من المجالات التي تم التطرّق لها في البحث عن سبل تعزيز التعاون الثنائي خلال اللقاء الذي جمع مؤخرا وزير الصحة مصطفى الفرجاني بالوفد الصيني الممثل لمجمع مختص في الصناعات الصيدلانية والتجهيزات الطبية هو تطوير التجهيزات الطبية واعتماد التكنولوجيا المتقدمة في الجراحة الروبوتية..
والجراحة الروبوتية بكل ما توفّره اليوم من دقة ونجاعة في طبّ الجراحة أحدثت ثورة في عالم الطبّ من خلال توظيف التكنولوجيات الحديثة في معالجة الأمراض والتغلّب عليها، وفي الآونة الأخيرة تسعى تونس من خلال وزارة الصحة إلى اكتساب هذه المعرفة الحديثة وتجهيز بنية تحتية تكون قادرة على استيعاب مثل هذه التدخلات الجراحية الدقيقة. واليوم هناك توجّه إلى إحداث مركز للجراحة الروبوتية بالتعاون مع الجانب الكوري بعد الاتفاق الأولي الذي حصل في فيفري الماضي وإذا حدث وتم انجاز هذا المركز فلن يكون فقط نقلة نوعية محلية للقطاع الصحي بل سيجعل من تونس بوابة للجراحة الروبوتية على المستوى الإفريقي.
وزارة الصحة تتوجه اليوم إلى تنويع شراكاتها الإستراتيجية في المجال الطبي والصحّي، واللقاء الأخير الذي جمع الوزير مصطفى الفرجاني مع وفد مجمع «سينوفارم» الصيني يؤكد هذا التوجه، حيث تم التباحث حول سبل التعاون في مجال تصنيع الأدوية مع مصانع سيفات التونسية، وإنتاج التلاقيح والأمصال بالتعاون مع معهد باستور، بالإضافة إلى دعم البحث والتطوير في مجال الطب التقليدي والعلاج بالنباتات.
الجراحة الروبوتية في تونس
تساعد الجراحة الروبوتية أطباء الجراحة على إجراء العديد من الإجراءات المعقّدة بدقة ومرونة وتحكّم أكبر في مسار العمليات الجراحية دون مفاجآت وذلك مقارنة باستخدام الإجراءات التقليدية، وعادة ما يُجرى هذا النوع من الجراحة عبر شقوق صغيرة أو من خلال الأنسجة، ولكن قد تستعمل أحيانا في الجراحات المفتوحة.
وتُعد الجراحة الروبوتية في تونس مجالا حديثا ولكنه بصدد التطوّر حيث تسعى الدولة لتبني هذه التقنية المتقدمة وتعزيز الابتكار في القطاع الصحي وذلك من خلال التعاون مع كوريا الجنوبية لإنشاء مركز متخصص في الجراحة الروبوتية سيكون الأول في شمال إفريقيا حيث التقى وزير الصحة مصطفى الفرجاني في فيفري الماضي بسفير كوريا الجنوبية بتونس لبحث سبل التعاون في الجراحة الروبوتية والتحول الرقمي في القطاع الصحي. وكان الاتفاق على إحداث مركز للجراحة الروبوتية وذلك من خلال تعزيز الرقمنة الطبية وتطوير التقنيات الصحية المتقدمة وبرامج البحث المشترك لتطوير الابتكارات الطبية مع الحرص على تكوين الكفاءات وتبادل الخبرات في الجراحة الروبوتية، كل ذلك في إطار خطة إستراتيجية للنهوض بهذا النوع من الجراحات الحديثة والتي بدأت في الانتشار في العالم العربي وفي تحقيق نتائج متميزة.
وفي العالم اليوم تُجرى عدة عمليات باستخدام الجراحة الروبوتية بما في ذلك جراحة القلب والأوعية الدموية وجراحة الجهاز الهضمي وجراحة أمراض النساء وجراحة المسالك البولية بالإضافة إلى جراحة الأورام الحميدة والخبيثة وجراحة السمنة وجراحة القولون والمستقيم.
وفي السنوات الأخيرة بدأت تونس في تجريب الجراحة الروبوتية حيث نجخ مستشفى صالح عزّيز للأمراض السرطانية في 2020 وخاصة قسم جراحة الأورام في التدرّب على الجراحة الروبوتية من خلال فريق طبي متكوّن من 14 جراحا وعددا هاما من الأطباء الجراحين الجدد، حيث تستعمل هذه الجراحة في جراحة البطن والجهاز الهضمي، وقد تمكن فريق من معهد صالح عزيز من تسجيل انخفاض من أربع ساعات إلى ساعة ونصف فقط في توقيت العمليات الجراحية الخاصة بجراحة سرطان عنق الرحم بفضل الجراحة الروبوتية والتي تساهم أيضا في تقليص مضاعفات الجراحة في هذا النوع من الحالات السرطانية.
