إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في‭ ‬انتظار‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬برلمانية ..جدل‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد

في‭ ‬انتظار‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬أثارت‭ ‬الصيغة‭ ‬النهائية‭ ‬للمبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬المصادق‭ ‬عليها‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬جدلا‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتباينت‭ ‬بشأنها‭ ‬الآراء‭ ‬بين‭ ‬مؤيدين‭ ‬ومعارضين،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬طيلة‭ ‬الأسابيع‭ ‬المنقضية‭ ‬محل‭ ‬خلاف‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬بين‭ ‬النواب‭.‬

مليك‭ ‬كمون‭ ‬مقرر‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام،‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬لا‭ ‬يرضي‭ ‬الجميع‭. ‬وأضاف‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاطف‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬،‭ ‬أنه‭ ‬بمناسبة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مقترحات‭ ‬القوانين‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬الآراء،‭ ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬فقد‭ ‬تمحور‭ ‬الخلاف‭ ‬أساسا‭ ‬حول‭ ‬نقطتين،‭ ‬تعلقت‭ ‬الأولى‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬بالتسقيف‭ ‬بمعنى‭ ‬هل‭ ‬يشمل‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬كل‭ ‬الشيكات‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬ينسحب‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الشيكات‭ ‬التي‭ ‬تقل‭ ‬مبالغها‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬النقطة‭ ‬الخلافية‭ ‬الثانية‭ ‬كانت‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬ضمان‭ ‬حق‭ ‬المستفيد،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬كان‭ ‬ممثلو‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وممثلو‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاستماع‭ ‬إليهم‭ ‬صلب‭ ‬اللجنتين‭ ‬أكدوا‭ ‬بدورهم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬ضمان‭ ‬حق‭ ‬المستفيد‭.‬

وفسر‭ ‬مقرر‭ ‬اللجنة‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬إدخال‭ ‬أي‭ ‬تعديل‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المستفيد،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬مقترح‭ ‬تعديل‭ ‬تعلق‭ ‬بحذف‭ ‬التسقيف‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬بالفصل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية،‭ ‬وتم‭ ‬عرض‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬على‭ ‬التصويت‭ ‬وحظي‭ ‬بالعدد‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬وبالتالي‭ ‬تم‭ ‬إقراره‭.‬

وأشار‭ ‬كمون‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬باستثناء‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬الذي‭ ‬شمل‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬إدخال‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬يذكر‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬مضامين‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬اللجنتين‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تمرير‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬الأصلية‭ ‬وهو‭ ‬فصل‭ ‬يتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬المستفيد،‭ ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬والأخير‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬الأصلية‭ ‬وهو‭ ‬فصل‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭.‬

وأكد‭ ‬مقرر‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬النهائي‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬8‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬جاهز،‭ ‬وهو‭ ‬معروض‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الجلسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬نقاش‭ ‬الفصول‭ ‬والتصويت‭ ‬عليها‭ ‬ثم‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬المعدلة‭. ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الجلسة‭ ‬تواصلت‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬متأخر‭ ‬من‭ ‬المساء،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬إعداد‭ ‬التقرير‭ ‬والمصادقة‭ ‬عليه‭ ‬لتقع‭ ‬إحالته‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬لأن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬ورد‭ ‬فيه‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬نظر‭.‬

وأشار‭ ‬كمون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نواب‭ ‬اللجنتين‭ ‬ينتظرون‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬برمجة‭ ‬إدراج‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬المجال‭ ‬مازال‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمام‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬لتقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬تعديل‭ ‬لمقترح‭ ‬القانون‭ ‬المذكور‭ ‬أو‭ ‬مقترحات‭ ‬إدراج‭ ‬فصول‭ ‬إضافية‭ ‬وذلك‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تلاوة‭ ‬التقرير‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬المرتقبة‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬تضمن‭ ‬حوصلة‭ ‬لمختلف‭ ‬النقاشات‭ ‬التي‭ ‬دارت‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماعات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬اللجنتين‭ ‬حول‭ ‬المقترح‭ ‬ولجلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬عقدها،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬النواب‭ ‬الممثلين‭ ‬عن‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة،‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬ثم‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬وأخيرا‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬إثرها‭ ‬عقد‭ ‬جلستين‭ ‬لنقاش‭ ‬المقترح‭ ‬بحضور‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭.‬

