إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حركية‭ ‬فنية‭ ‬وثقافية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬يظل‭ ‬يعقبها‭ ‬دائمًا‭ ‬السبات‭ ‬الكامل‭!!

مهرجانات‭ ‬واحتفالات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.. ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬تلفزيونية‭ ‬جديدة‭ ‬ومقترحات‭ ‬متنوعة

 

* ‬الإنتاج‭ ‬الدرامي‭ ‬التلفزيوني‭ ‬يظل‭ ‬موسمياً‭ ‬رغم‭ ‬تشجيع‭ ‬الجمهور‭ ‬وتفضيله‭ ‬للأعمال‭ ‬التونسية

‭* ‬بعد‭ ‬رمضان،‭ ‬يخيم‭ ‬الظلام‭ ‬باكرًا‭ ‬على‭ ‬المدن‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العاصمة‭ ‬فيما‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬تنام

شهدت‭ ‬أغلب‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الذي‭ ‬ودعناه‭ ‬أمس‭ ‬لنستقبل‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬اليوم،‭ ‬تنظيم‭ ‬مهرجانات‭ ‬فنية‭ ‬متنوعة،‭ ‬ولم‭ ‬تكد‭ ‬تخلو‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬للمدينة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬تظاهرة‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬خصوصيات‭ ‬شهر‭ ‬الصيام،‭ ‬حيث‭ ‬الموسيقى‭ ‬الصوفية‭ ‬وسهرات‭ ‬التراث‭ ‬والأجواء‭ ‬الروحانية‭.‬

وقد‭ ‬عاشت‭ ‬تونس‭ ‬العاصمة‭ ‬طيلة‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬مهرجان‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الواحدة‭ ‬والأربعين،‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬مارس‭ ‬وتواصلت‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬28‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الشهر،‭ ‬مقترحة‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬ماراثونًا‭ ‬من‭ ‬السهرات‭ ‬الفنية‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬شدد‭ ‬المنظمون‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬التراث‭ ‬والأصالة‭ ‬والتجديد‭ ‬مع‭ ‬انفتاح‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬المواهب‭ ‬الجديدة‭.‬

 

برمجة‭ ‬رمضان‭ ‬تخللتها‭ ‬الاحتفالات‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمسرح‭.

وشهدت‭ ‬قاعات‭ ‬مدينة‭ ‬الثقافة‭ ‬عروضًا‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وأقيمت‭ ‬سهرات‭ ‬كبرى‭ ‬بقاعة‭ ‬أوبرا‭ ‬تونس‭. ‬وقد‭ ‬تخلل‭ ‬رمضان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الاحتفالات‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمسرح،‭ ‬حيث‭ ‬أقيمت‭ ‬احتفالات‭ ‬بقاعة‭ ‬الأوبرا‭ ‬وأيضًا‭ ‬بالفن‭ ‬الرابع‭. ‬وبدوره،‭ ‬نظم‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬مهرجان‭ ‬‮«‬تجليات‭ ‬الحلفاوين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬إقبالًا‭ ‬جماهيريًا‭ ‬واسعًا،‭ ‬وأحيت‭ ‬ذكرى‭ ‬الاحتفالات‭ ‬الرمضانية‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬أشهر‭ ‬ساحات‭ ‬المدينة‭ ‬العتيقة‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬الحلفاوين،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الساحة‭ ‬تعيش‭ ‬بمناسبة‭ ‬رمضان‭ ‬أجواء‭ ‬احتفالية‭ ‬كبرى‭. ‬وقد‭ ‬بثت‭ ‬‮«‬تجليات‭ ‬الحلفاوين‮»‬‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬مجددًا،‭ ‬واقترحت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬الموسيقية‭ ‬والمسرحية،‭ ‬ونال‭ ‬الأطفال‭ ‬نصيبهم‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬فقرات‭ ‬للسيرك‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬يحظى‭ ‬بجماهيرية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬نظم‭ ‬أيضًا‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬تظاهرة‭ ‬‮«‬تونس‭ ‬مسارح‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬بقاعة‭ ‬الفن‭ ‬الرابع،‭ ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬عروض‭ ‬مسرحية‭ ‬متنوعة‭ ‬تونسية‭ ‬وأجنبية‭ ‬تعكس‭ ‬فلسفة‭ ‬المهرجان‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تؤمن‭ ‬بدور‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬المسافات‭ ‬والعوائق‭ ‬والأفكار‭ ‬المسبقة‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭. ‬وقد‭ ‬تخلل‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الاحتفالات‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمسرح‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬يوم‭ ‬27‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬حيث‭ ‬أقيمت‭ ‬احتفالات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬انتظمت‭ ‬بين‭ ‬مدينة‭ ‬الثقافة‭ ‬وقاعة‭ ‬الفن‭ ‬الرابع‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬وكرمت‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬أمينة‭ ‬الصرارفي‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬بعض‭ ‬فقرات‭ ‬الاحتفالات‭ ‬في‭ ‬الفضاءين،‭ ‬عددًا‭ ‬هامًا‭ ‬من‭ ‬وجوه‭ ‬التمثيل‭ ‬ونجوم‭ ‬الفن‭ ‬الرابع‭ ‬بالبلاد‭.‬

