صنعت الحدث محليا والإشعاع دوليا.. تواصل النجاحات الطبية غير المسبوقة في مستشفياتنا
مقالات الصباح
◄رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن المرفق العمومي وعن حقوق مستعمليه لـ«الصباح»: هذه النجاحات تعكس عملا جماعيا مهيكلا ومنظومة عمومية صامدة
تتواصل سلسلة النجاحات والإنجازات الطبية - التي يصفها أهل الاختصاص «بالباهرة»- في المستشفيات العمومية، حيث كان شهر جانفي الماضي «حافلا» بنجاحات طبية هي الأولى من نوعها. وهي مفارقة تطرح أكثر من نقطة استفهام على اعتبار أن المنظومة الصحية العمومية على عللها التي يعرفها القاصي والداني، فإن كثيرين يتساءلون كيف لها أن تبدع وتحصد النجاح والإشعاع المحلي كما الدولي، في ظل نقص الإمكانيات وتردي البنية التحتية وهجرة الكفاءات الطبية. لكن ومع ذلك تفاجئ المنظومة العمومية الجميع بنجاحات ذاع صيتها محليا ودوليا لتصنع الحدث والاستثناء رغم كل العلل ورغم سعي عديد اللوبيات الى ضرب المنظومة الصحية العمومية لتشكل هذه النجاحات نقطة ضوء مبهرة في قطاع «يمرض ولا يموت».
فهل تساهم كل هذه الانجازات في إعادة الأمل الى القطاع العمومي كوجهة صحية رائدة تعتمد على أحدث التقنيات والتجهيزات الطبية، والأهم من ذلك هل ينجح هذا الإشعاع في تحفيز الأطباء على العمل صلب هذه المنظومة بعيدا عن شبح الهجرة؟
في استعراض لسلسلة النجاحات التي تحققت مؤخرا في فترة وجيزة جدير بالذكر أن آخر النجاحات كان بحر الأسبوع الماضي بعد أن انطلق، قسم أمراض القلب بالمستشفى الجامعي سهلول بسوسة، في إجراء تدخّلات قسطرة معقّدة لاستئصال اضطرابات نبضات القلب باعتماد تجهيزات من بين الأكثر تطورا في العالم.
وكلّلت هذه التدخّلات التي شملت 4 مرضى بالنجاح، وفق ما أفاد به رئيس القسم الدكتور إلياس النفّاتي في معرض تصريحات إذاعية، حول هذه التدخلات.
وذكّر النفّاتي بالتجهيزات الطبّية المتطوّرة، التي دعمت بها وزارة الصحة القسم المذكور خلال الأيّام الماضية والتي تبلغ كلفتها حوالي 1.5 مليون دينار. ويعزّز هذا الإنجاز مكانة تونس في مجال الطب الحديث ويمثّل خطوة مهمة نحو تعزيز القدرات الطبية في تونس كما يفتح آفاقا جديدة لعلاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات قلبية معقدة، بما يُسهم في تحسين جودة حياتهم وتقليص عدد المرضى الذين يتم توجيههم إلى الخارج للعلاج.
وذكرت وزارة الصحة، في بلاغ لها أنّ هذا الإنجاز الطبي غير مسبوق في تونس، موضحة أنّ العملية تمت باستخدام نظام «Rythmia» المتطور، والذي يتيح تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا موجّهًا لهذه الحالات المعقدة.
وبتاريخ 29 جانفي 2025 نجح فريق طبي بقسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس في إجراء عملية استئصال ورم حميد في الأذين الأيسر للقلب باستعمال تقنية المنظار وعبر فتحة جانبية صغيرة في الصدر، في سابقة تعد الأولى من نوعها في تونس والمغرب العربي.
وتمكن أيضا بتاريخ 27 جانفي 2025 فريق طبّي تونسي بمركز التوليد وطب الرضيع بتونس من تحقيق إنجاز طبي جديد تمثل في إجراء أوّل عملية لوضع أنبوب صدري لتصريف السوائل من رئة جنين في شهره السابع داخل رحم أمّه.
وحسب بلاغ صادر عن وزارة الصحّة، فقد «تمّت العملية تحت إشراف الأستاذة دلندة الشلي، بالتعاون مع الأستاذة «كارميلا فوتينو» وفريق قسم التخدير والإنعاش بقيادة الأستاذ حيان المغربي، وباستخدام التخدير الموضعي للأمّ ومراقبة دقيقة عبر التصوير بالصدى».
