إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في الدورة 78 لمهرجان "كان" السينمائي.. مواقف إنسانية وسياسية تلون حفل الافتتاح.. ورسالة مفتوحة دعماً لفلسطين

- تكريم مؤثر لروبرت دي نيرو

استقبلت مدينة «كان» يوم الثلاثاء 13 ماي 2025 نجوم العالم وصناع السينما القادمين من القارات الخمس احتفاء بالدورة الثامنة والسبعين لمهرجان «كان» السينمائي. وتجمعت الجماهير في شارع «كروزيت» الأشهر أمام قصر المهرجان في انتظار مرور ضيوف الريفيرا الفرنسية. افتتاح مهرجان «كان» السينمائي، الذي قدمه الممثل والمخرج الفرنسي لوران لافيت، طغت على تفاصيله رسائل تدعو لوقف الحروب، وأدانت التمييز ضد المرأة، وسلطت الضوء على قضايا المناخ وغيرها من هواجس البشرية الباحثة عن السلام والأمن بكل أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وكان عدد كبير من صناع السينما (تجاوز 350 شخصية) قد وقعوا صباح افتتاح مهرجان الريفيرا الفرنسية رسالة مفتوحة تدين حالة الصمت على اضطهاد المحتل للفلسطينيين  والإبادة الجماعية في غزة.

واستهل مقدم حفل الافتتاح لوران لافيت كلمته بإهداء سلام لروح الممثلة إيميلي ديكوين التي رحلت في مارس المنقضي عن عمر 43 سنة بسبب نوع نادر من السرطان.

من جهتها، اعتبرت رئيسة لجنة التحكيم، الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، في كلمتها، أن تقاسم آلام وأوجاع البشرية هو من أسس دور الفنان للتغيير، وجعل العالم مكاناً أفضل للإنسانية. وخصت جولييت بينوش جزءاً من كلمتها لبطلة فيلم «ضع روحك على يدك» للمخرجة الإيرانية سيبيدة فارسي والمصورة الفلسطينية فاطمة حسونة. ويعرض الفيلم في «كان» السينمائي في دورته الحالية دون حضور بطلته التي استشهدت وعائلتها في غزة.

كانت لجنة تحكيم المهرجان قد عقدت ندوتها المعتادة، على غرار كل سنة، صباح الافتتاح. وتتكون لجنة تحكيم الدورة الثامنة والسبعين من نجمة هوليود هالي بيري، المخرج الكوري هونج سانج سو، المخرجة الألمانية ألبا رورواشر، المخرج الكونغولي ديودون حمادي، الممثل الأمريكي جيريمي سترونغ، المخرجة الهندية بايال كاباديا، المخرج المكسيكي كارلوس ريغاداس، والكاتبة الروائية الفرنسية المغربية ليلى سليماني.

اللحظة الأكثر متعة في افتتاح مهرجان كان السينمائي كانت مع دخول روبرت دي نيرو السجاد الأحمر وسط تفاعل كبير من الجماهير المتحمسة لمشاهدة واحد من أهم ممثلي السينما عبر تاريخها. التأثر كان متبادلاً بين دي نيرو وجمهوره من محبي الفن السابع ومن أبناء المهنة على حد السواء.

واللحظة المؤثرة أكثر في الافتتاح  جمعت روبرت دي نيرو بالنجم الهوليودي ليوناردو دي كابريو، حين سلم الممثل الأوسكاري السعفة الذهبية الفخرية لروبرت دي نيرو، صاحب المشوار الملهم للأجيال من السينمائيين وأهمهم دي كابريو. فقد كان دي نيرو الداعم الأول لموهبة ليوناردو دي كابريو في بداياته حين رشحه المخرج الكبير مارتن سكورسيزي، وتقاسما معاً بطولة ستة أفلام هي من الأهم في مسيرة كل من دي نيرو ودي كابريو.