وانتظمت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدن‭ ‬تونس‭ ‬الكبرى‭ ‬مهرجانات‭ ‬للمدينة‭ ‬وتظاهرات‭ ‬فنية‭ ‬احتفالية‭ ‬شهدت‭ ‬بدورها‭ ‬إقبالًا‭ ‬جماهيريًا،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نقلته‭ ‬التقارير‭ ‬الإعلامية‭ ‬حولها،‭ ‬في‭ ‬تعبير‭ ‬واضح‭ ‬عن‭ ‬تعلق‭ ‬الجماهير‭ ‬التونسية‭ ‬بأجواء‭ ‬السهر‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬وإقبالها‭ ‬على‭ ‬العروض‭ ‬الطربية‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬رمضان‭. ‬فقد‭ ‬حظيت‭ ‬كل‭ ‬العروض‭ ‬تقريبًا‭ ‬بالإقبال‭ ‬وبالتشجيع‭.‬

 

مسلسلات‭ ‬وسلسلات‭ ‬جديدة

من‭ ‬جهتها،‭ ‬عرضت‭ ‬أغلب‭ ‬القنوات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬مسلسلات‭ ‬جديدة‭ ‬وسلسلات‭ ‬فكاهية‭ ‬نال‭ ‬بعضها‭ ‬نسب‭ ‬مشاهدة‭ ‬عالية‭. ‬وقد‭ ‬بثت‭ ‬القناة‭ ‬الوطنية‭ ‬مسلسلين،‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬ونعني‭ ‬به‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬رافل‮»‬‭ ‬المستوحى‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬حقيقية،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬شخصية‭ ‬‮«‬رعد‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وُلد‭ ‬بجزيرة‭ ‬جالطة،‭ ‬يفقد‭ ‬والديه‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المافيا‭ ‬الإيطالية‭ ‬مما‭ ‬استوجب‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬دار‭ ‬الأيتام‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬طفولته‭ ‬فيها‭.‬

في‭ ‬سن‭ ‬الشباب،‭ ‬يلتقي‭ ‬أندريا‭ ‬وتقترح‭ ‬عليه‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬للاحتفال‭ ‬بزواجهما،‭ ‬لكن‭ ‬الشرطة‭ ‬تعتقل‭ ‬‮«‬رعد‮»‬‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬جالسًا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المقاهي،‭ ‬ويقع‭ ‬إلحاقه‭ ‬بالتجنيد،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬لتأخذ‭ ‬الأحداث‭ ‬طابعًا‭ ‬مأساويًا‭ ‬مؤثرًا‭.‬

المسلسل‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬أسامة‭ ‬كشكار‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬شويات‭ ‬ومحمد‭ ‬السياري‭ ‬وناجية‭ ‬الورغيو‭ ‬الصادق‭ ‬حلواس،‭ ‬وهو‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬وإخراج‭ ‬لربيع‭ ‬التكالي‭.‬

وبثت‭ ‬القناة‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬وادي‭ ‬الباي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬قصة‭ ‬عائلتين‭ ‬تونسيتين‭ ‬متصارعتين‭ ‬في‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وتهتم‭ ‬بعض‭ ‬الأحداث‭ ‬بحركة‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬الحوض‭ ‬المنجمي‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي‭.‬

والمسلسل‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬سوسن‭ ‬معالج‭ ‬ووجيهة‭ ‬الجندوبي‭ ‬ويونس‭ ‬الفارحي‭ ‬ومحمد‭ ‬ڨريع‭ ‬وصالح‭ ‬الجدي‭ ‬وعلي‭ ‬الخميري‭ ‬ولطيفة‭ ‬القفصي‭ ‬ونادرة‭ ‬لملوم‭ ‬ولطفي‭ ‬بندقة‭ ‬وغيرهم‭. ‬وأعد‭ ‬سيناريو‭ ‬العمل‭ ‬حمزة‭ ‬السوداني،‭ ‬وكتب‭ ‬الحوار‭ ‬محمد‭ ‬المنصوري،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬راوية‭ ‬مرموش‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قدمت‭ ‬قناة‭ ‬الحوار‭ ‬التونسي‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الفتنة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬عائلة‭ ‬تتنازع‭ ‬على‭ ‬الإرث‭ ‬الذي‭ ‬خلفه‭ ‬الوالد‭ ‬الذي‭ ‬انتحر‭ ‬منذ‭ ‬الحلقة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬الفخم‭ ‬وسط‭ ‬تونس‭ ‬العتيقة‭. ‬العمل‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬سوسن‭ ‬الجمني‭ ‬ومن‭ ‬بطولة‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬جمعة‭ ‬ومحمد‭ ‬مراد‭ ‬ومنى‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬وريم‭ ‬الرياحي‭ ‬ونعيمة‭ ‬الجاني‭ ‬ونجلاء‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬ونجيب‭ ‬بلقاضي‭ ‬وعزة‭ ‬سليمان‭ ‬وغادة‭ ‬شاكا‭ ‬وغيرهم‭ ‬مع‭ ‬مشاركة‭ ‬خاصة‭ ‬للمثل‭ ‬لسعد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭.‬

