إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ناجية الورغي لـ"الصباح": دراما اليوم تخلّت عن وظيفتها التوعوية.. ونحن في حاجة إلى أعمال فنية تغيّر الراهن

 

  • «احكي يا واد» عمل فني مهم مازال في رفوف التلفزة الوطنية

  • «ريح الفرنان» مستلهم من الواقع، وكُتب بهدف التغيير وليس «من خيال الكاتب»

  • فخورة بأعمالي عن قضايا الخادمات الصغيرات ومعلمات الأرياف، وقمت بتحقيقات اجتماعية لغرض فني في أرياف الشمال الغربي

  • منفتحة على تجارب المسرحيين الشباب، ومستعدة للعمل معهم، ومعتزة بتكريمي في عين دراهم

تحدثت سيدة «مسرح الأرض»، الممثلة القديرة ناجية الورغي، لـ«الصباح» عن رغبتها في التعاون مع شباب المسرح التونسي، قائلة في السياق: «المسرح أخذ وعطاء وتفاعل، وأتمنى أن يتبنى شباب الفن الرابع تجربة التعاون معي، وأعتقد أن هذا الجيل قادر على الإضافة لمسيرتي، وشخصيًا مستعدة لتبادل الرؤى والأفكار والشغف»، رافضة منطق الاختلاف ووجود قطيعة بين أبناء الركح الواحد. واستدركت ناجية الورغي قولها في الإطار نفسه إن المسرح التونسي يتسم بالتنوع، ومستمر في تطوره في المرحلة الراهنة رغم بعض الهنات التي ترافق عددًا من محطاته في السنوات الأخيرة.

ناجية الورغي، التي اعتلت خشبة المسرح سنة 1969 على ركح الكاف، وقدمت على امتداد مسيرتها أكثر من 50 عملًا مسرحيًا، وأسست صحبة رفيق دربها نور الدين الورغي واحدًا من أهم قلاع المقاومة الثقافية في بلادنا «مسرح الأرض» (سنة 1983)، تشرع الباب لتجارب فنية جديدة مع صناع الفرجة من الشباب، مؤكدة أن التجربة علمتها أهمية الانفتاح على الخيارات الإبداعية، والتفاعل مع مختلف الرؤى الفنية.

وعن الدراما التلفزيونية، التي عادت إليها مؤخرًا في دور شرفي بمسلسل «رافل» للمخرج ربيع التكالي، أقرت ضيفة «الصباح» بأن مستوى الأعمال الدرامية تراجع، وأن التغيير لا يمكن أن يحدث دون نصوص قادرة على كشف الحقائق ونقل الواقع. وأشارت سيدة «مسرح الأرض» في هذا السياق إلى سيناريو «احكي يا واد» لنور الدين الورغي، الذي كتب منذ 27 سنة، وإلى اليوم لم يتم تحويله إلى عمل درامي، رغم اقتناء التلفزة التونسية للسيناريو منذ سنة 1997.

ناجية الورغي، التي اشتهرت بدورها في «ريح الفرنان» (1997) و»بنت الكيوسك» (2002) مع نور الدين الورغي، وأطلت على شاشة التلفزة الوطنية في أعمال رمضانية على غرار «بين الثنايا»، «عنبر الليل»، و»من أجل عيون كاترين»، أقرت بأنها ستكون ضمن كاستينغ «احكي يا واد» إذا تم إنتاجه من طرف مؤسسة التلفزة التونسية، مؤكدة أنه عمل فني مهم، ويخوض في قضايا تثمّن الذاكرة الوطنية وتطرح قضايا اجتماعية من عمق البلاد، على غرار مختلف تجارب نور الدين الورغي المسرحية والتلفزيونية.

وللتذكير، فإن هذا المشروع الدرامي لنور الدين الورغي «احكي يا واد»، ومن المنتظر أن يخرجه حمادي عرافة، يروي تفاصيل حقبة مهمة من تاريخ تونس، وتحديدًا نضالات الثوار بالشمال الغربي بين سنتي 1954 و1961.

وعن تكريمها مؤخرًا ضمن فعاليات الدورة السادسة لأيام سينما الجبل بعين دراهم، أقرت ناجية الورغي باستثنائية العلاقة التي تجمعها بمدينة «عين دراهم» وأهلها. فتحدثت لـ»الصباح» عن فترة إقامتها بهذه المدينة، واستلهامها لعدد من خياراتها الفنية من الحياة الاجتماعية بالشمال الغربي.

