بين من وجدوا الأسئلة في مٌتناولهم.. ومن اصطدموا بصعوبات «غير متوقعة» في طريقة طرح الامتحان، تعددت آراء وانطباعات المترشحين في اليوم الثاني من اختبارات الباكالوريا وتنوّعت الانطباعات.. فاليوم الثاني من الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا له وزنه وله وقعه.. ليس فقط لأنه يشهد اختبارات المواد الأساسية التي تمثل القلب النابض لكل شعبة، بل لأنه غالبًا ما يُعتبر محددًا لمصير التلاميذ في هذا الامتحان الوطني...
فالشهادات التي استقتها «الصباح» أمس من أمام معهد خير الدين باشا بأريانة كشفت أن الاختبارات المقدمة أمس يمكن اعتبارها في المتناول باستثناء شعبة الرياضيات حيث كان تقريبا الاجماع حاصلا على أن اختبار مادة الرياضيات ورد صعبا، ومعقدا، وطويلا، يقتضي حله تفكيرا يتجاوز بكثير الوقت المخصص للاختبار، مع تسجيل أيضا بعض الاستثناءات في باقي الشعب التي اعتبرت الامتحانات ليست في المتناول.
ونجدد تأكيدنا عبر هذه المساحة على أن هذه الشهادات لا يمكن مطلقا الاعتماد أو الاستناد إليها في تقييم مدى صعوبة أو سهولة الاختبارات المقدمة في امتحان الباكالوريا بالنظر إلى أن الشهادات والتقييمات التي تضمنتها تغطية «الصباح» لليوم الثاني من الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا والتي تندرج في إطار التغطية اليومية لـ «الصباح» لهذه المحطة التقييمية الهامة تبقى نسبية ولا يٌمكن مطلقا الاعتماد عليها في تقييم مدى سهولة أو صعوبة الاختبار بما أن التقييمات تختلف باختلاف مستوى التحصيل العلمي بين التلاميذ، فضلا عن مدى تمكن التلميذ من مختلف المهارات والمعارف الملقنة داخل القسم، إلى جانب مدى الاستعداد الجيد للامتحان والذي يتباين هو الآخر من تلميذ إلى آخر.
يوم أمس يكتسي رمزية خاصة في وجدان المترشحين، فهو يُعدّ مفصليًا في مسار الامتحان الوطني إذ يُختبر فيه التلاميذ في مختلف المواد الرئيسية لكل شعبة، تلك المواد التي غالبًا ما تُرجّح الكفة وتحدد مصير النجاح أو التميز.
ولدى وصولنا إلى معهد خير الدين باشا باريانة أمس كان تقريبا جل المترشحين قد انهوا الاختبارات.. فانقسموا إلى مجموعات يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم.. الأعصاب بدت مشدودة والانتظارات معلقة.. وكان يصعب فعلا التكهن بمدى سهولة أو صعوبة الاختبارات المقدمة.. فقد عكست الوجوه مزيجا من الفرحة والأمل والتوتر لترتسم على الوجوه ملامح يوم غير عادي واستثنائي.
على مدار السنوات الماضية التي واكبنا فيها تغطية امتحان الباكالوريا كان السواد الأعظم يقابل أسئلتنا بصدر رحب.. فيتسابق المترشحون فيما بينهم للإدلاء بدلوهم حول فحوى الامتحانات المقدمة حتى أن البعض يٌطنب في الحديث فيقارن موضوع الاختبار بالدورات السابقة.. بالأمس كان الوضع مختلفا كليا فالمترشحون بالكاد يجيبون على الأسئلة.. مبدين تذمرا من إبداء رأيهم.. فغابت الابتسامة المعهودة وحل الاستياء والامتعاض.. تذمر قد تكون درجات الحرارة المرتفعة بالأمس وراءه أو ربما الإحباط الذي يعود بتفاجئ البعض بمواضيع لم تكن في الحسبان.
غضب واستياء.. وتشنج هي ثلاث كلمات تلخص الأجواء «الاستثنائية» أمس التي رافقت سير امتحان الرياضيات بالنسبة لتلاميذ شعبة الرياضيات، فالامتحان وفقا لما أشار إليه السواد الأعظم ورد طويلا، وصعبا، ومعقدا ويستوجب حله حيّزا زمنيا كبيرا يتجاوز الوقت المخصص للامتحان، وهو ما عبر عنه كل من يوسف وبلال وآمنة ونور، باستثناء فئة أشارت إلى أن الامتحان ولئن ورد نسبيا «صعبا» إلا أنه يظل في متناول التلميذ الذي استعد جيدا للامتحان منذ بداية السنة الدراسية، وهو طرح أكده كل من أيمن وياسين ومحمد أمين.
