الجرد الذي قامت به الهياكل الرسمية الحكومية، كشف عن وجود 1126 مشروعا معطلا، على مستوى مختلف ولايات الجمهورية، وصفها رئيس الحكومة كمال المدوري "بالكبرى"، وقال إن اللجان الجهوية والقطاعية تمكنت من تسوية عدد منها، وفي نفس الوقت تم العمل على تعزيز ديناميكية الاستثمار العمومي من خلال إجراءات تشريعية تهدف لحلحلة المشاريع المعطلة الباقية.
ومن جانبه قال رئيس اللجنة الفنية لتسريع إنجاز المشاريع العمومية إدريس منجّة، إن الإجراءات الترتيبية ساهمت في التسريع بإنجاز المشاريع العمومية المعطلة ومعالجة الإشكاليات التي عرقلتها.
وذكر في خصوص مشروع مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي تعطل لسنوات، إنه تم تركيز حظيرة العمل الخاصة به، ونفس الأمر بالنسبة لمشروع المستشفى الجامعي بقفصة، حيث انطلقت الدراسات الخاصة به بعد تعطل تجاوز الخمس سنوات.
ومن بين المشاريع الأخرى التي كانت معطلة، مشروع الفسفاط الرفيع بالمظيلة 2 والذي انطلق منذ سنة 2011 وبلغت نسبة تقدمه 98 % وبعد أن شارف على الانتهاء تعطل مرة أخرى طيلة 7 سنوات رغم مردوديته العالية ليعود مؤخرا إلى إعادة الانطلاق.
وبين إدريس منجة أن مشروع السكة الحديدية RFR الذي يربط بين تونس ومنوبة، بعد تعطله طيلة 5 سنوات تم إقرار الانطلاق التدريجي في تنفيذه، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من إنجازه في جوان 2025.
الطريق السيارة تونس-جلمة
وبدوره بعد تأخر أكثر من 6 سنوات انطلقت أشغال مشروع الطريق السيارة تونس جلمة، بعد فض الإشكالية التي تعلقت به وتعود أساسا الى نزاعات عقارية. وينقسم المشروع الى 8 أقساط تهم بناء الجسور والمنشآت المائية .
وتمتد الطريق السيارة الخاصة بالجانب الغربي للبلاد على نحو 180 كيلومترا، وينتظر أن تربط بين تونس العاصمة وولاية بن عروس فولايات زغوان والقيروان وسيدي بوزيد -جلمة.
وخلال زيارتها الميدانية للمشروع بداية شهر أكتوبر الماضي أكدت وزيرة التجهيز والإسكان على حرص الوزارة على إتمام هذا المشروع الوطني الهام وفق الآجال المحددة وبالمواصفات الفنية المطلوبة. وعاينت في الإطار تقدم الأشغال بداية من القسط الثامن، بين وادي زرود وجلمة على طول 18.59كلم ثم القسط السابع بين حفوز ووادي زرود على طول 21.44 كلم ثم القسط السادس بين القيروان وحفوز على طول 29.56 كلم، كما عاينت القسط الخامس بين السبيخة والقيروان على طول29 كلم والقسط الرابع بين الناظور والسبيخة على طول27 كلم والقسط الثالث بين الفحص والناظور على طول 27 كلم والقسط الثاني بين زغوان والفحص على 07 كلم والقسط الأول بين تونس وزغوان على طول 26 كلم. هذا وتبلغ كلفة المشروع 1710 مليون دينار وتتمثل الأشغال في بناء 9 محولات و78 ممرات علوية وتحتية و14 منشأة مائية كبرى و303 منشأة مائية بأحجام مختلفة و4 محطات استراحة.
وصلة بنزرت
وتتقدم أشغال الوصلة الثابتة ببنزرت، وهي حلم انتظره أهالي الجهة لسنوات وسجل تأخرا بنحو عشرية كاملة في انطلاقته. وحسب آخر المعطيات فإن نسبة تقدم الأشغال في الجزأين الأول والثالث في حدود 50 % وستنطلق أشغال الجزء الثاني بعد استيفاء الأعمال الجيوتقنية.
