صفوف تكاد لا تنتهي للحصول على توقيعه في المعرض.. ظاهرة أسامة المسلم تتكرر في تونس
مقالات الصباح
بعد مصر والجزائر، وصلت الظاهرة إلى تونس. نعم، نحن إزاء ظاهرة حقيقية في عالم الكتاب والنشر اسمها أسامة المسلم. وصلتنا أخبار مثيرة حول مشاركة الكاتب السعودي في معرضي الكتاب بكل من مصر والجزائر في السنة الفارطة، حيث تجمهر الناس بطريقة غير معتادة، على الأقل في الدول العربية، وتحمل كثيرون مشقة الانتظار ساعات طويلة من أجل الظفر بتوقيع الكاتب، وهذا أمر غريب في ثقافتنا وفي معارض كتبنا.
لقد اعتدنا من الناس أن تتجمهر من أجل حضور سهرة فنان مشهور في مهرجان أو في تظاهرة، لكن أن يحدث ذلك من أجل كاتب، فهذا من قبيل الشيء الجديد الذي يجعلنا نتساءل: أهو خير أم شر؟
في تونس أيضًا، وبعد تجربتي القاهرة والجزائر، كان الحضور رهيبًا من حيث الكم والحماسة للقاء الكاتب. صفوف طويلة وسميكة من القراء اصطفوا يوم أمس الخميس للمشاركة في حصة توقيع برمجها المعرض للكاتب السعودي. أغلبهم يحملون كتاب «خوف»، وهو أشهر عناوين أسامة المسلم الذي له في رصيده مجموعة هامة من الروايات، من بينها «بساتين عربستان» و»ليلة ماطرة»، إلى جانب العديد من المجموعات القصصية التي نذكر من بينها «أجيج» و»شبكة العنكبوت» وكتاب «سعد الدباس»، وغيرها.
ولا يمكن للمارّ بقصر المعارض بالكرم أمس حيث يتواصل معرض تونس الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين إلى غاية 4 من ماي الجاري (انطلق يوم 25 نوفمبر) أن لا يبقى مندهشًا أمام الطوابير التي تنتظر توقيع أسامة المسلم. إنه مشهد فريد يثير الفضول، الأمر الذي دفعنا إلى اختراق بعض الصفوف لتوجيه أسئلة إلى بعض من الجماهير المنتظرة بصبر على كامل عرض المعرض تقريبًا. ولا بد من التأكيد قبل استعراض الأجوبة على أن أغلب الجمهور يتكون من فتيات صغيرات في السن، يعني هن على أقصى تقدير في سن المراهقة. هناك بعض الشباب، لكن عددهم لا يقارن بعدد الفتيات، وهناك أيضًا بعض الأولياء الذين جاؤوا خصيصًا لمرافقة أبنائهم المتحمسين للحصول على توقيع أسامة المسلم. وهؤلاء الأولياء، كما فهمنا من تصريحات بعضهم، عرفوا بوجود كاتب اسمه أسامة المسلم من خلال أبنائهم الذين تعرفوا عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فالكاتب السعودي أحسن استخدام هذه الوسائط، ومن خلالها بلغ صيته كامل المنطقة العربية، إن لم نقل إنه تجاوزها. وإلا، كيف يمكن لطفلة صغيرة كانت ترافق والدها يوم أمس بمعرض تونس الدولي للكتاب (ونقدر أنها لم تتجاوز التاسعة من عمرها أو ربما أقل) أن تحدثنا بكل ثقة أنها تعرف أسامة المسلم من خلال «التيك توك» وكيف أنها قالت بثقة إنها تقرأ له وتحب كتابته، وأن والدها لم يكن يعرفه، وأنها هي من جعلته يعرفه؟
سألنا والدها بلحسن، فقال إنه اشترى لها ثلاثة كتب أو ما يشكل ثلاثية معروفة وفق قوله. سألناه إن كان عمر ابنته يسمح لها كي تختار بنفسها نوعية كتبها، فقال نعم، مضيفًا: «هم في هذه السن يعرفون جيدًا ماذا يريدون». سألناه كذلك عن مدى اطلاعه على ما يكتبه التونسيون، فقال: «لا»، مضيفًا أن الكتاب التونسي باهظ الثمن. وماذا عن سعر كتب أسامة المسلم التي اشتراها؟ فقال: «إن سعرها مناسب لأن نوعية الطبعة لا تتطلب مبالغ كبيرة».
