دخول محطة تحلية مياه البحر بسوسة حيز الاستغلال أكثر من ضروري
سجلت العديد من مناطق البلاد مع نهاية الشهر الماضي وبداية شهر أفريل الجاري نزول كميات متفرقة من الأمطار كان أعلاها ببعض مناطق الشمال الغربي، وقدر أقصاها بـ9 مم في عين دراهم، وفق نشرة متابعة أصدرها المعهد الوطني للرصد الجوي. إذ سجلت كميات ضعيفة في مناطق السدود التونسيّة، فهل دعمت إيراداتها سدودنا، سؤال طرحته «الصباح» على الخبير في التنمية والتصرف في الموارد المائية، حسين الرحيلي هذا إلى جانب سؤال آخر يفرض نفسه وهو: هل أن بلادنا أصبحت اليوم في مأمن من الانقطاعات المتكررة للماء خلال فصل الصيف!!؟
ويشار أن المعهد ذكر أن كميات الأمطار المسجلة لم تتجاوز 1 مم في كل من سد بوهرتمة وبلطة بوعوان وبوسالم وفرنانة وباجة المحطة وباجة الجنوبية وقعفور وسليانة وسيدي بورويس.
وناهزت كميات الأمطار 2 مم في كل من سد بربرة وقبلاط ومجاز الباب وعين بوسعدية ومحطة وادي الزرقة، حسب ما أكده معهد الرصد الجوي، مضيفًا أنه تم تسجيل نزول 4 مم في بني مطير وطبرقة.
36 % نسبة امتلاء السدود
ولئن وصف الخبير في التنمية والتصرف في الموارد المائية حسين الرحيلي سنة 2025 بالممطرة، إلا أنه استدرك بالقول «إن نسبة امتلاء السدود لازالت متواضعة حيث لم تتجاوز 36 % وذلك نتيجة لتحول الخارطة المطرية، حيث أن مناطق الوسط والساحل والوطن القبلي سجلت كميات أمطار كبيرة في حين أن كميات الأمطار تراجعت في الشمال والشمال الغربي أين توجد أكبر السدود».
وأردف بالقول إنه «وبشكل موضوعي فقد بلغت إيرادات السدود بتاريخ 2 أفريل الجاري 2025 ما يعادل 852 مليون متر مكعب 85 % منها في سدود الشمال».
نقص بـ15 مليون متر مكعب
وبين أنه وفي مقارنة بين حجم امتلاء السدود العام الماضي وخلال العام الحالي فإن الإيرادات قد تراجعت بأكثر من 15 مليون متر مكعب، وأبرز أنه وبتاريخ 2 أفريل 2024 بلغ مخزون السدود 868 مليون متر مكعب ما يعني أن هناك نقصا بأكثر من 15 مليون متر مكعب.
وشرح الرحيلي أن كميات الأمطار المسجلة خلال هذا العام أكثر من العام الماضي إلا أن الفرق يكمن في تغير الخارطة المطرية، حيث نزلت الأمطار أكثر في ولايات الساحل التونسي على غرار سوسة والمهدية والمنستير ومناطق الوطن القبلي بالإضافة إلى ولايات الجنوب الشرقي من صفاقس ومدنين وتطاوين ثم قابس، وخير دليل على ذلك فإن الأمطار التي تهاطلت أيام عيد الفطر شملت ولايات الجنوب الشرقي ثم ولايات الوسط ثم ولايات الساحل، وهو ما يفسر تراجع إيرادات السدود رغم أن الموسم كان ممطرا.
وأرجع الخبير في التنمية والتصرف في الموارد المائية تغير الخارطة المطرية في تونس إلى تأثيرات التغيرات المناخية ما جعل نسبة امتلاء السدود تسجل تراجعا هاما مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة حيث تم تسجيل تراجع كبير جدا.
وضع مطمئن لهذه الأسباب..
وبين حسين الرحيلي الخبير في التنمية والتصرف في الموارد المائية أنه ورغم هذا التراجع من حيث إيرادات السدود فإن تواصل التزود بمياه الشرب وتوفير حاجيات الفلاحين يبقى مطمئنا ذلك أن الإيرادات قريبة من إيرادات العام الماضي بالإضافة الى خروج ولاية صفاقس رسميا من التزود بمياه السدود وذلك بعد دخول محطة تحلية مياه البحر حيز الاستغلال والتي تغطي جزءا كبيرا من مناطق الولاية.
وأردف مبينا أنه بخروج ولاية صفاقس من التزود بمياه السدود أصبح الوضع أكثر من آمن من حيث تواصل التزود وتوفير حاجيات بقية المناطق.
أهمية دخول محطة تحلية مياه البحر بسوسة حيز الاستغلال
وشدد ذات المصدر على أن وضع التزود بالمياه سيصبح أكثر أمانا مع دخول محطة تحلية مياه البحر بسوسة حيز الاستغلال. وبين أن وزارة الفلاحة رجحت انطلاق عمل هذه المحطة خلال شهر جوان القادم 2025، مؤكدا أن هذه المحطة ستمكن من تزويد ولايات الساحل أي كل من سوسة والمنستير والمهدية بالمياه ما سيخفف الضغط أكثر على إيرادات السدود.
وأكد على أهمية التعجيل باستكمال أشغال هذه المحطة المهمة جدا في تزويد ولايات الساحل بالمياه بما يمكن من تحسين ترشيد وحوكمة استعمال المياه في ظل خطر شح المائدة المائية الذي يهدد بلادنا، وفق تأكيده.
80 % من الانقطاعات تقنية
وأكد نفس الخبير في التنمية والموارد المائية على أهمية إعادة النظر في السياسات العمومية المتعلقة بالمياه مرجعا الانقطاعات المتكررة المسجلة وخاصة خلال فصل الصيف الى ثلاثة أسباب رئيسية هي تسربات المياه من قنوات الربط التابعة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والتدخلات المتكررة لإصلاحها، وهو ما يتطلب حسب مصدرنا إعادة تهيئتها في أقرب الآجال، كما أكد أن الانقطاعات ناجمة أيضا عن أعطاب تتعلق بالربط الكهربائي للآبار التي تزود العديد من مناطق ولايات الجنوب كما تعود إلى مشاكل على مستوى محطات الضخ.
وأكد في ذات الصدد على أن عدد عمليات التبليغ عن انقطاعات المياه التي تلقاها المرصد التونسي للمياه خلال شهر مارس الماضي 2025 بلغ عددها 151 تبليغا 80 % منها ناتجة عن أسباب تقنية بحتة.
هل ستتحسن إيرادات السدود!؟
وعبر حسين الرحيلي عن أمله في تحسن إيرادات السدود خلال الفترة القادمة خاصة وأن هناك مؤشرات إيجابية بشأن إمكانية نزول كميات إضافية من الأمطار خلال الأيام المقبلة وتحديدا انطلاقا من 7 أفريل الجاري. كما عبر عن أمله في أن تشمل هذه التساقطات مناطق السدود أي مناطق أقصى الشمال ما يعني تدعيم مخزون السدود.
حنان قيراط