إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

زيارة الأمين العام للجامعة العربية إلى تونس.. هل تكون فاتحة لمبادرات جديدة تعزز التكامل العربي؟

 

في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحولات سياسية واقتصادية وأمنية متسارعة، تأتي زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الى تونس لتؤكد الأهمية البالغة لدور تونس التاريخي في العمل العربي المشترك. ولتسلّط الضوء أيضا على التحديات الراهنة التي تتطلب تنسيقا عربيا فعالا. إذ كانت للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي أدى زيارة بيومين إلى تونس، لقاءات على أعلى مستوى، حيث استقبله رئيس الجمهورية، قيس سعيد.

ومثّل هذا اللقاء فرصة متجددة للتذكير بعديد المحطات التي شهدتها جامعة الدول العربية، منذ إنشائها قبل ثمانية عقود إلى اليوم، حيث أكّد رئيس الجمهورية على أن العالم يشهد تطورات متسارعة، غير مسبوقة، وعلى الأمة العربية أن تكون فاعلة في هذه المرحلة من التاريخ الذي بدأ فيه المجتمع الإنساني يتشكّل شيئا فشيئا ويتقدّم على المجتمع الدولي التقليدي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية.

ومن جهة أخرى، شدّد رئيس الجمهورية على موقف تونس الثابت بشأن الحق الفلسطيني المكفول بشرائع الأرض وقبلها شرائع السماء، مؤكّدا على أن الكيان الصهيوني الغاصب لا يستهدف إبادة الشعب الفلسطيني في وجوده فقط، بل يواصل جرائمه بهدف اغتيال الإرادة في التحرير، ولن يقدر بالتأكيد على ذلك. استهدف كل مرافق الحياة ولكنّه لم يحقق سوى مزيد التشبث بالأرض ومزيد الإرادة في التحرير ليقيم الشعب الفلسطيني دولته المستقلة كاملة السيادة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

بعد استراتيجي

هذه الزيارة يعتبرها الكثير من المتابعين للشأن العام، بأنها ذات أبعاد ودلالات عدة، حيث تندرج في إطار تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات الإقليمية مثل الأزمات في ليبيا والساحل الإفريقي. وبما أنها التأمت في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة فإن كل هذه العوامل أضفت عليها أيضا بعدا استراتيجيا هاما على اعتبار أن تونس تعد طرفا فاعلا في العديد من القضايا العربية على غرار الملف الليبي مما يجعل التشاور معها ضروريا. كما تعكس الزيارة المكانة الديبلوماسية الهامة لتونس كعضو فاعل في النظام العربي. 

في حين يرى كثيرون أن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تونس تُبرز الرغبة في إحياء الدور التونسي في المشهد العربي وتعزيز آليات العمل المشترك. كما أنها تؤكد أهمية التضامن العربي في ظل التحولات العالمية، هذا مع إيلاء أولوية للحلول السياسية للأزمات الإقليمية.

ومن جانب آخر يأمل البعض أن تكون هذه الزيارة فاتحة لمبادرات جديدة تعزز التكامل الاقتصادي والأمني بين الدول العربية في إطار رؤية شاملة تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة.

تفاعلا مع زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية الى تونس أعرب الديبلوماسي السابق، عبد الله العبيدي، في تصريح لـ»الصباح»، عن أمله في أن تكون هذه الزيارة بادرة خير بالنظر الى التقلبات التي تشهدها المنطقة والعالم في ظل الضغوطات التي تعيشها اليوم مصر من طرف بعض الدول وهو ما عكسته عناوين عديد الصحف العالمية. وأضاف محدثنا أن مصر وبعض الدول العربية مازالت على العهد اليوم في عديد القضايا وبالتالي فإن السند التونسي يظل مهما في نصرة القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية.

وبالتالي فإن هذه الزيارة التي التأمت في سياقات إقليمية ودولية هامة، نأمل أن تكون بادرة خير للانطلاق في عمل عربي أكثر جدوى وفاعلية ونجاعة وأكثر اهتماما بالقضايا العربية.

حرب باردة جديدة

الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، كانت له مشاركة في ندوة فكرية حول العمل العربي المشترك، انتظمت بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية، أشار من خلالها الى أن الوضع الدولي الراهن «ينزلق نحو حرب باردة جديدة، ربّما تكون بخطورة الحرب الباردة السابقة، التي انطلقت أواخر الأربعينات وانتهت بداية التسعينات»، على حد تشخيصه، متابعا «أنّ الوضع الدولي حسّاس جدا ويتطلب الحذر».

أما عن وضع الدول العربية، فقد اعتبر أنها تعيش أصعب الظروف مؤكدا أنّ تونس تمكنت من تجاوز أزماتها وتحركت في الاتجاه السليم.

وفي حديثه عن القضية الفلسطينية، شدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن الكيان الصهيوني لن يستطيع إنهاء التواجد الفلسطيني.

وبدوره أشار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، على هامش هذه الندوة، أن تونس وعلى مرّ العقود ساهمت في أن يظلّ هذا الصرح العربي صامدا للتفاعل مع كلّ الأزمات التي شهدها العالم العربي، مذكّرا بالجهود والمبادرات التي قدّمتها بلادنا لتطوير وإصلاح عمل الجامعة والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.

وجدّد النفطي التأكيد على موقف تونس المبدئي والثابت على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية في دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة كامل حقوقه المشروعة التي لا تسقط بالتقادم، وفي مقدّمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أرضه وعاصمتها القدس الشريف.