وقد‭ ‬حقق‭ ‬المسلسل‭ ‬نسبًا‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المشاهدة،‭ ‬وتفاعل‭ ‬الجمهور‭ ‬مع‭ ‬الأحداث،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬الإرث‭ ‬وطريقة‭ ‬تعامل‭ ‬الشخصيات‭ ‬مع‭ ‬المسألة‭ ‬يجعل‭ ‬العمل‭ ‬واقعيًا‭ ‬وقريبًا‭ ‬من‭ ‬نبض‭ ‬المجتمع‭. ‬من‭ ‬جهته،‭ ‬حقق‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬رقوج‭ ‬الكنز‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬بثته‭ ‬قناة‭ ‬نسمة‭ ‬الجديدة‭ ‬وهو‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬رقوج‮»‬‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القناة،‭ ‬نسبًا‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المشاهدة،‭ ‬كما‭ ‬حظي‭ ‬بالثناء‭ ‬الكبير‭ ‬لقيمة‭ ‬العمل‭ ‬وخاصة‭ ‬لقيمة‭ ‬الممثلين،‭ ‬حيث‭ ‬ضم‭ ‬المسلسل‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬الأسماء‭ ‬الصاعدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬بالخصوص‭ ‬عزيز‭ ‬الجبالي‭ ‬وصابر‭ ‬الوسلاتي‭ ‬وياسمين‭ ‬الديماسي‭ ‬وهالة‭ ‬عياد‭ ‬وعصام‭ ‬العبسي‭ ‬وعاصم‭ ‬بالتوهامي‭ ‬وفاطمة‭ ‬صفر‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أسماء‭ ‬كبيرة‭ ‬مثل‭ ‬فاطمة‭ ‬بن‭ ‬سعيدان‭ ‬والبحري‭ ‬الرحالي‭ ‬وغيرهما‭. ‬المسلسل‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عزيز‭ ‬الجبالي‭ ‬وعبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬وصابر‭ ‬الوسلاتي‭ ‬وألّف‭ ‬الموسيقى‭ ‬التصويرية‭ ‬حمزة‭ ‬بوشناق‭.‬

وقد‭ ‬جلب‭ ‬المسلسل‭ ‬الانتباه‭ ‬لتكامل‭ ‬عناصر‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬أداء‭ ‬الممثلين‭ ‬والسيناريو‭ ‬والحوار‭ ‬والموسيقى‭ ‬التصويرية‭ ‬والإخراج‭ ‬وأماكن‭ ‬التصوير،‭ ‬وقد‭ ‬غاص‭ ‬العمل‭ ‬بالجماهير‭ ‬بذكاء‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬الإبهار‭ ‬مستلهم‭ ‬من‭ ‬الحكايات‭ ‬القديمة‭ ‬وبعض‭ ‬الخرافات‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬الجمهور‭ ‬ويتابعها‭ ‬وتثير‭ ‬حماسته‭.‬

 

أسماء‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬كوميدية

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية،‭ ‬بثت‭ ‬القنوات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الكوميدية‭ ‬التي‭ ‬شهد‭ ‬بعضها‭ ‬مشاركة‭ ‬أسماء‭ ‬قيمة‭ ‬ومهمة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬‮«‬هريسة‭ ‬لاند‮»‬‭ ‬على‭ ‬القناة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬بشكل‭ ‬ساخر‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬داخل‭ ‬المصالح‭ ‬الإدارية‭. ‬العمل‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬زياد‭ ‬ليتيم‭ ‬وتأليف‭ ‬سامي‭ ‬العقربي‭ ‬ومن‭ ‬بطولة‭ ‬أسماء‭ ‬وازنة‭ ‬وهي‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جمال‭ ‬المداني‭ ‬وجميلة‭ ‬الشيحي‭ ‬ورياض‭ ‬حمدي‭.‬

تابع‭ ‬الجمهور‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القناة‭ ‬سلسلة‭ ‬‮«‬ياسمين‭ ‬وفلة‮»‬،‭ ‬وياسمين‭ ‬هي‭ ‬صانعة‭ ‬محتوى‭ ‬تتفاجأ‭ ‬بشقيقتها‭ ‬الكبرى‭ ‬فلة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬لقضاء‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬ليكون‭ ‬ذلك‭ ‬منطلقًا‭ ‬لأحداث‭ ‬ومواقف‭ ‬هزلية‭.‬

السلسلة‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬كوثر‭ ‬الباردي‭ ‬وريم‭ ‬الزريبي‭ ‬وطارق‭ ‬بعلوش‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬ضيوف‭ ‬الشرف‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الأمين‭ ‬النهدي‭ ‬ولطيفة‭ ‬القفصي‭ ‬ودليلة‭ ‬المفتاحي‭ ‬وسهام‭ ‬وصلاح‭ ‬مصدق‭ ‬وغيرهم،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬نبيل‭ ‬بالسيدة‭.‬

تابع‭ ‬الجمهور‭ ‬كذلك‭ ‬حلقات‭ ‬سلسلة‭ ‬‮«‬صاحبك‭ ‬راجل‮»‬‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬نسمة‭ ‬الجديدة‭. ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬كان‭ ‬فيلمًا،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬عزوز‭ ‬ومهدي،‭ ‬وهما‭ ‬شرطيان‭ ‬مختلفان،‭ ‬أحدهما‭ ‬متهور‭ ‬وطائش‭ ‬والآخر‭ ‬نزيه‭ ‬وصارم،‭ ‬ويتعرض‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬لحادثة‭ ‬مؤلمة‭ ‬تجعل‭ ‬زميله‭ ‬يكشف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬من‭ ‬طمع‭ ‬وانتهازية‭ ‬ونكران‭ ‬للجميل‭.‬