وفي أواخر ماي الماضي أكّد المدير العام للصحة بوزارة الصحة عبد الرزاق بوزويتة على هامش الاحتفال بخمسينية كلية الطب بصفاقس أن تونس ستشهد دخول أول روبوت طبي إلى مستشفى شارل نيكول خلال شهر سبتمبر المقبل وسيكون مخصّصا للجراحة الطبية، وأن هذا الروبوت سيستفيد من خدماته القطاع العمومي والخاص.
ومن العمليات المعقدة والدقيقة والتي تمت في تونس باستعمال التقنيات الحديثة هو نجاح فريق طبي بمستشفى البشير حمزة للأطفال في أفريل الماضي في إجراء أول عملية قلب جراحية دقيقة لرضيع يبلغ من العمر 3 أشهر داخل قسم جراحة القلب للأطفال الذي تم تركيزه حديثا بالمستشفى، وهذا الإنجاز العلمي يمثّل خطوة مهمة نحو تقليص قائمة الانتظار وتحسين التكفّل بحالات القلب المعقدة لدى الأطفال مع الحدّ من اللجوء للعلاج خارج البلاد.
ويُعد قسم جراحة القلب للأطفال بالمستشفى الجامعي البشير حمزة من الأقسام النموذجية الجديدة التي تم تجهيزها بأحدث التقنيات في إطار إستراتيجية دعم التخصصات الدقيقة والجراحة الروبوتية وتطوير البنية التحتية الصحية.
تطور ملحوظ
وتطوّر الجراحة الروبوتية سيحفّز حتى الأطباء المهاجرين على العودة خاصة بعد إحداث المركز المختصّ في الجراحة الروبوتية، ناهيك وأن هناك كفاءات طبية تونسية تميّزت في هذا المجال، حيث تمكّن الجراح سامي الفخفاخ من تحقيق انجاز طبي مهم بعد أن نجح في إجراء عملية استئصال للبروستات بواسطة روبوت جراحي بأحد المستشفيات الجامعية الفرنسية.
وتكمن أهمية الجراحة الروبوتية والإقبال المتزايد عليها في العالم في كونها توفّر رؤية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة بما يسمح للجراح بالتحكم بشكل أفضل في أدوات الجراحة .كما تساعد هذه الجراحة على تقليل خطر حدوث مضاعفات مثل نزيف أو جروح داخلية مما يقلل من فترة المكوث في المستشفى بالنسبة للمرضى وهو ما قد يساعد بشكل كبير على تخفيف الاكتظاظ داخل المستشفيات.
منية العرفاوي
من المجالات التي تم التطرّق لها في البحث عن سبل تعزيز التعاون الثنائي خلال اللقاء الذي جمع مؤخرا وزير الصحة مصطفى الفرجاني بالوفد الصيني الممثل لمجمع مختص في الصناعات الصيدلانية والتجهيزات الطبية هو تطوير التجهيزات الطبية واعتماد التكنولوجيا المتقدمة في الجراحة الروبوتية..
والجراحة الروبوتية بكل ما توفّره اليوم من دقة ونجاعة في طبّ الجراحة أحدثت ثورة في عالم الطبّ من خلال توظيف التكنولوجيات الحديثة في معالجة الأمراض والتغلّب عليها، وفي الآونة الأخيرة تسعى تونس من خلال وزارة الصحة إلى اكتساب هذه المعرفة الحديثة وتجهيز بنية تحتية تكون قادرة على استيعاب مثل هذه التدخلات الجراحية الدقيقة. واليوم هناك توجّه إلى إحداث مركز للجراحة الروبوتية بالتعاون مع الجانب الكوري بعد الاتفاق الأولي الذي حصل في فيفري الماضي وإذا حدث وتم انجاز هذا المركز فلن يكون فقط نقلة نوعية محلية للقطاع الصحي بل سيجعل من تونس بوابة للجراحة الروبوتية على المستوى الإفريقي.
وزارة الصحة تتوجه اليوم إلى تنويع شراكاتها الإستراتيجية في المجال الطبي والصحّي، واللقاء الأخير الذي جمع الوزير مصطفى الفرجاني مع وفد مجمع «سينوفارم» الصيني يؤكد هذا التوجه، حيث تم التباحث حول سبل التعاون في مجال تصنيع الأدوية مع مصانع سيفات التونسية، وإنتاج التلاقيح والأمصال بالتعاون مع معهد باستور، بالإضافة إلى دعم البحث والتطوير في مجال الطب التقليدي والعلاج بالنباتات.
الجراحة الروبوتية في تونس
تساعد الجراحة الروبوتية أطباء الجراحة على إجراء العديد من الإجراءات المعقّدة بدقة ومرونة وتحكّم أكبر في مسار العمليات الجراحية دون مفاجآت وذلك مقارنة باستخدام الإجراءات التقليدية، وعادة ما يُجرى هذا النوع من الجراحة عبر شقوق صغيرة أو من خلال الأنسجة، ولكن قد تستعمل أحيانا في الجراحات المفتوحة.
