إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في‭ ‬يوم‭ ‬دراسي‭ ‬بالأكاديمية‭ ‬البرلمانية.. مقترحات‭ ‬لتعديل‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬تنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة

عشية‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الشغل،‭ ‬نظمت‭ ‬الأكاديمية‭ ‬البرلمانية‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬طيلة‭ ‬أمس‭ ‬بقصر‭ ‬باردو‭ ‬يوما‭ ‬دراسيا‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬والاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬وكنفدرالية‭ ‬المؤسسات‭ ‬المواطنة‭ ‬التونسية‭ ‬كوناكت‭ ‬وقدم‭ ‬هؤلاء‭ ‬مقترحات‭ ‬لتنقيحه‭.‬

وخلال‭ ‬النقاش‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬دافع‭ ‬بشراسة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬واعتبره‭ ‬نصا‭ ‬ثوريا‭ ‬جاء‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬أشكال‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش‭ ‬واستعباد‭ ‬العمال،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬نبه‭ ‬من‭ ‬تداعياته‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬والاستثمار،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬عاب‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬عدم‭ ‬تشريك‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬وإقصاء‭ ‬أكبر‭ ‬منظمة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬للأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بالمشروع‭ ‬وطالب‭ ‬بالعدول‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬الإقصاء‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬المطلب‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬النائب‭ ‬محمود‭ ‬شلغاف‭ ‬جوبه‭ ‬بصد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬ابراهيم‭ ‬بودربالة‭. ‬حيث‭ ‬قاطع‭ ‬بودربالة‭ ‬شلغاف‭ ‬وقال‭ ‬صارخا‭: ‬‮«‬إن‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬مؤسسة‭ ‬سيادية‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بها‭ ‬لا‭ ‬يضع‭ ‬ساقه‭ ‬فيها،‭ ‬ومادمت‭ ‬رئيسا‭ ‬للمجلس‭ ‬فلن‭ ‬يضع‭ ‬ساقه‭ ‬فيها،‭ ‬والاتحاد‭ ‬لم‭ ‬يرسل‭ ‬برقية‭ ‬تهنئة‭ ‬لهذا‭ ‬المجلس‮»‬‭ ‬وعقب‭ ‬عليه‭ ‬النائب‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اختزاله‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬الطبوبي‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬يمثل‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬منخرط‭ ‬وهو‭ ‬أوقى‭ ‬منظمة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.   ‬

وكان‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭  ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬تنظيمه‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تشريك‭ ‬الخبراء‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬ملاحظاتهم‭ ‬وقراءاتهم‭ ‬ومقترحاتهم‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬منفتح‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الطاقات‭. ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ستتم‭ ‬دراسته‭ ‬بكل‭ ‬عناية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النواب،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬حظه‭ ‬من‭ ‬النقاش‭ ‬المعمق‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إقرارها‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬الوظيفتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬متناغم‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭. ‬

وذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬نشاط‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬هناك‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قرارات‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬إرادتهم‭ ‬الحرة‭ ‬ومطابقة‭ ‬للصواب‭ ‬ولما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عليه‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يصلح‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ولا‭ ‬تكون‭ ‬العلاقات‭ ‬الشغلية‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬هشة‭ ‬فالهدف‭ ‬المنشود‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العلاقات‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬العدل‭ ‬والإنصاف‭ ‬وأن‭ ‬يأخذ‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬حقوقه‭.‬

أما‭ ‬رؤوف‭ ‬الفقيري‭ ‬مقرر‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬المتعهدة‭ ‬بدراسة‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬فبين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬نقاش‭ ‬المشروع‭ ‬صلب‭ ‬اللجنة‭ ‬طيلة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬وتباينت‭ ‬آراء‭ ‬النواب‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬نصا‭ ‬ثوريا‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬اعتبر‭ ‬أنه‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ولمزيد‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬قررت‭ ‬اللجنة‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬ومكنت‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬المتدخلين‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬ملاحظات‭ ‬حول‭ ‬المشروع‭ ‬ومقترحات‭ ‬لتعديله‭ ‬وتجويد‭ ‬صياغته‭. ‬وعبر‭ ‬الفقيري‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬نهائية‭ ‬تضمن‭ ‬شروط‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬والأجر‭ ‬العادل،‭ ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬اللجوء‭ ‬للمناولة‭ ‬حرم‭ ‬الأجراء‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬بمقتضى‭ ‬قرار‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش‭ ‬وتم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬إعداد‭  ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬لتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ولمنع‭ ‬المناولة‭.  ‬

 

العمل‭ ‬اللائق‭ ‬

وتطرق‭ ‬حاتم‭ ‬قطران‭ ‬الأستاذ‭ ‬المتميز‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬بتونس‭ ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬للمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للشغل‭ ‬والدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬لائقة‭ ‬وأنماط‭ ‬عقد‭ ‬الشغل،‭ ‬وعدد‭ ‬مميزات‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬وأوجه‭ ‬القصور‭ ‬فيه‭ ‬وقدم‭ ‬مقترحات‭ ‬لإثرائه‭ ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لمراجعة‭ ‬بعض‭ ‬أحكامه‭.  ‬

وبين‭ ‬قطران‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬الحكومة‭ ‬منذ‭ ‬14‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬جاء‭ ‬استجابة‭ ‬لدعوة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لجميع‭ ‬أشكال‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش‭ ‬وتم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬احد‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬ومنها‭ ‬تلك‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬46‭ ‬وهي‭ ‬حق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬لائقة‭ ‬وبأجر‭ ‬عادل‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬للبعض‭  ‬أنه‭ ‬تعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬جزئي‭ ‬لخمسة‭ ‬فصول‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬حسب‭ ‬وصفه‭ ‬ذو‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬فهو‭ ‬أهم‭ ‬إصلاح‭ ‬أدخل‭ ‬على‭ ‬المجلة‭ ‬المذكورة‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬سنة،‭ ‬وتكمن‭ ‬أهميته‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬تناول‭ ‬لب‭ ‬المجلة‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التقسيم‭ ‬بين‭ ‬عامل‭ ‬قار‭ ‬وعامل‭ ‬عرضي،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬العمال‭ ‬وعلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬وعلى‭ ‬علاقات‭ ‬الشغل‭ ‬الجماعية،‭ ‬ونظرا‭ ‬لهذه‭ ‬الأهمية،‭ ‬أوصى‭ ‬قطران‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬بتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬الاستشارة‭ ‬لتشمل‭ ‬ممثلي‭ ‬المنظمات‭ ‬الممثلة‭ ‬للعمال‭ ‬مثلما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬ممثلة‭ ‬لأصحاب‭ ‬العمل‭. ‬وذكّر‭ ‬الخبير‭ ‬النواب‭ ‬بأن‭ ‬تونس‭ ‬صادقت‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تلزمها‭ ‬بإتباع‭ ‬منهج‭ ‬المفاوضة‭ ‬الجماعية‭ ‬والمشاورات‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬تمرير‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬يمس‭ ‬العمال‭ ‬يقتضي‭ ‬استشارة‭ ‬ممثلي‭ ‬العمال‭ ‬وممثلي‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭. ‬

ولاحظ‭ ‬الخبير‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬جاء‭ ‬لإزالة‭ ‬الخلط‭ ‬بين‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ذات‭ ‬المدة‭ ‬المعينة‭ ‬وعقود‭ ‬الشغل‭ ‬ذات‭ ‬المدة‭ ‬غير‭ ‬المعينة‭ ‬ولمنع‭ ‬المناولة‭ ‬ولوضع‭ ‬جزاءات‭ ‬وعقوبات‭.  ‬ولإزالة‭ ‬الخلط‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬وعقود‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬غير‭ ‬معينة‭  ‬أقر‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬بابه‭ ‬الأول‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬بأن‭ ‬الأصل‭ ‬هو‭ ‬اعتبار‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬مبرما‭ ‬لمدة‭ ‬غير‭ ‬معينة‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬حصر‭ ‬إمكانية‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬الحاليات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬والموضوعية‭ ‬التي‭ ‬تبرره‭ ‬دون‭ ‬سواها‭ ‬وتم‭ ‬صلب‭ ‬المشروع‭ ‬اشتراط‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬إبرام‭ ‬العقد‭ ‬وعدم‭ ‬إرجاء‭ ‬ذلك‭ ‬لاحقا‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬مدة‭ ‬العقد‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬لإنهاء‭ ‬قانون‭ ‬انتهك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬النظام‭ ‬الاستثنائي‭ ‬والتمييزي‭ ‬القاضي‭ ‬بأفضلية‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحرة‭. ‬

