان‭ ‬الغابات‭.‬‮ ‬
ولمواكبة‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬تحولنا‭ ‬الى‭ ‬عمق‭ ‬جبال‭ ‬معتمديتي‭ ‬فرنانة‭ ‬وعين‭ ‬دراهم‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬المعضلات‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬عملية‭ ‬جني‭ ‬هذا‭ ‬المنتوج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حظيرة‭ ‬عمل‭.‬‮ ‬
انطلقت‭ ‬رحلتنا‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬إدارة‭ ‬الغابات‭ ‬بفرنانة‭ ‬والتي‭ ‬وفرت‭ ‬لنا‭ ‬جل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬للقيام‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬وانطلقت‭ ‬الرحلة‭ ‬رفقة‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬غابات‭ ‬بالجهة‭ ‬كان‭ ‬يحدثنا‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬مواطن‭ ‬شغل‭ ‬لأبناء‭ ‬الجهة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬أهمية‭ ‬الغابة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسكان‭ ‬الأرياف‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭.‬
ترجلنا‭ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬وصولنا‭ ‬لحظيرة‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬أين‭ ‬كانت‭ ‬تتعالى‭ ‬الأصوات‭ ‬المنبعثة‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬الغابة‭ ‬لترصيف‭ ‬لحاء‭ ‬شجرة‭ ‬الخفاف‭ ‬،هنا‭ ‬تنبعث‭ ‬روائح‭ ‬عطرة‭ ‬لأشجار‭ ‬الريحان‭ ‬والإكليل‭ ‬والزعتر‭ ‬وتغمرك‭ ‬الأشجار‭ ‬المختلفة‭ ‬بظلالها‭ ‬الوارفة‭ ‬،استقبلنا‭ ‬رئيس‭ ‬حظيرة‭ ‬وكان‭ ‬التعب‭ ‬مرسوما‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬اذ‭ ‬يقطع‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الكيلومترات‭ ‬يوميا‭ ‬لتنظيم‭ ‬العملة‭ (‬حوالي‭ ‬60‭ ‬عاملا‭) ‬ومراقبتهم‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬الجني،‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬صعوبات‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬والمتمثلة‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬صعوبة‭ ‬التضاريس‭ ‬ونقل‭ ‬الخفاف‭ ‬الى‭ ‬الأماكن‭ ‬السهلة‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬نقص‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬وصعوبة‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬العملة‭ ‬يقطعون‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ ‬راجلين‭.‬
من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬عاينت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬صعوبة‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تنظيما‭ ‬دقيقا‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬العملة‭ ‬ومراقبتهم‭ ‬دوريا‭ ‬خاصة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يلحقوا‭ ‬أضرارا‭ ‬بشجرة‭ ‬الفلين‭.‬
الشاب‭ ‬محمد‭ ‬برينصي‭ ‬عامل‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬محظوظا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬منحته‭ ‬احدى‭ ‬الجمعيات‭ ‬بالجهة‭ ‬فرصة‭ ‬للقيام‭ ‬بتربص‭ ‬ببنزرت‭ (‬نظري‭ ‬وتطبيقي‭) ‬كلل‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬بالنجاح،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬صعوبة‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعملية‭ ‬القص‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬معرفة‭ ‬دقيقة‭ ‬بالشجرة‭ ‬وكيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ .‬
