4 رجات أرضية جدت الليلة قبل الماضية في تونس، الأولى شمال المحرس بقوة 2.7° على سلم ريشتر على الساعة 19 و 14دق، والثانية بالمكناسي بقوة4.1° على الساعة 21 و45 دق، والثالثة غرب السند من ولاية قفصة بقوة 2.2° على الساعة 23 و10ودق، والرابعة بغار الدماء بجندوبة بقوة 2.5° على الساعة 00 و52 دق، وهي رجات أرضية متتالية تأتي بعد تسجيل عدة رجات أخرى متتالية في عدد من مناطق الجمهورية في الفترة الأخيرة كان أغلبها بمنطقة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد بعدد 6 رجات، حيث بلغ أعلاها 4.9 ° بتاريخ 3 فيفري الجاري 2025. وفي الأثناء يخيم الحذر والخوف على دول حوض البحر الأبيض المتوسط وتحديدا إيطاليا واليونان وتركيا بسبب تتالي التحذيرات من إمكانية حدوث زلزال مدمر في إحدى هذه الدول خاصة في ظل تسجيل مئات الرجات.
وطالب راصد الزلازل الهولندي الشهير فرانك هوغربيتس، مؤخرا من حدوث زلازل مدمرة ونشاط بركاني في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في عدد من الدول، السكان بتوخي الحذر.
وأوضح أن «مخاطر الزلازل المدمرة تطال ثلاث دول في البحر المتوسط، وهي تركيا واليونان وإيطاليا»، مشيرا إلى «شواهد انفجار بركان في المنطقة، كما حذر من زلزال كبير قد يضرب منطقة الشام». وقال إن»مخاطر الزلازل والبراكين ستكون في تركيا واليونان (بحر إيجة) وإيطاليا (البحر الأيوني)» لا سيما مع تسجيل «زلزال كبير على لوحة البحر الكاريبي»، وفق تأكيده. مشيرا إلى وجود نشاط مستمر للزلزال ضرب صفيحة بحر إيجة بالقرب من سانتوريني. وأكد أن «هناك اثنين من الصفائح التكتونية للمنطقة، في شمال الصفيحة الأوراسية، وفي الجنوب الصفيحة الإفريقية، وفي الجنوب الشرقي توجد اللوحة العربية، وفي المنتصف هناك صفيحة الأناضول وصفيحة بحر إيجة بين تركيا واليونان».
وأشار أيضا إلى أن الصفيحة الإفريقية تندرج تحت صفيحة بحر إيجة، وهذا يحدث على طول القوس الهيليني، مشددا أنه إذا كان هناك اندساس، فهذا يؤشر على إمكانية حدوث زلازل ضخمة تبلغ قوتها 8.5 درجة أو أكبر تقريبا، لكن الأمر قد يستغرق مئات السنين. كما قال: «بالنظر للزلزال الذي وقع عام 2023، جنوب بلاد الشام فيعتبر هذا تحويل البحر الميت، كانت هناك زلازل بقوة 7 ريشتر في الماضي، لذلك يمكن توقع حدوث زلزال بقوة 7 ريشتر هناك في المستقبل القريب».
أما بالنسبة لإيطاليا في الغرب، فأوضح هوغربيتس، أن هناك زلزالين بقوة 7 ريشتر في الجنوب، في بدايات القرن الماضي، وفي جنوب إيطاليا هناك قوس بركاني، «قوس كالابريا»، وكانت هناك زلازل كبرى في الماضي، وهناك زلازل مدمرة على طول قوس كالابريا.»
وأضاف أنه «في وسط إيطاليا يوجد الصدع والصفيحة الإفريقية تذهب إلى البحر الأدرياتيكي، لذا فمنطقة البلقان تتعرض لزلازل أكبر من وقت لآخر، وهي منطقة زلزالية ديناميكية للغاية».
وفي تحذيره لسكان إيطاليا وتركيا واليونان من زلازل مدمرة، أكد هوغربيتس أن الزلزال الأكبر سيكون في جنوب إيطاليا وسيكون مدمرا، ولن يكون على صفيحة بحر إيجة، ومن الممكن أن يحدث زلزال بقوة 7 ريشتر في وسط إيطاليا، وسيكون مدمرا جدا، وفق ما نشره. ولفت إلى أن إيطاليا ليست معفاة من النشاط الزلزالي المدمر، متوقعا حدوث زلزال، قريبا، في وسط وجنوب إيطاليا، بعد حدوث زلزال بقوة 7.6 درجة على صفيحة البحر الكاريبي، وهناك شذوذ في الغلاف الجوي يشير إلى نشاط زلزالي أكبر في منطقة معينة،» حسب تأكيده.