وقد أعطى رئيس الجمهورية إشارة انطلاق إنجاز الجسر الجديد ببنزرت في 19 جويلية 2022، وتحديدا أشغال القسطين الأوّل والثالث للجسر الرابطين بين الطريق السيارة أ 4 وبحيرة بنزرت من جهتي منزل عبد الرحمان وجرزونة والطريق الرابطة بين بحيرة بنزرت من جهة بنزرت المدينة ومنطقة بشاطر بمعتمدية بنزرت الجنوبية.
ويتضمن القسط الأول انجاز طريق سريعة بطول 4،7 كلم مع انجاز 3 جسور والقسط الثالث يمتد على مسافة 2،7 كلم من الطريق السريعة ويحتوي على 4 جسور ومحول على مستوى الطريق الوطنية رقم 11 المؤدية لمنزل بورقيبة، وذلك بكلفة مالية مجمعة للقسطين توازي 151 مليون دينار.
وتهم أشغال القسط الثاني والرئيسي لمشروع جسر بنزرت الجديد الجسر الحديدي البالغ طوله 2.2 كلم، وينطلق من مدينة منزل عبد الرحمان الى مدينة بنزرت، وتعهدت به الشركة الصينية "اي اس بي جي" في إطار صفقة عمومية. هذا وتبلغ الكلفة العامة للمشروع ما قيمته 850 مليون دينار، ممولة من قبل الدولة التونسية والبنك الأوروبي الاستثمار والبنك الإفريقي للتنمية.
المدخل الجنوبي للعاصمة
وأفاد مدير مشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة بوزارة التجهيز، علي بن محمد، خلال شهر سبتمبر الماضي، أنه سيتم الانتهاء من إنجاز الأقساط الخمسة من مشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة مع موفى 2025 .
وتبلغ الكلفة الجملية للمشروع 370 مليون دينار، تتوزع على قسط أول يهم توسعة جسر جبل الجلود بجسرين آخرين من كلتا الجانبين بكلفة 100 مليون دينار، وهو القسط الأصعب من حيث الانجاز وتم الانطلاق في انجازه بصفة متأخرة بسبب إعادة طلب العروض. وأشار علي بن محمد أن نسبة تقدم إنجاز هذا القسط تقدر بـ15 بالمائة وسيدخل حيز الاستغلال مع موفى 2025.
وبخصوص بقية الأقساط أشار ذات المصدر أن القسط الرابع يشمل المخرج الرئيسي على مستوى محولات بئر القصعة وهو القسط المتقدم من حيث الانجاز وسيقع استكماله في مارس 2025، فيما سيتم استكمال الاقساط الثاني والثالث والخامس في جوان 2025.
وأضاف بن محمد أن هذا المشروع سيساهم في الحد بصفة كبيرة من الاكتظاظ وتخفيف الضغط المروري لمستعملي الطريق.
وحسب المواعيد المعلنة من قبل وزارة التجهيز والإسكان عند انطلاق المشروع في 2021، كان يفترض أن تمتد فترة الأشغال على ثلاث سنوات إلا أن التأخير الحاصل في تقدمها خلال الفترة السابقة سيجعل من مواعيد دخولها حيز الاستغلال رغم المجهود المبذول في تحسين معدلات تقدم الأشغال يصل الى السنتين.
وتعمل وزارة التجهيز على رفع نسق أشغال مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة، وهو من أهم المشاريع الكبرى الجاري انجازها حاليا، وسيساهم المشروع في تسهيل الحركة وتلافي الاكتظاظ المروري بهذا المسار الذي يعرف حركة جولان يومية لنحو 180 ألف عربة خلال أوقات الذروة، على أن يبلغ عدد السيارات نحو 220 ألف عربة بحلول سنة 2042. وبالإضافة الى الجانب الجمالي الذي سيضفيه على المدخل الجنوبي للعاصمة سيعود بالفائدة على الحركة الاقتصادية وشكل الربط بين العاصمة والمدن الداخلية.
وفي توصيف أكثر دقة لمشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة، فإن الأشغال تتوزع داخله الى محورين أساسين، يعنى الأول بإعادة تهيئة وتوسعة الطريق السيارة من مفترق الأحواز الجنوبية للعاصمة الى وسط العاصمة على مستوى قنطرة جبل جلود.
