شهدت تونس، في السنوات الأخيرة، توجهًا استراتيجيًا نحو تنويع أسواقها التصديرية، بهدف تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة الإيرادات من العملة الصعبة. ومن بين الأسواق التي تستهدفها تونس بشكل خاص، تأتي سوق أمريكا الشمالية، بما في ذلك كندا والولايات المتحدة والمكسيك، باعتبارها واحدة من أكثر الأسواق الواعدة. هذا التوجه يعكس رؤية الدولة لتعزيز تنافسيتها عالميًا، ودعم صادراتها من خلال استغلال الفرص المتوفرة في هذه الأسواق الكبرى، علما وأن حجم الصادرات تجاه هذه الأسواق بلغ حوالي 3 مليار دينار خلال 2024، حيث تم تسجيل حوالي 2.016 مليار دينار صادرات تونسية نحو الولايات المتحدة الأمريكية في 2024، و900 مليون دينار صادرات نحو الأسواق الكندية.
كما سجلت الصادرات التونسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال سنة 2024 فائضًا في المبادلات التجارية بين البلدين بنحو 216 مليون دينار، وخلال الشهرين الأولين من سنة 2025، بلغت قيمة الصادرات التونسية إلى السوق الأمريكية حوالي 360 مليون دينار. وتتمثل أبرز المواد التي تصدرها تونس إلى الولايات المتحدة في التمور وزيت الزيتون، وخاصة الزيت البيولوجي.
ويكتسي التوجه نحو أسواق أمريكا الشمالية وكندا والمكسيك أهمية كبرى لتونس على عدة مستويات، حيث تُعد أمريكا الشمالية واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم، وتتميز بتنوع احتياجاتها من المنتجات والخدمات، ما يجعلها وجهة مثالية للصادرات التونسية، التي يمكن أن تلبي الطلب المتزايد على المنتجات بجودة عالية وأسعار تنافسية. كما يتميز سكان أمريكا الشمالية بمستوى عالٍ من الدخل الفردي والقوة الشرائية، مما يجعلهم قادرين على شراء المنتجات التونسية، سواء كانت زراعية أو صناعية أو خدماتية.
الاستفادة من الاتفاقيات التجارية
وتسعى تونس إلى توقيع اتفاقيات تجارية مع دول أمريكا الشمالية، بهدف تسهيل التبادل التجاري وخفض الرسوم الجمركية. على سبيل المثال، يمكن لتونس أن تستفيد من الاتفاقيات الاقتصادية مع كندا ضمن برنامج «الشراكة الشاملة»، الذي يتيح فرصًا للصادرات التونسية في قطاعات متنوعة.
كما أن التوجه نحو أسواق جديدة، بما في ذلك كندا وأمريكا الشمالية، يساعد تونس على تقليل اعتمادها على الأسواق التقليدية مثل الاتحاد الأوروبي، الذي يواجه تحديات اقتصادية متزايدة، علما وأن التنويع يمنح تونس مرونة أكبر في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية.
برنامج لاقتحام هذه الأسواق
ولتحقيق الأهداف الاستراتيجية في هذه الأسواق، أطلق مركز النهوض بالصادرات (CEPEX)، مؤخرا، برنامجًا شاملًا يهدف إلى تعزيز وجود المنتجات التونسية في أسواق أمريكا الشمالية وكندا، واكبته «الصباح»، وتضمن البرنامج عدة محاور رئيسية، أهمها البحوث السوقية ودراسات الجدوى، حيث يقوم المركز بإجراء أبحاث ودراسات معمقة لفهم احتياجات السوق الكندية والأمريكية، وتحديد المنتجات التي يمكن أن تنافس بقوة، كما تم تنظيم معارض دولية وفعاليات تسويقية في مدن رئيسية مثل تورونتو ومونتريال ونيويورك، لعرض المنتجات التونسية والتعريف بجودتها.
إضافة الى ذلك، يقدم المركز دعمًا ماليًا للشركات التونسية لتغطية تكاليف التصدير، مثل الشحن والترويج. كما يوفر استشارات فنية لتحسين جودة المنتجات وفق معايير الأسواق المستهدفة، فضلا عن تنظيم ورشات عمل وبرامج تدريبية للمصدرين التونسيين حول كيفية التعامل مع الأسواق الكندية والأمريكية، بما في ذلك متطلبات الجودة والمعايير الصحية. ويسعى المركز، في الفترة الأخيرة، الى تسهيل التواصل بين الشركات التونسية ونظيراتها في كندا وأمريكا من خلال تنظيم لقاءات أعمال ثنائية.