وقد شهدت إيطاليا، خلال الأيام الأخيرة وفق ما تداولته وسائل إعلام إيطالية، عدة رجات أرضية وتحذيرات من جهات مختصة تم على إثرها غلق عدد من المدارس والمؤسسات في عدة مناطق بها.
هذا وقد كشفت بيانات المعهد اليوناني للعلوم الجيوديناميكية، يوم الثلاثاء 11 فيفري 2025، أنه لا تزال هناك سلسلة من الهزات الصغيرة المقلقة تهز المنطقة القريبة من جزيرة سانتوريني اليونانية الشهيرة، حيث سجل أقوى زلزال ضرب المنطقة 5.3 درجة، مساء الاثنين 11 فيفري 2025. ولم ترد تقارير عن وقوع أضرار جراء الزلزال الأخير.
وفي الوقت الذي تعد فيه الزلازل بهذه الشدة معتادة في سانتوريني، حيث تم تشييد العديد من المباني لتحملها - إلا أنه لا تزال هناك مخاوف بشأن احتمال حدوث زلزال أقوى، ربما تصل شدته إلى 6 درجات أو أعلى.
ولا تزال هناك تحذيرات من عديد العلماء، حيث قال عالم الزلازل، فاسيليس كاراستاثيس، من معهد أثينا للعلوم الجيوديناميكية، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» الإخبارية: «نحن في نفس الوضع الذي كنا عليه من قبل».
وأشار كاراستاثيس إلى حدوث انخفاض طفيف في النشاط الزلزالي، وأوضح أنه رغم ذلك «لا تزال هناك مخاطر من حدوث زلزال كبير».
ولا يزال هناك انقسام بين الخبراء بشأن إمكانية أن يؤدي هذا النشاط الزلزالي إلى زيادة الاضطرابات البركانية أو ربما حدوث ثوران.
وتسببت سلسلة من الهزات الأرضية الشديدة في جزيرة سانتوريني اليونانية، في إجلاء آلاف السكان، اذ غادر آلاف السكان الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 15.500 نسمة .
الهزات الأرضية عاشت على وقعها إيطاليا حيث تعرضت مدينة نابولي الإيطالية لسلسلة من الهزات خلال الأيام الماضية وكان أعلاها يوم الأحد الفارط 16 فيفري 2025، وهي الأشد قوة إذ بلغت 3.9 ° على مقياس ريشتر، وفقاً للمعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين.
ووقعت الهزة الأرضية الأكثر شدة في منطقة حقول فليغريان البركانية، وهي منطقة عالية النشاط البركاني على بعد بضعة كيلومترات فقط من مركز المدينة التي تقع جنوب البلاد، وهو وضع أدى إلى إغلاق العديد من المدارس في المنطقة تحسبا من حصول أي زلزال.
ماذا عن الرجات الأرضية في تونس!؟
وفي تونس وعلى إثر الرجات الأرضية في عدة مناطق وتواتر الأخبار حول هزات مماثلة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وخاصة اليونان وإيطاليا وتتالي التحذيرات بشأن حدوث زلزال مدمر في المنطقة يتبادر الى الذهن سؤالان جوهريان وهما: هل إن تونس معنية بهذا الزلزال!؟ وفي حال حدوثه ما مدى خطورته على بلادنا!؟
سؤالان طرحتهما «الصباح» على شكري يعيش، أستاذ تعليم عال مختص في الجيولوجيا، الذي أوضح أن الرجات الأرضية الخفيفة الى المتوسطة التي شهدتها كل من المحرس والمكناسي والسند قد حصلت داخل صفيحة إفريقيا وبعيدة نسبيا على الضغط المتواصل في حدود الصفيحتين اروآسيا وإفريقيا وتحديدا في جهتين وهما اليونان وايطاليا. ما يعني أن المناطق التونسية، في مأمن من مخاطر الزلازل كما لا علاقة لها بالبراكين.
وشرح أن «معظم الطاقة تتراكم عند حدود الصفائح، إلا أن جزءًا من هذه الضغوط والطاقة يمكن أن تنتقل إلى داخل الصفائح وتبحث عن أماكن خروجها عادة في مناطق هشة وضعيفة في باطن الأرض موجودة مسبقًا في شكل صدوع أو شبكة من الصدوع القديمة في اتجاهات معينة فيقع إعادة تفعيل هذه الصدوع التي تتحرك بسبب الضغط الداخلي وبالتالي يتحرك سطح الأرض وتحدث الرجة».
