يعدّ القطاع السياحي في تونس أحد دعائم الاقتصاد الوطني ورافعة تعزز نسبة النمو وأحد أهم موارد العملة الصعبة. وتسعى تونس خلال السنة الحالية، إلى تعزيز النتائج الهامة التي حققها القطاع السياحي العام الماضي وذلك في ظل مؤشرات جد مشجعة عكستها جليا المؤشرات المحققة منذ بداية العام الحالي 2025.
وقد توقع وزير السياحة والصناعات التقليدية، سفيان تقيّة، أن تستقبل تونس، خلال 2025، أكثر من 11 مليون سائح. وقد أعدت الوزارة برنامجا شاملا يتعلّق بالسياحة الشاطئية، والصحيّة، والثقافية، والبيئية بالنسبة لسنة 2025، في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات، أيضا، على مستوى الربط الجوّي بغاية تحقيق الأهداف المرسومة.
تطور المؤشرات
وقد استقبلت تونس إلى غاية يوم 30 أفريل 2025 حوالي 2577514 سائحا، مسجّلة زيادة بنسبة 9.5 %، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2024، وفق مؤشرات رسمية، كما بلغت مداخيل القطاع إلى غاية نفس التاريخ 1.69 مليار دينار بزيادة بلغت 5.4 %، ما يؤشر على أنّ عائدات السنة الحالية ستتجاوز مداخيل السنة الفارطة والتي قدّرت بحوالي 7.5 مليار دينار (2024).
ومنذ بداية السنة وإلى غاية 30 أفريل الماضي 2025 ارتفع عدد الوافدين لاسيما من الأسواق التقليدية، إذ تطورت نسبة السياح الأوروبيين بنسبة 24.4 %، كنا ارتفعت نسبة السياح الليبيين بنسبة 21 %، و6.8% بالنسبة لأسواق الجوار و5 % للتونسيين بالخارج، إضافة إلى استقطاب أسواق جديدة على غرار السوق الصينية والبرازيلية.
حركية في مختلف المناطق السياحية
وقد عاشت مختلف المناطق السياحية حركية هامة، إذ زار المحطّة السياحية نابل الحمامات الشمالية 100 ألف سائح خلال الثلاثي الأوّل من سنة 2025، وبلغ عدد الليالي المقضاة 400 ألف ليلة، بزيادة بـ 10 % مقارنة بمؤشّرات السنة الفارطة.
وتُعد هذه الأرقام مؤشّرا على أنّ الموسم السياحي الحالي سيكون مميّزا، خاصّة مع العودة القوية للأسواق السياحية التقليدية التي اختارت تونس كوجهة مفضلة لها.
وتشمل الأسواق التقليدية كلّ من فرنسا وألمانيا وبلجيكا والتشيك وبريطانيا وبولونيا، وإيطاليا التي بلغ مؤشّر العودة فيها 70 % مقارنة بمؤشّرات السنة المنقضية.
وحسب التوقعات فإن أرقام الموسم السياحي الحالي بالمحطّة السياحية نابل الحمامات الشمالية شهدت زيادة مقارنة بتلك المسجّلة العام الماضي بنحو 10 %.
المنطقة السياحية جربة-جرجيس بدورها تشهد حركية وتحسنا لعديد المؤشرات دعمتها برمجة جوية من مختلف الأسواق الأوروبية الكلاسيكية على مطار جربة جرجيس المتوقع أن يستقبل 5700 رحلة جوية من 16 دولة.
وقد استقبلت هذه الوجهة السياحية منذ بداية السنة حتى يوم 29 أفريل الجاري حوالي 198 ألفا و600 وافد، بزيادة بلغت 23 % مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، فيما بلغ عدد الليالي المقضاة 934 ألفا و800 ليلة أي بزيادة تعادل 20 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام المنقضي.
مؤشرات تنبئ بموسم سياحي واعد في الوجهة السياحية جربة-جرجيس التي استقبلت أولى الرحلات القادمة من سراييفو عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك، معلنة عن فتح السوق البوسنية لأول مرة على الوجهة السياحية جربة- جرجيس في رحلة غير منتظمة ستكون أسبوعية إلى غاية 30 أكتوبر 2025، كما استقبلت الجهة 76 وكيل أسفار إيطالي في زيارة استطلاعية للتعرّف على المخزون الثقافي والسياحي للجهة، وذلك لدفع المبيعات على السوق الايطالية ما ينبئ بتطوّر ايجابي في الفترة المقبلة، في ظل توقعات وبرمجة جوية بين السوق الإيطالية والوجهة السياحية جربة-جرجيس ينتظر أن تبلغ 233 رحلة جوية مبرمجة.