ولاحظ‭ ‬الخبير‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬6‭ ‬ثانيا‭ ‬جديد‭ ‬نص‭ ‬بصريح‭ ‬العبارة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعتبر‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬مبرما‭ ‬لمدة‭ ‬غير‭ ‬معينة‭ ‬ونص‭ ‬الفصل‭ ‬6‭ ‬رابعا‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬الحالات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬والموضوعية‭ ‬التي‭ ‬يجوز‭ ‬فيها‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬الأشغال‭ ‬أو‭ ‬تعويض‭ ‬وقتي‭ ‬لأجير‭ ‬قار‭ ‬متغيب‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬موسمية‭ ‬أو‭ ‬أشغال‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حسب‭ ‬العرف‭ ‬أو‭ ‬بحكم‭ ‬طبيعتها‭ ‬اللجوء‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬لمدة‭ ‬غير‭ ‬معينة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الفرق‭ ‬الأساسي‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬قطران‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فصل‭ ‬العامل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬إلا‭ ‬لسبب‭ ‬جدي‭ ‬وهو‭ ‬ارتكاب‭ ‬خطأ‭ ‬فادح‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬المؤجر‭ ‬معرض‭ ‬لغرامات‭ ‬عند‭ ‬فصل‭ ‬العامل‭ ‬عن‭ ‬علمه‭ ‬أما‭ ‬الميزة‭ ‬الثانية‭ ‬لمشروع‭ ‬القانون‭ ‬فهي‭ ‬حسب‭ ‬رأيه‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬اشتراط‭ ‬الكتابة‭ ‬عند‭ ‬إبرام‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وتتمثل‭ ‬الميزة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬إلغاء‭ ‬النظام‭ ‬الاستثنائي‭ ‬والتمييز‭ ‬الذي‭ ‬كرسه‭ ‬الفصل‭ ‬23‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬صدر‭ ‬خارج‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬وهو‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬81‭ ‬لسنة‭ ‬1992‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمناطق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحرية

وأوصى‭ ‬الخبير‭ ‬النواب‭ ‬بتوسيع‭ ‬الاستثناءات‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬إضافة‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬يجوز‭ ‬فيها‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬شغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬بغاية‭ ‬دفع‭ ‬حركة‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتشغيلية‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬طالبي‭ ‬الشغل‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لفترات‭ ‬متقطعة‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬وحاجة‭ ‬لمراجعة‭ ‬مقتضيات‭ ‬المشروع‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬خاصة‭ ‬بتنظيم‭ ‬صيغة‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬المقترن‭ ‬بفترة‭ ‬تجربة‭. ‬

وفي‭ ‬علاقة‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬قدم‭ ‬قطران‭ ‬لنواب‭ ‬الشعب‭ ‬عدة‭ ‬مقترحات‭ ‬تعديل‭ ‬وتوصيات‭ ‬منها‭ ‬تحسين‭ ‬صياغة‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬رابعا‭ ‬جديد‭ ‬وإضافة‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬يجوز‭ ‬فيها‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬القيام‭ ‬بالأشغال‭ ‬الأولى‭ ‬لتركيز‭ ‬المؤسسة‭ ‬أو‭ ‬بأشغال‭ ‬جديدة‭ ‬ومصاحبة‭ ‬العقود‭ ‬المعينة‭ ‬المدة‭ ‬بدورات‭ ‬تدريبية‭ ‬للعاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وتنظيم‭ ‬نمط‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لفترات‭ ‬متقطعة‭ ‬ومن‭ ‬التوصيات‭ ‬الأخرى‭ ‬دعوته‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬ثالثا‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بتحديد‭ ‬فترة‭ ‬التجربة‭ ‬القابلة‭ ‬للتجديد‭ ‬مع‭ ‬التنصيص‭ ‬بأكثر‭ ‬دقة‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إبرام‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬المقترن‭ ‬بفترة‭ ‬التجربة‭ ‬كتابيا‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العقد‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الباب‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬والمتعلق‭ ‬بمنع‭ ‬المناولة‭ ‬فبين‭ ‬الخبير‭ ‬حاتم‭ ‬قطران‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬ونص‭ ‬على‭ ‬عقوبات‭ ‬جزائية‭ ‬صارمة‭ ‬وخطية‭ ‬مالية‭ ‬قدرها‭ ‬10‭ ‬الاف‭ ‬دينار‭ ‬وفي‭ ‬صورة‭ ‬العود‭ ‬تصل‭ ‬العقوبة‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭. ‬ويرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬مضاعفة‭ ‬الخطية‭ ‬المالية‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬عقوبة‭ ‬سالبة‭ ‬للحرية‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬زهيدة‭ ‬وتتراوح‭ ‬بين‭ ‬12‭ ‬و30‭ ‬دينارا‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬تشغيل‭ ‬طفل‭. ‬ويرى‭ ‬الجامعي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬للرفع‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية‭ ‬عند‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الشغل‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬العقوبة‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية،‭ ‬تعامل‭ ‬المؤجر‭ ‬كمجرم‭ ‬محتمل‭ ‬وتعطي‭ ‬صورة‭ ‬سلبية‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬الاستثمار‭.  ‬

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬صلب‭ ‬المشروع‭ ‬فمنع‭ ‬مختلف‭ ‬أشكال‭ ‬المناولة‭ ‬وحصر‭ ‬الحالات‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬والقيام‭ ‬بأشغال‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الصيانة‭ ‬أو‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬وعمال‭ ‬الحراسة‭ ‬وعمال‭ ‬الشركات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬البنزين‭ ‬وغيرها‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يدخل‭ ‬تضييقات‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬حساسة‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬الحراسة‭ ‬هي‭ ‬شركات‭ ‬متخصصة‭ ‬ينظمها‭ ‬قانون‭ ‬صدر‭ ‬منذ‭ ‬2003‭ ‬وهذه‭ ‬الشركات‭ ‬تتحصل‭ ‬على‭ ‬تراخيص‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭.  ‬

ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬جاء‭ ‬بعدة‭ ‬بنود‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تامين‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬بمؤسسات‭ ‬إسداء‭ ‬خدمات‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬خصر‭ ‬عقود‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بأشغال‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬معارف‭ ‬مهنية‭ ‬أو‭ ‬تخصصا‭ ‬فنيا‭ ‬وهناك‭ ‬حرص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬المستخدمين‭ ‬لدى‭ ‬مؤسسة‭ ‬مستفيدة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عقود‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بأشغال‭.  ‬

وقدم‭ ‬قطران‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬بسطة‭ ‬حول‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤسسات‭ ‬العمل‭ ‬المؤقت‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والقانون‭ ‬المقارن‭ ‬مثل‭ ‬القانون‭ ‬الفرنسي‭.‬

 

قراءة‭ ‬قانونية‭ ‬

وقدم‭ ‬حافظ‭ ‬العموري‭ ‬أستاذ‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للشغل‭ ‬والدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بتونس‭ ‬تعليقا‭ ‬قانونيا‭  ‬على‭ ‬فصول‭ ‬مشروع‭ ‬تنقيح‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭. ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬تنقيح‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬متكون‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬تشغل‭ ‬20‭ ‬عاملا‭ ‬أو‭ ‬أقل‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الممارسة‭ ‬نجد‭ ‬المؤجر‭ ‬يقوم‭ ‬بطرد‭ ‬العامل‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬ترسيمه‭. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اشتغل‭ ‬15‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬وعند‭ ‬بلوغ‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬جراية‭ ‬تقاعد‭ ‬لأن‭ ‬شركات‭ ‬المناولة‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بتصريح‭ ‬صحيح‭. ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬العاملين‭ ‬بالعقود‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬بالممارسة‭ ‬الحالية‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬المناولة‭ ‬يعيشون‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬اجتماعي‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬المناولة‭ ‬بالشكل‭ ‬الحالي‭ ‬بشركات‭ ‬المناولة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحترم‭ ‬القانون‭ ‬تجعل‭ ‬العامل‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬عن‭ ‬تصور‭ ‬مستقبله‭ ‬وغير‭ ‬قادر‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬أسرة‭. ‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذا‭ ‬الواقع‭  ‬لأننا‭ ‬أحببنا‭ ‬أو‭ ‬كرهنا‭ ‬فهناك‭ ‬مسافة‭ ‬بين‭ ‬القانون‭ ‬وبين‭ ‬التطبيق‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬مناولة‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬أساس‭ ‬قانوني‭ ‬لكن‭ ‬الفراغ‭ ‬القانوني‭ ‬فرضها‭ ‬لان‭ ‬القانون‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬منع‭ ‬إلا‭ ‬بنص‭ ‬صريح‭ ‬وعبر‭  ‬العموري‭ ‬عن‭ ‬امله‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬صياغة‭ ‬المشروع‭ ‬جيدة‭ ‬للحيولة‭ ‬دون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفراغات‭. ‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬العمومية‭ ‬،‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬الخطوط‭ ‬التونسية‭ ‬بنفس‭ ‬الشكل‭ ‬على‭ ‬محل‭ ‬صغير‭ ‬يشغل‭ ‬ثلاثة‭ ‬عمال‭. ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬القوانين‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬نصوص‭ ‬ترتيبية‭ ‬لكن‭ ‬المشروع‭ ‬الحالي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬نص‭ ‬ترتيبي‭ ‬واحد‭ ‬يتعلق‭ ‬بإسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬واقترح‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التنصيص‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬النصوص‭ ‬الترتيبية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬بقرارات‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الوزراء‭ ‬كأن‭ ‬يتم‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬العمل‭ ‬الموسوي‭ ‬بأمر‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬يتم‭ ‬إصدار‭ ‬أمر‭ ‬ترتيبي‭ ‬بين‭ ‬وزيري‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياحة‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬وزيري‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفلاحة‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تعطيل‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭.‬

