إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

التمديد‭ ‬في‭ ‬العفو‭ ‬الاجتماعي.. فتح‭ ‬المجال‭ ‬للمؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬للاستفادة‭ ‬ضمانا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة

صدر‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬الأمر‭ ‬عدد‭ ‬259‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬ماي‭ ‬2025‭ ‬ويتعلق‭ ‬بالتمديد‭ ‬في‭ ‬أجل‭ ‬طرح‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬المستوجبة‭ ‬بعنوان‭ ‬اشتراكات‭ ‬أنظمة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ونظام‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬الحاصلة‭ ‬بسبب‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭. ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬منذ‭ ‬يومين‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬23‭ ‬ماي‭ ‬الجاري،‭ ‬التمديد‭ ‬في‭ ‬أجل‭ ‬طرح‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬المستوجبة‭ ‬بعنوان‭ ‬اشتراكات‭ ‬أنظمة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ونظام‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬الحاصلة‭ ‬بسبب‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬والأمراض‭ ‬المهنية،‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬31‭ ‬ديسمبر‭ ‬2025‭ ‬مع‭ ‬تطبيق‭ ‬نفس‭ ‬الشروط‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬سابقا‭.‬

 

وبينت‭ ‬الوزارة،‭ ‬وفق‭ ‬المعطيات‭ ‬الواردة‭ ‬بالأمر‭ ‬عدد‭ ‬259‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬والصادر‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬عدد‭ ‬60‭ ‬لسنة‭ ‬2025،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأضرار‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬2‭ ‬من‭ ‬الأمر‭ ‬عدد‭ ‬503‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬وتنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يُمنح‭ ‬طَرْحُ‭ ‬كُلّي‭ ‬أو‭ ‬جزئي‭ ‬بصفة‭ ‬آلية‭ ‬لمبالغ‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬المستوجبة‭ ‬والموظفة‭ ‬على‭ ‬الاشتراكات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬دفعها‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬دفعها‭ ‬بعد‭ ‬تاريخ‭ ‬حلولها‭ ‬بعنوان‭ ‬الأنظمة‭ ‬المذكورة‮»‬‭.‬
كما‭ ‬ينتفع‭ ‬بهذا‭ ‬الإعفاء‭ ‬المدينون‭ ‬للصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بمبالغ‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬شرط‭ ‬خلاص‭ ‬كامل‭ ‬مبلغ‭ ‬أصل‭ ‬الدين‭ ‬ومصاريف‭ ‬التتبع‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أقساط‭ ‬شهرية‭ ‬وفقا‭ ‬لروزنامة‭ ‬دفع‭ ‬تُبرم‭ ‬مع‭ ‬الصندوق‭.‬
وقد‭ ‬انتهى‭ ‬موعد‭ ‬العفو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الأول‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬أفريل‭ ‬الماضي‭ ‬2025‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مقررا‭ ‬انتهاءه‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬مارس‭ ‬الفارط‭ ‬وجاء‭ ‬التمديد‭ ‬ببعض‭ ‬الأيام‭ ‬نتيجة‭ ‬لتزامن‭ ‬هذا‭ ‬الموعد‭ ‬مع‭ ‬عطلة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭.‬
الخطايا‭ ‬‮ ‬عبء‭ ‬على‭ ‬المنخرطين‭ ‬والصندوق
وتعد‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬المستوجبة‭ ‬عبئًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬يعوق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬عن‭ ‬تسوية‭ ‬وضعياتهم‭ ‬مع‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسّطة،‭ ‬مثلا،‭ ‬تطلق‭ ‬نداء‭ ‬للمطالبة‭ ‬بالتمديد‭ ‬في‭ ‬العفو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وذلك‭ ‬نظراً‭ ‬للظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمهن‭ ‬الحرة،‭ ‬وفق‭ ‬الجمعية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تمكن‭ ‬جميع‭ ‬الأعوان‭ ‬والمهنيين‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬ملفاتهم‭ ‬في‭ ‬الآجال‭ ‬المحددة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬العفو‭ ‬الأول‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المعظم‭.‬
ويُعتبر‭ ‬هذا‭ ‬التمديد‭ ‬ضرورة‭ ‬لضمان‭ ‬استفادة‭ ‬أوسع‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭.‬
فمثلا‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬العفو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬منخرط‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬وأفراد،‭ ‬حيث‭ ‬تمتعت‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬مؤسسة‭ ‬بالعفو‭ ‬بالإضافة‭ ‬و17‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭.‬
وإقرار‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التمديد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬توفير‭ ‬موارد‭ ‬أكثر‭ ‬للصندوق‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬ديونه‭ ‬لدى‭ ‬المنخرطين‭.‬