الشابة شيماء لم تخفِ حماستها وهي تتحدث عن أسامة المسلم الذي عرفته من خلال «إنستغرام» و»تيك توك» وغيرها. عددت الكتب التي قرأتها له، وخاصة رواية «خوف 1 و2»، و»أجيج»، و»هذا ما حدث معي»، وغيرها من العناوين. قالت إن كل كتبه رائعة، وهو يكتب الفانتازيا التي تحبذها، كما يكتب السيرة الذاتية بطريقة مبهرة وفق تعبيرها. شيماء لا تنفي أنها مطلعة جيدًا على ساحة النشر في تونس، لكنها تحبذ ما يكتبه أسامة المسلم لأنه يتحدث في مواضيع مهمة بالنسبة لها. هو يتحدث مثلًا عن كيفية السيطرة على الخوف، ويسرد قصة حياته بأسلوب مفهوم ورائق.
الشابة خديجة، التي تحدثنا معها ورحبت بذلك، لم تكن أقل حماسة من شيماء. هي أيضًا تحبذ الكتابة في الفانتازيا، وتحب التفلسف، وهو ما يقوم به أسامة المسلم في نصوصه. سألناها عن لغة الكاتب، فقالت إنها أحبتها كثيرًا، وبلغة التونسيين: «محلاها». وهي تشدد على أنه يكتب بحبكة لا توجد عند غيره.
أما الشابة ملكة، فقد سمعت كما قالت لنا بإسم أسامة المسلم من أصدقائها، ثم اطلعت على ما يقوله في مواقع التواصل الاجتماعي، فتأثرت به، فكان أن اشترت رواية «خوف»، ثم اقتنت كتبًا أخرى له، وهي اليوم سعيدة لأنها ستلتقي به بشكل مباشر. لنصل إلى السيدة ألفة، التي كانت بدورها ترافق ابنتها لنفس الغرض. سألناها إن كان الأولياء قد استقالوا عن دورهم لتحل مواقع التواصل الاجتماعي محلهم في توجيه ميولاتهم في مجال المطالعة، فقالت: «إننا إزاء ثقافة جديدة، وليس لنا إلا أن نراقب من بعيد»، مستدركة أن مواقع التواصل الاجتماعي تقوم، على الأقل في هذا الباب، بدور مهم، فهي تشجع على الكتاب والانفتاح على الثقافات المتنوعة.
من جهته، عبر أسامة المسلم في تصريح نقلته هيئة معرض تونس الدولي للكتاب عن سعادته الغامرة بنوعية الاستقبال في تونس، وبالتنظيم الجيد للمعرض وفق وصفه، مشددًا على أنها زيارته الأولى لبلادنا ولن تكون الأخيرة.
حياة السايب
بعد مصر والجزائر، وصلت الظاهرة إلى تونس. نعم، نحن إزاء ظاهرة حقيقية في عالم الكتاب والنشر اسمها أسامة المسلم. وصلتنا أخبار مثيرة حول مشاركة الكاتب السعودي في معرضي الكتاب بكل من مصر والجزائر في السنة الفارطة، حيث تجمهر الناس بطريقة غير معتادة، على الأقل في الدول العربية، وتحمل كثيرون مشقة الانتظار ساعات طويلة من أجل الظفر بتوقيع الكاتب، وهذا أمر غريب في ثقافتنا وفي معارض كتبنا.
لقد اعتدنا من الناس أن تتجمهر من أجل حضور سهرة فنان مشهور في مهرجان أو في تظاهرة، لكن أن يحدث ذلك من أجل كاتب، فهذا من قبيل الشيء الجديد الذي يجعلنا نتساءل: أهو خير أم شر؟
في تونس أيضًا، وبعد تجربتي القاهرة والجزائر، كان الحضور رهيبًا من حيث الكم والحماسة للقاء الكاتب. صفوف طويلة وسميكة من القراء اصطفوا يوم أمس الخميس للمشاركة في حصة توقيع برمجها المعرض للكاتب السعودي. أغلبهم يحملون كتاب «خوف»، وهو أشهر عناوين أسامة المسلم الذي له في رصيده مجموعة هامة من الروايات، من بينها «بساتين عربستان» و»ليلة ماطرة»، إلى جانب العديد من المجموعات القصصية التي نذكر من بينها «أجيج» و»شبكة العنكبوت» وكتاب «سعد الدباس»، وغيرها.
