فيما دعت "الفاو" إلى "تنفيذ تدابير مكافحة مبكرة".. خطة عمل جديدة للتوقي من كابوس الجراد الصحراوي في تونس
مقالات الصباح
أفادت مديرة حماية النباتات بالإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، منى محافظي في تصريح لـ«الصباح»، بأن وزارة الفلاحة في متابعة لصيقة لكل التطورات التي تتعلق بتواجد الجراد في جهات من الجنوب التونسي، مشيرة الى انه سيتم إطلاق خطة عمل جديدة لمكافحة هذه الآفة، بعد الأمطار الموسمية المتوقع هطولها في ما بين شهري ماي الجاري وجوان المقبل، ستنبثق عن أشغال ورشة عمل ستنتظم غدا الاثنين 5 ماي وتختتم يوم 9 من نفس الشهر.
وبينت المسؤولة في ذات التصريح انه يتم حاليا مراقبة المناطق التي تمركزت فيها أسراب الجراد التي دخلت تونس منذ 12 مارس المنقضي، حتى يتم القضاء على ما يعرف بـ»الحوريات» التي تم رصدها مؤخرا بعد عملية البيض، عبر رشها بالمبيدات البيولوجية والكيميائية لمنع تكوّن أسراب جديدة من الجراد مستقبلا. حسب تعبيرها.
وأضافت منى محافظي أن المجهودات الوطنية من قبل الوزارة والهياكل المتدخلة في التصدي لهذه الآفة، على أشدها، من أجل منع تواصل الدورة الحياتية لأسراب الجراد المتأتية لتونس من بلدان افريقية عبر ليبيا والجزائر، مشيرة الى أن الاستعدادات كانت قد انطلقت فيها سلطة الإشراف بمعية المندوبيات الجهوية للفلاحة في جهات الجنوب منذ شهر ديسمبر المنقضي لمكافحة هذه الآفة التي تعتبرها مهددة للمحاصيل الزراعية في تلك الجهات، حسب تعبير المسؤولة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) قد أطلقت بحر الأسبوع الجاري نداءً عاجلا، دعت فيه دول شمال غرب إفريقيا، بما فيها تونس، إلى «تعزيز المراقبة وتنفيذ تدابير المكافحة المبكرة» ضد خطر الجراد الصحراوي، محذّرة من أن الظروف المناخية الحالية قد تفضي إلى موجات غزو واسعة تهدد المحاصيل والمراعي بشكل مباشر.
وحسب تقرير «الفاو»، فإن نشاط الجراد تفاقم بشكل واضح منذ نهاية فيفري الماضي، نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق من جنوب الصحراء والجزائر وليبيا وتونس، وقد ساهمت الرياح الجنوبية الشرقية في تسريع تنقل الأسراب من شمال مالي والنيجر مرورا بالهضاب العليا الجزائرية نحو الحدود التونسية الغربية والجنوبية، خاصة مناطق تطاوين ورمادة وبن قردان.
ووفقًا لما ورد في منصة منظمة «الفاو»، فإن الجراد الصحراوي يعد من أكثر الآفات قدرة على الترحال، حيث يمكن لسرب واحد أن يقطع مسافة تصل إلى 150 كلم في اليوم، مدفوعا بالرياح. وتشير آخر البيانات المحدثة إلى رصد أسراب نشطة على مشارف جنوب تونس، وهو ما يعزز فرضية تمدد الخطر خلال الأسابيع المقبلة.
ويشير الخبراء إلى أن الخطر لا يقتصر فقط على تدمير المحاصيل الموسمية، بل يتجاوز ذلك ليطال المراعي، ما قد يضاعف أزمة الأعلاف ويفاقم من معاناة مربي المواشي في الجنوب ونحن على أعتاب عيد الأضحى.
وحسب المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس، فإن «الجراد الصحراوي يمتلك قدرة غير عادية على التكاثر السريع، حيث يمكن للأنثى الواحدة أن تضع ما بين 80 إلى 100 بيضة في كل دورة، ومع توفر الرطوبة والحرارة، قد تصل الكثافة إلى أسراب تغطي عشرات الكيلومترات».
ووفقا لنشرات المناخ الفصلية الصادرة عن المعهد الوطني للرصد الجوي، فقد شهد الجنوب التونسي خلال شهري فيفري ومارس كميات غير معتادة من الأمطار، لا سيما في تطاوين وذهيبة، حيث تجاوزت المعدلات الشهرية بنسبة 30 إلى 40 بالمائة، وهو ما يوفر، حسب خبراء الحشرات، بيئة مثالية لتكاثر بيض الجراد وتحوّله سريعا إلى حوريات ثم أسراب طيّارة.
وفي حالات الغزو الشامل، يمكن لسرب متوسط أن يلتهم في يوم واحد ما يعادل استهلاك غذائي لـ35 ألف شخص. والخطورة في أن عملية الإبادة تصبح شبه مستحيلة حين تدخل الأسراب مرحلة الطيران الكثيف. وهو ما أكده الخبير البيئي مهدي العبدلي بقوله إن السرب الواحد من الجراد الصحراوي يضم الملايين ويستهلك يوميا كميات كبيرة من المنتوجات والمحاصيل الزراعية لافتا إلى أن دورة حياته قصيرة لكنه يتكاثر بسرعة في حال توفرت الظروف المناخية الملائمة على غرار الأمطار والرطوبة والجفاف ودرجات الحرارة العالية. كما أكد العبدلي أن للجراد الصحراوي مخاطر كبيرة فهو قادر على تدمير المحاصيل الزراعية خاصة وأن السرب الواحد قادر في يوم واحد على التهام ما يعادل استهلاك 35 ألف شخص من الغذاء وهو ما سيؤدي إلى تسجيل نقص حاد في الإنتاج الزراعي.
