مشاريع هامة سيكون إنجازها نقطة تحوّل كبرى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي واستثمارات ضخمة تراهن الصين اليوم على إنجازها بالشراكة مع الدولة التونسية التي تحرص بدورها على دعم هذه الشراكة وتذليل كل الصعوبات أمامها وقد استعرض رئيس الجمهورية قيس سعيد في لقائه أول أمس مع عضو المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، لي شولي، الحصيلة المثمرة والإيجابية لتجارب التعاون الثنائي والمشاريع التي يجري العمل على تنفيذها على غرار مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان وجسري بنزرت وجربة والحي الأولمبي بالمنزه وتوسيع مطار تونس قرطاج الدولي ومشروع السكة الحديدية التي تربط شمال البلاد بجنوبها..
كما أكد رئيس الجمهورية انخراط تونس في مبادرة «الحزام والطريق» وأهمية هذه المبادرة التي تتيح فرص تعاون وشراكة حقيقية. ومبادرة الحزام والطريق الصينية تهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر استثمارات مالية ضخمة في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية وذلك ببناء مرافئ وطرقات وسككا حديدية ومناطق صناعية من بينها بعض المشاريع التي تستثمرها الصين في تونس مثل جسر بنزرت والتي تتنزّل في هذا الإطار .
الاستثمارات الصينية
في وقت سابق أكّد سفير جمهورية الصين الشعبية في تونس «جانغ جيان هوا» على هامش ندوة عُقدت بمناسبة «المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني وإنجازات الصين في العشر سنوات الماضية «أن شركات صينية ترغب في الاستثمار في تونس، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز الذي يسهّل التصدير نحو الدول الإفريقية جنوب الصحراء والدول الأوروبية وقد كشف عن مشروع يبلغ حجمه 200 مليون دينار ستنجزه الصين قريبا في تونس لإنتاج الطاقة الشمسية والطاقة الكهرضوئية.
وفي الزيارة التي أداها رئيس الحكومة السابق، كمال المدوري، الى الصين ولقائه بنائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغ شيويه شيانغ أكّد الأخير أن جمهورية الصين الشعبية متمسّكة بدعم تونس وإتمام المشاريع المبرمجة بين البلدين على غرار جسر بنزرت، ومحطة توليد الطاقة الشمسية والفطوضوئية، هذا إضافة الى المدينة الصحية بالقيروان وتوسعة مستشفى صفاقس الجامعي وإنشاء مستشفى علاج الأورام بقابس..
وكانت الحكومة قد وقّعت مع الشريك الصيني الممثل في شركة المجمع الصيني سيشوان للطرقات والجسور، اتفاقا بقيمة 250 مليون أورو، لانجاز جسر مدينة بنزرت. ومن المقرر تمويل المشروع بقروض من مجموعة البنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار ووفق الدراسات الأولية فإن هذا الجسر سيمتد لمسافة 2.07 كيلومتر ويبلغ ارتفاعه 56 مترا، ويعتبر هذا الجسر منجزا حيويا واستراتيجيا لمدينة بنزرت، حيث سيقلّص من استنزاف الوقت في الدخول والخروج من مدينة بنزرت، كما يحصل اليوم.. وكانت مديرة وحدة التصرف المكلفة بإنجاز المشروع ليليا السيفاوي، صرّحت في وقت سابق، أن مشروع جسر بنزرت الجديد تبلغ كلفته المالية الأولية 750 مليون دينار مبينة انه ينقسم إلى ثلاثة أقساط وسيسمح بمرور جميع أنواع البواخر وسيكون جاهزا وفق بنود الصفقة في حدود الثلاثية الثالثة لسنة 2027.
خلال زيارة رئيس الحكومة السابق كمال مدوري الى بيكين شدّد الجانب الصيني على أنه يولي اهتماما بالغا لانجاز المدينة الصحية بالقيروان، داعيا الى انجاز دراسات الجدوى لهذا المشروع الهام.. وفي جوان الماضي أكدت وزيرة التجهيز السابقة ورئيسة الحكومة الحالية سارة الزعفراني أن كلفة مشروع المدينة الصحية بالقيروان تبلغ 1.2 مليار دولار وذلك على هامش زيارة قام بها وفد صيني رفيع الى موقع مشروع مدينة الأغالبة الصحية بالقيروان وذلك بطلب من الجانب الصيني للاطلاع على مختلف مكوناته وتقييمه ودراسته. وأكدت وزيرة التجهيز وقتها أن هذا المشروع يمتد على 550 هك ويضم 9 فضاءات في مختلف الاختصاصات الطبية والخدمات الصحية والبحث العلمي والمجال الجامعي وتصنيع الأدوية إلى جانب إنتاج الطاقات المتجددة ومعالجة النفايات والمشاريع السكنية وفضاءات سياحية وثقافية. كما سيضم المشروع فضاء للخدمات الصحية يحتوي على مستشفى جامعي بطاقة 400 سرير ونزلين لفائدة المرضى ووحدة استعجالي مع إخلاء صحي بري وجوي (طائرات عمودية) ووحدة علاج الأورام الطبية والجراحية وبالأشعة والرعاية الملطفة ومركز لرعاية مرضى التوحد ومصحة عمومية متعددة الاختصاصات ومصحات خاصة. ويتوقع أن يساهم مشروع المدينة الصحية في إحداث أكثر من 40 ألف مواطن شغل في جميع المجالات والمستويات. وفي أكتوبر الماضي صدر بالرائد الرسمي أمر رئاسي، يتعلّق بإحداث مؤسسة مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان وبضبط تنظيمها الإداري والمالي وطرق تسييرها.