غير بعيد عن تلاميذ شعبة الرياضيات تتغير الأجواء وتتبدل 180 درجة لتعلو بعض القهقهات.. فكان الارتياح سيد المشهد بالنسبة لتلاميذ شعبة العلوم التجريبية، فمادة العلوم الحياة والأرض وردت وفقا لغالبية المترشحين في متناول التلميذ المتوسط حتى أنها تضمنت بعض المحاور السهلة أو التي يروم تلاميذ هذه الشعبة الاختبار فيها. لتعكس الشهادات ارتياحا كبيرا حتى أن البعض أبدى احترازا من «سهولة» الامتحان الذي قد يعقبه لاحقا تشددا صارما على مستوى مقاييس الإصلاح.
ولا تختلف الأجواء كثيرا بالنسبة لتلاميذ شعبة الاقتصاد والتصرف، فمادة الاقتصاد كان تقريبا الإجماع حاصل على أنها سهلة وفي المتناول وحتى الآراء المستنكرة فإنها انتقدت طول الامتحان الذي يتجاوز الفترة الزمنية المخصصة. وحتى شعبة الإعلامية فمادة الخوارزميات وردت هي الأخرى في المتناول لكن مع بعض الاستثناءات التي أكدت أن الامتحان صعب جدا.
اليوم الثاني، من امتحان الباكالوريا ليس يوما عاديا في روزنامة الباكالوريا، فهو يحمل في طياته مواد التخصص لكل شعبة وهو ليس سهلا ولكنه أيضا ليس مستحيلا لكنه ببساطة يمثل اختبارا فعليا لقدرات التلميذ الذي وقف بالأمس أمام مرآة تخصصه، يختبر قدراته الحقيقية، ويواجه رهانات المستقبل. وعلى الرغم من اختلاف الانطباعات حول صعوبة الامتحانات، إلا أن الإجماع كان حاصلا على أن يوم أمس هو نقطة تحول فارقة في مسار الدورة الرئيسية على اعتبار أن الاختبارات شملت «القلب النابض» لكل شعبة.
فاليوم الثاني من الباكالوريا ليس مجرّد محطة زمنية، بل هو لحظة مفصلية يُراهن عليها التلاميذ كما يُراهن عليها الأولياء والمربّون على حدّ سواء..
ورغم ما طبع يوم أمس من مشاعر خيبة وإحباط لامسناها لدى عدد من المترشحين خاصة أولئك الذين واجهوا صعوبة أو فوجئوا بطبيعة بعض المواضيع، فإن الصورة لم تُحسم بعد وباكالوريا 2025 في دورتها الرئيسية لم تبح بكل أسرارها إذ لا تزال الأيام القادمة تحمل في طيّاتها فرصًا حقيقية لتعديل الكفّة واسترجاع الثقة. فالباكالوريا ليست رهان يوم واحد، بل مسارا متكاملا من التحدي والإصرار...
منال حرزي
بين من وجدوا الأسئلة في مٌتناولهم.. ومن اصطدموا بصعوبات «غير متوقعة» في طريقة طرح الامتحان، تعددت آراء وانطباعات المترشحين في اليوم الثاني من اختبارات الباكالوريا وتنوّعت الانطباعات.. فاليوم الثاني من الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا له وزنه وله وقعه.. ليس فقط لأنه يشهد اختبارات المواد الأساسية التي تمثل القلب النابض لكل شعبة، بل لأنه غالبًا ما يُعتبر محددًا لمصير التلاميذ في هذا الامتحان الوطني...
فالشهادات التي استقتها «الصباح» أمس من أمام معهد خير الدين باشا بأريانة كشفت أن الاختبارات المقدمة أمس يمكن اعتبارها في المتناول باستثناء شعبة الرياضيات حيث كان تقريبا الاجماع حاصلا على أن اختبار مادة الرياضيات ورد صعبا، ومعقدا، وطويلا، يقتضي حله تفكيرا يتجاوز بكثير الوقت المخصص للاختبار، مع تسجيل أيضا بعض الاستثناءات في باقي الشعب التي اعتبرت الامتحانات ليست في المتناول.
ونجدد تأكيدنا عبر هذه المساحة على أن هذه الشهادات لا يمكن مطلقا الاعتماد أو الاستناد إليها في تقييم مدى صعوبة أو سهولة الاختبارات المقدمة في امتحان الباكالوريا بالنظر إلى أن الشهادات والتقييمات التي تضمنتها تغطية «الصباح» لليوم الثاني من الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا والتي تندرج في إطار التغطية اليومية لـ «الصباح» لهذه المحطة التقييمية الهامة تبقى نسبية ولا يٌمكن مطلقا الاعتماد عليها في تقييم مدى سهولة أو صعوبة الاختبار بما أن التقييمات تختلف باختلاف مستوى التحصيل العلمي بين التلاميذ، فضلا عن مدى تمكن التلميذ من مختلف المهارات والمعارف الملقنة داخل القسم، إلى جانب مدى الاستعداد الجيد للامتحان والذي يتباين هو الآخر من تلميذ إلى آخر.
يوم أمس يكتسي رمزية خاصة في وجدان المترشحين، فهو يُعدّ مفصليًا في مسار الامتحان الوطني إذ يُختبر فيه التلاميذ في مختلف المواد الرئيسية لكل شعبة، تلك المواد التي غالبًا ما تُرجّح الكفة وتحدد مصير النجاح أو التميز.