ونفى‭ ‬الجامعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المشروع‭ ‬ألغى‭ ‬المرونة‭ ‬بل‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأجير‭ ‬والمؤجر‭ ‬ونص‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬وينتهي‭ ‬العقد‭ ‬بانتهاء‭ ‬الزيادة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬وقان‭ ‬انه‭ ‬يتمنى‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬الانحراف‭ ‬بالقانون‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬يجعل‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬العقد‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬متواصل‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬اقتراح‭ ‬تحديد‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حماية‭ ‬ومرونة‭.  ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬خشيته‭ ‬من‭ ‬تحول‭ ‬مؤسسات‭ ‬العمل‭ ‬الوقتي‭ ‬الى‭ ‬مؤسسات‭ ‬مناولة‭ ‬بتسمية‭ ‬جديدة‭  ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬رقم‭ ‬100‭ ‬و111‭ ‬والميثاق‭ ‬العالمي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬نصت‭ ‬جميعها‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬عملا‭ ‬بنفس‭ ‬القيمة‭ ‬واقترح‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬على‭ ‬النواب‭ ‬مراجعة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفصول‭ ‬لأنها‭ ‬غير‭ ‬متناسقة‭ ‬مع‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬ونبههم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المناولة‭ ‬جاءت‭ ‬لتسهل‭ ‬عمل‭ ‬المؤجرين‭ ‬لكنها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬سمسرة‭ ‬باليد‭ ‬العاملة‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬مآسي‭ ‬اجتماعية‭. ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬اخطر‭ ‬فصل‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬هو‭ ‬الفصل‭ ‬30‭ ‬فهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بإسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬واشترط‭ ‬بن‭ ‬الخدمات‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالنشاط‭ ‬الأساسي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬التوجه‭ ‬العالمي‭ ‬ودعا‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬صياغته‭ ‬وأوصاهم‭ ‬بالتنصيص‭ ‬صلب‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬نصوص‭ ‬ترتيبية‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬قرارات‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الوزارات‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬القانونية‭ ‬مرنة‭ ‬وتهدف‭ ‬لمواكبة‭ ‬القانون‭ ‬للتطورات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

 

ضمان‭ ‬المقروئية‭ ‬

وفي‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬أحكام‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬أشارت‭ ‬سناء‭ ‬السويسي،‭ ‬أستاذة‭ ‬محاضرة‭ ‬بكلية‭ ‬الحقوق‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بصياغة‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬تشريعي‭ ‬فان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تطرح‭ ‬هي‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬المعطى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعطى‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استدامة‭ ‬المؤسسة‭ ‬وحاجة‭ ‬العمال‭ ‬للعمل‭ ‬اللائق‭ ‬والأجر‭ ‬العادل‭. ‬وترى‭ ‬الجامعية‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬أعاد‭ ‬الأصل‭ ‬في‭ ‬الأشياء‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬غير‭ ‬محدد‭ ‬المدة‭ ‬كما‭ ‬يحسب‭ ‬له‭ ‬تدارك‭ ‬الفراغ‭ ‬التشريعي‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬مناولة‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭. ‬وأضافت‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحصين‭ ‬ضمانات‭ ‬العامل‭ ‬لكن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬تحصين‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭.‬

لضمان‭ ‬مقروئية‭ ‬النص‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬حسب‭ ‬قولها‭ ‬من‭ ‬الدقة‭ ‬والوضوح‭ ‬لأنه‭ ‬إذا‭ ‬تسلل‭ ‬الغموض‭ ‬واللبس‭ ‬فيتسلل‭ ‬معه‭ ‬التحيل‭. ‬وذكرت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الفصول‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬فيها‭ ‬تزيّد‭  ‬أو‭ ‬تجميع‭ ‬للصور‭ ‬ويتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬تعداد‭ ‬الصور‭ ‬لأن‭ ‬التجميع‭ ‬يمس‭ ‬من‭ ‬مقروئية‭ ‬النص‭ ‬ولاحظت‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬فيه‭ ‬تقنية‭ ‬خطيرة‭ ‬وهي‭ ‬الإحالات‭ ‬المتواترة‭ ‬ونصحت‭ ‬النواب‭ ‬بتجنب‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬ودعتهم‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تصحين‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬سبل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬ديمومة‭ ‬المؤسسة‭  ‬وتشجيع‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬الطور‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬تمكين‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تكوينها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬إطلاق‭ ‬منتوج‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬مرونة‭ ‬فيمكن‭ ‬اعتماد‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬مع‭ ‬تحديد‭ ‬هذه‭ ‬المدة،‭ ‬وفي‭ ‬علاقة‭ ‬بالفصل‭ ‬المتعلق‭ ‬بعقود‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬نبهت‭ ‬الجامعية‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬ستجد‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مشكل‭ ‬كما‭ ‬دعتهم‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬الفصل‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬المشروع‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الزيادة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬فمن‭ ‬يقرأ‭ ‬النص‭ ‬حسب‭ ‬قولها‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬المعيار‭ ‬الذي‭ ‬يمكّن‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الزيادة‭ ‬العادية‭ ‬والزيادة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬تسقيفها‭ ‬وتحديدها‭ ‬بمعيار‭ ‬زمني‭ ‬والأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬القطاعات،‭ ‬وذكرت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يسأل‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬المؤسسة‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الموالية‭ ‬ويصرح‭ ‬بوجود‭ ‬زيادة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭. ‬

لدى‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬مسألة‭ ‬العمل‭ ‬الموسمي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنشور‭ ‬عدد‭ ‬13‭ ‬الصادر‭ ‬سن‭ ‬1997‭ ‬عرف‭ ‬العمل‭ ‬الموسمي‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يتكرر‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬ثابتة‭ ‬حسب‭ ‬تواتر‭ ‬المواسم‭.. ‬وذكرت‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬العمل‭ ‬الموسمي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬طبيعته‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بعقود‭ ‬شغل‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬ولضمان‭ ‬مرونة‭ ‬تطبيق‭ ‬النص‭ ‬يمكن‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬تنظيمها‭ ‬بقرار‭ ‬مشترك‭. ‬وبخصوص‭ ‬المناولة‭ ‬لاحظت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تقييدها‭.  ‬

 

ضرورة‭ ‬تنقيح‭ ‬المجلة

وقدم‭ ‬النوري‭ ‬مزيد،‭ ‬أستاذ‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بكلية‭ ‬الحقوق‭ ‬بصفاقس،‭ ‬والعميد‭ ‬السابق‭ ‬للكلية‭ ‬ومدير‭ ‬مدرسة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬للعلوم‭ ‬القانونية‭ ‬بدوره‭  ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬صدرت‭ ‬بمقتضى‭ ‬قانون‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬أفريل‭ ‬1966‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬اتسم‭ ‬بوجود‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬حادة‭ ‬وتم‭ ‬إصدارها‭ ‬بصفة‭ ‬متسرعة‭ ‬وفي‭ ‬غياب‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬جدي‭ ‬وفي‭ ‬غياب‭ ‬تناسي‭ ‬بين‭ ‬أحكامها‭ ‬وتم‭ ‬تعديلها‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭ ‬وكانت‭ ‬التنقيحات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬تكريس‭ ‬مقومات‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬واسع‭ ‬للتشغيل‭ ‬الهش‭  ‬بسبب‭ ‬الاستعمال‭ ‬المفرط‭ ‬لعقود‭ ‬الشغل‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬وانتشار‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬المقترنة‭ ‬بالمتاجرة‭ ‬بالأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬بما‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬مفهوم‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬الدستور‭ ‬والمعايير‭ ‬الدولية‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬القيام‭ ‬بمراجعة‭ ‬لأحكام‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭. ‬وتولى‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬تحليل‭ ‬مختلف‭ ‬أحكام‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬اصطبغت‭ ‬أساسا‭ ‬بتوجه‭ ‬اجتماعي‭ ‬لفائدة‭ ‬العمال‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬ضمانات‭ ‬حمائية‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬التهميش‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الغموض‭ ‬ومن‭ ‬النقائص‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬أو‭ ‬بمنع‭ ‬المناولة‭ ‬وكذلك‭ ‬بالأحكام‭ ‬الانتقالية‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وأطلع‭ ‬مزيد‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬المشروع‭ ‬وعلى‭ ‬النقائص‭ ‬والنقاط‭ ‬الغامضة‭ ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬مراجعة‭ ‬بعض‭ ‬الأحكام‭. ‬

 

