إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في‭ ‬البرلمان‭.. ‬مشاريع‭ ‬قوانين‭ ‬ومبادرات‭ ‬تشريعية‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬المصادقة

بعد‭ ‬عطلة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر،‭ ‬تستأنف‭ ‬هياكل‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭ ‬نشاطها،‭ ‬وتعقد‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬نبيه‭ ‬ثابت،‭ ‬ولجنة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬كمال‭ ‬فراح،‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬4‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬بقصر‭ ‬باردو،‭ ‬جلسة‭ ‬استماع‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬المتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬مقر‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والمجلس‭ ‬العربي‭ ‬للاختصاصات‭ ‬الصحية‭ ‬بشأن‭ ‬فتح‭ ‬مكتب‭ ‬تنسيقي‭ ‬بتونس،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬منذ‭ ‬3‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭.

وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬يوجد‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬الثقيل‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭. ‬وكانت‭ ‬اللجنة‭ ‬قد‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬ويرغب‭ ‬أعضاؤها‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬النظر‭ ‬فيه‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬قبل‭ ‬عيد‭ ‬الشغل‭ ‬غرة‭ ‬ماي‭. ‬وتم،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن،‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬استماع‭ ‬بشأنه‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬25‭ ‬مارس‭ ‬2025‭. ‬وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬البلاغ‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬اللجنة،‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تباين‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬النواب‭. ‬إذ‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يعتبر‭ ‬نصًا‭ ‬ثوريًا‭ ‬يمكّن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬وضعيات‭ ‬قانونية‭ ‬وواقعية‭ ‬غير‭ ‬سليمة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ثمنوا‭ ‬ما‭ ‬جاءت‭ ‬به‭ ‬أحكامه‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالقطع‭ ‬نهائيًا‭ ‬مع‭ ‬أشكال‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مناولة‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬كراء‭ ‬خدمة‭ ‬الآدمي،‭ ‬وهي‭ ‬مظهر‭ ‬جديد‭ ‬لفكرة‭ ‬الاستعباد،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬البلد‭ ‬السباق‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬إلغاء‭ ‬الرق،‭ ‬معتبرين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬مقومات‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬اعتبر‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬النص‭ ‬غلب‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ملاحظين‭ ‬خلو‭ ‬وثيقة‭ ‬شرح‭ ‬الأسباب‭ ‬من‭ ‬المعطيات‭ ‬الإحصائية‭ ‬وعدم‭ ‬إرفاق‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬بدراسة‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إنارة‭ ‬النواب‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬تقييم‭ ‬المشروع‭ ‬بموضوعية،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬آثاره‭ ‬المحتملة‭ ‬على‭ ‬تنافسية‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬اقتصادي‭ ‬وطني‭ ‬ودولي‭ ‬صعب‭.‬

واعتبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬العقود‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬معمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وأن‭ ‬المشكل‭ ‬لا‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬المناولة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬فراغ‭ ‬تشريعي‭ ‬وتذبذب‭ ‬فقهي‭ ‬وقضائي‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬شرعية‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬مما‭ ‬ترك‭ ‬المجال‭ ‬للتعسف‭ ‬في‭ ‬استعمالها‭. ‬وبيّنوا‭ ‬أن‭ ‬الحلّ‭ ‬الأسلم‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬المناولة‭ ‬وتقنينها‭ ‬بدقة‭ ‬عوض‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬الفراغ‭ ‬القانوني‭ ‬نحو‭ ‬التجريم‭ ‬مباشرة‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬البلاغ‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬30‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬استأثر‭ ‬بحيز‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬النقاش،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬صياغته‭ ‬غامضة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬بدورها‭ ‬مدخلًا‭ ‬للتحايل‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصلين‭ ‬28‭ ‬جديد‭ ‬و30‭ ‬مكرر‭. ‬وأكدوا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توضيح‭ ‬المقصود‭ ‬بعبارات‭ ‬‮«‬خدمات‮»‬‭ ‬و»أشغال‮»‬‭ ‬بكل‭ ‬دقة‭. ‬وتساءل‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تطبيق‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬بفقرتيه‭ ‬المتعلقتين‭ ‬بترسيم‭ ‬أعوان‭ ‬المناولة‭ ‬واحتساب‭ ‬الأقدمية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬قدّم‭ ‬الأجير‭ ‬خدماته‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬مستفيدة‭. ‬ودعا‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬بعض‭ ‬الفصول‭ ‬غير‭ ‬الواضحة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الفصل‭ ‬التاسع‭ ‬المتعلق‭ ‬بالآثار‭ ‬الرجعية‭ ‬لمشروع‭ ‬القانون‭.‬

جلسات‭ ‬عامة

وفي‭ ‬انتظار‭ ‬برمجة‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬أخرى‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬يعقد‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬7‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬العاشرة‭ ‬صباحًا،‭ ‬ويتضمن‭ ‬جدول‭ ‬أعمالها‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬جوان‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والوكالة‭ ‬الفرنسية‭ ‬للتنمية،‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬خط‭ ‬تمويل‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنعاش‭ ‬الاقتصادي‭. ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وأحاله‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬ولجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنقل‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والتهيئة‭ ‬العمرانية‭. ‬وتولت‭ ‬اللجنتان،‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬2025،‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬ووزارة‭ ‬المالية‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬حول‭ ‬المشروع،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬توصلهما‭ ‬بوثائق‭ ‬تضمنت‭ ‬معطيات‭ ‬وبيانات‭ ‬إحصائية‭ ‬بخصوص‭ ‬خطوط‭ ‬تمويل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭.‬