منال الحرزي

 

 

زيارة الأمين العام للجامعة العربية إلى تونس..   هل تكون فاتحة لمبادرات جديدة تعزز التكامل العربي؟

 

في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحولات سياسية واقتصادية وأمنية متسارعة، تأتي زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الى تونس لتؤكد الأهمية البالغة لدور تونس التاريخي في العمل العربي المشترك. ولتسلّط الضوء أيضا على التحديات الراهنة التي تتطلب تنسيقا عربيا فعالا. إذ كانت للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي أدى زيارة بيومين إلى تونس، لقاءات على أعلى مستوى، حيث استقبله رئيس الجمهورية، قيس سعيد.

ومثّل هذا اللقاء فرصة متجددة للتذكير بعديد المحطات التي شهدتها جامعة الدول العربية، منذ إنشائها قبل ثمانية عقود إلى اليوم، حيث أكّد رئيس الجمهورية على أن العالم يشهد تطورات متسارعة، غير مسبوقة، وعلى الأمة العربية أن تكون فاعلة في هذه المرحلة من التاريخ الذي بدأ فيه المجتمع الإنساني يتشكّل شيئا فشيئا ويتقدّم على المجتمع الدولي التقليدي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية.

ومن جهة أخرى، شدّد رئيس الجمهورية على موقف تونس الثابت بشأن الحق الفلسطيني المكفول بشرائع الأرض وقبلها شرائع السماء، مؤكّدا على أن الكيان الصهيوني الغاصب لا يستهدف إبادة الشعب الفلسطيني في وجوده فقط، بل يواصل جرائمه بهدف اغتيال الإرادة في التحرير، ولن يقدر بالتأكيد على ذلك. استهدف كل مرافق الحياة ولكنّه لم يحقق سوى مزيد التشبث بالأرض ومزيد الإرادة في التحرير ليقيم الشعب الفلسطيني دولته المستقلة كاملة السيادة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

بعد استراتيجي

هذه الزيارة يعتبرها الكثير من المتابعين للشأن العام، بأنها ذات أبعاد ودلالات عدة، حيث تندرج في إطار تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات الإقليمية مثل الأزمات في ليبيا والساحل الإفريقي. وبما أنها التأمت في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة فإن كل هذه العوامل أضفت عليها أيضا بعدا استراتيجيا هاما على اعتبار أن تونس تعد طرفا فاعلا في العديد من القضايا العربية على غرار الملف الليبي مما يجعل التشاور معها ضروريا. كما تعكس الزيارة المكانة الديبلوماسية الهامة لتونس كعضو فاعل في النظام العربي. 

في حين يرى كثيرون أن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تونس تُبرز الرغبة في إحياء الدور التونسي في المشهد العربي وتعزيز آليات العمل المشترك. كما أنها تؤكد أهمية التضامن العربي في ظل التحولات العالمية، هذا مع إيلاء أولوية للحلول السياسية للأزمات الإقليمية.

ومن جانب آخر يأمل البعض أن تكون هذه الزيارة فاتحة لمبادرات جديدة تعزز التكامل الاقتصادي والأمني بين الدول العربية في إطار رؤية شاملة تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة.

تفاعلا مع زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية الى تونس أعرب الديبلوماسي السابق، عبد الله العبيدي، في تصريح لـ»الصباح»، عن أمله في أن تكون هذه الزيارة بادرة خير بالنظر الى التقلبات التي تشهدها المنطقة والعالم في ظل الضغوطات التي تعيشها اليوم مصر من طرف بعض الدول وهو ما عكسته عناوين عديد الصحف العالمية. وأضاف محدثنا أن مصر وبعض الدول العربية مازالت على العهد اليوم في عديد القضايا وبالتالي فإن السند التونسي يظل مهما في نصرة القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية.

وبالتالي فإن هذه الزيارة التي التأمت في سياقات إقليمية ودولية هامة، نأمل أن تكون بادرة خير للانطلاق في عمل عربي أكثر جدوى وفاعلية ونجاعة وأكثر اهتماما بالقضايا العربية.

حرب باردة جديدة

الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، كانت له مشاركة في ندوة فكرية حول العمل العربي المشترك، انتظمت بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية، أشار من خلالها الى أن الوضع الدولي الراهن «ينزلق نحو حرب باردة جديدة، ربّما تكون بخطورة الحرب الباردة السابقة، التي انطلقت أواخر الأربعينات وانتهت بداية التسعينات»، على حد تشخيصه، متابعا «أنّ الوضع الدولي حسّاس جدا ويتطلب الحذر».

أما عن وضع الدول العربية، فقد اعتبر أنها تعيش أصعب الظروف مؤكدا أنّ تونس تمكنت من تجاوز أزماتها وتحركت في الاتجاه السليم.

وفي حديثه عن القضية الفلسطينية، شدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن الكيان الصهيوني لن يستطيع إنهاء التواجد الفلسطيني.

وبدوره أشار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، على هامش هذه الندوة، أن تونس وعلى مرّ العقود ساهمت في أن يظلّ هذا الصرح العربي صامدا للتفاعل مع كلّ الأزمات التي شهدها العالم العربي، مذكّرا بالجهود والمبادرات التي قدّمتها بلادنا لتطوير وإصلاح عمل الجامعة والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.

وجدّد النفطي التأكيد على موقف تونس المبدئي والثابت على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية في دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة كامل حقوقه المشروعة التي لا تسقط بالتقادم، وفي مقدّمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أرضه وعاصمتها القدس الشريف.

منال الحرزي