إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الخبير في المجال البيئي مهدي عبدلي لـ"الصباح": الذكاء الاصطناعي يُساهم في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية ودعم الاقتصاد الدائري

يشهد العالم يوما بعد يوم تطورات جديدة على المستوى الصناعي والتكنولوجي، ولكلّ تطور كما هو معلوم لدى الجميع إيجابيات وسلبيات ومع كلّ تقدّم هناك أيضا تحديات تواجهها على حد السواء الدول في طور النمو والدول المصنعة والمصنّفة ضمن الأفضل في مستوى التطور التكنولوجي والأكثر اعتمادا على التقنيات الحديثة من ذلك استعمالاتها لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

إيمان عبد اللطيف

هذه التقنية، رغم ما أحدثته من ثورة في المجال العلمي والطبي والنقل وغيرها من مجالات الحياة اليومية وتسهيل الخدمات للشعوب، فإنها في ذات الوقت لها انعكاسات سلبية بالجملة لا فقط فيما يتعلق باختراق المعطيات الشخصية وسوء استخدمها وتوظيفها وإنّما أيضا على البيئة وخاصة في استنزافها للموارد المائية وتسببها في انبعاثات كربونية وخلق إشكاليات جديدة في مواجهة النفايات الإلكترونية وحسن التصرف فيها.

في هذا الاتجاه، أكّد الخبير في المجال البيئي مهدي عبدلي في تصريح لـ«الصباح» أنّه «في ما يخصّ تأثيرات استعمال الذكاء الاصطناعي على المجال البيئي وحتى في علاقة بالمجال الزراعي والفلاحي فإن أية تكنولوجيا حديثة لها تأثيراتها الإيجابية والسلبية».

وأضاف «من الناحية الإيجابية، فإن الذكاء الاصطناعي يُساهم في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية من خلال تحسين أنظمة الزراعة والطاقة وخاصة إدارة المياه. وله أيضا دور كبير في دعم الصناعات وتقليل النفايات واستخدام المواد بشكل أكثر كفاءة ونجاعة».

تأثيرات الذكاء الاصطناعي؟

ومن بين إيجابياته أيضا أنّه «في مجال التغيّرات المناخية والكوارث الطبيعية يُساهم في تعزيز أنظمة الإنذار المُبكر والتنبؤ بالأعاصير وحتى مواسم الجفاف ما يؤدي إلى وضع مخطّطات أفضل للحدّ من الأضرار البيئية».

وقال الخبير مهدي عبدلي «نجد أيضا ايجابيات أخرى متعلّقة بالتنوع البيولوجي تتمثل في استخدام طائرات دون طيّار وأنظمة الذكاء الاصطناعي في مراقبة الحياة البرية للتعرف التهديدات البيئية مثل إزالة الغابات والصيد الجائر».

ووفق قوله، «هذه التكنولوجيا تساهم اليوم أيضا في دعم الاقتصاد الدائري من خلال تطوير تقنيات جديدة لإعادة تدوير النفايات وإدارتها بأكثر نجاعة وكفاءة وهو ما يؤدي إلى التقليص من الضغط على الموارد الطبيعية».

أما في ما يخصّ التأثيرات السلبية، فقد أكّد أنّ «ارتفاع استهلاك الطاقة يُعتبر من أهمّ السلبيات خاصة أنّ «تدريب» أنظمة الذكاء الاصطناعي الضخمة مثل الشبكات العصبية تتطلب كميات كبيرة وهائلة من الطاقة ما ينجرّ عنه زيادة في انبعاثات الكربون».

كما أنّ «مراكز البيانات التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء وتنتج أكثر حرارة، فنجد اليوم أيضا أنّه من بين السلبيات التلوث الناتج عن تصنيع هذه الأجهزة مثل «الخوادم» و»الرقائق» التي تحتاج إلى مواد معدنية التي تفرز بدورها نفايات إلكترونية عند انتهاء مدة صلوحيتها إلى جانب زيادة النفايات الإلكترونية المحتوية على مواد خطرة نتيجة تقادم الأجهزة بطريقة سريعة وبسبب تطور التقنيات وتسارعها سنة بعد سنة».