وضعية ملعب المنزه
وكان ترميم ملعب المنزه وتجاوز التعثّر الذي أصاب أشغاله، محور اهتمام من الحكومة، حيث مثلت وضعية الملعب الأولمبي بالمنزه في الاجتماع الأول للجنة المشاريع، الذي انعقد في جانفي الماضي بقصر الحكومة بالقصبة، أولوية، وقد تقرر خلال الانطلاق في الإجراءات المستوجبة لإعادة بناء الملعب الأولمبي بالمنزه بكل مكوناته وفقا للمواصفات والمعايير الفنيّة المعتمدة دوليّا، والعمل على الانطلاق الفعلي في بداية الأشغال خلال السّداسي الثّاني لسنة 2025 وستتولّى شركة صينية انجاز الأشغال .
ومن المشاريع أيضا التي تحدّث عنها رئيس الجمهورية في وقت سابق وذكرها خلال لقائه الأخير مع عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني نجد مشروع القطار السريعTGV والذي سيربط شمال تونس بجنوبها، وهو من المشاريع الضخمة التي تتطلب تمويلات كبيرة وقد عبّر الجانب الصيني عن رغبته في انجاز هذا المشروع بالشراكة مع الجانب التونسي متى توفّرت الاعتمادات المالية اللازمة للانطلاق في الأشغال.
وبالنسبة لجسر بنزرت أو مدينة الأغالبة الصحية أو مشروع القطار السريع، فإن كل هذه المشاريع الضخمة والواعدة من الممكن إذا تم إنجازها في أفضل الظروف، أن تساهم بشكل كبير في تغيير وجه البلاد وفي التقدّم بها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي .
منية العرفاوي
مشاريع هامة سيكون إنجازها نقطة تحوّل كبرى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي واستثمارات ضخمة تراهن الصين اليوم على إنجازها بالشراكة مع الدولة التونسية التي تحرص بدورها على دعم هذه الشراكة وتذليل كل الصعوبات أمامها وقد استعرض رئيس الجمهورية قيس سعيد في لقائه أول أمس مع عضو المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، لي شولي، الحصيلة المثمرة والإيجابية لتجارب التعاون الثنائي والمشاريع التي يجري العمل على تنفيذها على غرار مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان وجسري بنزرت وجربة والحي الأولمبي بالمنزه وتوسيع مطار تونس قرطاج الدولي ومشروع السكة الحديدية التي تربط شمال البلاد بجنوبها..
كما أكد رئيس الجمهورية انخراط تونس في مبادرة «الحزام والطريق» وأهمية هذه المبادرة التي تتيح فرص تعاون وشراكة حقيقية. ومبادرة الحزام والطريق الصينية تهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر استثمارات مالية ضخمة في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية وذلك ببناء مرافئ وطرقات وسككا حديدية ومناطق صناعية من بينها بعض المشاريع التي تستثمرها الصين في تونس مثل جسر بنزرت والتي تتنزّل في هذا الإطار .
الاستثمارات الصينية
في وقت سابق أكّد سفير جمهورية الصين الشعبية في تونس «جانغ جيان هوا» على هامش ندوة عُقدت بمناسبة «المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني وإنجازات الصين في العشر سنوات الماضية «أن شركات صينية ترغب في الاستثمار في تونس، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز الذي يسهّل التصدير نحو الدول الإفريقية جنوب الصحراء والدول الأوروبية وقد كشف عن مشروع يبلغ حجمه 200 مليون دينار ستنجزه الصين قريبا في تونس لإنتاج الطاقة الشمسية والطاقة الكهرضوئية.
وفي الزيارة التي أداها رئيس الحكومة السابق، كمال المدوري، الى الصين ولقائه بنائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغ شيويه شيانغ أكّد الأخير أن جمهورية الصين الشعبية متمسّكة بدعم تونس وإتمام المشاريع المبرمجة بين البلدين على غرار جسر بنزرت، ومحطة توليد الطاقة الشمسية والفطوضوئية، هذا إضافة الى المدينة الصحية بالقيروان وتوسعة مستشفى صفاقس الجامعي وإنشاء مستشفى علاج الأورام بقابس..