ولدى وصولنا إلى معهد خير الدين باشا باريانة أمس كان تقريبا جل المترشحين قد انهوا الاختبارات.. فانقسموا إلى مجموعات يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم.. الأعصاب بدت مشدودة والانتظارات معلقة.. وكان يصعب فعلا التكهن بمدى سهولة أو صعوبة الاختبارات المقدمة.. فقد عكست الوجوه مزيجا من الفرحة والأمل والتوتر لترتسم على الوجوه ملامح يوم غير عادي واستثنائي.
على مدار السنوات الماضية التي واكبنا فيها تغطية امتحان الباكالوريا كان السواد الأعظم يقابل أسئلتنا بصدر رحب.. فيتسابق المترشحون فيما بينهم للإدلاء بدلوهم حول فحوى الامتحانات المقدمة حتى أن البعض يٌطنب في الحديث فيقارن موضوع الاختبار بالدورات السابقة.. بالأمس كان الوضع مختلفا كليا فالمترشحون بالكاد يجيبون على الأسئلة.. مبدين تذمرا من إبداء رأيهم.. فغابت الابتسامة المعهودة وحل الاستياء والامتعاض.. تذمر قد تكون درجات الحرارة المرتفعة بالأمس وراءه أو ربما الإحباط الذي يعود بتفاجئ البعض بمواضيع لم تكن في الحسبان.
غضب واستياء.. وتشنج هي ثلاث كلمات تلخص الأجواء «الاستثنائية» أمس التي رافقت سير امتحان الرياضيات بالنسبة لتلاميذ شعبة الرياضيات، فالامتحان وفقا لما أشار إليه السواد الأعظم ورد طويلا، وصعبا، ومعقدا ويستوجب حله حيّزا زمنيا كبيرا يتجاوز الوقت المخصص للامتحان، وهو ما عبر عنه كل من يوسف وبلال وآمنة ونور، باستثناء فئة أشارت إلى أن الامتحان ولئن ورد نسبيا «صعبا» إلا أنه يظل في متناول التلميذ الذي استعد جيدا للامتحان منذ بداية السنة الدراسية، وهو طرح أكده كل من أيمن وياسين ومحمد أمين.
غير بعيد عن تلاميذ شعبة الرياضيات تتغير الأجواء وتتبدل 180 درجة لتعلو بعض القهقهات.. فكان الارتياح سيد المشهد بالنسبة لتلاميذ شعبة العلوم التجريبية، فمادة العلوم الحياة والأرض وردت وفقا لغالبية المترشحين في متناول التلميذ المتوسط حتى أنها تضمنت بعض المحاور السهلة أو التي يروم تلاميذ هذه الشعبة الاختبار فيها. لتعكس الشهادات ارتياحا كبيرا حتى أن البعض أبدى احترازا من «سهولة» الامتحان الذي قد يعقبه لاحقا تشددا صارما على مستوى مقاييس الإصلاح.
ولا تختلف الأجواء كثيرا بالنسبة لتلاميذ شعبة الاقتصاد والتصرف، فمادة الاقتصاد كان تقريبا الإجماع حاصل على أنها سهلة وفي المتناول وحتى الآراء المستنكرة فإنها انتقدت طول الامتحان الذي يتجاوز الفترة الزمنية المخصصة. وحتى شعبة الإعلامية فمادة الخوارزميات وردت هي الأخرى في المتناول لكن مع بعض الاستثناءات التي أكدت أن الامتحان صعب جدا.
اليوم الثاني، من امتحان الباكالوريا ليس يوما عاديا في روزنامة الباكالوريا، فهو يحمل في طياته مواد التخصص لكل شعبة وهو ليس سهلا ولكنه أيضا ليس مستحيلا لكنه ببساطة يمثل اختبارا فعليا لقدرات التلميذ الذي وقف بالأمس أمام مرآة تخصصه، يختبر قدراته الحقيقية، ويواجه رهانات المستقبل. وعلى الرغم من اختلاف الانطباعات حول صعوبة الامتحانات، إلا أن الإجماع كان حاصلا على أن يوم أمس هو نقطة تحول فارقة في مسار الدورة الرئيسية على اعتبار أن الاختبارات شملت «القلب النابض» لكل شعبة.
فاليوم الثاني من الباكالوريا ليس مجرّد محطة زمنية، بل هو لحظة مفصلية يُراهن عليها التلاميذ كما يُراهن عليها الأولياء والمربّون على حدّ سواء..
ورغم ما طبع يوم أمس من مشاعر خيبة وإحباط لامسناها لدى عدد من المترشحين خاصة أولئك الذين واجهوا صعوبة أو فوجئوا بطبيعة بعض المواضيع، فإن الصورة لم تُحسم بعد وباكالوريا 2025 في دورتها الرئيسية لم تبح بكل أسرارها إذ لا تزال الأيام القادمة تحمل في طيّاتها فرصًا حقيقية لتعديل الكفّة واسترجاع الثقة. فالباكالوريا ليست رهان يوم واحد، بل مسارا متكاملا من التحدي والإصرار...