إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لضمان‭ ‬التزويد‭ ‬بأضاحي‭ ‬العيد.. قطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام ‭ ‬‮"القشارة‮" ‬‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬الأسعار

لا‭ ‬حديث‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬أضاحي‭ ‬العيد‭ ‬وتحديدا‭ ‬الكميات‭ ‬المتوفرة‭ ‬والأسعار‭ ‬المنتظرة‭. ‬وقد‭ ‬اختلفت‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬هاتين‭ ‬النقطتين‭ ‬تحديدا،‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬ينفي‭ ‬توفر‭ ‬القطيع‭ ‬ومن‭ ‬يؤكد‭ ‬توفره‭ ‬بالكميات‭ ‬المطلوبة‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الأسعار‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬ومن‭ ‬يؤكد‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬مشطة‭ ‬وتتجاوز‭ ‬أسعار‭ ‬السنة‭ ‬الفارطة‭ ‬بكثير‭ ‬وأيضا‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭. ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬سيكون‭ ‬رهين‭ ‬مدى‭ ‬إحكام‭ ‬السلطات‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬مسالك‭ ‬التوزيع‭ ‬وإغلاق‭ ‬كل‭ ‬المنافذ‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬تأكيد‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭.‬

قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬إحداث‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬من‭ ‬المنتج‭ ‬إلى‭ ‬المستهلك،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الجمهورية‭ ‬وخاصة‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬قامت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬بجولة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أسواق‭ ‬الدواب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بوعرقوب‭ ‬بتاريخ‭ ‬الاربعاء‭ ‬30‭ ‬افريل‭ ‬والفحص‭ ‬بتاريخ‭ ‬2‭ ‬ماي‭ ‬2025‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬لاحظت‭ ‬توفر‭ ‬العرض‭ ‬بكميات‭ ‬هامة‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المربين‭ ‬مازالوا‭ ‬يحافظون‭ ‬على‭ ‬الخرفان‭ ‬لمواصلة‭ ‬عملية‭ ‬التسمين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬ببيعها‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬لاحظنا‭ ‬توفر‭ ‬‮«‬علوش‭ ‬العيد‮»‬‭ ‬بمختلف‭ ‬الأحجام‭ ‬من‭ ‬الصغير‭ ‬إلى‭ ‬المتوسط‭ ‬فكبير‭ ‬‮«‬البركوس‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإقبال‭ ‬المستهلك‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬الدواب‭ ‬فقد‭ ‬وقفنا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الإقبال‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬للشراء‭ ‬بل‭ ‬للإطلاع‭ ‬على‭ ‬تنوع‭ ‬العرض‭ ‬والأسعار‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬الأسعار‭!!‬؟

أما‭ ‬بشأن‭ ‬الأسعار‭ ‬فقد‭ ‬لاحظنا‭ ‬أنها‭ ‬إجمالا‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬وحسب‭ ‬حجم‭ ‬الخروف‭. ‬حيث‭ ‬يتراوح‭ ‬سعر‭ ‬الخروف‭ ‬المتوسط‭ ‬بين‭ ‬900‭ ‬و1100‭ ‬دينار‭  ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬الأكبر‭ ‬حجما‭ ‬من‭ ‬1200‭ ‬الى‭ ‬1300‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬سعر‭ ‬‮«‬البركوس‮»‬‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬دينار‭ ‬فما‭ ‬فوق‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬ديوان‭ ‬وزير‭ ‬الفلاحة‭ ‬والموارد‭ ‬المائية‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬أضاحي‭ ‬العيد‭ ‬متوفرة‭ ‬بكميات‭ ‬هامة‭ ‬وأن‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬المستهلك‭.‬

وهو‭ ‬أيضا‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬الإتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري،‭ ‬معز‭ ‬بن‭ ‬زغدان‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬علوش‮»‬‭ ‬العيد‭ ‬متوفر‭ ‬وأن‭ ‬الأسعار‭ ‬تخضع‭ ‬لقاعدة‭ ‬العرض‭ ‬والطلب،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬أسعار‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

وخلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬‮«‬عبث‮»‬‭ ‬الوسطاء‭ ‬والسماسرة‭ ‬أي‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬بأسعار‭ ‬الأضاحي،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬السوق‭ ‬عمليات‭ ‬مضاربة‭ ‬كبرى،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيام‭ ‬عديد‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬بشراءات‭ ‬كبرى‭ ‬وفرض‭ ‬أسعار‭ ‬خيالية‭ ‬للكغ‭ ‬الحي،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأضاحي‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬بكثير‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬وحدة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيواني‭ ‬بالاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري،‭ ‬منور‭ ‬الصغيري‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬السلط‭ ‬المعنية‭ ‬بالمرصاد‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يسيطرون‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأضاحي‭ ‬قصد‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭.‬

وحذر‭ ‬ذات‭ ‬المصدر‭ ‬من‭ ‬تعامل‭ ‬المنتج‭ ‬أو‭ ‬المستهلك‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفئة،‭ ‬وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬المستهلك‭ ‬وعند‭ ‬شراء‭ ‬‮«‬علوش‭ ‬العيد‮»‬‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الأسبوعية‭ ‬ونقاط‭ ‬البيع‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬المنتج‭ ‬إلى‭ ‬المستهلك‭ ‬والتي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مراقبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭.‬

وأكد‭ ‬الصغيري‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تسهيل‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬تنقل‭ ‬المربين‭ ‬نحو‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقريب‭ ‬المربي‭ ‬من‭ ‬المستهلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬التأمين‭ ‬اللازم‭ ‬وضمان‭ ‬شفافية‭ ‬المعاملات‭ ‬ونزاهتها‭ ‬بتواجد‭ ‬أعوان‭ ‬من‭ ‬جهاز‭ ‬المراقبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الذين‭ ‬سيسهرون‭ ‬على‭ ‬التثبت‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬اللازمة‭.‬

ويتحتم‭ ‬على‭ ‬المستهلك‭ ‬شراء‭ ‬الأضحية‭ ‬من‭ ‬أسواق‭ ‬الدواب‭ ‬ونقاط‭ ‬البيع‭ ‬المنظمة‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬أغلب‭ ‬المعتمديات‭ ‬والولايات‭ ‬تنظم‭ ‬أسواقا‭ ‬أسبوعية،‭ ‬أين‭ ‬يتوفّر‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب،‭ ‬وأين‭ ‬ينتصب‭ ‬المنتج‭ ‬مرفوقا‭ ‬بقطيعه‭.‬

الحلقة‭ ‬الوسيطة

ويستغل‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬المنتج‭ ‬والمستهلك‭ ‬حيث‭ ‬يمثلون‭ ‬الحلقة‭ ‬الوسيطة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تضرر‭ ‬مختلف‭ ‬الحلقات‭ ‬من‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭.‬

ويعد‭ ‬الفلاح‭ ‬متضررا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬نظرا‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬ينتج‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‭ ‬ويبحث‭ ‬لقطيعه‭ ‬عن‭ ‬الأعلاف‭ ‬ويعتني‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬كراع،‭ ‬أما‭ ‬تضرر‭ ‬المستهلك‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬يشتري‭ ‬الأضحية‭ ‬من‭ ‬الوسيط‭ ‬بأسعار‭ ‬تفوق‭ ‬بكثير‭ ‬سعرها‭ ‬من‭ ‬الفلاح‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬الصدد‭ ‬دعا‭ ‬معز‭ ‬بن‭ ‬زغدان‭ ‬رئيس‭ ‬الإتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»الصباح‮»‬‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬اللهفة‭ ‬وعدم‭ ‬الانسياق‭ ‬وراء‭ ‬عمليات‭ ‬التشويش‭ ‬المفتعل‭ ‬والتهويل‭ ‬بشأن‭ ‬توفر‭ ‬العرض‭ ‬والأسعار‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يؤججون‭ ‬الأوضاع‭ ‬بهدف‭ ‬انفلات‭ ‬سعر‭ ‬الأضاحي‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬تحديد‭ ‬سعر‭ ‬مرجعي‭ ‬للكغ‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬الأضحية‭ ‬عند‭ ‬البيع‭ ‬بالميزان‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬السنة‭ ‬الفارطة‭ ‬كان‭ ‬المجمع‭ ‬المهني‭ ‬المشترك‭ ‬للحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬والألبان‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬اعتماد‭ ‬سعر‭ ‬مرجعي‭ ‬بنقاط‭ ‬البيع‭ ‬المنظمة‭ ‬للأضاحي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬21‭.‬900‭ ‬دينارا‭ ‬للكلغ‭ ‬حيّ‭ ‬لكافة‭ ‬الأوزان‭.‬