خلاف‭ ‬جوهري

وبالإطلاع‭ ‬على‭ ‬محاضر‭ ‬وبلاغات‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬8‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭  ‬المتعلّق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد،‭  ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬إليها‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬النواب‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وللتذكير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬20‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬اللجنتين‭ ‬انعقدت‭ ‬بقصر‭ ‬باردو،‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين،‭ ‬وتم‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وذلك‭  ‬بهدف‭ ‬تعميق‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬تنظيم‭ ‬جلسة‭ ‬بحضور‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬وتباينت‭ ‬خلالها‭ ‬مواقف‭ ‬النواب‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وصريح،‭ ‬أما‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬فأبدت‭ ‬انفتاحها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مقترحات‭ ‬التعديل‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬المقترح‭ ‬وتجويده‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬تسقيف‭ ‬مبلغ‭ ‬الشيك‭  ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إرساء‭ ‬مصالحة‭ ‬اقتصادية‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬تم‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الخلافات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التصويت،‭ ‬حيث‭ ‬صادقت‭ ‬اللجنتان‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعهما‭ ‬المشترك‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬24‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬على‭ ‬الصيغة‭ ‬النهائية‭ ‬المعدلة‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬54‭ ‬نائبا‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬نزار‭ ‬الصديق‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬وأحالها‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬اللجنتين‭ ‬يوم‭  ‬13‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬نظر‭.‬

حيث‭ ‬تولت‭ ‬اللجنتان‭ ‬إدخال‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬فصول‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬وهو‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬تضمّن‭ ‬تسقيفا‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬للشيكات‭ ‬المعنية‭ ‬بالعفو،‭ ‬وتمثل‭ ‬التنقيح‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬إقراره‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬حذف‭ ‬هذا‭ ‬التسقيف‭.‬

وقبل‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬فصول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المذكور،‭  ‬بيّن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬تمتيع‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بإصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬يساوي‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬المبلغ‭ ‬الـمُضمّن‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬وذلك‭ ‬تماهيا‭ ‬وتناغما‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬والمتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬ولتلافي‭ ‬عديد‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬وحالت‭ ‬دون‭ ‬تسوية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوضعيات‭. ‬وأكدوا‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬يهدف‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬إدماج‭ ‬مصدري‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مما‭ ‬يمكنهم‭ ‬من‭ ‬خلاص‭ ‬مبالغ‭ ‬الشيكات‭ ‬المتخلّدة‭ ‬بذمّتهم‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للدائن‭ ‬المستفيد‭ ‬ليتولّى‭ ‬القيام‭ ‬بإجراءات‭ ‬الاستخلاص‭ ‬المتاحة‭ ‬له‭ ‬مدنيا‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يتسلّط‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائي،‭ ‬وبيّنوا‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬مناخ‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحسين‭ ‬مناخ‭ ‬الأعمال‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أثره‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬المحاكم‭ ‬والتقليص‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬المنشورة‭.‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬اعتبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بمقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬عديد‭ ‬الإجراءات‭ ‬والآليات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تسوية‭ ‬وضعية‭ ‬من‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬حقهم‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬محل‭ ‬تتبعات‭ ‬دون‭ ‬الإضرار‭ ‬بالحقوق‭ ‬المالية‭ ‬للدائن‭ ‬المستفيد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اعتبر‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬المساس‭ ‬بمبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬المتقاضين،‭ ‬وأكدوا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تترتب‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬وإحصائيات‭ ‬دقيقة‭.‬