ويهم الثاني ربط الطريق الوطنية رقم 3 وتوسعتها بداية من مفترق مستشفى الحروق البليغة وصولا الى مفترق اليهودية مرورا بالمروج 1 و2. وتشمل الأشغال إعادة تهيئة للمحولات الموجودة على مستوى بئر القصعة ومستشفى الحروق البليغة ومدخل الوردية مع توسعة القنطرة على مستوى جبل الجلود. ويكون ذلك مع إضافة أروقة جديدة بمعدل رواقين اثنين على الأقل في كل اتجاه، بالإضافة الى انجاز مفترقات دائرية على مستوى المحور الجزء للمشروع في اتجاه مدخل اليهودية.
ووفقا للدراسات المنجزة التوسعة ستجعل الطريق السيارة قادرة على استيعاب من 4 الى 6 مسارات في كل اتجاه.
الربط بالغاز الطبيعي
الربط بالغاز الطبيعي ومد الشبكة بالنسبة لمناطق الجنوب أو مدن الشمال يبقى من المشاريع العالقة الى غاية الآن ويواجه على الغالب إشكاليات في التقدم وتم تأخيره أكثر من مرة حتى أن الأمر طال ووصل الى 16 عاما في مناطق مثل مدن جندوبة التي تشهد نقصا في التزود بالغاز خلال فصل الشتاء حيث يؤدي تساقط الثلوج فيها الى قطع الطرقات.
ويتواصل التأخير في وقت كان مثلا من المنتظر أن يتم تزويد 16 منطقة بلدية جديدة بشبكة الغاز الطبيعي في الفترة الممتدة من جانفي إلى ديسمبر 2019، على أن يتم ربط 27 منطقة بلدية أخرى بين 2020 و 2022، وهو برنامج ربط مناطق بلدية يندرج ضمن برنامج وطني لربط 100 منطقة بلدية انطلق في سنة 2008.
وأقرّ بأنّ البرنامج البالغة قيمته 800 مليون دينار، شهد عدّة صعوبات عند تنفيذه، أهمها الأحداث التي حصلت إبّان الثّورة من خلال تعطل تقدم مشاريع المقاولات لربط المدن بشبكة الغاز الطبيعي. ورجّح المسؤول أن يتم الانتهاء من البرنامج، في أفق سنة 2024.
هذا وتعهدت الشركة التونسية للكهرباء والغاز خلال شهر مارس 2024، باستكمال مشروع تزويد ولاية جندوبة بالغاز الطبيعي، وذلك مع موفى السنة الجارية 2024 على أن تنطلق عملية ربط المنازل بالشبكة مع بداية السنة القادمة 2025.
وبيّن ممثلو الشركة التونسية للكهرباء والغاز، أن التأخر في الإنجاز مردّه وجود اعتراضات من قبل بعض المواطنين على تركيز الشبكة في أراضيهم وكذلك الشأن بالنسبة لعدد من الهياكل العمومية مثل وزارة الفلاحة والديوان الوطني للتطهير وغيرهما وهو ما يستوجب في نظرهم إقناع المواطنين المعترضين أو الجهات بضرورة التنسيق لحلحلة هذه الصعوبات.
وأكد البعض أنّ مشروع الغاز الطبيعي، ومنذ أن تم الإعلان عنه في 2019، دفع بعدد من المستثمرين المحليين إلى تعديل برنامجهم على هذا المحمل الذي وصف بالحيوي والأقل كلفة مقارنة باستعمال بقية مصادر الطاقة غير أن تعطل الأشغال باتت مصدر قلق لهم، وهو ما يستوجب في نظرهم استحثاث الأشغال.
ويشمل مشروع تزويد ولاية جندوبة بالغاز الطبيعي في مرحلته الأولى تمديد أنبوب فرعي بطول 50 كلم من باجة مزود للمنطقة السياحية طبرقة ومدينتي طبرقة وعين دراهم وببوش وأنبوب فرعي ثالث بطول 35 كلم خاص بمعتمديتي بوسالم وجندوبة المدينة وحي الطواهرية إلى جانب مدن بولايات سليانة وباجة والكاف.
ميناء المياه العميقة بالنفيضة
ومن المشاريع الأخرى التي ينتظر التونسيون الانتهاء منها مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة في محافظة سوسة. ففي عام 2006، وفي إطار مساعيها لتعزيز مكانتها الاقتصادية في حوض المتوسط، بدأت السلطات التونسية في التفكير في إنجاز مشروع للمياه العميقة يمتد على مساحة 3000 هكتار تشمل الميناء والمنطقة اللوجستية.