 

وكانت‭ ‬اللجنتان‭ ‬قد‭ ‬طالبتا‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬بمدّها‭ ‬بمعطيات‭ ‬حول‭ ‬خطوط‭ ‬التمويل‭ ‬المذكورة‭ ‬لمعرفة‭ ‬كيفية‭ ‬صرف‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬سابقًا‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بتمويل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬ومدى‭ ‬نجاعتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة‭. ‬وخلال‭ ‬النقاش،‭ ‬أكد‭ ‬النواب‭ ‬تواصل‭ ‬المشاكل‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنوات،‭ ‬رغم‭ ‬تمتعها‭ ‬بخطوط‭ ‬تمويل‭ ‬بواسطة‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الدولة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬مراجعة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بصفة‭ ‬أعمق‭ ‬والقيام‭ ‬بالتشخيص‭ ‬اللازم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إغراق‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬بالديون‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬المأمول‭ ‬منها‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬واجتماعيًا‭.‬

 

واعتبروا‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬خطوط‭ ‬التمويل‭ ‬ضعيف‭ ‬جدًا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعدد‭ ‬الجملي‭ ‬للمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تشكو‭ ‬صعوبات‭ ‬مالية‭. ‬واستفسروا‭ ‬عن‭ ‬المنهجية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬منح‭ ‬التمويلات‭ ‬وعن‭ ‬مدى‭ ‬تمتع‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬بالأولوية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬وطالب‭ ‬عدد‭ ‬منهم‭ ‬بضرورة‭ ‬مراجعة‭ ‬سقف‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إقراضها‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬التي‭ ‬تشكو‭ ‬عجزًا‭ ‬هيكليًا،‭ ‬لأن‭ ‬التزاماتها‭ ‬وديونها‭ ‬تفوق‭ ‬بكثير‭ ‬ما‭ ‬تتيحه‭ ‬لها‭ ‬خطوط‭ ‬التمويل،‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬مشاكلها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬غلق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬ومزيد‭ ‬تفاقم‭ ‬العجز‭ ‬الهيكلي‭ ‬للكثير‭ ‬منها‭.‬

 

وشدد‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تقليص‭ ‬الآجال‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬التراخيص‭ ‬وتبسيط‭ ‬كراسات‭ ‬الشروط‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تشعب‭ ‬الإجراءات‭ ‬لتيسير‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬التمويل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالتشريعات‭ ‬ومراجعتها‭ ‬لتستجيب‭ ‬إلى‭ ‬مقتضيات‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭. ‬وأكدوا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬القيام‭ ‬بتشخيص‭ ‬موضوعي‭ ‬للوضع‭ ‬لإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬الهيكلية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬وتكريس‭ ‬مبادئ‭ ‬الحوكمة‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬فيها،‭ ‬بما‭ ‬يؤسس‭ ‬لخلق‭ ‬نسيج‭ ‬اقتصادي‭ ‬متماسك‭ ‬ومرتكز‭ ‬على‭ ‬قروض‭ ‬استثمارية‭ ‬ذات‭ ‬مردودية‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬عالية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭ ‬ووفق‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬ومنوال‭ ‬تنمية‭ ‬جديد‭.‬

 

وينتظر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬مصادقة‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنه‭ ‬سيمكن‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬هامة‭ ‬لحلحلة‭ ‬مشاكلها‭.‬

 

مجلس‭ ‬الجهات‭ ‬والأقاليم

 

وإثر‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬جوان‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والوكالة‭ ‬الفرنسية‭ ‬للتنمية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬خط‭ ‬تمويل‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنعاش‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬يعقد‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬8‭ ‬أفريل‭ ‬2025‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬العاشرة‭ ‬صباحًا،‭ ‬ويتضمن‭ ‬جدول‭ ‬أعمالها‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬برئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وأعضائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وأعضائه‭. ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬نظر،‭ ‬وتولى‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬إحالته‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭. ‬وهو‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تنزيل‭ ‬أحكام‭ ‬دستور‭ ‬2022‭ ‬الذي‭ ‬كرس‭ ‬نظام‭ ‬الغرفتين‭ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬الفصل‭ ‬56‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يفوض‭ ‬الشعب‭ ‬صاحب‭ ‬السيادة‭ ‬الوظيفة‭ ‬التشريعية‭ ‬لمجلس‭ ‬نيابي‭ ‬أول‭ ‬يسمى‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬ولمجلس‭ ‬نيابي‭ ‬ثان‭ ‬يسمى‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭.‬

 