أبرز القطاعات المستهدفة
وتركز تونس على تنويع منتجاتها الموجهة إلى هذه الأسواق، مع التركيز على القطاعات ذات الإمكانات التصديرية العالية، ومن أبرز هذه القطاعات، المنتجات الزراعية والغذائية، مثل زيت الزيتون، الذي يعتبر من المنتجات التونسية المميزة التي تحظى بطلب متزايد في كندا وأمريكا، بالإضافة الى التمور التونسية من نوع «دقلة نور»، التي تتمتع بسمعة عالمية، والمنتجات العضوية، والتي تحظى باهتمام متزايد في أمريكا الشمالية، خاصة المنتجات العضوية والصديقة للبيئة، وهو ما يفتح المجال أمام صادرات الفواكه والخضروات التونسية. وبفضل الجودة العالية والتصاميم المبتكرة، نجحت المنسوجات التونسية في منافسة بعض الأسواق بأمريكا الشمالية، وهناك توصية بمزيد دعم صادرات قطاع النسيج نحو هذه الأسواق، إضافة الى قطع الغيار الصناعية، والتي تمتلك تونس خبرة كبيرة في تصنيعها، وهي منتجات تنافسية في السوق الكندية، علما وأن تطور قطاع التكنولوجيا في تونس، مكن من تصدير حلول برمجية وخدمات تكنولوجية مبتكرة نحو هذه الأسواق، وآخرها الروبوت التونسي، الذي شهد إقبالا مكثفا من العديد من المؤسسات الأمريكية. كما هناك توصيات برفع صادرات مستحضرات التجميل الطبيعية، مثل المنتجات المستخلصة من زيت الزيتون والصبار.
صادرات في مستويات مشجعة
وبلغ حجم التبادل التجاري بين تونس ودول أمريكا الشمالية، وخاصة الولايات المتحدة وكندا، والمكسيك، مستويات مشجعة في السنوات الأخيرة ، ووفقًا للإحصائيات، بلغ حجم الصادرات بين تونس وأمريكا الشمالية خلال 2024 ، حوالي 3 مليار دينار تونسي من بينها حوالي 2.016 مليار دينار تونسي من السوق الأمريكية وقرابة 900 مليون دينار من السوق الكندية، وأكثر من 13 مليون دينار من السوق المكسيكية.
ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى حوالي 3.5 مليار دينار تونسي بحلول نهاية عام 2025، بفضل الجهود المبذولة لتعزيز الصادرات التونسية إلى هذه الأسواق. كما تشير التقديرات إلى أن حجم التبادل التجاري مع أمريكا الشمالية سيواصل نموه ليصل إلى حوالي 5 مليارات دينار تونسي في السنوات العشر القادمة.
تعزيز الصادرات نحو هذه البلدان
وعلى الرغم من الفرص الواعدة، تواجه الصادرات التونسية عدة تحديات في محاولاتها الولوج الى أسواق أمريكا الشمالية، من بينها المعايير الصارمة، في الأسواق الكندية، والأمريكية للجودة والسلامة، مما يتطلب من الشركات التونسية تحسين منتجاتها باستمرار، كما تواجه المنتجات التونسية منافسة قوية من دول أخرى مثل المغرب وتركيا والصين، فضلا عن التكاليف اللوجستية، حيث أن ارتفاع تكاليف الشحن والنقل يمثل تحديًا كبيرًا، خاصة بالنسبة للمنتجات الزراعية والغذائية، أضف الى ذلك الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة على تونس والتي ناهزت 28% .
وتعمل تونس، أمام هذه التحديات على تعزيز وجودها في أسواق أمريكا الشمالية وكندا من خلال استراتيجيات واضحة وبرامج دعم فعالة. ومن المتوقع أن تشهد الصادرات التونسية إلى هذه الأسواق نموًا كبيرًا خلال السنوات القادمة في ظل الجهود المبذولة من قبل الحكومة ومركز النهوض بالصادرات.