وأفاد شكري يعيش أستاذ تعليم عال مختص في الجيولوجيا لـ»الصباح» بالقول «لا داعي للقلق لأن هذا أمر طبيعي ودائما أقول أن رجات خفيفة للتفريغ التدريجي للطاقة المتراكمة أفضل من خروج نفس الطاقة دفعة واحدة ما يمكن أن ينجر عنه زلزال أكثر دمارا.»
مخاطر الزلزال أو ثوران البراكين في حوض المتوسط!؟
وعن إمكانية حدوث زلزال قوي أو انفجار بركان في كل من إيطاليا واليونان وحتى تركيا فقد أشار يعيش إلى أن الصفائح الأوروبية الإفريقية والمتسببة في الزلزال بمنطقة سانتوريني باليونان تمتد إلى الجهة الإيطالية بالقرب من نابولي وخاصة في الحقل البركاني بمنطقة كامبي فليغري، حيث شهدت المنطقة عددا من الهزات الأرضية.
وأوضح أن الهزات في كل من إيطاليا واليونان خفيفة لكن ما يثير المخاوف هو أن عددها كبير جدا وهو ما يؤشر على أن البراكين الموجودة على حدود أوروبا واسيا في بداية نشاطها، مبينا أن الخوف كل الخوف اليوم من البركان غرب نابولي، وهو اخطر من البركان شرق نابولي، إذ تسبب انفجار بركان غرب نابولي في عام 79 بعد الميلاد في تحنيط مدينة بأكملها نتيجة للرماد الصادر عنه، وهذا من أبرز أسباب خوف الإيطاليين.
تونس مهددة في هذه الحالة!؟
وأشار مصدرنا أن حقول فيلجيريان أو كامبي فيلجري احد اخطر البراكين على الإطلاق ويقع غرب نابولي اذ أن ثورانه أو انفجاره سيؤدي إلى إخراج صخور عملاقة مشتعلة تسقط في البحر مما قد يتسبب في حصول تسونامي والذي قد يمتد الى السواحل المقابلة الجنوبية بما فيها السواحل التونسية. كما يتسبب البركان في إخراج غازات سامة تسبب مشاكل في التنفس، بالإضافة الى نفث البركان لرماد يغطي الشمس. وأردف محدثنا مبينا أن هيجان هذا البركان منذ أكثر من آلاف السنين تسبب في دخول كوكب الأرض في شتاء مطول ما نتج عنه موت النباتات والحيوانات وعودة الإنسان الى العصر الحجري.
وأكد شكري يعيش أستاذ تعليم عال مختص في الجيولوجيا لـ»الصباح» أن إمكانية انفجار بركان كامبي فليغري وارد لكن على المدى المتوسط الذي يقدر بعشرات السنين، أو على المدى الطويل الذي يمتد الى مئات وحتى آلاف السنين.
وأبرز أن هذه الهزات والزلازل والبراكين في حدود صفيحة إفريقيا وأوروبا، وبين أن رجات المكناسي ليست في حدود الصفيحة أين يكمن الخطر بل في قلب الصفيحة ما يعني انه لا يمكن أن ينجر عنها زلزال، وشدد على أن هذه الرجات تتنزل في صلب ديناميكية الأرض التي تعيش بهذه الحركة.
وأكد أن البراكين المدمرة في إيطاليا تتواجد في صقلية ونابولي بالإضافة إلى البراكين المتواجدة في البحر في اتجاه اليونان أين يوجد عدة براكين. مؤكدا أن هذه الحقول مراقبة بشكل كبير من قبل السلطات الإيطالية واليونانية.
وبالنسبة لليونان فقد أفادنا يعيش أن عدد الرجات ومنذ بدايتها بلغ أكثر من 8000 رجة بمنطقة سانتوريني، مردفا بالقول «إن هذه الرجات ليست من فراغ إذ هناك إمكانية حدوث زلزال أو هيجان بركان»، معتبرا أن الخوف من إمكانية استفاقة بركان «كولومبو» المحاذي لسانتوريني .
كما بين أن بعض المؤشرات، إن وجدت، تكون دليلا على احتمال انفجار البركان خاصة عقب تسجيل المنطقة لعدة هزات أرضية قد يكون مؤشرا لنشاط بركاني وهو ما يحتم اليقظة.