وتم‭ ‬ضبط‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المنطبقة‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬وأعضائه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬غرفة‭ ‬تشريعية‭ ‬واحدة‭ ‬وذلك‭ ‬بمقتضى‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬145‭ ‬لسنة‭ ‬1988‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬ديسمبر‭ ‬1988‭ ‬المتعلق‭ ‬بقانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬1989‭ ‬في‭ ‬الفصلين‭ ‬72‭ ‬و73،‭ ‬وهي‭ ‬أحكام‭ ‬خاصة‭ ‬بالمنح‭ ‬النيابية‭ ‬المخولة‭ ‬لرئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬وكذلك‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬16‭ ‬لسنة‭ ‬1985‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬مارس‭ ‬1985‭ ‬المتعلق‭ ‬بنظام‭ ‬تقاعد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬والقانون‭ ‬عدد‭ ‬112‭ ‬لسنة‭ ‬1983‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬ديسمبر‭ ‬1983‭ ‬المتعلق‭ ‬بالنظام‭ ‬الأساسي‭ ‬العام‭ ‬لأعوان‭ ‬الدولة‭ ‬والجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬ذات‭ ‬الصبغة‭ ‬الإدارية،‭ ‬والقانون‭ ‬عدد‭ ‬78‭ ‬لسنة‭ ‬1985‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬أوت‭ ‬1985‭ ‬المتعلق‭ ‬بالنظام‭ ‬الأساسي‭ ‬العام‭ ‬لأعوان‭ ‬الدواوين‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬ذات‭ ‬الصيغة‭ ‬الصناعية‭ ‬والتجارية‭ ‬والشركات‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬رأس‭ ‬مالها‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬وكليًا،‭ ‬وذلك‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بإحالة‭ ‬الأعضاء‭ ‬والأعوان‭ ‬العموميين‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬المباشرة‭ ‬الخاصة‭.‬

وتمت‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنتين‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬برئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وأعضائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وأعضائه،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬البرلمان‭ ‬التونسي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬غرفتين‭ ‬تشريعيتين‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬ضبط‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المنطبقة‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬الغرفة‭ ‬الثانية،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬المنح‭ ‬المخولة‭ ‬لهم،‭ ‬ونظام‭ ‬التقاعد‭ ‬المنطبق‭ ‬عليهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬إحالة‭ ‬الأعوان‭ ‬العموميين‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬المباشرة‭ ‬وذلك‭ ‬بمقتضى‭ ‬قانون‭. ‬ويهدف‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬برئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وأعضائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وأعضائه،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬قد‭ ‬انطلق‭ ‬بصفة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬نشاطه‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬أفريل‭ ‬2024‭ ‬الموافق‭ ‬لجلسته‭ ‬الافتتاحية،‭ ‬فقد‭ ‬نص‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬أحكامه‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬التاريخ‭ ‬المذكور‭. ‬وتضمن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬أربعة‭ ‬فصول‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬وختمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ونشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تركيز‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭.‬

مبادرات‭ ‬تشريعية

وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجلسات‭ ‬العامة‭ ‬المخصصة‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬قرر‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬15‭ ‬أفريل‭ ‬2025‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬العاشرة‭ ‬صباحًا،‭ ‬ويتضمن‭ ‬جدول‭ ‬أعمالها‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نواب‭ ‬كتلة‭ ‬الأحرار،‭ ‬وهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬73‭ ‬لسنة‭ ‬2000‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2000‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭. ‬ونشر‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬موقعه‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭. ‬ويذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬لديها‭ ‬مبادرة‭ ‬تشريعية‭ ‬أخرى‭ ‬لم‭ ‬تنظر‭ ‬فيها‭ ‬بعد،‭ ‬وهي‭ ‬تتعلق‭ ‬بإحداث‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬الخاصة‭ ‬وتنظيمها،‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النائب‭ ‬هشام‭ ‬حسني‭ ‬بمعية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭.‬

 

أما‭ ‬بقية‭ ‬اللجان‭ ‬التشريعية‭ ‬فستنظر‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬ورود‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تنكب‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬إعدادها،‭ ‬وستجد‭ ‬هذه‭ ‬اللجان‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استكمال‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬والمبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬المعروضة‭ ‬على‭ ‬أنظارها‭ ‬قصد‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬قبل‭ ‬موعد‭ ‬العطلة‭ ‬البرلمانية‭. ‬فبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام،‭ ‬فمن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬بمعية‭ ‬لجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬للمصادقة‭ ‬على‭ ‬تقريرها‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قررتا‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬إثر‭ ‬عقد‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬وعن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬ونقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬والهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭. ‬وهو‭ ‬مقترح‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬تمتيع‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بإصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬يساوي‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬المبلغ‭ ‬المُضمن‭ ‬به‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬بالعفو‭ ‬العام،‭ ‬وذلك‭ ‬تماهيًا‭ ‬وتناغمًا‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬والمتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها،‭ ‬ولتلافي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬وحالت‭ ‬دون‭ ‬تسوية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوضعيات‭.‬

وحسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬اللجنتين،‭ ‬تتمثل‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬إدماج‭ ‬مصدري‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬مما‭ ‬سيمكنهم‭ ‬من‭ ‬خلاص‭ ‬مبالغ‭ ‬الشيكات‭ ‬المتخلدة‭ ‬بذمتهم‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للدائن‭ ‬المستفيد،‭ ‬ليتولى‭ ‬القيام‭ ‬بإجراءات‭ ‬الاستخلاص‭ ‬المتاحة‭ ‬له‭ ‬مدنيًا‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يتسلط‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائي‭. ‬كما‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬مناخ‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬وتحسين‭ ‬مناخ‭ ‬الأعمال،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أثره‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬المحاكم‭ ‬والتقليص‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬المنشورة‭. ‬وخلال‭ ‬النقاش،‭ ‬أشار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بمقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية،‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والآليات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تسوية‭ ‬وضعية‭ ‬من‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬حقهم‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬محل‭ ‬تتبعات‭ ‬دون‭ ‬الإضرار‭ ‬بالحقوق‭ ‬المالية‭ ‬للدائن‭ ‬المستفيد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اعتبر‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬المساس‭ ‬بمبادئ‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬المتقاضين،‭ ‬وطالبوا‭ ‬بالأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تترتب‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬هذا‭ ‬العفو،‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬وإحصائيات‭ ‬دقيقة‭. ‬وبعد‭ ‬نقاش‭ ‬المقترح،‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬التصويت‭ ‬فصلًا‭ ‬فصلًا،‭ ‬وتمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬معدلة‭ ‬وشمل‭ ‬التعديل‭ ‬الفصل‭ ‬الأول،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تمتيع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكًا‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬دون‭ ‬تسقيف‭ ‬لمبلغ‭ ‬الشيك‭ ‬مثلما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الصيغة‭ ‬الأصلية‭.‬