وكان من المفترض أن يوفر الميناء، الذي ستتحمل الدولة 75 % من تكلفة إنجازه، أكثر من 50 ألف موطن شغل، لكن المشروع لم ير النور بعد رغم مرور نحو عقدين على بدء التخطيط له.
الملعب الرياضي بالمنزه
وتشمل المشاريع المعطلة المجال الرياضي أيضا، فأشغال تهيئة ملعب المنزه الأولمبي مازالت معطلة وهي متوقفة منذ أشهر بسبب إشكاليات قانونية ولوجستية.
وكانت أولى الخطوات الملموسة في اتجاه تهيئة ملعب المنزه في عام 2018، خلال زيارة ميدانية أدّاها وزير التجهيز والإسكان الأسبق نور الدين السالمي إلى الملعب المذكور معلنا موعد انطلاق أشغال الترميم والتهيئة والتي قال إنها ستبدأ في منتصف العام 2019 باعتمادات مالية تُقدّر بـ22 مليون دينار تونسي وارتفعت الى 54 مليون دينار في عام 2021 لينتهي بها المطاف في حدود الـ100 مليون دينار لحظة انطلاق المشروع في شهر جوان من سنة 2022.
وبعد طول صمت في خصوص أشغال الملعب الرياضي بالمنزه، أقرّت الجهات المُشرفة في 2024 بوجود إخلالات كبيرة عند تنزيل المشروع على أرض الواقع منها ما هو متصلّ بوجود نقائص في مستوى التصاميم والأمثلة الهندسية ومنها ما هو متصلّ بضعف قدرة الشركة المقاولة على مجاراة نسق الأشغال، وفق ما صرّح به مدير البناءات والتجهيز بالإدارة العامة للمصالح المشتركة بوزارة الشباب والرياضة نوفل بلحاج رحومة، في وقت سابق، والذي أكّد أنّه تمّ فسخ العقد مع شركة المقاولات التونسية التي كُلّفت بتجديد الملعب الأولمبي بالمنزه في انتظار إسنادها لشركة صينية لم يحدد بعد موعد انطلاقها من جديد في العمل داخل الملعب الرياضي بالمنزه..
ريم سوودي
تونس-الصباح
الجرد الذي قامت به الهياكل الرسمية الحكومية، كشف عن وجود 1126 مشروعا معطلا، على مستوى مختلف ولايات الجمهورية، وصفها رئيس الحكومة كمال المدوري "بالكبرى"، وقال إن اللجان الجهوية والقطاعية تمكنت من تسوية عدد منها، وفي نفس الوقت تم العمل على تعزيز ديناميكية الاستثمار العمومي من خلال إجراءات تشريعية تهدف لحلحلة المشاريع المعطلة الباقية.
ومن جانبه قال رئيس اللجنة الفنية لتسريع إنجاز المشاريع العمومية إدريس منجّة، إن الإجراءات الترتيبية ساهمت في التسريع بإنجاز المشاريع العمومية المعطلة ومعالجة الإشكاليات التي عرقلتها.
وذكر في خصوص مشروع مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي تعطل لسنوات، إنه تم تركيز حظيرة العمل الخاصة به، ونفس الأمر بالنسبة لمشروع المستشفى الجامعي بقفصة، حيث انطلقت الدراسات الخاصة به بعد تعطل تجاوز الخمس سنوات.
ومن بين المشاريع الأخرى التي كانت معطلة، مشروع الفسفاط الرفيع بالمظيلة 2 والذي انطلق منذ سنة 2011 وبلغت نسبة تقدمه 98 % وبعد أن شارف على الانتهاء تعطل مرة أخرى طيلة 7 سنوات رغم مردوديته العالية ليعود مؤخرا إلى إعادة الانطلاق.
وبين إدريس منجة أن مشروع السكة الحديدية RFR الذي يربط بين تونس ومنوبة، بعد تعطله طيلة 5 سنوات تم إقرار الانطلاق التدريجي في تنفيذه، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من إنجازه في جوان 2025.
الطريق السيارة تونس-جلمة
وبدوره بعد تأخر أكثر من 6 سنوات انطلقت أشغال مشروع الطريق السيارة تونس جلمة، بعد فض الإشكالية التي تعلقت به وتعود أساسا الى نزاعات عقارية. وينقسم المشروع الى 8 أقساط تهم بناء الجسور والمنشآت المائية .