 ويُضاف إلى ذلك «انعدام العدالة في توزيع الفوائد البيئية لأن استفادة الدول المتقدمة بشكل أكبر من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فجوة في القدرة على مواجهة التحديات البيئية بين الدول الغنية والفقيرة».

 علاقة الماء بالذكاء الاصطناعي

في ما يخصّ علاقة الذكاء الاصطناعي باستغلال المياه وبالنظر إلى ما يواجهه العالم من شحّ مائي أوضح الخبير في المجال البيئي مهدي عبدلي أنّ «هذه التقنية يمكن أن تكون حلاّ من بين الحلول التي يتمّ اعتمادها خاصة في ما يتعلّق بالقدرة على إدارة الموارد المائية بفاعلية ومراقبتها وتوزيعها بشكل دقيق بناء على احتياجات السكان والقطاعات المختلفة».

وأفاد أنّ «تقنيات التنبؤ بالطلب تُساعد في تقليل الفقد وضمان تلبية الاحتياجات المُستقبلية. إلى جانب أهمية الري الذكي في الزراعة باعتباره يعتمد على تقنيات استشعار التربة والظروف المناخية الملائمة لتحديد الكمية المناسبة لكل محصول. ما يساعد على التحكم والتقليل من الاستهلاك المفرط للمياه إلى جانب التنبؤ بالجفاف وإدارته من خلال استخدام البيانات المناخية».

وقال مهدي عبدلي «من المزايا الأخرى القدرة على تحسين معالجة المياه الملوثة وتحليتها باعتماد هذه التقنيات لزيادة الإنتاجية وبالتالي التقليص من التكاليف إلى جانب التحكم في التسريبات المائية».

ولكن السلبيات والتحديات «فهي عديدة خاصة المتعلقة بالتكلفة العالية لأن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى استثمارات كبيرة وهو ما يجعل الدول النامية أو في طور النمو أمام عائق كبير لاستخدام هذه التقنيات والتطبيقات في المجال الفلاحي إلى جانب وضعية البنية التحتية الضعيفة التي لا تُمكن من الالتجاء إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره يتطلب بيانات حديثة ودقيقة وأجهزة استشعار».

كما أنّ «الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يؤدي إلى تجاهل الأساليب التقليدية ما يجعل المجتمعات عرضة إلى المخاطر في حال فشل هذه الأنظمة. إلى جانب أنّ الاستهلاك المفرط للطاقة يؤثر بشكل غير مباشر على البيئة وعلى استغلال الموارد المائية».

وبالتالي «استعمال الذكاء الاصطناعي يتطلب إدارة واعية للتقليل من تأثيراته السلبية من خلال استغلال مصادر الطاقة المتجددة وتطوير تقنيات أكثر كفاءة لاستهلاك الطاقة ووضع سياسيات لإدارة النفايات الإلكترونية بأكثر فعالية وتعزيز التعاون الدولي كمسألة ضرورية في هذا المجال».

اعتماد مراكز البيانات على المياه

في سياق متصل، أكّدت عدّة تقارير إعلامية وعلمية أن هناك ترابطا مباشرا ودقيقا بين هذين المجالين. فوفق العديد من الخبراء في المجال «ترتبط العلاقة بين المياه والذكاء الاصطناعي بمراكز البيانات الهائلة التي تدعم هذه التقنيات. تتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة واسعة الانتشار مثل نموذج (GPT) الذي طورته (OpenAI) أو نماذج (DeepMind) التابعة لشركة «غوغل»، موارد حوسبية ضخمة».

وأضافت هذه التقارير الإعلامية أنّ «هذه الموارد توجد في مراكز البيانات، وهي في الأساس مستودعات كبيرة مملوءة بالخوادم التي تعمل على مدار الساعة لمعالجة وتخزين وتحليل البيانات. وللحفاظ على هذه الخوادم من الحرارة الزائدة، تعتمد مراكز البيانات بشكل كبير على أنظمة التبريد التي تستخدم المياه في كثير من الأحيان» وهو ما يفسّر علاقة الماء بالذكاء الاصطناعي وكمية المياه الهائلة المستخدمة.

