خطوة إستراتيجية نحو إعادة تنشيط السياحة العربية في تونس.. تونس تستقبل رحلة سياحية من بغداد بعد انقطاع دام 36 عاما
مقالات الصباح
سياح عراقيون لـ«الصباح»: فوجئنا بحفاوة الاستقبال.. وتونس وجهة سياحية عربية جذابة
شهد مطار تونس قرطاح، أمس، حدثًا هامًا تمثل في استئناف الخط الجوي المباشر والمنتظم بين تونس والعراق، وذلك بعد انقطاع دام سنوات طويلة. هذه الخطوة التي جاءت تحت إشراف وزير السياحة التونسي سفيان تقية، تمثل دفعة جديدة نحو تعزيز التعاون السياحي العربي وتنويع الأسواق السياحية في تونس، وفتح آفاق جديدة بين البلدين.
وتعود فترة انقطاع هذا الخط الجوي إلى ثمانينيات القرن الماضي بسبب تداعيات حرب العراق. وعلى مدار العقود الماضية، كانت هناك محاولات لإعادة تشغيل الرحلات المباشرة بين البلدين، لكنها لم تدم طويلاً. فبعد عودة قصيرة للرحلات عام 2019، توقفت مجددًا بفعل جائحة كورونا، مما جعل انقطاع الخط الجوي شبه مستمر لمدة 36 عامًا تقريبًا. ومع ذلك، فإن استئناف الخط الجوي في جوان 2025 يمثل بداية جديدة ومبشرة لتعزيز العلاقات بين تونس والعراق.
خطوة رمزية مليئة بالآمال
وشهدت الرحلة الأولى التي وصلت من بغداد إلى تونس قرطاج استقبالًا حافلًا من الجانب التونسي. وأعرب محمد المهدي الحلوي، المدير العام للديوان الوطني للسياحة، في تصريح لـ«الصباح»، عن أهمية هذه الخطوة في دفع النشاط السياحي التونسي، خاصة أن السوق العراقية تعد سوقًا واعدة. وأشار الحلوي إلى أن الخط الجوي الجديد سيستمر بمعدل رحلة واحدة في الأسبوع بين 5 جوان و23 أكتوبر، مع إمكانية زيادة الرحلات إلى رحلتين أسبوعيًا خلال شهري جويلية وأوت.
ويهدف هذا الاستئناف إلى جذب المزيد من السياح العراقيين الذين يتميزون بقدرة شرائية جيدة، وهو ما يدعم إستراتيجية تونس لتنويع أسواقها السياحية وجذب السياح من الدول العربية.
إضافة نوعية للسياحة التونسية
بحسب تصريحات الحلوي، فإن السائح العراقي يتمتع بصفات مميزة تجعله إضافة نوعية للسياحة التونسية، وتم استقبال نحو 220 سائحًا عراقيًا في الرحلة الأولى، وتم إعداد برنامج سياحي متكامل لهم يشمل زيارة ثلاث وجهات رئيسية، العاصمة تونس، والحمامات، وسوسة. تتضمن هذه البرامج جولات ترفيهية وزيارات لأهم المعالم السياحية، إلى جانب إقامة مريحة في فنادق تمتاز بالجودة العالية.
وأكد الحلوي أن السوق العراقية تُعد من الأسواق المهمة لتونس، مشيرًا إلى أنها قد تسهم في تنشيط الموسم السياحي لعام 2025، مع إمكانية استمرار الطلب على الرحلات الجوية خلال فصلي الشتاء والربيع المقبلين.
ارتفاع قياسي في عدد الوافدين
وحسب المدير العام للديوان الوطني للسياحة، تظهر الإحصائيات أهمية قطاع السياحة في الاقتصاد التونسي، حيث زار تونس نحو 3.4 مليون سائح حتى نهاية ماي 2025، بنسبة تطور بلغت 10.2% مقارنة بالعام الماضي، ويأمل المسؤولون في تحقيق هدف استقبال 11 مليون سائح بنهاية العام. كما بلغت الإيرادات السياحية نحو 7.5 مليار دينار في موفى 2024، ومن المتوقع أن تتجاوز 8 مليارات دينار خلال العام الجاري.
وتعكس هذه الأرقام الجهود المبذولة لتحسين جودة الخدمات السياحية في تونس، بما في ذلك تطوير منظومة الفنادق وتوسيع نطاق الأسواق السياحية، مثل السوق العراقية والعربية بشكل عام.
