إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭.. ‬ تسريع‭ ‬إنجاز‭ ‬مشروع ‭ ‬‮«‬إلماد‮» ‬‭ ‬للربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬و‭ ‬إيطاليا

يحظى‭ ‬مشروع‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا‭ (‬ELMED‭) ‬أحد‭ ‬المشاريع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬تحول‭ ‬طاقي‭ ‬شامل‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة،‭ ‬بالأهمية‭ ‬القصوى‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬يهدف‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الطاقي‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وبات‭ ‬يتصدر‭ ‬اهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬والبرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬باعتباره‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الطاقي‭ ‬والاندماج‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الأوروبية‭ ‬للطاقة‭.‬

وفي‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عُقد‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء29‭ ‬أفريل‭ ‬2025‭ ‬بمقر‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬التونسية،‭ ‬والذي‭ ‬جمع‭ ‬وزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬فاطمة‭ ‬الثابت‭ ‬شيبوب‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الأوروبية‭ ‬البارزة،‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التطورات‭ ‬الراهنة‭ ‬لمشروع‭ (‬ELMED‭) ‬وقد‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬عضوا‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬Giorgio‭) (‬Gori،‭ ‬المقرر‭ ‬الدائم‭ ‬المعني‭ ‬بتونس‭ ‬بلجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية،‭ ‬و‭(‬Ruggero Razza‭)‬،‭ ‬رئيس‭ ‬وفد‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نائب‭ ‬سفير‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬كما‭ ‬حضر‭ ‬الاجتماع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬التونسيين،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬كاتب‭ ‬الدولة‭ ‬المكلف‭ ‬بالانتقال‭ ‬الطاقي‭ ‬وائل‭ ‬شوشان‭ ‬والرئيس‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشركة‭ ‬التونسية‭ ‬للكهرباء‭ ‬والغاز‭ ‬السيد‭ ‬فيصل‭ ‬طريفة‭.‬

وخلال‭ ‬اللقاء،‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المشروع‭ ‬كخطوة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬لتعزيز‭ ‬أمن‭ ‬تونس‭ ‬الطاقي‭ ‬وضمان‭ ‬ربط‭ ‬شبكة‭ ‬الكهرباء‭ ‬التونسية‭ ‬بالشبكة‭ ‬الأوروبية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التسريع‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬المشروع،‭ ‬الذي‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬خريطة‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

تفاصيل‭ ‬المشروع‭ ‬وأهدافه

مشروع‭ (‬ELMED‭) ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬كابل‮»‬‭ ‬كهربائي‭ ‬بحري‭ ‬يمتد‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬بطول‭ ‬يقارب‭ ‬200‭ ‬كيلومتر،‭ ‬وبقدرة‭ ‬نقل‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬ميغاواط‭ ‬في‭ ‬مرحلته‭ ‬الأولى‭. ‬سيمكن‭ ‬هذا‭ ‬الربط‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬فائضها‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬النظيفة‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬وتوفير‭ ‬طاقة‭ ‬مستدامة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬للسوق‭ ‬المحلية،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمشروع،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬مسؤولين‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬لـQالصباح‮»‬،‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الطاقي،‭ ‬حيث‭ ‬يتيح‭ ‬المشروع‭ ‬لتونس‭ ‬تأمين‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬احتياجاتها‭ ‬الطاقية‭ ‬عبر‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الكهرباء‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬عند‭ ‬الضرورة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تسريع‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬حيث‭ ‬يشجع‭ ‬المشروع‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬الطاقات‭ ‬النظيفة‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬حيث‭ ‬يدعم‭ ‬المشروع‭ ‬الجهود‭ ‬العالمية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭.‬

كما‭ ‬يفتح‭ ‬المشروع‭ ‬آفاقاً‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والطاقي‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬المشروع‭ ‬يمثل‭ ‬بيئة‭ ‬استثمارية‭ ‬ملائمة‭ ‬لجذب‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬المهتمة‭ ‬بقطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭. ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬وزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬التونسية،‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬الأخير‭ ‬بممثلي‭ ‬برلمان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬فقط‭ ‬خطوة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الطاقي،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬عامل‭ ‬جذب‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وفرصة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشاد‭ ‬عضوا‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬بأهمية‭ ‬مشروع‭ (‬ELMED‭) ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الطاقي‭ ‬بين‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأوروبا،‭ ‬مؤكدين‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواصلة‭ ‬التعاون‭ ‬لدعم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للطرفين‭.‬