وكانت الحكومة قد وقّعت مع الشريك الصيني الممثل في شركة المجمع الصيني سيشوان للطرقات والجسور، اتفاقا بقيمة 250 مليون أورو، لانجاز جسر مدينة بنزرت. ومن المقرر تمويل المشروع بقروض من مجموعة البنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار ووفق الدراسات الأولية فإن هذا الجسر سيمتد لمسافة 2.07 كيلومتر ويبلغ ارتفاعه 56 مترا، ويعتبر هذا الجسر منجزا حيويا واستراتيجيا لمدينة بنزرت، حيث سيقلّص من استنزاف الوقت في الدخول والخروج من مدينة بنزرت، كما يحصل اليوم.. وكانت مديرة وحدة التصرف المكلفة بإنجاز المشروع ليليا السيفاوي، صرّحت في وقت سابق، أن مشروع جسر بنزرت الجديد تبلغ كلفته المالية الأولية 750 مليون دينار مبينة انه ينقسم إلى ثلاثة أقساط وسيسمح بمرور جميع أنواع البواخر وسيكون جاهزا وفق بنود الصفقة في حدود الثلاثية الثالثة لسنة 2027.
خلال زيارة رئيس الحكومة السابق كمال مدوري الى بيكين شدّد الجانب الصيني على أنه يولي اهتماما بالغا لانجاز المدينة الصحية بالقيروان، داعيا الى انجاز دراسات الجدوى لهذا المشروع الهام.. وفي جوان الماضي أكدت وزيرة التجهيز السابقة ورئيسة الحكومة الحالية سارة الزعفراني أن كلفة مشروع المدينة الصحية بالقيروان تبلغ 1.2 مليار دولار وذلك على هامش زيارة قام بها وفد صيني رفيع الى موقع مشروع مدينة الأغالبة الصحية بالقيروان وذلك بطلب من الجانب الصيني للاطلاع على مختلف مكوناته وتقييمه ودراسته. وأكدت وزيرة التجهيز وقتها أن هذا المشروع يمتد على 550 هك ويضم 9 فضاءات في مختلف الاختصاصات الطبية والخدمات الصحية والبحث العلمي والمجال الجامعي وتصنيع الأدوية إلى جانب إنتاج الطاقات المتجددة ومعالجة النفايات والمشاريع السكنية وفضاءات سياحية وثقافية. كما سيضم المشروع فضاء للخدمات الصحية يحتوي على مستشفى جامعي بطاقة 400 سرير ونزلين لفائدة المرضى ووحدة استعجالي مع إخلاء صحي بري وجوي (طائرات عمودية) ووحدة علاج الأورام الطبية والجراحية وبالأشعة والرعاية الملطفة ومركز لرعاية مرضى التوحد ومصحة عمومية متعددة الاختصاصات ومصحات خاصة. ويتوقع أن يساهم مشروع المدينة الصحية في إحداث أكثر من 40 ألف مواطن شغل في جميع المجالات والمستويات. وفي أكتوبر الماضي صدر بالرائد الرسمي أمر رئاسي، يتعلّق بإحداث مؤسسة مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان وبضبط تنظيمها الإداري والمالي وطرق تسييرها.
وضعية ملعب المنزه
وكان ترميم ملعب المنزه وتجاوز التعثّر الذي أصاب أشغاله، محور اهتمام من الحكومة، حيث مثلت وضعية الملعب الأولمبي بالمنزه في الاجتماع الأول للجنة المشاريع، الذي انعقد في جانفي الماضي بقصر الحكومة بالقصبة، أولوية، وقد تقرر خلال الانطلاق في الإجراءات المستوجبة لإعادة بناء الملعب الأولمبي بالمنزه بكل مكوناته وفقا للمواصفات والمعايير الفنيّة المعتمدة دوليّا، والعمل على الانطلاق الفعلي في بداية الأشغال خلال السّداسي الثّاني لسنة 2025 وستتولّى شركة صينية انجاز الأشغال .
ومن المشاريع أيضا التي تحدّث عنها رئيس الجمهورية في وقت سابق وذكرها خلال لقائه الأخير مع عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني نجد مشروع القطار السريعTGV والذي سيربط شمال تونس بجنوبها، وهو من المشاريع الضخمة التي تتطلب تمويلات كبيرة وقد عبّر الجانب الصيني عن رغبته في انجاز هذا المشروع بالشراكة مع الجانب التونسي متى توفّرت الاعتمادات المالية اللازمة للانطلاق في الأشغال.
وبالنسبة لجسر بنزرت أو مدينة الأغالبة الصحية أو مشروع القطار السريع، فإن كل هذه المشاريع الضخمة والواعدة من الممكن إذا تم إنجازها في أفضل الظروف، أن تساهم بشكل كبير في تغيير وجه البلاد وفي التقدّم بها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي .