شهدت إقبالًا جماهيريا لافتا.. ومسابقات وطنية وفقرات متنوعة.. اختتام أيام قرطاج لفنون العرائس بالعرض التونسي «راس الفتلة خيوط»
مقالات الصباح
* المركز الوطني لفن العرائس يقدم فيلمه الأول للتحريك خلال التظاهرة
* عروض متنوعة وتجارب مهمة من الخارج كانت على ذمة الجمهور التونسي
* دورة هادفة من حيث المضامين والقضية الفلسطينية في قلب الحدث
اختتمت مساء أمس السبت الدورة السادسة لأيام قرطاج لفنون العرائس التي انطلقت منذ غرة فيفري الجاري. وأبرز ما يلاحظ بخصوص هذه الدورة أنها شهدت حضورًا جماهيريًا واسعًا ولافتًا للانتباه، خاصة من جمهور الأطفال الذين حضروا العروض المسرحية وشاركوا بكثافة في الورشات التي انتظمت بالمناسبة، وواكبوا باهتمام كبير المسابقة الوطنية لتحريك العرائس والعروض القياسية الخيطية التي انتظمت (الخميس 6 فيفري) بمدينة الثقافة بالعاصمة بمشاركة 14 محركًا للعرائس.
ومن اللحظات الفارقة في هذه التظاهرة، التي تضمن برنامجها أنشطة مكثفة ومتنوعة، تقديم المركز الوطني لفن العرائس لفيلمه الأول في فئة سينما التحريك الذي يحمل عنوان «طرف الخيط»، وهو من إمضاء زياد لمين. عرض الفيلم الذي أنتج بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة، بقاعة «صوفي القلي» بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، التي احتضنت أيضًا يومي 6 و7 فيفري 2025 عشرة (10) أفلام في هذا الاختصاص.
الفيلم من فئة الفيلم القصير (ثماني دقائق)، وهو يحمل مضامين هادفة من خلال تعرضه لمعاناة الفلسطينيين، خاصة في غزة التي واجهت لمدة 15 شهرًا عدوانًا صهيونيًا غير مسبوق.
يتناول فيلم «طرف الخيط» قصة طفل فلسطيني صغير استشهد والده الذي كان جنديًا طيارًا بينما كان هو يلعب بالطائرة الورقية في أحد الشوارع في الحي الذي يقطنه، فتولد في هذا الفتى، الذي شاهد القصف الجائر والغاشم من العدو المحتل، رغبة في أن يصبح هو أيضًا طيارًا. وبدأت سينما التحريك في تونس (تاريخيًا انطلقت التجربة في العشرينات من القرن العشرين) في بداية الستينات، ويعتبر السينمائي منجي صانشو رائد هذا النوع عبر إنجازه لشريطه القصير «العودة المدرسية» والمتحصّل على جائزة في المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية سنة 1965. وقد حصل على منحة لدراسة «سينما التحريك» في بلغاريا، وختمها بمشروعه للتخرج المتمثل في شريط «تاجر قبعات الفاس».
وعلى الرغم من أن مهرجان أيام قرطاج لفنون العرائس يعتبر حديثًا نسبيًا وهو ما زال في دورته السادسة ويعتمد بالخصوص على الإمكانيات الذاتية للمركز الوطني لفن العرائس، فإنه أصبح قبلة للفنانين العرائسيين من عدة أنحاء من العالم. وشهدت هذه الدورة إقبالًا غير مسبوق، ولئن كان العدد الأكبر يتكون من الأطفال، فإنه عادة ما يكون هؤلاء مرفقين بالأولياء الذين واكبوا بدورهم العديد من الأنشطة، حتى إن بعض الملاحظين لم يترددوا في الجزم بأن أيام قرطاج لفنون العرائس هو المهرجان الحقيقي في تونس لخصوصيته من جهة، وللاقبال الجماهيري الكبير الذي حظي بعروض جيدة من تونس ومن البلدان العربية إضافة إلى العروض العالمية الهامة. كما أن البرنامج كان حافلًا بالعروض التنشيطية والعرائسية المجانية في بهو مدينة الثقافة.
وطبعًا، يحسب هذا الإقبال لهيئة تنظيم المهرجان التي نجحت في إعداد برمجة تحمل رسائل مهمة وهي منتقاة جيدًا بهدف تطوير إدراك الطفل ووعيه.
جدير بالذكر أن الدورة السادسة لأيام قرطاج لفنون العرائس شهدت مشاركة 19 دولة من بينها فرنسا، إسبانيا، بولونيا، هولندا، والبرازيل، إلى جانب مشاركة عربية هامة خاصة من الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، وسوريا، ومصر مع حضور أكثر من 100 عرائسي، وتم تقديم عشرات العروض الوطنية والأجنبية التي اعتمدت أغلبها على تقنيات حديثة وظفت لخدمة فنون العرائس التقليدية.
وقد قدمت الدول المشاركة عروضًا تفاعلية تعتمد على سينوغرافيا متطورة وتكنولوجيا حديثة، وتقنيات مستجدة في تحريك العروسة، من بينها المؤثرات الصوتية ومنها ثلاثية الأبعاد، كما حافظت عروض أخرى على الروح التراثية باستخدام دمى مصنوعة يدويًا من مواد محلية مختلفة، في محاكاة لقصص شعبية تونسية وعربية وأجنبية إنسانية خلقت فضاءً للتبادل الثقافي والتجارب بين البلدان المشاركة. كما تميزت الدورة بتقديم العديد من الورشات المتخصصة ومن بينها ورشات مشتركة بين فنانين تونسيين وضيوف عرب أو أجانب.
ولم تقتصر العروض والأنشطة على العاصمة (مدينة الثقافة ودار المسرحي بباردو بالخصوص) بل توسعت لتشمل بعض الفضاءات بولايات نابل والمهدية والمنستير.
وكان المهرجان قد افتتح بالمسرحية التونسية «المسخ” (Metamorphosis) من إخراج أسامة الحنايني ، ويتعرض هذا العمل إلى التحول النفسي الداخلي الذي يعيشه الإنسان عند تعرضه لمشاكل وأزمات تجعله يشعر بأنه في غربة بين الناس.
وتشارك في الأداء مجموعة من الطاقات المبدعة نذكر من بينها أميمة المجادي، وخلود الثابت، ومحمد علي الكشطاني، وغسان السويسي، مع العلم أن العرض مقتبس عن رواية «التحول» للفيلسوف «كافكا»، وهو من إنتاج شركة خاصة بمشاركة المركز الوطني لفن العرائس، ومسرح أوبرا تونس، والمسرح الوطني، وحظي بدعم وزارة الشؤون الثقافية.
أما عرض الختام فكان بمسرحية «للمصمم العرائسي حافظ زليط بعنوان «راس الفتلة خيوط». هذا العمل هو نتيجة ورشة عمل نظمت في أيام قرطاج لفنون العرائس في دورتها لسنة 2023، وهو توليفة بين الكوريغرافيا والرقص والتحريك (خمس عرائس)، والعمل مستلهم من قصة للكاتب الإنجليزي الشهير بيتر أندرسون صاحب قصة البطة القبيحة وبائعة الكبريت وغيرها، وهي بعنوان «حكاية أم”. وقد اختار حافظ زليط أن ينطلق من نهاية القصة حيث يلتقي الأشخاص في حديقة الموت لاستعراض حكاياتهم وقصة حياتهم لتتشابك الخيوط، خيوط حياة الناس الذين يشتركون جميعًا في هم واحد، وهو كيفية مواجهة الموت.
وكما سبق وذكرت، فإن برنامج التظاهرة تضمن عددًا هامًا من ورشات العمل (11 ورشة في صنع وتحريك العرائس و4 ماستر كلاس)، ومن التجارب الملفتة في هذا السياق نذكر اللقاء مع الفنان البرازيلي باولو برناردو، الذي ساهم في تأطير المشاركين في الإقامة الفنية في صناعة العرائس العملاقة، لفائدة طلبة المعهد العالي للفن المسرحي (من 20 إلى 30 جانفي 2025).
شهدت هذه الدورة أيضًا تقديم كتاب العرائسي الإماراتي عدنان سلوم حول فنون العرائس في التراث العربي، وخصصت مساحة للهواية حيث عرض عمل لدار الثقافة باب بحر بصفاقس وعملين لمؤسسة ربع قرن للمسرح من الإمارات المتحدة وذلك ضمن قسم الهواة.
أيام قرطاج لفنون العرائس شهدت أيضًا معرضًا عرائسيًا وتجاريًا بمشاركة عدد هام من الحرفيين والعرائسين.
إذن، أنشطة عديدة شهدها جمهور أيام قرطاج لفنون العرائس على امتداد أسبوع، وأغلبها هادفة وجيدة، ومن بينها لحظات مهمة على غرار عرض «سيركوس» بإمضاء جوردي بيرتران (إسبانيا)، والذي يعد أحد أعمدة مسرح العرائس في أوروبا، وقد استمتع الجمهور لمدة 50 دقيقة بمشاهد ساحرة مستوحاة من شخصيات شارلي شابلن الشهيرة. ويعتبر العرض العالمي لمسرحية «الفتاة ذات الحقيبة الصغيرة» أيضًا من اللحظات المهمة.
ويعد هذا العمل وفق النقاد تحفة فنية وهو يمثل لقاء بين الطفولة والإبداع، ليأسر الجمهور برسائله العميقة وصوره الفنية الفريدة.
العرض موجه للأطفال والكبار ويمزج بين العرائس والرقص بأسلوب مبتكر يعتمد على الصور والموسيقى وفن خيال الظل.
تدور الأحداث حول فتاة صغيرة تجد نفسها في عالم مليء بالتحديات التي يواجهها الكبار، لكنها ترى هذا العالم بعين الطفولة. وقد كان جمهور أيام قرطاج لفنون العرائس خلال هذا العرض إزاء رحلة ساحرة ترويها الصور والموسيقى ومسرح خيال الظل، من خلال عيون طفلة صغيرة تحمل حقيبتها في عالم الكبار، حيث تختبر مشاعر الإنسان المختلفة والمتقلبة، التي فيها الخوف والصداقة والتضامن والمسؤولية والتنمر وغيرها. والعمل بإمضاء الفنان العالمي ديميتريس ستامو الذي يعتبر أحد أبرز رواد فن العرائس في العالم.
كانت دورة مهمة من حيث الإقبال الجماهيري ومن حيث البرمجة المتنوعة وأيضًا من خلال الرسائل الهادفة التي قدمتها أيام قرطاج لفنون العرائس. فقد تم إهداء جزء مهم من عرض الافتتاح لفلسطين وقضيتها التي تسكن وجدان الشعب التونسي، إضافة إلى أن موضوع أول عمل من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس في مجال سينما التحريك حول فلسطين أيضًا. برزت هذه الدورة أيضًا بعدد هام من الاستضافات الجيدة. وقد لا نكون طبعًا في حاجة إلى التأكيد على أنه على مثل هذه التجارب نبني حتى نحافظ على النجاح ونطور العمل طبعًا.
◗ ح س
* المركز الوطني لفن العرائس يقدم فيلمه الأول للتحريك خلال التظاهرة
* عروض متنوعة وتجارب مهمة من الخارج كانت على ذمة الجمهور التونسي
* دورة هادفة من حيث المضامين والقضية الفلسطينية في قلب الحدث
اختتمت مساء أمس السبت الدورة السادسة لأيام قرطاج لفنون العرائس التي انطلقت منذ غرة فيفري الجاري. وأبرز ما يلاحظ بخصوص هذه الدورة أنها شهدت حضورًا جماهيريًا واسعًا ولافتًا للانتباه، خاصة من جمهور الأطفال الذين حضروا العروض المسرحية وشاركوا بكثافة في الورشات التي انتظمت بالمناسبة، وواكبوا باهتمام كبير المسابقة الوطنية لتحريك العرائس والعروض القياسية الخيطية التي انتظمت (الخميس 6 فيفري) بمدينة الثقافة بالعاصمة بمشاركة 14 محركًا للعرائس.
ومن اللحظات الفارقة في هذه التظاهرة، التي تضمن برنامجها أنشطة مكثفة ومتنوعة، تقديم المركز الوطني لفن العرائس لفيلمه الأول في فئة سينما التحريك الذي يحمل عنوان «طرف الخيط»، وهو من إمضاء زياد لمين. عرض الفيلم الذي أنتج بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة، بقاعة «صوفي القلي» بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، التي احتضنت أيضًا يومي 6 و7 فيفري 2025 عشرة (10) أفلام في هذا الاختصاص.
الفيلم من فئة الفيلم القصير (ثماني دقائق)، وهو يحمل مضامين هادفة من خلال تعرضه لمعاناة الفلسطينيين، خاصة في غزة التي واجهت لمدة 15 شهرًا عدوانًا صهيونيًا غير مسبوق.
يتناول فيلم «طرف الخيط» قصة طفل فلسطيني صغير استشهد والده الذي كان جنديًا طيارًا بينما كان هو يلعب بالطائرة الورقية في أحد الشوارع في الحي الذي يقطنه، فتولد في هذا الفتى، الذي شاهد القصف الجائر والغاشم من العدو المحتل، رغبة في أن يصبح هو أيضًا طيارًا. وبدأت سينما التحريك في تونس (تاريخيًا انطلقت التجربة في العشرينات من القرن العشرين) في بداية الستينات، ويعتبر السينمائي منجي صانشو رائد هذا النوع عبر إنجازه لشريطه القصير «العودة المدرسية» والمتحصّل على جائزة في المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية سنة 1965. وقد حصل على منحة لدراسة «سينما التحريك» في بلغاريا، وختمها بمشروعه للتخرج المتمثل في شريط «تاجر قبعات الفاس».
وعلى الرغم من أن مهرجان أيام قرطاج لفنون العرائس يعتبر حديثًا نسبيًا وهو ما زال في دورته السادسة ويعتمد بالخصوص على الإمكانيات الذاتية للمركز الوطني لفن العرائس، فإنه أصبح قبلة للفنانين العرائسيين من عدة أنحاء من العالم. وشهدت هذه الدورة إقبالًا غير مسبوق، ولئن كان العدد الأكبر يتكون من الأطفال، فإنه عادة ما يكون هؤلاء مرفقين بالأولياء الذين واكبوا بدورهم العديد من الأنشطة، حتى إن بعض الملاحظين لم يترددوا في الجزم بأن أيام قرطاج لفنون العرائس هو المهرجان الحقيقي في تونس لخصوصيته من جهة، وللاقبال الجماهيري الكبير الذي حظي بعروض جيدة من تونس ومن البلدان العربية إضافة إلى العروض العالمية الهامة. كما أن البرنامج كان حافلًا بالعروض التنشيطية والعرائسية المجانية في بهو مدينة الثقافة.
وطبعًا، يحسب هذا الإقبال لهيئة تنظيم المهرجان التي نجحت في إعداد برمجة تحمل رسائل مهمة وهي منتقاة جيدًا بهدف تطوير إدراك الطفل ووعيه.
جدير بالذكر أن الدورة السادسة لأيام قرطاج لفنون العرائس شهدت مشاركة 19 دولة من بينها فرنسا، إسبانيا، بولونيا، هولندا، والبرازيل، إلى جانب مشاركة عربية هامة خاصة من الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، وسوريا، ومصر مع حضور أكثر من 100 عرائسي، وتم تقديم عشرات العروض الوطنية والأجنبية التي اعتمدت أغلبها على تقنيات حديثة وظفت لخدمة فنون العرائس التقليدية.
وقد قدمت الدول المشاركة عروضًا تفاعلية تعتمد على سينوغرافيا متطورة وتكنولوجيا حديثة، وتقنيات مستجدة في تحريك العروسة، من بينها المؤثرات الصوتية ومنها ثلاثية الأبعاد، كما حافظت عروض أخرى على الروح التراثية باستخدام دمى مصنوعة يدويًا من مواد محلية مختلفة، في محاكاة لقصص شعبية تونسية وعربية وأجنبية إنسانية خلقت فضاءً للتبادل الثقافي والتجارب بين البلدان المشاركة. كما تميزت الدورة بتقديم العديد من الورشات المتخصصة ومن بينها ورشات مشتركة بين فنانين تونسيين وضيوف عرب أو أجانب.
ولم تقتصر العروض والأنشطة على العاصمة (مدينة الثقافة ودار المسرحي بباردو بالخصوص) بل توسعت لتشمل بعض الفضاءات بولايات نابل والمهدية والمنستير.
وكان المهرجان قد افتتح بالمسرحية التونسية «المسخ” (Metamorphosis) من إخراج أسامة الحنايني ، ويتعرض هذا العمل إلى التحول النفسي الداخلي الذي يعيشه الإنسان عند تعرضه لمشاكل وأزمات تجعله يشعر بأنه في غربة بين الناس.
وتشارك في الأداء مجموعة من الطاقات المبدعة نذكر من بينها أميمة المجادي، وخلود الثابت، ومحمد علي الكشطاني، وغسان السويسي، مع العلم أن العرض مقتبس عن رواية «التحول» للفيلسوف «كافكا»، وهو من إنتاج شركة خاصة بمشاركة المركز الوطني لفن العرائس، ومسرح أوبرا تونس، والمسرح الوطني، وحظي بدعم وزارة الشؤون الثقافية.
أما عرض الختام فكان بمسرحية «للمصمم العرائسي حافظ زليط بعنوان «راس الفتلة خيوط». هذا العمل هو نتيجة ورشة عمل نظمت في أيام قرطاج لفنون العرائس في دورتها لسنة 2023، وهو توليفة بين الكوريغرافيا والرقص والتحريك (خمس عرائس)، والعمل مستلهم من قصة للكاتب الإنجليزي الشهير بيتر أندرسون صاحب قصة البطة القبيحة وبائعة الكبريت وغيرها، وهي بعنوان «حكاية أم”. وقد اختار حافظ زليط أن ينطلق من نهاية القصة حيث يلتقي الأشخاص في حديقة الموت لاستعراض حكاياتهم وقصة حياتهم لتتشابك الخيوط، خيوط حياة الناس الذين يشتركون جميعًا في هم واحد، وهو كيفية مواجهة الموت.
وكما سبق وذكرت، فإن برنامج التظاهرة تضمن عددًا هامًا من ورشات العمل (11 ورشة في صنع وتحريك العرائس و4 ماستر كلاس)، ومن التجارب الملفتة في هذا السياق نذكر اللقاء مع الفنان البرازيلي باولو برناردو، الذي ساهم في تأطير المشاركين في الإقامة الفنية في صناعة العرائس العملاقة، لفائدة طلبة المعهد العالي للفن المسرحي (من 20 إلى 30 جانفي 2025).
شهدت هذه الدورة أيضًا تقديم كتاب العرائسي الإماراتي عدنان سلوم حول فنون العرائس في التراث العربي، وخصصت مساحة للهواية حيث عرض عمل لدار الثقافة باب بحر بصفاقس وعملين لمؤسسة ربع قرن للمسرح من الإمارات المتحدة وذلك ضمن قسم الهواة.
أيام قرطاج لفنون العرائس شهدت أيضًا معرضًا عرائسيًا وتجاريًا بمشاركة عدد هام من الحرفيين والعرائسين.
إذن، أنشطة عديدة شهدها جمهور أيام قرطاج لفنون العرائس على امتداد أسبوع، وأغلبها هادفة وجيدة، ومن بينها لحظات مهمة على غرار عرض «سيركوس» بإمضاء جوردي بيرتران (إسبانيا)، والذي يعد أحد أعمدة مسرح العرائس في أوروبا، وقد استمتع الجمهور لمدة 50 دقيقة بمشاهد ساحرة مستوحاة من شخصيات شارلي شابلن الشهيرة. ويعتبر العرض العالمي لمسرحية «الفتاة ذات الحقيبة الصغيرة» أيضًا من اللحظات المهمة.
ويعد هذا العمل وفق النقاد تحفة فنية وهو يمثل لقاء بين الطفولة والإبداع، ليأسر الجمهور برسائله العميقة وصوره الفنية الفريدة.
العرض موجه للأطفال والكبار ويمزج بين العرائس والرقص بأسلوب مبتكر يعتمد على الصور والموسيقى وفن خيال الظل.
تدور الأحداث حول فتاة صغيرة تجد نفسها في عالم مليء بالتحديات التي يواجهها الكبار، لكنها ترى هذا العالم بعين الطفولة. وقد كان جمهور أيام قرطاج لفنون العرائس خلال هذا العرض إزاء رحلة ساحرة ترويها الصور والموسيقى ومسرح خيال الظل، من خلال عيون طفلة صغيرة تحمل حقيبتها في عالم الكبار، حيث تختبر مشاعر الإنسان المختلفة والمتقلبة، التي فيها الخوف والصداقة والتضامن والمسؤولية والتنمر وغيرها. والعمل بإمضاء الفنان العالمي ديميتريس ستامو الذي يعتبر أحد أبرز رواد فن العرائس في العالم.
كانت دورة مهمة من حيث الإقبال الجماهيري ومن حيث البرمجة المتنوعة وأيضًا من خلال الرسائل الهادفة التي قدمتها أيام قرطاج لفنون العرائس. فقد تم إهداء جزء مهم من عرض الافتتاح لفلسطين وقضيتها التي تسكن وجدان الشعب التونسي، إضافة إلى أن موضوع أول عمل من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس في مجال سينما التحريك حول فلسطين أيضًا. برزت هذه الدورة أيضًا بعدد هام من الاستضافات الجيدة. وقد لا نكون طبعًا في حاجة إلى التأكيد على أنه على مثل هذه التجارب نبني حتى نحافظ على النجاح ونطور العمل طبعًا.
◗ ح س