تتواصل الاستعدادات ومتابعة موسم الحصاد لهذه السنة على أكثر من صعيد لا سيما في ظل توقعات بصابة استثنائية من شأنها تعويض سنوات الجفاف الفارطة.
وقد انطلق موسم الحصاد في عدد من الولايات، في حين عطلت الأمطار الأخيرة ونسب الرطوبة العالية انطلاق الموسم في بعض الجهات الأخرى على غرار الشمال الغربي.
حيث تم أمس في الكاف تأجيل الإعلان عن موعد انطلاق موسم الحصاد الى يوم الاثنين القادم وذلك بسبب تواصل ارتفاع نسبة الرطوبة في المزارع والتي بلغت حدود 19 بالمائة في نهاية الأسبوع الماضي، إضافة إلى تواصل حالة الاخضرار بجلّ مزارع الولاية. وأفادت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري أنها «رصدت عمليات تفريخ للنباتات في المزارع نتيجة لكثرة الأمطار التي تهاطلت على الجهة، والتي أدت إلى ظهور سنابل جديدة صغيرة الحجم يتطلب نضجها بعض الوقت ويمكن أن يؤثر سلبا على السنابل الأولى التي بدأت تظهر عليها علامات النضج».
من جهته كان الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة قد دعا مؤخرا جميع مزارعي الحبوب في الجهة إلى ضرورة انتظار الإعلان الرسمي عن تاريخ انطلاق موسم الحصاد، وذلك في إطار الحرص على ضمان جودة المحاصيل.
توقعات الصابة
ورغم عدم إعلان وزارة الفلاحة عن التقديرات الرسمية لصابة الحبوب هذا الموسم إلا أن كل المؤشرات تؤكد أنها صابة قياسية مقاربة بالسنوات الفارطة.
وتوقع الخبير في الشأن الزراعي أنيس بن ريانة، أن إنتاج الحبوب هذا الموسم قد يصل إلى» نحو 20 مليون قنطار، لأن الأمطار الأخيرة وتوزيعها الجيد بين مختلف المناطق ساهم في انتعاش زراعات الحبوب، خصوصًا بعد كميات الأمطار الكبيرة التي سُجلت في شهر أفريل».
بدوره صرح مؤخرا رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري معز بن زغدان، أن « الاتحاد يتوقع أن توفر صابة الحبوب بالنسبة لهذا الموسم أكثر من 60 بالمائة من حاجياتنا الوطنية أي ضعف معدلات السنوات الفارطة».
يشار الى أنّ صابة تونس من الحبوب بلغت في موسم 2024/ 2023 حوالي 11.5 مليون قنطار وحوالي 5 ملايين قنطار في موسم 2022/2023 . في حين تقدر حاجيات تونس السنوية من الحبوب بـ30 مليون قنطار.
استعدادات الوزارة
وفي سياق الاستعدادات لسير موسم الحصاد في أفضل الظروف واستجابة لدعوات الفلاحين والهياكل المهنية المتكررة بضرورة تذليل الصعوبات والإشكاليات المرتبطة بالتجميع والنقل والتخزين وغيرها، ضبطت وزارة الفلاحة جملة من الإجراءات تخص الجوانب القانونية والترتيبية لتجميع الحبوب.
وتشير مصادر الوزارة إلى أنه «منذ فيفري 2025، تم تنظيم سلسلة من الأيام التكوينية لفائدة 120 عونًا من ديوان الحبوب في مجالات أخذ العينات، تعيير الحبوب، وحفظ المخزونات، إضافة إلى تنظيم أكثر من 550 مشاركة في دورات تدريبية خلال شهر ماي. كما تمّ تنظيم أيام حقلية جهوية لتعديل آلات الحصاد والتوقي من الحرائق».
كما تم تجديد كراسات الشروط للمجمّعين واعتماد 7 مجمّعين جدد، إضافة إلى الـ27 مجمعًا المعتمدين في موسم 2024. وقد أعدّت الوزارة «مشروع مرسوم يتيح لديوان الحبوب تمويل شراءات المجمعين، مع تكوين لجنة داخلية صلب الديوان لضبط معايير الموافقة على التمويلات. وقد تقدّم 22 مجمعًا بمطالب تمويل، كما تمت إسناد تسبقات مالية للشركات التعاونية وشركات إنتاج البذور لتأهيل مراكز التجميع».