إعجاب منقطع النظير لتونس
وكانت ردود أفعال السياح العراقيين إيجابية للغاية تجاه زيارتهم الأولى لتونس بعد استئناف الخط الجوي. فقد أعرب حسين لعقيري، أحد السياح العراقيين، في تصريح لـ«الصباح» عن سعادته بزيارة تونس، مشيدًا بحفاوة الاستقبال ومستوى التحضر الذي وجده. كما وصفت الدكتورة سلوى محمد، أستاذة جامعية عراقية، تجربتها بأنها ممتعة، وأشادت بالجهود المبذولة لتطوير العلاقات بين البلدين.
وتعد السياحة العربية، بما فيها السوق العراقية، ركيزة أساسية في دعم النشاط السياحي في تونس. فرغم المنافسة الشديدة في السوق العالمية، تتمتع تونس بمزايا تنافسية تجعلها وجهة مفضلة للسياح العرب، منها الطقس المعتدل، والمناظر الطبيعية الخلابة، والتنوع الثقافي، إلى جانب الضيافة التونسية المعروفة.
والسياحة العربية ليست مجرد أرقام اقتصادية، بل هي جسر للتواصل الثقافي والاجتماعي بين شعوب المنطقة. فالسائح العربي- وعلى رأسهم السياح العراقيون- يسهم في تنشيط القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالسياحة، مثل الفنادق، والمطاعم، والنقل، والأسواق الحرفية.
آفاق التعاون بين تونس والعراق
ويمثل استئناف الخط الجوي بين تونس وبغداد خطوة أولى نحو تعزيز التعاون السياحي بين البلدين. وبالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة للسوق العراقية، لا يستبعد الحلوي أن يتطور هذا التعاون ليشمل مجالات أخرى، مثل الاستثمار السياحي، وتنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة، واستقطاب المزيد من السياح العراقيين على مدار العام.
كما أن نجاح هذا المشروع قد يشجع الدول العربية الأخرى على تعزيز تعاونها السياحي مع تونس، مما يسهم في تحقيق أهداف تونس السياحية لعام 2025 وما بعدها.
ويعد استئناف الخط الجوي بين تونس وبغداد ليس مجرد حدث عابر، بل هو خطوة إستراتيجية نحو إعادة تنشيط السياحة العربية في تونس. وبفضل الجهود المبذولة من قبل المسؤولين التونسيين، والتعاون الوثيق مع الجانب العراقي، تحمل هذه الخطوة آفاقًا واعدة لمستقبل السياحة في تونس، والتي تحتل مكانة بارزة كوجهة سياحية مميزة في المنطقة العربية.
سفيان المهداوي
سياح عراقيون لـ«الصباح»: فوجئنا بحفاوة الاستقبال.. وتونس وجهة سياحية عربية جذابة
شهد مطار تونس قرطاح، أمس، حدثًا هامًا تمثل في استئناف الخط الجوي المباشر والمنتظم بين تونس والعراق، وذلك بعد انقطاع دام سنوات طويلة. هذه الخطوة التي جاءت تحت إشراف وزير السياحة التونسي سفيان تقية، تمثل دفعة جديدة نحو تعزيز التعاون السياحي العربي وتنويع الأسواق السياحية في تونس، وفتح آفاق جديدة بين البلدين.
وتعود فترة انقطاع هذا الخط الجوي إلى ثمانينيات القرن الماضي بسبب تداعيات حرب العراق. وعلى مدار العقود الماضية، كانت هناك محاولات لإعادة تشغيل الرحلات المباشرة بين البلدين، لكنها لم تدم طويلاً. فبعد عودة قصيرة للرحلات عام 2019، توقفت مجددًا بفعل جائحة كورونا، مما جعل انقطاع الخط الجوي شبه مستمر لمدة 36 عامًا تقريبًا. ومع ذلك، فإن استئناف الخط الجوي في جوان 2025 يمثل بداية جديدة ومبشرة لتعزيز العلاقات بين تونس والعراق.
خطوة رمزية مليئة بالآمال
وشهدت الرحلة الأولى التي وصلت من بغداد إلى تونس قرطاج استقبالًا حافلًا من الجانب التونسي. وأعرب محمد المهدي الحلوي، المدير العام للديوان الوطني للسياحة، في تصريح لـ«الصباح»، عن أهمية هذه الخطوة في دفع النشاط السياحي التونسي، خاصة أن السوق العراقية تعد سوقًا واعدة. وأشار الحلوي إلى أن الخط الجوي الجديد سيستمر بمعدل رحلة واحدة في الأسبوع بين 5 جوان و23 أكتوبر، مع إمكانية زيادة الرحلات إلى رحلتين أسبوعيًا خلال شهري جويلية وأوت.