فقد أظهرت دراسة حديثة تمّ نشرها وتناقلتها عدّة مواقع إعلامية أن «أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل روبوت (ChatGPT) الشهير، تستهلك نحو نصف لتر (500 مليلتر) من الماء لكل 20 إلى 50 سؤالًا يطرحه المستخدمون.

وقال الباحث شاولي رين من جامعة كاليفورنيا، في ورقة بحثية أعدها، إن هذه الكمية قد لا تبدو كبيرة، ولكن مع الاستخدام العالمي لروبوت (ChatGPT) وغيره أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن استهلاك المياه يكون هائلًا وفق ما أورده موقع «العربية نت».

وقال رين في تصريحات أدلى بها لوكالة أسوشييتد برس إن نمو الاستهلاك المائي في تقرير مايكروسوفت البيئي لعام 2022 يرجع بشكل أساسي إلى تطويرها أنظمة الذكاء الاصطناعي. وتعد مايكروسوفت المساهم الأكبر في شركة (OpenAI) التي تقف وراء روبوت (ChatGPT) وغيره من أدوات الذكاء الاصطناعي.

وفق ذلك، أقرت مايكروسوفت بهذه المشكلة وقالت إنها تبحث عن طرق لقياس استهلاك الطاقة والبصمة الكربونية، كما تعمل على جعل أنظمة الذكاء الاصطناعي أقل استهلاكًا للطاقة، وفقا لتقرير أسوشييتد برس.

وفي سياق متصل، اعترفت شركة(OpenAI) بالاستهلاك الكبير للمياه في مشاريعها، ووعدت بالعمل على إصلاح المشكلة.

جدير بالذكر أن روبوت (ChatGPT) يعتمد على خوادم مايكروسوفت التي بدورها تحتاج إلى المياه العذبة من أجل التبريد والحفاظ على درجة حرارة مناسبة للعمل بكفاءة.

وأضاف رين إنه من المرجح أن ينخفض استهلاك المياه في خوادم أنظمة الذكاء الاصطناعي بمرور الوقت، مشددًا على أهمية الوعي بالمشكلة من أجل اتخاذ الخطوات التصحيحية.

الخبير في المجال البيئي مهدي عبدلي لـ"الصباح":  الذكاء الاصطناعي يُساهم في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية ودعم الاقتصاد الدائري

يشهد العالم يوما بعد يوم تطورات جديدة على المستوى الصناعي والتكنولوجي، ولكلّ تطور كما هو معلوم لدى الجميع إيجابيات وسلبيات ومع كلّ تقدّم هناك أيضا تحديات تواجهها على حد السواء الدول في طور النمو والدول المصنعة والمصنّفة ضمن الأفضل في مستوى التطور التكنولوجي والأكثر اعتمادا على التقنيات الحديثة من ذلك استعمالاتها لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

إيمان عبد اللطيف

هذه التقنية، رغم ما أحدثته من ثورة في المجال العلمي والطبي والنقل وغيرها من مجالات الحياة اليومية وتسهيل الخدمات للشعوب، فإنها في ذات الوقت لها انعكاسات سلبية بالجملة لا فقط فيما يتعلق باختراق المعطيات الشخصية وسوء استخدمها وتوظيفها وإنّما أيضا على البيئة وخاصة في استنزافها للموارد المائية وتسببها في انبعاثات كربونية وخلق إشكاليات جديدة في مواجهة النفايات الإلكترونية وحسن التصرف فيها.

في هذا الاتجاه، أكّد الخبير في المجال البيئي مهدي عبدلي في تصريح لـ«الصباح» أنّه «في ما يخصّ تأثيرات استعمال الذكاء الاصطناعي على المجال البيئي وحتى في علاقة بالمجال الزراعي والفلاحي فإن أية تكنولوجيا حديثة لها تأثيراتها الإيجابية والسلبية».

وأضاف «من الناحية الإيجابية، فإن الذكاء الاصطناعي يُساهم في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية من خلال تحسين أنظمة الزراعة والطاقة وخاصة إدارة المياه. وله أيضا دور كبير في دعم الصناعات وتقليل النفايات واستخدام المواد بشكل أكثر كفاءة ونجاعة».