وتمتد الطريق السيارة الخاصة بالجانب الغربي للبلاد على نحو 180 كيلومترا، وينتظر أن تربط بين تونس العاصمة وولاية بن عروس فولايات زغوان والقيروان وسيدي بوزيد -جلمة.
وخلال زيارتها الميدانية للمشروع بداية شهر أكتوبر الماضي أكدت وزيرة التجهيز والإسكان على حرص الوزارة على إتمام هذا المشروع الوطني الهام وفق الآجال المحددة وبالمواصفات الفنية المطلوبة. وعاينت في الإطار تقدم الأشغال بداية من القسط الثامن، بين وادي زرود وجلمة على طول 18.59كلم ثم القسط السابع بين حفوز ووادي زرود على طول 21.44 كلم ثم القسط السادس بين القيروان وحفوز على طول 29.56 كلم، كما عاينت القسط الخامس بين السبيخة والقيروان على طول29 كلم والقسط الرابع بين الناظور والسبيخة على طول27 كلم والقسط الثالث بين الفحص والناظور على طول 27 كلم والقسط الثاني بين زغوان والفحص على 07 كلم والقسط الأول بين تونس وزغوان على طول 26 كلم. هذا وتبلغ كلفة المشروع 1710 مليون دينار وتتمثل الأشغال في بناء 9 محولات و78 ممرات علوية وتحتية و14 منشأة مائية كبرى و303 منشأة مائية بأحجام مختلفة و4 محطات استراحة.
وصلة بنزرت
وتتقدم أشغال الوصلة الثابتة ببنزرت، وهي حلم انتظره أهالي الجهة لسنوات وسجل تأخرا بنحو عشرية كاملة في انطلاقته. وحسب آخر المعطيات فإن نسبة تقدم الأشغال في الجزأين الأول والثالث في حدود 50 % وستنطلق أشغال الجزء الثاني بعد استيفاء الأعمال الجيوتقنية.
وقد أعطى رئيس الجمهورية إشارة انطلاق إنجاز الجسر الجديد ببنزرت في 19 جويلية 2022، وتحديدا أشغال القسطين الأوّل والثالث للجسر الرابطين بين الطريق السيارة أ 4 وبحيرة بنزرت من جهتي منزل عبد الرحمان وجرزونة والطريق الرابطة بين بحيرة بنزرت من جهة بنزرت المدينة ومنطقة بشاطر بمعتمدية بنزرت الجنوبية.
ويتضمن القسط الأول انجاز طريق سريعة بطول 4،7 كلم مع انجاز 3 جسور والقسط الثالث يمتد على مسافة 2،7 كلم من الطريق السريعة ويحتوي على 4 جسور ومحول على مستوى الطريق الوطنية رقم 11 المؤدية لمنزل بورقيبة، وذلك بكلفة مالية مجمعة للقسطين توازي 151 مليون دينار.
وتهم أشغال القسط الثاني والرئيسي لمشروع جسر بنزرت الجديد الجسر الحديدي البالغ طوله 2.2 كلم، وينطلق من مدينة منزل عبد الرحمان الى مدينة بنزرت، وتعهدت به الشركة الصينية "اي اس بي جي" في إطار صفقة عمومية. هذا وتبلغ الكلفة العامة للمشروع ما قيمته 850 مليون دينار، ممولة من قبل الدولة التونسية والبنك الأوروبي الاستثمار والبنك الإفريقي للتنمية.
المدخل الجنوبي للعاصمة
وأفاد مدير مشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة بوزارة التجهيز، علي بن محمد، خلال شهر سبتمبر الماضي، أنه سيتم الانتهاء من إنجاز الأقساط الخمسة من مشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة مع موفى 2025 .
وتبلغ الكلفة الجملية للمشروع 370 مليون دينار، تتوزع على قسط أول يهم توسعة جسر جبل الجلود بجسرين آخرين من كلتا الجانبين بكلفة 100 مليون دينار، وهو القسط الأصعب من حيث الانجاز وتم الانطلاق في انجازه بصفة متأخرة بسبب إعادة طلب العروض. وأشار علي بن محمد أن نسبة تقدم إنجاز هذا القسط تقدر بـ15 بالمائة وسيدخل حيز الاستغلال مع موفى 2025.
