على هامش زيارة رئيس الجمهورية إلى الدهماني.. الزيارات غير المعلنة.. بين الرقابة المباشرة وتعزيز ثقافة المحاسبة
مقالات الصباح
تحوّلت الزيارات غير المعلنة التي يقوم بها رئيس الجمهورية قيس سعيد الى محطات هامة لاطلاعه على الأوضاع في المناطق التي زارها، والوقوف عن قرب على مظاهر التقصير والإهمال والإخلالات، لا سيما وأن هذه الزيارات عادة ما تكون مرفوقة بجملة من الاجراءات الهامة والقرارات الاستراتيجية.
ففي إطار سياسة الانفتاح على الواقع الميداني، يرى كثير من المتابعين للشأن العام أن الزيارات غير المعلنة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، تؤشر الى كشف جملة من الحقائق المخفية وتقييم أداء المؤسسات الحكومية. فهذه الزيارات التي تتجاوز كل مظاهر التنسيق المسبق والترتيبات الشكلية والبروتوكولية المتعارف عليها، تمثل أداة فعَّالة لرصد أوجه التقصير وتحديد مواطن الخلل في مختلف الخدمات المسداة للمواطنين.
تشخيص للواقع وتحديد للمسؤوليات
وفي هذا الاتجاه يراهن كثير من المتابعين للشأن العام على أهمية مثل هذه الزيارات في تشخيص الواقع وتحديد المسؤوليات خاصة وأن قيمة الزيارات غير المعلنة تكمن في قدرتها على تجاوز الإجراءات الروتينية والاطلاع على الصورة الحقيقية للأوضاع دون تزييف أو تلميع للواقع لاسيما وأنه غالبا ما يتم القيام بعديد الترتيبات مسبقاً عند الإعلان عن زيارة رسمية، مما يحجب العيوب ويُظهر صورة مثالية لا تعكس الواقع المعيشي في حين أن الزيارات غير المعلنة تفرض شفافية غير مسبوقة وتكشف عن تقصير المسؤولين أو سوء التسيير في بعض القطاعات الحيوية على غرار الصحة والتعليم والبنية التحتية وغيرها..
في هذا الخصوص توجّه رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، مساء أول أمس، في زيارة غير معلنة الى معتمديّة الدّهماني من ولاية الكاف، حيث زار في البداية المطحنة الشّهيرة المعروفة بمطحنة «أبة قصور» التي يعود تاريخ تشييدها الى سنة 1912. ووفقا لبلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية فقد عاين رئيس الدّولة حالة الخراب التي آلت إليها هذه المنشأة، منذ سنوات عديدة علما وأنّ مساحتها الجمليّة تبلغ حوالي 9 آلاف متر مربّع واختصّت في طحن أجود أنواع القمح الصّلب واللّين والأعلاف وتعتبر دليلا على عراقة الجهة وتاريخها وأحد أهمّ مواطن الشّغل بالمنطقة إذ لها قدرة تشغيليّة تناهز المائة وخمسين عاملا على الأقل.
وشدّد رئيس الدّولة على ضرورة إيجاد حلول لهذه المطحنة حتّى تعود الى سالف نشاطها في ظلّ تصوّر جديد يعود بالنّفع على أهالي المنطقة كلّها.
وإثر هذه الزيارة، التقى رئيس الجمهوريّة بعدد من المواطنين والمواطنات واستمع الى مشاغلهم مؤكّدا على أن عديد مشاريع التّشريعات هي بصدد الإعداد النّهائي وحرصه على أن تكون كلّها في مستوى انتظارات المواطنين مشدّدا على أنّ الإرادة والثّبات على العهد وإيجاد تصوّرات جديدة جميعها عناصر كفيلة بتحقيق تطلّعات الشّعب التّونسي، ووطننا العزيز يعجّ بالخيرات والقدرات وبالوطنيّين والوطنيّات الصّادقين والصّادقات القادرين والقادرات على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها.
وتعتبر الدهماني حلقة ضمن سلسلة من الزيارات الميدانية التي قام بها رئيس الجمهورية الى مختلف مناطق الجمهورية والتي تم من خلالها رصد إخلالات في بعض المنشآت، أذن رئيس الدولة بإصلاحها وترميمها. وفي هذا السياق قام رئيس الجمهورية بتاريخ25 أفريل 2025 بإعادة فتح دار الثٌقافة ابن خلدون بتونس العاصمة بعد أن أمر بترميمها وإصلاحها.