وأضاف البلاغ، «أنّ العملية كُلّلت بالنجاح، ممّا يعكس تطور القطاع الطبّي العُمومي التونسي وكفاءته على الصعيديْن المحلّي والدولي».
وبتاريخ 22 جانفي 2025 أيضا حققت الفرق الطبية التونسية إنجازاً جديداً في جراحة القلب، حيث تم بنجاح إجراء أول عملية في العالم لاستئصال الارتجاف الأذيني لمريض يحمل قلباً اصطناعياً بسبب قصور قلبي حاد.
العملية، التي أُجريت باستخدام تقنية «الكهربة النفاذية» (Electroporation)، تمت تحت إشراف الأستاذ محمد سامي مورالي، رئيس قسم أمراض القلب للكهول بالمستشفى الجامعي الرابطة، وبالتعاون مع الأستاذة سناء والي وفريق وحدة تعديل نبضات القلب.
وتم أيضا بتاريخ 11 جانفي 2025 تحقيق إنجاز مشرف بعد أن نجحت الفرق الطبّية بالمستشفى الجهوي بتوزر في علاج حالة جلطة دماغية لمريضة تبلغ من العمر 65 عاماً باستخدام تقنية الطب البعادي. وتمت العملية بتعاون مشترك بين مستشفى توزر وأقسام مختصة بالمستشفى الجامعي الرابطة والمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس..
ولا تقتصر النجاحات على شهر جانفي الماضي حيث كان أيضا شهر ديسمبر من العام الماضي محطة هامة للإشعاع والتميز بعد أن حقق بتاريخ 6 ديسمبر 2024 الفريق الطبي وشبه الطبي بقسم جراحة الأورام في المستشفى الجهوي بجندوبة إنجازا طبيا يُعد الأول من نوعه في الجهة، من خلال إجراء عملية جراحية دقيقة ومعقدة.
وتتمثل العملية في استئصال ورم خبيث على مستوى الوجه والغدة النكفية (exérèse de la tumeur avec évidement cervico-parotidien)، وإعادة البناء بإصلاح الفراغ الناتج عن العملية باستخدام سديلة جلدية وعضلية مأخوذة من منطقة الصدر والكتف (lambeau deltopectoral)، وهو إجراء دقيق يتطلب خبرة جراحية متقدمة.
وقالت وزارة الصحة في بلاغ لها، إن الفريق الطبي ضمّ أطباء جراحة الأورام ومساعدين طبيين وممرضين عملوا بتنسيق تام لضمان نجاح العملية.
ويأتي هذا النجاح، بعد افتتاح المركز المتخصص في علاج الأمراض السرطانية بالمستشفى، الذي بدأ عمله مؤخرا لتوفير خدمات علاجية متقدمة لسكان المناطق الداخلية.
وبعيدا عن هذه الإنجازات الطبية فقد تعززت خلال الفترة الماضية عديد المستشفيات العمومية بأجهزة وتقنيات طبية حديثة ومتطورة بما يعكس قدرة المنظومة العمومية على توفير تقنيات علاجية متطورة للمواطنين.
في هذا الخصوص وتفاعلا مع الطرح الذي يعتبر انه من رحم المعاناة - في إشارة الى الإشكاليات التي يعاني منها القطاع العمومي- يولد الإبداع والتميز، أورد رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن المرفق العمومي وعن حقوق مستعمليه جوهر مزيد في تصريح لـ»الصباح»، أن المنظومة العمومية قد برهنت عن صمودها منذ جائحة كورونا فرغم كل ما نخرها من داء متعدد الأبعاد ظلت صامدة.
أما فيما يتعلق بهذه الإنجازات والنجاحات فقد أشار محدثنا الى أنها تكشف في جزء منها أن المنظومة العمومية لم تنهر بعد وأن هناك جزءا من الطاقات البشرية تعمل في هياكل صحية عمومية بمختلف مستوياتها وبقيت مؤمنة بالقطاع العمومي وبالعطاء رغم الصعوبات. وكشف محدثنا في جانب آخر أن هذه الإنجازات تعكس عملا جماعيا ينم عن إستراتيجية مهيكلة وعن عمل منظم ومحكم كما يعكس أيضا استعدادات حثيثة سواء كانت في مرحلة الإعداد والتحضير والتمويل وتلقي المساعدات سواء من أطراف وطنية في شكل جمعيات أو خارجية عبر أطراف مانحة وهو ما يعتبر أمرا محمودا، من وجهة نظره. لكن يستدرك محدثنا ليوضح أنه لولا العمل المركز والمكان الملائم لما أمكن تحقيق هذه النجاحات رغم الدعم سواء كان خارجيا أو محليا، مشيرا في السياق ذاته أن الأعمال محكمة التخطيط وخاصة المهيكلة عادة ما تحصد النجاحات الفريدة من نوعها.
وفي الاتجاه ذاته اعتبر جوهر مزيد أن المنظومة العمومية قادرة على التطور والإقلاع في حال القيام بإعادة هيكلة القطاع العمومي. أما فيما يهم مدى قدرة هذه النجاحات على امتصاص نزيف الهجرة في صفوف الأطباء أوضح محدثنا أن الأمر مازال نسبيا أو حتى ضعيفا على اعتبار أن السيطرة على هذه المعضلة تقتضي القيام بعديد الخطوات على غرار ضخ دماء جديدة موضحا أن المقصود بالدماء الجديدة يتجاوز في جوهره العنصر البشري ليطال رؤى جديدة وواضحة تعمل بعيدا عن سياسة الغرف المغلقة. كما أضاف محدثنا أن القضاء على معضلة الهجرة في صفوف الأطباء يقتضي أيضا ضخ مجموعة من الإجراءات تتضمن حوافز مالية مع إقرار حوكمة جديدة يقع فيها ضبط جميع المسؤوليات مشيرا في السياق ذاته الى أن جزءا من السياسة الصحية يقتضي إعطاء الأولوية لمسألة الصيانة فضلا عن الامتحان الوطني للتحول للمرحلة الثالثة للدراسات الطبية يقتضي إعادة النظر فيه من خلال إعطاء نسبة أكبر للخطط للمناطق الداخلية حتى تحظى بمختلف الاختصاصات.
منال الحرزي
◄رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن المرفق العمومي وعن حقوق مستعمليه لـ«الصباح»: هذه النجاحات تعكس عملا جماعيا مهيكلا ومنظومة عمومية صامدة
تتواصل سلسلة النجاحات والإنجازات الطبية - التي يصفها أهل الاختصاص «بالباهرة»- في المستشفيات العمومية، حيث كان شهر جانفي الماضي «حافلا» بنجاحات طبية هي الأولى من نوعها. وهي مفارقة تطرح أكثر من نقطة استفهام على اعتبار أن المنظومة الصحية العمومية على عللها التي يعرفها القاصي والداني، فإن كثيرين يتساءلون كيف لها أن تبدع وتحصد النجاح والإشعاع المحلي كما الدولي، في ظل نقص الإمكانيات وتردي البنية التحتية وهجرة الكفاءات الطبية. لكن ومع ذلك تفاجئ المنظومة العمومية الجميع بنجاحات ذاع صيتها محليا ودوليا لتصنع الحدث والاستثناء رغم كل العلل ورغم سعي عديد اللوبيات الى ضرب المنظومة الصحية العمومية لتشكل هذه النجاحات نقطة ضوء مبهرة في قطاع «يمرض ولا يموت».
فهل تساهم كل هذه الانجازات في إعادة الأمل الى القطاع العمومي كوجهة صحية رائدة تعتمد على أحدث التقنيات والتجهيزات الطبية، والأهم من ذلك هل ينجح هذا الإشعاع في تحفيز الأطباء على العمل صلب هذه المنظومة بعيدا عن شبح الهجرة؟
في استعراض لسلسلة النجاحات التي تحققت مؤخرا في فترة وجيزة جدير بالذكر أن آخر النجاحات كان بحر الأسبوع الماضي بعد أن انطلق، قسم أمراض القلب بالمستشفى الجامعي سهلول بسوسة، في إجراء تدخّلات قسطرة معقّدة لاستئصال اضطرابات نبضات القلب باعتماد تجهيزات من بين الأكثر تطورا في العالم.
