- رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية لـ«الصباح»: مبادرات هامة لتصدير منتوجات الصناعات التقليدية إلى الولايات المتحدة الأمريكية
تجاوزت صادرات قطاع الصناعات التقليدية التونسية 160 مليون دينار في 2024، فيما بلغت قيمة الصادرات المباشرة عام 2023، 152 مليون دينار، وتطمح تونس إلى مضاعفة هذا الرقم ورفعه إلى 500 مليون دينار في غضون سنة 2026. ويساهم قطاع الصناعات التقليدية بأكثر من 4 بالمائة من الناتج الوطني الخام ويوفّر ما يزيد عن 300 ألف موطن شغل تغطي 76 نشاطا، أغلبها من النساء، كما يعدّ ركيزة أساسية في القطاع السياحي ومصدرا للعملة الصعبة وعنصرا بارزا للتنمية والتشغيل.
وتُعوّل تونس على تنوّع نسيجها من الصناعات التقليدية على غرار الملابس والإكسسوارات والأثاث من بينها الزربية والشاشية والجبة والخزف والبلور والخشب والبرنس والمرقوم والفخار والحلي، لثقتها في أن التنوّع أحد أبرز سبل تعزيز الصادرات. وفي هذا الصدد، أفاد رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية صالح عمامو لـ«الصباح» أن قطاع الصناعات التقليدية يعدّ من القطاعات الاستراتيجية والحيوية والعريقة وتقدّم موروثا تاريخيا ومخزونا تراثيا تراكم عبر السنوات الطويلة.
وبخصوص أرقام الصادرات المسجّلة في السنوات الأخيرة، أكد محدثنا أنها أرقام هامة وتعكس تطورا لافتا لأرقام الصادرات غير أنها لا ترتقي إلى الأرقام التي تم تسجيلها سنة 2009، معربا عن أمله في أن تواصل صادرات الصناعات التقليدية نسقها التصاعدي من حيث القيمة والحجم لتتجاوز أرقام سنة 2009.
رهان على السوق الأمريكية
وفي ما يتعلّق بالأسواق المورّدة للصناعات التقليدية التونسية، أوضح رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أن تونس لا تزال تتوجه بقوة إلى أسواقها التقليدية في إشارة إلى دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن هناك مبادرات هامة لتصدير منتوجات الصناعات التقليدية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن تونس كسبت هذا الرهان على خلفية أن أسواق الولايات المتحدة الأمريكية تُصنّف في خانة الأسواق الصعبة للنفاذ إليها حيث تتطلب إمكانيات كبيرة واستجابة لعدد من الشروط أبرزها شروط فنية.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر قائمة مستوردي الصناعة التقليدية التونسية، حيث أبرز وزير السياحة سفيان تقية أن خشب الزيتون والألياف النباتية والفخار تُعدّ من بين أكثر المنتوجات من الصناعات التقليدية التي توزّد بها تونس الولايات المتحدة الأمريكية.
الأسواق الإفريقية سوق واعدة وهامة
وفي ذات السياق، قال صالح عمامو أن الأسواق الإفريقية لا تقلّ أهمية عن الأسواق الأمريكية وهي سوق كبيرة وواعدة، وتلاقي فيها الشاشية التونسية طلبا كبيرا ومستمرّا وهو ما يمكن تثمينه وتعزيزه، إذ يحتاج الحرفيون في هذا المجال، إلى دعم الدولة لوجستيا وماليا لا سيما صغار الحرفيين. هذا وشدّد على ضرورة إعادة هيكلة مصنع البطان في ولاية منوبة لصناعة الشاشية معتبرا أنه من المصانع الأساسية لإنتاج الشاشية في بلادنا وعمره يتجاوز 300 سنة.
طلب صيني كبير على المرجان
وحسب رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية فإن الأسواق الصينية يمكن أن تكون وجهة لتصدير الصناعات التقليدية التونسية إليها خصوصا المرجان، حيث يوجد طلب كبير صيني على هذا المنتوج، مقترحا بأن تُفوّت الديوانة التونسية بالبيع في جزء من المرجان المحجوز للحرفيين، مع ضرورة تأطير الحرفيين في مجال المرجان.
وتطرّق محدثنا إلى سوق المملكة المتحدة، التي وصفها بالسوق الجديدة ويمكن أن تكون حظوظ تونس كبيرة لاقتحامها في العديد من الاختصاصات في الصناعات التقليدية.