وفي ذات السياق سجل نسق الحجوزات بالمنطقة السياحية بسوسة ارتفاعا مقارنة بسنة 2024 وذلك بالنسبة للأسواق التقليدية (بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، ودول أوروبا الشرقية والجزائر).
ومن المتوقع أن يستقبل الميناء التجاري بسوسة خلال سنة 2025 وبداية من شهر أفريل المقبل 4 رحلات بحرية على متنها حوالي 1000 سائح، كل هذا مع وجود طلب هام على الوجهة السياحية سوسة القنطاوي من السوق الاسكندينافية، إضافة إلى وجود بوادر لعودة السوق الروسية والتفاوض حول تنظيم رحلات قارة من روسيا(6 رحلات /أسبوع).
وتصدرت الجالية التونسية قائمة الترتيب في أهم الجنسيات الوافدة على الوجهة السياحية سوسة القنطاوي خلال الفترة الشتوية لسنة 2025 بارتفاع في عدد الوافدين بنسبة 20 %(65142 وافدا مقابل 54059 سنة 2024) وفي عدد الليالي المقضاة بـ13.9 % (115027 ليلة مقابل 100996 سنة 2024)، تليها السوق الجزائرية بتطور بلغ 1.3 %، فالسوق البريطانية بـ82 % والسوق الفرنسية بـ33 % والسوق الألمانية بـ0.9 %.
بدورها سجلت المؤشرات السياحية بولاية جندوبة وخاصة المنطقة السياحية بطبرقة-عين دراهم تطورا لافتا، خلال الفترة الممتدة من غرة جانفي 2025 والى غاية 20 أفريل الماضي، إذ بلغ عدد الوافدين خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 20 أفريل 2025 نحو 13424 وافدا مقابل 6966 وافدا خلال ذات الفترة من السنة المنقضية أي بتطور يعادل 92.7 %.
وخلال الفترة ذاتها، بلغ عدد الوافدين على الجهة ككل نحو 57744 وافدا مقابل 52498 وافدا خلال ذات الفترة من السنة المنقضية أي بفارق بلغ نحو 10 بالمائة.
واستنادا إلى المُقوّمات الطبيعية والبيئية والثقافية والرياضية للمنطقة السياحية طبرقة-عين دراهم، وما تَتضمنه من نوايا استثمار، وتوّسع دائرة الوحدات السياحية، فإن هذه المنطقة قادرة، على تحقيق نتائج أفضل، على أن يتم مُعالجة الاخلالات المتعلقة بالوضع البيئي، ووضع البنية التحتية، وفي مُقدّمتها المخطط العمراني، الذي يستوجب تدخلا عاجلا لتجاوز الاخلالات الحاصلة وإنقاذ الموسم السياحي الذي من المؤمل أن يكون واعدا واستثنائيا.
السياحة الداخلية لبنة أساسية
السياحة الداخلية بدورها لها أهمية كبرى فهي سوق ممتاز لها قدرة كبيرة على تطوير القطاع السياحي خاصة إثر الدور المهم الذي لعبته في إنقاذ القطاع خلال فترة انتشار فيروس كورونا، وهو ما يؤكد أهمية السياحة الداخلية في دعم الاقتصاد الوطني.
وتطمح سلطة الإشراف إلى رفع مساهمة السياحة الداخلية في مؤشرات القطاع السياحي إلى 30 %.
كما تسعى وزارة السياحة من خلال تدخلاتها إلى تطوير الخدمات السياحية الموجهة إلى التونسيين، وذلك عبر تصوّر حلول للمؤسّسات الفندقية التي تواجه صعوبات في التمويل، حتى تكون في وضعية تتيح لها إعادة الاستثمار وتحسين خدماتها المقدمة على مستوى السعر والجودة.
تطوير السياحية الداخلية، يعد مكونا هاما صلب إستراتيجية وزارة السياحة خاصة وأن السياحة الداخلية تبقى من ركائز الحفاظ على القطاع الذي أبدى قدرة على الصمود خلال الأزمات.
وتتمثل خطة وزارة السياحة في هذا الاتجاه في تعزيز الشراكة مع المهنيين لتوفير خدمات سياحية للتونسيين، بالجودة المطلوبة وبأسعار معقولة من أجل حث التونسيين على قضاء عطلهم بالنزل وبالفضاءات السياحية.