واعتبرت الممثلة القديرة فترة إقامتها في عين دراهم من أجمل المحطات في حياتها، وأكثرها تأثيرًا في مشوارها الفني. فقد قدمت مسرحية، والفيلم التلفزيوني «ريح الفرنان»، عن قضايا اجتماعية حارقة، أهمها تشغيل الفتيات خادمات في المنازل، قائلة: «آلمتني مشاهد ‹بيع› الفتيات في السوق في فترة التسعينات، وهنّ مجبرات على الانقطاع عن الدراسة والعمل بالبيوت في تونس وصفاقس، إذ يقفن في صف، ويتم الاختيار فيما بينهن وكأنهن سلع للبيع... هذه المشاهد الموجعة في سوق عين دراهم دفعتنا لتقديم عمل فني يدافع عنهن، كما قضية المعلمات في الأرياف. فقد أجرينا عددًا من التحقيقات، وركبنا الحمير، وتنقّلنا بين طرقات قرى عين دراهم الوعرة، للتعمق أكثر في خفايا هذه المجتمعات وتحويل صرخات أهلها لعمل فني ينتقد غياب البنية التحتية، التعليم، الماء، والطرقات المعبدة. ولقد تم مهاجمته في ذاك الزمن من بعض الإعلاميين، وتصنيف مضامينه تحت خانة ‹خيال الكاتب والفنان’.»

واستكملت ناجية الورغي حديثها بمحبة كبيرة وفخر، قائلة: «رغم الرقابة ومحاولات التشويه، تمكنا من التغيير، وتسليط الضوء على الوضع الاجتماعي المزري بالشمال الغربي في التسعينيات عبر الفن والمسرح والصورة. لذلك، يظل حضوري بهذه المنطقة من البلاد، على غرار كل ربوع تونس، شرفًا وأفتخر من أعماق روحي بتكريمي بين أهل عين دراهم والشمال الغربي.»

نجلاء قموع

ناجية الورغي لـ"الصباح": دراما اليوم تخلّت عن وظيفتها التوعوية.. ونحن في حاجة إلى أعمال فنية تغيّر الراهن

 

  • «احكي يا واد» عمل فني مهم مازال في رفوف التلفزة الوطنية

  • «ريح الفرنان» مستلهم من الواقع، وكُتب بهدف التغيير وليس «من خيال الكاتب»

  • فخورة بأعمالي عن قضايا الخادمات الصغيرات ومعلمات الأرياف، وقمت بتحقيقات اجتماعية لغرض فني في أرياف الشمال الغربي

  • منفتحة على تجارب المسرحيين الشباب، ومستعدة للعمل معهم، ومعتزة بتكريمي في عين دراهم

تحدثت سيدة «مسرح الأرض»، الممثلة القديرة ناجية الورغي، لـ«الصباح» عن رغبتها في التعاون مع شباب المسرح التونسي، قائلة في السياق: «المسرح أخذ وعطاء وتفاعل، وأتمنى أن يتبنى شباب الفن الرابع تجربة التعاون معي، وأعتقد أن هذا الجيل قادر على الإضافة لمسيرتي، وشخصيًا مستعدة لتبادل الرؤى والأفكار والشغف»، رافضة منطق الاختلاف ووجود قطيعة بين أبناء الركح الواحد. واستدركت ناجية الورغي قولها في الإطار نفسه إن المسرح التونسي يتسم بالتنوع، ومستمر في تطوره في المرحلة الراهنة رغم بعض الهنات التي ترافق عددًا من محطاته في السنوات الأخيرة.

ناجية الورغي، التي اعتلت خشبة المسرح سنة 1969 على ركح الكاف، وقدمت على امتداد مسيرتها أكثر من 50 عملًا مسرحيًا، وأسست صحبة رفيق دربها نور الدين الورغي واحدًا من أهم قلاع المقاومة الثقافية في بلادنا «مسرح الأرض» (سنة 1983)، تشرع الباب لتجارب فنية جديدة مع صناع الفرجة من الشباب، مؤكدة أن التجربة علمتها أهمية الانفتاح على الخيارات الإبداعية، والتفاعل مع مختلف الرؤى الفنية.