وتمكّنت تونس من اكتساح العديد من الأسواق العالمية في قطاع الصناعات التقليدية رغم المنافسة من طرف المنتوجات الآسيوية المعروفة بانخفاض تكلفتها. وبغاية دعم القطاع، دعا رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية إلى تنفيذ قرار وزاري صادر بتاريخ 15 فيفري 2016، ومن أبرز نقاطه:
إحداث هيكل يعنى بترويج وتسويق المنتوجات التقليدية وتوفير المادة الأولية بالشراكة بين القطاعين الخاص والعام، إلى جانب آلية للتدريب المهني يشرف عليها الديوان الوطني للصناعات التقليدية.
وتولي تونس الجانب الترويجي في مجال الصناعات التقليدية اهتماما بالغا للنهوض بالقطاع والترويج له إذ تنظم العديد من الصالونات والمعارض دون إغفال المشاركة التونسية في التظاهرات الدولية إذ شارك الديوان الوطني للصناعات التقليدية، خلال شهر جانفي 2025، في أهم التظاهرات الدولية الأوروبية المختصة في التزويق والديكور والحرف الفنية بأهم المدن الأوروبية انطلاقا من مدينة فرفرنكفورت الألمانية، مرورا بالعاصمة الفرنسية باريس وصولا إلى مدينة ميلانو الإيطالية.
وسبق أن أعلن وزير السياحة سفيان تقية أن هناك إقبالا من خرّيجي الجامعات على برامج مبتكرة ومجددة في الصناعات التقليدية، حيث بلغ عدد مشاركات الشباب في معرض الصناعات التقليدية 60 % من مجمل المشاركات.
وتشير النسبة المُعلن عنها إلى تجاوز نسبة الشباب النصف وهي نسبة هامة كما تحيل إلى دور هذه الفئة العمرية في ريادة الأعمال والابتكار وتطوير مهنة الحرفي ما ينسجم مع التقنيات والتطورات الحديثة ومواكبة التصاميم الحديثة والأذواق العالمية.
ويحتاج قطاع الصناعات التقليدية إلى الرقمنة حتى تكون الهوية التونسية في هذا المجال أكثر سلاسة من حيث النفاذ إليها سواء من قبل المُصدّرين أو المُورّدين، أو من حيث المبيعات عبر الانترنات.
درصاف اللموشي
- رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية لـ«الصباح»: مبادرات هامة لتصدير منتوجات الصناعات التقليدية إلى الولايات المتحدة الأمريكية
تجاوزت صادرات قطاع الصناعات التقليدية التونسية 160 مليون دينار في 2024، فيما بلغت قيمة الصادرات المباشرة عام 2023، 152 مليون دينار، وتطمح تونس إلى مضاعفة هذا الرقم ورفعه إلى 500 مليون دينار في غضون سنة 2026. ويساهم قطاع الصناعات التقليدية بأكثر من 4 بالمائة من الناتج الوطني الخام ويوفّر ما يزيد عن 300 ألف موطن شغل تغطي 76 نشاطا، أغلبها من النساء، كما يعدّ ركيزة أساسية في القطاع السياحي ومصدرا للعملة الصعبة وعنصرا بارزا للتنمية والتشغيل.
وتُعوّل تونس على تنوّع نسيجها من الصناعات التقليدية على غرار الملابس والإكسسوارات والأثاث من بينها الزربية والشاشية والجبة والخزف والبلور والخشب والبرنس والمرقوم والفخار والحلي، لثقتها في أن التنوّع أحد أبرز سبل تعزيز الصادرات. وفي هذا الصدد، أفاد رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية صالح عمامو لـ«الصباح» أن قطاع الصناعات التقليدية يعدّ من القطاعات الاستراتيجية والحيوية والعريقة وتقدّم موروثا تاريخيا ومخزونا تراثيا تراكم عبر السنوات الطويلة.
وبخصوص أرقام الصادرات المسجّلة في السنوات الأخيرة، أكد محدثنا أنها أرقام هامة وتعكس تطورا لافتا لأرقام الصادرات غير أنها لا ترتقي إلى الأرقام التي تم تسجيلها سنة 2009، معربا عن أمله في أن تواصل صادرات الصناعات التقليدية نسقها التصاعدي من حيث القيمة والحجم لتتجاوز أرقام سنة 2009.
