* استثمار جديد بـ 800 مليون دولار في قطاع المناجم
سجل إنتاج الفسفاط خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية ارتفاعا بنسبة 18 % مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وحسب الأرقام التي تحصلت عليها «الصباح» فإن الإنتاج بلغ 825 ألف طن بالإضافة إلى تسجيل ارتفاع في الفساط التجاري بـ 27 % مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024.
وتشير مختلف المعطيات إلى أن معدل الإنتاج خلال 2025 سيرتفع بـ50 % مقارنة بمعدل الإنتاج خلال السنة الماضية ليبلغ ما بين 4.5 و5 ملايين طن.
وتسعى تونس للرّفع من نسق إنتاج الفسفاط للسنوات الخمس القادمة ليصل إلى حدود 14 مليون طن سنويّا في موفّى سنة 2030 بالإضافة إلى ضبط الحاجيات اللوجستية والمستلزمات الضرورية لنقل الإنتاج وتحويله، وحوكمة الموارد المائية وتوفير مقومات وظروف العمل اللائق في كل المنشآت العاملة في الحوض المنجمي وقابس.
برنامج مستقبلي واستثمارات
وفي هذا الإطار كانت وزيرة الصّناعة والمناجم والطاقة فاطمة ثابت شيبوب قد كشفت في مجلس وزاري انعقد بتاريخ 5 مارس 2025 عن برامج ومخطّطات عمل مختلف الأطراف المتدخّلة في قطاع الفسفاط من استخراج وتحويل ونقل وتوفير المياه الصناعيّة والمواد والمتطلّبات الضروريّة لتنفيذ مختلف المشاريع الواردة بالبرنامج المستقبلي لإنتاج ونقل وتحويل الفسفاط خلال الفترة الممتدّة بين سنوات 2025-2030، وأبرزت أهمّ النتائج المنتظرة من تنفيذ البرنامج المستقبلي ومرحليته.
كما قرر مجلس إدارة شركة فسفاط قفصة الدخول في استثمارات للرفع من قدراتها الإنتاجية لسنة 2025، حيث تم وضع خطة تتمثل في اقتناء آلات ثقيلة ومتوسطة للمقاطع والمغاسل بقيمة مالية تقدر بـ 233 مليون دينار.
الرفع من الطاقة الإنتاجية
كما تشهد النقاشات بين تونس وإحدى الشركات الصينية الناشطة في مجال الفسفاط تقدما لتنفيذ مشروع مغسلة لغسل الفسفاط التجاري بنحو 2,4 مليون طن سنويا بمنجم أم الخشب السطحي بالمتلوي.
ويهدف هذا المشروع إلى الرفع من الطاقة الإنتاجية ومخزون الفسفاط لشركة فسفاط قفصة بطاقة استخراج تقدر بـ 2,1 مليون طن سنويا .
وتبلغ القيمة المالية لإنجاز هذا المشروع حسب ما ورد بالموقع الرسمي لوزارة الصناعة والمناجم والطاقة بنحو 334 مليون دينار.
وسيمكن هذا المشروع من إحداث 600 موطن شغل منها 400 موطن شغل بالمنجم السطحي و200 موطن شغل بوحدة الإنتاج.
كما علمت «الصباح» أن مشروع مغسلة أم الخشب سيكون جاهزا في غضون سنة 2027 على أقصى تقدير خاصة بعد تقدم النقشات مع الجانب الصيني.
قرارات تهم القطاع..
ونذكر أن مجلسا وزاريا مضيّقا عقد في مارس المنقضي خصّص للنّظر في البرنامج المستقبلي لإنتاج ونقل وتحويل الفسفاط خلال الفترة 2025-2030 والوضعيّة الحاليّة للمجمع الكيميائي التّونسي وبرنامج عمله لنفس الفترة.
وكان المجلس قد أقرّ جملة من القرارات، أهمّها المصادقة على البرنامج الأوّلي لإنتاج ونقل وتحويل الفسفاط خلال الفترة 2025-2030 وإرساء آلية دائمة لمتابعة تنفيذه وتأهيل وحدات الحامض الكبريتي والرّفع من جاهزيتها وتنفيذ برنامج الصيانة للآليات الثقيلة والشاحنات.
كما سيتم العمل على إنشاء وحدة صناعيّة لإنتاج مادتي آحادي الفسفاط الرفيع وآحادي فسفاط الكلسيوم المحببتين بالصخيرة، بطاقة إنتاج سنوية تقدر بـ 250 ألف طن وإنشاء وحدة صناعية لإنتاج الحامض الفسفوري المنقّى بالصخيرة، بطاقة إنتاج سنوية تقدر بـ 60 ألف طن وإنشاء وحدة لتنقية الحامض الفسفوري من الكدميوم بالمظيلة، بطاقة إنتاج سنوية تقدر بـ 180 ألف طن.
وللرفع من نسق الإنتاج وضمان ديمومته وتدعيم حوكمة القطاع سيتم دعم المجمع الكيميائي التّونسي لتمويل باقي مكوّنات مشروع مظيلة 2 وإنشاء وحدات نموذجيّة لإنتاج الأمونيا الخضراء بقابس وإنتاج الحمض الفسفوري بالصّخيرة والأسمدة الفسفاطيّة المحبّبة بالمظيلة فضلا عن إنشاء وحدات لتثمين إفرازات الفليور على مستوى وحدات إنتاج الحامض الفسفوري بقابس والصخيرة والمظيلة وتركيز محطات لمعالجة الإفرازات المنبعثة من وحدات إنتاج الحامض الفسفوري بقابس والصخيرة والمظيلة بهدف تحسين الوضع البيئي. إضافة إلى حذف الفسفوجيبس من قائمة النفايات الخطرة وإدراجه كمادة منتجة واستعمالها في مجالات متعددة بشروط مضبوطة وإعفاء المجمع الكيميائي التّونسي من الأداء على القيمة المضافة على مدخلات كميّات الأسمدة الموجهة للسوق المحلية.
الاستثمار في قطاع التعدين والفسفاط
كما عبر مسؤولو شركة صينية للاستثمارات الدولية عن اهتمامهم بالاستثمار في قطاع التعدين في تونس لاسيما الفسفاط بولاية الكاف وبناء مجمع صناعي منجمي.
وتوقع مسؤولو الشركة الصينية، خلال لقاء جمعهم منذ يومين، بالمدير العام لوكالة الاستثمار الخارجي، جلال الطبيب استخراج مليون طن من الفسفاط في مرحلة أولى ليصل إلى 8 ملايين طن على المدى المتوسط وباستثمار يصل إلى 800 مليون دولار، وفق بلاغ نشرته وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، أول أمس الجمعة.
والشركة الصينية للاستثمار الدولية هي شركة متخصصة في تعدين البوتاسيوم وتطوير القطاع الفلاحي وتعمل على تطوير صناعة الفسفاط في جميع أنحاء العالم. كما يشمل نطاق عمل الشركة الشحن الدولي للسلع السائبة مثل الفحم والحديد الخام، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية.
وثمن مدير عام هيئة الاستثمار الخارجي، جلال الطبيب، من جهته، اختيار المجمع الصيني تونس للاستثمار فيها بناء على شراكة مربحة للطرفين مشددا على التزام تونس بدعم المستثمر الأجنبي.
كما منحت وزارة الصناعة والطاقة والمناجم رخصة البحث عن الفسفاط «قصعات» بولايات القصرين والكاف وسليانة.
جهاد الكلبوسي