عقلية‭ ‬تشريعية‭ ‬جديدة

وسلط‭ ‬منير‭ ‬الفرشيشي‭ ‬القاضي‭  ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬لمركز‭ ‬الدراسات‭ ‬القانونية‭ ‬والقضائية‭ ‬المجهر‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬والمبادئ‭ ‬القياسية‭ ‬التعاقدية،‭ ‬وركز‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬التقني‭ ‬القانوني‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬المشروع‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬الملاحظات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬خلال‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬تعلقت‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬الفصول‭.‬فمن‭ ‬حيث‭ ‬المبادئ‭ ‬التقنية‭ ‬ومبادئ‭ ‬الصياغية‭ ‬لأي‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭ ‬من‭ ‬التناسب‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬اختيار‭ ‬التناسب‭ ‬التعاقدي‭ ‬المدني‭.. ‬فعقد‭ ‬الشغل‭ ‬هو‭ ‬عقد‭ ‬مدني‭ ‬وهو‭ ‬عقد‭ ‬مستحدث‭ ‬مقارنة‭ ‬بعقود‭ ‬مدنية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬عقد‭ ‬البيع‭ ‬او‭ ‬الهبة‭ ‬أو‭ ‬الكراء‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬انه‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬قديمة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الالتزامات‭ ‬والعقود‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الإيجار‭ ‬وبصور‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬تم‭ ‬نقل‭ ‬هذا‭ ‬الشكل‭ ‬التعاقدي‭ ‬بقواعد‭ ‬خاصة‭ ‬قد‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬مع‭ ‬الإيجار‭ ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لأصبح‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬يختلف‭ ‬مع‭ ‬تعريفات‭ ‬القانون‭ ‬المدني‭ ‬الأصلي‭ ‬وجاء‭ ‬بعناصر‭ ‬تعريفة‭ ‬أهمها‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬طالب‭ ‬العمل‭ ‬وموفر‭ ‬العمل‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬المؤجر‭ ‬والإدارة‭. ‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬التكوينية‭ ‬لعقد‭ ‬الشغل‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬تداخل‭ ‬بين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وحتى‭ ‬السياسي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬الشغل‭ ‬عموما‭ ‬وعقد‭ ‬الشغل‭ ‬تحديدا‭ ‬قد‭ ‬عرف‭ ‬عدة‭ ‬تنقيحات‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬تقديم‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬اختار‭ ‬له‭ ‬المشرع‭ ‬عبارة‭ ‬تنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬دقيقة‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬منظمة‭ ‬بالمقاييس‭ ‬التعاقدية‭ ‬والمقاييس‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬في‭ ‬العقود‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬عندما‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يصلح‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬في‭ ‬عملة‭ ‬مائة‭ ‬بالمائة‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الرجوع‭ ‬الى‭ ‬المقاييس‭ ‬العامة‭ ‬وأهمها‭ ‬مقاييس‭ ‬التعاقد‭ ‬التي‭ ‬وفق‭ ‬فيها‭ ‬المشروع‭.‬

‭ ‬ويرى‭ ‬منير‭ ‬الفرشيشي‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬قدم‭ ‬عقلية‭ ‬تشريعية‭ ‬جديدة‭ ‬ليس‭ ‬لعقد‭ ‬الشغل‭ ‬بل‭ ‬للعلاقة‭ ‬الشغلية‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬احترم‭ ‬المبادئ‭ ‬القياسية‭ ‬التعاقدية‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬المعاملات‭ ‬الشغلية‭ ‬لمبادئ‭ ‬التعاقد‭ ‬المتمثلة‭ ‬بالخصوص‭ ‬في‭ ‬الأمان‭ ‬التعاقدي‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬لدى‭ ‬العامل‭ ‬هو‭ ‬الاستقرار‭ ‬وقد‭ ‬توصل‭ ‬المشرع‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬التعاقدي‭ ‬أما‭ ‬المسألة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬فهي‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭ ‬سد‭ ‬المنافذ‭ ‬أمام‭ ‬التحايل‭ ‬والذي‭ ‬برز‭ ‬سابقا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التربص‭ ‬وغيره‭ ‬كوسائل‭ ‬قانونية‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬وضعية‭ ‬العمال‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تمت‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬استعباد‭ ‬العامل‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشروع‭ ‬ضمان‭ ‬احترام‭ ‬الذات‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬المعاملات‭. ‬وأشار‭ ‬الخبير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬ولتجريم‭ ‬المناولة‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬والقطع‭ ‬مع‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الشغلية‭ ‬وقام‭ ‬باستعمال‭ ‬صيغ‭ ‬مضبوطة‭ ‬لان‭ ‬صحة‭ ‬التشريع‭ ‬تقاس‭ ‬بوضوح‭ ‬القانون‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬بأهدافه‭ ‬التشريعية‭ ‬وحاول‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬السائد‭ ‬القديم‭ ‬وأصبح‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬عقدا‭ ‬دائما‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬اعتمد‭ ‬على‭ ‬صيغة‭ ‬تشريعية‭ ‬أصولية‭ ‬منها‭ ‬الفصل‭ ‬6‭ ‬ثانيا‭ ‬جديدا‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أقر‭ ‬بعض‭ ‬العقوبات‭ ‬الجديدة‭ ‬ففي‭ ‬صورة‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬للقانون‭ ‬فانه‭ ‬يسقط‭ ‬في‭ ‬عقوبة‭ ‬استمرارية‭ ‬العقد‭ ‬وقطع‭ ‬المشرع‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭ ‬مع‭ ‬المناولة‭ ‬بنصوص‭ ‬صريحة‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬اعتمد‭ ‬صيغا‭ ‬تشريعية‭ ‬ترمي‭ ‬الى‭ ‬ضمان‭ ‬الاستقرار‭. ‬وعن‭ ‬الضمانات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬توفيرها‭ ‬لضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬الخيارات،‭ ‬بين‭ ‬الفرشيشي‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التفصيلات‭ ‬فالمسائل‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭  ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جميعها‭ ‬محسومة‭ ‬بالنص‭..‬

 

مراعاة‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬

وبعد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الخبراء‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬ممثلي‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬لإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬ودعا‭  ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الإتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬هشام‭ ‬اللومي‭ ‬إلى‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬أهداف‭ ‬المشروع‭ ‬نبيلة‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التوضيح‭ ‬بأن‭ ‬المؤسسات‭ ‬ملزمة‭ ‬بالمبادئ‭ ‬الكبرى‭ ‬للعمل‭ ‬اللائق‭ ‬والأجر‭ ‬العادل‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المستثمرين‭ ‬التونسيين‭ ‬والأجانب‭ ‬قلقون‭ ‬بسبب‭ ‬المشروع‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬القوتي‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منظومة‭ ‬عالمية‭ ‬والمناولة‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬قطاعات‭ ‬وهناك‭ ‬مخاطر‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬يجب‭ ‬الحذر‭ ‬منها‭ ‬لتلافي‭ ‬خسارة‭ ‬مواطن‭ ‬شغل‭ ‬وهروب‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأجانب‭.. ‬وقدم‭ ‬ممثلو‭ ‬منظمة‭ ‬الأعراف‭ ‬قراءة‭ ‬نقدية‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭. ‬

 

إصلاح‭ ‬المنظومة

وبين‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة،‭ ‬عضو‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬الوطني‭ ‬للاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري،‭ ‬المكلف‭ ‬بالفلاحين‭ ‬الشبّان‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إفراد‭ ‬قطاع‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬بمنظومة‭ ‬تشريعية‭ ‬تحمي‭ ‬العلاقات‭ ‬الشغلية‭  ‬وضبط‭ ‬صيغة‭ ‬قانونية‭ ‬خاصة‭ ‬بالتشغيل‭ ‬الفلاحي‭ ‬الموسمي‭ ‬تضمن‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الأجر‭ ‬والتغطية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمدة‭ ‬القصوى‭ ‬للتشغيل‭ ‬بالعقد‭ ‬الوقتي‭ ‬وتحديد‭ ‬المفاهيم‭ ‬المتصلة‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الفلاحية‭ ‬والعامل‭ ‬الفلاحي‭ ‬وإصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬التغطية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬وتشجيع‭ ‬الفلاحين‭ ‬والبحارة‭ ‬على‭ ‬التصريح‭ ‬بالعمال‭ ‬غير‭ ‬إقرار‭ ‬حوافز‭ ‬جبائية‭ ‬وإدراج‭ ‬فصل‭ ‬خاص‭ ‬بالتكوين‭ ‬والتأهيل‭ ‬المهني‭ ‬للعمال‭ ‬الفلاحيين‭. ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيقه‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬رافقته‭ ‬إرادة‭ ‬قوية‭ ‬لإصلاح‭ ‬قانون‭ ‬الاستثمار‭ ‬ومنظومة‭ ‬التمويل‭. ‬

 

عقد‭ ‬متوازن‭ ‬

وأشار‭ ‬سليم‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬العلمي‭ ‬بكنفديرالية‭ ‬المؤسسات‭ ‬المواطنة‭ ‬التونسية‭  ‬كوناكت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬حق‭ ‬دستوري‭ ‬وإلى‭ ‬أهمية‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬الهش‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬كرس‭ ‬مفهوم‭ ‬التبعية‭ ‬وتدخل‭ ‬المشرع‭ ‬لضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الطرف‭ ‬الضعيف‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يتنزل‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬ولاحظ‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬بين‭ ‬حماية‭ ‬حق‭ ‬العامل‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬ديمومة‭ ‬المؤسسة‭ ‬ومواطن‭ ‬الشغل‭. ‬وقدم‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬توصيات‭ ‬منظمته‭ ‬ومقترحاتها‭ ‬لتعديل‭ ‬فصول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بفترة‭ ‬التجربة‭ ‬وعقد‭ ‬الشغل‭ ‬معينة‭ ‬المدة‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬حذف‭ ‬أولوية‭ ‬انتداب‭ ‬العمال‭ ‬الوقتيين‭ ‬وبخصوص‭ ‬المناولة‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المناول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمناولة‭ ‬هو‭ ‬مناول‭ ‬معتمد‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬الأجسام‭ ‬الوسيطة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالانتداب‭ ‬وتقنينها‭  ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬حذف‭ ‬العقوبة‭ ‬السجنية‭ ‬وإلغاء‭ ‬عبارة‭ ‬النشاط‭ ‬الأساسي‭ ‬و‭ ‬الدائم‭ ‬للمؤسسة‭ ‬في‭ ‬الفصل‭  ‬30‭ ‬والتسريع‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬اتفاقيات‭ ‬قطاعية‭ ‬لأحداث‭ ‬نظام‭ ‬تأجير‭ ‬قطاعي‭.‬

 