زيارات‭ ‬ميدانية

أما‭ ‬لجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬فليس‭ ‬أمامها‭ ‬سوى‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬الجمعيات‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وتمت‭ ‬إحالته‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬المنعقد‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬12‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭. ‬وقد‭ ‬قررت‭ ‬اللجنة‭ ‬بتركيبتها‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬مواصلة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية،‭ ‬كما‭ ‬قررت‭ ‬تنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬الإيقاف‭ ‬وتنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬إلى‭ ‬مصانع‭ ‬النسيج‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬وضعية‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭ ‬فيها،‭ ‬وقررت‭ ‬الاهتمام‭ ‬بقطاع‭ ‬الإعلام‭.‬

ومن‭ ‬المقترحات‭ ‬الأخرى‭ ‬المعروضة‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬اللجان‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬68‭ ‬لسنة‭ ‬2016‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬أوت‭ ‬2016‭ ‬المتعلق‭ ‬بإحداث‭ ‬مجلس‭ ‬وطني‭ ‬للتونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬وبضبط‭ ‬مشمولاته‭ ‬وتركيبته‭ ‬وطرق‭ ‬تسييره،‭ ‬وتعهدت‭ ‬بدراسته‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وشؤون‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬والهجرة‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬إبداء‭ ‬رأي‭ ‬لجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬الإدارة‭ ‬وتطويرها‭ ‬والرقمنة‭ ‬والحوكمة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفساد‭.‬

وهناك‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬24‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والوكالة‭ ‬الفرنسية‭ ‬للتنمية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬مشروع‭ ‬تعصير‭ ‬الديوان‭ ‬الوطني‭ ‬للحماية‭ ‬المدنية،‭ ‬وهو‭ ‬مقدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬بتاريخ‭ ‬3‭ ‬فيفري‭ ‬2025،‭ ‬وأحاله‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬ولجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنقل‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والتهيئة‭ ‬العمرانية‭. ‬ويوجد‭ ‬على‭ ‬مكتبي‭ ‬اللجنتين‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الضمان‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والصندوق‭ ‬العربي‭ ‬للإنماء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بصفته‭ ‬مديرًا‭ ‬لصندوق‭ ‬‮«‬بادر‮»‬‭ ‬لتنمية‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالقرض‭ ‬المسند‭ ‬إلى‭ ‬الصندوق‭ ‬التونسي‭ ‬للاستثمار‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬مشروعات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭. ‬وتم‭ ‬إيداع‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬منذ‭ ‬23‭ ‬جانفي‭ ‬2025،‭ ‬وذلك‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬منذ‭ ‬22‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬وهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ومكافحة‭ ‬اقتصاد‭ ‬الريع‭.‬

كما‭ ‬هناك‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬وإتمام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬35‭ ‬لسنة‭ ‬2016‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬أفريل‭ ‬2016‭ ‬المتعلق‭ ‬بضبط‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭. ‬ويذكر‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬بدورها‭ ‬بصدد‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬قانون‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭. ‬ويوجد‭ ‬أمام‭ ‬أنظار‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬وإتمام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬17‭ ‬لسنة‭ ‬2005‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬مارس‭ ‬2005‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمعادن‭ ‬النفيسة،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والطاقة‭ ‬والبيئة‭ ‬ولجنة‭ ‬السياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬والخدمات‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬12‭ ‬لسنة‭ ‬1985‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬مارس‭ ‬1985‭ ‬والمتعلق‭ ‬بنظام‭ ‬الجرايات‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬للتقاعد‭ ‬وللباقين‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭. ‬وقد‭ ‬أوصى‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬بأن‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬الإدارة‭ ‬وتطويرها‭ ‬والرقمنة‭ ‬والحوكمة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفساد،‭ ‬ولجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭. ‬ويوجد‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬اللجنة‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بإتمام‭ ‬مجلة‭ ‬التأمين‭ ‬الصادرة‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬24‭ ‬لسنة‭ ‬1992‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬مارس‭ ‬1992‭ ‬مع‭ ‬دعوة‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬إلى‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬فيه،‭ ‬وهناك‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بتوظيف‭ ‬معلوم‭ ‬إسداء‭ ‬خدمة‭ ‬بلدية‭ ‬على‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭. ‬ويوجد‭ ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المُبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬20‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والصندوق‭ ‬الكويتي‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬مشروع‭ ‬تجديد‭ ‬وتطوير‭ ‬خطوط‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬لنقل‭ ‬الفسفاط،‭ ‬وستتولى‭ ‬اللجنة‭ ‬النظر‭ ‬فيه‭ ‬بمعية‭ ‬لجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬

سعيدة بوهلال

في‭ ‬البرلمان‭.. ‬مشاريع‭ ‬قوانين‭ ‬ومبادرات‭ ‬تشريعية‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬المصادقة

بعد‭ ‬عطلة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر،‭ ‬تستأنف‭ ‬هياكل‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭ ‬نشاطها،‭ ‬وتعقد‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬نبيه‭ ‬ثابت،‭ ‬ولجنة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬كمال‭ ‬فراح،‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬4‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬بقصر‭ ‬باردو،‭ ‬جلسة‭ ‬استماع‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬المتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬مقر‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والمجلس‭ ‬العربي‭ ‬للاختصاصات‭ ‬الصحية‭ ‬بشأن‭ ‬فتح‭ ‬مكتب‭ ‬تنسيقي‭ ‬بتونس،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬منذ‭ ‬3‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭.

وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬يوجد‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬الثقيل‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭. ‬وكانت‭ ‬اللجنة‭ ‬قد‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬ويرغب‭ ‬أعضاؤها‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬النظر‭ ‬فيه‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬قبل‭ ‬عيد‭ ‬الشغل‭ ‬غرة‭ ‬ماي‭. ‬وتم،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن،‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬استماع‭ ‬بشأنه‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬25‭ ‬مارس‭ ‬2025‭. ‬وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬البلاغ‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬اللجنة،‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تباين‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬النواب‭. ‬إذ‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يعتبر‭ ‬نصًا‭ ‬ثوريًا‭ ‬يمكّن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬وضعيات‭ ‬قانونية‭ ‬وواقعية‭ ‬غير‭ ‬سليمة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ثمنوا‭ ‬ما‭ ‬جاءت‭ ‬به‭ ‬أحكامه‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالقطع‭ ‬نهائيًا‭ ‬مع‭ ‬أشكال‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مناولة‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬كراء‭ ‬خدمة‭ ‬الآدمي،‭ ‬وهي‭ ‬مظهر‭ ‬جديد‭ ‬لفكرة‭ ‬الاستعباد،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬البلد‭ ‬السباق‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬إلغاء‭ ‬الرق،‭ ‬معتبرين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬مقومات‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬اعتبر‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬النص‭ ‬غلب‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ملاحظين‭ ‬خلو‭ ‬وثيقة‭ ‬شرح‭ ‬الأسباب‭ ‬من‭ ‬المعطيات‭ ‬الإحصائية‭ ‬وعدم‭ ‬إرفاق‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬بدراسة‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إنارة‭ ‬النواب‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬تقييم‭ ‬المشروع‭ ‬بموضوعية،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬آثاره‭ ‬المحتملة‭ ‬على‭ ‬تنافسية‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬اقتصادي‭ ‬وطني‭ ‬ودولي‭ ‬صعب‭.‬

واعتبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬العقود‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬معمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وأن‭ ‬المشكل‭ ‬لا‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬المناولة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬فراغ‭ ‬تشريعي‭ ‬وتذبذب‭ ‬فقهي‭ ‬وقضائي‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬شرعية‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬مما‭ ‬ترك‭ ‬المجال‭ ‬للتعسف‭ ‬في‭ ‬استعمالها‭. ‬وبيّنوا‭ ‬أن‭ ‬الحلّ‭ ‬الأسلم‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬المناولة‭ ‬وتقنينها‭ ‬بدقة‭ ‬عوض‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬الفراغ‭ ‬القانوني‭ ‬نحو‭ ‬التجريم‭ ‬مباشرة‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬البلاغ‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬30‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬استأثر‭ ‬بحيز‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬النقاش،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬صياغته‭ ‬غامضة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬بدورها‭ ‬مدخلًا‭ ‬للتحايل‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالفصلين‭ ‬28‭ ‬جديد‭ ‬و30‭ ‬مكرر‭. ‬وأكدوا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توضيح‭ ‬المقصود‭ ‬بعبارات‭ ‬‮«‬خدمات‮»‬‭ ‬و»أشغال‮»‬‭ ‬بكل‭ ‬دقة‭. ‬وتساءل‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تطبيق‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬بفقرتيه‭ ‬المتعلقتين‭ ‬بترسيم‭ ‬أعوان‭ ‬المناولة‭ ‬واحتساب‭ ‬الأقدمية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬قدّم‭ ‬الأجير‭ ‬خدماته‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬مستفيدة‭. ‬ودعا‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬بعض‭ ‬الفصول‭ ‬غير‭ ‬الواضحة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الفصل‭ ‬التاسع‭ ‬المتعلق‭ ‬بالآثار‭ ‬الرجعية‭ ‬لمشروع‭ ‬القانون‭.‬

جلسات‭ ‬عامة

وفي‭ ‬انتظار‭ ‬برمجة‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬أخرى‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬يعقد‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬7‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬العاشرة‭ ‬صباحًا،‭ ‬ويتضمن‭ ‬جدول‭ ‬أعمالها‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬جوان‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والوكالة‭ ‬الفرنسية‭ ‬للتنمية،‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬خط‭ ‬تمويل‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنعاش‭ ‬الاقتصادي‭. ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وأحاله‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬ولجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنقل‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والتهيئة‭ ‬العمرانية‭. ‬وتولت‭ ‬اللجنتان،‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬2025،‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬ووزارة‭ ‬المالية‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬حول‭ ‬المشروع،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬توصلهما‭ ‬بوثائق‭ ‬تضمنت‭ ‬معطيات‭ ‬وبيانات‭ ‬إحصائية‭ ‬بخصوص‭ ‬خطوط‭ ‬تمويل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭.‬

 

