إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مؤشرات‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الدوائية‭..‬ تونس‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬بخطوات‭ ‬ثابتة

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إمضاؤها‭ ‬مؤخّرا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطوير‭ ‬الصناعة‭ ‬الدوائية‭ ‬بما‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬السيادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭..‬،‭ ‬قطعت‭ ‬تونس‭ ‬أشواطا‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬تصنيع‭ ‬الأدوية‭ ‬بما‭ ‬يؤشّر‭ ‬إلى‭ ‬قرب‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬بما‭ ‬أنه‭ ‬يغطي‭ ‬حاليا‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬حاجيات‭ ‬التونسيين‭...‬

وتشهد‭ ‬تونس،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬تحوّلات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬الدوائية‭ ‬حيث‭ ‬تقترب‭ ‬بخطوات‭ ‬ثابتة‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬الأدوية،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬السياسية‭ ‬الصحية‭ ‬لتونس‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬الوطني‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬للخارج،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعكسه‭ ‬لغة‭ ‬الأرقام،‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬الإحصائيات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تنتج‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكمية‭ ‬قرابة‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬حاجياتها‭ ‬الدوائية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تغطي‭ ‬الأدوية‭ ‬المحلية‭ ‬58‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكلفة‭ ‬جراء‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الاستيراد‭.‬

تطور‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المصانع

وفي‭ ‬تشخيص‭ ‬للوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للصناعة‭ ‬الدوائية‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للإنتاج‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬المصانع‭ ‬يقدر‭ ‬بـ42‭ ‬مصنعا‭ ‬للأدوية‭ ‬البشرية‭ ‬و4‭ ‬مصانع‭ ‬للأدوية‭ ‬البيطرية،‭ ‬تم‭ ‬بمقتضاها‭ ‬تصنيع‭ ‬3168‭ ‬دواء‭ ‬جنيسا‭ ‬و46‭ ‬دواء‭ ‬من‭ ‬البدائل‭ ‬الحيوية،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬عدد‭ ‬شركات‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬قد‭ ‬تطور‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬شركة‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬42‭ ‬سنة‭ ‬2024‭.‬

وتصدّر‭ ‬تونس‭ ‬الأدوية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬26‭ ‬دولة‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يواجه‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬مصادر‭ ‬مطلعة‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬صعوبات‭ ‬إدارية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬التشريعات‭ ‬والإجراءات‭ ‬البيروقراطية‭ ‬تشكل‭ ‬عائقا‭ ‬رئيسيا‭ ‬أمام‭ ‬تطور‭ ‬قطاع‭ ‬الأدوية،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬مدة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التراخيص‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬مما‭ ‬يؤخر‭ ‬عملية‭ ‬توفير‭ ‬أدوية‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق،‭ ‬دون‭ ‬التغافل‭ ‬عن‭ ‬الأزمة‭ ‬الحادة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الصيدلية‭ ‬المركزية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬السيولة‭ ‬والتي‭ ‬تجعلها‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تأكيد‭ ‬أهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬مخزون‭ ‬وطني‭ ‬يكفي‭ ‬لستة‭ ‬أشهر‭ ‬جراء‭ ‬الديون‭ ‬المتراكمة‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬المصانع‭ ‬على‭ ‬الاستمرارية‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتطوير‭ ‬منتجاتها‭.‬

تحديات‭ ‬عديدة

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬نجد‭ ‬معضلة‭ ‬التفاوت‭ ‬في‭ ‬التغطية‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يحقق‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬عتبة‭ ‬الـ65‭ ‬بالمائة‭.‬

لينضاف‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬تصنيع‭ ‬الأدوية‭ ‬الجنيسة‭ ‬بينما‭ ‬تبقى‭ ‬الأدوية‭ ‬البيوتكنولوجية‭ ‬والحديثة‭ ‬محدودة‭ ‬حيث‭ ‬استقر‭ ‬العدد‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬46‭ ‬دواء‭ ‬فقط‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬مؤخرا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والشراكات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬جميعها‭ ‬فرص‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي،‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬الإماراتي‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬العويس‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬عبر‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬جمعه‭ ‬بنظيره‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬التونسي‭ ‬مصطفى‭ ‬الفرجاني‭ -‬على‭ ‬هامش‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬للإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬الذي‭ ‬تنظمه‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بأبو‭ ‬ظبي‭- ‬عن‭ ‬استعداد‭ ‬بلاده‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬التونسي،‭ ‬مشيدًا‭ ‬بكفاءة‭ ‬الإطارات‭ ‬الطبية‭ ‬وشبه‭ ‬الطبية‭ ‬التونسية‭. ‬وأكد‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬الصحي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭  ‬الصحة‭  ‬على‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التنفيذ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعداد‭ ‬برامج‭ ‬مشتركة‭ ‬وتنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬تخدم‭ ‬المنظومتين‭ ‬الصحيتين‭ ‬في‭ ‬البلدين‭.‬

كما‭ ‬أشاد‭ ‬الجانبان‭ ‬بالعلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬المتميزة‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬والإمارات،‭ ‬وعبّرا‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصناعات‭ ‬الدوائية‭ ‬وإنتاج‭ ‬اللقاحات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الصحية‭ ‬الحديثة،‭ ‬خاصة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والطب‭ ‬الجينومي‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اطلع‭ ‬لدى‭ ‬استقباله،‭ ‬عصر‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬وزير‭ ‬الصحة،‭ ‬مصطفى‭ ‬الفرجاني‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعاون‭ ‬الصحي‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬التعرّض‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬العاجلة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬لتأمين‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬لفائدة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬مع‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬البعثات‭ ‬الطبية‭.‬

 