وكلّلت هذه التدخّلات التي شملت 4 مرضى بالنجاح، وفق ما أفاد به رئيس القسم الدكتور إلياس النفّاتي في معرض تصريحات إذاعية، حول هذه التدخلات.
وذكّر النفّاتي بالتجهيزات الطبّية المتطوّرة، التي دعمت بها وزارة الصحة القسم المذكور خلال الأيّام الماضية والتي تبلغ كلفتها حوالي 1.5 مليون دينار. ويعزّز هذا الإنجاز مكانة تونس في مجال الطب الحديث ويمثّل خطوة مهمة نحو تعزيز القدرات الطبية في تونس كما يفتح آفاقا جديدة لعلاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات قلبية معقدة، بما يُسهم في تحسين جودة حياتهم وتقليص عدد المرضى الذين يتم توجيههم إلى الخارج للعلاج.
وذكرت وزارة الصحة، في بلاغ لها أنّ هذا الإنجاز الطبي غير مسبوق في تونس، موضحة أنّ العملية تمت باستخدام نظام «Rythmia» المتطور، والذي يتيح تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا موجّهًا لهذه الحالات المعقدة.
وبتاريخ 29 جانفي 2025 نجح فريق طبي بقسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس في إجراء عملية استئصال ورم حميد في الأذين الأيسر للقلب باستعمال تقنية المنظار وعبر فتحة جانبية صغيرة في الصدر، في سابقة تعد الأولى من نوعها في تونس والمغرب العربي.
وتمكن أيضا بتاريخ 27 جانفي 2025 فريق طبّي تونسي بمركز التوليد وطب الرضيع بتونس من تحقيق إنجاز طبي جديد تمثل في إجراء أوّل عملية لوضع أنبوب صدري لتصريف السوائل من رئة جنين في شهره السابع داخل رحم أمّه.
وحسب بلاغ صادر عن وزارة الصحّة، فقد «تمّت العملية تحت إشراف الأستاذة دلندة الشلي، بالتعاون مع الأستاذة «كارميلا فوتينو» وفريق قسم التخدير والإنعاش بقيادة الأستاذ حيان المغربي، وباستخدام التخدير الموضعي للأمّ ومراقبة دقيقة عبر التصوير بالصدى».
وأضاف البلاغ، «أنّ العملية كُلّلت بالنجاح، ممّا يعكس تطور القطاع الطبّي العُمومي التونسي وكفاءته على الصعيديْن المحلّي والدولي».
وبتاريخ 22 جانفي 2025 أيضا حققت الفرق الطبية التونسية إنجازاً جديداً في جراحة القلب، حيث تم بنجاح إجراء أول عملية في العالم لاستئصال الارتجاف الأذيني لمريض يحمل قلباً اصطناعياً بسبب قصور قلبي حاد.
العملية، التي أُجريت باستخدام تقنية «الكهربة النفاذية» (Electroporation)، تمت تحت إشراف الأستاذ محمد سامي مورالي، رئيس قسم أمراض القلب للكهول بالمستشفى الجامعي الرابطة، وبالتعاون مع الأستاذة سناء والي وفريق وحدة تعديل نبضات القلب.
وتم أيضا بتاريخ 11 جانفي 2025 تحقيق إنجاز مشرف بعد أن نجحت الفرق الطبّية بالمستشفى الجهوي بتوزر في علاج حالة جلطة دماغية لمريضة تبلغ من العمر 65 عاماً باستخدام تقنية الطب البعادي. وتمت العملية بتعاون مشترك بين مستشفى توزر وأقسام مختصة بالمستشفى الجامعي الرابطة والمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس..
ولا تقتصر النجاحات على شهر جانفي الماضي حيث كان أيضا شهر ديسمبر من العام الماضي محطة هامة للإشعاع والتميز بعد أن حقق بتاريخ 6 ديسمبر 2024 الفريق الطبي وشبه الطبي بقسم جراحة الأورام في المستشفى الجهوي بجندوبة إنجازا طبيا يُعد الأول من نوعه في الجهة، من خلال إجراء عملية جراحية دقيقة ومعقدة.