حنان قيراط
4 رجات أرضية جدت الليلة قبل الماضية في تونس، الأولى شمال المحرس بقوة 2.7° على سلم ريشتر على الساعة 19 و 14دق، والثانية بالمكناسي بقوة4.1° على الساعة 21 و45 دق، والثالثة غرب السند من ولاية قفصة بقوة 2.2° على الساعة 23 و10ودق، والرابعة بغار الدماء بجندوبة بقوة 2.5° على الساعة 00 و52 دق، وهي رجات أرضية متتالية تأتي بعد تسجيل عدة رجات أخرى متتالية في عدد من مناطق الجمهورية في الفترة الأخيرة كان أغلبها بمنطقة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد بعدد 6 رجات، حيث بلغ أعلاها 4.9 ° بتاريخ 3 فيفري الجاري 2025. وفي الأثناء يخيم الحذر والخوف على دول حوض البحر الأبيض المتوسط وتحديدا إيطاليا واليونان وتركيا بسبب تتالي التحذيرات من إمكانية حدوث زلزال مدمر في إحدى هذه الدول خاصة في ظل تسجيل مئات الرجات.
وطالب راصد الزلازل الهولندي الشهير فرانك هوغربيتس، مؤخرا من حدوث زلازل مدمرة ونشاط بركاني في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في عدد من الدول، السكان بتوخي الحذر.
وأوضح أن «مخاطر الزلازل المدمرة تطال ثلاث دول في البحر المتوسط، وهي تركيا واليونان وإيطاليا»، مشيرا إلى «شواهد انفجار بركان في المنطقة، كما حذر من زلزال كبير قد يضرب منطقة الشام». وقال إن»مخاطر الزلازل والبراكين ستكون في تركيا واليونان (بحر إيجة) وإيطاليا (البحر الأيوني)» لا سيما مع تسجيل «زلزال كبير على لوحة البحر الكاريبي»، وفق تأكيده. مشيرا إلى وجود نشاط مستمر للزلزال ضرب صفيحة بحر إيجة بالقرب من سانتوريني. وأكد أن «هناك اثنين من الصفائح التكتونية للمنطقة، في شمال الصفيحة الأوراسية، وفي الجنوب الصفيحة الإفريقية، وفي الجنوب الشرقي توجد اللوحة العربية، وفي المنتصف هناك صفيحة الأناضول وصفيحة بحر إيجة بين تركيا واليونان».
وأشار أيضا إلى أن الصفيحة الإفريقية تندرج تحت صفيحة بحر إيجة، وهذا يحدث على طول القوس الهيليني، مشددا أنه إذا كان هناك اندساس، فهذا يؤشر على إمكانية حدوث زلازل ضخمة تبلغ قوتها 8.5 درجة أو أكبر تقريبا، لكن الأمر قد يستغرق مئات السنين. كما قال: «بالنظر للزلزال الذي وقع عام 2023، جنوب بلاد الشام فيعتبر هذا تحويل البحر الميت، كانت هناك زلازل بقوة 7 ريشتر في الماضي، لذلك يمكن توقع حدوث زلزال بقوة 7 ريشتر هناك في المستقبل القريب».
أما بالنسبة لإيطاليا في الغرب، فأوضح هوغربيتس، أن هناك زلزالين بقوة 7 ريشتر في الجنوب، في بدايات القرن الماضي، وفي جنوب إيطاليا هناك قوس بركاني، «قوس كالابريا»، وكانت هناك زلازل كبرى في الماضي، وهناك زلازل مدمرة على طول قوس كالابريا.»
وأضاف أنه «في وسط إيطاليا يوجد الصدع والصفيحة الإفريقية تذهب إلى البحر الأدرياتيكي، لذا فمنطقة البلقان تتعرض لزلازل أكبر من وقت لآخر، وهي منطقة زلزالية ديناميكية للغاية».
وفي تحذيره لسكان إيطاليا وتركيا واليونان من زلازل مدمرة، أكد هوغربيتس أن الزلزال الأكبر سيكون في جنوب إيطاليا وسيكون مدمرا، ولن يكون على صفيحة بحر إيجة، ومن الممكن أن يحدث زلزال بقوة 7 ريشتر في وسط إيطاليا، وسيكون مدمرا جدا، وفق ما نشره. ولفت إلى أن إيطاليا ليست معفاة من النشاط الزلزالي المدمر، متوقعا حدوث زلزال، قريبا، في وسط وجنوب إيطاليا، بعد حدوث زلزال بقوة 7.6 درجة على صفيحة البحر الكاريبي، وهناك شذوذ في الغلاف الجوي يشير إلى نشاط زلزالي أكبر في منطقة معينة،» حسب تأكيده.