تأثيرات الذكاء الاصطناعي؟

ومن بين إيجابياته أيضا أنّه «في مجال التغيّرات المناخية والكوارث الطبيعية يُساهم في تعزيز أنظمة الإنذار المُبكر والتنبؤ بالأعاصير وحتى مواسم الجفاف ما يؤدي إلى وضع مخطّطات أفضل للحدّ من الأضرار البيئية».

وقال الخبير مهدي عبدلي «نجد أيضا ايجابيات أخرى متعلّقة بالتنوع البيولوجي تتمثل في استخدام طائرات دون طيّار وأنظمة الذكاء الاصطناعي في مراقبة الحياة البرية للتعرف التهديدات البيئية مثل إزالة الغابات والصيد الجائر».

ووفق قوله، «هذه التكنولوجيا تساهم اليوم أيضا في دعم الاقتصاد الدائري من خلال تطوير تقنيات جديدة لإعادة تدوير النفايات وإدارتها بأكثر نجاعة وكفاءة وهو ما يؤدي إلى التقليص من الضغط على الموارد الطبيعية».

أما في ما يخصّ التأثيرات السلبية، فقد أكّد أنّ «ارتفاع استهلاك الطاقة يُعتبر من أهمّ السلبيات خاصة أنّ «تدريب» أنظمة الذكاء الاصطناعي الضخمة مثل الشبكات العصبية تتطلب كميات كبيرة وهائلة من الطاقة ما ينجرّ عنه زيادة في انبعاثات الكربون».

كما أنّ «مراكز البيانات التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء وتنتج أكثر حرارة، فنجد اليوم أيضا أنّه من بين السلبيات التلوث الناتج عن تصنيع هذه الأجهزة مثل «الخوادم» و»الرقائق» التي تحتاج إلى مواد معدنية التي تفرز بدورها نفايات إلكترونية عند انتهاء مدة صلوحيتها إلى جانب زيادة النفايات الإلكترونية المحتوية على مواد خطرة نتيجة تقادم الأجهزة بطريقة سريعة وبسبب تطور التقنيات وتسارعها سنة بعد سنة».

 ويُضاف إلى ذلك «انعدام العدالة في توزيع الفوائد البيئية لأن استفادة الدول المتقدمة بشكل أكبر من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فجوة في القدرة على مواجهة التحديات البيئية بين الدول الغنية والفقيرة».

 علاقة الماء بالذكاء الاصطناعي

في ما يخصّ علاقة الذكاء الاصطناعي باستغلال المياه وبالنظر إلى ما يواجهه العالم من شحّ مائي أوضح الخبير في المجال البيئي مهدي عبدلي أنّ «هذه التقنية يمكن أن تكون حلاّ من بين الحلول التي يتمّ اعتمادها خاصة في ما يتعلّق بالقدرة على إدارة الموارد المائية بفاعلية ومراقبتها وتوزيعها بشكل دقيق بناء على احتياجات السكان والقطاعات المختلفة».

وأفاد أنّ «تقنيات التنبؤ بالطلب تُساعد في تقليل الفقد وضمان تلبية الاحتياجات المُستقبلية. إلى جانب أهمية الري الذكي في الزراعة باعتباره يعتمد على تقنيات استشعار التربة والظروف المناخية الملائمة لتحديد الكمية المناسبة لكل محصول. ما يساعد على التحكم والتقليل من الاستهلاك المفرط للمياه إلى جانب التنبؤ بالجفاف وإدارته من خلال استخدام البيانات المناخية».

وقال مهدي عبدلي «من المزايا الأخرى القدرة على تحسين معالجة المياه الملوثة وتحليتها باعتماد هذه التقنيات لزيادة الإنتاجية وبالتالي التقليص من التكاليف إلى جانب التحكم في التسريبات المائية».

ولكن السلبيات والتحديات «فهي عديدة خاصة المتعلقة بالتكلفة العالية لأن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى استثمارات كبيرة وهو ما يجعل الدول النامية أو في طور النمو أمام عائق كبير لاستخدام هذه التقنيات والتطبيقات في المجال الفلاحي إلى جانب وضعية البنية التحتية الضعيفة التي لا تُمكن من الالتجاء إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره يتطلب بيانات حديثة ودقيقة وأجهزة استشعار».