وكانت المديرة العامة لديوان الحبوب، سلوى بن حديد، قد أكدت مؤخرا على هامش زيارة ميدانية إلى ولاية القيروان، أن الديوان قد وضع على ذمة الفلاحين في كل أنحاء الجمهورية 192 مركز تجميع موزعة على مختلف مناطق الإنتاج.
التخزين والنقل
وأشارت إلى أن الجهود متواصلة لتوسيع طاقة الاستيعاب من خلال البحث عن مواقع إضافية للتخزين، بهدف تخفيف الضغط المتوقع على المخازن الرسمية.
مضيفة أن الطاقة الإجمالية الحالية للتجميع تقدر بنحو 7.8 مليون قنطار.
وتشير مصادر وزارة الفلاحة إلى أنه «تم تجديد عقود تسويغ 50 مركز تجميع لفترة تسع سنوات، إلى جانب تهيئة مراكز إضافية بكل من بنزرت والقيروان وباجة. وقد تمّ رصد طاقات خزن إضافية تُقدّر بمليون قنطار، مع الاستعداد لاستغلال طاقة الخزن لدى المطاحن والخزانات الخاصة».
كما خصصت الوزارة أسطول نقل هام لضمان إجلاء الصابة، يشمل» 7 شاحنات تابعة لديوان الحبوب و400 شاحنة خاصة. وتم الاتفاق على تعليق تسقيف الحمولة والزيادة بنسبة 5 % في تعريفة النقل. كما تمّ إعداد برنامج خاص بالنقل الحديدي عبر 60 عربة، منها 40 مخصّصة لنقل الحبوب إلى الخزانات المركزية في تونس الكبرى».
يذكر أن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصّيد البحري كانت قد أعلنت مؤخرا عن تحديد أسعار قبول الحبوب لصابة 2025 كما يلي:
-القمح الصلب: 140 د/ق (باعتبار منحة التسليم السريع 40 د/ق).
الشّعير والتريتيكال: 90 د/ق (باعتبار منحة التسليم السريع 25 د/ق).
وأكّدت الوزارة، أنّ يوم 5 جويلية 2025 هو آخر أجل للتمتع بمنحة التّسليم السريع على كلّ قنطار من الشعير المحلي والتريتيكال من صابة 2025 و31 أوت 2025 هو آخر أجل للتمتع بمنحة التسليم السريع بالنسبة للقموح.
◗ م.ي
تتواصل الاستعدادات ومتابعة موسم الحصاد لهذه السنة على أكثر من صعيد لا سيما في ظل توقعات بصابة استثنائية من شأنها تعويض سنوات الجفاف الفارطة.
وقد انطلق موسم الحصاد في عدد من الولايات، في حين عطلت الأمطار الأخيرة ونسب الرطوبة العالية انطلاق الموسم في بعض الجهات الأخرى على غرار الشمال الغربي.
حيث تم أمس في الكاف تأجيل الإعلان عن موعد انطلاق موسم الحصاد الى يوم الاثنين القادم وذلك بسبب تواصل ارتفاع نسبة الرطوبة في المزارع والتي بلغت حدود 19 بالمائة في نهاية الأسبوع الماضي، إضافة إلى تواصل حالة الاخضرار بجلّ مزارع الولاية. وأفادت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري أنها «رصدت عمليات تفريخ للنباتات في المزارع نتيجة لكثرة الأمطار التي تهاطلت على الجهة، والتي أدت إلى ظهور سنابل جديدة صغيرة الحجم يتطلب نضجها بعض الوقت ويمكن أن يؤثر سلبا على السنابل الأولى التي بدأت تظهر عليها علامات النضج».
من جهته كان الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة قد دعا مؤخرا جميع مزارعي الحبوب في الجهة إلى ضرورة انتظار الإعلان الرسمي عن تاريخ انطلاق موسم الحصاد، وذلك في إطار الحرص على ضمان جودة المحاصيل.
توقعات الصابة
ورغم عدم إعلان وزارة الفلاحة عن التقديرات الرسمية لصابة الحبوب هذا الموسم إلا أن كل المؤشرات تؤكد أنها صابة قياسية مقاربة بالسنوات الفارطة.
وتوقع الخبير في الشأن الزراعي أنيس بن ريانة، أن إنتاج الحبوب هذا الموسم قد يصل إلى» نحو 20 مليون قنطار، لأن الأمطار الأخيرة وتوزيعها الجيد بين مختلف المناطق ساهم في انتعاش زراعات الحبوب، خصوصًا بعد كميات الأمطار الكبيرة التي سُجلت في شهر أفريل».