حنان قيراط
يعدّ القطاع السياحي في تونس أحد دعائم الاقتصاد الوطني ورافعة تعزز نسبة النمو وأحد أهم موارد العملة الصعبة. وتسعى تونس خلال السنة الحالية، إلى تعزيز النتائج الهامة التي حققها القطاع السياحي العام الماضي وذلك في ظل مؤشرات جد مشجعة عكستها جليا المؤشرات المحققة منذ بداية العام الحالي 2025.
وقد توقع وزير السياحة والصناعات التقليدية، سفيان تقيّة، أن تستقبل تونس، خلال 2025، أكثر من 11 مليون سائح. وقد أعدت الوزارة برنامجا شاملا يتعلّق بالسياحة الشاطئية، والصحيّة، والثقافية، والبيئية بالنسبة لسنة 2025، في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات، أيضا، على مستوى الربط الجوّي بغاية تحقيق الأهداف المرسومة.
تطور المؤشرات
وقد استقبلت تونس إلى غاية يوم 30 أفريل 2025 حوالي 2577514 سائحا، مسجّلة زيادة بنسبة 9.5 %، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2024، وفق مؤشرات رسمية، كما بلغت مداخيل القطاع إلى غاية نفس التاريخ 1.69 مليار دينار بزيادة بلغت 5.4 %، ما يؤشر على أنّ عائدات السنة الحالية ستتجاوز مداخيل السنة الفارطة والتي قدّرت بحوالي 7.5 مليار دينار (2024).
ومنذ بداية السنة وإلى غاية 30 أفريل الماضي 2025 ارتفع عدد الوافدين لاسيما من الأسواق التقليدية، إذ تطورت نسبة السياح الأوروبيين بنسبة 24.4 %، كنا ارتفعت نسبة السياح الليبيين بنسبة 21 %، و6.8% بالنسبة لأسواق الجوار و5 % للتونسيين بالخارج، إضافة إلى استقطاب أسواق جديدة على غرار السوق الصينية والبرازيلية.
حركية في مختلف المناطق السياحية
وقد عاشت مختلف المناطق السياحية حركية هامة، إذ زار المحطّة السياحية نابل الحمامات الشمالية 100 ألف سائح خلال الثلاثي الأوّل من سنة 2025، وبلغ عدد الليالي المقضاة 400 ألف ليلة، بزيادة بـ 10 % مقارنة بمؤشّرات السنة الفارطة.
وتُعد هذه الأرقام مؤشّرا على أنّ الموسم السياحي الحالي سيكون مميّزا، خاصّة مع العودة القوية للأسواق السياحية التقليدية التي اختارت تونس كوجهة مفضلة لها.
وتشمل الأسواق التقليدية كلّ من فرنسا وألمانيا وبلجيكا والتشيك وبريطانيا وبولونيا، وإيطاليا التي بلغ مؤشّر العودة فيها 70 % مقارنة بمؤشّرات السنة المنقضية.
وحسب التوقعات فإن أرقام الموسم السياحي الحالي بالمحطّة السياحية نابل الحمامات الشمالية شهدت زيادة مقارنة بتلك المسجّلة العام الماضي بنحو 10 %.
المنطقة السياحية جربة-جرجيس بدورها تشهد حركية وتحسنا لعديد المؤشرات دعمتها برمجة جوية من مختلف الأسواق الأوروبية الكلاسيكية على مطار جربة جرجيس المتوقع أن يستقبل 5700 رحلة جوية من 16 دولة.
وقد استقبلت هذه الوجهة السياحية منذ بداية السنة حتى يوم 29 أفريل الجاري حوالي 198 ألفا و600 وافد، بزيادة بلغت 23 % مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، فيما بلغ عدد الليالي المقضاة 934 ألفا و800 ليلة أي بزيادة تعادل 20 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام المنقضي.
مؤشرات تنبئ بموسم سياحي واعد في الوجهة السياحية جربة-جرجيس التي استقبلت أولى الرحلات القادمة من سراييفو عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك، معلنة عن فتح السوق البوسنية لأول مرة على الوجهة السياحية جربة- جرجيس في رحلة غير منتظمة ستكون أسبوعية إلى غاية 30 أكتوبر 2025، كما استقبلت الجهة 76 وكيل أسفار إيطالي في زيارة استطلاعية للتعرّف على المخزون الثقافي والسياحي للجهة، وذلك لدفع المبيعات على السوق الايطالية ما ينبئ بتطوّر ايجابي في الفترة المقبلة، في ظل توقعات وبرمجة جوية بين السوق الإيطالية والوجهة السياحية جربة-جرجيس ينتظر أن تبلغ 233 رحلة جوية مبرمجة.