وعن الدراما التلفزيونية، التي عادت إليها مؤخرًا في دور شرفي بمسلسل «رافل» للمخرج ربيع التكالي، أقرت ضيفة «الصباح» بأن مستوى الأعمال الدرامية تراجع، وأن التغيير لا يمكن أن يحدث دون نصوص قادرة على كشف الحقائق ونقل الواقع. وأشارت سيدة «مسرح الأرض» في هذا السياق إلى سيناريو «احكي يا واد» لنور الدين الورغي، الذي كتب منذ 27 سنة، وإلى اليوم لم يتم تحويله إلى عمل درامي، رغم اقتناء التلفزة التونسية للسيناريو منذ سنة 1997.

ناجية الورغي، التي اشتهرت بدورها في «ريح الفرنان» (1997) و»بنت الكيوسك» (2002) مع نور الدين الورغي، وأطلت على شاشة التلفزة الوطنية في أعمال رمضانية على غرار «بين الثنايا»، «عنبر الليل»، و»من أجل عيون كاترين»، أقرت بأنها ستكون ضمن كاستينغ «احكي يا واد» إذا تم إنتاجه من طرف مؤسسة التلفزة التونسية، مؤكدة أنه عمل فني مهم، ويخوض في قضايا تثمّن الذاكرة الوطنية وتطرح قضايا اجتماعية من عمق البلاد، على غرار مختلف تجارب نور الدين الورغي المسرحية والتلفزيونية.

وللتذكير، فإن هذا المشروع الدرامي لنور الدين الورغي «احكي يا واد»، ومن المنتظر أن يخرجه حمادي عرافة، يروي تفاصيل حقبة مهمة من تاريخ تونس، وتحديدًا نضالات الثوار بالشمال الغربي بين سنتي 1954 و1961.

وعن تكريمها مؤخرًا ضمن فعاليات الدورة السادسة لأيام سينما الجبل بعين دراهم، أقرت ناجية الورغي باستثنائية العلاقة التي تجمعها بمدينة «عين دراهم» وأهلها. فتحدثت لـ»الصباح» عن فترة إقامتها بهذه المدينة، واستلهامها لعدد من خياراتها الفنية من الحياة الاجتماعية بالشمال الغربي.

واعتبرت الممثلة القديرة فترة إقامتها في عين دراهم من أجمل المحطات في حياتها، وأكثرها تأثيرًا في مشوارها الفني. فقد قدمت مسرحية، والفيلم التلفزيوني «ريح الفرنان»، عن قضايا اجتماعية حارقة، أهمها تشغيل الفتيات خادمات في المنازل، قائلة: «آلمتني مشاهد ‹بيع› الفتيات في السوق في فترة التسعينات، وهنّ مجبرات على الانقطاع عن الدراسة والعمل بالبيوت في تونس وصفاقس، إذ يقفن في صف، ويتم الاختيار فيما بينهن وكأنهن سلع للبيع... هذه المشاهد الموجعة في سوق عين دراهم دفعتنا لتقديم عمل فني يدافع عنهن، كما قضية المعلمات في الأرياف. فقد أجرينا عددًا من التحقيقات، وركبنا الحمير، وتنقّلنا بين طرقات قرى عين دراهم الوعرة، للتعمق أكثر في خفايا هذه المجتمعات وتحويل صرخات أهلها لعمل فني ينتقد غياب البنية التحتية، التعليم، الماء، والطرقات المعبدة. ولقد تم مهاجمته في ذاك الزمن من بعض الإعلاميين، وتصنيف مضامينه تحت خانة ‹خيال الكاتب والفنان’.»

واستكملت ناجية الورغي حديثها بمحبة كبيرة وفخر، قائلة: «رغم الرقابة ومحاولات التشويه، تمكنا من التغيير، وتسليط الضوء على الوضع الاجتماعي المزري بالشمال الغربي في التسعينيات عبر الفن والمسرح والصورة. لذلك، يظل حضوري بهذه المنطقة من البلاد، على غرار كل ربوع تونس، شرفًا وأفتخر من أعماق روحي بتكريمي بين أهل عين دراهم والشمال الغربي.»

نجلاء قموع