وإثر‭ ‬ذلك‭ ‬انتقلت‭ ‬اللجنتان‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬فصول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬والتصويت‭ ‬عليها،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬مقترح‭ ‬تعديل‭ ‬للفصل‭ ‬الأول‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تمتيع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬بالعفو‭ ‬العام،‭ ‬دون‭ ‬تسقيف‭ ‬لمبلغ‭ ‬الشيك‭. ‬وقد‭ ‬حظي‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬بالموافقة،‭ ‬مع‭ ‬احتفاظ‭ ‬عدد‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحاضرين‭ ‬ورفض‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬منهم،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬الفصلين‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬من‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬في‭ ‬صيغتهما‭ ‬الأصلية‭.‬

الصيغة‭ ‬المعدلة

وبهذه‭ ‬الكيفية،‭ ‬فإن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬المعدلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬أصبح‭ ‬ينص‭ ‬في‭ ‬فصله‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬أو‭ ‬قام‭ ‬بالاعتراض‭ ‬على‭ ‬خلاصة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الحالات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬374‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وحررت‭ ‬في‭ ‬شأنه‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الخلاص‭ ‬قبل‭ ‬2‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭. ‬أما‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬فتمت‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬صيغته‭ ‬الأصلية‭ ‬وبمقتضاها‭ ‬فإن‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬بحقوق‭ ‬الغير‭ ‬وخاصة‭ ‬بحقوق‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬الشيك‭ ‬ولا‭ ‬يشمل‭ ‬مصاريف‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬البنك‭ ‬المسحوب‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬المصاريف‭ ‬القضائية‭ ‬ولو‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستخلص‭ ‬ولا‭ ‬الاستقصاء‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬ولا‭ ‬الخطية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخلاصها‭. ‬وتبقى‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للمستفيد‭ ‬قائمة‭ ‬لاستخلاص‭ ‬المبالغ‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشيك‭ ‬كاملة‭ ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الصيغة‭ ‬الأصلية‭ ‬للفصل‭ ‬الثالث‭ ‬وبموجبه‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬حال‭ ‬نشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭.‬


سعيدة‭ ‬بوهلال

 في‭ ‬انتظار‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬برلمانية ..جدل‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد

في‭ ‬انتظار‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬أثارت‭ ‬الصيغة‭ ‬النهائية‭ ‬للمبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬المصادق‭ ‬عليها‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬جدلا‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتباينت‭ ‬بشأنها‭ ‬الآراء‭ ‬بين‭ ‬مؤيدين‭ ‬ومعارضين،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬طيلة‭ ‬الأسابيع‭ ‬المنقضية‭ ‬محل‭ ‬خلاف‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬بين‭ ‬النواب‭.‬

مليك‭ ‬كمون‭ ‬مقرر‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام،‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬لا‭ ‬يرضي‭ ‬الجميع‭. ‬وأضاف‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاطف‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬،‭ ‬أنه‭ ‬بمناسبة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مقترحات‭ ‬القوانين‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬الآراء،‭ ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬فقد‭ ‬تمحور‭ ‬الخلاف‭ ‬أساسا‭ ‬حول‭ ‬نقطتين،‭ ‬تعلقت‭ ‬الأولى‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬بالتسقيف‭ ‬بمعنى‭ ‬هل‭ ‬يشمل‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬كل‭ ‬الشيكات‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬ينسحب‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الشيكات‭ ‬التي‭ ‬تقل‭ ‬مبالغها‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬النقطة‭ ‬الخلافية‭ ‬الثانية‭ ‬كانت‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬ضمان‭ ‬حق‭ ‬المستفيد،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬كان‭ ‬ممثلو‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وممثلو‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاستماع‭ ‬إليهم‭ ‬صلب‭ ‬اللجنتين‭ ‬أكدوا‭ ‬بدورهم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬ضمان‭ ‬حق‭ ‬المستفيد‭.‬

وفسر‭ ‬مقرر‭ ‬اللجنة‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬إدخال‭ ‬أي‭ ‬تعديل‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المستفيد،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬مقترح‭ ‬تعديل‭ ‬تعلق‭ ‬بحذف‭ ‬التسقيف‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬بالفصل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية،‭ ‬وتم‭ ‬عرض‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬على‭ ‬التصويت‭ ‬وحظي‭ ‬بالعدد‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬وبالتالي‭ ‬تم‭ ‬إقراره‭.‬