وفي ذات السياق سجل نسق الحجوزات بالمنطقة السياحية بسوسة ارتفاعا مقارنة بسنة 2024 وذلك بالنسبة للأسواق التقليدية (بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، ودول أوروبا الشرقية والجزائر).
ومن المتوقع أن يستقبل الميناء التجاري بسوسة خلال سنة 2025 وبداية من شهر أفريل المقبل 4 رحلات بحرية على متنها حوالي 1000 سائح، كل هذا مع وجود طلب هام على الوجهة السياحية سوسة القنطاوي من السوق الاسكندينافية، إضافة إلى وجود بوادر لعودة السوق الروسية والتفاوض حول تنظيم رحلات قارة من روسيا(6 رحلات /أسبوع).
وتصدرت الجالية التونسية قائمة الترتيب في أهم الجنسيات الوافدة على الوجهة السياحية سوسة القنطاوي خلال الفترة الشتوية لسنة 2025 بارتفاع في عدد الوافدين بنسبة 20 %(65142 وافدا مقابل 54059 سنة 2024) وفي عدد الليالي المقضاة بـ13.9 % (115027 ليلة مقابل 100996 سنة 2024)، تليها السوق الجزائرية بتطور بلغ 1.3 %، فالسوق البريطانية بـ82 % والسوق الفرنسية بـ33 % والسوق الألمانية بـ0.9 %.
بدورها سجلت المؤشرات السياحية بولاية جندوبة وخاصة المنطقة السياحية بطبرقة-عين دراهم تطورا لافتا، خلال الفترة الممتدة من غرة جانفي 2025 والى غاية 20 أفريل الماضي، إذ بلغ عدد الوافدين خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 20 أفريل 2025 نحو 13424 وافدا مقابل 6966 وافدا خلال ذات الفترة من السنة المنقضية أي بتطور يعادل 92.7 %.
وخلال الفترة ذاتها، بلغ عدد الوافدين على الجهة ككل نحو 57744 وافدا مقابل 52498 وافدا خلال ذات الفترة من السنة المنقضية أي بفارق بلغ نحو 10 بالمائة.
واستنادا إلى المُقوّمات الطبيعية والبيئية والثقافية والرياضية للمنطقة السياحية طبرقة-عين دراهم، وما تَتضمنه من نوايا استثمار، وتوّسع دائرة الوحدات السياحية، فإن هذه المنطقة قادرة، على تحقيق نتائج أفضل، على أن يتم مُعالجة الاخلالات المتعلقة بالوضع البيئي، ووضع البنية التحتية، وفي مُقدّمتها المخطط العمراني، الذي يستوجب تدخلا عاجلا لتجاوز الاخلالات الحاصلة وإنقاذ الموسم السياحي الذي من المؤمل أن يكون واعدا واستثنائيا.
السياحة الداخلية لبنة أساسية
السياحة الداخلية بدورها لها أهمية كبرى فهي سوق ممتاز لها قدرة كبيرة على تطوير القطاع السياحي خاصة إثر الدور المهم الذي لعبته في إنقاذ القطاع خلال فترة انتشار فيروس كورونا، وهو ما يؤكد أهمية السياحة الداخلية في دعم الاقتصاد الوطني.
وتطمح سلطة الإشراف إلى رفع مساهمة السياحة الداخلية في مؤشرات القطاع السياحي إلى 30 %.
كما تسعى وزارة السياحة من خلال تدخلاتها إلى تطوير الخدمات السياحية الموجهة إلى التونسيين، وذلك عبر تصوّر حلول للمؤسّسات الفندقية التي تواجه صعوبات في التمويل، حتى تكون في وضعية تتيح لها إعادة الاستثمار وتحسين خدماتها المقدمة على مستوى السعر والجودة.
تطوير السياحية الداخلية، يعد مكونا هاما صلب إستراتيجية وزارة السياحة خاصة وأن السياحة الداخلية تبقى من ركائز الحفاظ على القطاع الذي أبدى قدرة على الصمود خلال الأزمات.
وتتمثل خطة وزارة السياحة في هذا الاتجاه في تعزيز الشراكة مع المهنيين لتوفير خدمات سياحية للتونسيين، بالجودة المطلوبة وبأسعار معقولة من أجل حث التونسيين على قضاء عطلهم بالنزل وبالفضاءات السياحية.