حنان‭ ‬قيراط

لضمان‭ ‬التزويد‭ ‬بأضاحي‭ ‬العيد.. قطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام  ‭ ‬‮"القشارة‮" ‬‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬الأسعار

لا‭ ‬حديث‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬أضاحي‭ ‬العيد‭ ‬وتحديدا‭ ‬الكميات‭ ‬المتوفرة‭ ‬والأسعار‭ ‬المنتظرة‭. ‬وقد‭ ‬اختلفت‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬هاتين‭ ‬النقطتين‭ ‬تحديدا،‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬ينفي‭ ‬توفر‭ ‬القطيع‭ ‬ومن‭ ‬يؤكد‭ ‬توفره‭ ‬بالكميات‭ ‬المطلوبة‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الأسعار‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬ومن‭ ‬يؤكد‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬مشطة‭ ‬وتتجاوز‭ ‬أسعار‭ ‬السنة‭ ‬الفارطة‭ ‬بكثير‭ ‬وأيضا‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭. ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬سيكون‭ ‬رهين‭ ‬مدى‭ ‬إحكام‭ ‬السلطات‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬مسالك‭ ‬التوزيع‭ ‬وإغلاق‭ ‬كل‭ ‬المنافذ‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬تأكيد‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭.‬

قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬إحداث‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬من‭ ‬المنتج‭ ‬إلى‭ ‬المستهلك،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الجمهورية‭ ‬وخاصة‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬قامت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬بجولة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أسواق‭ ‬الدواب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بوعرقوب‭ ‬بتاريخ‭ ‬الاربعاء‭ ‬30‭ ‬افريل‭ ‬والفحص‭ ‬بتاريخ‭ ‬2‭ ‬ماي‭ ‬2025‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬لاحظت‭ ‬توفر‭ ‬العرض‭ ‬بكميات‭ ‬هامة‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المربين‭ ‬مازالوا‭ ‬يحافظون‭ ‬على‭ ‬الخرفان‭ ‬لمواصلة‭ ‬عملية‭ ‬التسمين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬ببيعها‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬لاحظنا‭ ‬توفر‭ ‬‮«‬علوش‭ ‬العيد‮»‬‭ ‬بمختلف‭ ‬الأحجام‭ ‬من‭ ‬الصغير‭ ‬إلى‭ ‬المتوسط‭ ‬فكبير‭ ‬‮«‬البركوس‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإقبال‭ ‬المستهلك‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬الدواب‭ ‬فقد‭ ‬وقفنا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الإقبال‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬للشراء‭ ‬بل‭ ‬للإطلاع‭ ‬على‭ ‬تنوع‭ ‬العرض‭ ‬والأسعار‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬الأسعار‭!!‬؟

أما‭ ‬بشأن‭ ‬الأسعار‭ ‬فقد‭ ‬لاحظنا‭ ‬أنها‭ ‬إجمالا‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬وحسب‭ ‬حجم‭ ‬الخروف‭. ‬حيث‭ ‬يتراوح‭ ‬سعر‭ ‬الخروف‭ ‬المتوسط‭ ‬بين‭ ‬900‭ ‬و1100‭ ‬دينار‭  ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬الأكبر‭ ‬حجما‭ ‬من‭ ‬1200‭ ‬الى‭ ‬1300‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬سعر‭ ‬‮«‬البركوس‮»‬‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬دينار‭ ‬فما‭ ‬فوق‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬ديوان‭ ‬وزير‭ ‬الفلاحة‭ ‬والموارد‭ ‬المائية‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬أضاحي‭ ‬العيد‭ ‬متوفرة‭ ‬بكميات‭ ‬هامة‭ ‬وأن‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬المستهلك‭.‬

وهو‭ ‬أيضا‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬الإتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري،‭ ‬معز‭ ‬بن‭ ‬زغدان‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬علوش‮»‬‭ ‬العيد‭ ‬متوفر‭ ‬وأن‭ ‬الأسعار‭ ‬تخضع‭ ‬لقاعدة‭ ‬العرض‭ ‬والطلب،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬أسعار‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

وخلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬‮«‬عبث‮»‬‭ ‬الوسطاء‭ ‬والسماسرة‭ ‬أي‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬بأسعار‭ ‬الأضاحي،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬السوق‭ ‬عمليات‭ ‬مضاربة‭ ‬كبرى،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيام‭ ‬عديد‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬بشراءات‭ ‬كبرى‭ ‬وفرض‭ ‬أسعار‭ ‬خيالية‭ ‬للكغ‭ ‬الحي،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأضاحي‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬بكثير‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬وحدة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيواني‭ ‬بالاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري،‭ ‬منور‭ ‬الصغيري‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬السلط‭ ‬المعنية‭ ‬بالمرصاد‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يسيطرون‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأضاحي‭ ‬قصد‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭.‬

