إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اتفاقيات‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬الشركات‭ ‬وتخلق‭ ‬مواطن‭ ‬شغل‭ ‬جديدة..تونس‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬الريادة‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬للجيل‭ ‬الرابع

لم‭ ‬يعد‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬خيارًا،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تتجه‭ ‬تونس‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬نحو‭ ‬تبني‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4.0،‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لمواكبة‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬القطب‭ ‬التكنولوجي‭ ‬‮«‬نوفيشن‭ ‬سيتي‮»‬‭ ‬بسوسة‭ ‬والمركز‭ ‬الدولي‭ ‬لتحول‭ ‬الصناعة‭ (‬INCIT‭) ‬يوم‭ ‬2‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬الطموح‭.‬

الصناعة‭ ‬4.0‭ ‬هي‭ ‬نموذج‭ ‬صناعي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وإنترنات‭ ‬الأشياء،‭ ‬والبيانات‭ ‬الضخمة،‭ ‬والتحليلات‭ ‬المتقدمة‭. ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الكفاءة‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬وتقليص‭ ‬التكاليف،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الابتكار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭. ‬وبالنسبة‭ ‬لتونس،‭ ‬فإن‭ ‬تبني‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬لتحديث‭ ‬البنية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للشركات،‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬للتصدير‭ ‬والاستثمار‭.‬

خطوة‭ ‬نحو‭ ‬الريادة‭ ‬الإفريقية

بموجب‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الموقعة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬نوفيشن‭ ‬سيتي‮»‬‭ ‬وINCIT،‭ ‬سيصبح‭ ‬القطب‭ ‬التنموي‭ ‬بسوسة‭ ‬أول‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬مخول‭ ‬له‭ ‬تقديم‭ ‬شهادات‭ ‬تكوين‭ ‬واعتماد‭ ‬لخبراء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4‭.‬0‭. ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬تونس‭ ‬كرائدة‭ ‬إقليمية‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬مفاهيم‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬ويضعها‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الابتكار‭ ‬الصناعي‭ ‬العالمي‭.‬

الاتفاقية‭ ‬ستُمكّن‭ ‬القطب‭ ‬التنموي‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قاعدة‭ ‬بياناتINCIT،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬كبرى‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭. ‬هذا‭ ‬سيتيح‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬تقييم‭ ‬موقعها‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتنافسي‭ ‬مقارنة‭ ‬بنظيراتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬أو‭ ‬الدولي‭. ‬كما‭ ‬ستساهم‭ ‬الاتفاقية‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬القطب‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬إستراتيجية‭ ‬لتحسين‭ ‬الرقمنة‭ ‬داخل‭ ‬الشركات‭ ‬التونسية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬رفع‭ ‬كفاءتها‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وتعزيز‭ ‬تنافسيتها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.‬

ومنذ‭ ‬إطلاقه‭ ‬سنة‭ ‬2009،‭ ‬يركز‭ ‬القطب‭ ‬التكنولوجي‭ ‬‮«‬نوفيشن‭ ‬سيتي‮»‬‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬ومجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬سيواصل‭ ‬القطب‭ ‬دوره‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والمعرفة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى،‭ ‬مما‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬والإفريقية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

الاتفاقية‭ ‬تأتي‭ ‬تتويجًا‭ ‬لجهود‭ ‬القطب‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تأهيل‭ ‬وتحديد‭ ‬تموقع‭ ‬20‭ ‬شركة‭ ‬صناعية‭ ‬تونسية‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬متنوعة‭. ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬مع‭ (‬INCIT‭) ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬جاهزية‭ ‬تونس‭ ‬لتبني‭ ‬مفاهيم‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4‭.‬0‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬للاتفاقية‭ ‬تنظيم‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬متخصصة‭ ‬لتأهيل‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬سيتم‭ ‬الأسبوع‭ ‬المقبل‭ ‬تنظيم‭ ‬دورة‭ ‬تدريبية‭ ‬لفائدة‭ ‬5‭ ‬مراكز‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬اعتماد‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬دوليًا،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬فرصهم‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭.‬

 

كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ستساعد‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬قاعدة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬المؤهلين‭ ‬لتوجيه‭ ‬الشركات‭ ‬التونسية‭ ‬نحو‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬استدامة‭ ‬عملية‭ ‬الابتكار‭ ‬الصناعي‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬تنافسية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

