حالة هلع في الأوساط الفلاحية على إثر وصول مجموعات من الجراد الصحراوي خلال الأيام الفارطة إلى الجنوب التونسي وتحديدا صحراء ولاية تطاوين وإعلان وصوله إلى مناطق أخرى في الجهة. وأفاد رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتطاوين، عبدالعزيز الحرابي، أمس، بأنّ «الوضع مطمئن»، مشيرًا إلى أن «عمليّة المداواة انطلقت منذ 5 أيام وتُعتبر ناجحة خاصة أنّ الجراد الذي دخل عبر القطر الليبي، لم يصل إلى المناطق المخصصة للزراعات الكبرى بل يتواجد حاليًّا في الذهيبة ويجري تطويقه، في حين تتواجد مجموعات من الجراد بأعداد ضعيفة في قبلي وبن قردان.
وفي سياق متصل أكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بقبلي أسامة الرحماني، أمس، عن دخول مجموعة من الجراد الصحراوي إلى منطقتي بئر العتروس ومرقب امحمد برجيم معتوق.
وأضاف الرحماني، أن عملية المداواة تتم ليلا بعد رصد مكان تجمع الجراد.
وللوقوف على مدى نجاعة الخطة المتبعة من قبل وزارة الفلاحة والمخاطر المحدقة بالقطاع الفلاحي استطلعت «الصباح» رأي المختص في الشأن الفلاحي أنيس بن ريانة، الذي أفادنا بأن وزارة الفلاحة بمختلف مصالحها في حالة من اليقظة القصوى.
وشرح المختص في الشأن الفلاحي أن مصالح وزارة الفلاحة تواصل عمليات المداواة المكثفة بالمناطق التي شهدت مؤخّرا دخول مجموعات صغيرة من الجراد الصحراوي وتحديدا منطقة الذّهيبة بولاية تطاوين التي وصلت إلى بلادنا بعد هبوب الرياح الجنوبية.
وأبرز أن الوضع حاليا تحت السيطرة خاصة وأن «الأفراد»، وليس مجموعات كبيرة، من الجراد قد دخلت الى تونس.
وبين أن وزارة الفلاحة توخت حالة من اليقظة منذ دخول الجراد بكميات كبيرة إلى ليبيا وذلك تبعا لانتشار هذه الآفة في بعض بلدان السّاحل الإفريقي ثم شمال إفريقيا وخاصة ليبيا. وأضاف بالقول «أن الوزارة وإثر معاينات الفريق الفنّي الذي تحول على عين المكان، تبين أنها ليست في شكل أسراب، وأنّها في الوقت الحالي لا تشكّل خطرا على الغطاء النّباتي بالجهة».
وأكد أن الفرق الفنّية تواصل القيام بعمليّة مسح شاملة وكاملة لكل المنطقة لرصد تحرّكات الجراد، وتمّ تجنيد كل المتدخّلين على المستوى المركزي والجهوي للبقاء في حالة يقظة وتكثيف حملة المداواة ضد الآفة بواسطة المبيدات اللاّزمة لمكافحة الأعداد التّي دخلت التّراب التّونسي.
تكرر عودة الجراد
وكشف بن ريانة أن الجراد يتميز «بالعود» أي أنه يعود لعدة مرات حيث دخل إلى إفريقيا لأول مرة سنة 1861 ومنذ ذلك الحين عاشت بلادنا على وقع 12 غزوة تقريبا وكانت الغزوة الأكثر تدميرا هي تلك التي جدت بين 1988 و1989 حيث أتى على الأخضر واليابس.
وبين أن الجراد يعيش بين 3 و4 أشهر ويزن بين 2 و3 غرامات، وأشار أن أنثى الجراد تضع بين 300 و400 بيضة، وكشف أن السرب يتكون من مليارات من الجراد ويتبع في تنقله حركة الرياح لإيجاد الغذاء.
وأبرز أن القرن الإفريقي وإفريقيا الوسطى ومنذ 2016 عاشا على وقع جائحة الجراد بسبب عدم التوقي والمداواة المبكرة، ما تسبب في مجاعات متكررة في كل من السودان والصومال وكينيا وأثيوبيا.. واعتبر أن تونس عاشت دائما حالة من الاستقرار مقارنة ببقية دول إفريقيا بفضل اليقظة الدائمة والتدخل المبكر.