وقد شهدت إيطاليا، خلال الأيام الأخيرة وفق ما تداولته وسائل إعلام إيطالية، عدة رجات أرضية وتحذيرات من جهات مختصة تم على إثرها غلق عدد من المدارس والمؤسسات في عدة مناطق بها.
هذا وقد كشفت بيانات المعهد اليوناني للعلوم الجيوديناميكية، يوم الثلاثاء 11 فيفري 2025، أنه لا تزال هناك سلسلة من الهزات الصغيرة المقلقة تهز المنطقة القريبة من جزيرة سانتوريني اليونانية الشهيرة، حيث سجل أقوى زلزال ضرب المنطقة 5.3 درجة، مساء الاثنين 11 فيفري 2025. ولم ترد تقارير عن وقوع أضرار جراء الزلزال الأخير.
وفي الوقت الذي تعد فيه الزلازل بهذه الشدة معتادة في سانتوريني، حيث تم تشييد العديد من المباني لتحملها - إلا أنه لا تزال هناك مخاوف بشأن احتمال حدوث زلزال أقوى، ربما تصل شدته إلى 6 درجات أو أعلى.
ولا تزال هناك تحذيرات من عديد العلماء، حيث قال عالم الزلازل، فاسيليس كاراستاثيس، من معهد أثينا للعلوم الجيوديناميكية، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» الإخبارية: «نحن في نفس الوضع الذي كنا عليه من قبل».
وأشار كاراستاثيس إلى حدوث انخفاض طفيف في النشاط الزلزالي، وأوضح أنه رغم ذلك «لا تزال هناك مخاطر من حدوث زلزال كبير».
ولا يزال هناك انقسام بين الخبراء بشأن إمكانية أن يؤدي هذا النشاط الزلزالي إلى زيادة الاضطرابات البركانية أو ربما حدوث ثوران.
وتسببت سلسلة من الهزات الأرضية الشديدة في جزيرة سانتوريني اليونانية، في إجلاء آلاف السكان، اذ غادر آلاف السكان الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 15.500 نسمة .
الهزات الأرضية عاشت على وقعها إيطاليا حيث تعرضت مدينة نابولي الإيطالية لسلسلة من الهزات خلال الأيام الماضية وكان أعلاها يوم الأحد الفارط 16 فيفري 2025، وهي الأشد قوة إذ بلغت 3.9 ° على مقياس ريشتر، وفقاً للمعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين.
ووقعت الهزة الأرضية الأكثر شدة في منطقة حقول فليغريان البركانية، وهي منطقة عالية النشاط البركاني على بعد بضعة كيلومترات فقط من مركز المدينة التي تقع جنوب البلاد، وهو وضع أدى إلى إغلاق العديد من المدارس في المنطقة تحسبا من حصول أي زلزال.
ماذا عن الرجات الأرضية في تونس!؟
وفي تونس وعلى إثر الرجات الأرضية في عدة مناطق وتواتر الأخبار حول هزات مماثلة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وخاصة اليونان وإيطاليا وتتالي التحذيرات بشأن حدوث زلزال مدمر في المنطقة يتبادر الى الذهن سؤالان جوهريان وهما: هل إن تونس معنية بهذا الزلزال!؟ وفي حال حدوثه ما مدى خطورته على بلادنا!؟
سؤالان طرحتهما «الصباح» على شكري يعيش، أستاذ تعليم عال مختص في الجيولوجيا، الذي أوضح أن الرجات الأرضية الخفيفة الى المتوسطة التي شهدتها كل من المحرس والمكناسي والسند قد حصلت داخل صفيحة إفريقيا وبعيدة نسبيا على الضغط المتواصل في حدود الصفيحتين اروآسيا وإفريقيا وتحديدا في جهتين وهما اليونان وايطاليا. ما يعني أن المناطق التونسية، في مأمن من مخاطر الزلازل كما لا علاقة لها بالبراكين.
وشرح أن «معظم الطاقة تتراكم عند حدود الصفائح، إلا أن جزءًا من هذه الضغوط والطاقة يمكن أن تنتقل إلى داخل الصفائح وتبحث عن أماكن خروجها عادة في مناطق هشة وضعيفة في باطن الأرض موجودة مسبقًا في شكل صدوع أو شبكة من الصدوع القديمة في اتجاهات معينة فيقع إعادة تفعيل هذه الصدوع التي تتحرك بسبب الضغط الداخلي وبالتالي يتحرك سطح الأرض وتحدث الرجة».