‭ ‬ويعد‭ ‬تبني‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4‭.‬0‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬أمرا‭ ‬ايجابيا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬رفع‭ ‬الكفاءة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬التونسية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬التكاليف‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬تقنيات‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬تُمكّن‭ ‬الشركات‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬والعالمية‭.‬

ومع‭ ‬تحول‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬إقليمي‭ ‬للصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4.0،‭ ‬ستزداد‭ ‬قدرة‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والابتكار،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬شغل‭ ‬جديدة‭ ‬للشباب‭ ‬التونسي‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ابتكار‭ ‬آلات‭ ‬صناعية‭ ‬جديدة‭ ‬للمصانع‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬مضاعفة‭ ‬إنتاجها‭ ‬بما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬نحو‭ ‬الأسواق‭ ‬الدولية‭.‬

 

نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬رقمي‭ ‬واعد‭ ‬لتونس

وستساهم‭ ‬الاتفاقية‭ ‬مع‭ (‬INCIT‭) ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬ودول‭ ‬أخرى،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ما‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬للتصدير‭ ‬ونقل‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬والتحليلات‭ ‬المتقدمة،‭ ‬مما‭ ‬يُمكّن‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬إستراتيجية‭ ‬مدروسة‭. ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬تُساهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الأداء‭ ‬الصناعي‭ ‬وزيادة‭ ‬الابتكار‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬تسعى‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬صناعية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬كركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للتطور‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تبني‭ ‬تقنيات‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وإنترنات‭ ‬الأشياء‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المرونة‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية،‭ ‬ما‭ ‬يُمكّنها‭ ‬من‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬السريعة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.‬

كما‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬تونس‭ ‬لتكون‭ ‬مركزًا‭ ‬إقليميًا‭ ‬للصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والمعرفة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يُعزز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬تونس‭ ‬كدولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ويفتح‭ ‬الآفاق‭ ‬أمام‭ ‬شراكات‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭.‬

إنعاش‭ ‬الاقتصاد

 

وفي‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬والتغيرات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المتسارعة،‭ ‬أصبحت‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0‭ (‬أو‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭) ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تُعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصناعية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬وتونس،‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬موقعها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬تدرك‭ ‬جيدًا‭ ‬أهمية‭ ‬تبني‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬الصناعي‭ ‬الحديث‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬تنافسيتها‭ ‬وإنعاش‭ ‬اقتصادها‭.‬

وتُتيح‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬فرصة‭ ‬تقديم‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬مبتكرة‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬تُنافس‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬واعتماد‭ ‬تقنيات‭ ‬مثل‭ ‬إنترنت‭ ‬الأشياء‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬يمكن‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬منتجاتها‭ ‬وخدماتها‭ ‬لتلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬تونس‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0،‭ ‬فإنها‭ ‬بذلك‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصادها‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬القطاعات‭ ‬التقليدية‭ ‬مثل‭ ‬الزراعة‭ ‬والسياحة،‭ ‬التي‭ ‬تُعتبر‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للتقلبات‭ ‬الاقتصادية‭. ‬الصناعات‭ ‬الذكية‭ ‬تُوفر‭ ‬فرصًا‭ ‬للنمو‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والصناعات‭ ‬الدقيقة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬المنتجات‭ ‬وتقليل‭ ‬التكاليف،‭ ‬تُتيح‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬فرصة‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭. ‬هذا‭ ‬التوسع‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬عائدات‭ ‬التصدير،‭ ‬مما‭ ‬يُدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي‭ ‬ويُخفف‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬الداخلية‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬فإن‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬خيار‭ ‬لتونس،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬لتحقيق‭ ‬نهضة‭ ‬اقتصادية‭ ‬مستدامة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬ودمجها‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الصناعية،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬لتونس‭ ‬تحسين‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنافسية،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الجهود‭ ‬لتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬وتأهيل‭ ‬الكفاءات،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬لتكون‭ ‬مركزًا‭ ‬إقليميًا‭ ‬للصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