سعيدة‭ ‬بوهلال

في‭ ‬يوم‭ ‬دراسي‭ ‬بالأكاديمية‭ ‬البرلمانية.. مقترحات‭ ‬لتعديل‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬تنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة

عشية‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الشغل،‭ ‬نظمت‭ ‬الأكاديمية‭ ‬البرلمانية‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬طيلة‭ ‬أمس‭ ‬بقصر‭ ‬باردو‭ ‬يوما‭ ‬دراسيا‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬والاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬وكنفدرالية‭ ‬المؤسسات‭ ‬المواطنة‭ ‬التونسية‭ ‬كوناكت‭ ‬وقدم‭ ‬هؤلاء‭ ‬مقترحات‭ ‬لتنقيحه‭.‬

وخلال‭ ‬النقاش‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬دافع‭ ‬بشراسة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬واعتبره‭ ‬نصا‭ ‬ثوريا‭ ‬جاء‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬أشكال‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش‭ ‬واستعباد‭ ‬العمال،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬نبه‭ ‬من‭ ‬تداعياته‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬والاستثمار،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬عاب‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬عدم‭ ‬تشريك‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬وإقصاء‭ ‬أكبر‭ ‬منظمة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬للأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بالمشروع‭ ‬وطالب‭ ‬بالعدول‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬الإقصاء‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬المطلب‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬النائب‭ ‬محمود‭ ‬شلغاف‭ ‬جوبه‭ ‬بصد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬ابراهيم‭ ‬بودربالة‭. ‬حيث‭ ‬قاطع‭ ‬بودربالة‭ ‬شلغاف‭ ‬وقال‭ ‬صارخا‭: ‬‮«‬إن‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬مؤسسة‭ ‬سيادية‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بها‭ ‬لا‭ ‬يضع‭ ‬ساقه‭ ‬فيها،‭ ‬ومادمت‭ ‬رئيسا‭ ‬للمجلس‭ ‬فلن‭ ‬يضع‭ ‬ساقه‭ ‬فيها،‭ ‬والاتحاد‭ ‬لم‭ ‬يرسل‭ ‬برقية‭ ‬تهنئة‭ ‬لهذا‭ ‬المجلس‮»‬‭ ‬وعقب‭ ‬عليه‭ ‬النائب‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اختزاله‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬الطبوبي‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬يمثل‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬منخرط‭ ‬وهو‭ ‬أوقى‭ ‬منظمة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.   ‬

وكان‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭  ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬تنظيمه‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تشريك‭ ‬الخبراء‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬ملاحظاتهم‭ ‬وقراءاتهم‭ ‬ومقترحاتهم‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬منفتح‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الطاقات‭. ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ستتم‭ ‬دراسته‭ ‬بكل‭ ‬عناية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النواب،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬حظه‭ ‬من‭ ‬النقاش‭ ‬المعمق‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إقرارها‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬الوظيفتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬متناغم‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭. ‬

وذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬نشاط‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬هناك‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قرارات‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬إرادتهم‭ ‬الحرة‭ ‬ومطابقة‭ ‬للصواب‭ ‬ولما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عليه‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يصلح‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ولا‭ ‬تكون‭ ‬العلاقات‭ ‬الشغلية‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬هشة‭ ‬فالهدف‭ ‬المنشود‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العلاقات‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬العدل‭ ‬والإنصاف‭ ‬وأن‭ ‬يأخذ‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬حقوقه‭.‬

أما‭ ‬رؤوف‭ ‬الفقيري‭ ‬مقرر‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬المتعهدة‭ ‬بدراسة‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬فبين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬نقاش‭ ‬المشروع‭ ‬صلب‭ ‬اللجنة‭ ‬طيلة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬وتباينت‭ ‬آراء‭ ‬النواب‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬نصا‭ ‬ثوريا‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬اعتبر‭ ‬أنه‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ولمزيد‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬قررت‭ ‬اللجنة‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬ومكنت‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬المتدخلين‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬ملاحظات‭ ‬حول‭ ‬المشروع‭ ‬ومقترحات‭ ‬لتعديله‭ ‬وتجويد‭ ‬صياغته‭. ‬وعبر‭ ‬الفقيري‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬نهائية‭ ‬تضمن‭ ‬شروط‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬والأجر‭ ‬العادل،‭ ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬اللجوء‭ ‬للمناولة‭ ‬حرم‭ ‬الأجراء‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬بمقتضى‭ ‬قرار‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش‭ ‬وتم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬إعداد‭  ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬لتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ولمنع‭ ‬المناولة‭.  ‬

 

العمل‭ ‬اللائق‭ ‬

وتطرق‭ ‬حاتم‭ ‬قطران‭ ‬الأستاذ‭ ‬المتميز‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬بتونس‭ ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬للمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للشغل‭ ‬والدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬لائقة‭ ‬وأنماط‭ ‬عقد‭ ‬الشغل،‭ ‬وعدد‭ ‬مميزات‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬وأوجه‭ ‬القصور‭ ‬فيه‭ ‬وقدم‭ ‬مقترحات‭ ‬لإثرائه‭ ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لمراجعة‭ ‬بعض‭ ‬أحكامه‭.  ‬

وبين‭ ‬قطران‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬الحكومة‭ ‬منذ‭ ‬14‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬جاء‭ ‬استجابة‭ ‬لدعوة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لجميع‭ ‬أشكال‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش‭ ‬وتم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬احد‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬ومنها‭ ‬تلك‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬46‭ ‬وهي‭ ‬حق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬لائقة‭ ‬وبأجر‭ ‬عادل‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬للبعض‭  ‬أنه‭ ‬تعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬جزئي‭ ‬لخمسة‭ ‬فصول‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬حسب‭ ‬وصفه‭ ‬ذو‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬فهو‭ ‬أهم‭ ‬إصلاح‭ ‬أدخل‭ ‬على‭ ‬المجلة‭ ‬المذكورة‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬سنة،‭ ‬وتكمن‭ ‬أهميته‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬تناول‭ ‬لب‭ ‬المجلة‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التقسيم‭ ‬بين‭ ‬عامل‭ ‬قار‭ ‬وعامل‭ ‬عرضي،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬العمال‭ ‬وعلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬وعلى‭ ‬علاقات‭ ‬الشغل‭ ‬الجماعية،‭ ‬ونظرا‭ ‬لهذه‭ ‬الأهمية،‭ ‬أوصى‭ ‬قطران‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬بتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬الاستشارة‭ ‬لتشمل‭ ‬ممثلي‭ ‬المنظمات‭ ‬الممثلة‭ ‬للعمال‭ ‬مثلما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬ممثلة‭ ‬لأصحاب‭ ‬العمل‭. ‬وذكّر‭ ‬الخبير‭ ‬النواب‭ ‬بأن‭ ‬تونس‭ ‬صادقت‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تلزمها‭ ‬بإتباع‭ ‬منهج‭ ‬المفاوضة‭ ‬الجماعية‭ ‬والمشاورات‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬تمرير‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬يمس‭ ‬العمال‭ ‬يقتضي‭ ‬استشارة‭ ‬ممثلي‭ ‬العمال‭ ‬وممثلي‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭. ‬

ولاحظ‭ ‬الخبير‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬جاء‭ ‬لإزالة‭ ‬الخلط‭ ‬بين‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ذات‭ ‬المدة‭ ‬المعينة‭ ‬وعقود‭ ‬الشغل‭ ‬ذات‭ ‬المدة‭ ‬غير‭ ‬المعينة‭ ‬ولمنع‭ ‬المناولة‭ ‬ولوضع‭ ‬جزاءات‭ ‬وعقوبات‭.  ‬ولإزالة‭ ‬الخلط‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬وعقود‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬غير‭ ‬معينة‭  ‬أقر‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬بابه‭ ‬الأول‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬بأن‭ ‬الأصل‭ ‬هو‭ ‬اعتبار‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬مبرما‭ ‬لمدة‭ ‬غير‭ ‬معينة‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬حصر‭ ‬إمكانية‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬الحاليات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬والموضوعية‭ ‬التي‭ ‬تبرره‭ ‬دون‭ ‬سواها‭ ‬وتم‭ ‬صلب‭ ‬المشروع‭ ‬اشتراط‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬إبرام‭ ‬العقد‭ ‬وعدم‭ ‬إرجاء‭ ‬ذلك‭ ‬لاحقا‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬مدة‭ ‬العقد‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬لإنهاء‭ ‬قانون‭ ‬انتهك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬النظام‭ ‬الاستثنائي‭ ‬والتمييزي‭ ‬القاضي‭ ‬بأفضلية‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحرة‭. ‬

