إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

آخرها‭ ‬تحوله‭ ‬إلى‭ ‬المزونة.. الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بين‭ ‬الأولويات‭ ‬وتفعيل‭ ‬القرارات

أدى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬زيارة‭ ‬الى‭ ‬منطقة‭ ‬المزونة‭ ‬التابعة‭ ‬لولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬بعد‭ ‬حالة‭ ‬الاحتقان‭ ‬الواسعة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬أهاليها،‭ ‬إثر‭ ‬حادثة‭ ‬سقوط‭ ‬سور‭ ‬المعهد‭ ‬بالجهة‭ ‬التي‭ ‬ذهب‭ ‬ضحيتها‭ ‬ثلاثة‭ ‬تلاميذ‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المعهد،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬اثنان‭ ‬آخران‭ ‬تحت‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬لهذه‭ ‬الزيارة‭ ‬وقعها‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬الهدوء‭ ‬للجهة‭ ‬واستئناف‭ ‬بقية‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمحلات‭ ‬والفضاءات‭ ‬نشاطها‭ ‬وعملها،‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وحمل‭ ‬جانبا‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬أبناء‭ ‬الجهة‭ ‬وهو‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬دأب‭ ‬عليه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬الزيارات‭ ‬التي‭ ‬أداها‭ ‬الى‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬الجمهورية‭ ‬التي‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬والاستماع‭ ‬الى‭ ‬مشاغل‭ ‬المواطنين‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬وإجراءات‭ ‬وجدت‭ ‬طريقها‭ ‬الى‭ ‬التفعيل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ثمنه‭ ‬أهالي‭ ‬عديد‭ ‬الجهات،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة‭ ‬وفق‭ ‬الأولويات‭ ‬والإمكانيات،‭ ‬بين‭ ‬الآني‭ ‬والعاجل‭ ‬منها‭ ‬والآجل‭ ‬للإشكاليات‭ ‬والنقائص‭ ‬والقضايا‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جهة‭. ‬وهو‭ ‬تقريبا‭ ‬ما‭ ‬يعتمده‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬الذي‭ ‬ينتهجونه‭.‬

 

وتؤكد‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلى‭ ‬المزونة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الملفات‭ ‬والقضايا‭ ‬الشائكة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الترحاب‭ ‬الواسع‭ ‬أثناء‭ ‬تنقله‭ ‬وتحركه‭ ‬داخل‭ ‬الجمهورية‭. ‬فوعود‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬لأهالي‭ ‬الجهة‭ ‬بالتسريع‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬وتطوير‭ ‬المستشفى‭ ‬المحلي‭ ‬بالمزونة‭ ‬وإعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬معمل‭ ‬البلاستيك‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أولوية‭ ‬أولوياته،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعهّد‭ ‬بصيانة‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬وإحداث‭ ‬عديد‭ ‬الإدارات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬فرع‭ ‬للصوناد‭ ‬والستاغ‭ ‬وغيرها،‭ ‬كانت‭ ‬أولى‭ ‬الخطوات‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الإيفاء‭ ‬بتنفيذها،‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أمس،‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬المستشفى‭ ‬المحلي‭ ‬بالمزونة،‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬التجهيزات‭ ‬والمعدات‭ ‬الطبية،‭ ‬وبسيارة‭ ‬إسعاف،‭ ‬ووسائل‭ ‬نقل،‭ ‬وموارد‭ ‬بشرية‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬مديرة‭ ‬وحدة‭ ‬تنسيق‭ ‬أنشطة‭ ‬الإدارات‭ ‬الجهوية‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬كوثر‭ ‬النهدي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬إعلامي،‭ ‬خلال‭ ‬زيارتها‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬للمستشفى‭ ‬المحلي‭ ‬بمعتمدية‭ ‬المزونة،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تعزيز‭ ‬المستشفى‭ ‬بـ11‭ ‬إطارا‭ ‬طبيا‭ ‬وشبه‭ ‬طبي‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬خدمة‭ ‬صحية‭ ‬ناجعة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ24‭ ‬ساعة‭.‬

وقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭ ‬مثل‭ ‬بئر‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬وباجة‭ ‬وبنزرت‭ ‬والقصرين‭ ‬وبعض‭ ‬مناطق‭ ‬تونس‭ ‬الكبرى‭ ‬وغيرها‭ ‬لتكون‭ ‬عناوين‭ ‬كل‭ ‬زيارة‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬ما‭ ‬والدفع‭ ‬مباشرة‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬لعجين‭ ‬الحلفاء‭ ‬والورق‭ ‬بمدينة‭ ‬القصرين‭ ‬لتعود‭ ‬له‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬والشأن‭ ‬نفسه‭ ‬تقريبا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمصنع‭ ‬السكر‭ ‬بباجة‭ ‬أو‭ ‬مصنع‭ ‬الفولاذ‭ ‬بمنزل‭ ‬بورقيبة‭ ‬أو‭ ‬هنشير‭ ‬الشعال‭ ‬وبئر‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬بولاية‭ ‬صفاقس‭ ‬أو‭ ‬زيارة‭ ‬مستودعات‭ ‬النقل‭ ‬بتونس‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬ولاية‭ ‬القيروان‭ ‬وغيرها‭.‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬ميز‭ ‬سياسة‭ ‬الحكومة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭ ‬هو‭ ‬اعتماد‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬وتنقل‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬داخل‭ ‬الجهات‭ ‬والمناطق‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬ربوع‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬لتكريس‭ ‬علاقة‭ ‬أفقية‭ ‬بين‭ ‬المسؤول‭ ‬والمواطن‭ ‬وتحميل‭ ‬كل‭ ‬ممثلي‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬مسؤولية‭ ‬تقديم‭ ‬البرامج‭ ‬والحلول‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالزيارات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الزيارات‭.‬