آفاق‭ ‬المشروع‭ ‬وتأثيره

‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي

وفقا‭ ‬لما‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬بعض‭ ‬خبراء‭ ‬الطاقة‭ ‬لـQالصباح‮»‬،‭ ‬مؤخرا،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬كبيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭. ‬والشركات‭ ‬الدولية‭ ‬ستجد‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬منصة‭ ‬مثالية‭ ‬لتطوير‭ ‬مشاريعها‭ ‬بفضل‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬كما‭ ‬سيوفر‭ ‬المشروع‭ ‬آلاف‭ ‬الوظائف‭ ‬أثناء‭ ‬مراحل‭ ‬الإنشاء‭ ‬والتشغيل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وظائف‭ ‬مستدامة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصيانة‭ ‬وإدارة‭ ‬الشبكة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬زيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬بفضل‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي،‭ ‬حيث‭ ‬ستتمكن‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬فائضها‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬مداخيل‭ ‬للدولة‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭.‬

كما‭ ‬سيمكن‭ ‬المشروع‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬تنويع‭ ‬مصادرها‭ ‬الطاقية‭ ‬وتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المستورد،‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬مما‭ ‬يدعم‭ ‬التزام‭ ‬تونس‭ ‬بالانتقال‭ ‬الطاقي‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬نظيفة‭. ‬كما‭ ‬يمثل‭ ‬المشروع‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬إستراتيجية‭ ‬تونس‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬إنجاز‭ ‬المشروع

وفقاً‭ ‬للمعطيات‭ ‬الحالية،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬مشروع‭ (‬ELMED‭) ‬وتشغيله‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2027‭. ‬وتسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬الأعمال‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الإيطالي‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لضمان‭ ‬الانتهاء‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المحدد،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬المشروع‭ ‬يواجه‭ ‬بعض‭ ‬التحديات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التحديات‭ ‬التقنية،‭ ‬حيث‭ ‬يتطلب‭ ‬‮«‬الكابل‮»‬‭ ‬البحري‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬متقدمة‭ ‬لضمان‭ ‬كفاءته‭ ‬واستدامته‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭. ‬كما‭ ‬يحتاج‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬استثمارات‭ ‬ضخمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬تنسيقاً‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ملاءمة‭ ‬المشروع‭ ‬للقوانين‭ ‬التونسية‭ ‬مع‭ ‬نظيراتها‭ ‬الأوروبية‭ ‬لضمان‭ ‬سلاسة‭ ‬التنفيذ‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬فإن‭ ‬مشروع‭ (‬ELMED‭) ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مشروع‭ ‬طاقي،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬رؤية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬لمستقبل‭ ‬تونس‭. ‬فهو‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬البلاد‭ ‬كمركز‭ ‬إقليمي‭ ‬للطاقة،‭ ‬ويوفر‭ ‬فرصاً‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة،‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬تونس‭ ‬بتعزيز‭ ‬شراكاتها‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬الذي‭ ‬يظل‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬شركاء‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬كما‭ ‬يمثل‭ ‬المشروع‭ ‬خطوة‭ ‬جريئة‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬طاقي‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬وأماناً‭. ‬ومع‭ ‬الدعم‭ ‬القوي‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والتزام‭ ‬الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬بتنفيذه،‭ ‬يجمع‭ ‬جل‭ ‬الخبراء،‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬نموذجاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭. ‬ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬تشغيله‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2027،‭ ‬تبقى‭ ‬الآمال‭ ‬معقودة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭  (‬ELMED‭) ‬انطلاقة‭ ‬جديدة‭ ‬لتونس‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬اقتصادي‭ ‬وطاقي‭ ‬مشرق‭.‬