منال‭ ‬حرزي

مؤشرات‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الدوائية‭..‬ تونس‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬بخطوات‭ ‬ثابتة

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إمضاؤها‭ ‬مؤخّرا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطوير‭ ‬الصناعة‭ ‬الدوائية‭ ‬بما‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬السيادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭..‬،‭ ‬قطعت‭ ‬تونس‭ ‬أشواطا‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬تصنيع‭ ‬الأدوية‭ ‬بما‭ ‬يؤشّر‭ ‬إلى‭ ‬قرب‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬بما‭ ‬أنه‭ ‬يغطي‭ ‬حاليا‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬حاجيات‭ ‬التونسيين‭...‬

وتشهد‭ ‬تونس،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬تحوّلات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬الدوائية‭ ‬حيث‭ ‬تقترب‭ ‬بخطوات‭ ‬ثابتة‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬الأدوية،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬السياسية‭ ‬الصحية‭ ‬لتونس‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬الوطني‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬للخارج،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعكسه‭ ‬لغة‭ ‬الأرقام،‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬الإحصائيات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تنتج‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكمية‭ ‬قرابة‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬حاجياتها‭ ‬الدوائية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تغطي‭ ‬الأدوية‭ ‬المحلية‭ ‬58‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكلفة‭ ‬جراء‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الاستيراد‭.‬

تطور‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المصانع

وفي‭ ‬تشخيص‭ ‬للوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للصناعة‭ ‬الدوائية‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للإنتاج‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬المصانع‭ ‬يقدر‭ ‬بـ42‭ ‬مصنعا‭ ‬للأدوية‭ ‬البشرية‭ ‬و4‭ ‬مصانع‭ ‬للأدوية‭ ‬البيطرية،‭ ‬تم‭ ‬بمقتضاها‭ ‬تصنيع‭ ‬3168‭ ‬دواء‭ ‬جنيسا‭ ‬و46‭ ‬دواء‭ ‬من‭ ‬البدائل‭ ‬الحيوية،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬عدد‭ ‬شركات‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬قد‭ ‬تطور‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬شركة‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬42‭ ‬سنة‭ ‬2024‭.‬

وتصدّر‭ ‬تونس‭ ‬الأدوية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬26‭ ‬دولة‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يواجه‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬مصادر‭ ‬مطلعة‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬صعوبات‭ ‬إدارية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬التشريعات‭ ‬والإجراءات‭ ‬البيروقراطية‭ ‬تشكل‭ ‬عائقا‭ ‬رئيسيا‭ ‬أمام‭ ‬تطور‭ ‬قطاع‭ ‬الأدوية،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬مدة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التراخيص‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬مما‭ ‬يؤخر‭ ‬عملية‭ ‬توفير‭ ‬أدوية‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق،‭ ‬دون‭ ‬التغافل‭ ‬عن‭ ‬الأزمة‭ ‬الحادة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الصيدلية‭ ‬المركزية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬السيولة‭ ‬والتي‭ ‬تجعلها‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تأكيد‭ ‬أهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬مخزون‭ ‬وطني‭ ‬يكفي‭ ‬لستة‭ ‬أشهر‭ ‬جراء‭ ‬الديون‭ ‬المتراكمة‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬المصانع‭ ‬على‭ ‬الاستمرارية‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتطوير‭ ‬منتجاتها‭.‬

تحديات‭ ‬عديدة

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬نجد‭ ‬معضلة‭ ‬التفاوت‭ ‬في‭ ‬التغطية‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يحقق‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬عتبة‭ ‬الـ65‭ ‬بالمائة‭.‬

لينضاف‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬تصنيع‭ ‬الأدوية‭ ‬الجنيسة‭ ‬بينما‭ ‬تبقى‭ ‬الأدوية‭ ‬البيوتكنولوجية‭ ‬والحديثة‭ ‬محدودة‭ ‬حيث‭ ‬استقر‭ ‬العدد‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬46‭ ‬دواء‭ ‬فقط‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬مؤخرا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والشراكات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬جميعها‭ ‬فرص‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي،‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬الإماراتي‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬العويس‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬عبر‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬جمعه‭ ‬بنظيره‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬التونسي‭ ‬مصطفى‭ ‬الفرجاني‭ -‬على‭ ‬هامش‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬للإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬الذي‭ ‬تنظمه‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بأبو‭ ‬ظبي‭- ‬عن‭ ‬استعداد‭ ‬بلاده‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬التونسي،‭ ‬مشيدًا‭ ‬بكفاءة‭ ‬الإطارات‭ ‬الطبية‭ ‬وشبه‭ ‬الطبية‭ ‬التونسية‭. ‬وأكد‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬الصحي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭  ‬الصحة‭  ‬على‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التنفيذ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعداد‭ ‬برامج‭ ‬مشتركة‭ ‬وتنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬تخدم‭ ‬المنظومتين‭ ‬الصحيتين‭ ‬في‭ ‬البلدين‭.‬

كما‭ ‬أشاد‭ ‬الجانبان‭ ‬بالعلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬المتميزة‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬والإمارات،‭ ‬وعبّرا‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصناعات‭ ‬الدوائية‭ ‬وإنتاج‭ ‬اللقاحات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الصحية‭ ‬الحديثة،‭ ‬خاصة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والطب‭ ‬الجينومي‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اطلع‭ ‬لدى‭ ‬استقباله،‭ ‬عصر‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬وزير‭ ‬الصحة،‭ ‬مصطفى‭ ‬الفرجاني‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعاون‭ ‬الصحي‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬التعرّض‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬العاجلة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬لتأمين‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬لفائدة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬مع‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬البعثات‭ ‬الطبية‭.‬

 

منال‭ ‬حرزي