وكانت‭ ‬اللجنتان‭ ‬قد‭ ‬طالبتا‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬بمدّها‭ ‬بمعطيات‭ ‬حول‭ ‬خطوط‭ ‬التمويل‭ ‬المذكورة‭ ‬لمعرفة‭ ‬كيفية‭ ‬صرف‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬سابقًا‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بتمويل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬ومدى‭ ‬نجاعتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة‭. ‬وخلال‭ ‬النقاش،‭ ‬أكد‭ ‬النواب‭ ‬تواصل‭ ‬المشاكل‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنوات،‭ ‬رغم‭ ‬تمتعها‭ ‬بخطوط‭ ‬تمويل‭ ‬بواسطة‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الدولة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬مراجعة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بصفة‭ ‬أعمق‭ ‬والقيام‭ ‬بالتشخيص‭ ‬اللازم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إغراق‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬بالديون‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬المأمول‭ ‬منها‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬واجتماعيًا‭.‬

 

واعتبروا‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬خطوط‭ ‬التمويل‭ ‬ضعيف‭ ‬جدًا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعدد‭ ‬الجملي‭ ‬للمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تشكو‭ ‬صعوبات‭ ‬مالية‭. ‬واستفسروا‭ ‬عن‭ ‬المنهجية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬منح‭ ‬التمويلات‭ ‬وعن‭ ‬مدى‭ ‬تمتع‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬بالأولوية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬وطالب‭ ‬عدد‭ ‬منهم‭ ‬بضرورة‭ ‬مراجعة‭ ‬سقف‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إقراضها‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬التي‭ ‬تشكو‭ ‬عجزًا‭ ‬هيكليًا،‭ ‬لأن‭ ‬التزاماتها‭ ‬وديونها‭ ‬تفوق‭ ‬بكثير‭ ‬ما‭ ‬تتيحه‭ ‬لها‭ ‬خطوط‭ ‬التمويل،‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬مشاكلها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬غلق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬ومزيد‭ ‬تفاقم‭ ‬العجز‭ ‬الهيكلي‭ ‬للكثير‭ ‬منها‭.‬

 

وشدد‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تقليص‭ ‬الآجال‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬التراخيص‭ ‬وتبسيط‭ ‬كراسات‭ ‬الشروط‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تشعب‭ ‬الإجراءات‭ ‬لتيسير‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬التمويل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالتشريعات‭ ‬ومراجعتها‭ ‬لتستجيب‭ ‬إلى‭ ‬مقتضيات‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭. ‬وأكدوا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬القيام‭ ‬بتشخيص‭ ‬موضوعي‭ ‬للوضع‭ ‬لإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬الهيكلية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬وتكريس‭ ‬مبادئ‭ ‬الحوكمة‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬فيها،‭ ‬بما‭ ‬يؤسس‭ ‬لخلق‭ ‬نسيج‭ ‬اقتصادي‭ ‬متماسك‭ ‬ومرتكز‭ ‬على‭ ‬قروض‭ ‬استثمارية‭ ‬ذات‭ ‬مردودية‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬عالية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭ ‬ووفق‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬ومنوال‭ ‬تنمية‭ ‬جديد‭.‬

 

وينتظر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬مصادقة‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنه‭ ‬سيمكن‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬هامة‭ ‬لحلحلة‭ ‬مشاكلها‭.‬

 

مجلس‭ ‬الجهات‭ ‬والأقاليم

 

وإثر‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬جوان‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والوكالة‭ ‬الفرنسية‭ ‬للتنمية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬خط‭ ‬تمويل‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنعاش‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬يعقد‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬8‭ ‬أفريل‭ ‬2025‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬العاشرة‭ ‬صباحًا،‭ ‬ويتضمن‭ ‬جدول‭ ‬أعمالها‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬برئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وأعضائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وأعضائه‭. ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬استعجال‭ ‬نظر،‭ ‬وتولى‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬إحالته‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭. ‬وهو‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تنزيل‭ ‬أحكام‭ ‬دستور‭ ‬2022‭ ‬الذي‭ ‬كرس‭ ‬نظام‭ ‬الغرفتين‭ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬الفصل‭ ‬56‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يفوض‭ ‬الشعب‭ ‬صاحب‭ ‬السيادة‭ ‬الوظيفة‭ ‬التشريعية‭ ‬لمجلس‭ ‬نيابي‭ ‬أول‭ ‬يسمى‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬ولمجلس‭ ‬نيابي‭ ‬ثان‭ ‬يسمى‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭.‬

 

وتم‭ ‬ضبط‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المنطبقة‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬وأعضائه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬غرفة‭ ‬تشريعية‭ ‬واحدة‭ ‬وذلك‭ ‬بمقتضى‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬145‭ ‬لسنة‭ ‬1988‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬ديسمبر‭ ‬1988‭ ‬المتعلق‭ ‬بقانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬1989‭ ‬في‭ ‬الفصلين‭ ‬72‭ ‬و73،‭ ‬وهي‭ ‬أحكام‭ ‬خاصة‭ ‬بالمنح‭ ‬النيابية‭ ‬المخولة‭ ‬لرئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬وكذلك‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬16‭ ‬لسنة‭ ‬1985‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬مارس‭ ‬1985‭ ‬المتعلق‭ ‬بنظام‭ ‬تقاعد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬والقانون‭ ‬عدد‭ ‬112‭ ‬لسنة‭ ‬1983‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬ديسمبر‭ ‬1983‭ ‬المتعلق‭ ‬بالنظام‭ ‬الأساسي‭ ‬العام‭ ‬لأعوان‭ ‬الدولة‭ ‬والجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬ذات‭ ‬الصبغة‭ ‬الإدارية،‭ ‬والقانون‭ ‬عدد‭ ‬78‭ ‬لسنة‭ ‬1985‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬أوت‭ ‬1985‭ ‬المتعلق‭ ‬بالنظام‭ ‬الأساسي‭ ‬العام‭ ‬لأعوان‭ ‬الدواوين‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬ذات‭ ‬الصيغة‭ ‬الصناعية‭ ‬والتجارية‭ ‬والشركات‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬رأس‭ ‬مالها‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬وكليًا،‭ ‬وذلك‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بإحالة‭ ‬الأعضاء‭ ‬والأعوان‭ ‬العموميين‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬المباشرة‭ ‬الخاصة‭.‬