وفاء بن محمد
أفادت مديرة حماية النباتات بالإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، منى محافظي في تصريح لـ«الصباح»، بأن وزارة الفلاحة في متابعة لصيقة لكل التطورات التي تتعلق بتواجد الجراد في جهات من الجنوب التونسي، مشيرة الى انه سيتم إطلاق خطة عمل جديدة لمكافحة هذه الآفة، بعد الأمطار الموسمية المتوقع هطولها في ما بين شهري ماي الجاري وجوان المقبل، ستنبثق عن أشغال ورشة عمل ستنتظم غدا الاثنين 5 ماي وتختتم يوم 9 من نفس الشهر.
وبينت المسؤولة في ذات التصريح انه يتم حاليا مراقبة المناطق التي تمركزت فيها أسراب الجراد التي دخلت تونس منذ 12 مارس المنقضي، حتى يتم القضاء على ما يعرف بـ»الحوريات» التي تم رصدها مؤخرا بعد عملية البيض، عبر رشها بالمبيدات البيولوجية والكيميائية لمنع تكوّن أسراب جديدة من الجراد مستقبلا. حسب تعبيرها.
وأضافت منى محافظي أن المجهودات الوطنية من قبل الوزارة والهياكل المتدخلة في التصدي لهذه الآفة، على أشدها، من أجل منع تواصل الدورة الحياتية لأسراب الجراد المتأتية لتونس من بلدان افريقية عبر ليبيا والجزائر، مشيرة الى أن الاستعدادات كانت قد انطلقت فيها سلطة الإشراف بمعية المندوبيات الجهوية للفلاحة في جهات الجنوب منذ شهر ديسمبر المنقضي لمكافحة هذه الآفة التي تعتبرها مهددة للمحاصيل الزراعية في تلك الجهات، حسب تعبير المسؤولة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) قد أطلقت بحر الأسبوع الجاري نداءً عاجلا، دعت فيه دول شمال غرب إفريقيا، بما فيها تونس، إلى «تعزيز المراقبة وتنفيذ تدابير المكافحة المبكرة» ضد خطر الجراد الصحراوي، محذّرة من أن الظروف المناخية الحالية قد تفضي إلى موجات غزو واسعة تهدد المحاصيل والمراعي بشكل مباشر.
وحسب تقرير «الفاو»، فإن نشاط الجراد تفاقم بشكل واضح منذ نهاية فيفري الماضي، نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق من جنوب الصحراء والجزائر وليبيا وتونس، وقد ساهمت الرياح الجنوبية الشرقية في تسريع تنقل الأسراب من شمال مالي والنيجر مرورا بالهضاب العليا الجزائرية نحو الحدود التونسية الغربية والجنوبية، خاصة مناطق تطاوين ورمادة وبن قردان.
ووفقًا لما ورد في منصة منظمة «الفاو»، فإن الجراد الصحراوي يعد من أكثر الآفات قدرة على الترحال، حيث يمكن لسرب واحد أن يقطع مسافة تصل إلى 150 كلم في اليوم، مدفوعا بالرياح. وتشير آخر البيانات المحدثة إلى رصد أسراب نشطة على مشارف جنوب تونس، وهو ما يعزز فرضية تمدد الخطر خلال الأسابيع المقبلة.
ويشير الخبراء إلى أن الخطر لا يقتصر فقط على تدمير المحاصيل الموسمية، بل يتجاوز ذلك ليطال المراعي، ما قد يضاعف أزمة الأعلاف ويفاقم من معاناة مربي المواشي في الجنوب ونحن على أعتاب عيد الأضحى.
وحسب المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس، فإن «الجراد الصحراوي يمتلك قدرة غير عادية على التكاثر السريع، حيث يمكن للأنثى الواحدة أن تضع ما بين 80 إلى 100 بيضة في كل دورة، ومع توفر الرطوبة والحرارة، قد تصل الكثافة إلى أسراب تغطي عشرات الكيلومترات».
ووفقا لنشرات المناخ الفصلية الصادرة عن المعهد الوطني للرصد الجوي، فقد شهد الجنوب التونسي خلال شهري فيفري ومارس كميات غير معتادة من الأمطار، لا سيما في تطاوين وذهيبة، حيث تجاوزت المعدلات الشهرية بنسبة 30 إلى 40 بالمائة، وهو ما يوفر، حسب خبراء الحشرات، بيئة مثالية لتكاثر بيض الجراد وتحوّله سريعا إلى حوريات ثم أسراب طيّارة.
وفي حالات الغزو الشامل، يمكن لسرب متوسط أن يلتهم في يوم واحد ما يعادل استهلاك غذائي لـ35 ألف شخص. والخطورة في أن عملية الإبادة تصبح شبه مستحيلة حين تدخل الأسراب مرحلة الطيران الكثيف. وهو ما أكده الخبير البيئي مهدي العبدلي بقوله إن السرب الواحد من الجراد الصحراوي يضم الملايين ويستهلك يوميا كميات كبيرة من المنتوجات والمحاصيل الزراعية لافتا إلى أن دورة حياته قصيرة لكنه يتكاثر بسرعة في حال توفرت الظروف المناخية الملائمة على غرار الأمطار والرطوبة والجفاف ودرجات الحرارة العالية. كما أكد العبدلي أن للجراد الصحراوي مخاطر كبيرة فهو قادر على تدمير المحاصيل الزراعية خاصة وأن السرب الواحد قادر في يوم واحد على التهام ما يعادل استهلاك 35 ألف شخص من الغذاء وهو ما سيؤدي إلى تسجيل نقص حاد في الإنتاج الزراعي.
وفاء بن محمد