تونس عضو في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي
وأردف المختص في الشأن الفلاحي أنيس بن ريانة لـ«الصباح» أن تونس منخرطة في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومقرها الجزائر وتتضمن 10 دول أعضاء من بينها تونس وبوركينافاسو وليبيا والجزائر ومالي والمغرب والنيجر والسينغال والتشاد مهمتها البحث والتنسيق المشترك في هذا المجال.
خبرة كبيرة في المجال
وأكد مصدرنا أن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لها خبرة كبيرة في هذا المجال حيث انعقدت في إطار الاستعداد المسبق عديد الاجتماعات الاستباقية قبل انعقاد اللّجنة الوطنيّة لليقظة ومكافحة الجراد بحضور ممثّلي الوزارات والهياكل المعنيّة، وخصّصت لدراسة السيناريوهات المحتملة طبقا للمخطط الوطني العاجل لمكافحة الجراد ووضع التّدابير اللاّزمة لمكافحته من خلال تفعيل اللجنة الوطنية واللجان الجهوية.
وشدد مصدرنا بالقول إن الوضع حاليا تحت السيطرة وأن هدف وزارة الفلاحة اليوم صد الجراد في ولايات الصف الأول وهي خط تطاوين ومدنين وتوزر وقابس وقبلي وقفصة.
تخوف من توفر عوامل تنقله
واعتبر المختص في الشأن الفلاحي أن التخوف اليوم من هبوب الرياح القوية التي تساعد الجراد على التنقل، مردفا بالقول إن هذه الفترة تتميز بكثرة الرياح وهي عامل مهم في تلقيح الأشجار، هذا بالإضافة الى توفر العوامل المناخية التي يحبذها الجراد على غرار المناطق الخضراء والرطوبة.
واستدرك المختص بالقول إن اللّجان الجهويّة للجراد بولايات الصف الأول للمواجهة تحت إشراف الولاة والتي تمثل جبهة الصّد الأولى تعمل بجد للقضاء على هذه الآفة قبل تمددها وتوجهها نحو المناطق الخضراء.
حنان قيراط
حالة هلع في الأوساط الفلاحية على إثر وصول مجموعات من الجراد الصحراوي خلال الأيام الفارطة إلى الجنوب التونسي وتحديدا صحراء ولاية تطاوين وإعلان وصوله إلى مناطق أخرى في الجهة. وأفاد رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتطاوين، عبدالعزيز الحرابي، أمس، بأنّ «الوضع مطمئن»، مشيرًا إلى أن «عمليّة المداواة انطلقت منذ 5 أيام وتُعتبر ناجحة خاصة أنّ الجراد الذي دخل عبر القطر الليبي، لم يصل إلى المناطق المخصصة للزراعات الكبرى بل يتواجد حاليًّا في الذهيبة ويجري تطويقه، في حين تتواجد مجموعات من الجراد بأعداد ضعيفة في قبلي وبن قردان.
وفي سياق متصل أكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بقبلي أسامة الرحماني، أمس، عن دخول مجموعة من الجراد الصحراوي إلى منطقتي بئر العتروس ومرقب امحمد برجيم معتوق.
وأضاف الرحماني، أن عملية المداواة تتم ليلا بعد رصد مكان تجمع الجراد.
وللوقوف على مدى نجاعة الخطة المتبعة من قبل وزارة الفلاحة والمخاطر المحدقة بالقطاع الفلاحي استطلعت «الصباح» رأي المختص في الشأن الفلاحي أنيس بن ريانة، الذي أفادنا بأن وزارة الفلاحة بمختلف مصالحها في حالة من اليقظة القصوى.
وشرح المختص في الشأن الفلاحي أن مصالح وزارة الفلاحة تواصل عمليات المداواة المكثفة بالمناطق التي شهدت مؤخّرا دخول مجموعات صغيرة من الجراد الصحراوي وتحديدا منطقة الذّهيبة بولاية تطاوين التي وصلت إلى بلادنا بعد هبوب الرياح الجنوبية.
وأبرز أن الوضع حاليا تحت السيطرة خاصة وأن «الأفراد»، وليس مجموعات كبيرة، من الجراد قد دخلت الى تونس.