ولاحظ‭ ‬الخبير‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬6‭ ‬ثانيا‭ ‬جديد‭ ‬نص‭ ‬بصريح‭ ‬العبارة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعتبر‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬مبرما‭ ‬لمدة‭ ‬غير‭ ‬معينة‭ ‬ونص‭ ‬الفصل‭ ‬6‭ ‬رابعا‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬الحالات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬والموضوعية‭ ‬التي‭ ‬يجوز‭ ‬فيها‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬الأشغال‭ ‬أو‭ ‬تعويض‭ ‬وقتي‭ ‬لأجير‭ ‬قار‭ ‬متغيب‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬موسمية‭ ‬أو‭ ‬أشغال‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حسب‭ ‬العرف‭ ‬أو‭ ‬بحكم‭ ‬طبيعتها‭ ‬اللجوء‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬لمدة‭ ‬غير‭ ‬معينة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الفرق‭ ‬الأساسي‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬قطران‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فصل‭ ‬العامل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬إلا‭ ‬لسبب‭ ‬جدي‭ ‬وهو‭ ‬ارتكاب‭ ‬خطأ‭ ‬فادح‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬المؤجر‭ ‬معرض‭ ‬لغرامات‭ ‬عند‭ ‬فصل‭ ‬العامل‭ ‬عن‭ ‬علمه‭ ‬أما‭ ‬الميزة‭ ‬الثانية‭ ‬لمشروع‭ ‬القانون‭ ‬فهي‭ ‬حسب‭ ‬رأيه‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬اشتراط‭ ‬الكتابة‭ ‬عند‭ ‬إبرام‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وتتمثل‭ ‬الميزة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬إلغاء‭ ‬النظام‭ ‬الاستثنائي‭ ‬والتمييز‭ ‬الذي‭ ‬كرسه‭ ‬الفصل‭ ‬23‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬صدر‭ ‬خارج‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬وهو‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬81‭ ‬لسنة‭ ‬1992‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمناطق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحرية

وأوصى‭ ‬الخبير‭ ‬النواب‭ ‬بتوسيع‭ ‬الاستثناءات‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬إضافة‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬يجوز‭ ‬فيها‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬شغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬بغاية‭ ‬دفع‭ ‬حركة‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتشغيلية‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬طالبي‭ ‬الشغل‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لفترات‭ ‬متقطعة‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬وحاجة‭ ‬لمراجعة‭ ‬مقتضيات‭ ‬المشروع‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬خاصة‭ ‬بتنظيم‭ ‬صيغة‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬المقترن‭ ‬بفترة‭ ‬تجربة‭. ‬

وفي‭ ‬علاقة‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬قدم‭ ‬قطران‭ ‬لنواب‭ ‬الشعب‭ ‬عدة‭ ‬مقترحات‭ ‬تعديل‭ ‬وتوصيات‭ ‬منها‭ ‬تحسين‭ ‬صياغة‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬رابعا‭ ‬جديد‭ ‬وإضافة‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬يجوز‭ ‬فيها‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬القيام‭ ‬بالأشغال‭ ‬الأولى‭ ‬لتركيز‭ ‬المؤسسة‭ ‬أو‭ ‬بأشغال‭ ‬جديدة‭ ‬ومصاحبة‭ ‬العقود‭ ‬المعينة‭ ‬المدة‭ ‬بدورات‭ ‬تدريبية‭ ‬للعاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وتنظيم‭ ‬نمط‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لفترات‭ ‬متقطعة‭ ‬ومن‭ ‬التوصيات‭ ‬الأخرى‭ ‬دعوته‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬ثالثا‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بتحديد‭ ‬فترة‭ ‬التجربة‭ ‬القابلة‭ ‬للتجديد‭ ‬مع‭ ‬التنصيص‭ ‬بأكثر‭ ‬دقة‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إبرام‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬المقترن‭ ‬بفترة‭ ‬التجربة‭ ‬كتابيا‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العقد‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الباب‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬والمتعلق‭ ‬بمنع‭ ‬المناولة‭ ‬فبين‭ ‬الخبير‭ ‬حاتم‭ ‬قطران‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬ونص‭ ‬على‭ ‬عقوبات‭ ‬جزائية‭ ‬صارمة‭ ‬وخطية‭ ‬مالية‭ ‬قدرها‭ ‬10‭ ‬الاف‭ ‬دينار‭ ‬وفي‭ ‬صورة‭ ‬العود‭ ‬تصل‭ ‬العقوبة‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭. ‬ويرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬مضاعفة‭ ‬الخطية‭ ‬المالية‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬عقوبة‭ ‬سالبة‭ ‬للحرية‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬زهيدة‭ ‬وتتراوح‭ ‬بين‭ ‬12‭ ‬و30‭ ‬دينارا‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬تشغيل‭ ‬طفل‭. ‬ويرى‭ ‬الجامعي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬للرفع‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية‭ ‬عند‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الشغل‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬العقوبة‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية،‭ ‬تعامل‭ ‬المؤجر‭ ‬كمجرم‭ ‬محتمل‭ ‬وتعطي‭ ‬صورة‭ ‬سلبية‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬الاستثمار‭.  ‬

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬صلب‭ ‬المشروع‭ ‬فمنع‭ ‬مختلف‭ ‬أشكال‭ ‬المناولة‭ ‬وحصر‭ ‬الحالات‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬والقيام‭ ‬بأشغال‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الصيانة‭ ‬أو‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬وعمال‭ ‬الحراسة‭ ‬وعمال‭ ‬الشركات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬البنزين‭ ‬وغيرها‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يدخل‭ ‬تضييقات‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬حساسة‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬الحراسة‭ ‬هي‭ ‬شركات‭ ‬متخصصة‭ ‬ينظمها‭ ‬قانون‭ ‬صدر‭ ‬منذ‭ ‬2003‭ ‬وهذه‭ ‬الشركات‭ ‬تتحصل‭ ‬على‭ ‬تراخيص‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭.  ‬

ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬جاء‭ ‬بعدة‭ ‬بنود‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تامين‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬بمؤسسات‭ ‬إسداء‭ ‬خدمات‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬خصر‭ ‬عقود‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بأشغال‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬معارف‭ ‬مهنية‭ ‬أو‭ ‬تخصصا‭ ‬فنيا‭ ‬وهناك‭ ‬حرص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬المستخدمين‭ ‬لدى‭ ‬مؤسسة‭ ‬مستفيدة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عقود‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بأشغال‭.  ‬

وقدم‭ ‬قطران‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬بسطة‭ ‬حول‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤسسات‭ ‬العمل‭ ‬المؤقت‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والقانون‭ ‬المقارن‭ ‬مثل‭ ‬القانون‭ ‬الفرنسي‭.‬

 

قراءة‭ ‬قانونية‭ ‬

وقدم‭ ‬حافظ‭ ‬العموري‭ ‬أستاذ‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للشغل‭ ‬والدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بتونس‭ ‬تعليقا‭ ‬قانونيا‭  ‬على‭ ‬فصول‭ ‬مشروع‭ ‬تنقيح‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭. ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬تنقيح‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬متكون‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬تشغل‭ ‬20‭ ‬عاملا‭ ‬أو‭ ‬أقل‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الممارسة‭ ‬نجد‭ ‬المؤجر‭ ‬يقوم‭ ‬بطرد‭ ‬العامل‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬ترسيمه‭. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اشتغل‭ ‬15‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬وعند‭ ‬بلوغ‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬جراية‭ ‬تقاعد‭ ‬لأن‭ ‬شركات‭ ‬المناولة‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بتصريح‭ ‬صحيح‭. ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬العاملين‭ ‬بالعقود‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬بالممارسة‭ ‬الحالية‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬المناولة‭ ‬يعيشون‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬اجتماعي‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬المناولة‭ ‬بالشكل‭ ‬الحالي‭ ‬بشركات‭ ‬المناولة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحترم‭ ‬القانون‭ ‬تجعل‭ ‬العامل‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬عن‭ ‬تصور‭ ‬مستقبله‭ ‬وغير‭ ‬قادر‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬أسرة‭. ‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذا‭ ‬الواقع‭  ‬لأننا‭ ‬أحببنا‭ ‬أو‭ ‬كرهنا‭ ‬فهناك‭ ‬مسافة‭ ‬بين‭ ‬القانون‭ ‬وبين‭ ‬التطبيق‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬مناولة‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬أساس‭ ‬قانوني‭ ‬لكن‭ ‬الفراغ‭ ‬القانوني‭ ‬فرضها‭ ‬لان‭ ‬القانون‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬منع‭ ‬إلا‭ ‬بنص‭ ‬صريح‭ ‬وعبر‭  ‬العموري‭ ‬عن‭ ‬امله‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬صياغة‭ ‬المشروع‭ ‬جيدة‭ ‬للحيولة‭ ‬دون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفراغات‭. ‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬العمومية‭ ‬،‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬الخطوط‭ ‬التونسية‭ ‬بنفس‭ ‬الشكل‭ ‬على‭ ‬محل‭ ‬صغير‭ ‬يشغل‭ ‬ثلاثة‭ ‬عمال‭. ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬القوانين‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬نصوص‭ ‬ترتيبية‭ ‬لكن‭ ‬المشروع‭ ‬الحالي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬نص‭ ‬ترتيبي‭ ‬واحد‭ ‬يتعلق‭ ‬بإسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬واقترح‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التنصيص‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬النصوص‭ ‬الترتيبية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬بقرارات‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الوزراء‭ ‬كأن‭ ‬يتم‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬العمل‭ ‬الموسوي‭ ‬بأمر‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬يتم‭ ‬إصدار‭ ‬أمر‭ ‬ترتيبي‭ ‬بين‭ ‬وزيري‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياحة‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬وزيري‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفلاحة‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تعطيل‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭.‬