السلسلة‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬قيس‭ ‬شقير‭ ‬وتأليف‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬المستوري،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ياسين‭ ‬بن‭ ‬قمرة‭ ‬وكريم‭ ‬الغربي‭ ‬وسفيان‭ ‬الداهش‭ ‬ودرة‭ ‬زروق‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬خاص‭ ‬لكوثر‭ ‬الباردي‭ ‬ويونس‭ ‬الفارحي،‭ ‬وقد‭ ‬حظيت‭ ‬بإقبال‭ ‬جماهيري‭ ‬كبير‭ ‬وفق‭ ‬نتائج‭ ‬سبر‭ ‬الآراء‭.‬

هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفقرات‭ ‬الهزلية‭ ‬والكوميدية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬بثتها‭ ‬أغلب‭ ‬القنوات‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬برامج‭ ‬الكاميرا‭ ‬الخفية‭. ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬تقييم‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال،‭ ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬تأنيًا‭ ‬ونظرًا‭ ‬وتمحيصًا،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬أحدثت‭ ‬تغييرًا‭ ‬في‭ ‬برمجة‭ ‬جل‭ ‬القنوات،‭ ‬وخففت‭ - ‬كثيرًا‭ ‬أحيانًا‭ - ‬من‭ ‬‮«‬الروتين‭ ‬التلفزيوني‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬الاختيارات‭ ‬كثيرة‭ ‬أمام‭ ‬المشاهدين‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مسألة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها،‭ ‬وقد‭ ‬مثلت‭ ‬إحدى‭ ‬المنغصات‭ ‬وهي‭ ‬كثرة‭ ‬الإشهار‭ ‬والمبالغ‭ ‬فيه‭ ‬أحيانًا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التخمة‭.‬

 

قوس‭ ‬ونعود

بقي‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬وهو‭ ‬المعتاد،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬منتظر‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬سنعود‭ ‬إلى‭ ‬سباتنا‭ ‬المعتاد‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الذي‭ ‬يغلق‭ ‬القوس‭ ‬بمجرد‭ ‬انتهائه،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬عودته‭ ‬القادمة‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭.‬

فالحركة‭ ‬لا‭ ‬تدب‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬ليلاً‭ ‬وفي‭ ‬أغلب‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلا‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الظلام‭ ‬يخيم‭ ‬باكرًا‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬أشهر‭ ‬السنة،‭ ‬ويخيم‭ ‬الصمت‭ ‬والسبات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المدن،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العاصمة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بها‭ ‬حياة‭ ‬خارج‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬عواصم‭ ‬لا‭ ‬تنام‭ ‬أبدًا‭.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬البرمجة‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬سنعود‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إلى‭ ‬البرمجة‭ ‬المملة،‭ ‬سواء‭ ‬بالإعادات‭ ‬أو‭ ‬بالبرامج‭ ‬غير‭ ‬المهمة،‭ ‬حيث‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬أن‭ ‬ينتظر‭ ‬إلى‭ ‬رمضان‭ ‬القادم‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مسلسلات‭ ‬جديدة‭ ‬وسلسلات‭ ‬جديدة‭. ‬ويظل‭ ‬إنتاجنا‭ ‬الدرامي‭ ‬التلفزيوني‭ ‬موسميًا‭ ‬كالعادة،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬بينه‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬استعداد‭ ‬لمتابعة‭ ‬الأعمال‭ ‬التونسية‭. ‬بل‭ ‬تفيد‭ ‬أغلب‭ ‬المؤشرات‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬يحبذ‭ ‬الأعمال‭ ‬التونسية‭ ‬لأنها‭ ‬تبقى،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المؤاخذات،‭ ‬أقرب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المستوردة‭ ‬طيلة‭ ‬السنة‭. ‬على‭ ‬الأرجح،‭ ‬لن‭ ‬يتغير‭ ‬الأمر‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وسيعود‭ ‬السبات‭ ‬إلى‭ ‬التلفزيون‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬الخاص،‭ ‬وستقف‭ ‬حركة‭ ‬الإنتاج‭ ‬التلفزيوني‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬اقتراب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬مجددًا،‭ ‬حينها‭ ‬تتجند‭ ‬طواقم‭ ‬العمل‭ ‬لتعمل‭ ‬بسرعة‭ ‬وأحيانًا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭. ‬في‭ ‬باقي‭ ‬أشهر‭ ‬السنة،‭ ‬يصدر‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬الممثلين‭ ‬والتقنيين‭ ‬وكل‭ ‬المشتغلين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬بالبطالة‭. ‬وهو‭ ‬حكم‭ ‬غير‭ ‬منطقي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توفر‭ ‬الطاقات‭ ‬البشرية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬توفر‭ ‬المواضيع‭ ‬والحكايات،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مؤلفات‭ ‬جيدة‭ ‬جدًا‭ ‬يمكن‭ ‬تحويلها‭ ‬بسهولة‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬درامية،‭ ‬وطبعا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬طلب‭ ‬الجمهور‭ ‬للأعمال‭ ‬التونسية‭. ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬تتكرر‭ ‬الملاحظات‭ ‬وتتعالى‭ ‬الأصوات‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬معضلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الموسمي،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬تغير،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬يوحي‭ ‬بتغيير‭ ‬مهم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭.

