إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خبير بيئي لـ"الصباح": فضلات الأضاحي والذبح العشوائي ضاعفا عدد النقاط السوداء للتلوث البيئي

 

تحولت عديد المناطق بالجمهورية إلى نقاط سوداء بسبب الكميات الكبيرة من فضلات أضاحي العيد المنتشرة، بعد أن أطلقت عدة جهات صيحات فزع لخطورة تلك الفضلات على المحيط والبيئة. حيث شهد عيد الأضحى ارتفاعا واضحا في حجم الفضلات المنزلية التي تعرف سنويا صعوبات في التصرف فيها وخاصة منها جلود الأضاحي والأحشاء التي يتم إلقاؤها بصفة عشوائية وتبقى تداعيات ومخلفات فوضى رميها وروائحها الكريهة المنتشرة في الأماكن العامة واضحة في عديد الشوارع والمدن أيام ما بعد العيد.

وهو ما نعيش على وقعه إلى اليوم بعد أربعة أيام من عيد الأضحى، ما يضطر المواطنين وبسبب تأخر عملية رفعها إلى حرقها فتتضاعف المشاكل إذ تتسبب هذه العملية في تلوث المحيط وتسجيل حالات اختناق وانتشار الروائح الكريهة.

وحول الوضع البيئي أيام ما بعد عيد الأضحى تحدثت «الصباح» مع الخبير البيئي مهدي العبدلي الذي أفادنا بأن ارتفاع حجم الفضلات أيام العيد يسبب عديد المشاكل.

تأخر رفع الفضلات.. ونقاط سوداء

وأكد أن عدد النقاط السوداء مرتفع في مختلف مناطق الجمهورية، ذلك أن حجم الفضلات يتضاعف نتيجة إلقاء جلود الأضاحي والأحشاء وحتى نقاط الذبح العشوائية التي تتحول إلى برك من الدماء وإلقاء بقايا الأضاحي، وهو ما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي فاقت المعدلات العادية الخاصة بشهر جوان.

وحمل الخبير البيئي في هذا السياق المسؤولية للمواطنين الذين يلقون الفضلات دون مراعاة أدنى شروط النظافة والسلامة.

أضرار بيئية جسيمة

وأكد الخبير البيئي مهدي العبدلي، أن هذا السلوك يؤدي إلى أضرار بيئية جسيمة خاصة مع انبعاثات الروائح الكريهة.

وأبرز أن الوضع يمثل بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والجرذان وتجمع الكلاب والقطط السائبة، ما قد يؤدي الى تفشي بعض الأمراض الخطيرة. وشدد على أن هناك العديد من الممارسات المتعلقة بتلوث الهواء والتربة وتكاثر البكتيريا بسبب عدم احترام معايير الصحة حيث يتم سكب الفضلات السائلة في شبكات الصرف الصحي أو في مجاري الأودية، مشيرا الى إقدام بعض المواطنين على ذبح الأضحية قرب الأودية أو سكب الفضلات السائلة فيها.

وأكد الخبير على أن هذا السلوك يؤدي إلى تسرب الفضلات السائلة إلى التربة والأدوية ما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية.

في سياق متصل اعتبر مصدرنا أن أكثر النقاط السوداء التي تبرز أيام العيد هي الأسواق البلدية والساحات العامة التي تتحول إلى فضاء للذبح الجماعي غير المنظم بالإضافة الى حواشي الأودية والطرقات السيارة والمناطق الخضراء.

أسباب التدهور

وبين أن الضعف على مستوى منظومة النظافة والتصرف في النفايات، الذي نلاحظه تقريبا على طول السنة، والذي يتفاقم خلال أيام عيد الأضحى، هو نتيجة لضعف معدات البلديات والعجز المسجل على مستوى الموارد البشرية واللوجستية للبلديات التي تصبح عاجزة عن مواكبة الكميات الكبيرة من الفضلات والنفايات مما يفاقم الوضع.

وأردف قائلا: «إن تعهد الشركات الخاصة برفع الفضلات وركون العديد منها إلى الراحة خلال فترة العيد يؤدي إلى تدهور الوضع البيئي، وتحول العديد من المناطق إلى نقاط سوداء بما في ذلك المناطق الخضراء».

وأبرز أن منع المواطنين من الذبح في الشقق وفوق أسطح العمارات دون تقديم البدائل أدى إلى عمليات ذبح في أماكن خضراء وقريبة من مجاري الأودية. كما اعتبر أن ما يفاقم الوضع هو الحرق العشوائي للفضلات الذي يؤدي إلى انبعاث غازات سامة.

نقص حملات التحسيس

وأكد الخبير البيئي مهدي العبدلي أن نقص حملات التحسيس بضرورة المحافظة على البيئة والمحيط خلال عيد الأضحى وتوفير الأكياس الخاصة بجمع الفضلات وتركيز أكبر عدد ممكن من الحاويات وتخصيص فضاءات خاصة بتجميع الجلود لتثمينها، وعدم تطبيق القانون على كل مخالف للتراتيب أدى إلى تدهور الوضع البيئي.

كما شدد محدثنا على وجوب إحكام التنسيق بين البلديات ووزارة البيئة والوزارات والإدارات المعنية بمجال النظافة من أجل تفادي حالة التلوث التي عاشت على وقعها عديد المناطق.