روبرت دي نيرو يرتبط بعلاقة خاصة بمهرجان «كان» السينمائي، فالعودة إلى الريفيرا الفرنسية تشبه العودة لأرض الأجداد ولهوية فنية تتماهى مع سينما دي نيرو. يستمتع بطل «تاكسي درايف» في دفاعه عن المهنة معلناً كعادته دون مواربة عن مواقفه المناصرة لقيم الديمقراطية وضد سياسات الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

صوت الفنانة الفرنسية ميلين فارمر صدح في قصر المهرجان وهي تردد أغنيتها الجديدة تكريماً للمخرج السينمائي الكبير الذي رحل في جانفي المنقضي، ديفيد لينش، وتفاعل جمهور الريفيرا المتابع لفعاليات افتتاح الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي مع المغنية الفرنسية.

السجاد الأحمر لافتتاح المهرجان في نسخته الحالية استقبل نجوم صناعة السينما العالمية، ومن أبرزهم: روبرت دي نيرو، ليوناردو دي كابريو، كوينتن تارانتينو، توم كروز، سكارليت جوهانسون، كريستين ستيوارت، إيفا لونغوريا، برجي أكلاي، أورفاشي راوتيلا. ومن نجمات العرب حضرت الافتتاح: يسرا، أمينة خليل، ونادين نجيم.

واختار القائمون على مهرجان «كان» السينمائي فيلم «ارحل في يوم ما» لزميلي بونان في افتتاحه. وهذه المرة الأولى في تاريخ المهرجان يتم اختيار فيلم هو التجربة الطويلة الأولى لصانعه.

فيلم «ارحل في يومٍ ما» في عرضه العالمي الأول في افتتاح الدورة الـ78 من المهرجان هو من بطولة جولييت أرمانيه، باستيان بويون، وفرانسوا رولان، ويروي حكاية الطاهية سيسيل، وهي شابة باريسية تطمح لبناء مسيرة مهنية ناجحة. غير أن أزمة عائلية تفرض عليها العودة لقريتها ومواجهة ماضٍ يكون دافعاً لمنعرج جديد في حياتها.

اليوم الثاني من المهرجان لم يكن أقل أهمية، فقد شهد العرض الأول لفيلم توم كروز «Mission: Impossible – The Final Reckoning»، ويخرجه كريستوفر ماك كويري. وشهد هذا العرض حضوراً جماهيرياً كبيراً لاستقبال بطل سلسلة «المهمة المستحيلة»، والذي كان متحمساً للقاء جمهوره بالريفيرا الفرنسية، وقضى وقته على السجاد الأحمر في التقاط الصور مع محبيه. وفيلم توم كروز الأحدث من سلسلة «المهمة المستحيلة» صورت مشاهده في جنوب إفريقيا وسفالبارد في القطب الشمالي وإنقلترا.

اليوم الثاني من كان السينمائي، الموافق لـ  الأربعاء 14 ماي 2025، سجل كذلك موعداً هاماً للسينما التونسية، حيث افتتح فيلم أريج السحيري «سماء بلا أرض» في عرضه العالمي الأول قسم «نظرة ما»، وذلك بحضور أبطال الفيلم آيسا مايغا، ليتيشيا كي، ديبورا ناني، ومحمد حسين قريع.

فيلم «سماء بلا أرض» لأريج السحيري من كتابتها بالتعاون مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، وهو ثاني تجربة روائية للمخرجة التونسية، التي تشاركت في إنتاجه ديدار دومهري.

ويصور «سماء بلا أرض» الحياة اليومية لماري في تونس، وهي قسيسة إيفوارية وصحفية سابقة تفتح بيتها ملاذاً للأم الشابة «ناني» ولطالبة شغوفة «جولي». هن ثلاث نساء في راهن متأزم ومحتقن، يكشف مع وصول طفلة يتيمة لهذا البيت عن الكثير من التناقضات في مجتمعاتنا، خاصة مع بعد أحداث فيفري المنقضي المتعلقة بوجود مهاجرين أفارقة  من جنوب الصحراء بتونس.