سفيان‭ ‬المهداوي

اتفاقيات‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬الشركات‭ ‬وتخلق‭ ‬مواطن‭ ‬شغل‭ ‬جديدة..تونس‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬الريادة‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬للجيل‭ ‬الرابع

لم‭ ‬يعد‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬خيارًا،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تتجه‭ ‬تونس‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬نحو‭ ‬تبني‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4.0،‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لمواكبة‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬القطب‭ ‬التكنولوجي‭ ‬‮«‬نوفيشن‭ ‬سيتي‮»‬‭ ‬بسوسة‭ ‬والمركز‭ ‬الدولي‭ ‬لتحول‭ ‬الصناعة‭ (‬INCIT‭) ‬يوم‭ ‬2‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬الطموح‭.‬

الصناعة‭ ‬4.0‭ ‬هي‭ ‬نموذج‭ ‬صناعي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وإنترنات‭ ‬الأشياء،‭ ‬والبيانات‭ ‬الضخمة،‭ ‬والتحليلات‭ ‬المتقدمة‭. ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الكفاءة‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬وتقليص‭ ‬التكاليف،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الابتكار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭. ‬وبالنسبة‭ ‬لتونس،‭ ‬فإن‭ ‬تبني‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬لتحديث‭ ‬البنية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للشركات،‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬للتصدير‭ ‬والاستثمار‭.‬

خطوة‭ ‬نحو‭ ‬الريادة‭ ‬الإفريقية

بموجب‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الموقعة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬نوفيشن‭ ‬سيتي‮»‬‭ ‬وINCIT،‭ ‬سيصبح‭ ‬القطب‭ ‬التنموي‭ ‬بسوسة‭ ‬أول‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬مخول‭ ‬له‭ ‬تقديم‭ ‬شهادات‭ ‬تكوين‭ ‬واعتماد‭ ‬لخبراء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4‭.‬0‭. ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬تونس‭ ‬كرائدة‭ ‬إقليمية‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬مفاهيم‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬ويضعها‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الابتكار‭ ‬الصناعي‭ ‬العالمي‭.‬

الاتفاقية‭ ‬ستُمكّن‭ ‬القطب‭ ‬التنموي‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قاعدة‭ ‬بياناتINCIT،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬كبرى‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭. ‬هذا‭ ‬سيتيح‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬تقييم‭ ‬موقعها‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتنافسي‭ ‬مقارنة‭ ‬بنظيراتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬أو‭ ‬الدولي‭. ‬كما‭ ‬ستساهم‭ ‬الاتفاقية‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬القطب‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬إستراتيجية‭ ‬لتحسين‭ ‬الرقمنة‭ ‬داخل‭ ‬الشركات‭ ‬التونسية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬رفع‭ ‬كفاءتها‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وتعزيز‭ ‬تنافسيتها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.‬

ومنذ‭ ‬إطلاقه‭ ‬سنة‭ ‬2009،‭ ‬يركز‭ ‬القطب‭ ‬التكنولوجي‭ ‬‮«‬نوفيشن‭ ‬سيتي‮»‬‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬ومجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬سيواصل‭ ‬القطب‭ ‬دوره‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والمعرفة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى،‭ ‬مما‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬والإفريقية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

الاتفاقية‭ ‬تأتي‭ ‬تتويجًا‭ ‬لجهود‭ ‬القطب‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تأهيل‭ ‬وتحديد‭ ‬تموقع‭ ‬20‭ ‬شركة‭ ‬صناعية‭ ‬تونسية‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬متنوعة‭. ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬مع‭ (‬INCIT‭) ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬جاهزية‭ ‬تونس‭ ‬لتبني‭ ‬مفاهيم‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4‭.‬0‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬للاتفاقية‭ ‬تنظيم‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬متخصصة‭ ‬لتأهيل‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬سيتم‭ ‬الأسبوع‭ ‬المقبل‭ ‬تنظيم‭ ‬دورة‭ ‬تدريبية‭ ‬لفائدة‭ ‬5‭ ‬مراكز‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬اعتماد‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬دوليًا،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬فرصهم‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭.‬

 

كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ستساعد‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬قاعدة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬المؤهلين‭ ‬لتوجيه‭ ‬الشركات‭ ‬التونسية‭ ‬نحو‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬استدامة‭ ‬عملية‭ ‬الابتكار‭ ‬الصناعي‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬تنافسية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