وتتمثل العملية في استئصال ورم خبيث على مستوى الوجه والغدة النكفية (exérèse de la tumeur avec évidement cervico-parotidien)، وإعادة البناء بإصلاح الفراغ الناتج عن العملية باستخدام سديلة جلدية وعضلية مأخوذة من منطقة الصدر والكتف (lambeau deltopectoral)، وهو إجراء دقيق يتطلب خبرة جراحية متقدمة.
وقالت وزارة الصحة في بلاغ لها، إن الفريق الطبي ضمّ أطباء جراحة الأورام ومساعدين طبيين وممرضين عملوا بتنسيق تام لضمان نجاح العملية.
ويأتي هذا النجاح، بعد افتتاح المركز المتخصص في علاج الأمراض السرطانية بالمستشفى، الذي بدأ عمله مؤخرا لتوفير خدمات علاجية متقدمة لسكان المناطق الداخلية.
وبعيدا عن هذه الإنجازات الطبية فقد تعززت خلال الفترة الماضية عديد المستشفيات العمومية بأجهزة وتقنيات طبية حديثة ومتطورة بما يعكس قدرة المنظومة العمومية على توفير تقنيات علاجية متطورة للمواطنين.
في هذا الخصوص وتفاعلا مع الطرح الذي يعتبر انه من رحم المعاناة - في إشارة الى الإشكاليات التي يعاني منها القطاع العمومي- يولد الإبداع والتميز، أورد رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن المرفق العمومي وعن حقوق مستعمليه جوهر مزيد في تصريح لـ»الصباح»، أن المنظومة العمومية قد برهنت عن صمودها منذ جائحة كورونا فرغم كل ما نخرها من داء متعدد الأبعاد ظلت صامدة.
أما فيما يتعلق بهذه الإنجازات والنجاحات فقد أشار محدثنا الى أنها تكشف في جزء منها أن المنظومة العمومية لم تنهر بعد وأن هناك جزءا من الطاقات البشرية تعمل في هياكل صحية عمومية بمختلف مستوياتها وبقيت مؤمنة بالقطاع العمومي وبالعطاء رغم الصعوبات. وكشف محدثنا في جانب آخر أن هذه الإنجازات تعكس عملا جماعيا ينم عن إستراتيجية مهيكلة وعن عمل منظم ومحكم كما يعكس أيضا استعدادات حثيثة سواء كانت في مرحلة الإعداد والتحضير والتمويل وتلقي المساعدات سواء من أطراف وطنية في شكل جمعيات أو خارجية عبر أطراف مانحة وهو ما يعتبر أمرا محمودا، من وجهة نظره. لكن يستدرك محدثنا ليوضح أنه لولا العمل المركز والمكان الملائم لما أمكن تحقيق هذه النجاحات رغم الدعم سواء كان خارجيا أو محليا، مشيرا في السياق ذاته أن الأعمال محكمة التخطيط وخاصة المهيكلة عادة ما تحصد النجاحات الفريدة من نوعها.
وفي الاتجاه ذاته اعتبر جوهر مزيد أن المنظومة العمومية قادرة على التطور والإقلاع في حال القيام بإعادة هيكلة القطاع العمومي. أما فيما يهم مدى قدرة هذه النجاحات على امتصاص نزيف الهجرة في صفوف الأطباء أوضح محدثنا أن الأمر مازال نسبيا أو حتى ضعيفا على اعتبار أن السيطرة على هذه المعضلة تقتضي القيام بعديد الخطوات على غرار ضخ دماء جديدة موضحا أن المقصود بالدماء الجديدة يتجاوز في جوهره العنصر البشري ليطال رؤى جديدة وواضحة تعمل بعيدا عن سياسة الغرف المغلقة. كما أضاف محدثنا أن القضاء على معضلة الهجرة في صفوف الأطباء يقتضي أيضا ضخ مجموعة من الإجراءات تتضمن حوافز مالية مع إقرار حوكمة جديدة يقع فيها ضبط جميع المسؤوليات مشيرا في السياق ذاته الى أن جزءا من السياسة الصحية يقتضي إعطاء الأولوية لمسألة الصيانة فضلا عن الامتحان الوطني للتحول للمرحلة الثالثة للدراسات الطبية يقتضي إعادة النظر فيه من خلال إعطاء نسبة أكبر للخطط للمناطق الداخلية حتى تحظى بمختلف الاختصاصات.
منال الحرزي