حيث سبق له أن زار دار الثقافة ابن خلدون يوم 25 أكتوبر 2024 وعاين تقدّم أشغال إعادة التهيئة، ملاحظا عديد النقائص التي أكّد على ضرورة الإسراع بتداركها لأنه لا يُمكن، من وجهة نظره، القبول بترميم ظاهري ولا بأنصاف الحلول..
وبالعودة الى الزيارات الميدانية فقد كان لرئيس الجمهورية مؤخرا زيارة ليلية غير معلنة الى معتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد بعد «فاجعة» السور، التقى خلالها بعدد من المواطنين واستمع الى شواغلهم. وقد تمخض عن هذه الزيارة جملة من الإجراءات تتعلق أساسا بالتسريع في تجهيز وتطوير المستشفى المحلي بالمزونة وتفعيل معمل البلاستيك، إضافة إلى التعهّد بصيانة شبكة الطرقات وإحداث عديد الإدارات على غرار فرعين للصوناد والستاغ وغيرهما..
آلية لتعزيز الحوكمة الرشيدة
وعديدة هي الزيارات غير المعلنة التي قام بها رئيس الجمهورية الى عدة مناطق وولايات، آذنا بإعادة ترميم عديد المنشآت على غرار جامع القصبة الى جانب تهيئة الساحات العمومية كساحة باستور وغيرها، لتمثل هذه الزيارات آلية فعالة لتعزيز الحوكمة الرشيدة وتقييم مدى جدية المسؤولين في تحمل المسؤولية المناطة بعهدتهم بما يجعلها تمثل قاطرة لمكافحة الفساد وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وفي هذا الإطار يعتبر كثير من الملاحظين والمهتمين بالشأن العام أن الزيارات غير المعلنة، التي يقوم بها رئيس الدولة قيس سعيد، قد لاقت صدى واسعا لدى الرأي العام لما تحمله من رسائل سياسية ومؤشرات، على اعتبار أنها تعكس أداة فعالة لكشف واقع منطقة ما الى جانب تعزيز مبدأ المحاسبة والردع. كما أنها تمثل أيضا آلية لترسيخ سياسة القرب من المواطن وكسر حواجز البيروقراطية والتحفيز على الإصلاح.
ليخلص هؤلاء الى التأكيد بأن الزيارات غير المعلنة التي يُجريها رئيس الدولة قيس سعيّد تكرّس في جوهرها مبدأ الرقابة المباشرة وتُعزز ثقافة المحاسبة وخاصة تُعيد الاعتبار لعلاقة المواطن بالدولة.
منال حرزي
تحوّلت الزيارات غير المعلنة التي يقوم بها رئيس الجمهورية قيس سعيد الى محطات هامة لاطلاعه على الأوضاع في المناطق التي زارها، والوقوف عن قرب على مظاهر التقصير والإهمال والإخلالات، لا سيما وأن هذه الزيارات عادة ما تكون مرفوقة بجملة من الاجراءات الهامة والقرارات الاستراتيجية.
ففي إطار سياسة الانفتاح على الواقع الميداني، يرى كثير من المتابعين للشأن العام أن الزيارات غير المعلنة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، تؤشر الى كشف جملة من الحقائق المخفية وتقييم أداء المؤسسات الحكومية. فهذه الزيارات التي تتجاوز كل مظاهر التنسيق المسبق والترتيبات الشكلية والبروتوكولية المتعارف عليها، تمثل أداة فعَّالة لرصد أوجه التقصير وتحديد مواطن الخلل في مختلف الخدمات المسداة للمواطنين.
تشخيص للواقع وتحديد للمسؤوليات
وفي هذا الاتجاه يراهن كثير من المتابعين للشأن العام على أهمية مثل هذه الزيارات في تشخيص الواقع وتحديد المسؤوليات خاصة وأن قيمة الزيارات غير المعلنة تكمن في قدرتها على تجاوز الإجراءات الروتينية والاطلاع على الصورة الحقيقية للأوضاع دون تزييف أو تلميع للواقع لاسيما وأنه غالبا ما يتم القيام بعديد الترتيبات مسبقاً عند الإعلان عن زيارة رسمية، مما يحجب العيوب ويُظهر صورة مثالية لا تعكس الواقع المعيشي في حين أن الزيارات غير المعلنة تفرض شفافية غير مسبوقة وتكشف عن تقصير المسؤولين أو سوء التسيير في بعض القطاعات الحيوية على غرار الصحة والتعليم والبنية التحتية وغيرها..