نجلاء قموع

في الدورة 78 لمهرجان "كان" السينمائي..    مواقف إنسانية وسياسية تلون حفل الافتتاح.. ورسالة مفتوحة دعماً لفلسطين

- تكريم مؤثر لروبرت دي نيرو

استقبلت مدينة «كان» يوم الثلاثاء 13 ماي 2025 نجوم العالم وصناع السينما القادمين من القارات الخمس احتفاء بالدورة الثامنة والسبعين لمهرجان «كان» السينمائي. وتجمعت الجماهير في شارع «كروزيت» الأشهر أمام قصر المهرجان في انتظار مرور ضيوف الريفيرا الفرنسية. افتتاح مهرجان «كان» السينمائي، الذي قدمه الممثل والمخرج الفرنسي لوران لافيت، طغت على تفاصيله رسائل تدعو لوقف الحروب، وأدانت التمييز ضد المرأة، وسلطت الضوء على قضايا المناخ وغيرها من هواجس البشرية الباحثة عن السلام والأمن بكل أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وكان عدد كبير من صناع السينما (تجاوز 350 شخصية) قد وقعوا صباح افتتاح مهرجان الريفيرا الفرنسية رسالة مفتوحة تدين حالة الصمت على اضطهاد المحتل للفلسطينيين  والإبادة الجماعية في غزة.

واستهل مقدم حفل الافتتاح لوران لافيت كلمته بإهداء سلام لروح الممثلة إيميلي ديكوين التي رحلت في مارس المنقضي عن عمر 43 سنة بسبب نوع نادر من السرطان.

من جهتها، اعتبرت رئيسة لجنة التحكيم، الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، في كلمتها، أن تقاسم آلام وأوجاع البشرية هو من أسس دور الفنان للتغيير، وجعل العالم مكاناً أفضل للإنسانية. وخصت جولييت بينوش جزءاً من كلمتها لبطلة فيلم «ضع روحك على يدك» للمخرجة الإيرانية سيبيدة فارسي والمصورة الفلسطينية فاطمة حسونة. ويعرض الفيلم في «كان» السينمائي في دورته الحالية دون حضور بطلته التي استشهدت وعائلتها في غزة.

كانت لجنة تحكيم المهرجان قد عقدت ندوتها المعتادة، على غرار كل سنة، صباح الافتتاح. وتتكون لجنة تحكيم الدورة الثامنة والسبعين من نجمة هوليود هالي بيري، المخرج الكوري هونج سانج سو، المخرجة الألمانية ألبا رورواشر، المخرج الكونغولي ديودون حمادي، الممثل الأمريكي جيريمي سترونغ، المخرجة الهندية بايال كاباديا، المخرج المكسيكي كارلوس ريغاداس، والكاتبة الروائية الفرنسية المغربية ليلى سليماني.

اللحظة الأكثر متعة في افتتاح مهرجان كان السينمائي كانت مع دخول روبرت دي نيرو السجاد الأحمر وسط تفاعل كبير من الجماهير المتحمسة لمشاهدة واحد من أهم ممثلي السينما عبر تاريخها. التأثر كان متبادلاً بين دي نيرو وجمهوره من محبي الفن السابع ومن أبناء المهنة على حد السواء.

واللحظة المؤثرة أكثر في الافتتاح  جمعت روبرت دي نيرو بالنجم الهوليودي ليوناردو دي كابريو، حين سلم الممثل الأوسكاري السعفة الذهبية الفخرية لروبرت دي نيرو، صاحب المشوار الملهم للأجيال من السينمائيين وأهمهم دي كابريو. فقد كان دي نيرو الداعم الأول لموهبة ليوناردو دي كابريو في بداياته حين رشحه المخرج الكبير مارتن سكورسيزي، وتقاسما معاً بطولة ستة أفلام هي من الأهم في مسيرة كل من دي نيرو ودي كابريو.