وحسب‭ ‬أرقام‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬مستحقات‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لدى‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬8200‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬منها‭ ‬3500‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬ديون‭ ‬‮«‬متفحمة‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاصها‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ديون‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬لدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بلغت‭ ‬1200‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وتسجل‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الثلاثة‭ ‬صعوبات‭ ‬مالية‭ ‬وعجزا‭ ‬بصور‭ ‬متفاوتة‭.‬
التهرم‭ ‬يهدد‭ ‬موازنات‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي
ووفق‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬ماي‭ ‬2025،‭ ‬حول‭ ‬النتائج‭ ‬الرسمية‭ ‬للتعداد‭ ‬العام‭ ‬للسكان‭ ‬والسكنى‭ ‬لسنة‭ ‬2024،‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الهرم‭ ‬السكاني‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬قد‭ ‬اتخذ‭ ‬منحى‭ ‬نحو‭ ‬التهرم،‭ ‬إذ‭ ‬بلغ‭ ‬متوسّط‭ ‬العمر‭ ‬35‭ ‬سنة‭.‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يظهر‭ ‬مجتمعا‭ ‬شابا‭ ‬نسبيا‭ (‬35.5‭ ‬سنة‭) ‬إلاّ‭ ‬أن‭ ‬المؤشرات‭ ‬الخصوبة‭ ‬وأمل‭ ‬الحياة‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬والهيكلة‭ ‬العمرية‭ ‬للسكان،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬منحى‭ ‬واضح‭ ‬نحو‭ ‬الشيخوخة‭ ‬السكانية‭.‬
ويبرز‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتفاع‭ ‬مؤشر‭ ‬الإعالة‭ ‬الديمغرافية‭ ‬لكبار‭ ‬السن،‭ ‬ومؤشر‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬مما‭ ‬يطرح‭ ‬تحديات‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصحية‭ ‬والاجتماعية‭.‬
ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬تبرز‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬اختلال‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭ ‬للصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬نتيجة‭ ‬تراجع‭ ‬عدد‭ ‬المنخرطين‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وكل‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالالتزامات‭ ‬الموكولة‭ ‬لها‭ ‬نتيجة‭ ‬لارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬المتقاعدين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأجيال‭ ‬النشيطة،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬المساهمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشركات‭ ‬جراء‭ ‬الصعوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وضعف‭ ‬النمو‭ ‬وارتفاع‭ ‬البطالة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تنامي‭ ‬الاقتصاد‭ ‬‮«‬الموازي‮»‬‭ ‬وسوء‭ ‬الحوكمة‭ ‬وغياب‭ ‬الإصلاحات‭ ‬اللازمة‭ ‬للنهوض‭ ‬بمنظومة‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭.‬
القضاء‭ ‬على‭ ‬المناولة‭ ‬والتشغيل‭ ‬الهش‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة
تعد‭ ‬مصادقة‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬ماي‭ ‬2025‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬16‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة،‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تدعيم‭ ‬عدد‭ ‬المنخرطين‭ ‬الناشطين‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعزيز‭ ‬موارده‭ ‬عبر‭ ‬توسيع‭ ‬التغطية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لتشمل‭ ‬جميع‭ ‬الفئات،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الهشاشة‭ ‬مثل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المناولة‭ ‬وعمال‭ ‬حضائر‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العاملات‭ ‬الفلاحيات‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬المنظمة‭.‬
وكان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬لدى‭ ‬استقباله‭ ‬لوزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر،‭ ‬قد‭ ‬تناول‭ ‬التشريعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الشغلية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬حيث‭ ‬أسدى‭ ‬تعليماته‭ ‬بإيجاد‭ ‬صيغ‭ ‬جديدة‭ ‬تتعلق‭ ‬بتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬تمويل‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتقاعد‭ ‬والحيطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭.‬
فتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬دخل‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وهيكلتها‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬ديناميكية‭ ‬جديدة‭ ‬داخلها‭ ‬بما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬مزيد‭ ‬ضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الأجراء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والمتقاعدين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

حنان‭ ‬قيراط

 التمديد‭ ‬في‭ ‬العفو‭ ‬الاجتماعي.. فتح‭ ‬المجال‭ ‬للمؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬للاستفادة‭ ‬ضمانا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة

صدر‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬الأمر‭ ‬عدد‭ ‬259‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬ماي‭ ‬2025‭ ‬ويتعلق‭ ‬بالتمديد‭ ‬في‭ ‬أجل‭ ‬طرح‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬المستوجبة‭ ‬بعنوان‭ ‬اشتراكات‭ ‬أنظمة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ونظام‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬الحاصلة‭ ‬بسبب‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭. ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬منذ‭ ‬يومين‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬23‭ ‬ماي‭ ‬الجاري،‭ ‬التمديد‭ ‬في‭ ‬أجل‭ ‬طرح‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬المستوجبة‭ ‬بعنوان‭ ‬اشتراكات‭ ‬أنظمة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ونظام‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬الحاصلة‭ ‬بسبب‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬والأمراض‭ ‬المهنية،‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬31‭ ‬ديسمبر‭ ‬2025‭ ‬مع‭ ‬تطبيق‭ ‬نفس‭ ‬الشروط‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬سابقا‭.‬

 

وبينت‭ ‬الوزارة،‭ ‬وفق‭ ‬المعطيات‭ ‬الواردة‭ ‬بالأمر‭ ‬عدد‭ ‬259‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬والصادر‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬عدد‭ ‬60‭ ‬لسنة‭ ‬2025،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأضرار‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬2‭ ‬من‭ ‬الأمر‭ ‬عدد‭ ‬503‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬وتنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يُمنح‭ ‬طَرْحُ‭ ‬كُلّي‭ ‬أو‭ ‬جزئي‭ ‬بصفة‭ ‬آلية‭ ‬لمبالغ‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬المستوجبة‭ ‬والموظفة‭ ‬على‭ ‬الاشتراكات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬دفعها‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬دفعها‭ ‬بعد‭ ‬تاريخ‭ ‬حلولها‭ ‬بعنوان‭ ‬الأنظمة‭ ‬المذكورة‮»‬‭.‬
كما‭ ‬ينتفع‭ ‬بهذا‭ ‬الإعفاء‭ ‬المدينون‭ ‬للصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بمبالغ‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬شرط‭ ‬خلاص‭ ‬كامل‭ ‬مبلغ‭ ‬أصل‭ ‬الدين‭ ‬ومصاريف‭ ‬التتبع‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أقساط‭ ‬شهرية‭ ‬وفقا‭ ‬لروزنامة‭ ‬دفع‭ ‬تُبرم‭ ‬مع‭ ‬الصندوق‭.‬
وقد‭ ‬انتهى‭ ‬موعد‭ ‬العفو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الأول‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬أفريل‭ ‬الماضي‭ ‬2025‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مقررا‭ ‬انتهاءه‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬مارس‭ ‬الفارط‭ ‬وجاء‭ ‬التمديد‭ ‬ببعض‭ ‬الأيام‭ ‬نتيجة‭ ‬لتزامن‭ ‬هذا‭ ‬الموعد‭ ‬مع‭ ‬عطلة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭.‬
الخطايا‭ ‬‮ ‬عبء‭ ‬على‭ ‬المنخرطين‭ ‬والصندوق
وتعد‭ ‬خطايا‭ ‬التأخير‭ ‬المستوجبة‭ ‬عبئًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬يعوق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬عن‭ ‬تسوية‭ ‬وضعياتهم‭ ‬مع‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسّطة،‭ ‬مثلا،‭ ‬تطلق‭ ‬نداء‭ ‬للمطالبة‭ ‬بالتمديد‭ ‬في‭ ‬العفو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وذلك‭ ‬نظراً‭ ‬للظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمهن‭ ‬الحرة،‭ ‬وفق‭ ‬الجمعية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تمكن‭ ‬جميع‭ ‬الأعوان‭ ‬والمهنيين‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬ملفاتهم‭ ‬في‭ ‬الآجال‭ ‬المحددة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬العفو‭ ‬الأول‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المعظم‭.‬
ويُعتبر‭ ‬هذا‭ ‬التمديد‭ ‬ضرورة‭ ‬لضمان‭ ‬استفادة‭ ‬أوسع‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭.‬
فمثلا‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬العفو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬منخرط‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬وأفراد،‭ ‬حيث‭ ‬تمتعت‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬مؤسسة‭ ‬بالعفو‭ ‬بالإضافة‭ ‬و17‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭.‬
وإقرار‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التمديد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬توفير‭ ‬موارد‭ ‬أكثر‭ ‬للصندوق‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬ديونه‭ ‬لدى‭ ‬المنخرطين‭.‬