من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬مصدر‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الغابات‭ ‬بجندوبة‭ ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬المختصة‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعيق‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬متحدثا‭ ‬عن‭ ‬منح‭ ‬تربصات‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬لبعض‭ ‬الشبان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخبرة‭ ‬وتتم‭ ‬مراقبتهم‭ ‬دوريا‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬نقص‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬اذ‭ ‬يتم‭ ‬أحيانا‭ ‬الاستنجاد‭ ‬بعملة‭ ‬من‭ ‬معتمدية‭ ‬عين‭ ‬دراهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عزوف‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬جني‭ ‬الخفاف،‭ ‬كما‭ ‬تتطلب‭ ‬المساحة‭ ‬الشاسعة‭ (‬500‭ ‬هكتار‭) ‬والمعدة‭ ‬للجني‭ ‬إمكانيات‭ ‬بشرية‭ ‬كبيرة‭ ‬فأحيانا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬جني‭ ‬جل‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬وعرة‭ ‬وبين‭ ‬غابات‭ ‬كثيفة‭ ‬يصعب‭ ‬اختراقها‭.‬
الصعوبات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والبشرية‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬عملية‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬بجهة‭ ‬فرنانة‭ ‬لم‭ ‬تثن‭ ‬هؤلاء‭ ‬العملة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬عملهم‭ ‬بكل‭ ‬ثبات‭ ‬رغم‭ ‬الأجر‭ ‬المتواضع‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمجهود‭ ‬المبذول‭ ‬ايمانا‭ ‬منهم‭ ‬بأن‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬تدر‭ ‬بخيراتها‭ ‬على‭ ‬المجموعة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‮ ‬‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬واجب‭ ‬وطني‭ ‬وما‭ ‬يحسب‭ ‬لإدارة‭ ‬الغابات‭ ‬بالجهة‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬تسجيل‭ ‬حرائق‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ .‬
وحول‭ ‬أهم‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬دوائر‭ ‬الغابات‭ ‬بولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬مع‭ ‬انطلاق‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬جني،‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬مصدر‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الغابات‭ ‬بالجهة‭ ‬أنها‭ ‬تتمثل‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬المختصة‭ ‬اذ‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬طقوس‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العامل‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬مسك‭ ‬‮«‬الساطور‮»‬‭ ‬وإزالة‭ ‬لحاء‭ ‬الشجرة‭ ‬منها‭ ‬العمر‭ ‬والتجربة‭ ‬والخضوع‭ ‬لامتحان‭ ‬تطبيقي‭ ‬أمام‭ ‬الأعوان‭ ‬ورغم‭ ‬تكوين‭ ‬حوالي‭ ‬60عاملا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬جني‭ ‬الخفاف‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬ضئيل‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغطي‭ ‬المناطق‭ ‬المستهدفة‭ ‬مع‭ ‬انطلاق‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬إصابة‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الأشجار‭ ‬بجروح‭.‬
ومن‭ ‬أهم‭ ‬الآفات‭ ‬وأخطرها‭ ‬على‭ ‬الغطاء‭ ‬الغابي‭ ‬الحرائق‭ ‬الموسمية‭ ‬والتي‭ ‬تتسبب‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬إتلاف‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الهكتارات‭ ‬من‭ ‬الغابات‭ ‬الطبيعية‭ ‬ويصعب‭ ‬تشبيب‭ ‬المساحات‭ ‬المحروقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التشجير‭.‬‮ ‬
إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬فان‭ ‬عمال‭ ‬حظائر‭ ‬الخفاف‭ ‬يعتبرون‭ ‬ان‭ ‬الأجور‭ ‬لم‭ ‬تستجب‭ ‬لتطلعاتهم‭ ‬مقارنة‭ ‬بغلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأخر‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مستحفاتهم‭ ‬المالية‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬الأموال‭ ‬مرصودة‭ ‬وينتظرون‭ ‬أحياناً‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مستحقاتهم‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬القادم‭.‬
وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شجرة‭ ‬الفرنان‭ ‬عندما‭ ‬تنبت‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الإنتاج‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبلغ‭ ‬أربعين‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬وعندما‭ ‬تصهد‭ ‬بالنيران‭ ‬أثناء‭ ‬الحرائق‭ ‬فإعادة‭ ‬اخضرارها‭ ‬تخضع‭ ‬لنسبة‭ ‬الصهد‭ ‬وكلما‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬الصهد‭ ‬عالية‭ ‬كلما‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬التيبس‭ ‬والموت‭ ‬اكبر‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬تصيبها‭ ‬الأمراض‭ ‬الفطرية‭ ‬جراء‭ ‬حرق‭ ‬غلاف‭ ‬ساقها‭.‬‮ ‬‭ ‬وفي‭ ‬دراسة‭ ‬استغرقت‭ ‬14‭ ‬سنة،‭ ‬أكد‭ ‬يوسف‭ ‬سعيدي‭ (‬دكتور‭ ‬بمعهد‭ ‬للغابات‭ ‬والمراعي‭ ‬بطبرقة‭) ‬أن‭ ‬حرائق‭ ‬أشجار‭ ‬الفلين‭ ‬ظاهرة‭ ‬معقدة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬انتشارها‭ ‬وطريقة‭ ‬فعاليتها‭ ‬وآثارها‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أشجار‭ ‬الزان‭ ‬أو‭ ‬الفلين‭ ‬المحروقة‭ ‬اما‭ ‬أن‭ ‬تتلف‭ ‬نهائيا‭ ‬أو‭ ‬تستأنف‭ ‬بسرعة‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الحرائق‭ ‬عاملا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬الغابات‭ ‬الشعراء‭ ‬باستثناء‭ ‬الأشجار‭ ‬الكبيرة‭ ‬الحجم
كما‭ ‬تعاني‭ ‬شجرة‭ ‬الفلين‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬العشوائي‭ ‬لتحويلها‭ ‬الى‭ ‬فحم‭ ‬وتعرضت‭ ‬مساحات‭ ‬هامة‭ ‬الى‭ ‬القص‭ ‬للتدفئة‭ ‬أو‭ ‬لاغراض‭ ‬اخرى‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬تعرض‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة‭ ‬الى‭ ‬أمراض‭ ‬فطرية‭ ‬متنوعة‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬دوائر‭ ‬الغابات‭ ‬كانت‭ ‬بالمرصاد‭ ‬لأعداء‭ ‬البيئة‭ .‬
عناية‭ ‬هامة‭ ‬بشجرة‭ ‬الفلين‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات
أكد‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬زغدودي‭ ‬رئيس‭ ‬مجمع‭ ‬التنمية‭ ‬الفلاحي‭ ‬بعمادة‭ ‬وادي‭ ‬الزان‭ ‬عن‭ ‬انطلاق‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬كوري‭ ‬تونسي‭ ‬لتجديد‭ ‬غابات‭ ‬‮«‬الفلين‮»‬‭ (‬الخفّاف‭) ‬بمعتمديتي‭ ‬‮«‬عين‭ ‬دراهم‮»‬‭ ‬و«فرنانة‮»‬‭ ‬من‭ ‬ولايتي‭ ‬جندوبة،‭ ‬حيث‭ ‬شرعت‭ ‬الوكالة‭ ‬الكورية‭ ‬الجنوبية‭ ‬للتعاون‭ ‬الفني‭ ‬‮«‬كويسا‮»‬‭ ‬والادارة‭ ‬العامة‭ ‬للغابات‭ ‬والمندوبية‭ ‬الجهوية‭ ‬للتنمية‭ ‬الفلاحية‭ ‬بجندوبة‮ ‬‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬بنود‭ ‬اتفاقية‭ ‬ممضاة‭ ‬ومتعلقة‭ ‬بإنجاز‭ ‬مشروع‭ ‬نموذجي‭ ‬بحثي‭ ‬تنموي‭ ‬لتجديد‭ ‬غابات‭ ‬الفلين‭ ‬بالجهة‭ ‬بتمويل‭ ‬كوري‭ ‬ناهزت‭ ‬قيمته‭ ‬مليوني‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭.‬
وأشار‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‮ ‬‭ ‬الذي‭ ‬تمتد‭ ‬فترة‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬يهدف‭ ‬الى‭ ‬إحكام‭ ‬التصرّف‭ ‬المستديم‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬الغابية‮ ‬‭ ‬وتجديد‭ ‬غابات‭ ‬الفلين‭ ‬التي‭ ‬انتهى‭ ‬عمرها‭ ‬الافتراضي،‭ ‬وإنعاش‭ ‬المنظومة‭ ‬البيئية،‭ ‬وبعث‭ ‬منابت‭ ‬لانتاج‭ ‬الفلين،‭ ‬وتحسين‭ ‬دخل‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‮ ‬‭ ‬عبر‭ ‬تمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬صغيرة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تربية‭ ‬النحل‮ ‬‭ ‬وزراعة‭ ‬الاشجار‭ ‬المثمرة‮ ‬‭ ‬وتقطير‭ ‬الزيوت‮ ‬‭ ‬وصناعة‭ ‬التحف‮ ‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تتماشى‭ ‬وخصوصية‭ ‬الجهة‮ ‬‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬الاتفاقية‭ ‬المبرمة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬تجديد‭ ‬غابات‭ ‬الفلين‭ ‬بعمادة‭ ‬وادي‭ ‬الزان‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬الى‭ ‬النجاح‭ ‬بفضل‭ ‬مجهود‭ ‬العمال‭.‬
◗‭ ‬عمار‭ ‬مويهبي