وهذا‭ ‬التمشي‭ ‬مكن‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬لمسألة‭ ‬حضور‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والعمق‭ ‬التونسي‭ ‬و»اقترابها‮»‬‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬ومشاغلهم‭ ‬بعد‭ ‬شبه‭ ‬التنصل‭ ‬والغياب‭ ‬التام‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭. ‬ليتجسد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تهيئة‭ ‬وتجهيز‭ ‬عديد‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬والانطلاق‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬تعزيز‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬بالجمهورية‭ ‬بتجهيزات‭ ‬جديدة‭ ‬ومتطورة‭ ‬مما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬النقل‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬الدولة‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬أسطول‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬وتوسيع‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬الجهات‭ ‬أيضا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السعي‭ ‬لتثمين‭ ‬خصوصيات‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬في‭ ‬الفلاحة‭ ‬والسياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬والصناعة‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شانه‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬والعمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الحركية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬أبعاد‭ ‬وأهداف‭ ‬اجتماعية‭ ‬شاملة‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬للتناغم‭ ‬بين‭ ‬أدوار‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬ونواب‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والمجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬تيسير‭ ‬مهمة‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬في‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬حلحلة‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬النقائص‭ ‬والإشكاليات‭ ‬والملفات‭ ‬العالقة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬أغلب‭ ‬المناطق‭ ‬والجهات‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬ولطالما‭ ‬شكلت‭ ‬عقبة‭ ‬أمام‭ ‬تمتع‭ ‬المواطنين‭ ‬بالخدمات‭ ‬المطلوبة‭ ‬والمنتظرة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬تكون‭ ‬أحد‭ ‬عوامل‭ ‬وأسس‭ ‬توفير‭ ‬آليات‭ ‬التنمية‭ ‬والاستثمار‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭.‬

نزيهة‭ ‬الغضباني

آخرها‭ ‬تحوله‭ ‬إلى‭ ‬المزونة.. الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بين‭ ‬الأولويات‭ ‬وتفعيل‭ ‬القرارات

أدى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬زيارة‭ ‬الى‭ ‬منطقة‭ ‬المزونة‭ ‬التابعة‭ ‬لولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬بعد‭ ‬حالة‭ ‬الاحتقان‭ ‬الواسعة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬أهاليها،‭ ‬إثر‭ ‬حادثة‭ ‬سقوط‭ ‬سور‭ ‬المعهد‭ ‬بالجهة‭ ‬التي‭ ‬ذهب‭ ‬ضحيتها‭ ‬ثلاثة‭ ‬تلاميذ‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المعهد،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬اثنان‭ ‬آخران‭ ‬تحت‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬لهذه‭ ‬الزيارة‭ ‬وقعها‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬الهدوء‭ ‬للجهة‭ ‬واستئناف‭ ‬بقية‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمحلات‭ ‬والفضاءات‭ ‬نشاطها‭ ‬وعملها،‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وحمل‭ ‬جانبا‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬أبناء‭ ‬الجهة‭ ‬وهو‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬دأب‭ ‬عليه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬الزيارات‭ ‬التي‭ ‬أداها‭ ‬الى‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬الجمهورية‭ ‬التي‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬والاستماع‭ ‬الى‭ ‬مشاغل‭ ‬المواطنين‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬وإجراءات‭ ‬وجدت‭ ‬طريقها‭ ‬الى‭ ‬التفعيل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ثمنه‭ ‬أهالي‭ ‬عديد‭ ‬الجهات،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة‭ ‬وفق‭ ‬الأولويات‭ ‬والإمكانيات،‭ ‬بين‭ ‬الآني‭ ‬والعاجل‭ ‬منها‭ ‬والآجل‭ ‬للإشكاليات‭ ‬والنقائص‭ ‬والقضايا‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جهة‭. ‬وهو‭ ‬تقريبا‭ ‬ما‭ ‬يعتمده‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬الذي‭ ‬ينتهجونه‭.‬

 