وأشار‭ ‬كمون‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬باستثناء‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬الذي‭ ‬شمل‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬إدخال‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬يذكر‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬مضامين‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬اللجنتين‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تمرير‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬الأصلية‭ ‬وهو‭ ‬فصل‭ ‬يتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬المستفيد،‭ ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬والأخير‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬الأصلية‭ ‬وهو‭ ‬فصل‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭.‬

وأكد‭ ‬مقرر‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬النهائي‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬8‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬جاهز،‭ ‬وهو‭ ‬معروض‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الجلسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬نقاش‭ ‬الفصول‭ ‬والتصويت‭ ‬عليها‭ ‬ثم‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬المعدلة‭. ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الجلسة‭ ‬تواصلت‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬متأخر‭ ‬من‭ ‬المساء،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬إعداد‭ ‬التقرير‭ ‬والمصادقة‭ ‬عليه‭ ‬لتقع‭ ‬إحالته‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬لأن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬ورد‭ ‬فيه‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬نظر‭.‬

وأشار‭ ‬كمون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نواب‭ ‬اللجنتين‭ ‬ينتظرون‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬برمجة‭ ‬إدراج‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬المجال‭ ‬مازال‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمام‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬لتقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬تعديل‭ ‬لمقترح‭ ‬القانون‭ ‬المذكور‭ ‬أو‭ ‬مقترحات‭ ‬إدراج‭ ‬فصول‭ ‬إضافية‭ ‬وذلك‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تلاوة‭ ‬التقرير‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬المرتقبة‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬تضمن‭ ‬حوصلة‭ ‬لمختلف‭ ‬النقاشات‭ ‬التي‭ ‬دارت‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماعات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬اللجنتين‭ ‬حول‭ ‬المقترح‭ ‬ولجلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬عقدها،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬النواب‭ ‬الممثلين‭ ‬عن‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة،‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬ثم‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬وأخيرا‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬إثرها‭ ‬عقد‭ ‬جلستين‭ ‬لنقاش‭ ‬المقترح‭ ‬بحضور‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭.‬

خلاف‭ ‬جوهري

وبالإطلاع‭ ‬على‭ ‬محاضر‭ ‬وبلاغات‭ ‬لجنتي‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬8‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭  ‬المتعلّق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد،‭  ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاستماع‭ ‬إليها‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬النواب‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وللتذكير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬20‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬اللجنتين‭ ‬انعقدت‭ ‬بقصر‭ ‬باردو،‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭ ‬وإلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬نقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين،‭ ‬وتم‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬وذلك‭  ‬بهدف‭ ‬تعميق‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬تنظيم‭ ‬جلسة‭ ‬بحضور‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬وتباينت‭ ‬خلالها‭ ‬مواقف‭ ‬النواب‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وصريح،‭ ‬أما‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬فأبدت‭ ‬انفتاحها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مقترحات‭ ‬التعديل‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬المقترح‭ ‬وتجويده‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬تسقيف‭ ‬مبلغ‭ ‬الشيك‭  ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إرساء‭ ‬مصالحة‭ ‬اقتصادية‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬تم‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الخلافات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التصويت،‭ ‬حيث‭ ‬صادقت‭ ‬اللجنتان‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعهما‭ ‬المشترك‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬24‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬على‭ ‬الصيغة‭ ‬النهائية‭ ‬المعدلة‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬54‭ ‬نائبا‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬نزار‭ ‬الصديق‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬وأحالها‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬اللجنتين‭ ‬يوم‭  ‬13‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬نظر‭.‬

حيث‭ ‬تولت‭ ‬اللجنتان‭ ‬إدخال‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬فصول‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬وهو‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬تضمّن‭ ‬تسقيفا‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬للشيكات‭ ‬المعنية‭ ‬بالعفو،‭ ‬وتمثل‭ ‬التنقيح‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬إقراره‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬حذف‭ ‬هذا‭ ‬التسقيف‭.‬