حنان قيراط

خبير بيئي لـ"الصباح":   فضلات الأضاحي والذبح العشوائي ضاعفا عدد النقاط السوداء للتلوث البيئي

 

تحولت عديد المناطق بالجمهورية إلى نقاط سوداء بسبب الكميات الكبيرة من فضلات أضاحي العيد المنتشرة، بعد أن أطلقت عدة جهات صيحات فزع لخطورة تلك الفضلات على المحيط والبيئة. حيث شهد عيد الأضحى ارتفاعا واضحا في حجم الفضلات المنزلية التي تعرف سنويا صعوبات في التصرف فيها وخاصة منها جلود الأضاحي والأحشاء التي يتم إلقاؤها بصفة عشوائية وتبقى تداعيات ومخلفات فوضى رميها وروائحها الكريهة المنتشرة في الأماكن العامة واضحة في عديد الشوارع والمدن أيام ما بعد العيد.

وهو ما نعيش على وقعه إلى اليوم بعد أربعة أيام من عيد الأضحى، ما يضطر المواطنين وبسبب تأخر عملية رفعها إلى حرقها فتتضاعف المشاكل إذ تتسبب هذه العملية في تلوث المحيط وتسجيل حالات اختناق وانتشار الروائح الكريهة.

وحول الوضع البيئي أيام ما بعد عيد الأضحى تحدثت «الصباح» مع الخبير البيئي مهدي العبدلي الذي أفادنا بأن ارتفاع حجم الفضلات أيام العيد يسبب عديد المشاكل.

تأخر رفع الفضلات.. ونقاط سوداء

وأكد أن عدد النقاط السوداء مرتفع في مختلف مناطق الجمهورية، ذلك أن حجم الفضلات يتضاعف نتيجة إلقاء جلود الأضاحي والأحشاء وحتى نقاط الذبح العشوائية التي تتحول إلى برك من الدماء وإلقاء بقايا الأضاحي، وهو ما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي فاقت المعدلات العادية الخاصة بشهر جوان.

وحمل الخبير البيئي في هذا السياق المسؤولية للمواطنين الذين يلقون الفضلات دون مراعاة أدنى شروط النظافة والسلامة.

أضرار بيئية جسيمة

وأكد الخبير البيئي مهدي العبدلي، أن هذا السلوك يؤدي إلى أضرار بيئية جسيمة خاصة مع انبعاثات الروائح الكريهة.

وأبرز أن الوضع يمثل بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والجرذان وتجمع الكلاب والقطط السائبة، ما قد يؤدي الى تفشي بعض الأمراض الخطيرة. وشدد على أن هناك العديد من الممارسات المتعلقة بتلوث الهواء والتربة وتكاثر البكتيريا بسبب عدم احترام معايير الصحة حيث يتم سكب الفضلات السائلة في شبكات الصرف الصحي أو في مجاري الأودية، مشيرا الى إقدام بعض المواطنين على ذبح الأضحية قرب الأودية أو سكب الفضلات السائلة فيها.

وأكد الخبير على أن هذا السلوك يؤدي إلى تسرب الفضلات السائلة إلى التربة والأدوية ما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية.

في سياق متصل اعتبر مصدرنا أن أكثر النقاط السوداء التي تبرز أيام العيد هي الأسواق البلدية والساحات العامة التي تتحول إلى فضاء للذبح الجماعي غير المنظم بالإضافة الى حواشي الأودية والطرقات السيارة والمناطق الخضراء.

أسباب التدهور

وبين أن الضعف على مستوى منظومة النظافة والتصرف في النفايات، الذي نلاحظه تقريبا على طول السنة، والذي يتفاقم خلال أيام عيد الأضحى، هو نتيجة لضعف معدات البلديات والعجز المسجل على مستوى الموارد البشرية واللوجستية للبلديات التي تصبح عاجزة عن مواكبة الكميات الكبيرة من الفضلات والنفايات مما يفاقم الوضع.

وأردف قائلا: «إن تعهد الشركات الخاصة برفع الفضلات وركون العديد منها إلى الراحة خلال فترة العيد يؤدي إلى تدهور الوضع البيئي، وتحول العديد من المناطق إلى نقاط سوداء بما في ذلك المناطق الخضراء».

وأبرز أن منع المواطنين من الذبح في الشقق وفوق أسطح العمارات دون تقديم البدائل أدى إلى عمليات ذبح في أماكن خضراء وقريبة من مجاري الأودية. كما اعتبر أن ما يفاقم الوضع هو الحرق العشوائي للفضلات الذي يؤدي إلى انبعاث غازات سامة.

نقص حملات التحسيس

وأكد الخبير البيئي مهدي العبدلي أن نقص حملات التحسيس بضرورة المحافظة على البيئة والمحيط خلال عيد الأضحى وتوفير الأكياس الخاصة بجمع الفضلات وتركيز أكبر عدد ممكن من الحاويات وتخصيص فضاءات خاصة بتجميع الجلود لتثمينها، وعدم تطبيق القانون على كل مخالف للتراتيب أدى إلى تدهور الوضع البيئي.

كما شدد محدثنا على وجوب إحكام التنسيق بين البلديات ووزارة البيئة والوزارات والإدارات المعنية بمجال النظافة من أجل تفادي حالة التلوث التي عاشت على وقعها عديد المناطق.

حنان قيراط