حياة‭ ‬السايب

حركية‭ ‬فنية‭ ‬وثقافية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬يظل‭ ‬يعقبها‭ ‬دائمًا‭ ‬السبات‭ ‬الكامل‭!!

مهرجانات‭ ‬واحتفالات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.. ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬تلفزيونية‭ ‬جديدة‭ ‬ومقترحات‭ ‬متنوعة

 

* ‬الإنتاج‭ ‬الدرامي‭ ‬التلفزيوني‭ ‬يظل‭ ‬موسمياً‭ ‬رغم‭ ‬تشجيع‭ ‬الجمهور‭ ‬وتفضيله‭ ‬للأعمال‭ ‬التونسية

‭* ‬بعد‭ ‬رمضان،‭ ‬يخيم‭ ‬الظلام‭ ‬باكرًا‭ ‬على‭ ‬المدن‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العاصمة‭ ‬فيما‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬تنام

شهدت‭ ‬أغلب‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الذي‭ ‬ودعناه‭ ‬أمس‭ ‬لنستقبل‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬اليوم،‭ ‬تنظيم‭ ‬مهرجانات‭ ‬فنية‭ ‬متنوعة،‭ ‬ولم‭ ‬تكد‭ ‬تخلو‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬للمدينة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬تظاهرة‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬خصوصيات‭ ‬شهر‭ ‬الصيام،‭ ‬حيث‭ ‬الموسيقى‭ ‬الصوفية‭ ‬وسهرات‭ ‬التراث‭ ‬والأجواء‭ ‬الروحانية‭.‬

وقد‭ ‬عاشت‭ ‬تونس‭ ‬العاصمة‭ ‬طيلة‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬مهرجان‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الواحدة‭ ‬والأربعين،‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬مارس‭ ‬وتواصلت‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬28‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الشهر،‭ ‬مقترحة‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬ماراثونًا‭ ‬من‭ ‬السهرات‭ ‬الفنية‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬شدد‭ ‬المنظمون‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬التراث‭ ‬والأصالة‭ ‬والتجديد‭ ‬مع‭ ‬انفتاح‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬المواهب‭ ‬الجديدة‭.‬

 

برمجة‭ ‬رمضان‭ ‬تخللتها‭ ‬الاحتفالات‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمسرح‭.

وشهدت‭ ‬قاعات‭ ‬مدينة‭ ‬الثقافة‭ ‬عروضًا‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وأقيمت‭ ‬سهرات‭ ‬كبرى‭ ‬بقاعة‭ ‬أوبرا‭ ‬تونس‭. ‬وقد‭ ‬تخلل‭ ‬رمضان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الاحتفالات‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمسرح،‭ ‬حيث‭ ‬أقيمت‭ ‬احتفالات‭ ‬بقاعة‭ ‬الأوبرا‭ ‬وأيضًا‭ ‬بالفن‭ ‬الرابع‭. ‬وبدوره،‭ ‬نظم‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬مهرجان‭ ‬‮«‬تجليات‭ ‬الحلفاوين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬إقبالًا‭ ‬جماهيريًا‭ ‬واسعًا،‭ ‬وأحيت‭ ‬ذكرى‭ ‬الاحتفالات‭ ‬الرمضانية‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬أشهر‭ ‬ساحات‭ ‬المدينة‭ ‬العتيقة‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬الحلفاوين،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الساحة‭ ‬تعيش‭ ‬بمناسبة‭ ‬رمضان‭ ‬أجواء‭ ‬احتفالية‭ ‬كبرى‭. ‬وقد‭ ‬بثت‭ ‬‮«‬تجليات‭ ‬الحلفاوين‮»‬‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬مجددًا،‭ ‬واقترحت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬الموسيقية‭ ‬والمسرحية،‭ ‬ونال‭ ‬الأطفال‭ ‬نصيبهم‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬فقرات‭ ‬للسيرك‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬يحظى‭ ‬بجماهيرية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬نظم‭ ‬أيضًا‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬تظاهرة‭ ‬‮«‬تونس‭ ‬مسارح‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬بقاعة‭ ‬الفن‭ ‬الرابع،‭ ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬عروض‭ ‬مسرحية‭ ‬متنوعة‭ ‬تونسية‭ ‬وأجنبية‭ ‬تعكس‭ ‬فلسفة‭ ‬المهرجان‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تؤمن‭ ‬بدور‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬المسافات‭ ‬والعوائق‭ ‬والأفكار‭ ‬المسبقة‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭. ‬وقد‭ ‬تخلل‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الاحتفالات‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمسرح‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬يوم‭ ‬27‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬حيث‭ ‬أقيمت‭ ‬احتفالات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬انتظمت‭ ‬بين‭ ‬مدينة‭ ‬الثقافة‭ ‬وقاعة‭ ‬الفن‭ ‬الرابع‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬وكرمت‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬أمينة‭ ‬الصرارفي‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬بعض‭ ‬فقرات‭ ‬الاحتفالات‭ ‬في‭ ‬الفضاءين،‭ ‬عددًا‭ ‬هامًا‭ ‬من‭ ‬وجوه‭ ‬التمثيل‭ ‬ونجوم‭ ‬الفن‭ ‬الرابع‭ ‬بالبلاد‭.‬