وأفاد شكري يعيش أستاذ تعليم عال مختص في الجيولوجيا لـ»الصباح» بالقول «لا داعي للقلق لأن هذا أمر طبيعي ودائما أقول أن رجات خفيفة للتفريغ التدريجي للطاقة المتراكمة أفضل من خروج نفس الطاقة دفعة واحدة ما يمكن أن ينجر عنه زلزال أكثر دمارا.»
مخاطر الزلزال أو ثوران البراكين في حوض المتوسط!؟
وعن إمكانية حدوث زلزال قوي أو انفجار بركان في كل من إيطاليا واليونان وحتى تركيا فقد أشار يعيش إلى أن الصفائح الأوروبية الإفريقية والمتسببة في الزلزال بمنطقة سانتوريني باليونان تمتد إلى الجهة الإيطالية بالقرب من نابولي وخاصة في الحقل البركاني بمنطقة كامبي فليغري، حيث شهدت المنطقة عددا من الهزات الأرضية.
وأوضح أن الهزات في كل من إيطاليا واليونان خفيفة لكن ما يثير المخاوف هو أن عددها كبير جدا وهو ما يؤشر على أن البراكين الموجودة على حدود أوروبا واسيا في بداية نشاطها، مبينا أن الخوف كل الخوف اليوم من البركان غرب نابولي، وهو اخطر من البركان شرق نابولي، إذ تسبب انفجار بركان غرب نابولي في عام 79 بعد الميلاد في تحنيط مدينة بأكملها نتيجة للرماد الصادر عنه، وهذا من أبرز أسباب خوف الإيطاليين.
تونس مهددة في هذه الحالة!؟
وأشار مصدرنا أن حقول فيلجيريان أو كامبي فيلجري احد اخطر البراكين على الإطلاق ويقع غرب نابولي اذ أن ثورانه أو انفجاره سيؤدي إلى إخراج صخور عملاقة مشتعلة تسقط في البحر مما قد يتسبب في حصول تسونامي والذي قد يمتد الى السواحل المقابلة الجنوبية بما فيها السواحل التونسية. كما يتسبب البركان في إخراج غازات سامة تسبب مشاكل في التنفس، بالإضافة الى نفث البركان لرماد يغطي الشمس. وأردف محدثنا مبينا أن هيجان هذا البركان منذ أكثر من آلاف السنين تسبب في دخول كوكب الأرض في شتاء مطول ما نتج عنه موت النباتات والحيوانات وعودة الإنسان الى العصر الحجري.
وأكد شكري يعيش أستاذ تعليم عال مختص في الجيولوجيا لـ»الصباح» أن إمكانية انفجار بركان كامبي فليغري وارد لكن على المدى المتوسط الذي يقدر بعشرات السنين، أو على المدى الطويل الذي يمتد الى مئات وحتى آلاف السنين.
وأبرز أن هذه الهزات والزلازل والبراكين في حدود صفيحة إفريقيا وأوروبا، وبين أن رجات المكناسي ليست في حدود الصفيحة أين يكمن الخطر بل في قلب الصفيحة ما يعني انه لا يمكن أن ينجر عنها زلزال، وشدد على أن هذه الرجات تتنزل في صلب ديناميكية الأرض التي تعيش بهذه الحركة.
وأكد أن البراكين المدمرة في إيطاليا تتواجد في صقلية ونابولي بالإضافة إلى البراكين المتواجدة في البحر في اتجاه اليونان أين يوجد عدة براكين. مؤكدا أن هذه الحقول مراقبة بشكل كبير من قبل السلطات الإيطالية واليونانية.
وبالنسبة لليونان فقد أفادنا يعيش أن عدد الرجات ومنذ بدايتها بلغ أكثر من 8000 رجة بمنطقة سانتوريني، مردفا بالقول «إن هذه الرجات ليست من فراغ إذ هناك إمكانية حدوث زلزال أو هيجان بركان»، معتبرا أن الخوف من إمكانية استفاقة بركان «كولومبو» المحاذي لسانتوريني .
كما بين أن بعض المؤشرات، إن وجدت، تكون دليلا على احتمال انفجار البركان خاصة عقب تسجيل المنطقة لعدة هزات أرضية قد يكون مؤشرا لنشاط بركاني وهو ما يحتم اليقظة.