في هذا الخصوص توجّه رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، مساء أول أمس، في زيارة غير معلنة الى معتمديّة الدّهماني من ولاية الكاف، حيث زار في البداية المطحنة الشّهيرة المعروفة بمطحنة «أبة قصور» التي يعود تاريخ تشييدها الى سنة 1912. ووفقا لبلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية فقد عاين رئيس الدّولة حالة الخراب التي آلت إليها هذه المنشأة، منذ سنوات عديدة علما وأنّ مساحتها الجمليّة تبلغ حوالي 9 آلاف متر مربّع واختصّت في طحن أجود أنواع القمح الصّلب واللّين والأعلاف وتعتبر دليلا على عراقة الجهة وتاريخها وأحد أهمّ مواطن الشّغل بالمنطقة إذ لها قدرة تشغيليّة تناهز المائة وخمسين عاملا على الأقل.
وشدّد رئيس الدّولة على ضرورة إيجاد حلول لهذه المطحنة حتّى تعود الى سالف نشاطها في ظلّ تصوّر جديد يعود بالنّفع على أهالي المنطقة كلّها.
وإثر هذه الزيارة، التقى رئيس الجمهوريّة بعدد من المواطنين والمواطنات واستمع الى مشاغلهم مؤكّدا على أن عديد مشاريع التّشريعات هي بصدد الإعداد النّهائي وحرصه على أن تكون كلّها في مستوى انتظارات المواطنين مشدّدا على أنّ الإرادة والثّبات على العهد وإيجاد تصوّرات جديدة جميعها عناصر كفيلة بتحقيق تطلّعات الشّعب التّونسي، ووطننا العزيز يعجّ بالخيرات والقدرات وبالوطنيّين والوطنيّات الصّادقين والصّادقات القادرين والقادرات على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها.
وتعتبر الدهماني حلقة ضمن سلسلة من الزيارات الميدانية التي قام بها رئيس الجمهورية الى مختلف مناطق الجمهورية والتي تم من خلالها رصد إخلالات في بعض المنشآت، أذن رئيس الدولة بإصلاحها وترميمها. وفي هذا السياق قام رئيس الجمهورية بتاريخ25 أفريل 2025 بإعادة فتح دار الثٌقافة ابن خلدون بتونس العاصمة بعد أن أمر بترميمها وإصلاحها.
حيث سبق له أن زار دار الثقافة ابن خلدون يوم 25 أكتوبر 2024 وعاين تقدّم أشغال إعادة التهيئة، ملاحظا عديد النقائص التي أكّد على ضرورة الإسراع بتداركها لأنه لا يُمكن، من وجهة نظره، القبول بترميم ظاهري ولا بأنصاف الحلول..
وبالعودة الى الزيارات الميدانية فقد كان لرئيس الجمهورية مؤخرا زيارة ليلية غير معلنة الى معتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد بعد «فاجعة» السور، التقى خلالها بعدد من المواطنين واستمع الى شواغلهم. وقد تمخض عن هذه الزيارة جملة من الإجراءات تتعلق أساسا بالتسريع في تجهيز وتطوير المستشفى المحلي بالمزونة وتفعيل معمل البلاستيك، إضافة إلى التعهّد بصيانة شبكة الطرقات وإحداث عديد الإدارات على غرار فرعين للصوناد والستاغ وغيرهما..
آلية لتعزيز الحوكمة الرشيدة
وعديدة هي الزيارات غير المعلنة التي قام بها رئيس الجمهورية الى عدة مناطق وولايات، آذنا بإعادة ترميم عديد المنشآت على غرار جامع القصبة الى جانب تهيئة الساحات العمومية كساحة باستور وغيرها، لتمثل هذه الزيارات آلية فعالة لتعزيز الحوكمة الرشيدة وتقييم مدى جدية المسؤولين في تحمل المسؤولية المناطة بعهدتهم بما يجعلها تمثل قاطرة لمكافحة الفساد وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وفي هذا الإطار يعتبر كثير من الملاحظين والمهتمين بالشأن العام أن الزيارات غير المعلنة، التي يقوم بها رئيس الدولة قيس سعيد، قد لاقت صدى واسعا لدى الرأي العام لما تحمله من رسائل سياسية ومؤشرات، على اعتبار أنها تعكس أداة فعالة لكشف واقع منطقة ما الى جانب تعزيز مبدأ المحاسبة والردع. كما أنها تمثل أيضا آلية لترسيخ سياسة القرب من المواطن وكسر حواجز البيروقراطية والتحفيز على الإصلاح.
ليخلص هؤلاء الى التأكيد بأن الزيارات غير المعلنة التي يُجريها رئيس الدولة قيس سعيّد تكرّس في جوهرها مبدأ الرقابة المباشرة وتُعزز ثقافة المحاسبة وخاصة تُعيد الاعتبار لعلاقة المواطن بالدولة.
منال حرزي