وانتظمت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدن‭ ‬تونس‭ ‬الكبرى‭ ‬مهرجانات‭ ‬للمدينة‭ ‬وتظاهرات‭ ‬فنية‭ ‬احتفالية‭ ‬شهدت‭ ‬بدورها‭ ‬إقبالًا‭ ‬جماهيريًا،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نقلته‭ ‬التقارير‭ ‬الإعلامية‭ ‬حولها،‭ ‬في‭ ‬تعبير‭ ‬واضح‭ ‬عن‭ ‬تعلق‭ ‬الجماهير‭ ‬التونسية‭ ‬بأجواء‭ ‬السهر‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬وإقبالها‭ ‬على‭ ‬العروض‭ ‬الطربية‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬رمضان‭. ‬فقد‭ ‬حظيت‭ ‬كل‭ ‬العروض‭ ‬تقريبًا‭ ‬بالإقبال‭ ‬وبالتشجيع‭.‬

 

مسلسلات‭ ‬وسلسلات‭ ‬جديدة

من‭ ‬جهتها،‭ ‬عرضت‭ ‬أغلب‭ ‬القنوات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬مسلسلات‭ ‬جديدة‭ ‬وسلسلات‭ ‬فكاهية‭ ‬نال‭ ‬بعضها‭ ‬نسب‭ ‬مشاهدة‭ ‬عالية‭. ‬وقد‭ ‬بثت‭ ‬القناة‭ ‬الوطنية‭ ‬مسلسلين،‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬ونعني‭ ‬به‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬رافل‮»‬‭ ‬المستوحى‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬حقيقية،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬شخصية‭ ‬‮«‬رعد‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وُلد‭ ‬بجزيرة‭ ‬جالطة،‭ ‬يفقد‭ ‬والديه‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المافيا‭ ‬الإيطالية‭ ‬مما‭ ‬استوجب‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬دار‭ ‬الأيتام‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬طفولته‭ ‬فيها‭.‬

في‭ ‬سن‭ ‬الشباب،‭ ‬يلتقي‭ ‬أندريا‭ ‬وتقترح‭ ‬عليه‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬للاحتفال‭ ‬بزواجهما،‭ ‬لكن‭ ‬الشرطة‭ ‬تعتقل‭ ‬‮«‬رعد‮»‬‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬جالسًا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المقاهي،‭ ‬ويقع‭ ‬إلحاقه‭ ‬بالتجنيد،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬لتأخذ‭ ‬الأحداث‭ ‬طابعًا‭ ‬مأساويًا‭ ‬مؤثرًا‭.‬

المسلسل‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬أسامة‭ ‬كشكار‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬شويات‭ ‬ومحمد‭ ‬السياري‭ ‬وناجية‭ ‬الورغيو‭ ‬الصادق‭ ‬حلواس،‭ ‬وهو‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬وإخراج‭ ‬لربيع‭ ‬التكالي‭.‬

وبثت‭ ‬القناة‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬وادي‭ ‬الباي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬قصة‭ ‬عائلتين‭ ‬تونسيتين‭ ‬متصارعتين‭ ‬في‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وتهتم‭ ‬بعض‭ ‬الأحداث‭ ‬بحركة‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬الحوض‭ ‬المنجمي‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي‭.‬

والمسلسل‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬سوسن‭ ‬معالج‭ ‬ووجيهة‭ ‬الجندوبي‭ ‬ويونس‭ ‬الفارحي‭ ‬ومحمد‭ ‬ڨريع‭ ‬وصالح‭ ‬الجدي‭ ‬وعلي‭ ‬الخميري‭ ‬ولطيفة‭ ‬القفصي‭ ‬ونادرة‭ ‬لملوم‭ ‬ولطفي‭ ‬بندقة‭ ‬وغيرهم‭. ‬وأعد‭ ‬سيناريو‭ ‬العمل‭ ‬حمزة‭ ‬السوداني،‭ ‬وكتب‭ ‬الحوار‭ ‬محمد‭ ‬المنصوري،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬راوية‭ ‬مرموش‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قدمت‭ ‬قناة‭ ‬الحوار‭ ‬التونسي‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الفتنة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬عائلة‭ ‬تتنازع‭ ‬على‭ ‬الإرث‭ ‬الذي‭ ‬خلفه‭ ‬الوالد‭ ‬الذي‭ ‬انتحر‭ ‬منذ‭ ‬الحلقة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬الفخم‭ ‬وسط‭ ‬تونس‭ ‬العتيقة‭. ‬العمل‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬سوسن‭ ‬الجمني‭ ‬ومن‭ ‬بطولة‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬جمعة‭ ‬ومحمد‭ ‬مراد‭ ‬ومنى‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬وريم‭ ‬الرياحي‭ ‬ونعيمة‭ ‬الجاني‭ ‬ونجلاء‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬ونجيب‭ ‬بلقاضي‭ ‬وعزة‭ ‬سليمان‭ ‬وغادة‭ ‬شاكا‭ ‬وغيرهم‭ ‬مع‭ ‬مشاركة‭ ‬خاصة‭ ‬للمثل‭ ‬لسعد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭.‬