‭ ‬ويعد‭ ‬تبني‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4‭.‬0‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬أمرا‭ ‬ايجابيا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬رفع‭ ‬الكفاءة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬التونسية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬التكاليف‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬تقنيات‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬تُمكّن‭ ‬الشركات‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬والعالمية‭.‬

ومع‭ ‬تحول‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬إقليمي‭ ‬للصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬4.0،‭ ‬ستزداد‭ ‬قدرة‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والابتكار،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬شغل‭ ‬جديدة‭ ‬للشباب‭ ‬التونسي‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ابتكار‭ ‬آلات‭ ‬صناعية‭ ‬جديدة‭ ‬للمصانع‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬مضاعفة‭ ‬إنتاجها‭ ‬بما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬نحو‭ ‬الأسواق‭ ‬الدولية‭.‬

 

نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬رقمي‭ ‬واعد‭ ‬لتونس

وستساهم‭ ‬الاتفاقية‭ ‬مع‭ (‬INCIT‭) ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬ودول‭ ‬أخرى،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ما‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬للتصدير‭ ‬ونقل‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬الصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬والتحليلات‭ ‬المتقدمة،‭ ‬مما‭ ‬يُمكّن‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬إستراتيجية‭ ‬مدروسة‭. ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬تُساهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الأداء‭ ‬الصناعي‭ ‬وزيادة‭ ‬الابتكار‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬تسعى‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬صناعية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬كركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للتطور‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تبني‭ ‬تقنيات‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وإنترنات‭ ‬الأشياء‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المرونة‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية،‭ ‬ما‭ ‬يُمكّنها‭ ‬من‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬السريعة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.‬

كما‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬تونس‭ ‬لتكون‭ ‬مركزًا‭ ‬إقليميًا‭ ‬للصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والمعرفة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يُعزز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬تونس‭ ‬كدولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ويفتح‭ ‬الآفاق‭ ‬أمام‭ ‬شراكات‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭.‬

إنعاش‭ ‬الاقتصاد

 

وفي‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬والتغيرات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المتسارعة،‭ ‬أصبحت‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0‭ (‬أو‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭) ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تُعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصناعية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬وتونس،‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬موقعها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬تدرك‭ ‬جيدًا‭ ‬أهمية‭ ‬تبني‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬الصناعي‭ ‬الحديث‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬تنافسيتها‭ ‬وإنعاش‭ ‬اقتصادها‭.‬

وتُتيح‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬فرصة‭ ‬تقديم‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬مبتكرة‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬تُنافس‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬واعتماد‭ ‬تقنيات‭ ‬مثل‭ ‬إنترنت‭ ‬الأشياء‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬يمكن‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬منتجاتها‭ ‬وخدماتها‭ ‬لتلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬تونس‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0،‭ ‬فإنها‭ ‬بذلك‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصادها‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬القطاعات‭ ‬التقليدية‭ ‬مثل‭ ‬الزراعة‭ ‬والسياحة،‭ ‬التي‭ ‬تُعتبر‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للتقلبات‭ ‬الاقتصادية‭. ‬الصناعات‭ ‬الذكية‭ ‬تُوفر‭ ‬فرصًا‭ ‬للنمو‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والصناعات‭ ‬الدقيقة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬المنتجات‭ ‬وتقليل‭ ‬التكاليف،‭ ‬تُتيح‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0‭ ‬للشركات‭ ‬التونسية‭ ‬فرصة‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭. ‬هذا‭ ‬التوسع‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬عائدات‭ ‬التصدير،‭ ‬مما‭ ‬يُدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي‭ ‬ويُخفف‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬الداخلية‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬فإن‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الصناعة‭ ‬4‭.‬0‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬خيار‭ ‬لتونس،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬لتحقيق‭ ‬نهضة‭ ‬اقتصادية‭ ‬مستدامة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬ودمجها‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الصناعية،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬لتونس‭ ‬تحسين‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنافسية،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الجهود‭ ‬لتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬وتأهيل‭ ‬الكفاءات،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬لتكون‭ ‬مركزًا‭ ‬إقليميًا‭ ‬للصناعة‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

سفيان‭ ‬المهداوي