سفيان‭ ‬المهداوي

يفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭.. ‬ تسريع‭ ‬إنجاز‭ ‬مشروع ‭ ‬‮«‬إلماد‮» ‬‭ ‬للربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬و‭ ‬إيطاليا

يحظى‭ ‬مشروع‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا‭ (‬ELMED‭) ‬أحد‭ ‬المشاريع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬تحول‭ ‬طاقي‭ ‬شامل‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة،‭ ‬بالأهمية‭ ‬القصوى‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬يهدف‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الطاقي‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وبات‭ ‬يتصدر‭ ‬اهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬والبرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬باعتباره‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الطاقي‭ ‬والاندماج‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الأوروبية‭ ‬للطاقة‭.‬

وفي‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عُقد‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء29‭ ‬أفريل‭ ‬2025‭ ‬بمقر‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬التونسية،‭ ‬والذي‭ ‬جمع‭ ‬وزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬فاطمة‭ ‬الثابت‭ ‬شيبوب‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الأوروبية‭ ‬البارزة،‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التطورات‭ ‬الراهنة‭ ‬لمشروع‭ (‬ELMED‭) ‬وقد‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬عضوا‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬Giorgio‭) (‬Gori،‭ ‬المقرر‭ ‬الدائم‭ ‬المعني‭ ‬بتونس‭ ‬بلجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية،‭ ‬و‭(‬Ruggero Razza‭)‬،‭ ‬رئيس‭ ‬وفد‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نائب‭ ‬سفير‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬كما‭ ‬حضر‭ ‬الاجتماع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬التونسيين،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬كاتب‭ ‬الدولة‭ ‬المكلف‭ ‬بالانتقال‭ ‬الطاقي‭ ‬وائل‭ ‬شوشان‭ ‬والرئيس‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشركة‭ ‬التونسية‭ ‬للكهرباء‭ ‬والغاز‭ ‬السيد‭ ‬فيصل‭ ‬طريفة‭.‬

وخلال‭ ‬اللقاء،‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المشروع‭ ‬كخطوة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬لتعزيز‭ ‬أمن‭ ‬تونس‭ ‬الطاقي‭ ‬وضمان‭ ‬ربط‭ ‬شبكة‭ ‬الكهرباء‭ ‬التونسية‭ ‬بالشبكة‭ ‬الأوروبية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التسريع‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬المشروع،‭ ‬الذي‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬خريطة‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

تفاصيل‭ ‬المشروع‭ ‬وأهدافه

مشروع‭ (‬ELMED‭) ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬كابل‮»‬‭ ‬كهربائي‭ ‬بحري‭ ‬يمتد‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬بطول‭ ‬يقارب‭ ‬200‭ ‬كيلومتر،‭ ‬وبقدرة‭ ‬نقل‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬ميغاواط‭ ‬في‭ ‬مرحلته‭ ‬الأولى‭. ‬سيمكن‭ ‬هذا‭ ‬الربط‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬فائضها‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬النظيفة‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬وتوفير‭ ‬طاقة‭ ‬مستدامة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬للسوق‭ ‬المحلية،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمشروع،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬مسؤولين‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬لـQالصباح‮»‬،‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الطاقي،‭ ‬حيث‭ ‬يتيح‭ ‬المشروع‭ ‬لتونس‭ ‬تأمين‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬احتياجاتها‭ ‬الطاقية‭ ‬عبر‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الكهرباء‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬عند‭ ‬الضرورة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تسريع‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة،‭ ‬حيث‭ ‬يشجع‭ ‬المشروع‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬الطاقات‭ ‬النظيفة‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬حيث‭ ‬يدعم‭ ‬المشروع‭ ‬الجهود‭ ‬العالمية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭.‬

كما‭ ‬يفتح‭ ‬المشروع‭ ‬آفاقاً‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والطاقي‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬المشروع‭ ‬يمثل‭ ‬بيئة‭ ‬استثمارية‭ ‬ملائمة‭ ‬لجذب‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬المهتمة‭ ‬بقطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭. ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬وزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬التونسية،‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬الأخير‭ ‬بممثلي‭ ‬برلمان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬فقط‭ ‬خطوة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الطاقي،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬عامل‭ ‬جذب‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وفرصة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشاد‭ ‬عضوا‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬بأهمية‭ ‬مشروع‭ (‬ELMED‭) ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الطاقي‭ ‬بين‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأوروبا،‭ ‬مؤكدين‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواصلة‭ ‬التعاون‭ ‬لدعم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للطرفين‭.‬