وتمت‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنتين‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬برئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وأعضائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وأعضائه،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬البرلمان‭ ‬التونسي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬غرفتين‭ ‬تشريعيتين‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬ضبط‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المنطبقة‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬الغرفة‭ ‬الثانية،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬المنح‭ ‬المخولة‭ ‬لهم،‭ ‬ونظام‭ ‬التقاعد‭ ‬المنطبق‭ ‬عليهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬إحالة‭ ‬الأعوان‭ ‬العموميين‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬المباشرة‭ ‬وذلك‭ ‬بمقتضى‭ ‬قانون‭. ‬ويهدف‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬برئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وأعضائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وأعضائه،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬قد‭ ‬انطلق‭ ‬بصفة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬نشاطه‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬أفريل‭ ‬2024‭ ‬الموافق‭ ‬لجلسته‭ ‬الافتتاحية،‭ ‬فقد‭ ‬نص‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬أحكامه‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬التاريخ‭ ‬المذكور‭. ‬وتضمن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬أربعة‭ ‬فصول‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬وختمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ونشره‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تركيز‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭.‬

مبادرات‭ ‬تشريعية

وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجلسات‭ ‬العامة‭ ‬المخصصة‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬قرر‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬15‭ ‬أفريل‭ ‬2025‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬العاشرة‭ ‬صباحًا،‭ ‬ويتضمن‭ ‬جدول‭ ‬أعمالها‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نواب‭ ‬كتلة‭ ‬الأحرار،‭ ‬وهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬73‭ ‬لسنة‭ ‬2000‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2000‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭. ‬ونشر‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬موقعه‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭. ‬ويذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬لديها‭ ‬مبادرة‭ ‬تشريعية‭ ‬أخرى‭ ‬لم‭ ‬تنظر‭ ‬فيها‭ ‬بعد،‭ ‬وهي‭ ‬تتعلق‭ ‬بإحداث‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬الخاصة‭ ‬وتنظيمها،‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النائب‭ ‬هشام‭ ‬حسني‭ ‬بمعية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭.‬

 

أما‭ ‬بقية‭ ‬اللجان‭ ‬التشريعية‭ ‬فستنظر‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬ورود‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تنكب‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬إعدادها،‭ ‬وستجد‭ ‬هذه‭ ‬اللجان‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استكمال‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬والمبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬المعروضة‭ ‬على‭ ‬أنظارها‭ ‬قصد‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬قبل‭ ‬موعد‭ ‬العطلة‭ ‬البرلمانية‭. ‬فبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام،‭ ‬فمن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬بمعية‭ ‬لجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والوظيفة‭ ‬الانتخابية‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬للمصادقة‭ ‬على‭ ‬تقريرها‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬جريمة‭ ‬إصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قررتا‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬إثر‭ ‬عقد‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬إلى‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬جهة‭ ‬المبادرة‭ ‬وعن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬ونقابة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬والهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمحامين‭. ‬وهو‭ ‬مقترح‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬تمتيع‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بإصدار‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬يساوي‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬المبلغ‭ ‬المُضمن‭ ‬به‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬بالعفو‭ ‬العام،‭ ‬وذلك‭ ‬تماهيًا‭ ‬وتناغمًا‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬والمتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها،‭ ‬ولتلافي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬وحالت‭ ‬دون‭ ‬تسوية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوضعيات‭.‬

وحسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬اللجنتين،‭ ‬تتمثل‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬إدماج‭ ‬مصدري‭ ‬الشيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬مما‭ ‬سيمكنهم‭ ‬من‭ ‬خلاص‭ ‬مبالغ‭ ‬الشيكات‭ ‬المتخلدة‭ ‬بذمتهم‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للدائن‭ ‬المستفيد،‭ ‬ليتولى‭ ‬القيام‭ ‬بإجراءات‭ ‬الاستخلاص‭ ‬المتاحة‭ ‬له‭ ‬مدنيًا‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يتسلط‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائي‭. ‬كما‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬مناخ‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬وتحسين‭ ‬مناخ‭ ‬الأعمال،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أثره‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬المحاكم‭ ‬والتقليص‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬المنشورة‭. ‬وخلال‭ ‬النقاش،‭ ‬أشار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بمقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬المجلة‭ ‬التجارية،‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والآليات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تسوية‭ ‬وضعية‭ ‬من‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬حقهم‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬محل‭ ‬تتبعات‭ ‬دون‭ ‬الإضرار‭ ‬بالحقوق‭ ‬المالية‭ ‬للدائن‭ ‬المستفيد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اعتبر‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬المساس‭ ‬بمبادئ‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬المتقاضين،‭ ‬وطالبوا‭ ‬بالأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تترتب‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬هذا‭ ‬العفو،‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬وإحصائيات‭ ‬دقيقة‭. ‬وبعد‭ ‬نقاش‭ ‬المقترح،‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬التصويت‭ ‬فصلًا‭ ‬فصلًا،‭ ‬وتمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬معدلة‭ ‬وشمل‭ ‬التعديل‭ ‬الفصل‭ ‬الأول،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تمتيع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أصدر‭ ‬شيكًا‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬بالعفو‭ ‬العام‭ ‬دون‭ ‬تسقيف‭ ‬لمبلغ‭ ‬الشيك‭ ‬مثلما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الصيغة‭ ‬الأصلية‭.‬