ولا يمكن للمارّ بقصر المعارض بالكرم أمس حيث يتواصل معرض تونس الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين إلى غاية 4 من ماي الجاري (انطلق يوم 25 نوفمبر) أن لا يبقى مندهشًا أمام الطوابير التي تنتظر توقيع أسامة المسلم. إنه مشهد فريد يثير الفضول، الأمر الذي دفعنا إلى اختراق بعض الصفوف لتوجيه أسئلة إلى بعض من الجماهير المنتظرة بصبر على كامل عرض المعرض تقريبًا. ولا بد من التأكيد قبل استعراض الأجوبة على أن أغلب الجمهور يتكون من فتيات صغيرات في السن، يعني هن على أقصى تقدير في سن المراهقة. هناك بعض الشباب، لكن عددهم لا يقارن بعدد الفتيات، وهناك أيضًا بعض الأولياء الذين جاؤوا خصيصًا لمرافقة أبنائهم المتحمسين للحصول على توقيع أسامة المسلم. وهؤلاء الأولياء، كما فهمنا من تصريحات بعضهم، عرفوا بوجود كاتب اسمه أسامة المسلم من خلال أبنائهم الذين تعرفوا عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فالكاتب السعودي أحسن استخدام هذه الوسائط، ومن خلالها بلغ صيته كامل المنطقة العربية، إن لم نقل إنه تجاوزها. وإلا، كيف يمكن لطفلة صغيرة كانت ترافق والدها يوم أمس بمعرض تونس الدولي للكتاب (ونقدر أنها لم تتجاوز التاسعة من عمرها أو ربما أقل) أن تحدثنا بكل ثقة أنها تعرف أسامة المسلم من خلال «التيك توك» وكيف أنها قالت بثقة إنها تقرأ له وتحب كتابته، وأن والدها لم يكن يعرفه، وأنها هي من جعلته يعرفه؟
سألنا والدها بلحسن، فقال إنه اشترى لها ثلاثة كتب أو ما يشكل ثلاثية معروفة وفق قوله. سألناه إن كان عمر ابنته يسمح لها كي تختار بنفسها نوعية كتبها، فقال نعم، مضيفًا: «هم في هذه السن يعرفون جيدًا ماذا يريدون». سألناه كذلك عن مدى اطلاعه على ما يكتبه التونسيون، فقال: «لا»، مضيفًا أن الكتاب التونسي باهظ الثمن. وماذا عن سعر كتب أسامة المسلم التي اشتراها؟ فقال: «إن سعرها مناسب لأن نوعية الطبعة لا تتطلب مبالغ كبيرة».
الشابة شيماء لم تخفِ حماستها وهي تتحدث عن أسامة المسلم الذي عرفته من خلال «إنستغرام» و»تيك توك» وغيرها. عددت الكتب التي قرأتها له، وخاصة رواية «خوف 1 و2»، و»أجيج»، و»هذا ما حدث معي»، وغيرها من العناوين. قالت إن كل كتبه رائعة، وهو يكتب الفانتازيا التي تحبذها، كما يكتب السيرة الذاتية بطريقة مبهرة وفق تعبيرها. شيماء لا تنفي أنها مطلعة جيدًا على ساحة النشر في تونس، لكنها تحبذ ما يكتبه أسامة المسلم لأنه يتحدث في مواضيع مهمة بالنسبة لها. هو يتحدث مثلًا عن كيفية السيطرة على الخوف، ويسرد قصة حياته بأسلوب مفهوم ورائق.
الشابة خديجة، التي تحدثنا معها ورحبت بذلك، لم تكن أقل حماسة من شيماء. هي أيضًا تحبذ الكتابة في الفانتازيا، وتحب التفلسف، وهو ما يقوم به أسامة المسلم في نصوصه. سألناها عن لغة الكاتب، فقالت إنها أحبتها كثيرًا، وبلغة التونسيين: «محلاها». وهي تشدد على أنه يكتب بحبكة لا توجد عند غيره.
أما الشابة ملكة، فقد سمعت كما قالت لنا بإسم أسامة المسلم من أصدقائها، ثم اطلعت على ما يقوله في مواقع التواصل الاجتماعي، فتأثرت به، فكان أن اشترت رواية «خوف»، ثم اقتنت كتبًا أخرى له، وهي اليوم سعيدة لأنها ستلتقي به بشكل مباشر. لنصل إلى السيدة ألفة، التي كانت بدورها ترافق ابنتها لنفس الغرض. سألناها إن كان الأولياء قد استقالوا عن دورهم لتحل مواقع التواصل الاجتماعي محلهم في توجيه ميولاتهم في مجال المطالعة، فقالت: «إننا إزاء ثقافة جديدة، وليس لنا إلا أن نراقب من بعيد»، مستدركة أن مواقع التواصل الاجتماعي تقوم، على الأقل في هذا الباب، بدور مهم، فهي تشجع على الكتاب والانفتاح على الثقافات المتنوعة.
من جهته، عبر أسامة المسلم في تصريح نقلته هيئة معرض تونس الدولي للكتاب عن سعادته الغامرة بنوعية الاستقبال في تونس، وبالتنظيم الجيد للمعرض وفق وصفه، مشددًا على أنها زيارته الأولى لبلادنا ولن تكون الأخيرة.
حياة السايب