وقد‭ ‬حقق‭ ‬المسلسل‭ ‬نسبًا‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المشاهدة،‭ ‬وتفاعل‭ ‬الجمهور‭ ‬مع‭ ‬الأحداث،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬الإرث‭ ‬وطريقة‭ ‬تعامل‭ ‬الشخصيات‭ ‬مع‭ ‬المسألة‭ ‬يجعل‭ ‬العمل‭ ‬واقعيًا‭ ‬وقريبًا‭ ‬من‭ ‬نبض‭ ‬المجتمع‭. ‬من‭ ‬جهته،‭ ‬حقق‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬رقوج‭ ‬الكنز‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬بثته‭ ‬قناة‭ ‬نسمة‭ ‬الجديدة‭ ‬وهو‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬رقوج‮»‬‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القناة،‭ ‬نسبًا‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المشاهدة،‭ ‬كما‭ ‬حظي‭ ‬بالثناء‭ ‬الكبير‭ ‬لقيمة‭ ‬العمل‭ ‬وخاصة‭ ‬لقيمة‭ ‬الممثلين،‭ ‬حيث‭ ‬ضم‭ ‬المسلسل‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬الأسماء‭ ‬الصاعدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬بالخصوص‭ ‬عزيز‭ ‬الجبالي‭ ‬وصابر‭ ‬الوسلاتي‭ ‬وياسمين‭ ‬الديماسي‭ ‬وهالة‭ ‬عياد‭ ‬وعصام‭ ‬العبسي‭ ‬وعاصم‭ ‬بالتوهامي‭ ‬وفاطمة‭ ‬صفر‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أسماء‭ ‬كبيرة‭ ‬مثل‭ ‬فاطمة‭ ‬بن‭ ‬سعيدان‭ ‬والبحري‭ ‬الرحالي‭ ‬وغيرهما‭. ‬المسلسل‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عزيز‭ ‬الجبالي‭ ‬وعبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬وصابر‭ ‬الوسلاتي‭ ‬وألّف‭ ‬الموسيقى‭ ‬التصويرية‭ ‬حمزة‭ ‬بوشناق‭.‬

وقد‭ ‬جلب‭ ‬المسلسل‭ ‬الانتباه‭ ‬لتكامل‭ ‬عناصر‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬أداء‭ ‬الممثلين‭ ‬والسيناريو‭ ‬والحوار‭ ‬والموسيقى‭ ‬التصويرية‭ ‬والإخراج‭ ‬وأماكن‭ ‬التصوير،‭ ‬وقد‭ ‬غاص‭ ‬العمل‭ ‬بالجماهير‭ ‬بذكاء‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬الإبهار‭ ‬مستلهم‭ ‬من‭ ‬الحكايات‭ ‬القديمة‭ ‬وبعض‭ ‬الخرافات‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬الجمهور‭ ‬ويتابعها‭ ‬وتثير‭ ‬حماسته‭.‬

 

أسماء‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬كوميدية

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية،‭ ‬بثت‭ ‬القنوات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الكوميدية‭ ‬التي‭ ‬شهد‭ ‬بعضها‭ ‬مشاركة‭ ‬أسماء‭ ‬قيمة‭ ‬ومهمة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬‮«‬هريسة‭ ‬لاند‮»‬‭ ‬على‭ ‬القناة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬بشكل‭ ‬ساخر‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬داخل‭ ‬المصالح‭ ‬الإدارية‭. ‬العمل‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬زياد‭ ‬ليتيم‭ ‬وتأليف‭ ‬سامي‭ ‬العقربي‭ ‬ومن‭ ‬بطولة‭ ‬أسماء‭ ‬وازنة‭ ‬وهي‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جمال‭ ‬المداني‭ ‬وجميلة‭ ‬الشيحي‭ ‬ورياض‭ ‬حمدي‭.‬

تابع‭ ‬الجمهور‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القناة‭ ‬سلسلة‭ ‬‮«‬ياسمين‭ ‬وفلة‮»‬،‭ ‬وياسمين‭ ‬هي‭ ‬صانعة‭ ‬محتوى‭ ‬تتفاجأ‭ ‬بشقيقتها‭ ‬الكبرى‭ ‬فلة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬لقضاء‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬ليكون‭ ‬ذلك‭ ‬منطلقًا‭ ‬لأحداث‭ ‬ومواقف‭ ‬هزلية‭.‬

السلسلة‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬كوثر‭ ‬الباردي‭ ‬وريم‭ ‬الزريبي‭ ‬وطارق‭ ‬بعلوش‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬ضيوف‭ ‬الشرف‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الأمين‭ ‬النهدي‭ ‬ولطيفة‭ ‬القفصي‭ ‬ودليلة‭ ‬المفتاحي‭ ‬وسهام‭ ‬وصلاح‭ ‬مصدق‭ ‬وغيرهم،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬نبيل‭ ‬بالسيدة‭.‬

تابع‭ ‬الجمهور‭ ‬كذلك‭ ‬حلقات‭ ‬سلسلة‭ ‬‮«‬صاحبك‭ ‬راجل‮»‬‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬نسمة‭ ‬الجديدة‭. ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬كان‭ ‬فيلمًا،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬عزوز‭ ‬ومهدي،‭ ‬وهما‭ ‬شرطيان‭ ‬مختلفان،‭ ‬أحدهما‭ ‬متهور‭ ‬وطائش‭ ‬والآخر‭ ‬نزيه‭ ‬وصارم،‭ ‬ويتعرض‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬لحادثة‭ ‬مؤلمة‭ ‬تجعل‭ ‬زميله‭ ‬يكشف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬من‭ ‬طمع‭ ‬وانتهازية‭ ‬ونكران‭ ‬للجميل‭.‬