سفيان المهداوي
شهدت تونس، في السنوات الأخيرة، توجهًا استراتيجيًا نحو تنويع أسواقها التصديرية، بهدف تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة الإيرادات من العملة الصعبة. ومن بين الأسواق التي تستهدفها تونس بشكل خاص، تأتي سوق أمريكا الشمالية، بما في ذلك كندا والولايات المتحدة والمكسيك، باعتبارها واحدة من أكثر الأسواق الواعدة. هذا التوجه يعكس رؤية الدولة لتعزيز تنافسيتها عالميًا، ودعم صادراتها من خلال استغلال الفرص المتوفرة في هذه الأسواق الكبرى، علما وأن حجم الصادرات تجاه هذه الأسواق بلغ حوالي 3 مليار دينار خلال 2024، حيث تم تسجيل حوالي 2.016 مليار دينار صادرات تونسية نحو الولايات المتحدة الأمريكية في 2024، و900 مليون دينار صادرات نحو الأسواق الكندية.
كما سجلت الصادرات التونسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال سنة 2024 فائضًا في المبادلات التجارية بين البلدين بنحو 216 مليون دينار، وخلال الشهرين الأولين من سنة 2025، بلغت قيمة الصادرات التونسية إلى السوق الأمريكية حوالي 360 مليون دينار. وتتمثل أبرز المواد التي تصدرها تونس إلى الولايات المتحدة في التمور وزيت الزيتون، وخاصة الزيت البيولوجي.
ويكتسي التوجه نحو أسواق أمريكا الشمالية وكندا والمكسيك أهمية كبرى لتونس على عدة مستويات، حيث تُعد أمريكا الشمالية واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم، وتتميز بتنوع احتياجاتها من المنتجات والخدمات، ما يجعلها وجهة مثالية للصادرات التونسية، التي يمكن أن تلبي الطلب المتزايد على المنتجات بجودة عالية وأسعار تنافسية. كما يتميز سكان أمريكا الشمالية بمستوى عالٍ من الدخل الفردي والقوة الشرائية، مما يجعلهم قادرين على شراء المنتجات التونسية، سواء كانت زراعية أو صناعية أو خدماتية.
الاستفادة من الاتفاقيات التجارية
وتسعى تونس إلى توقيع اتفاقيات تجارية مع دول أمريكا الشمالية، بهدف تسهيل التبادل التجاري وخفض الرسوم الجمركية. على سبيل المثال، يمكن لتونس أن تستفيد من الاتفاقيات الاقتصادية مع كندا ضمن برنامج «الشراكة الشاملة»، الذي يتيح فرصًا للصادرات التونسية في قطاعات متنوعة.
كما أن التوجه نحو أسواق جديدة، بما في ذلك كندا وأمريكا الشمالية، يساعد تونس على تقليل اعتمادها على الأسواق التقليدية مثل الاتحاد الأوروبي، الذي يواجه تحديات اقتصادية متزايدة، علما وأن التنويع يمنح تونس مرونة أكبر في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية.
برنامج لاقتحام هذه الأسواق
ولتحقيق الأهداف الاستراتيجية في هذه الأسواق، أطلق مركز النهوض بالصادرات (CEPEX)، مؤخرا، برنامجًا شاملًا يهدف إلى تعزيز وجود المنتجات التونسية في أسواق أمريكا الشمالية وكندا، واكبته «الصباح»، وتضمن البرنامج عدة محاور رئيسية، أهمها البحوث السوقية ودراسات الجدوى، حيث يقوم المركز بإجراء أبحاث ودراسات معمقة لفهم احتياجات السوق الكندية والأمريكية، وتحديد المنتجات التي يمكن أن تنافس بقوة، كما تم تنظيم معارض دولية وفعاليات تسويقية في مدن رئيسية مثل تورونتو ومونتريال ونيويورك، لعرض المنتجات التونسية والتعريف بجودتها.
إضافة الى ذلك، يقدم المركز دعمًا ماليًا للشركات التونسية لتغطية تكاليف التصدير، مثل الشحن والترويج. كما يوفر استشارات فنية لتحسين جودة المنتجات وفق معايير الأسواق المستهدفة، فضلا عن تنظيم ورشات عمل وبرامج تدريبية للمصدرين التونسيين حول كيفية التعامل مع الأسواق الكندية والأمريكية، بما في ذلك متطلبات الجودة والمعايير الصحية. ويسعى المركز، في الفترة الأخيرة، الى تسهيل التواصل بين الشركات التونسية ونظيراتها في كندا وأمريكا من خلال تنظيم لقاءات أعمال ثنائية.