آفاق‭ ‬المشروع‭ ‬وتأثيره

‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي

وفقا‭ ‬لما‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬بعض‭ ‬خبراء‭ ‬الطاقة‭ ‬لـQالصباح‮»‬،‭ ‬مؤخرا،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬كبيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭. ‬والشركات‭ ‬الدولية‭ ‬ستجد‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬منصة‭ ‬مثالية‭ ‬لتطوير‭ ‬مشاريعها‭ ‬بفضل‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬كما‭ ‬سيوفر‭ ‬المشروع‭ ‬آلاف‭ ‬الوظائف‭ ‬أثناء‭ ‬مراحل‭ ‬الإنشاء‭ ‬والتشغيل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وظائف‭ ‬مستدامة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصيانة‭ ‬وإدارة‭ ‬الشبكة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬زيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬بفضل‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي،‭ ‬حيث‭ ‬ستتمكن‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬فائضها‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬مداخيل‭ ‬للدولة‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭.‬

كما‭ ‬سيمكن‭ ‬المشروع‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬تنويع‭ ‬مصادرها‭ ‬الطاقية‭ ‬وتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المستورد،‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬مما‭ ‬يدعم‭ ‬التزام‭ ‬تونس‭ ‬بالانتقال‭ ‬الطاقي‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬نظيفة‭. ‬كما‭ ‬يمثل‭ ‬المشروع‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬إستراتيجية‭ ‬تونس‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬إنجاز‭ ‬المشروع

وفقاً‭ ‬للمعطيات‭ ‬الحالية،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬مشروع‭ (‬ELMED‭) ‬وتشغيله‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2027‭. ‬وتسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬الأعمال‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الإيطالي‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لضمان‭ ‬الانتهاء‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المحدد،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬المشروع‭ ‬يواجه‭ ‬بعض‭ ‬التحديات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التحديات‭ ‬التقنية،‭ ‬حيث‭ ‬يتطلب‭ ‬‮«‬الكابل‮»‬‭ ‬البحري‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬متقدمة‭ ‬لضمان‭ ‬كفاءته‭ ‬واستدامته‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭. ‬كما‭ ‬يحتاج‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬استثمارات‭ ‬ضخمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬تنسيقاً‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ملاءمة‭ ‬المشروع‭ ‬للقوانين‭ ‬التونسية‭ ‬مع‭ ‬نظيراتها‭ ‬الأوروبية‭ ‬لضمان‭ ‬سلاسة‭ ‬التنفيذ‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬فإن‭ ‬مشروع‭ (‬ELMED‭) ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مشروع‭ ‬طاقي،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬رؤية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬لمستقبل‭ ‬تونس‭. ‬فهو‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬البلاد‭ ‬كمركز‭ ‬إقليمي‭ ‬للطاقة،‭ ‬ويوفر‭ ‬فرصاً‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة،‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬تونس‭ ‬بتعزيز‭ ‬شراكاتها‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬الذي‭ ‬يظل‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬شركاء‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬كما‭ ‬يمثل‭ ‬المشروع‭ ‬خطوة‭ ‬جريئة‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬طاقي‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬وأماناً‭. ‬ومع‭ ‬الدعم‭ ‬القوي‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والتزام‭ ‬الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬بتنفيذه،‭ ‬يجمع‭ ‬جل‭ ‬الخبراء،‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬نموذجاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭. ‬ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬تشغيله‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2027،‭ ‬تبقى‭ ‬الآمال‭ ‬معقودة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭  (‬ELMED‭) ‬انطلاقة‭ ‬جديدة‭ ‬لتونس‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬اقتصادي‭ ‬وطاقي‭ ‬مشرق‭.‬



سفيان‭ ‬المهداوي