ويهدف هذا الاستئناف إلى جذب المزيد من السياح العراقيين الذين يتميزون بقدرة شرائية جيدة، وهو ما يدعم إستراتيجية تونس لتنويع أسواقها السياحية وجذب السياح من الدول العربية.
إضافة نوعية للسياحة التونسية
بحسب تصريحات الحلوي، فإن السائح العراقي يتمتع بصفات مميزة تجعله إضافة نوعية للسياحة التونسية، وتم استقبال نحو 220 سائحًا عراقيًا في الرحلة الأولى، وتم إعداد برنامج سياحي متكامل لهم يشمل زيارة ثلاث وجهات رئيسية، العاصمة تونس، والحمامات، وسوسة. تتضمن هذه البرامج جولات ترفيهية وزيارات لأهم المعالم السياحية، إلى جانب إقامة مريحة في فنادق تمتاز بالجودة العالية.
وأكد الحلوي أن السوق العراقية تُعد من الأسواق المهمة لتونس، مشيرًا إلى أنها قد تسهم في تنشيط الموسم السياحي لعام 2025، مع إمكانية استمرار الطلب على الرحلات الجوية خلال فصلي الشتاء والربيع المقبلين.
ارتفاع قياسي في عدد الوافدين
وحسب المدير العام للديوان الوطني للسياحة، تظهر الإحصائيات أهمية قطاع السياحة في الاقتصاد التونسي، حيث زار تونس نحو 3.4 مليون سائح حتى نهاية ماي 2025، بنسبة تطور بلغت 10.2% مقارنة بالعام الماضي، ويأمل المسؤولون في تحقيق هدف استقبال 11 مليون سائح بنهاية العام. كما بلغت الإيرادات السياحية نحو 7.5 مليار دينار في موفى 2024، ومن المتوقع أن تتجاوز 8 مليارات دينار خلال العام الجاري.
وتعكس هذه الأرقام الجهود المبذولة لتحسين جودة الخدمات السياحية في تونس، بما في ذلك تطوير منظومة الفنادق وتوسيع نطاق الأسواق السياحية، مثل السوق العراقية والعربية بشكل عام.
إعجاب منقطع النظير لتونس
وكانت ردود أفعال السياح العراقيين إيجابية للغاية تجاه زيارتهم الأولى لتونس بعد استئناف الخط الجوي. فقد أعرب حسين لعقيري، أحد السياح العراقيين، في تصريح لـ«الصباح» عن سعادته بزيارة تونس، مشيدًا بحفاوة الاستقبال ومستوى التحضر الذي وجده. كما وصفت الدكتورة سلوى محمد، أستاذة جامعية عراقية، تجربتها بأنها ممتعة، وأشادت بالجهود المبذولة لتطوير العلاقات بين البلدين.
وتعد السياحة العربية، بما فيها السوق العراقية، ركيزة أساسية في دعم النشاط السياحي في تونس. فرغم المنافسة الشديدة في السوق العالمية، تتمتع تونس بمزايا تنافسية تجعلها وجهة مفضلة للسياح العرب، منها الطقس المعتدل، والمناظر الطبيعية الخلابة، والتنوع الثقافي، إلى جانب الضيافة التونسية المعروفة.
والسياحة العربية ليست مجرد أرقام اقتصادية، بل هي جسر للتواصل الثقافي والاجتماعي بين شعوب المنطقة. فالسائح العربي- وعلى رأسهم السياح العراقيون- يسهم في تنشيط القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالسياحة، مثل الفنادق، والمطاعم، والنقل، والأسواق الحرفية.
آفاق التعاون بين تونس والعراق
ويمثل استئناف الخط الجوي بين تونس وبغداد خطوة أولى نحو تعزيز التعاون السياحي بين البلدين. وبالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة للسوق العراقية، لا يستبعد الحلوي أن يتطور هذا التعاون ليشمل مجالات أخرى، مثل الاستثمار السياحي، وتنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة، واستقطاب المزيد من السياح العراقيين على مدار العام.
كما أن نجاح هذا المشروع قد يشجع الدول العربية الأخرى على تعزيز تعاونها السياحي مع تونس، مما يسهم في تحقيق أهداف تونس السياحية لعام 2025 وما بعدها.
ويعد استئناف الخط الجوي بين تونس وبغداد ليس مجرد حدث عابر، بل هو خطوة إستراتيجية نحو إعادة تنشيط السياحة العربية في تونس. وبفضل الجهود المبذولة من قبل المسؤولين التونسيين، والتعاون الوثيق مع الجانب العراقي، تحمل هذه الخطوة آفاقًا واعدة لمستقبل السياحة في تونس، والتي تحتل مكانة بارزة كوجهة سياحية مميزة في المنطقة العربية.
سفيان المهداوي