وحسب‭ ‬أرقام‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬مستحقات‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لدى‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬8200‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬منها‭ ‬3500‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬ديون‭ ‬‮«‬متفحمة‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاصها‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ديون‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬لدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بلغت‭ ‬1200‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وتسجل‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الثلاثة‭ ‬صعوبات‭ ‬مالية‭ ‬وعجزا‭ ‬بصور‭ ‬متفاوتة‭.‬
التهرم‭ ‬يهدد‭ ‬موازنات‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي
ووفق‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬ماي‭ ‬2025،‭ ‬حول‭ ‬النتائج‭ ‬الرسمية‭ ‬للتعداد‭ ‬العام‭ ‬للسكان‭ ‬والسكنى‭ ‬لسنة‭ ‬2024،‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الهرم‭ ‬السكاني‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬قد‭ ‬اتخذ‭ ‬منحى‭ ‬نحو‭ ‬التهرم،‭ ‬إذ‭ ‬بلغ‭ ‬متوسّط‭ ‬العمر‭ ‬35‭ ‬سنة‭.‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يظهر‭ ‬مجتمعا‭ ‬شابا‭ ‬نسبيا‭ (‬35.5‭ ‬سنة‭) ‬إلاّ‭ ‬أن‭ ‬المؤشرات‭ ‬الخصوبة‭ ‬وأمل‭ ‬الحياة‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬والهيكلة‭ ‬العمرية‭ ‬للسكان،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬منحى‭ ‬واضح‭ ‬نحو‭ ‬الشيخوخة‭ ‬السكانية‭.‬
ويبرز‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتفاع‭ ‬مؤشر‭ ‬الإعالة‭ ‬الديمغرافية‭ ‬لكبار‭ ‬السن،‭ ‬ومؤشر‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬مما‭ ‬يطرح‭ ‬تحديات‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصحية‭ ‬والاجتماعية‭.‬
ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬تبرز‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬اختلال‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭ ‬للصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬نتيجة‭ ‬تراجع‭ ‬عدد‭ ‬المنخرطين‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وكل‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالالتزامات‭ ‬الموكولة‭ ‬لها‭ ‬نتيجة‭ ‬لارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬المتقاعدين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأجيال‭ ‬النشيطة،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬المساهمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشركات‭ ‬جراء‭ ‬الصعوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وضعف‭ ‬النمو‭ ‬وارتفاع‭ ‬البطالة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تنامي‭ ‬الاقتصاد‭ ‬‮«‬الموازي‮»‬‭ ‬وسوء‭ ‬الحوكمة‭ ‬وغياب‭ ‬الإصلاحات‭ ‬اللازمة‭ ‬للنهوض‭ ‬بمنظومة‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭.‬
القضاء‭ ‬على‭ ‬المناولة‭ ‬والتشغيل‭ ‬الهش‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة
تعد‭ ‬مصادقة‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬ماي‭ ‬2025‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬16‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة،‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تدعيم‭ ‬عدد‭ ‬المنخرطين‭ ‬الناشطين‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعزيز‭ ‬موارده‭ ‬عبر‭ ‬توسيع‭ ‬التغطية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لتشمل‭ ‬جميع‭ ‬الفئات،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الهشاشة‭ ‬مثل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المناولة‭ ‬وعمال‭ ‬حضائر‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العاملات‭ ‬الفلاحيات‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬المنظمة‭.‬
وكان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬لدى‭ ‬استقباله‭ ‬لوزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر،‭ ‬قد‭ ‬تناول‭ ‬التشريعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الشغلية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬حيث‭ ‬أسدى‭ ‬تعليماته‭ ‬بإيجاد‭ ‬صيغ‭ ‬جديدة‭ ‬تتعلق‭ ‬بتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬تمويل‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتقاعد‭ ‬والحيطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭.‬
فتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬دخل‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وهيكلتها‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬ديناميكية‭ ‬جديدة‭ ‬داخلها‭ ‬بما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬مزيد‭ ‬ضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الأجراء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والمتقاعدين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

حنان‭ ‬قيراط