رهان على السوق الأمريكية
وفي ما يتعلّق بالأسواق المورّدة للصناعات التقليدية التونسية، أوضح رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أن تونس لا تزال تتوجه بقوة إلى أسواقها التقليدية في إشارة إلى دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن هناك مبادرات هامة لتصدير منتوجات الصناعات التقليدية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن تونس كسبت هذا الرهان على خلفية أن أسواق الولايات المتحدة الأمريكية تُصنّف في خانة الأسواق الصعبة للنفاذ إليها حيث تتطلب إمكانيات كبيرة واستجابة لعدد من الشروط أبرزها شروط فنية.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر قائمة مستوردي الصناعة التقليدية التونسية، حيث أبرز وزير السياحة سفيان تقية أن خشب الزيتون والألياف النباتية والفخار تُعدّ من بين أكثر المنتوجات من الصناعات التقليدية التي توزّد بها تونس الولايات المتحدة الأمريكية.
الأسواق الإفريقية سوق واعدة وهامة
وفي ذات السياق، قال صالح عمامو أن الأسواق الإفريقية لا تقلّ أهمية عن الأسواق الأمريكية وهي سوق كبيرة وواعدة، وتلاقي فيها الشاشية التونسية طلبا كبيرا ومستمرّا وهو ما يمكن تثمينه وتعزيزه، إذ يحتاج الحرفيون في هذا المجال، إلى دعم الدولة لوجستيا وماليا لا سيما صغار الحرفيين. هذا وشدّد على ضرورة إعادة هيكلة مصنع البطان في ولاية منوبة لصناعة الشاشية معتبرا أنه من المصانع الأساسية لإنتاج الشاشية في بلادنا وعمره يتجاوز 300 سنة.
طلب صيني كبير على المرجان
وحسب رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية فإن الأسواق الصينية يمكن أن تكون وجهة لتصدير الصناعات التقليدية التونسية إليها خصوصا المرجان، حيث يوجد طلب كبير صيني على هذا المنتوج، مقترحا بأن تُفوّت الديوانة التونسية بالبيع في جزء من المرجان المحجوز للحرفيين، مع ضرورة تأطير الحرفيين في مجال المرجان.
وتطرّق محدثنا إلى سوق المملكة المتحدة، التي وصفها بالسوق الجديدة ويمكن أن تكون حظوظ تونس كبيرة لاقتحامها في العديد من الاختصاصات في الصناعات التقليدية.
وتمكّنت تونس من اكتساح العديد من الأسواق العالمية في قطاع الصناعات التقليدية رغم المنافسة من طرف المنتوجات الآسيوية المعروفة بانخفاض تكلفتها. وبغاية دعم القطاع، دعا رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية إلى تنفيذ قرار وزاري صادر بتاريخ 15 فيفري 2016، ومن أبرز نقاطه:
إحداث هيكل يعنى بترويج وتسويق المنتوجات التقليدية وتوفير المادة الأولية بالشراكة بين القطاعين الخاص والعام، إلى جانب آلية للتدريب المهني يشرف عليها الديوان الوطني للصناعات التقليدية.
وتولي تونس الجانب الترويجي في مجال الصناعات التقليدية اهتماما بالغا للنهوض بالقطاع والترويج له إذ تنظم العديد من الصالونات والمعارض دون إغفال المشاركة التونسية في التظاهرات الدولية إذ شارك الديوان الوطني للصناعات التقليدية، خلال شهر جانفي 2025، في أهم التظاهرات الدولية الأوروبية المختصة في التزويق والديكور والحرف الفنية بأهم المدن الأوروبية انطلاقا من مدينة فرفرنكفورت الألمانية، مرورا بالعاصمة الفرنسية باريس وصولا إلى مدينة ميلانو الإيطالية.
وسبق أن أعلن وزير السياحة سفيان تقية أن هناك إقبالا من خرّيجي الجامعات على برامج مبتكرة ومجددة في الصناعات التقليدية، حيث بلغ عدد مشاركات الشباب في معرض الصناعات التقليدية 60 % من مجمل المشاركات.
وتشير النسبة المُعلن عنها إلى تجاوز نسبة الشباب النصف وهي نسبة هامة كما تحيل إلى دور هذه الفئة العمرية في ريادة الأعمال والابتكار وتطوير مهنة الحرفي ما ينسجم مع التقنيات والتطورات الحديثة ومواكبة التصاميم الحديثة والأذواق العالمية.
ويحتاج قطاع الصناعات التقليدية إلى الرقمنة حتى تكون الهوية التونسية في هذا المجال أكثر سلاسة من حيث النفاذ إليها سواء من قبل المُصدّرين أو المُورّدين، أو من حيث المبيعات عبر الانترنات.