وتُعد الجراحة الروبوتية في تونس مجالا حديثا ولكنه بصدد التطوّر حيث تسعى الدولة لتبني هذه التقنية المتقدمة وتعزيز الابتكار في القطاع الصحي وذلك من خلال التعاون مع كوريا الجنوبية لإنشاء مركز متخصص في الجراحة الروبوتية سيكون الأول في شمال إفريقيا حيث التقى وزير الصحة مصطفى الفرجاني في فيفري الماضي بسفير كوريا الجنوبية بتونس لبحث سبل التعاون في الجراحة الروبوتية والتحول الرقمي في القطاع الصحي. وكان الاتفاق على إحداث مركز للجراحة الروبوتية وذلك من خلال تعزيز الرقمنة الطبية وتطوير التقنيات الصحية المتقدمة وبرامج البحث المشترك لتطوير الابتكارات الطبية مع الحرص على تكوين الكفاءات وتبادل الخبرات في الجراحة الروبوتية، كل ذلك في إطار خطة إستراتيجية للنهوض بهذا النوع من الجراحات الحديثة والتي بدأت في الانتشار في العالم العربي وفي تحقيق نتائج متميزة.
وفي العالم اليوم تُجرى عدة عمليات باستخدام الجراحة الروبوتية بما في ذلك جراحة القلب والأوعية الدموية وجراحة الجهاز الهضمي وجراحة أمراض النساء وجراحة المسالك البولية بالإضافة إلى جراحة الأورام الحميدة والخبيثة وجراحة السمنة وجراحة القولون والمستقيم.
وفي السنوات الأخيرة بدأت تونس في تجريب الجراحة الروبوتية حيث نجخ مستشفى صالح عزّيز للأمراض السرطانية في 2020 وخاصة قسم جراحة الأورام في التدرّب على الجراحة الروبوتية من خلال فريق طبي متكوّن من 14 جراحا وعددا هاما من الأطباء الجراحين الجدد، حيث تستعمل هذه الجراحة في جراحة البطن والجهاز الهضمي، وقد تمكن فريق من معهد صالح عزيز من تسجيل انخفاض من أربع ساعات إلى ساعة ونصف فقط في توقيت العمليات الجراحية الخاصة بجراحة سرطان عنق الرحم بفضل الجراحة الروبوتية والتي تساهم أيضا في تقليص مضاعفات الجراحة في هذا النوع من الحالات السرطانية.
وفي أواخر ماي الماضي أكّد المدير العام للصحة بوزارة الصحة عبد الرزاق بوزويتة على هامش الاحتفال بخمسينية كلية الطب بصفاقس أن تونس ستشهد دخول أول روبوت طبي إلى مستشفى شارل نيكول خلال شهر سبتمبر المقبل وسيكون مخصّصا للجراحة الطبية، وأن هذا الروبوت سيستفيد من خدماته القطاع العمومي والخاص.
ومن العمليات المعقدة والدقيقة والتي تمت في تونس باستعمال التقنيات الحديثة هو نجاح فريق طبي بمستشفى البشير حمزة للأطفال في أفريل الماضي في إجراء أول عملية قلب جراحية دقيقة لرضيع يبلغ من العمر 3 أشهر داخل قسم جراحة القلب للأطفال الذي تم تركيزه حديثا بالمستشفى، وهذا الإنجاز العلمي يمثّل خطوة مهمة نحو تقليص قائمة الانتظار وتحسين التكفّل بحالات القلب المعقدة لدى الأطفال مع الحدّ من اللجوء للعلاج خارج البلاد.
ويُعد قسم جراحة القلب للأطفال بالمستشفى الجامعي البشير حمزة من الأقسام النموذجية الجديدة التي تم تجهيزها بأحدث التقنيات في إطار إستراتيجية دعم التخصصات الدقيقة والجراحة الروبوتية وتطوير البنية التحتية الصحية.
تطور ملحوظ
وتطوّر الجراحة الروبوتية سيحفّز حتى الأطباء المهاجرين على العودة خاصة بعد إحداث المركز المختصّ في الجراحة الروبوتية، ناهيك وأن هناك كفاءات طبية تونسية تميّزت في هذا المجال، حيث تمكّن الجراح سامي الفخفاخ من تحقيق انجاز طبي مهم بعد أن نجح في إجراء عملية استئصال للبروستات بواسطة روبوت جراحي بأحد المستشفيات الجامعية الفرنسية.
وتكمن أهمية الجراحة الروبوتية والإقبال المتزايد عليها في العالم في كونها توفّر رؤية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة بما يسمح للجراح بالتحكم بشكل أفضل في أدوات الجراحة .كما تساعد هذه الجراحة على تقليل خطر حدوث مضاعفات مثل نزيف أو جروح داخلية مما يقلل من فترة المكوث في المستشفى بالنسبة للمرضى وهو ما قد يساعد بشكل كبير على تخفيف الاكتظاظ داخل المستشفيات.