زيارات‭ ‬ميدانية

أما‭ ‬لجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬فليس‭ ‬أمامها‭ ‬سوى‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬الجمعيات‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وتمت‭ ‬إحالته‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬المنعقد‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬12‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭. ‬وقد‭ ‬قررت‭ ‬اللجنة‭ ‬بتركيبتها‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬مواصلة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية،‭ ‬كما‭ ‬قررت‭ ‬تنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬الإيقاف‭ ‬وتنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬إلى‭ ‬مصانع‭ ‬النسيج‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬وضعية‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭ ‬فيها،‭ ‬وقررت‭ ‬الاهتمام‭ ‬بقطاع‭ ‬الإعلام‭.‬

ومن‭ ‬المقترحات‭ ‬الأخرى‭ ‬المعروضة‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬اللجان‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬68‭ ‬لسنة‭ ‬2016‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬أوت‭ ‬2016‭ ‬المتعلق‭ ‬بإحداث‭ ‬مجلس‭ ‬وطني‭ ‬للتونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬وبضبط‭ ‬مشمولاته‭ ‬وتركيبته‭ ‬وطرق‭ ‬تسييره،‭ ‬وتعهدت‭ ‬بدراسته‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وشؤون‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬والهجرة‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬إبداء‭ ‬رأي‭ ‬لجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬الإدارة‭ ‬وتطويرها‭ ‬والرقمنة‭ ‬والحوكمة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفساد‭.‬

وهناك‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬24‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والوكالة‭ ‬الفرنسية‭ ‬للتنمية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬مشروع‭ ‬تعصير‭ ‬الديوان‭ ‬الوطني‭ ‬للحماية‭ ‬المدنية،‭ ‬وهو‭ ‬مقدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬بتاريخ‭ ‬3‭ ‬فيفري‭ ‬2025،‭ ‬وأحاله‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬ولجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنقل‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والتهيئة‭ ‬العمرانية‭. ‬ويوجد‭ ‬على‭ ‬مكتبي‭ ‬اللجنتين‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الضمان‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والصندوق‭ ‬العربي‭ ‬للإنماء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بصفته‭ ‬مديرًا‭ ‬لصندوق‭ ‬‮«‬بادر‮»‬‭ ‬لتنمية‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالقرض‭ ‬المسند‭ ‬إلى‭ ‬الصندوق‭ ‬التونسي‭ ‬للاستثمار‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬مشروعات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭. ‬وتم‭ ‬إيداع‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬منذ‭ ‬23‭ ‬جانفي‭ ‬2025،‭ ‬وذلك‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬منذ‭ ‬22‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬وهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ومكافحة‭ ‬اقتصاد‭ ‬الريع‭.‬

كما‭ ‬هناك‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬وإتمام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬35‭ ‬لسنة‭ ‬2016‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬أفريل‭ ‬2016‭ ‬المتعلق‭ ‬بضبط‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭. ‬ويذكر‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬بدورها‭ ‬بصدد‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬قانون‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭. ‬ويوجد‭ ‬أمام‭ ‬أنظار‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬وإتمام‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬17‭ ‬لسنة‭ ‬2005‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬مارس‭ ‬2005‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمعادن‭ ‬النفيسة،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬ولجنة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والطاقة‭ ‬والبيئة‭ ‬ولجنة‭ ‬السياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬والخدمات‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنقيح‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬12‭ ‬لسنة‭ ‬1985‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬مارس‭ ‬1985‭ ‬والمتعلق‭ ‬بنظام‭ ‬الجرايات‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬للتقاعد‭ ‬وللباقين‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭. ‬وقد‭ ‬أوصى‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬بأن‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬تنظيم‭ ‬الإدارة‭ ‬وتطويرها‭ ‬والرقمنة‭ ‬والحوكمة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفساد،‭ ‬ولجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭. ‬ويوجد‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬اللجنة‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بإتمام‭ ‬مجلة‭ ‬التأمين‭ ‬الصادرة‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬24‭ ‬لسنة‭ ‬1992‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬مارس‭ ‬1992‭ ‬مع‭ ‬دعوة‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬وشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬إلى‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬فيه،‭ ‬وهناك‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭ ‬يتعلق‭ ‬بتوظيف‭ ‬معلوم‭ ‬إسداء‭ ‬خدمة‭ ‬بلدية‭ ‬على‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭. ‬ويوجد‭ ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المُبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬20‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والصندوق‭ ‬الكويتي‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬مشروع‭ ‬تجديد‭ ‬وتطوير‭ ‬خطوط‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬لنقل‭ ‬الفسفاط،‭ ‬وستتولى‭ ‬اللجنة‭ ‬النظر‭ ‬فيه‭ ‬بمعية‭ ‬لجنة‭ ‬التخطيط‭ ‬

سعيدة بوهلال