وحذر‭ ‬ذات‭ ‬المصدر‭ ‬من‭ ‬تعامل‭ ‬المنتج‭ ‬أو‭ ‬المستهلك‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفئة،‭ ‬وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬المستهلك‭ ‬وعند‭ ‬شراء‭ ‬‮«‬علوش‭ ‬العيد‮»‬‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الأسبوعية‭ ‬ونقاط‭ ‬البيع‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬المنتج‭ ‬إلى‭ ‬المستهلك‭ ‬والتي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مراقبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭.‬

وأكد‭ ‬الصغيري‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تسهيل‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬تنقل‭ ‬المربين‭ ‬نحو‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقريب‭ ‬المربي‭ ‬من‭ ‬المستهلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬التأمين‭ ‬اللازم‭ ‬وضمان‭ ‬شفافية‭ ‬المعاملات‭ ‬ونزاهتها‭ ‬بتواجد‭ ‬أعوان‭ ‬من‭ ‬جهاز‭ ‬المراقبة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الذين‭ ‬سيسهرون‭ ‬على‭ ‬التثبت‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬اللازمة‭.‬

ويتحتم‭ ‬على‭ ‬المستهلك‭ ‬شراء‭ ‬الأضحية‭ ‬من‭ ‬أسواق‭ ‬الدواب‭ ‬ونقاط‭ ‬البيع‭ ‬المنظمة‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬أغلب‭ ‬المعتمديات‭ ‬والولايات‭ ‬تنظم‭ ‬أسواقا‭ ‬أسبوعية،‭ ‬أين‭ ‬يتوفّر‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب،‭ ‬وأين‭ ‬ينتصب‭ ‬المنتج‭ ‬مرفوقا‭ ‬بقطيعه‭.‬

الحلقة‭ ‬الوسيطة

ويستغل‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬المنتج‭ ‬والمستهلك‭ ‬حيث‭ ‬يمثلون‭ ‬الحلقة‭ ‬الوسيطة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تضرر‭ ‬مختلف‭ ‬الحلقات‭ ‬من‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭.‬

ويعد‭ ‬الفلاح‭ ‬متضررا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬نظرا‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬ينتج‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‭ ‬ويبحث‭ ‬لقطيعه‭ ‬عن‭ ‬الأعلاف‭ ‬ويعتني‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬كراع،‭ ‬أما‭ ‬تضرر‭ ‬المستهلك‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬يشتري‭ ‬الأضحية‭ ‬من‭ ‬الوسيط‭ ‬بأسعار‭ ‬تفوق‭ ‬بكثير‭ ‬سعرها‭ ‬من‭ ‬الفلاح‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬الصدد‭ ‬دعا‭ ‬معز‭ ‬بن‭ ‬زغدان‭ ‬رئيس‭ ‬الإتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»الصباح‮»‬‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬اللهفة‭ ‬وعدم‭ ‬الانسياق‭ ‬وراء‭ ‬عمليات‭ ‬التشويش‭ ‬المفتعل‭ ‬والتهويل‭ ‬بشأن‭ ‬توفر‭ ‬العرض‭ ‬والأسعار‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬‮«‬القشارة‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يؤججون‭ ‬الأوضاع‭ ‬بهدف‭ ‬انفلات‭ ‬سعر‭ ‬الأضاحي‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬تحديد‭ ‬سعر‭ ‬مرجعي‭ ‬للكغ‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬الأضحية‭ ‬عند‭ ‬البيع‭ ‬بالميزان‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬السنة‭ ‬الفارطة‭ ‬كان‭ ‬المجمع‭ ‬المهني‭ ‬المشترك‭ ‬للحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬والألبان‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬اعتماد‭ ‬سعر‭ ‬مرجعي‭ ‬بنقاط‭ ‬البيع‭ ‬المنظمة‭ ‬للأضاحي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬21‭.‬900‭ ‬دينارا‭ ‬للكلغ‭ ‬حيّ‭ ‬لكافة‭ ‬الأوزان‭.‬

حنان‭ ‬قيراط