وبخصوص بقية الأقساط أشار ذات المصدر أن القسط الرابع يشمل المخرج الرئيسي على مستوى محولات بئر القصعة وهو القسط المتقدم من حيث الانجاز وسيقع استكماله في مارس 2025، فيما سيتم استكمال الاقساط الثاني والثالث والخامس في جوان 2025.
وأضاف بن محمد أن هذا المشروع سيساهم في الحد بصفة كبيرة من الاكتظاظ وتخفيف الضغط المروري لمستعملي الطريق.
وحسب المواعيد المعلنة من قبل وزارة التجهيز والإسكان عند انطلاق المشروع في 2021، كان يفترض أن تمتد فترة الأشغال على ثلاث سنوات إلا أن التأخير الحاصل في تقدمها خلال الفترة السابقة سيجعل من مواعيد دخولها حيز الاستغلال رغم المجهود المبذول في تحسين معدلات تقدم الأشغال يصل الى السنتين.
وتعمل وزارة التجهيز على رفع نسق أشغال مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة، وهو من أهم المشاريع الكبرى الجاري انجازها حاليا، وسيساهم المشروع في تسهيل الحركة وتلافي الاكتظاظ المروري بهذا المسار الذي يعرف حركة جولان يومية لنحو 180 ألف عربة خلال أوقات الذروة، على أن يبلغ عدد السيارات نحو 220 ألف عربة بحلول سنة 2042. وبالإضافة الى الجانب الجمالي الذي سيضفيه على المدخل الجنوبي للعاصمة سيعود بالفائدة على الحركة الاقتصادية وشكل الربط بين العاصمة والمدن الداخلية.
وفي توصيف أكثر دقة لمشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة، فإن الأشغال تتوزع داخله الى محورين أساسين، يعنى الأول بإعادة تهيئة وتوسعة الطريق السيارة من مفترق الأحواز الجنوبية للعاصمة الى وسط العاصمة على مستوى قنطرة جبل جلود.
ويهم الثاني ربط الطريق الوطنية رقم 3 وتوسعتها بداية من مفترق مستشفى الحروق البليغة وصولا الى مفترق اليهودية مرورا بالمروج 1 و2. وتشمل الأشغال إعادة تهيئة للمحولات الموجودة على مستوى بئر القصعة ومستشفى الحروق البليغة ومدخل الوردية مع توسعة القنطرة على مستوى جبل الجلود. ويكون ذلك مع إضافة أروقة جديدة بمعدل رواقين اثنين على الأقل في كل اتجاه، بالإضافة الى انجاز مفترقات دائرية على مستوى المحور الجزء للمشروع في اتجاه مدخل اليهودية.
ووفقا للدراسات المنجزة التوسعة ستجعل الطريق السيارة قادرة على استيعاب من 4 الى 6 مسارات في كل اتجاه.
الربط بالغاز الطبيعي
الربط بالغاز الطبيعي ومد الشبكة بالنسبة لمناطق الجنوب أو مدن الشمال يبقى من المشاريع العالقة الى غاية الآن ويواجه على الغالب إشكاليات في التقدم وتم تأخيره أكثر من مرة حتى أن الأمر طال ووصل الى 16 عاما في مناطق مثل مدن جندوبة التي تشهد نقصا في التزود بالغاز خلال فصل الشتاء حيث يؤدي تساقط الثلوج فيها الى قطع الطرقات.
ويتواصل التأخير في وقت كان مثلا من المنتظر أن يتم تزويد 16 منطقة بلدية جديدة بشبكة الغاز الطبيعي في الفترة الممتدة من جانفي إلى ديسمبر 2019، على أن يتم ربط 27 منطقة بلدية أخرى بين 2020 و 2022، وهو برنامج ربط مناطق بلدية يندرج ضمن برنامج وطني لربط 100 منطقة بلدية انطلق في سنة 2008.
وأقرّ بأنّ البرنامج البالغة قيمته 800 مليون دينار، شهد عدّة صعوبات عند تنفيذه، أهمها الأحداث التي حصلت إبّان الثّورة من خلال تعطل تقدم مشاريع المقاولات لربط المدن بشبكة الغاز الطبيعي. ورجّح المسؤول أن يتم الانتهاء من البرنامج، في أفق سنة 2024.