ونفى‭ ‬الجامعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المشروع‭ ‬ألغى‭ ‬المرونة‭ ‬بل‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأجير‭ ‬والمؤجر‭ ‬ونص‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬وينتهي‭ ‬العقد‭ ‬بانتهاء‭ ‬الزيادة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬وقان‭ ‬انه‭ ‬يتمنى‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬الانحراف‭ ‬بالقانون‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬يجعل‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬العقد‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬متواصل‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬اقتراح‭ ‬تحديد‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حماية‭ ‬ومرونة‭.  ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬خشيته‭ ‬من‭ ‬تحول‭ ‬مؤسسات‭ ‬العمل‭ ‬الوقتي‭ ‬الى‭ ‬مؤسسات‭ ‬مناولة‭ ‬بتسمية‭ ‬جديدة‭  ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬رقم‭ ‬100‭ ‬و111‭ ‬والميثاق‭ ‬العالمي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬نصت‭ ‬جميعها‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬عملا‭ ‬بنفس‭ ‬القيمة‭ ‬واقترح‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬على‭ ‬النواب‭ ‬مراجعة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفصول‭ ‬لأنها‭ ‬غير‭ ‬متناسقة‭ ‬مع‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬ونبههم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المناولة‭ ‬جاءت‭ ‬لتسهل‭ ‬عمل‭ ‬المؤجرين‭ ‬لكنها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬سمسرة‭ ‬باليد‭ ‬العاملة‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬مآسي‭ ‬اجتماعية‭. ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬اخطر‭ ‬فصل‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬هو‭ ‬الفصل‭ ‬30‭ ‬فهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بإسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬واشترط‭ ‬بن‭ ‬الخدمات‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالنشاط‭ ‬الأساسي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬التوجه‭ ‬العالمي‭ ‬ودعا‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬صياغته‭ ‬وأوصاهم‭ ‬بالتنصيص‭ ‬صلب‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬نصوص‭ ‬ترتيبية‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬قرارات‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الوزارات‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬القانونية‭ ‬مرنة‭ ‬وتهدف‭ ‬لمواكبة‭ ‬القانون‭ ‬للتطورات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

 

ضمان‭ ‬المقروئية‭ ‬

وفي‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬أحكام‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬أشارت‭ ‬سناء‭ ‬السويسي،‭ ‬أستاذة‭ ‬محاضرة‭ ‬بكلية‭ ‬الحقوق‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بصياغة‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬تشريعي‭ ‬فان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تطرح‭ ‬هي‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬المعطى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعطى‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استدامة‭ ‬المؤسسة‭ ‬وحاجة‭ ‬العمال‭ ‬للعمل‭ ‬اللائق‭ ‬والأجر‭ ‬العادل‭. ‬وترى‭ ‬الجامعية‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬أعاد‭ ‬الأصل‭ ‬في‭ ‬الأشياء‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬غير‭ ‬محدد‭ ‬المدة‭ ‬كما‭ ‬يحسب‭ ‬له‭ ‬تدارك‭ ‬الفراغ‭ ‬التشريعي‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬مناولة‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭. ‬وأضافت‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحصين‭ ‬ضمانات‭ ‬العامل‭ ‬لكن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬تحصين‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭.‬

لضمان‭ ‬مقروئية‭ ‬النص‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬حسب‭ ‬قولها‭ ‬من‭ ‬الدقة‭ ‬والوضوح‭ ‬لأنه‭ ‬إذا‭ ‬تسلل‭ ‬الغموض‭ ‬واللبس‭ ‬فيتسلل‭ ‬معه‭ ‬التحيل‭. ‬وذكرت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الفصول‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬فيها‭ ‬تزيّد‭  ‬أو‭ ‬تجميع‭ ‬للصور‭ ‬ويتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬تعداد‭ ‬الصور‭ ‬لأن‭ ‬التجميع‭ ‬يمس‭ ‬من‭ ‬مقروئية‭ ‬النص‭ ‬ولاحظت‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬فيه‭ ‬تقنية‭ ‬خطيرة‭ ‬وهي‭ ‬الإحالات‭ ‬المتواترة‭ ‬ونصحت‭ ‬النواب‭ ‬بتجنب‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬ودعتهم‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تصحين‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬سبل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬ديمومة‭ ‬المؤسسة‭  ‬وتشجيع‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬الطور‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬تمكين‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تكوينها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬إطلاق‭ ‬منتوج‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬مرونة‭ ‬فيمكن‭ ‬اعتماد‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬مع‭ ‬تحديد‭ ‬هذه‭ ‬المدة،‭ ‬وفي‭ ‬علاقة‭ ‬بالفصل‭ ‬المتعلق‭ ‬بعقود‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬نبهت‭ ‬الجامعية‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬ستجد‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مشكل‭ ‬كما‭ ‬دعتهم‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬الفصل‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬المشروع‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الزيادة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬فمن‭ ‬يقرأ‭ ‬النص‭ ‬حسب‭ ‬قولها‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬المعيار‭ ‬الذي‭ ‬يمكّن‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الزيادة‭ ‬العادية‭ ‬والزيادة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬تسقيفها‭ ‬وتحديدها‭ ‬بمعيار‭ ‬زمني‭ ‬والأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬القطاعات،‭ ‬وذكرت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يسأل‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬المؤسسة‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الموالية‭ ‬ويصرح‭ ‬بوجود‭ ‬زيادة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭. ‬

لدى‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬مسألة‭ ‬العمل‭ ‬الموسمي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنشور‭ ‬عدد‭ ‬13‭ ‬الصادر‭ ‬سن‭ ‬1997‭ ‬عرف‭ ‬العمل‭ ‬الموسمي‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يتكرر‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬ثابتة‭ ‬حسب‭ ‬تواتر‭ ‬المواسم‭.. ‬وذكرت‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬العمل‭ ‬الموسمي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬طبيعته‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بعقود‭ ‬شغل‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬ولضمان‭ ‬مرونة‭ ‬تطبيق‭ ‬النص‭ ‬يمكن‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬تنظيمها‭ ‬بقرار‭ ‬مشترك‭. ‬وبخصوص‭ ‬المناولة‭ ‬لاحظت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تقييدها‭.  ‬

 

ضرورة‭ ‬تنقيح‭ ‬المجلة

وقدم‭ ‬النوري‭ ‬مزيد،‭ ‬أستاذ‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بكلية‭ ‬الحقوق‭ ‬بصفاقس،‭ ‬والعميد‭ ‬السابق‭ ‬للكلية‭ ‬ومدير‭ ‬مدرسة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬للعلوم‭ ‬القانونية‭ ‬بدوره‭  ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬صدرت‭ ‬بمقتضى‭ ‬قانون‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬أفريل‭ ‬1966‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬اتسم‭ ‬بوجود‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬حادة‭ ‬وتم‭ ‬إصدارها‭ ‬بصفة‭ ‬متسرعة‭ ‬وفي‭ ‬غياب‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬جدي‭ ‬وفي‭ ‬غياب‭ ‬تناسي‭ ‬بين‭ ‬أحكامها‭ ‬وتم‭ ‬تعديلها‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭ ‬وكانت‭ ‬التنقيحات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬تكريس‭ ‬مقومات‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬واسع‭ ‬للتشغيل‭ ‬الهش‭  ‬بسبب‭ ‬الاستعمال‭ ‬المفرط‭ ‬لعقود‭ ‬الشغل‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬وانتشار‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬المقترنة‭ ‬بالمتاجرة‭ ‬بالأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬بما‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬مفهوم‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬الدستور‭ ‬والمعايير‭ ‬الدولية‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬القيام‭ ‬بمراجعة‭ ‬لأحكام‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭. ‬وتولى‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬تحليل‭ ‬مختلف‭ ‬أحكام‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬اصطبغت‭ ‬أساسا‭ ‬بتوجه‭ ‬اجتماعي‭ ‬لفائدة‭ ‬العمال‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬ضمانات‭ ‬حمائية‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬التهميش‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الغموض‭ ‬ومن‭ ‬النقائص‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬أو‭ ‬بمنع‭ ‬المناولة‭ ‬وكذلك‭ ‬بالأحكام‭ ‬الانتقالية‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وأطلع‭ ‬مزيد‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬المشروع‭ ‬وعلى‭ ‬النقائص‭ ‬والنقاط‭ ‬الغامضة‭ ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬مراجعة‭ ‬بعض‭ ‬الأحكام‭. ‬

 