وتؤكد‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلى‭ ‬المزونة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الملفات‭ ‬والقضايا‭ ‬الشائكة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الترحاب‭ ‬الواسع‭ ‬أثناء‭ ‬تنقله‭ ‬وتحركه‭ ‬داخل‭ ‬الجمهورية‭. ‬فوعود‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬لأهالي‭ ‬الجهة‭ ‬بالتسريع‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬وتطوير‭ ‬المستشفى‭ ‬المحلي‭ ‬بالمزونة‭ ‬وإعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬معمل‭ ‬البلاستيك‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أولوية‭ ‬أولوياته،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعهّد‭ ‬بصيانة‭ ‬شبكة‭ ‬الطرقات‭ ‬وإحداث‭ ‬عديد‭ ‬الإدارات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬فرع‭ ‬للصوناد‭ ‬والستاغ‭ ‬وغيرها،‭ ‬كانت‭ ‬أولى‭ ‬الخطوات‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الإيفاء‭ ‬بتنفيذها،‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أمس،‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬المستشفى‭ ‬المحلي‭ ‬بالمزونة،‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬التجهيزات‭ ‬والمعدات‭ ‬الطبية،‭ ‬وبسيارة‭ ‬إسعاف،‭ ‬ووسائل‭ ‬نقل،‭ ‬وموارد‭ ‬بشرية‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬مديرة‭ ‬وحدة‭ ‬تنسيق‭ ‬أنشطة‭ ‬الإدارات‭ ‬الجهوية‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬كوثر‭ ‬النهدي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬إعلامي،‭ ‬خلال‭ ‬زيارتها‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬للمستشفى‭ ‬المحلي‭ ‬بمعتمدية‭ ‬المزونة،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تعزيز‭ ‬المستشفى‭ ‬بـ11‭ ‬إطارا‭ ‬طبيا‭ ‬وشبه‭ ‬طبي‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬خدمة‭ ‬صحية‭ ‬ناجعة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ24‭ ‬ساعة‭.‬

وقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭ ‬مثل‭ ‬بئر‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬وباجة‭ ‬وبنزرت‭ ‬والقصرين‭ ‬وبعض‭ ‬مناطق‭ ‬تونس‭ ‬الكبرى‭ ‬وغيرها‭ ‬لتكون‭ ‬عناوين‭ ‬كل‭ ‬زيارة‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬ما‭ ‬والدفع‭ ‬مباشرة‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬لعجين‭ ‬الحلفاء‭ ‬والورق‭ ‬بمدينة‭ ‬القصرين‭ ‬لتعود‭ ‬له‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬والشأن‭ ‬نفسه‭ ‬تقريبا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمصنع‭ ‬السكر‭ ‬بباجة‭ ‬أو‭ ‬مصنع‭ ‬الفولاذ‭ ‬بمنزل‭ ‬بورقيبة‭ ‬أو‭ ‬هنشير‭ ‬الشعال‭ ‬وبئر‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬بولاية‭ ‬صفاقس‭ ‬أو‭ ‬زيارة‭ ‬مستودعات‭ ‬النقل‭ ‬بتونس‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬ولاية‭ ‬القيروان‭ ‬وغيرها‭.‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬ميز‭ ‬سياسة‭ ‬الحكومة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭ ‬هو‭ ‬اعتماد‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬وتنقل‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬داخل‭ ‬الجهات‭ ‬والمناطق‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬ربوع‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬لتكريس‭ ‬علاقة‭ ‬أفقية‭ ‬بين‭ ‬المسؤول‭ ‬والمواطن‭ ‬وتحميل‭ ‬كل‭ ‬ممثلي‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬مسؤولية‭ ‬تقديم‭ ‬البرامج‭ ‬والحلول‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالزيارات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الزيارات‭.‬

وهذا‭ ‬التمشي‭ ‬مكن‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬لمسألة‭ ‬حضور‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والعمق‭ ‬التونسي‭ ‬و»اقترابها‮»‬‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬ومشاغلهم‭ ‬بعد‭ ‬شبه‭ ‬التنصل‭ ‬والغياب‭ ‬التام‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭. ‬ليتجسد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تهيئة‭ ‬وتجهيز‭ ‬عديد‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬والانطلاق‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬تعزيز‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬بالجمهورية‭ ‬بتجهيزات‭ ‬جديدة‭ ‬ومتطورة‭ ‬مما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬النقل‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬الدولة‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬أسطول‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬وتوسيع‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬الجهات‭ ‬أيضا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السعي‭ ‬لتثمين‭ ‬خصوصيات‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬في‭ ‬الفلاحة‭ ‬والسياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬والصناعة‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شانه‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬والعمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الحركية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬أبعاد‭ ‬وأهداف‭ ‬اجتماعية‭ ‬شاملة‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬للتناغم‭ ‬بين‭ ‬أدوار‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬ونواب‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والمجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬تيسير‭ ‬مهمة‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬في‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬حلحلة‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬النقائص‭ ‬والإشكاليات‭ ‬والملفات‭ ‬العالقة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬أغلب‭ ‬المناطق‭ ‬والجهات‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬ولطالما‭ ‬شكلت‭ ‬عقبة‭ ‬أمام‭ ‬تمتع‭ ‬المواطنين‭ ‬بالخدمات‭ ‬المطلوبة‭ ‬والمنتظرة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬تكون‭ ‬أحد‭ ‬عوامل‭ ‬وأسس‭ ‬توفير‭ ‬آليات‭ ‬التنمية‭ ‬والاستثمار‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭.‬

نزيهة‭ ‬الغضباني