وبين أن وزارة الفلاحة توخت حالة من اليقظة منذ دخول الجراد بكميات كبيرة إلى ليبيا وذلك تبعا لانتشار هذه الآفة في بعض بلدان السّاحل الإفريقي ثم شمال إفريقيا وخاصة ليبيا. وأضاف بالقول «أن الوزارة وإثر معاينات الفريق الفنّي الذي تحول على عين المكان، تبين أنها ليست في شكل أسراب، وأنّها في الوقت الحالي لا تشكّل خطرا على الغطاء النّباتي بالجهة».
وأكد أن الفرق الفنّية تواصل القيام بعمليّة مسح شاملة وكاملة لكل المنطقة لرصد تحرّكات الجراد، وتمّ تجنيد كل المتدخّلين على المستوى المركزي والجهوي للبقاء في حالة يقظة وتكثيف حملة المداواة ضد الآفة بواسطة المبيدات اللاّزمة لمكافحة الأعداد التّي دخلت التّراب التّونسي.
تكرر عودة الجراد
وكشف بن ريانة أن الجراد يتميز «بالعود» أي أنه يعود لعدة مرات حيث دخل إلى إفريقيا لأول مرة سنة 1861 ومنذ ذلك الحين عاشت بلادنا على وقع 12 غزوة تقريبا وكانت الغزوة الأكثر تدميرا هي تلك التي جدت بين 1988 و1989 حيث أتى على الأخضر واليابس.
وبين أن الجراد يعيش بين 3 و4 أشهر ويزن بين 2 و3 غرامات، وأشار أن أنثى الجراد تضع بين 300 و400 بيضة، وكشف أن السرب يتكون من مليارات من الجراد ويتبع في تنقله حركة الرياح لإيجاد الغذاء.
وأبرز أن القرن الإفريقي وإفريقيا الوسطى ومنذ 2016 عاشا على وقع جائحة الجراد بسبب عدم التوقي والمداواة المبكرة، ما تسبب في مجاعات متكررة في كل من السودان والصومال وكينيا وأثيوبيا.. واعتبر أن تونس عاشت دائما حالة من الاستقرار مقارنة ببقية دول إفريقيا بفضل اليقظة الدائمة والتدخل المبكر.
تونس عضو في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي
وأردف المختص في الشأن الفلاحي أنيس بن ريانة لـ«الصباح» أن تونس منخرطة في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومقرها الجزائر وتتضمن 10 دول أعضاء من بينها تونس وبوركينافاسو وليبيا والجزائر ومالي والمغرب والنيجر والسينغال والتشاد مهمتها البحث والتنسيق المشترك في هذا المجال.
خبرة كبيرة في المجال
وأكد مصدرنا أن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لها خبرة كبيرة في هذا المجال حيث انعقدت في إطار الاستعداد المسبق عديد الاجتماعات الاستباقية قبل انعقاد اللّجنة الوطنيّة لليقظة ومكافحة الجراد بحضور ممثّلي الوزارات والهياكل المعنيّة، وخصّصت لدراسة السيناريوهات المحتملة طبقا للمخطط الوطني العاجل لمكافحة الجراد ووضع التّدابير اللاّزمة لمكافحته من خلال تفعيل اللجنة الوطنية واللجان الجهوية.
وشدد مصدرنا بالقول إن الوضع حاليا تحت السيطرة وأن هدف وزارة الفلاحة اليوم صد الجراد في ولايات الصف الأول وهي خط تطاوين ومدنين وتوزر وقابس وقبلي وقفصة.
تخوف من توفر عوامل تنقله
واعتبر المختص في الشأن الفلاحي أن التخوف اليوم من هبوب الرياح القوية التي تساعد الجراد على التنقل، مردفا بالقول إن هذه الفترة تتميز بكثرة الرياح وهي عامل مهم في تلقيح الأشجار، هذا بالإضافة الى توفر العوامل المناخية التي يحبذها الجراد على غرار المناطق الخضراء والرطوبة.
واستدرك المختص بالقول إن اللّجان الجهويّة للجراد بولايات الصف الأول للمواجهة تحت إشراف الولاة والتي تمثل جبهة الصّد الأولى تعمل بجد للقضاء على هذه الآفة قبل تمددها وتوجهها نحو المناطق الخضراء.