عقلية‭ ‬تشريعية‭ ‬جديدة

وسلط‭ ‬منير‭ ‬الفرشيشي‭ ‬القاضي‭  ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬لمركز‭ ‬الدراسات‭ ‬القانونية‭ ‬والقضائية‭ ‬المجهر‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬والمبادئ‭ ‬القياسية‭ ‬التعاقدية،‭ ‬وركز‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬التقني‭ ‬القانوني‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬المشروع‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬الملاحظات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬خلال‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬تعلقت‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬الفصول‭.‬فمن‭ ‬حيث‭ ‬المبادئ‭ ‬التقنية‭ ‬ومبادئ‭ ‬الصياغية‭ ‬لأي‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭ ‬من‭ ‬التناسب‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬اختيار‭ ‬التناسب‭ ‬التعاقدي‭ ‬المدني‭.. ‬فعقد‭ ‬الشغل‭ ‬هو‭ ‬عقد‭ ‬مدني‭ ‬وهو‭ ‬عقد‭ ‬مستحدث‭ ‬مقارنة‭ ‬بعقود‭ ‬مدنية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬عقد‭ ‬البيع‭ ‬او‭ ‬الهبة‭ ‬أو‭ ‬الكراء‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬انه‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬قديمة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الالتزامات‭ ‬والعقود‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الإيجار‭ ‬وبصور‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬تم‭ ‬نقل‭ ‬هذا‭ ‬الشكل‭ ‬التعاقدي‭ ‬بقواعد‭ ‬خاصة‭ ‬قد‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬مع‭ ‬الإيجار‭ ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬لأصبح‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬يختلف‭ ‬مع‭ ‬تعريفات‭ ‬القانون‭ ‬المدني‭ ‬الأصلي‭ ‬وجاء‭ ‬بعناصر‭ ‬تعريفة‭ ‬أهمها‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬طالب‭ ‬العمل‭ ‬وموفر‭ ‬العمل‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬المؤجر‭ ‬والإدارة‭. ‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬التكوينية‭ ‬لعقد‭ ‬الشغل‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬تداخل‭ ‬بين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وحتى‭ ‬السياسي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬الشغل‭ ‬عموما‭ ‬وعقد‭ ‬الشغل‭ ‬تحديدا‭ ‬قد‭ ‬عرف‭ ‬عدة‭ ‬تنقيحات‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬تقديم‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬اختار‭ ‬له‭ ‬المشرع‭ ‬عبارة‭ ‬تنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬دقيقة‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬منظمة‭ ‬بالمقاييس‭ ‬التعاقدية‭ ‬والمقاييس‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬في‭ ‬العقود‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬عندما‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يصلح‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬في‭ ‬عملة‭ ‬مائة‭ ‬بالمائة‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الرجوع‭ ‬الى‭ ‬المقاييس‭ ‬العامة‭ ‬وأهمها‭ ‬مقاييس‭ ‬التعاقد‭ ‬التي‭ ‬وفق‭ ‬فيها‭ ‬المشروع‭.‬

‭ ‬ويرى‭ ‬منير‭ ‬الفرشيشي‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬قدم‭ ‬عقلية‭ ‬تشريعية‭ ‬جديدة‭ ‬ليس‭ ‬لعقد‭ ‬الشغل‭ ‬بل‭ ‬للعلاقة‭ ‬الشغلية‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬احترم‭ ‬المبادئ‭ ‬القياسية‭ ‬التعاقدية‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬المعاملات‭ ‬الشغلية‭ ‬لمبادئ‭ ‬التعاقد‭ ‬المتمثلة‭ ‬بالخصوص‭ ‬في‭ ‬الأمان‭ ‬التعاقدي‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬لدى‭ ‬العامل‭ ‬هو‭ ‬الاستقرار‭ ‬وقد‭ ‬توصل‭ ‬المشرع‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬التعاقدي‭ ‬أما‭ ‬المسألة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬فهي‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭ ‬سد‭ ‬المنافذ‭ ‬أمام‭ ‬التحايل‭ ‬والذي‭ ‬برز‭ ‬سابقا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التربص‭ ‬وغيره‭ ‬كوسائل‭ ‬قانونية‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬وضعية‭ ‬العمال‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تمت‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬استعباد‭ ‬العامل‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشروع‭ ‬ضمان‭ ‬احترام‭ ‬الذات‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬المعاملات‭. ‬وأشار‭ ‬الخبير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬ولتجريم‭ ‬المناولة‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬والقطع‭ ‬مع‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الشغلية‭ ‬وقام‭ ‬باستعمال‭ ‬صيغ‭ ‬مضبوطة‭ ‬لان‭ ‬صحة‭ ‬التشريع‭ ‬تقاس‭ ‬بوضوح‭ ‬القانون‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬بأهدافه‭ ‬التشريعية‭ ‬وحاول‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬السائد‭ ‬القديم‭ ‬وأصبح‭ ‬عقد‭ ‬الشغل‭ ‬عقدا‭ ‬دائما‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬اعتمد‭ ‬على‭ ‬صيغة‭ ‬تشريعية‭ ‬أصولية‭ ‬منها‭ ‬الفصل‭ ‬6‭ ‬ثانيا‭ ‬جديدا‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أقر‭ ‬بعض‭ ‬العقوبات‭ ‬الجديدة‭ ‬ففي‭ ‬صورة‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬للقانون‭ ‬فانه‭ ‬يسقط‭ ‬في‭ ‬عقوبة‭ ‬استمرارية‭ ‬العقد‭ ‬وقطع‭ ‬المشرع‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭ ‬مع‭ ‬المناولة‭ ‬بنصوص‭ ‬صريحة‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬اعتمد‭ ‬صيغا‭ ‬تشريعية‭ ‬ترمي‭ ‬الى‭ ‬ضمان‭ ‬الاستقرار‭. ‬وعن‭ ‬الضمانات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬توفيرها‭ ‬لضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬الخيارات،‭ ‬بين‭ ‬الفرشيشي‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التفصيلات‭ ‬فالمسائل‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭  ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جميعها‭ ‬محسومة‭ ‬بالنص‭..‬

 

مراعاة‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬

وبعد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الخبراء‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬ممثلي‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬لإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬ودعا‭  ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الإتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬هشام‭ ‬اللومي‭ ‬إلى‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬أهداف‭ ‬المشروع‭ ‬نبيلة‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التوضيح‭ ‬بأن‭ ‬المؤسسات‭ ‬ملزمة‭ ‬بالمبادئ‭ ‬الكبرى‭ ‬للعمل‭ ‬اللائق‭ ‬والأجر‭ ‬العادل‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المستثمرين‭ ‬التونسيين‭ ‬والأجانب‭ ‬قلقون‭ ‬بسبب‭ ‬المشروع‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬القوتي‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منظومة‭ ‬عالمية‭ ‬والمناولة‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬قطاعات‭ ‬وهناك‭ ‬مخاطر‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬يجب‭ ‬الحذر‭ ‬منها‭ ‬لتلافي‭ ‬خسارة‭ ‬مواطن‭ ‬شغل‭ ‬وهروب‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأجانب‭.. ‬وقدم‭ ‬ممثلو‭ ‬منظمة‭ ‬الأعراف‭ ‬قراءة‭ ‬نقدية‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭. ‬

 

إصلاح‭ ‬المنظومة

وبين‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة،‭ ‬عضو‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬الوطني‭ ‬للاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري،‭ ‬المكلف‭ ‬بالفلاحين‭ ‬الشبّان‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إفراد‭ ‬قطاع‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬بمنظومة‭ ‬تشريعية‭ ‬تحمي‭ ‬العلاقات‭ ‬الشغلية‭  ‬وضبط‭ ‬صيغة‭ ‬قانونية‭ ‬خاصة‭ ‬بالتشغيل‭ ‬الفلاحي‭ ‬الموسمي‭ ‬تضمن‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الأجر‭ ‬والتغطية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمدة‭ ‬القصوى‭ ‬للتشغيل‭ ‬بالعقد‭ ‬الوقتي‭ ‬وتحديد‭ ‬المفاهيم‭ ‬المتصلة‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الفلاحية‭ ‬والعامل‭ ‬الفلاحي‭ ‬وإصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬التغطية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬وتشجيع‭ ‬الفلاحين‭ ‬والبحارة‭ ‬على‭ ‬التصريح‭ ‬بالعمال‭ ‬غير‭ ‬إقرار‭ ‬حوافز‭ ‬جبائية‭ ‬وإدراج‭ ‬فصل‭ ‬خاص‭ ‬بالتكوين‭ ‬والتأهيل‭ ‬المهني‭ ‬للعمال‭ ‬الفلاحيين‭. ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيقه‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬رافقته‭ ‬إرادة‭ ‬قوية‭ ‬لإصلاح‭ ‬قانون‭ ‬الاستثمار‭ ‬ومنظومة‭ ‬التمويل‭. ‬

 

عقد‭ ‬متوازن‭ ‬

وأشار‭ ‬سليم‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬العلمي‭ ‬بكنفديرالية‭ ‬المؤسسات‭ ‬المواطنة‭ ‬التونسية‭  ‬كوناكت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬حق‭ ‬دستوري‭ ‬وإلى‭ ‬أهمية‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬الهش‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬كرس‭ ‬مفهوم‭ ‬التبعية‭ ‬وتدخل‭ ‬المشرع‭ ‬لضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الطرف‭ ‬الضعيف‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يتنزل‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬ولاحظ‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬بين‭ ‬حماية‭ ‬حق‭ ‬العامل‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬ديمومة‭ ‬المؤسسة‭ ‬ومواطن‭ ‬الشغل‭. ‬وقدم‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬توصيات‭ ‬منظمته‭ ‬ومقترحاتها‭ ‬لتعديل‭ ‬فصول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بفترة‭ ‬التجربة‭ ‬وعقد‭ ‬الشغل‭ ‬معينة‭ ‬المدة‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬حذف‭ ‬أولوية‭ ‬انتداب‭ ‬العمال‭ ‬الوقتيين‭ ‬وبخصوص‭ ‬المناولة‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المناول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمناولة‭ ‬هو‭ ‬مناول‭ ‬معتمد‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬الأجسام‭ ‬الوسيطة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالانتداب‭ ‬وتقنينها‭  ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬حذف‭ ‬العقوبة‭ ‬السجنية‭ ‬وإلغاء‭ ‬عبارة‭ ‬النشاط‭ ‬الأساسي‭ ‬و‭ ‬الدائم‭ ‬للمؤسسة‭ ‬في‭ ‬الفصل‭  ‬30‭ ‬والتسريع‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬اتفاقيات‭ ‬قطاعية‭ ‬لأحداث‭ ‬نظام‭ ‬تأجير‭ ‬قطاعي‭.‬

 

سعيدة‭ ‬بوهلال