هذا وتعهدت الشركة التونسية للكهرباء والغاز خلال شهر مارس 2024، باستكمال مشروع تزويد ولاية جندوبة بالغاز الطبيعي، وذلك مع موفى السنة الجارية 2024 على أن تنطلق عملية ربط المنازل بالشبكة مع بداية السنة القادمة 2025.
وبيّن ممثلو الشركة التونسية للكهرباء والغاز، أن التأخر في الإنجاز مردّه وجود اعتراضات من قبل بعض المواطنين على تركيز الشبكة في أراضيهم وكذلك الشأن بالنسبة لعدد من الهياكل العمومية مثل وزارة الفلاحة والديوان الوطني للتطهير وغيرهما وهو ما يستوجب في نظرهم إقناع المواطنين المعترضين أو الجهات بضرورة التنسيق لحلحلة هذه الصعوبات.
وأكد البعض أنّ مشروع الغاز الطبيعي، ومنذ أن تم الإعلان عنه في 2019، دفع بعدد من المستثمرين المحليين إلى تعديل برنامجهم على هذا المحمل الذي وصف بالحيوي والأقل كلفة مقارنة باستعمال بقية مصادر الطاقة غير أن تعطل الأشغال باتت مصدر قلق لهم، وهو ما يستوجب في نظرهم استحثاث الأشغال.
ويشمل مشروع تزويد ولاية جندوبة بالغاز الطبيعي في مرحلته الأولى تمديد أنبوب فرعي بطول 50 كلم من باجة مزود للمنطقة السياحية طبرقة ومدينتي طبرقة وعين دراهم وببوش وأنبوب فرعي ثالث بطول 35 كلم خاص بمعتمديتي بوسالم وجندوبة المدينة وحي الطواهرية إلى جانب مدن بولايات سليانة وباجة والكاف.
ميناء المياه العميقة بالنفيضة
ومن المشاريع الأخرى التي ينتظر التونسيون الانتهاء منها مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة في محافظة سوسة. ففي عام 2006، وفي إطار مساعيها لتعزيز مكانتها الاقتصادية في حوض المتوسط، بدأت السلطات التونسية في التفكير في إنجاز مشروع للمياه العميقة يمتد على مساحة 3000 هكتار تشمل الميناء والمنطقة اللوجستية.
وكان من المفترض أن يوفر الميناء، الذي ستتحمل الدولة 75 % من تكلفة إنجازه، أكثر من 50 ألف موطن شغل، لكن المشروع لم ير النور بعد رغم مرور نحو عقدين على بدء التخطيط له.
الملعب الرياضي بالمنزه
وتشمل المشاريع المعطلة المجال الرياضي أيضا، فأشغال تهيئة ملعب المنزه الأولمبي مازالت معطلة وهي متوقفة منذ أشهر بسبب إشكاليات قانونية ولوجستية.
وكانت أولى الخطوات الملموسة في اتجاه تهيئة ملعب المنزه في عام 2018، خلال زيارة ميدانية أدّاها وزير التجهيز والإسكان الأسبق نور الدين السالمي إلى الملعب المذكور معلنا موعد انطلاق أشغال الترميم والتهيئة والتي قال إنها ستبدأ في منتصف العام 2019 باعتمادات مالية تُقدّر بـ22 مليون دينار تونسي وارتفعت الى 54 مليون دينار في عام 2021 لينتهي بها المطاف في حدود الـ100 مليون دينار لحظة انطلاق المشروع في شهر جوان من سنة 2022.
وبعد طول صمت في خصوص أشغال الملعب الرياضي بالمنزه، أقرّت الجهات المُشرفة في 2024 بوجود إخلالات كبيرة عند تنزيل المشروع على أرض الواقع منها ما هو متصلّ بوجود نقائص في مستوى التصاميم والأمثلة الهندسية ومنها ما هو متصلّ بضعف قدرة الشركة المقاولة على مجاراة نسق الأشغال، وفق ما صرّح به مدير البناءات والتجهيز بالإدارة العامة للمصالح المشتركة بوزارة الشباب والرياضة نوفل بلحاج رحومة، في وقت سابق، والذي أكّد أنّه تمّ فسخ العقد مع شركة المقاولات التونسية التي كُلّفت بتجديد الملعب الأولمبي بالمنزه في انتظار إسنادها لشركة صينية لم يحدد بعد موعد انطلاقها من جديد في العمل داخل الملعب الرياضي بالمنزه..