أبرز القطاعات المستهدفة
وتركز تونس على تنويع منتجاتها الموجهة إلى هذه الأسواق، مع التركيز على القطاعات ذات الإمكانات التصديرية العالية، ومن أبرز هذه القطاعات، المنتجات الزراعية والغذائية، مثل زيت الزيتون، الذي يعتبر من المنتجات التونسية المميزة التي تحظى بطلب متزايد في كندا وأمريكا، بالإضافة الى التمور التونسية من نوع «دقلة نور»، التي تتمتع بسمعة عالمية، والمنتجات العضوية، والتي تحظى باهتمام متزايد في أمريكا الشمالية، خاصة المنتجات العضوية والصديقة للبيئة، وهو ما يفتح المجال أمام صادرات الفواكه والخضروات التونسية. وبفضل الجودة العالية والتصاميم المبتكرة، نجحت المنسوجات التونسية في منافسة بعض الأسواق بأمريكا الشمالية، وهناك توصية بمزيد دعم صادرات قطاع النسيج نحو هذه الأسواق، إضافة الى قطع الغيار الصناعية، والتي تمتلك تونس خبرة كبيرة في تصنيعها، وهي منتجات تنافسية في السوق الكندية، علما وأن تطور قطاع التكنولوجيا في تونس، مكن من تصدير حلول برمجية وخدمات تكنولوجية مبتكرة نحو هذه الأسواق، وآخرها الروبوت التونسي، الذي شهد إقبالا مكثفا من العديد من المؤسسات الأمريكية. كما هناك توصيات برفع صادرات مستحضرات التجميل الطبيعية، مثل المنتجات المستخلصة من زيت الزيتون والصبار.
صادرات في مستويات مشجعة
وبلغ حجم التبادل التجاري بين تونس ودول أمريكا الشمالية، وخاصة الولايات المتحدة وكندا، والمكسيك، مستويات مشجعة في السنوات الأخيرة ، ووفقًا للإحصائيات، بلغ حجم الصادرات بين تونس وأمريكا الشمالية خلال 2024 ، حوالي 3 مليار دينار تونسي من بينها حوالي 2.016 مليار دينار تونسي من السوق الأمريكية وقرابة 900 مليون دينار من السوق الكندية، وأكثر من 13 مليون دينار من السوق المكسيكية.
ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى حوالي 3.5 مليار دينار تونسي بحلول نهاية عام 2025، بفضل الجهود المبذولة لتعزيز الصادرات التونسية إلى هذه الأسواق. كما تشير التقديرات إلى أن حجم التبادل التجاري مع أمريكا الشمالية سيواصل نموه ليصل إلى حوالي 5 مليارات دينار تونسي في السنوات العشر القادمة.
تعزيز الصادرات نحو هذه البلدان
وعلى الرغم من الفرص الواعدة، تواجه الصادرات التونسية عدة تحديات في محاولاتها الولوج الى أسواق أمريكا الشمالية، من بينها المعايير الصارمة، في الأسواق الكندية، والأمريكية للجودة والسلامة، مما يتطلب من الشركات التونسية تحسين منتجاتها باستمرار، كما تواجه المنتجات التونسية منافسة قوية من دول أخرى مثل المغرب وتركيا والصين، فضلا عن التكاليف اللوجستية، حيث أن ارتفاع تكاليف الشحن والنقل يمثل تحديًا كبيرًا، خاصة بالنسبة للمنتجات الزراعية والغذائية، أضف الى ذلك الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة على تونس والتي ناهزت 28% .
وتعمل تونس، أمام هذه التحديات على تعزيز وجودها في أسواق أمريكا الشمالية وكندا من خلال استراتيجيات واضحة وبرامج دعم فعالة. ومن المتوقع أن تشهد الصادرات التونسية إلى هذه الأسواق نموًا كبيرًا خلال السنوات القادمة في ظل الجهود المبذولة من قبل الحكومة ومركز النهوض بالصادرات.