كما أنّ «الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يؤدي إلى تجاهل الأساليب التقليدية ما يجعل المجتمعات عرضة إلى المخاطر في حال فشل هذه الأنظمة. إلى جانب أنّ الاستهلاك المفرط للطاقة يؤثر بشكل غير مباشر على البيئة وعلى استغلال الموارد المائية».

وبالتالي «استعمال الذكاء الاصطناعي يتطلب إدارة واعية للتقليل من تأثيراته السلبية من خلال استغلال مصادر الطاقة المتجددة وتطوير تقنيات أكثر كفاءة لاستهلاك الطاقة ووضع سياسيات لإدارة النفايات الإلكترونية بأكثر فعالية وتعزيز التعاون الدولي كمسألة ضرورية في هذا المجال».

اعتماد مراكز البيانات على المياه

في سياق متصل، أكّدت عدّة تقارير إعلامية وعلمية أن هناك ترابطا مباشرا ودقيقا بين هذين المجالين. فوفق العديد من الخبراء في المجال «ترتبط العلاقة بين المياه والذكاء الاصطناعي بمراكز البيانات الهائلة التي تدعم هذه التقنيات. تتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة واسعة الانتشار مثل نموذج (GPT) الذي طورته (OpenAI) أو نماذج (DeepMind) التابعة لشركة «غوغل»، موارد حوسبية ضخمة».

وأضافت هذه التقارير الإعلامية أنّ «هذه الموارد توجد في مراكز البيانات، وهي في الأساس مستودعات كبيرة مملوءة بالخوادم التي تعمل على مدار الساعة لمعالجة وتخزين وتحليل البيانات. وللحفاظ على هذه الخوادم من الحرارة الزائدة، تعتمد مراكز البيانات بشكل كبير على أنظمة التبريد التي تستخدم المياه في كثير من الأحيان» وهو ما يفسّر علاقة الماء بالذكاء الاصطناعي وكمية المياه الهائلة المستخدمة.

فقد أظهرت دراسة حديثة تمّ نشرها وتناقلتها عدّة مواقع إعلامية أن «أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل روبوت (ChatGPT) الشهير، تستهلك نحو نصف لتر (500 مليلتر) من الماء لكل 20 إلى 50 سؤالًا يطرحه المستخدمون.

وقال الباحث شاولي رين من جامعة كاليفورنيا، في ورقة بحثية أعدها، إن هذه الكمية قد لا تبدو كبيرة، ولكن مع الاستخدام العالمي لروبوت (ChatGPT) وغيره أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن استهلاك المياه يكون هائلًا وفق ما أورده موقع «العربية نت».

وقال رين في تصريحات أدلى بها لوكالة أسوشييتد برس إن نمو الاستهلاك المائي في تقرير مايكروسوفت البيئي لعام 2022 يرجع بشكل أساسي إلى تطويرها أنظمة الذكاء الاصطناعي. وتعد مايكروسوفت المساهم الأكبر في شركة (OpenAI) التي تقف وراء روبوت (ChatGPT) وغيره من أدوات الذكاء الاصطناعي.

وفق ذلك، أقرت مايكروسوفت بهذه المشكلة وقالت إنها تبحث عن طرق لقياس استهلاك الطاقة والبصمة الكربونية، كما تعمل على جعل أنظمة الذكاء الاصطناعي أقل استهلاكًا للطاقة، وفقا لتقرير أسوشييتد برس.

وفي سياق متصل، اعترفت شركة(OpenAI) بالاستهلاك الكبير للمياه في مشاريعها، ووعدت بالعمل على إصلاح المشكلة.

جدير بالذكر أن روبوت (ChatGPT) يعتمد على خوادم مايكروسوفت التي بدورها تحتاج إلى المياه العذبة من أجل التبريد والحفاظ على درجة حرارة مناسبة للعمل بكفاءة.

وأضاف رين إنه من المرجح أن ينخفض استهلاك المياه في خوادم أنظمة الذكاء الاصطناعي بمرور الوقت، مشددًا على أهمية الوعي بالمشكلة من أجل اتخاذ الخطوات التصحيحية.