بدوره صرح مؤخرا رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري معز بن زغدان، أن « الاتحاد يتوقع أن توفر صابة الحبوب بالنسبة لهذا الموسم أكثر من 60 بالمائة من حاجياتنا الوطنية أي ضعف معدلات السنوات الفارطة».
يشار الى أنّ صابة تونس من الحبوب بلغت في موسم 2024/ 2023 حوالي 11.5 مليون قنطار وحوالي 5 ملايين قنطار في موسم 2022/2023 . في حين تقدر حاجيات تونس السنوية من الحبوب بـ30 مليون قنطار.
استعدادات الوزارة
وفي سياق الاستعدادات لسير موسم الحصاد في أفضل الظروف واستجابة لدعوات الفلاحين والهياكل المهنية المتكررة بضرورة تذليل الصعوبات والإشكاليات المرتبطة بالتجميع والنقل والتخزين وغيرها، ضبطت وزارة الفلاحة جملة من الإجراءات تخص الجوانب القانونية والترتيبية لتجميع الحبوب.
وتشير مصادر الوزارة إلى أنه «منذ فيفري 2025، تم تنظيم سلسلة من الأيام التكوينية لفائدة 120 عونًا من ديوان الحبوب في مجالات أخذ العينات، تعيير الحبوب، وحفظ المخزونات، إضافة إلى تنظيم أكثر من 550 مشاركة في دورات تدريبية خلال شهر ماي. كما تمّ تنظيم أيام حقلية جهوية لتعديل آلات الحصاد والتوقي من الحرائق».
كما تم تجديد كراسات الشروط للمجمّعين واعتماد 7 مجمّعين جدد، إضافة إلى الـ27 مجمعًا المعتمدين في موسم 2024. وقد أعدّت الوزارة «مشروع مرسوم يتيح لديوان الحبوب تمويل شراءات المجمعين، مع تكوين لجنة داخلية صلب الديوان لضبط معايير الموافقة على التمويلات. وقد تقدّم 22 مجمعًا بمطالب تمويل، كما تمت إسناد تسبقات مالية للشركات التعاونية وشركات إنتاج البذور لتأهيل مراكز التجميع».
وكانت المديرة العامة لديوان الحبوب، سلوى بن حديد، قد أكدت مؤخرا على هامش زيارة ميدانية إلى ولاية القيروان، أن الديوان قد وضع على ذمة الفلاحين في كل أنحاء الجمهورية 192 مركز تجميع موزعة على مختلف مناطق الإنتاج.
التخزين والنقل
وأشارت إلى أن الجهود متواصلة لتوسيع طاقة الاستيعاب من خلال البحث عن مواقع إضافية للتخزين، بهدف تخفيف الضغط المتوقع على المخازن الرسمية.
مضيفة أن الطاقة الإجمالية الحالية للتجميع تقدر بنحو 7.8 مليون قنطار.
وتشير مصادر وزارة الفلاحة إلى أنه «تم تجديد عقود تسويغ 50 مركز تجميع لفترة تسع سنوات، إلى جانب تهيئة مراكز إضافية بكل من بنزرت والقيروان وباجة. وقد تمّ رصد طاقات خزن إضافية تُقدّر بمليون قنطار، مع الاستعداد لاستغلال طاقة الخزن لدى المطاحن والخزانات الخاصة».
كما خصصت الوزارة أسطول نقل هام لضمان إجلاء الصابة، يشمل» 7 شاحنات تابعة لديوان الحبوب و400 شاحنة خاصة. وتم الاتفاق على تعليق تسقيف الحمولة والزيادة بنسبة 5 % في تعريفة النقل. كما تمّ إعداد برنامج خاص بالنقل الحديدي عبر 60 عربة، منها 40 مخصّصة لنقل الحبوب إلى الخزانات المركزية في تونس الكبرى».
يذكر أن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصّيد البحري كانت قد أعلنت مؤخرا عن تحديد أسعار قبول الحبوب لصابة 2025 كما يلي:
-القمح الصلب: 140 د/ق (باعتبار منحة التسليم السريع 40 د/ق).
الشّعير والتريتيكال: 90 د/ق (باعتبار منحة التسليم السريع 25 د/ق).
وأكّدت الوزارة، أنّ يوم 5 جويلية 2025 هو آخر أجل للتمتع بمنحة التّسليم السريع على كلّ قنطار من الشعير المحلي والتريتيكال من صابة 2025 و31 أوت 2025 هو آخر أجل للتمتع بمنحة التسليم السريع بالنسبة للقموح.