وقبل‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬فصول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المذكور،‭  ‬بيّن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬تمتيع‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بإصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬يساوي‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬المبلغ‭ ‬الـمُضمّن‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬وذلك‭ ‬تماهيا‭ ‬وتناغما‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬والمتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬ولتلافي‭ ‬عديد‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬وحالت‭ ‬دون‭ ‬تسوية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوضعيات‭. ‬وأكدوا‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬يهدف‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬إدماج‭ ‬مصدري‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مما‭ ‬يمكنهم‭ ‬من‭ ‬خلاص‭ ‬مبالغ‭ ‬الشيكات‭ ‬المتخلّدة‭ ‬بذمّتهم‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للدائن‭ ‬المستفيد‭ ‬ليتولّى‭ ‬القيام‭ ‬بإجراءات‭ ‬الاستخلاص‭ ‬المتاحة‭ ‬له‭ ‬مدنيا‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يتسلّط‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائي،‭ ‬وبيّنوا‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬مناخ‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحسين‭ ‬مناخ‭ ‬الأعمال‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أثره‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬المحاكم‭ ‬والتقليص‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬المنشورة‭.‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬اعتبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بمقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬عديد‭ ‬الإجراءات‭ ‬والآليات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تسوية‭ ‬وضعية‭ ‬من‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬حقهم‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬محل‭ ‬تتبعات‭ ‬دون‭ ‬الإضرار‭ ‬بالحقوق‭ ‬المالية‭ ‬للدائن‭ ‬المستفيد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اعتبر‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬المساس‭ ‬بمبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬المتقاضين،‭ ‬وأكدوا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تترتب‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬وإحصائيات‭ ‬دقيقة‭.‬

وإثر‭ ‬ذلك‭ ‬انتقلت‭ ‬اللجنتان‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬فصول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬والتصويت‭ ‬عليها،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬مقترح‭ ‬تعديل‭ ‬للفصل‭ ‬الأول‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تمتيع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬بالعفو‭ ‬العام،‭ ‬دون‭ ‬تسقيف‭ ‬لمبلغ‭ ‬الشيك‭. ‬وقد‭ ‬حظي‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬بالموافقة،‭ ‬مع‭ ‬احتفاظ‭ ‬عدد‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحاضرين‭ ‬ورفض‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬منهم،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬الفصلين‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬من‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬في‭ ‬صيغتهما‭ ‬الأصلية‭.‬

الصيغة‭ ‬المعدلة

وبهذه‭ ‬الكيفية،‭ ‬فإن‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬صيغته‭ ‬المعدلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬أصبح‭ ‬ينص‭ ‬في‭ ‬فصله‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكا‭ ‬أو‭ ‬قام‭ ‬بالاعتراض‭ ‬على‭ ‬خلاصة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الحالات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصل‭ ‬374‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وحررت‭ ‬في‭ ‬شأنه‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الخلاص‭ ‬قبل‭ ‬2‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭. ‬أما‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬فتمت‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬صيغته‭ ‬الأصلية‭ ‬وبمقتضاها‭ ‬فإن‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬بحقوق‭ ‬الغير‭ ‬وخاصة‭ ‬بحقوق‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬الشيك‭ ‬ولا‭ ‬يشمل‭ ‬مصاريف‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬البنك‭ ‬المسحوب‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬المصاريف‭ ‬القضائية‭ ‬ولو‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستخلص‭ ‬ولا‭ ‬الاستقصاء‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬ولا‭ ‬الخطية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخلاصها‭. ‬وتبقى‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للمستفيد‭ ‬قائمة‭ ‬لاستخلاص‭ ‬المبالغ‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالشيك‭ ‬كاملة‭ ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الصيغة‭ ‬الأصلية‭ ‬للفصل‭ ‬الثالث‭ ‬وبموجبه‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬حال‭ ‬نشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية‭.‬


سعيدة‭ ‬بوهلال