روبرت دي نيرو يرتبط بعلاقة خاصة بمهرجان «كان» السينمائي، فالعودة إلى الريفيرا الفرنسية تشبه العودة لأرض الأجداد ولهوية فنية تتماهى مع سينما دي نيرو. يستمتع بطل «تاكسي درايف» في دفاعه عن المهنة معلناً كعادته دون مواربة عن مواقفه المناصرة لقيم الديمقراطية وضد سياسات الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

صوت الفنانة الفرنسية ميلين فارمر صدح في قصر المهرجان وهي تردد أغنيتها الجديدة تكريماً للمخرج السينمائي الكبير الذي رحل في جانفي المنقضي، ديفيد لينش، وتفاعل جمهور الريفيرا المتابع لفعاليات افتتاح الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي مع المغنية الفرنسية.

السجاد الأحمر لافتتاح المهرجان في نسخته الحالية استقبل نجوم صناعة السينما العالمية، ومن أبرزهم: روبرت دي نيرو، ليوناردو دي كابريو، كوينتن تارانتينو، توم كروز، سكارليت جوهانسون، كريستين ستيوارت، إيفا لونغوريا، برجي أكلاي، أورفاشي راوتيلا. ومن نجمات العرب حضرت الافتتاح: يسرا، أمينة خليل، ونادين نجيم.

واختار القائمون على مهرجان «كان» السينمائي فيلم «ارحل في يوم ما» لزميلي بونان في افتتاحه. وهذه المرة الأولى في تاريخ المهرجان يتم اختيار فيلم هو التجربة الطويلة الأولى لصانعه.

فيلم «ارحل في يومٍ ما» في عرضه العالمي الأول في افتتاح الدورة الـ78 من المهرجان هو من بطولة جولييت أرمانيه، باستيان بويون، وفرانسوا رولان، ويروي حكاية الطاهية سيسيل، وهي شابة باريسية تطمح لبناء مسيرة مهنية ناجحة. غير أن أزمة عائلية تفرض عليها العودة لقريتها ومواجهة ماضٍ يكون دافعاً لمنعرج جديد في حياتها.

اليوم الثاني من المهرجان لم يكن أقل أهمية، فقد شهد العرض الأول لفيلم توم كروز «Mission: Impossible – The Final Reckoning»، ويخرجه كريستوفر ماك كويري. وشهد هذا العرض حضوراً جماهيرياً كبيراً لاستقبال بطل سلسلة «المهمة المستحيلة»، والذي كان متحمساً للقاء جمهوره بالريفيرا الفرنسية، وقضى وقته على السجاد الأحمر في التقاط الصور مع محبيه. وفيلم توم كروز الأحدث من سلسلة «المهمة المستحيلة» صورت مشاهده في جنوب إفريقيا وسفالبارد في القطب الشمالي وإنقلترا.

اليوم الثاني من كان السينمائي، الموافق لـ  الأربعاء 14 ماي 2025، سجل كذلك موعداً هاماً للسينما التونسية، حيث افتتح فيلم أريج السحيري «سماء بلا أرض» في عرضه العالمي الأول قسم «نظرة ما»، وذلك بحضور أبطال الفيلم آيسا مايغا، ليتيشيا كي، ديبورا ناني، ومحمد حسين قريع.

فيلم «سماء بلا أرض» لأريج السحيري من كتابتها بالتعاون مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، وهو ثاني تجربة روائية للمخرجة التونسية، التي تشاركت في إنتاجه ديدار دومهري.

ويصور «سماء بلا أرض» الحياة اليومية لماري في تونس، وهي قسيسة إيفوارية وصحفية سابقة تفتح بيتها ملاذاً للأم الشابة «ناني» ولطالبة شغوفة «جولي». هن ثلاث نساء في راهن متأزم ومحتقن، يكشف مع وصول طفلة يتيمة لهذا البيت عن الكثير من التناقضات في مجتمعاتنا، خاصة مع بعد أحداث فيفري المنقضي المتعلقة بوجود مهاجرين أفارقة  من جنوب الصحراء بتونس.

نجلاء قموع