السلسلة‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬قيس‭ ‬شقير‭ ‬وتأليف‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬المستوري،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ياسين‭ ‬بن‭ ‬قمرة‭ ‬وكريم‭ ‬الغربي‭ ‬وسفيان‭ ‬الداهش‭ ‬ودرة‭ ‬زروق‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬خاص‭ ‬لكوثر‭ ‬الباردي‭ ‬ويونس‭ ‬الفارحي،‭ ‬وقد‭ ‬حظيت‭ ‬بإقبال‭ ‬جماهيري‭ ‬كبير‭ ‬وفق‭ ‬نتائج‭ ‬سبر‭ ‬الآراء‭.‬

هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفقرات‭ ‬الهزلية‭ ‬والكوميدية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬بثتها‭ ‬أغلب‭ ‬القنوات‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬برامج‭ ‬الكاميرا‭ ‬الخفية‭. ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬تقييم‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال،‭ ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬تأنيًا‭ ‬ونظرًا‭ ‬وتمحيصًا،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬أحدثت‭ ‬تغييرًا‭ ‬في‭ ‬برمجة‭ ‬جل‭ ‬القنوات،‭ ‬وخففت‭ - ‬كثيرًا‭ ‬أحيانًا‭ - ‬من‭ ‬‮«‬الروتين‭ ‬التلفزيوني‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬الاختيارات‭ ‬كثيرة‭ ‬أمام‭ ‬المشاهدين‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مسألة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها،‭ ‬وقد‭ ‬مثلت‭ ‬إحدى‭ ‬المنغصات‭ ‬وهي‭ ‬كثرة‭ ‬الإشهار‭ ‬والمبالغ‭ ‬فيه‭ ‬أحيانًا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التخمة‭.‬

 

قوس‭ ‬ونعود

بقي‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬وهو‭ ‬المعتاد،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬منتظر‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬سنعود‭ ‬إلى‭ ‬سباتنا‭ ‬المعتاد‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الذي‭ ‬يغلق‭ ‬القوس‭ ‬بمجرد‭ ‬انتهائه،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬عودته‭ ‬القادمة‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭.‬

فالحركة‭ ‬لا‭ ‬تدب‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬ليلاً‭ ‬وفي‭ ‬أغلب‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلا‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الظلام‭ ‬يخيم‭ ‬باكرًا‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬أشهر‭ ‬السنة،‭ ‬ويخيم‭ ‬الصمت‭ ‬والسبات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المدن،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العاصمة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بها‭ ‬حياة‭ ‬خارج‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬عواصم‭ ‬لا‭ ‬تنام‭ ‬أبدًا‭.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬البرمجة‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬سنعود‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إلى‭ ‬البرمجة‭ ‬المملة،‭ ‬سواء‭ ‬بالإعادات‭ ‬أو‭ ‬بالبرامج‭ ‬غير‭ ‬المهمة،‭ ‬حيث‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬أن‭ ‬ينتظر‭ ‬إلى‭ ‬رمضان‭ ‬القادم‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مسلسلات‭ ‬جديدة‭ ‬وسلسلات‭ ‬جديدة‭. ‬ويظل‭ ‬إنتاجنا‭ ‬الدرامي‭ ‬التلفزيوني‭ ‬موسميًا‭ ‬كالعادة،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬بينه‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬استعداد‭ ‬لمتابعة‭ ‬الأعمال‭ ‬التونسية‭. ‬بل‭ ‬تفيد‭ ‬أغلب‭ ‬المؤشرات‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬يحبذ‭ ‬الأعمال‭ ‬التونسية‭ ‬لأنها‭ ‬تبقى،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المؤاخذات،‭ ‬أقرب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المستوردة‭ ‬طيلة‭ ‬السنة‭. ‬على‭ ‬الأرجح،‭ ‬لن‭ ‬يتغير‭ ‬الأمر‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وسيعود‭ ‬السبات‭ ‬إلى‭ ‬التلفزيون‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬الخاص،‭ ‬وستقف‭ ‬حركة‭ ‬الإنتاج‭ ‬التلفزيوني‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬اقتراب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬مجددًا،‭ ‬حينها‭ ‬تتجند‭ ‬طواقم‭ ‬العمل‭ ‬لتعمل‭ ‬بسرعة‭ ‬وأحيانًا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭. ‬في‭ ‬باقي‭ ‬أشهر‭ ‬السنة،‭ ‬يصدر‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬الممثلين‭ ‬والتقنيين‭ ‬وكل‭ ‬المشتغلين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬بالبطالة‭. ‬وهو‭ ‬حكم‭ ‬غير‭ ‬منطقي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توفر‭ ‬الطاقات‭ ‬البشرية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬توفر‭ ‬المواضيع‭ ‬والحكايات،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مؤلفات‭ ‬جيدة‭ ‬جدًا‭ ‬يمكن‭ ‬تحويلها‭ ‬بسهولة‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬درامية،‭ ‬وطبعا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬طلب‭ ‬الجمهور‭ ‬للأعمال‭ ‬التونسية‭. ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬تتكرر‭ ‬الملاحظات‭ ‬وتتعالى‭ ‬الأصوات‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬معضلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الموسمي،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬تغير،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬يوحي‭ ‬بتغيير‭ ‬مهم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭.

حياة‭ ‬السايب